Announcing: BahaiPrayers.net


كتب أكثر من قبل حضرة بهاءالله

(آثار القلم الأعلى المجلد الثاني (يضم المجلد الثانى، الثالث والرابع
Gleanings
آثار القلم الأعلى المجلد الأول
أدعية مباركة الجزء الأول
أدعية مباركة الجزء الثالث
أدعية مباركة الجزء الثاني
أصول العقائد البهائية
ألواح حضرة بهاءالله إلى الملوك والرؤساء
الكتاب الأقدس
الكتاب الاقدس - الشّرح
الكتاب الاقدس - سؤال وجواب
الكتاب الاقدس
الكلمات المكنونة
الكلمات المكنونة الفارسية الترجمة العربية
الكلمات المكنونة
جواهر الأسرار
دعاء الروح
رسالة تسبيح وتهليل
سورة الأعراب
كتاب الإيقان
كلمات الله
لئالئ الحكمة المجلد الأول
لئالئ الحكمة المجلد الثالث
مجموعة من ألواح حضرة بهاءالله نزلت بعد كتاب الأقدس
مجموعة من الألواح المباركة طبعة مصر
مناجاة
منتخبات من آثار حضرت بهاء اللّه
نداء رب الجنود
نفحات الرحمن
Free Interfaith Software

Web - Windows - iPhone








حضرة بهاءالله : (آثار القلم الأعلى المجلد الثاني (يضم المجلد الثانى، الثالث والرابع
آثار قلم اعلی
جلد دوم
(مجموعه مجلّدات 2 ، 3 و 4)
(١)‌بسمى‌ الاعظم ‌الاقدس ‌العلىّ ‌الابهى

يا عندليب إسمع النّداء إنّه يظهر مرّة باسم الحبيب و أُخرى باسمى المحبوب و‌ تارة باسم قلمى الأعلی و طوراً بهذا‌ الإسم الّذى به ارتعدت فرآئص الأسمآء و انصعق من فى الارض و السّمآء إلّا من شآء اللّه ربّک المهيمن علی الأشياء انّه لهو ‌الفرد المتعالی العليم الحکيم. انّا ذکرناک من قبل بما فاح به عرف البيان فى الإمکان و سرت به نسمة اللّه على من فى السّموات و الارضين. تاللّه إنّ البطحآء و جدت عرف قميص مالک الأسماء و‌ الحجاز إهتزّت و نادت لک الحمد يا إله العالمين بما أظهرت نفسک لعبادک و شرّفت ديارک بقدومک. أشهد بک ظهر المقصود و توجّه کلّ حبيب إلی اللّه الفرد الخبير. و ‌الرّوح فى برّيّة الإشتياق يدعو ربّ البريّة و يقول لبّيک يا مقصود العالم و لبّيک يا محبوب العارفين. هذا يوم فيه تشرّف کلّ شىء بأنوار الظّهور و لکنّ القوم اکثرهم من الغافلين. إنّ الطّور ينادى امام الظّهور و يدعو الکلّ إلی مطاف المرسلين. فانظر فى النّاس و‌ مقاماتهم إنّهم کانوا أن ينتظروا فى اللّيالی و الأيّام من وعدوا به من قبل فى کتاب اللّه فلمّا أتى الوقت و‌ ظهرت راية الظّهور أعرضوا عن اللّه العزيز الحميد. إنّا ندع ذکرهم و ‌نذکر الّذين آمنوا هناک بذکر تنجذب به عقولهم و قلوبهم علی شأن لايمنعهم علمآء الأرض عن صراطى المستقيم. تاللّه إنّهم عبدة الظّنون و‌ الأوهام إنّ العلم تبرّء منهم يشهد بذلک لسانى فى ملکوتى العزيز المنيع. هم الّذين أعرضوا عن الوجه و ‌اعترضوا علی اللّه إذ أتى بحجّة غلبت الأشيآء و ‌بأمرٍ لا‌يقوم معه من فى السّموات و‌ الأرضين. قد حضر لدى المظلوم کتابک الّذى أرسلته إلی إسم الجود و‌ قرأه العبد الحاضر لدى العرش انّ ربّک لهو المبيّن العليم. و ‌اردنا أن نذکر کلّ إسم کان فى کتابک ليفرح بعناية اللّه العزيز الجميل. يا مهدى إنّ الکتاب علی هيئة اسمى الاعظم ينطق بين العالم إنّه لا اله إلّا أنا العزيز الوهّاب. طوبى لاذن فازت بإصغآء نداء اللّه و‌‌ ويلٌ لمن أعرض و ‌اتّبع کلّ غافل مرتاب. إنّه فى کلّ الأحيان ينادى من فى الامکان و يدع النّاس إلی الله مالک الرّقاب. قد ذکر ذکرک فى السّجن و‌ نزّل لک ما ابتسم به ثغر البيان. إفرح بذکرى ثمّ اشکر ربّک الّذى خلقک و عرّفک مطلع آياته و أيّدک علی هذا الأمر الّذى به زلّت الأقدام. طوبى لک و لأبيک و أُمّک و أختک و ضلعک إنّا نکبّر عليه و‌ عليهنّ من هذا المقام الّذى جعله اللّه مشرق الآيات. يا علی أُشکر بما يذکرک لسان الکبريآء من أُفقه الأعلی و ‌يدعوک و‌ من علی الأرض إلی البحر الأعظم الّذى ظهر أمام الوجوه باسمى المهيمن علی الممکنات. إنّا أردنا أن نقرّب الأُمم إلی اللّه مالک القدم وهم قاموا علی ضرّنا علی شأن ناح به الملأ الأعلى و ‌سکّان الفردوس و ‌الّذين طافوا العرش فى العشىّ و الإشراق. إنّا سمعنا ندآئک و أجبناک من المنظر الأکبر الّذى ينادى فيه مالک القدر إنّه لا إله الّا أنا العزيز العلّام. طوبى لنفس فازت بأيّامى و للسان نطق بذکرى و لعين توجّهت إلی أُفقى و ‌لبيت إرتفع فيه ذکرى و ‌لرِجلٍ سرعت إلی سوآء الصّراط. و‌ نذکر الباقر و‌ الأصغر و نبشّرهما بالذّکر الأکبر الّذى جرى من القلم الأعلی فى أعلی المقام. ألبهاء عليک و عليهما و علی أُمّک و ‌أُختک من لدى اللّه منزل الآيات. إنّا نذکر أمتنا و نقول يا أمتى کم من ملکة ما فازت بعرفان اللّه و ‌کم من ملک غفل عن الّذى يذکره فى اللّيالی و ‌الايّام. کم من أمير غرّته الدّنيا و کم من کبير حجّبته الاشيآء و ‌إنّک أقبلت و عرفت مولاک و انشأت فى ذکره ما استفرحت به أفئدة أولی الألباب. أشکرى اللّه بما أيّدک علی أمره و عرّفک مطلع أسمائه الّذى احتجب عنه العباد. طوبى للسان نطق بذکرى و ‌لقلب تزيّن بطراز حبّى و‌ لوجه توجّه إلی اللّه مالک الأديان. قد قرء ثناؤک لدى العرش و ‌قبلناه فضلاً من عندنا و ‌أثبتناه فى الکتاب. غنّى يا أمتى علی أفنان دوحة عرفانى إنّه ينفعک فى کلّ عالم من عوالمى يشهد بذلک ربّک مرسل الأرياح. يا قلمى الأعلى أُذکر من آمن باللّه مالک الأسمآء ليفرح و‌ يکون من الرّاسخين. يا يوسف قبل‌علی إنّا رأينا إقبالک أقبلنا إليک من هذا المقام الّذى جعله اللّه مقرّ عرشه العظيم. قد رفع اللّه شأن السّجن إلی مقامٍ يذکر دونه کلّ مقام رفيع. اِشهَدْ بما شهد اللّه قبل خلق السّموات و الأرض إنّه لا إله إلّا هو و الّذى ينطق إنّه لهو الکنز المخزون و الغيب المکنون قد ظهر بالحقّ بسلطان لم تمنعه جنود الأرض و‌ لا سطوة الظّالمين. قل يا إله الأسماء و‌ فاطر السّماء أسئلک بالإسم الّذى کان مقدّساً عن الحروف و الألفاظ و‌ منزّهاً عن الألسن و الأصوات بان تؤيّدنى علی الأستقامة علی أمرک و ‌القيام علی ذکرک و‌ ثنآئک. أى ربّ أنا ‌الّذى توجّهت إلی وجهک أسئلک بأن تجعلنى منغمساً فى بحر غفرانک و متمسّکاً بحبل عطآئک إنّک أنت المقتدر المتعالی الغفور الکريم. يا رسول يذکرک مالک الوجود و‌ ربّ الجنود من هذا المقام المحمود. إنّا نخبرک بالرّسول الّذى طار فى هوآئى و نطق بثنآئى بين عبادى و أخذه کوثر بيانى علی شأن أنفق روحه فى سبيلی کذلک يذکرک من عنده کتاب محفوظ. يا قلمى الأعلى أذکر عبدى الرّسول الّذى استشهد فى الزّورآء إنّه هو الّذى فوّض إليه سقاية بيتى الحرام بعد العبد الحاضر لدى عرش اللّه المهيمن القيّوم. انّه خرج فى الإشراق ليسقىَ بيت اللّه فى يوم الميثاق إذاً قتله المشرکون بظلم ناحت به الأشيآء و‌ الّذين طافوا العرش بخضوع و خشوع. أُذکره من قبلی و قل أوّل نفحة تضوّعت من أوراد حديقة المعانى عليک يا ايّها النّاطق بذکر مالک الأسمآء و ‌المتوجّه إلی الأُفق الاعلی أشهد أنّک سمعت النّداء و‌ أقبلت إلی الزّوراء مقرّ عرش ربّک فاطر السّماء إلی أن دخلت المقام المحمود و‌ فزت بلقآء اللّه مالک الغيب و ‌الشّهود. أنت الّذى ما منعتک ضوضآء الأمم و‌ لا شؤونات العالم توجّهت بوجهک و ‌عينک و‌ قلبک و‌ کلّ أرکانک إلی اللّه مالک الملوک و کنت طائفاً حول البيت إلی أن شربت رحيق الشّهادة فى سبيل المظلوم. عليک بهاءاللّه و بهاء من فى السّموات و الارض و ‌بهاء کلّ من آمن باللّه العزيز الودود. إنّا نذکر من أقبل إلی أُفقى و ‌تمسّک بحبل عنايتى الّذى سمّى بمحمّد قبل مهدى ليفرح بذکرى الّذى إذ ظهر هدر عندليب البيان علی الأفنان إنّه لا إله إلّا هو و ‌نطقت الأشيآء بين الأرض و ‌السّماء قد اتى الموعود من سمآء العناية و‌ الألطاف و ‌نادى الملکوت تاللّه قد ظهر مالک الجبروت بسلطان لا يقوم معه من فى السّموات و ‌الأرض و‌ نادت الحوريّات من الفردوس الأعلی. تبارک مالک الأسمآء و ‌فاطر السّماء الّذى ظهر و ‌تجلّى بأسمآئه الحسنى علی من فى ملکوت الأمر و‌ الخلق. أقبلوا يا ملأ الارض و‌ لا تکونوا من الغافلين. تاللّه قد ظهر يوم اللّه و‌ کشف الغطاء من کان مستوراً و ‌مخزوناً و ‌مکنوناً فى حجب الغيب فلمّا تمّ الميقات أظهر نفسه فضلاً من عنده إنّه لهو المقتدر القدير. هذا يوم فيه تکلّم منادى الطّور و ‌ينطق ربّ الجنود امام العالم انّه لا اله الّا انا الفرد الخبير. طوبى لک بما خرقت الاحجاب و‌ اقبلت الی الوهّاب اذ اعرض عنه کلّ غافل بعيد. فانظر الّذين ينسبون انفسهم الی الفرقان و ‌يدّعون العلم انّهم يفتخرون باسمى بين عبادى فلمّا اظهرت نفسى اعرضوا و ‌کفروا بالّذى آمنوا کذلک يذکرک المظلوم لتکون من العارفين. افرح بما ذکرت من قلمى الاعلی تاللّه انّه خير لک عمّا علی الارض يشهد بذلک لسانى فى سجنى البعيد و‌ نذکر ابنک الّذى فاز بعناية ربّه الغفور الکريم. من اقبل اليوم الی الافق الاعلی و ‌اعترف بما اعترف به مالک الاسمآء انّه من اهل البهاء فى لوح حفيظ. نسأل اللّه ان يوفّقک و ايّاه و ‌يؤيّدکما علی الاستقامة علی هذا الامر العظيم. طوبى لک يا هدى بما اقبلت الی اللّه مالک العرش و ‌الثّرى و ‌ربّ الاخرة و الاولی فى يوم فيه انشقّت الارض و ‌نسفت الجبال. نعيماً لقوىّ کسّر الاصنام باسم مالک الانام و ‌شرب الرّحيق المختوم باسمه القيّوم و‌ نطق بثنآئه بين الاحزاب. انّا رأينا اقبالک اقبلنا اليک و ‌سمعنا ندآئک أجبناک بهذا الکتاب الّذى إذ‌نزّل بالحقّ صاحت کتب العالم و ‌نادت تاللّه قد ظهر أُمّ الکتاب. إطلع من أُفق البيان باسم ربّک الرّحمن و قل يا ملأ الإمکان تاللّه قد فتح باب السّمآء و ‌أتى مالک الاسمآء علی ظلل السّحاب. فاخرجوا من بيوت الظّنون و ‌الأوهام لعمر اللّه قد أتت الأيّام الّتى تزيّنت بذکرها الزّبر و‌ الألواح. إسمع يا جواد صرير قلم إرادتى و ‌خرير مآء عنايتى و ‌هزيز نسآئم الوحى فى أيّامى و‌ حفيف سدرة المنتهى الّتى ارتفعت بهذا الإسم الّذى ذلّت له الرّقاب. فاسئل اللّه بان يجعلک مشتعلاً بنار حبّه و‌ ناطقاً بثنآء نفسه و ‌متوجّهاً فى کلّ الأحوال إلی باب فضله الّذى ما قدّر له البوّاب. خذ کوب البقاء باسم ربّک الأبهى ثمّ اشرب منه الکوثر الاصفى مرّة باسمى و ‌اخرى بذکرى الّذى خضعت له الاذکار. کذلک طرّز ديباج کتاب البيان بذکر ربّک الرّحمن اذا فزت به اشکر و قل لک الحمد يا منزل الآيات. يا علی يخاطبک المظلوم من هذا المقام ليأخذک جذب بيان ربّک مالک الوجود. اشهد بما شهد اللّه انّه لا اله الّا هو المهيمن القيّوم. طوبى للسان اقرّ بما اقرّ به لسان القدم و ‌لوجه توجّه الی وجه اللّه مالک الملکوت. قل هذا يوم بشّر به محمّد رسول اللّه من قبل و ‌من قبله الانجيل و ‌الزّبور اتّقوا اللّه يا قوم و لا تنکروا هذا الفضل الّذى احاط الغيب و ‌الشّهود. دعوا ما عندکم و‌ خذوا ما عند اللّه کذلک يأمرکم مطلع الوحى فى هذا اللّوح المسطور. تجنّبوا يا قوم عن الّذين اتّبعوا اهوآئهم و‌ کفروا باللّه ربّ ما کان و ‌ما يکون. تشبّث بذيل عناية ربّک و قل لک الحمد بما عرّفتنى مظهر نفسک و‌ ايّدتنى علی ذکرک و‌ ثنآئک فى يوم فيه اسودّت الوجوه. اسئلک بان تکتب لی ما کتبته لاصفيآئک الّذين وفوا بميثاقک و ‌نصروا امرک المحتوم. يا محمّد قبل علی انّا نبشّرک بظهور اللّه و ‌سلطانه و ‌قدرته و ‌اقتداره لتفرح و ‌تکون من الشّاکرين. قد انار افق العالم بنيّر اسمنا الاعظم و لکنّ الامم فى حجاب مبين. قد اشتعلت الاشيآء من نار کلمة ربّک مالک الاسمآء و لکنّ ملأ الانشآء اتّبعوا اهوآئهم و‌ ‌اعرضوا عن الّذى وعدوا به فى کتاب اللّه ربّ العالمين. کلّما امنع القلم عن ذکر مالک القدم يأخذ بايادى الرّجاء ذيل ربّه فاطر السّماء و ‌يقول يا مالک الامم اسئلک باسمک الاعظم بان لا تجعلنى محروماً عن ذکرک فى ايّامک انّک انت المقتدر المتعالی الغفور الکريم. فأذن لی يا الهى بان اخبر النّاس بما علّمتنى من اسرار حکمتک و‌ اريتنى لئالئ علمک لتجذب بها افئدة عبادک الّذين اقبلوا اليک اذ اعرض اکثر خلقک کذلک قضى الامر اذ يمشى جمال القدم فى هذا المنظر الکريم. طوبى لک بما توجّه اليک وجه اللّه و ‌يکلّمک مکلّم الطّور فضلاً من عنده انّه لهو الفضّال القديم. يا محمود اسمع ندائى من مقامى المحمود ثمّ اشهد بما شهد لسان العظمة انّه لا اله الّا انا المهيمن القيّوم. قد ارسلنا الرّسل و‌ انزلنا الکتب و‌ فصّلنا فيها ما يرفع العباد الی الغاية القصوى و ‌الجنّة العليا و لکنّ القوم اعرضوا بما اتّبعوا کلّ ناعقٍ مردود. کم من عالم تمسّک بالشّريعة و‌ بها افتى علی منزلها يشهد بذلک اهل سرادق عظمتى و ‌فسطاط عصمتى و لکنّ النّاس اکثرهم من الغافلين. طوبى لبصير ما منعه الهوى عن مولی الورى و‌ لسميع توجّه و ‌سمع ندآء اللّه الملک العزيز الودود. يا رضا تاللّه من فاز برضائى انّه من اهل ملکوتى يصلّى عليه الملأ الاعلی و ‌اهل مدآئن الاسمآء يشهد بذلک فاطر السّمآء فى هذا الکتاب المحتوم. من فاز به فاز بکلّ الخير و‌ الّذى منع انّه من اهل التّابوت. طوبى لنفس نبذت ما ارادت و اخذت ما اراده اللّه المهيمن القيّوم. ليس فى علم اللّه مقام اعظم منه نعيماً لمن شرب هذا الرّحيق من يد عطآء ربّه الغفور. لو تعرف لذّة بيان ربّک لتطير فى الهوآء و‌ تمشى علی المآء و ‌تنادى فى برّيّة العالم لبّيک لبّيک يا اله الوجود و‌ لبّيک لبّيک يا مالک الغيب و ‌الشّهود لبّيک لبّيک يا سلطان الملوک. اشهد بک تشرّف العالم و‌ بظهورک اهتزّ الطّور و ‌ينادى و ‌يقول لک الحمد يا من بک نطقت الاشيآء و ‌ظهرت الکنوز. کذلک زيّنّا افق سمآء البيان بنيّر العرفان اشکر ثمّ احمد ربّک العزيز الودود. يا علىّ قبل نقىّ انّا نذکرک خالصاً لوجهى ليجذبک ندآئى الی ملکوتى و‌ يقرّبک الی بحر عنايتى انّ ربّک لهو الغفور الکريم. لايعادل بکلمة من کلمات ربّک خزآئن الارض کلّها فاعرف وکن من الحامدين. تفکّر فى فضل ربّک انّه يذکرک فى السّجن الاعظم بذکر لا‌يعادله ما عند الملوک و‌ السّلاطين. انّک اذا شربت رحيق بيانى و فزت بکتابى قم مقبلاً الی قبلة الوجود و قل يا اله الغيب و الشّهود اسئلک بنفحات ايّامک و ‌فوحات قميص عنايتک بان تجعلنى ثابتاً راسخاً علی امرک انّک انت المقتدر علی ما تشآء و‌ فى قبضتک ملکوت الاسمآء تفعل ما تشآء و‌ تحکم ما تريد. يا اسد اسمع ندآء الفرد الاحد انّه يدعوک الی اللّه ربّ العالمين. من النّاس من اراد ان يطفئ نور ‌الله قل تبّاً لک يا ايّها الغافل البعيد. انّه وضع امره علی اساس ثابت راسخ متين. لا تزعزعه ارياح العالم و لا اشارات الامم کذلک قضى الامر فى لوح حفيظ. قل يا معشر العلمآء لِمَ اعرضتم عن الّذى به ارتفعت اسمآئکم و‌ علت مقاماتکم اتّقوا اللّه و لا تکونوا من الّذين کفروا بحجّة اللّه بعد ظهورها و ‌اعرضوا عن نعمة اللّه بعد انزالها کذلک ينصحکم مولی الورى فضلاً من عنده و هو النّاصح العليم. قل بظلمکم ناح رسل اللّه فى اعلی المقام و اهل الفردوس فى مقام کريم خافوا اللّه و‌ لا تفتوا علی الّذين به نصب الميزان و‌ ظهر صراط اللّه العزيز الحميد. أ تقتلون الّذى يدعوکم الی الافق الاعلی و‌ ينزّل عليکم من سمآء الرّوح ما ينجذب به اولوالنّهى اتّقوا اللّه و لا تکونوا من الظّالمين. قد ظهر بحر العلم امام وجوهکم و‌ انتم فى هيمآء الظّنون من المتحيّرين. ارفعوا رؤوسکم انّ الشّمس فى وسط الزّوال کذلک يذکّرکم اللّه فضلاً من عنده انّه لهو الغفور الرّحيم. يا نصراللّه ايّاک ان تحزنک شئونات العالم او تخوّفک سطوة الامم توکّل فى کلّ الاحوال علی العليم الخبير. انّه يشهد و‌ يرى و ‌فى قبضته ملکوت الآخرة و ‌الاولی يکتب لمن اراد اجر من فاز بلقآئه و‌ شرب من بحر وصاله انّه لهو المقتدر القدير. قل قد ظهر ما لا‌ظهر فى العالم اسمعوا يا قوم ندآء من ينطق بين الامم ايّاکم ان تحجبکم شئونات الخلق عن الحقّ دعوهم بانفسهم و‌ اقبلوا الی العزيز الحميد. البهاء من لدن مالک السّمآء علی کلّ عبد اقبل و آمن و‌ علی کلّ امة سمعت و‌ شربت کوثر محبّة ربّها الغنىّ العزيز الجميل. يا قلم الاعلی توجّه الی الّذين آمنوا باللّه فاطر السّمآء و‌ لا تمنعهم عن صريرک‌ الاحلى انّا جعلناک مترجماً فى الملک من لدن ربّک المقتدر المتعالی المهيمن القيّوم. بشّر عبدنا الّذى سمّى باسکندر بما ذکره مالک القدر فى المنظر الاکبر ليفرح و‌ يکون من الشّاکرين. قل انّک شربت من مآء الحيوان الّذى منع عنه اسکندر الاوّل يشهد بذلک سلطان الملل و‌ مزيل العلل الّذى ينطق فى السّجن الاعظم بين الامم انّه لا اله الّا هو العليم الخبير. انّه دار‌البلاد و‌ ما فاز بما اراد و ‌انّک فزت به فى البيت فضلاً من لدن غفور کريم. قل انّ مآء الحيوان هو حبّ الرّحمن فى الامکان تعالی من اخذ و‌ شرب باسمى العزيز البديع. فکّر فى القرون الخالية اين اسکندر و‌ امثاله و‌ اين اعلامهم المنصورة و ‌راياتهم المنصوبة و‌ اين رماحهم المشروعة و ‌سهامهم الطّائرة و ‌اين اعناقهم المتطاولة و ‌قصورهم المشيّدة و ‌اين خيامهم المضروبة و‌ خبائهم المرفوعة و‌ اين اوامرهم النّافذة و ‌معاقلهم العالية و ‌اين صليل سيوفهم و ‌صهيل خيولهم و ‌اين تغرّدات طيورهم و ‌نغمات مغنّياتهم و‌ اين هدير ورقآئهم و ‌خرير انهارهم و‌ اين من ارتعد من سطوته العالم و‌ اضطرب من ظلمه الامم و‌ اين من افتخر بالملک معرضاً عن الملکوت و‌ اين من اخذه الغرور الی ان اعرض عن مالک الجبروت. اين من حکم علی الافاق و اين من نقض الميثاق. اين الّتى خجل غصن البان عند تمايلها و‌ تطاولها و ‌توقّفت الشّمس عند کشف قناعها و ‌ظهور جمالها. اين قصور القياصرة و ‌فروع الفراعنة و‌ اين شوکة الاکاسرة و جبروت الجبابرة. اين من غرّته الصّفوف و‌ يرى ورآئه الالوف و‌ اين من طار فى هوآء الغرور و‌ اعرض عن اللّه مالک النّشور. اين بساطهم و‌ نشاطهم و‌ عزّتهم و‌ اقتدارهم و‌ اين خزآئنهم و زخارفهم و‌ اوامرهم و‌ هياکلهم. قد انزلهم اللّه من اعلی غرفات قصورهم الی اسفل درکات قبورهم. لو يتفحّص احد فيها هل يقدر ان يميّز جماجم الملوک عن‌المملوک او براجم الغنىّ عن الصّعلوک لا‌و‌مالک الملکوت و‌ سلطان الجبروت. قد رجعوا الی منازلهم و سکنوا فى مقابرهم. قد اخذت منهم المقامات و الشّئون انّا‌للّه و‌ انّا اليه راجعون. کذلک نطق لسان العظمة بين البّرية اقرء و قل لک الحمد يا من ذکرتنى و‌ لک الثّنآء يا مقصود العالمين. فاسئل اللّه بان يجعلک مستقيماً علی امر ربّک و ‌يبلّغک الی مقام لا‌تمنعک جنود الظّالمين. ذکّر من لدنّا لمن سمّى بمحمّد قبل حسن ليقرّبه ذکر اللّه الی البحر الاعظم الّذى يسمع من خرير امواجه انّه لا اله الّا هو العزيز الودود. يا اهل الارض لا تجعلوا دين اللّه سبباً لاختلافکم انّه نزّل بالحقّ لاتّحاد من فى العالم اتّقوا اللّه و لا تکونوا من الجاهلين. طوبى لمن يحبّ العالم خالصاً لوجه ربّه الکريم. تمسّکوا بالکتاب الاقدس الّذى انزله الرّحمن من جبروته المقدّس المنيع. انّه لميزان اللّه بينکم يوزن به کلّ الاعمال من لدن قوّى قدير. طوبى لمن وجد منه حلاوة بيان ربّه و‌ شرب من کلماته کوثر اوامر اللّه ربّ العالمين. لا‌تسبّوا احداً بينکم و لا تتّبعوا خطوات الغافلين. قد جئنا لاتّحاد من علی الارض و‌ اتّفاقهم يشهد بذلک ما ظهر من بحر بيانى بين عبادى و لکنّ القوم اکثرهم فى بعد مبين. ان يسبّکم احد و‌ يمسّکم ضرّ فى سبيل اللّه اصبروا و‌ توکّلوا علی السّامع البصير. انّه يشهد و‌ يرى و‌ يعمل ما اراد بسلطان من عنده انّه لهو المقتدر القدير. قد منعتم عن النّزاع و الجدال فى کتاب اللّه ربّ العرش العظيم. تمسّکوا بما تنتفع به انفسکم و‌ اهل العالم کذلک يأمرکم مالک القدم الظّاهر بالاسم الاعظم انّه لهو الامر الحکيم. انّک اذا فزت بکتابى قل اشهد انّک انت الّذى بک نصب الصّراط و ‌وضع الميزان و‌ نفخ فى الصّور و‌ انصعق من فى السّموات و الارض و‌ ظهر لوح حفيظ. قد اراد وجه اللّه ان يتوجّه الی احدٍ من عباده و‌ يذکره فضلاً من عنده انّه لهو الفضّال الکريم. يا سيّد قبل اسد انّ المظلوم يذکرک و‌ يدعوک الی اللّه ربّ العالمين. اشکر بما تحرّک علی ذکرک قلمى و‌ اقبل اليک وجهى و‌ انزل لک لسان بيانى من ملکوت وحيى ما لو تضعه علی الجبال لتراها خاضعة متذلّلة للّه الفرد المتعالی العزيز الجميل. قل الهى الهى احبّ عند کلّ حجر ادعوک باسمک الکريم و‌ عند کلّ مدر اذکرک باسمک الرّحيم و ‌احبّ فى الجبال ارفع ندآئى حبّاً لجمالک و‌ فى الاکام صريخى و‌ صيحتى شوقاً للقآئک. قدّر‌لی يا الهى ما اراده قلم تقديرک فى سبيلک و‌ رضآئک. ترى يا الهى عبراتى فى فراقک و‌ زفراتى فى وصالک اسئلک بالکلمة العليا الّتى تثنيک بين الارض و السّمآء بان تکتب لعبدک من قلمک الاعلی ما يجعله بکلّه منقطعاً اليک و‌ متمسّکاً بک و‌ قآئماً علی خدمتک و‌ مترصّداً امرک. اى ربّ بحر الفقر اهتزّ فى نفسه بما رأى امواج بحر غنآئک. قدّر ‌له يا الهى ما ينبغى لک فى ايّامک انّک انت المقتدر علی ما تشآء فى قبضتک ملکوت الاشيآء لا اله الّا انت المهيمن العزيز الحکيم. کذلک فتحنا علی وجهک باب البيان لتشکر ربّک الخبير و‌ نذکر من سمّى بصادق ليفرح بذکر موله و‌ يکون من الّذين توجّهوا بکلّهم الی اللّه مالک الرّقاب. قل الهى الهى لِمَ خلقت العيون لعبادک و‌ اعطيتهم بصآئر من فضلک ان اعطيتهم لمشاهدة جمالک و النّظر الی انوار وجهک فاکشف الاحجاب عنها بجودک و الطافک لتشاهدک مستوياً علی عرش عظمتک فى ايّامک و‌ ان خلقتها يا الهى لغيرک اذاً تشهد الاشيآء بّانهم فى خسران لم‌يکن اعظم منه فى مملکتک. و‌ عزّتک يا محبوب فؤادى و‌ مقصود قلبى احبّ ان تعذّبنى بعذاب لم يکن اکبر منه فى علمک و‌ تکتب لی عذب لقآئک. اى ربّ کنت راقداً هزّنى نسيم يوم ظهورک فلمّا ايقظنى الهمنى ما کنت غافلاً عنه فى ايّامک. اى ربّ وجدت عرفک سرعت اليک اسئلک بان لا تجعلنى محروماً عمّا قدّرته فى کتابک من بدآئع فضلک و لا ‌ممنوعاً عن الاستقامة فى امرک فاکتب لی يا الهى من قلمک الاعلی خير الاخرة و الاولی انّک انت المقتدر القدير. يا علی قلب العالم قد اقبل الی احبّآئه و‌ ينصحهم بما نصحنا به احد اغصانى الّذى سمّى ببديع اللّه فى کتاب الاسمآء و بعلىّ قبل محمّد فى لوح نطق انّه لا اله الّا انا العزيز الوهّاب. انّا نوصى الکلّ بالصّبر و السّکون و الامانة الّتى کانت وديعة اللّه بين خلقة طوبى لرافعى اعلامها و‌ حافظى مقامها. قلنا يا بديع کن فى الّنعمة منفقاً و‌ فى فقدها شاکراً و‌ فى الحقوق اميناً و‌ فى الوجه طلقاً و‌ للفقرآء کنزاً و‌ للاغنيآء ناصحاً و‌ للمنادى مجيباً و‌ فى‌الوعد و فيّاً و‌ فى‌الامور منصفاً و‌ فى‌الجمع صامتاً‌ و فى القضآء عادلاً و‌ للأنسان خاضعاً و‌ فى الظّلمة سراجاً و‌ للهموم فرجاً و‌ للظّمأن بحراً و‌ للمکروب ملجاءً و‌ للمظلوم ناصراً و‌ عضداً و‌ ظهراً و‌ فى الاعمال متّقياً و‌ للغريب وطناً و‌ للمريض شفآءً و‌ للمستجير حصناً و‌ للضّرير بصراً و‌ لمن ضلّ صراطاً و‌ لوجه الصّدق جمالاً و‌ لهيکل الامانة طرازاً و‌ لبيت الاخلاق عرشاً و‌ لجسد العالم روحاً و‌ لجنود العدل رايةً و ‌لافق الخير نوراً و‌ للارض الطّيّبة رذاذاً و‌ لبحر العلم فلکّا و‌ لسمآء الکرم نجماً و‌ لرأس الحکمة اکليلاً و‌ لجبين الدّهر بياضاً و‌ لشجر ‌الخشوع ثمراً. فاسئل اللّه ان يحفظک من حرارة الحقد و‌ صبّارة البرد انّه قريب مجيب. کذلک نطق لسانى لاحد اغصانى و‌ ذکرناه لاحبّآئى الّذين نبذوا الاوهام و‌ اخذوا ما امروا به فى يوم فيه اشرقت شمس الايقان من افق ارادة اللّه ربّ العالمين. يا ‌محمّد قبل حسين اسمع ما يناديک به المظلوم انّه يذکرک خالصاً لوجه اللّه لتقوم علی ذکره و ثنآئه بين العباد. ايّاک ان تحزنک شئونات الخلق او تخوّفک اشارات الّذين کفروا بالمبدء و المآل. ضع ما عند النّاس امراً من لدنّا و‌ خذ ما اوتيت به فى الکتاب. قل يا ملأ الارض تالله قد ظهر اللّوح المحفوظ و‌ انّه يمشى بين عباده و‌ يقول هذا يوم وعدتم به فى کتب اللّه من قبل اتّقو اللّه و لا تتّبعوا کلّ مشرک مرتاب. و‌ اخرقوا الاحجاب باسمى و السّبحات بنار ‌حبّى کذلک يأمرکم من نطق بالحقّ فى اعلی المقام. طوبى لغريب قصد الوطن و‌ لبعيدٍ سرع الی بحر‌القرب و‌ لعليل توجّه الی کوثر الشّفآء فى يوم فيه نطقت الاشيآء الملک للّه ربّ الارباب. اعرف قدر هذه الايّام و‌ خذ قدح الانقطاع باسم ربّک مالک الانام ثمّ اشرب منه بالرّوح و الرّيحان. فانظر ثمّ اذکر الدّنيا و‌ ما ترى فيها من شئوناتها و‌ تغييرها و‌ اختلافها تاللّه انّها تدعو فى کل الاحيان اهلها و‌ تقول فاعتبروا يا اولی الابصار. انّها تذکّر النّاس و‌ تخبرهم بزوالها و‌ فنآئها و لکنّ القوم فى سکر عجاب. اسمع ندآئى ثمّ اعمل بما اُمرت به فى هذا الکتاب الّذى شهدت له الذرّات. کم من عارف غرّته العلوم و المعارف و‌ کم من جاهل اقبل الی الافق الاعلی و‌ قال لک الحمد يا من عرّفتنى مشرق آياتک فى هذا اليوم الّذى فيه ناح الرّعد و صاح السّحاب بما ورد علی اصفيآء اللّه من الّذين شغلتهم اموالهم و انفسهم عن اللّه فى يوم المعاد. طوبى لبصير فاز بانوار الوجه و‌ لقلب اقبل الی قبلة الآفاق. يا طير البيان غرّد علی الافنان باسم ربّک الرّحمن ثمّ اذکر من سمّى ببهآء‌الدّين ليأخذه جذب آيات ربّه علی شأن يطير باجنحة الاشتياق فى کلّ الاحيان الی اللّه مالک يوم الطّلاق. هذا کتاب انزله الوهّاب اذ اتى علی السّحاب و‌ اعرض عنه کلّ الاحزاب الّا من شآء اللّه مالک الرّقاب. تاللّه انّه لهو الکنز المخزون و الغيب المکنون قد اتى من مطلع الرّوح بآيات عجز عن عرفانها من فى السّموات و الارض الّا من ايّده اللّه بفضل من عنده انّه لهو العزيز العلّام. انّا سمعنا ما تغرّد به العندليب الّذى سمّى من لسان اللّه مالک الايجاد و‌سمعنا ذکرک ذکرناک بهذا الکتاب الّذى ينطق بين العالم انّه لا اله الّا انا العزيز الوهّاب. طوبى لک و لا بيک الّذى طار الی افقى و سمع ندآئى و‌ اخذه جذب آياتى علی شأن فدى روحه فى سبيلی يشهد بذلک لسان العظمة فى اعلی‌المقام. انّا نذکره کما ذکرناه من قبل فضلاً من عندنا و‌ انا العزيز الفضّال. عليه بهآئى و بهاء اهل ملکوتى و جبروتى و بهاء الّذين يطوفون العرش فى العشىّ و الاشراق. انّک تمسّک بحبل الحکمة ثمّ اسئل اللّه بان يسقيک کوثر الاستقامة بايادى العناية و‌ يکتب لک ما کتبه لکلّ موقن صبّار. يا محمّد قبل صادق افرح بما توجّه اليک وجه اللّه الملک المهيمن القيّوم و‌ يذکرک بما يتضوّع به عرف الرّحمن فى الامکان تبارک اللّه ربّ ما کان و‌ ما يکون. لمّا انار افق سمآء العلم و جرى فرات الحکمة اعرض عنه العلمآء و‌ افتوا علی الّذى تزيّن بذکره لوح محفوظ. قد کانوا ينتظرون ايّام اللّه فلمّا ظهرت بالحقّ کفروا بالشّاهد و المشهود. قل يا‌معشر العلمآء اتّقوا اللّه و لا تتّبعوا اهوآئکم اخرجوا من اماکنکم متوجّهين الی اللّه مالک الوجود. لا تنفعکم اليوم علومکم و لا ‌ما عندکم ضعوا الاوهام و‌ خذوا ما اوتيتم من لدى اللّه مالک الملکوت. کم من عارف افتى علی المعروف و‌ کم من عالم حکم علی المعلوم و‌ کم من امّى دخل الملکوت باسم ربّه العزيز الودود. ان اخذک سکر رحيق بيانى و‌ اجتذبک کوثر عرفانى خذ قدح الانقطاع باسمى ثمّ اشّربه بذکرى المحبوب. کذلک نطق القلم الاعلى اذ‌ استقرّ مالک الاسمآء علی اعلی الجبال بسلطانٍ غلب الغيب و الشّهود. يا قلم الاعلى اذکر العندليب مرة اخرى الّذى اقبل الی اللّه مالک الايجاد اذ اعرض عنه کلّ عالم و‌ اعترض عليه کلّ عارفٍ و‌ افتى عليه کلّ ذى حکم کفر باللّه ربّ العالمين. تاللّه قد صعدت زفراتى و‌ نزلت عبراتى و بکت عين شفقتى و‌ ناح قلبى بما ارى العباد معرضين عن بحر رحمتى و‌ شمس فضلی و سمآء کرمى الّذى احاط من فى السّموات و الارضين. يبشّرهم لسان المقصود و‌ يدعوهم الی المقام المحمود و‌ هم يفتون عليه بظلم مبين. قد نقضوا ميثاق اللّه و‌ عهده و‌ کفروا بالّذى آمنوا به من قبل يشهد بذلک من عنده لئالئ العرفان من لدن عليم حکيم. هذا يوم فيه ينادى الميزان تاللّه قد اتى الرّحمن و‌ انا المميّز الخبير و‌ يصيح فيه الصّراط و‌ يقول قد ظهر السّبيل المستقيم و‌ فيه تنطق الذّارت يا‌ملأ الارضين و السّموات قد اتى منزل الآيات بسلطان لا تقوم معه جنود العالم و لا ‌سطوة الّذين غفلوا عن هذا الامر العظيم. قد ظهر ما لا ظهر فى الابداع و لکنّ النّاس اکثرهم من الغافلين. يا اشرف انت الّذى اقتديت بمولاک انّه ما منعه عن الامر ضوضآء من علی الارض نطق باعلی النّدآء و‌ دعا الکلّ الی العزيز الحميد. انّک قد نصرت دين اللّه و امره و‌ اشتغلت بالتّبليغ فى هذا الايّام الّتى فيها نطق لسان العظمة و بها تزيّنت کتب اللّه المقتدر العزيز الجميل. انت الّذى ما منعتک شئونات الدّنيا عن ذکر مالک الورى يشهد بذلک ربّ العرش و الثّرى فى هذا المقام الرّفيع. لا‌تحزن من شىءٍ توکّل علی اللّه انّه معک فى کلّ الاحوال انّه لهو الشّاهد البصير. قل يا ملأ الارض اتّقوا اللّه و لا تتّبعوا اهوآئکم اسرعوا الی البحر الاعظم الّذى ماج بين العالم بسلطان غلب العالمين. اذکر اذ نطق لسان العظمة فى اوّل الايّام فى السّجن الاعظم قد ماج بحر البلآء و‌ احاطت الامواج فلک اللّه المهيمن القيّوم. انّک انت يا ملّاح لا تضطرب من الارياح انّ فالق الاصباح معنا فى هذه الظّلمة الّتى احاطت العالمين. کذلک اشرقت شمس البيان من افق ارادة ربّک الرّحمن و لکنّ النّاس اکثرهم من النّآئمين. انّهم ما انتبهوا من ندآء اللّه و‌ ما وجدوا حلاوة آياته يشهد بذلک کلّ عارف بصير. قل يا ملأ الارض تاللّه قد سرت سفينة اللّه علی بحر البيان و‌ انّها تمرّ علی البرّ و البحر لو انتم من العارفين. تمسّکوا بها باسم اللّه ربّکم انّه ينجيکم فضلاً من عنده انّه لهو الغفور الکريم. انّک اذا وجدت عرفى من قميص بيانى و‌ فزت بکتابى قل لک البهاء يا محبوب العالم و‌ لک الثّناء يا اله من فى السّموات و الارضين. افرح بما ذکرک المظلوم مرّة بعد مرّة بآيات لا‌تنقطع نفحاتها عن العالم يشهد بذلک مالک القدم من هذا الافق المنير. يا قلم الاعلى قل بندآئى الاحلی انجذبت الاشيآء و باسمى الابهى ماج بحر الاسمآء و‌هاج عرف اللّه المهيمن القيّوم. قل بهذا الظّهور رجع حديث الطّور و‌ نفخ فى الصّور و‌ قام العباد للّه العزيز الودود. قل باصبعى فّک ختم الرّحيق المختوم و‌ ظهر الاسم القيّوم و‌ قام علی الامر علی شأن ما منعته ضوضآء العباد و‌ ما خوّفته سطوة الجنود. يا عيسى افرح بما يذکرک مالک العرش و الثّرى لعمر اللّه هذا مقام لا يعادله شىء فى الارض تفکّر و قل لک الثّنآء يا اله الغيب و الشّهود. قل هذه ارض ارتفع فيها ندآء ابن مريم الّذى بشّر النّاس بهذا الظّهور الّذى اذ ظهر نطق الملأ الاعلی قد اتى الغيب المکنون بسلطان مشهود. هذا مقام طافه الرّوح و‌ اهل الفردوس الاعلی يشهد بذلک مالک الاسمآء و لکنّ القوم هم لا يسمعون. ضع سوآئى و خذ کتابى کذلک يأمرک لسان عظمتى من هذا المقرّ الّذى لا يرى فيه الّا اللّه مالک الوجود. يا احبّآء الرّحمن فى البلدان اسمعوا ندآء المظلوم الّذى ظهر باسمه القيّوم انّه يدع الکلّ الی الافق الاعلى و المقام الاسنى يشهد بذلک کلّ الاشيآء و لکنّ النّاس اکثرهم من المعرضين. اشهدوا بما شهد اللّه قبل خلق السّموات و الارض انّه لا اله الّا انا الفرد الواحد العليم الحکيم. انّا نوصيکم بما وصيّنا به احد اغصانى من قلمى الّذى سمّى بضيآء ‌الله فى لوحى الحفيظ. شهد اللّه اننّى آمنت بالّذى بذکره شرب المقرّبون الرّحيق المختوم و المخلصون ما عجز عن ادراکه من فى السّموات و الارض الّا من شآء اللّه ربّ العالمين. يا ضيآء کن فى البأسآء صابراً و فى الامور راضياً و‌ فى الحقّ موقناً و‌ فى الخير سارعاً و‌ فى اللّه قانتاً و‌ علی النّاس ساتراً و‌ عن الهوى معرضاً و الی الحّق راکضاً و‌ للعباد سحاباً و‌ عند الخطاء عطوفاً و‌ لدى العصيان غفوراً و‌ فى العهد قائماً و علی الامر مستقيماً. کذلک يوصيک المظلوم ثمّ بتقوى اللّه ثمّ يوصيک بالامانة و الصّدق عليک بها ثمّ عليک بها. طوبى لک و‌ لمن احبّک لوجه اللّه و ويل لمن ابغضک و‌ اعرض عمّا امر به فى الکتاب. يا ابراهيم اسمع ندآء اللّه الفرد الحکيم انّه سمع ندآئک و‌ اجابک فضلاً من عنده انّه لهو الغفور الکريم. اذا فزت بآياتى و وجدت عرف بيانى ولّ وجهک شطرى و قل اشهد بک قام القيام و بظهورک نفخ فى الصّور و بکلمتک العليا نطقت الاشيآء الملک للّه الفرد الخبير. لو تجد لذّة بيانى تطير باجنحة الاشتياق فى هوآئى و تشهد بما شهد لسان عظمتى فى ملکوت بيانى انّ ربّک لهو المفصّل العليم و‌ نذکر اخاک و‌ من معکما من الّذين اقبلوا الی اللّه فى يوم فيه ارتعدت فرائص کلّ ظالم بعيد. کذلک زيّنّا بحر البيان بفلک المعانى و‌ انّها سرت عليه باسمى العزيز البديع. لکم ان تشکروا اللّه فى کلّ الاحوال بهذا الفضل العظيم. يا صفا يذکرک مالک الاسمآء الّذى ظهر باسمه القيّوم و به فکّ ختم الرّحيق المختوم طوبى لقاصد قصد و شرب و قال لک الحمد يا اله العالمين. قل انّه اتى بحجّة اللّه و برهانه و‌ ينطق فى کلّ الاحيان الملک للّه العليم الخبير. يا ملأ الارض خافوا اللّه و لا تتّبعوا الّذين اعرضوا عن وجه به انار ملکوت اللّه العزيز العظيم. تاللّه من حرکة قلمى تحرّک القلم الاعلی و‌ من ندآئى ارتفع الّندآء من مکمن الکبريآء و لکنّ النّاس اکثرهم من الغافلين. انّه يدع الکلّ الی البحر الاعظم و لکنّ الامم اکثرهم من المعرضين. کذلک انار افق البيان من نيّر بيانى البديع المليح. يا وهّاب اسمع ندآء من يناديک فى المآب و‌ يدع الکلّ الی هذا الافق الّذى به ظهر ما کان مسطوراً فى کتب اللّه المهيمن القيّوم. ايّاک ان يحزنک شىء من الاشيآء دع العالم ورآئک و تمسّک بالاسم الاعظم الّذى به ظهر ما کان مکنوناً فى حجب الغيب و‌ مخزوناً فى علم اللّه مالک الوجود. کن علی شأن لا تزعزعک شئونات الارض عن هذا الامر الّذى به تحّرک کلّ بنيان مرصوص. ستفنى الارض و‌ ما فيها و‌ عليها و‌ يبقى ما قدّر لاحبّائى فى لوحى المحفوظ. يا ابا‌طالب يذکرک الفرد الاحد بذکر يجد منه المخلصون عرف اللّه العزيز الودود. قل يا ملأ الفرقان قد اتى الرّحمن بسلطان مشهود ايّاکم ان تمنعکم شئونات الخلق عن الّحق دعوا اهوآئکم خذوا ما امرتم به من لدى اللّه مالک الغيب و الشّهود. قل يا ملأ الانجيل قد فتح باب السّمآء و اتى من صعد اليها و‌ انّه ينادى فى البرّ و البحر و‌ يبشّر الکلّ بهذا الظّهور الّذى به نطق لسان العظمة قد اتى الوعد و هذا هو الموعود. کن علی شأن لا تزلّک شئونات الارض خذ قدح الاستقامة باسم مالک البريّة ثمّ اشرب منه باذن اللّه مالک الملکوت. قد ارتفع النّعاق فى الافاق و هذا ما اخبرنا العباد به فى کتاب مسطور. ان يأتکم فاسق بکتاب السّجين دعوه ورآئکم مقبلين الی اللّه العزيز المحبوب. سوف تنتشر الواح النّار فى الدّيار کذلک يخبرکم من عنده علم ما کان و ما يکون. تمسّکوا بحبل اللّه و رحمته الّتى سبقت الشّاهد و المشهود. انّا نذکر الالف و القاف قبل الالف و الجيم ليشکر ربّه الغفور الکريم. يا ملأ الارض قد اتى يوم الّنصر و‌ ظهر مکلّم الطّور بآيات عجز عنها من فى السّموات و الارضين. انّا منعنا الکلّ عن الفساد و النّزاع و‌ قدّرنا النّصر فى الذّکر و البيان کذلک قضى الامر من لدى الرّحمن فى کتابه المبين. قل لا تفسدوا فى الارض و لا تتّبعوا اهوآئکم اتّبعوا ما امرتم به من لدن عالم خبير. تمسّکوا بالاستقامة الکبرى فى ايّام ربّکم مالک الورى انّه يأمرکم بما ينفعکم لا اله الّا هو الغفور الرّحيم. انّک اذا فزت بلوح اللّه و وجدت عرف القميص ولّ وجهک شطر السّجن و قل لک الحمد يا الهى بما اسمعتنى ندآئک و‌ عرّفتنى مشرق آياتک و‌ علّمتنى سبيلک المستقيم. اسئلک بان لا تمنعنى عمّا کتبته من قلمک الاعلی لاصفيآئک و‌ اوليآئک انّک انت الّذى شهدت الکآئنات بجودک و الطافک و‌ فضلک و‌ اقتدارک لا اله الّا انت العزيز الحکيم. يا معصوم يذکرک المظوم و‌ يوصيک بالعصمة الّتى نزّلناها فى الزّبر و الالواح. من فاز بالاستقامة الکبرى فى هذا الامر الّذى به ارتعدت فرآئص الاسمآء انّه من اهل العصمة فى کتب اللّه ربّ الارباب. طوبى لعبد عصمة ‌الله عن الاعراض و هداه الى مطلع الآيات. انّا خلقنا الخلق لهذا اليوم و لکنّ القوم اعرضوا عنه بما اتّبعوا مشارق الاوهام. انّا قدّرنا العلم ليبشّر النّاس و يهديهم الی هذا الظّهور الّذى به افترّ ثغر الامکان و‌ امّا العلمآء به اعرضوا عن مطلع الوحى و‌ استکبروا علی اللّه فالق الاصباح. طوبى لقوىّ خرق الاحجاب باسمى الوهّاب. البهاء عليک و‌ علی اهلک و‌ علی الّذين وفوا بالميثاق. يا لسان البيان ولّ وجهک الی الّذين آمنوا باللّه المهيمن القيّوم. ثمّ اذکر من سمّى بغلام قبل حسين و بشّره بنسمة اللّه الّتى سرت من حديقة عناية ربّه الکريم. قل هذا يوم فيه ظهر کلّ امر حکيم و هذا يوم قد ربح فيه المقرّبون و المشرکون فى خسران مبين. هذا يوم ينادى اللّه بلسان العظمة و‌ يدع الکلّ الی صراطه المستقيم. يا ملأ الارض اتّقوا اللّه و لا تتّبعوا کلّ جاهل بعيد. دعواما عندکم و‌ خذوا ما امرتم به من لدى اللّه الفرد الخبير. کذلک نطق اللّسان فى ملکوت البيان و لکنّ النّاس اکثرهم من الغافلين. يا محمّد قبل صادق يذکرک الفرد الاحد من هذا المقام الّذى يطوفه الملأ الاعلی و‌ اهل الفردوس فى العشىّ و الاشراق. طوبى لقاصد قصد افقى و‌ لناطق نطق بثنآئى و‌ لمقبل اقبل الی هذا المقام العزيز المنيع. قل تاللّه قد ظهر ما هو المسطور فى کتب اللّه ربّ العاليمن. انّه لهو الّذى سمّى فى التّورية بيهوه و فى الانجيل بروح الحقّ و‌ فى الفرقان بالنّبأ العظيم. تمسّکوا يا قوم بما وعدتم به من قبل بلسان النّبييّن و المرسلين. ايّاکم ان تمنعکم الواح النّار عن‌المختار و‌ کتاب السّجّين عن الحقّ المبين. يا ايّها المقبل اشرب من کوثر البيان باسم ربّک الرّحمن و قل لک الحمد يا اله العالمين. کتاب من لدى المظلوم لمن اراد الرّحيق المختوم من يد عطآء ربّه المهيمن القيّوم. طوبى لک يا صمد بما اقبلت الی اللّه و‌ اعرضت عن الّذين کفروا اذ تکلّم مکلّم الطّور لعمرى هذا يوم الرّبح و لکنّ القوم لا يشعرون. و هذا يوم القيام و لکنّ النّاس هم لا يفقهون. نعيماً لمن اشتعل اليوم بنار محّبة اللّه و ويل لکلّ غافل محروم. قد ظهر بحر البيان فى قطب الامکان و لکنّ القوم لا يعلمون. قد نبذوا اليقين ورآئهم و‌ اخذوا الاوهام و الظّنون. ايّاک ان تمنعک اشارات القوم عن اسمى القيّوم کن مستقيماً علی الامر و‌ ناطقاً بهذا الاسم الّذى اذ ظهر نادى الملکوت الملک للّه مالک الغيب و الشّهود. قد اظهرنا الامر و‌ انزلنا الآيات و لکنّ النّاس اکثرهم من المعرضين. قد اشرق نيّر العلم من افق الارادة و لکنّ النّاس فى جهل عظيم. قد طلع نجم القرب و لکنّ القوم فى بعد مبين. قد نطقت السّدرة بين البريّة و الطّور يقول لک الحمد يا محبوب العارفين. قد تشرّف کلّ مقام بقدوم ربّه و ‌کلّ کتاب بهذا الاسم العظيم. هذا يوم فيه يسمع حنين العشّاق من کلّ الافاق يشهد بذلک مالک الميثاق الّذى اتى بمجد کبير. طوبى لک يا غلام قبل حسين بما اقبلت و‌ فزت بلوح لا يعادله شىء فى الارض انّ ربّک لهو العليم الخبير. اشکر اللّه بما توجّه اليک و‌ انزل لک ما تضوّع منه عرف الرّحمن بين السّموات و الارضين. يا ملأ الاسمآء قد اتى فاطر السّمآء بامر لاتقوم معه جنود السّموات و الارضين. قل قد ظهر اللّوح المحفوظ و‌ انتم من الغافلين. و هذا لوح مسطور و‌ انّه رقم من قلمى الاعلی بامرى المبرم الحکيم. قد ارتفعت الصّيحة بالحقّ و سجد البرهان لوجه الرّحمن و‌طاقت الحجّة حول عرشى العظيم. يا جيم قبل الالف قد ظهر امّ الکتاب و‌ خضعت له کتب العالم و لکنّ الامم فى اعتراض عظيم. طوبى لمن نبذ الاوهام و‌ توجّه بقلبه الی الفرد الخبير. يا اهل البصر قد ظهر المنظر الاکبر و‌ فيه ينادى مالک القدر بين البشر و‌ يدعوهم الی اللّه منزل الآيات. يا ملأ الاديان دعوا ما عندکم تاللّه قد اتى الرّحمن بالحجّة و البرهان. انصفوا باللّه و‌ تفکّروا فيما انزله الوهّاب فى الکتاب. ايّاکم ان تمنعکم شئونات الارض عن مالک الاسمآء او اشارات الخلق عن الحقّ الّذى اتى بقدرة و‌ سلطان. يا مهدى افرح بما توجّه اليک المظلوم من هذا المقام الّذى يشير اليه اصبع العظمة و‌ يقول و‌ نفسى هذا مقامى قد کنت ناظراً اليه فى ازل الازال. هذا لهو الغيب المکنون و الکنز المخزون الّذى بذکره تزيّنت الزّبر و الالواح. کذلک زيّنّا سمآء البيان بنيّر البرهان طوبى لبصير عرف و‌ لسميع سمع هذا النّدآء المليح. يا حسين انّ المظلوم يذکرک اذ احاطته الاحزان من الّذين کفروا باللّه ربّ الارباب. قد کنت قآئماً علی الامر فى يوم فيه ارتعدت الفرآئص و‌ اضطربت الارکان. فلمّا ارتفع امر اللّه ظهر عن خلف الحجاب طنين الذّباب. قد نبذوا الانصاف و‌ اخذوا الاعتساف اذ تنفّس الصّبح و‌ انارت الآفاق من انوار وجه اللّه مالک المآب. ايّاک ان يمنعک ذکر عن هذا الذّکر الاعظم اويحجبک شىء عن مشرق الآيات. تمسّک باللّه انّه يشهد و‌ يرى و هو العزيز العلّام. کذلک سرت السّفينة و جرت الانهار و‌ نادت البحار الملک للّه الواحد السّتار. يا حرف البآء بعد البآء يذکرک البهاء الّذى اذ ظهر انصعق من فى السّموات و الارض الّا من شآء اللّه ربّ العالمين. هل النّاس يسمعون و لا يفقهون و هل القوم ينظرون و‌ ينکرون. مالهم لا‌يؤمنون باللّه العزيز الودود الّذى اتى برايات الآيات و ينطق انّنى انا اللّه لا اله الّا انا المهيمن القيّوم. قل هذا يوم الفرح الاعظم و‌ انتم لا‌تشعرون. قد ماج بحر العلم امام عيونکم و‌ انتم لا‌تبصرون. قل قد فتح باب فردوسى الاعلی و لکنّ النّاس عنه معرضون. انّ اللّه يذکر من ذکره و‌ يتوجّه الی من توجّه اليه و‌ يقرّب الّذين نبذوا ما ارادوا و‌ اخذوا ما اراده اللّه ربّ ما کان و‌ ما يکون. قل ليس لاحدٍ ان يتوجّه الی شطر السّجن الّا بعد اذنه کذلک انزلنا الامر و‌ ما اراده المقصود. يا محمّد قبل ابراهيم يذکرک المظلوم من هذا الافق الّذى به انار افق العالم و‌ ظهر کلّ امر حکيم. اسمع النّدآء من شطر سجنى الاعظم ثمّ ادع العباد الی اللّه الفرد الخبير. قل يا قوم انّه لا‌يشار باشارتکم و لا ‌يمشى فى طرقکم قد ظهر بالحقّ و‌ اظهر صراطه المستقيم. انّه لهو المذکور في صحف القبل و الموعود فى کتب ‌الله ربّ العالمين. انّه لهو الّذى به خرقت الاحجاب و‌ نزّلت الآيات و ظهرت البيّنات و لکنَّ القوم اکثرهم من الغافلين و النّاس اکثرهم من المعرضين. قد نبذوا اليقين ورآئهم و‌ اتّبعوا کلّ عالم مريب. قل انّا وضعنا العلم ليهدى النّاس الی صراط اللّه العلّى العظيم. طوبى لعالم به وجد عرف المعلوم و اقبل الی الافق الاعلی بيقين مبين و ويل لکلّ عالم به استکبر علی اللّه و‌ اعرض عن امره المبرم المتين. ايّاک ان تمنعک القصص الاولی عن مالک الورى کسّر اصنام العباد باسم ربّک مالک الايجاد کذلک يأمرک من دعا الکلّ الی اللّه العليم الخبير. انّ المظلوم يذکرک لوجه اللّه و يأمرک بما ينفعک فى الاخرة و الاولی يشهد بذلک کلّ منصف بصير. قل يا قوم قد اتى يوم القيام قوموا عن مقاعدکم و سبّحوا بحمد ربّکم العليم الحکيم. لعمرى لو تجد عرف بيانى و تسمع باذن القلب ندآئى تقوم علی خدمة الامر علی شأن لا تمنعک جنود العالم و لا مدافع الّذين غفلوا عن اللّه مالک يوم الدّين. قد ارتفعت الصّيحة و‌ اتت السّاعة و‌ ظهرت القارعة و لکنّ القوم فى حجاب غليظ. دع ما عند النّاس و‌ خذ ما اتى به مطلع وحى ربّک بقوة من عنده و‌ قدرة من لدنه انّه لهو المقتدر القدير. قل يا من بيدک زمام الکآئنات و‌ ازمّة الممکنات اسئلک بالاسم الّذى به خرقت الاحجاب و‌ اظهرت امرک فى المآب بان تؤيّدنى علی تدارک مافات عنّى فى ايّامک ثمّ اجعلنى من الّذين طاروا فى هوآئک و‌ شربوا کوثر الشّهادة باسمک و‌ حبّک. اى ربّ انا الفقير الّذى اقبلت الی افق فضلک و الجاهل الّذى قصدت بحر علمک اسئلک بان لا تخيّبنى عمّا عندک. اى ربّ وفّقنى علی خرق حجبات عبادک و‌ خلقک لاعرّفهم کتابک العظيم و‌ صراطک المستقيم و‌ اذکّرهم بما يقرّبهم اليک و‌ يمنعهم عمّا دونک. انّک انت المقتدر الّذى شهدت الذرّات بعظمتک و‌ اقتدارک لا اله الّا انت العليم الحکيم. اى ربّ اسئلک بالقلم الاعلی و باسمک الاقدس الاعظم الامنع العلىّ الابهى بان تغفرلی بجودک و‌ فضلک و‌ تکفّر عنّى سيّئاتى بعنايتک و الطافک ثمّ اجعلنى قآئماً علی خدمتک و‌ ناطقاً بذکرک و ثنآئک انّک انت المتعالی الغفور الرّحيم. يا اسد اسمع ندآء المظلوم الّذى حمل الشّدآئد و البلايا فى سبيل اللّه مالک الاسمآء الی ان سجن فى اخرب البلاد انّه دعا النّاس الی الجنّة العليا و‌ هم اخذوه و‌ داروا به فى المدن و الدّيار. کم من ليل طار النّوم عن عيون احبّائى حبّاً لنفسى و‌ کم من يوم قام علىّ الاحزاب. مرّة رايت نفسى علی اعلی الجبال و‌ اخرى فى سجن الطّآء بالسّلاسل و الاغلال. لعمر اللّه قد کنت شاکراً ناطقاً ذاکراً متوجّهاً راضياً خاضعاً خاشعاً فى کلّ الاحوال. کذلک مضت ايّامى الی ان انتهت بهذا السّجن الّذى به تزلزلت الارض و‌ ناحت السّموات. طوبى لک بما نبذت الظّنون اذ اتى الغيب المکنون برايات الآيات. انّه اخبر النّاس بما ظهر و‌ يظهر و لکنَّ القوم فى سکر عجاب. يسمعون آيات اللّه و ينکرونها کذلک سوّلت لهم انفسهم فى هذا اليوم الّذى کان مطلع الايّام. قد ماج امام وجوههم بحر الحيوان و هم يهرعون الی السّراب. کذلک نوّرنا سمآء القلوب بنيّر الحکمة و البيان. انّا نذکر فى هذا الحين الحرف الثّالث المؤمن بنفسى الّذى افتى عليه مطلع الظّلم من دون بيّنةٍ و لا کتاب. انّه توجّه الی الزّورآء الی ان حضر و‌ قام لدى الباب و‌ دخل بعد الاذن تلقآء الوجه و سمع و‌ قال لک الحمد يا اله الغيب و الشّهود و‌ لک الثنآء يا ربّ الارباب. اشهد انّک قد کنت مکنوناً فى ازل الازال و‌ اظهرت نفسک فى يومک هذا طوبى لمن آمن بک و شرب الرّحيق من يد عطآئک يا من فى قبضتک زمام الکآئنات. البهاء المشرق من افق لبقآء عليه و‌ علی الّذين ما منعهم طنين الذّباب عن ‌الله العزيز الوهّاب. يا يوسف يناديک يوسف البهاء من هذه البئر الظّلماء و‌ يدعوک الی مقام القرب و القدس المقام الّذى ما اطّلع به الّا اللّه ربّ العالمين. کن مستقيماً علی امر ‌الله و‌ حبّه علی‌شأنٍ لا‌تمنعک مقالات المشرکين الّذين جادلوا بآيات اللّه و برهانه و‌ اعرضوا عنه اذ اتى بسلطان مبين. طوبى لمن وجد نفحات اللّه فى ايّامه و‌ شهد بما شهد اللّه قبل خلق السّموات و الارض انّه لا اله الّا انا العليم الحکيم. ايّاک ان تحزنک شئونات الخلق توکّل علی اللّه انّه يحبّ المتوکّلين. اعرف قدر هذه الايّام ثمّ اشکر ربّک العزيز المنيع الّذى انزل لک ما لا ‌يعادله شىء من الاشيآء يشهد بذلک مالک الاسماء في هذا المقام الکريم. يا علی انّ اسمى العلىّ بشّرکم و اخبرکم بهذا اليوم الموعود. قال و‌ قوله الحقّ فتوقّعوا ظهور مکلّم الطّور تاللّه انّه هذا و‌ ينطق باعلی الّندآء قد اتى اللّه علی ظلل السّحاب و لکنّ النّاس هم لا يفقهون. تلک کلمة علّمه رسول اللّه من قبل عنده علم کلّ شىء فى لوح مسطور. قل انّ السّدرة تنادى باعلی النّدآء و الطّور ينطق قد اتى المکنون بسلطان مشهود. هل من ذى شمّ يجد عرف قميصى و هل من ذى بصر يرى افقى و‌ منظرى و هل من ذى سمع يسمع هذا النّدآء الاحلی الّذى به انجذبت الاشيآء و هل من منصف ينصف فيما انزله اللّه من هذا المقام المحمود. يا علی يذکرک مالک الورى و‌ يبشّرک بما بشّر ‌به ‌‌مبشّرى النّقطة الاولی قال و‌ قوله الاحلی و‌ قد اخذت جوهراً فى ذکره و هو انّه لا‌يشار باشارتى و لا ‌بما ذکر فى البيان. ما نزّل البيان الّا لذکرى و‌ انّه ورقة من حديقه بيانى و‌ خاتم فى اصبعى انّ ربّک يفعل ما يشآء و‌ يحکم ما اراد. قل انّه يزن کلّ شىء بالقسطاس الاعظم و يظهر ما کان مکنوناً فى الزّبر و الالواح انّ الّذى لا يعرف بکلّ ما ذکر فى البيان قد اعترض عليه اهل البيان بکلمة منه اَلا انّهم من اهل الضّلال. قد نبذوا منزل البيان ورآئهم و‌ تمسّکوا بما لا يغنيهم فى ايّام اللّه الغّنى المتعال. قل موتوا بغيظکم انّه ظهر بالحقّ و لا ‌تمنعه کتب العالم قد اتى من جبروت البقاء بقدرةٍ و‌ سلطان. يا صادق انّ الصّدق ينادى بين الارض و السّمآء و‌ يقول هل من احد يحبّنى و‌ يختارنى لنفسه لوجه اللّه العليم الحکيم. قد انزلنا فى الصّدق لوحاً طوبى لمن يقرئه و‌ يتمسّک به امراً من لدن امرٍ خبير. طوبى لک يا صادق بما فزت بعرفان اللّه فى اوّل ايّامک و‌ اقبلت الی افق اعرض عنه کلّ جبّار عنيد. تمسّک بالعروة الوثقى و‌ تشبّث باذيال رحمة ربّک الغفور الکريم. کذلک نطق قلمى الاعلى فى هذا المقام الّذى تزيّن بنفحات وحى ربّک السّامع البصير. يا حسين اسمع ما تکلّم به مکلّم الطّور و‌ دع ما سمعته من القصص و الاخبار و فکّر فيما تراه اليوم انّه يغنيک و‌ يهديک الی سوآء الصّراط. انّ المظلوم اتى ليذکّرکم و‌ يهديکم الی اعلی المقام. من النّاس من سمع و‌ اقبل و‌ منهم من اعرض عن اللّه ربّ الارباب. قد ظهر الملکوت و‌ استقرّ عليه العرش ثمّ استوى عليه مَنْ عنده امّ الکتاب. قل يا قوم لا تحرموا انفسکم عن الفضل الاکبر و‌ لا ‌تتّبعوا ‌کلّ جاهل مرتاب. قوموا و ‌تدارکوا مافات عنکم ثمّ ارجعوا الی اللّه بخضوع و‌ اناب. تاللّه سيفنى ما ترونه اليوم و يبقى ما قدر من القلم الاعلی من لدى اللّه مسخّر الارياح. يا قلم الاعلی اذکر من سمّى بالحسين فى ملکوت الاسمآء و بشّره بما نطق به لسان القدم فى مقام جعله اللّه مقرّ عرشه العظيم. انّه ينطق بالحقّ و‌ يذکر الّذين اقبلوا اليه بوجوه نورآء انّه لهو الغفور الکريم. انّا نوصى احبّآئى بما يرتفع به امر اللّه فيما سوئه و بالامانة الّتى بها يرتفع مقام الانسان و‌ يظهر شأنه بين العباد يشهد بذلک من سخّر العالم باسمه القوىّ القدير. اشکر بما تحرّک علی ذکرک قلمى و‌ لسانى فى ملکوتى العزيز المنيع. قل يا قوم لا تفسدوا فى الارض و لا تسفکوا الدّمآء و لا تأکلوا اموال النّاس بالباطل و لا تتّبعوا کلّ ناعق رجيم. انّک اذا فزت بآيات ربّک قم عن مقامک مقبلاً الی اللّه العليم الحکيم. قل سبحانک يا اله الوجود من الغيب و الشّهود اسئلک بالاسم الّذى به تزلزلت الارض و‌ انفطرت السّمآء و‌ مرّت الجبال و‌ اضطربت الاقطار بان تؤيّدنى علی ذکرک و ثنآئک علی شأ‌ن لا‌تمنعنى حجبات البشر الّذين اعرضوا عن مشرق وحيک و‌ مطلع الهامک انّک انت المقتدر العزيز الحکيم. يا نصير يذکرک الخبير و‌ يذکر الايّام الّتى کنت قآئماً لدى الباب و سمعت ندآء اللّه ربّ الارباب انت الّذى اقبلت الی الافق الاعلی و‌ قطعت البّر و البحر الی ان دخلت و‌ حضرت و‌ رأيت و ‌سمعت من آيات ربّک مالک الرّقاب. انّه يذکرک من بعد کما ذکرک من قبل و‌ يقرّبک حين توجّهک و‌ يقدّسک حين ارتقآئک الی اللّه مالک الايجاد. انظر ثمّ اذکر اذ تکلّم معک مکلّم الطّور و‌ توجّه اليک وجه الظّهور فى هذا المقام الّذى طافه البيت المعمور فى العشىّ و الاشراق. طوبى للّذين يراعون حقّ اوليآئى و‌ يخدمونهم حّباً لجمالی اَلا انّهم من اهل خبآء مجدى و‌ فسطاط عنايتى الّتى سبقت العباد. انّا نوصى عباد اللّه بالصّبر و الاصطبار و بالسّکينة و الوقار ليظهر امراللّه لمن فى الارضين و السّموات. البهاء عليک و‌ علی الّذين نبذوا الاوهام و‌ اتّخذوا لانفسهم سبيلاً الی اللّه مالک المآب. يا محمّد قبل علىّ يذکرک المظلوم فى السّجن الاعظم ليقرّبک الی اللّه مولی العالم الّذى ظهر بمظهر نفسه و‌ مشرق آياته انّ ربّک لهو المقتدر القدير. طوبى لمقبلٍ اقبل الی افقى و‌ لسامع سمع آياتى و‌ لبصير شهد بما شهد لسان عظمتى قبل خلق السّموات و الارض انّه لا اله الّا انا العزيز العظيم. احمد اللّه بما توجّه اليک وجه المظلوم و‌ انزل لک ما وجد منه المخلصون عرف اللّه المقتدر المهيمن العزيز العليم. ايّاک ان تمنعک شئونات الدّنيا عن مالک الاسمآء لعمر اللّه سيفنى ما علی الارض و‌ يبقى لک ما نزّل من سمآء مشيّة ربّک العزيز الکريم. کذلک انار افق اللّوح من نيّر بيان ربّک العطوف الرّحيم. يا محمّد قبل علی اسمع حفيف سدرة المنتهى الّذى ارتفع بين الارض و السّمآء انه يبّشر العالم و‌ لکن الامم فى حجاب مبين الّا من کسّر اصنام الهوى باسم ربّه مالک الورى و قام علی الامر علی شأنٍ ما منعته شبهات العلمآء الّذين اعرضوا عن اللّه ربّ العالمين. فانظر ثمّ اذکر قرون الاوّلين الّذين نبذوا آيات اللّه ورائهم و‌ افتوا علی مظاهر الامر بظلم مبين. کم من عالم ناح فى الفراق و‌ کان آملاً سائلاً فى اللّيالی و الايّام بان يتشرّف بظهور اسم من الاسمآء فلمّا اتى فاطر السّمآء اعرض عنه و‌ انکر حجّة اللّه و برهانه و‌ قام علی ظلم به ذرفت عيون المرسلين. انّک لا تحزن من شىء توکّل علی اللّه فى کلّ الامور انّه يسمع و‌ يرى و هو السّميع البصير. کذلک زيّنّاک بطراز الذّکر اشکر و قل لک الحمد يا مقصود العالمين. انّا رأيناک و سمعنا ندآئک اجبناک بهذا البيان الّذى يطوفه الملأ الاعلی و‌ اهل هذا المنظر المنير. قم علی ذکرى و ثنآئى بين عبادى و قل تاللّه قد قضى الميقات و‌ اتى منزل الآيات بامر بديع. انّه لبديع السّموات و الارض طوبى لمن عرف و شهد بهذا اليوم العظيم. طوبى لک بما شربت الرّحيق من يد عطآء ربّک الکريم. انّا نوصيک و‌ احبّآئى بالاستقامة الکبرى علی هذا الامر الّذى به زلّت الاقدام و‌ اضطربت افئدة العارفين. البهاء عليک و‌ علی الّذين فازوا بهذا الذّکر الاعظم العظيم. يا‌عندليب انّا انزلنا الآيات لکلّ اسم کان فى کتابک فضلاً من لدّنا انّ ربّک لهو الفضّال القديم. قم علی خدمة الامر و‌ ذکّر النّاس بيوم اللّه و‌ ظهوره بالحکمة الّتى انزلناها فى کتاب مبين. کبّر من قبلی علی وجوه احبّآئى و بشّرهم برحمتى و‌ عنايتى و‌ فضلی الّذى احاط من فى السّموات و الارضين. انّا نوصيهم فى آخر الکتاب بما يظهر به مقام الانسان فى الامکان هذا خير لهم عمّا علی الارض انّ ربّک لهو الصّادق المبيّن العليم الحکيم. قل ايّاکم ان تمنعکم الشّئونات الفانية عن مالک البريّة دعوا ما عندکم و‌ خذوا ما اُمرتم به بقوّة من لدى اللّه المقتدر القدير. البهاء عليکم و‌ علی امآئى اللآئى اقبلن و سمعن و‌ اجبن مالک يوم الدّين الحمد للّه ربّ العالمين.

(٢) هو الشّاهد ‌السّامع ‌العليم ‌الحکيم

قد تحرّک القلم الأعلی و أراد أن يذکر أوليآئه الّذين أقبلوا إلی مشرق وحى ربّهم ألعزيز الحميد لتجذبهم نفحات الّذکر إلی الذّروة العليا و الغاية القصوى و‌ تقرّبهم إلی اللّه ربّ العالمين. يا حزب اللّه قد أرسل اليکم کتاب رقم من قلم اللّه ربّ العرش العظيم. خذوا الکتاب باستقامة لا تمنعکم شبهات الّذين يدّعون العلم من دون بيّنة و لا‌کتاب مبين. أولئک نقضوا عهد اللّه و ميثاقه فى القرون و الأعصار يشهد بذلک مطلع الأسرار فى هذا المقام العزيز المنيع. هم الّذين أنکروا نعمة اللّه بعد إنزالها و أفتوا علی الّذى کانوا أن يذکروه فى اللّيالی و ‌ألايّام و فى البکور و الأصيل. قد أنکر علمآء الاحزاب إذ أتى محمّد رسول اللّه و علمآء التّورية إذ أتى الرّوح بسلطان مبين. قد ناح من ظلمهم الملأ الأعلى و سکّان الفردوس لو أنتم من العارفين. منهم ظهرت الفتنة و إليهم رجعت و القوم أکثرهم من الغا‌فلين. أنظروا ثمّ أذکروا إذ أتى منزل البيان أعرض عنه العلمآء و کفروا به و بآياته إلى أن أفتوا على سفک دمه الأطهر الأقدس المنير. کانوا ان ينتظروا أيّام اللّه و ظهوره فلمّا لاح أفق سمآء الظّهور و أتى مکلّم الطّور سلّوا عليه سيوف البغضآء کذلک سوّلت لهم أنفسهم ما سعّر به السّعير. بإعراضهم أعرض الامرآء و‌الّذين اتّبعوهم فيما عملوا ألا أنّهم من الأخسرين فى کتاب اللّه مالک يوم الّدين. قد نقضوا ميثاق اللّه و‌ عهده و أنکروا حقّه و نبذوا کتابه أَلا أَنّهم من الظّالمين. يا حزب اللّه اسمعوا ما تنطق به يراعة اللّه فى هذا المقام الرّفيع. إيّاکم أن تمنعکم شبهات الفقهآء أو إشارات العرفآء أو سطوة الامرآء اقبلوا بوجوه نورآء و بالإستقامة الکبرى و خذوا کأس البقاء من أيادى عناية ربّکم الأبهى ثمّ اشربوا منها أمام وجوه الورى مرّة بإسمى و ‌أُخرى بذکرى العزيز البديع. إيّاکم أن تخوّفکم ضوضآء الاحزاب ستفنى الدّنيا و ما ترونه اليوم و‌ يبقى الملک و الملکوت للّه العليم الخبير. کم من عالم منع عن المعلوم و کم من أُمّىّ سرع و ‌أخذ رحيقى المختوم و‌ شرب بإسمى القيّوم أَلا إنّه من المقرّبين فى کتابى العظيم. يا أهل الدّال و الهآء إنّا أسمعناکم صرير القلم الأعلی اسمعوا مرّة أُخرى ندآء ربّکم الابهى من السّدرة المرتفعة علی البقعة النّورآء انّه يعرفکم سرّ التّوحيد و‌ يهديکم الی الصّراط المستقيم. انّا ظهرنا و‌ اظهرنا ما کان مکنوناً فى العلم و مخزوناً فى کنآئز عصمة ربّکم المقتدر القدير. قد ارتفع خبآء المجد علی اعلی الاعلام و نصبت راية انّه هو اللّه علی اعلی المقام و لکنّ القوم اکثرهم من المعرضين. قل ان تنکروا هذا النّور و ما ظهر من عنده باىّ امر تطمئّن انفسکم فاتوا به و لا تکونوا من الصّابرين. قل هذا يوم لا ينفعکم فيه شىء من الاشيآء اتّقوا مالک الاسمآء و لا تکونوا من الصّاغرين. انظروا ثمّ اذکروا ما اکتسبت ايادى اهل البيان کتبوا ما صاح به کلّ ولّى و ناح به کل رسول امين. قل يا ملأ البيان قد اتى مولی العباد فى يوم الميعاد و يدعوکم الی اللّه مالک يوم التّناد اتّقوا اللّه و لا تکونوا من الخاسرين. قل ضعوا الاوهام و الظّنون توبوا الی اللّه ثمّ ارجعوا اليه انّه هو التّواب الرّحيم قل اتعترضون علی الّذى بقبوله علّق البيان و کتب اللّه العزيز الجميل. قل لا تنفعکم اليوم کتب العالم و لا ما عند الامم الّا بهذا الکتاب الّذى اذ نزّل نطق اهل الملکوت الملک للّه الامرللّه العظمة للّه المقتدر المشفق الکريم. قل يا اهل المجمع بکم تزعزعت ارکان الانصاف و ناح العدل و بکت عيون المقرّبين. قد نطقت السنکم بما نطق لسان نضر اَمام وجه الرّسول اللّهم ان کان هذا هو الحقّ من عندک فامطر علينا حجارةً من السّمآء او ائتنا بعذاب اليم. انّ قلمى الاعلی ينوح و يقول يا اهل الَکاف و الرّاء انصفوا فى امر اللّه و ما ظهر فى هذا الظّهور و لا‌تکونوا من الّذين اعرضوا عن الحقّ اذ اتى بسلطان مبين. هذا هو الّذى قام فى اوّل الايّام امام وجوه الانام و دعا الکلّ الی اللّه مقصود العارفين و ما ستر نفسه و ما حفظها فى اقّل من ان يشهد بذلک کلّ منصف بصير. هل الّذى اظهر نفسه خير ام الّذى کان خلف الحجاب اتّقوا اللّه و لا تکونوا من المعتدين. طوبى لمن نطق بالحقّ و ويل لکلّ کذاب تلعب به ارياح النّفس و الهوى و تحرّکه کيف تشآء کذلک يقصّ لکم المظوم وينصحکم فضلاً من عنده و هو النّاصح العليم. انّا ذکرناکم فى اوّل الکتاب رحمة من لدنّا و امراً من عندنا و انا الفضّال الکريم. طوبى لک يا اسمى بما دخلت بقعة الفردوس المقام الّذى تجلّت عليه انوار الوجه من مشرق الجمال بامرٍ مبين. و‌ حضرت منظر‌ اللّه‌ العلّى‌الاعلی و سمعت ندآء ربّک الرّحمن الرّحيم. مرّت عليک نسمات الوحى من شطرالالهام من لدى اللّه المقتدر العزيز العليم. يا جمال القدم بشّر من کان قآئماً امام العرش بما قدّر له من قلمک الاعلی فى لوح حفيظ. قل انّ ورودک علی شاطئ البحر‌الاعظم خير لک عمّا خلق فى الارض انّ ربّک هو العليم الخبير. خذ نصيبک مرّة بعد مرّة من هذا البحر الموّاج و لا تجعل نفسک محرومة عمّا قدّر لها من قلم السّامع البصير. قل يا حزب اللّه قولوا بسم اللّه و باللّه ثمّ اغترفوا غرفةً من بحر الحيوان و رشّوا منه علی الکآئنات ليطهّرها من حجبات البشر و‌ يقرّبها الی المنظر الاکبر هذا المقرّ المقدّس المنير. ان وجدت مقبلاً الق عليه الآيات ثمّ اظهر له لئالئ الحکمة و البيان من عمّان رحمة ربّک العزيز الحکيم و‌ ان رايت معرضاً فاعرض عنه متوکّلاً علی اللّه ربّ العالمين. يا حزب اللّه لا تعترضوا علی من اعترض عليکم ذروه فى خوضه مقبلين الی الفرد العليم. من يفتح اليوم شفتيه بذکر هذا الذّکر الاعظم يطوفه الملأ الاعلی باعلام من الّنور کذلک قدّر من لدُن مقتدر قدير. قل يا ملأ البيان فاعلموا انّ للّه خلف قاف القدرة رجال ينصرونه بجنود الحکمة و البيان علی شأنٍ لا تمنعهم سطوة العالم و لا اعراض الامم يشهدون بما شهد اللّه انّه لا اله الّا انا الامر الحکيم. طوبى للّذين لم تحزنهم ضوضآء العباد فى سبيل الله مالک الايجاد و‌ لم تمنعهم لومة اللآئمين. يا اسمى بشّر الاوليآء بلوح اللّه و اثره انّا انزلنالهم ما اطمئنّت به افئدة الاصفيآء و‌ اضطربت قلوب المشرکين. قل يا قوم انّه جآء من الافق الاعلی بنبأ اللّه العلىّ العظيم. و فى يده حجّة زنوها بقسطاس الحقّ و بما عندکم من حجج النّبييّن و المرسلين. فلمّا ظهرت خضعت لها حجج العالم اتّقوا اللّه و لا‌تکونوا من الظّالمين. ايّاکم ان تدحضوا الحقّ بما عندکم خافوا اللّه و لا تکونوا من الغافلين. هذه آيات اللّه نزّلت بالفضل و بها تضوّع عرف البيان فى الامکان اتّقوا الرّحمن و لا تکونوا من المعتدين. انّا اظهرنا الصّحيفة المکنونة المحتومة المختومة الّتى کانت مرقومة باصبع الاقتدار و مستورة خلف حجب الغيب فضلاً من عندنا و انا العزيز الفضّال. لا يعزب عن علم ربّکم شىء و لا يعجزه امر ظهر و اظهر ما اراد انّه هو المقتدر المختار. قل قد جآئت الکرّة الاخرى و بسطنا يد الاقتدار و اظهرنا من سرّنا الاعظم علی الحقّ الخالص سرّاً اقلّ عما يحصى اذاً انصعق الطّوريّون عند مطلع هذه الاية الحمرآء علی بقعة سينآء کذلک اتى الرّحمن علی ظلل البرهان و نطقت الاشيآء الملک للّه ربّ الارباب. انّ الّذين جادلوا بحجّة اللّه و سلطانه اولئک غلبت عليهم اهوآئهم و ارجعتهم الی مقرّهم فى النّار و بئس مقرّ کلّ منکر کفّار. طوبى لمن اقبل الی الافق الاعلی متمسّکاً بآياته و متشبّثاً بذيله و ناطقاً بثنآئه و قآئماً علی خدمة امره الّذى به زلّت الاقدام. فلمّا نشر صبح الظّهور لوآئه و اتى مکلّم الطّور برايات الآيات و اعلام البيّنات اعرض عنه النّاس و اعترضوا عليه بظلم صاح به السّحاب. قل ايّاکم ان تسدّوا باب الفضل علی وجوهکم اتّقوا اللّه يا اهل الکتاب. ايّاکم ان تعملوا ما عمله الاحزاب فى يوم فيه صاحت الصّخرة و ارتفعت الصيّحة و مرّت الجبال. قل ضعوا الاوهام تاللّه انّها لا تنفغکم قد شهد بذلک من استوى علی العرش فى اوّل الايّام. طوبى لمن فاز بيوم فيه ارتفع صرير القلم الاعلی و نطق لسان العظمة تعالوا تعالوا يا ملأ الارض هذا يوم فيه ظهر من کان مکنوناً فى ازل الازال. انّا نوصيکم بما وصيّنا به اوليآئى من قبل بالامانة و الصّدق و الصّفآء و العفّة و المحبّة و الوفآء دعوا ما عند القوم اخذين ما اوتيتم من لدى اللّه مالک الرّقاب. انّا نذکر من سمّى بعلىّ‌اکبر الّذى امن باللّه فى يوم فيه ذابت الاکباد من خشية اللّه مالک الماب. نشهد انّک اقبلت و سمعت النّدآء و‌ اجبت مولئک اذ اعرض عنه اهل المدن و الدّيار. کن مقبلاً بقلبک الی الافق الاعلی ثمّ زيّن نفسک بطراز التّقوى و فؤادک بالتّوکل علی اللّه مولی الورى و لسانک بما نزّل فى الزّبر و الالواح. اسلک سبيل الرّضآء بوقار اللّه و سکينته ليظهر منک اثاره فى العالم هذا ما امرت به من لدن ربّک العزيز الوهّاب. طوبى لنفس اشتعلت بنار اوقدها الرّحمن فى الامکان الّتى يسمع من زفيرها قد اتى المقصود بسلطان لم تخوّفه صفوف العلمآء و لا جنود الأمرآء ينادى باعلی الّندآء امام من فى الارض و السّمآء قد اتى الوعد و هذا من کان مسطوراً فى الکتاب من قلم الله منز الآيات. طوبى لک بما ذکرت من قلم الوحى اذ‌ کان الامظلوم بين ايدى الفجّار. سوف تفنى الدّنيا و ما فيها و يبقى لک ما نزّل من لدى اللّه ربّ العرش و الثّرى. يا موسى اسمع النّدآء من السّدرة المبارکة الابديّة القدميّة الملک للّه فالق الاصباح. قد رجع حديث الطّور و مکلّمه ينطق فى هذا الظّهور انّه لا اله الّا انا الفرد الواحد العزيز الغفّار. قد اشتعل العالم من نار محبّة ربّک و لکنّ القوم فى غفلة و حجاب. قل‌تاللّه قد اتى منزل الآيات برايات الحجّة و البيان اتّقوا اللّه يا ملأ البيان و لا تکونوا من الّذين انتظروا ايّامى فلمّا اظهرت نفسى کفروا بها يشهد بذلک من عنده امّ البيان. کذلک اظهر البحر امواجه و النّور اشراقه طوبى لمن رأى و اقبل و ويل لکلّ معرض کفّار. هذا يوم يطوف نقطة البيان حول عرش ربّه الرّحمن و نقطة الفرقان يبشّر العالم بمالک القدم و الرّوح فى بيدآء الاشتياق يقول لبّيک لبّيک يا مقصود الامم لبّيک لبّيک يا نور الآفاق. بک ظهر ما کان مکنوناً فى العلم و مسطوراً فى کتب اللّه مولی الانام. يا ابا الحسن يذکرک المظلوم الّذى اتى من سمآء البيان بالحجّة و البرهان و دعا الکلّ الی اللّه العليم الخبير. هو الّذى فدى فى سبيله جواهر الوجود بارواحهم و ما عندهم کذلک انجذبت الافئدة و القلوب من ندآء ربّک العزيز العظيم. اسمع صرير قلمى الاعلی من يمين البقعة النّورآء من سدرة المنتهى امام وجوه الورى انّه لا اله الّا هو الفرد الواحد العليم الحکيم. قد‌خلقنا الاذان لاصغآء ندآئى الاحلی و الابصار لمشاهدة انوار الوجه من الافق الاعلی و الالسن لذکرى و ثنآئى فى ناسوت الانشآء و الايادى لاخذ کتابى و التمسّک بحبلی المتين. قد ظهر العالم لنفسى و ماج بحر العرفان باسمى و اشرقت شمس البيان بذکرى العزيز البديع. قل يا ملأ الارض افتحوا ابصارکم انّا زيّنا سمآء البيان بانجم الايقان اقبلوا بصدور نورآء و وجوه بيضآء تاللّه قد ماج بحر العلم امام العالم و هاج عرف اللّه العزيز الحکيم. هذا يوم فيه نطق لسان الرّحمن فى ملکوت البيان و انار افق العالم بنيّر الاسم الاعظم و‌ شهدت الاشيآء تاللّه اتى اليوم و القوم فى ريب مبين. طوبى لمن کسّر اصنام الهوى و قام علی خدمة اللّه رب العرش و الثّرى باستقامة ما منعتها الجنود و الصّفوف و ما خوّفتها الکتآئب و الالوف نطق امام الوجوه بما کان نوراً للابرار و ناراً للفجّار انّ ربّک هو المقتدر علی ما يشآء لا اله الّا هو الفرد الواحد القوىّ القدير. اشکر اللّه بما ذکرک فى السّجن و انزل لک ما کان ذخراً لک فى ملکوته العزيز المنيع. لا تحزن من شىء بلّغ امر ربّک بالحکمة و البيان هذا ما امرت به من لدن مقتدر قدير. کذلک اظهر الکنز اسراره و السّدرة اثمارها طوبى لمن شهد و راى و قال لک الحمد يا مقصود العالمين. يا محمّد تقّى اسمع النّدآء من الافق الأعلی من لدى اللّه مالک الاسمآء انّه لا اله الّا انا الغفور الکريم. طوبى لمن شهد بما شهد به اللّه و اعترف بما اعترف لسانه اذ استوى علی العرش و کان النّور مشرقاً من افق الزّورآء و فى هذا الحصن المتين. خذ کتاب اللّه بقوة من عنده علی شأن لا‌يمنعک علمآء العصر کن ناطقاً بثنآء مولاک و قآئماً علی خدمة الامر انّه انزل لک الدّليل و اوضح صراطه المستقيم. هذا يوم لا تعادله القرون و هذا امر لا تقوم معه جنود السّموات و الارض يشهد بذلک کلّ صادق بصير قل الهى الهى ترى الفقير قصد باب غنآئک و المريض سرع الی بحر شفآئک و المظلوم اراد عدلک و الطافک اسئلک بانوار صبح ظهورک و بکلمة الّتى بها انجذبت افئدة اصفيآئک بان لا تمنعنى من فيوضات ايّامک و نفحات آياتک. اى ربّ ترانى مقبلاً الی افقک الأعلی و معتصماً بحبلک يا مولی الورى و مالک الاخرة و الاولی اسئلک ان لا تخيّبنى عمّا عندک و ما قدّرته لخيرتک الّذين ما نقضوا عهدک و‌ ميثاقک و سرعوا الی مقرّ الفدآء شوقاً للقآئک و انفقوا ارواحهم فى سبيلک. اسئلک يا اله الاسمآء و فاطر السّمآء باسمک العلىّ الأبهى بان تغفرلی و لو الدىّ و لمن تمسّک بحبلک و تشبّث بذيلک. اى ربّ انت الّذى شهدت بکرمک الکائنات و بجودک الممکنات لا اله الّا انت العليم الحکيم. يا علی‌اکبر قد احاط ا‌لآفاق فضل اللّه ربّک و النّاس اکثرهم لا يفقهون. قد ظهر امر اللّه المکنون و سرّه المخزون و القوم اکثرهم لا يشعرون. هذا يوم فيه تنادى الأشيآء يا ملأ الأرض قد اشرق افق الظّهور بنيّر البيان و اتى الرّحمن بسلطان مشهود. لمّا اتى الوعد و ظهر الموعود قام العلمآء علی الأعراض و‌ ارتکبوا ما ناح به اهل الفردوس ثمّ الملأ الأعلی فى الاصيل و البکور. ورد علينا فى سبيل اللّه ما لا ورد علی احد من قبل يشهد بذلک من ينطق فى کلّ شأن انّه لا اله الّا انا المهيمن القيّوم. يا ملأ الارض هذا يوم اللّه و انتم لا تعرفون و هذا يوم البيان و انتم صامتون. اذکر ما انزله الرّحمن فى الفرقان يوم يقوم النّاس لربّ العالمين هذا يوم فيه نرى ملأ البيان سکارى و ما هم بسکارى و لکنّ عذاب اللّه شديد. هذا يوم فيه اتى ربّک و احاطت الآيات مظاهر الاسمآء و الصّفات طوبى لمن فاز و ويل للمعرضين. انّا نوصيک و الّذين آمنوا بما ينبغى لايّام اللّه ربّ العرش العظيم. قد رجع حديث الاوهام و القوم اکثرهم من الهآئمين. يا قوم اتقوا اللّه و لا تتّبعوا اهوآء کلّ ظالم عنيد. هذا يوم فيه ظهر ما کان مستوراً عن الابصار و مخزوناً فى علم اللّه العزيز الحميد. يا علی اکبر اسمع النّدآء من شطر الوادى الايمن المقام الّذى فيه نطق لسان العظمة الملک للّه الفرد الخبير. قد حضر اسمک لدى المظلوم ذکرناک بهذا الذّکر البديع ‌الّذى اذ ظهر خضعت له اذکار العالم و طاف حوله الملأ الاعلی برايات الآيات يشهد بذلک امّ الکتاب فى هذا المقام الرّفيع. اذا وجدت عرف البيان و اخذک سکر سلسبيل العرفان قل الهى الهى قد اهلکنى فراقک و اضنانى هجرک و ما ورد عليک فى سبيلک. الهى الهى اذنى ارادت ان تسمع ما خلقت له لا تمنعها عن ترنّماتک و ندآئک و بصرى اراد ان ينظر اشراقات انوار افقک الأعلی لا تحرمه عمّا اظهرته له. الهى الهى مالی اسمع ندآء العباد و لا اسمع ندآئک و‌ ارى خلقک و لا ارى مشرق وحيک و مطلع آياتک. طوبى لذى شمّ وجد عرف قميصک و اخذته نفحات ايّامک الی ان انقطع عن دونک. اسئلک يا ربّی الرّحمن بملکوت بيانک و البحر الّذى لم تحصره سفآئن العالم و السّفينة الّتى لا تمنعها امواج ضغآئن الامم بان تؤيّدنى فى کلّ الاحوال کما ايّدتنى من قبل و من بعد ثمّ انزل من سمآء رحمتک علی عبادک ما يقرّبهم اليک و يعّرفهم ما اردت لهم بجودک و فضلک و‌ يهديهم الی صراطک الّذى ينادى باعلی النّدآء فى الصّباح و المسآء. تاللّه انّى انا لصّراط المستقيم. و انا الميزان الّذى به يوزن کلّ صغير و کبير. اى ربّ لا تحرم عبادک من حفيف سدرة المنتهى و‌ صرير قلمک الاعلی انّک انت الّذى شهدت بکرمک الموجودات و بفضلک الکآئنات لا اله الّا انت منزل الآيات و مالک الارضين و السّموات. قد انزلنا لک ما انزلنا لاحد اوليآئى فضلاً من عندى لتشکر ربّک الغفور الکريم. قل الهى الهى ان تمنعنى عن التّقرّب اليک و الحضور امام عرشک و القيام لدى باب عظمتک فاکتب لی من قلمک الاعلی اجر لقآئک و الّذين طاروا فى هوآء الشّوق و الاشتياق الی ان حضروا و سمعوا ندآئک الاحلی و راوا افقک الابهى. اسئلک يا اله الوجود و مالک الغيب و الشّهود بسجنک و مظلوميّتک و ما ورد عليک من خلقک بان لا تخيّبنى عمّا عندک و لا تمنعنى عمّا احييت به من فى القبور انّک انت مالک‌‌الظّهور و المستوى علی‌العرش‌في يوم النّشور‌لا اله الّا انت العليم الحکيم. يا حسين يذکرک الحسين لوجه اللّه العزيز الجميل کما ذکر العباد و دعاهم الی الافق الاعلی المقام الّذى نطقت السّدرة انّه لا اله الّا انا ربّ الکرسىّ الرّفيع. قد اتى الوهّاب فى الماب من النّاس من انکره و منهم من اعرض و منهم من ظهر بظلم عظيم. قل يا ملأ الارض تاللّه قد اتى الرّحمن بملکوت البُرهان اسرعوا و لا تکونوا من المتوقّفين. ايّاکم ان تمنعکم کأس الاسمآء عن کوثر البقاء ضعوا ما عند القوم متمسّکين بما عند اللّه العزيز الحکيم. قل يا قوم لا تمنعوا انفسکم عن مشرق الوحى تاللّه قد نزّلت الآيات و ظهرت البّينات و اشرق نيّر البيان من افق سمآء البرهان اتّقوا الرّحمن و لا تکونوا من المبعدين. تعالوا تعالوا يا معشر البشر لاريکم المنظر الاکبر و اسمعکم نداءالله العزيز الحميد. کذلک اظهر بحر العرفان امواج البيان و سمآء المعانى انجمها طوبى للفائزين. يا امتى اسمعى ندآئى من شطر سجنى اذ احاطنى اعدآئى الّذين انکروا القيمة و آثارها و السّاعة و اشراطها اَلا انّهم من الصّاغرين. طوبى لابنک الّذى صعد الی اللّه و شرب الرّحيق المختوم اذ فّک بيد القدرة و الاقتدار. يا علی رضا يذکرک مالک الاسمآء و فاطر السّمآء انّه اتى برايات الآيات و اعلام البّينات فى يوم فيه تزعزت ارکان الوجود من خشية اللّه ربّ الارباب. نشهد انّک اقبلت و امنت و اجبت مولئک اذ اتى بقدرة و سلطان. قد فزت قبل الصّعود بعرف عرفان ربّک و بعده بآيات اللّه مالک الايجاد. طوبى لنفس فازت بذکر قلمى الاعلی و لوجه توجّه الی الوجه و لقلب اقبل الی افق اشرق منه نيّر الحجّة و البرهان. يا اهل البهاء خذوا کتاب اللّه بقوّة من عنده و لا تکونوا من الّذين کفروا باللّه مولی الأنام. يا محمّد إفرح بعناية ربّک انّه ذکرک من شطر السّجن بآيات لا تغّيرها القرون و الاعصار. اسمع اسمع انّ القلم الاعلی يريد ان يتکلّم معک انظر انظر انّ وجه القدم توّجه اليک من شطر سجنه الاعظم اذا سمعت و رايت قم و قل لک الحمد يا مقصود العالم و لک الّثنآء يا منوّر الافاق. قد اشتعل العالم من آيات ربّک و ملأ البيان فى ريب عجاب. انظر الافق الاعلی ببصرک ثمّ اسمع ندآئه باذنک هذا ما امرت به فى الزّبر و الالواح من ينظره بعين غيره لن يعرفه ابداً هذا ما جعله اللّه مخصوصاً لهذا الظّهور الّذى اذ‌ظهر ارتعدت فرآئص الاسمآء و انصعقت الاصنام و‌ ناحت البلاد. کذلک انزلنا لک الآيات و‌ ارسلناها اليک فضلاً من لدّنا و انا العزيز الفضّال. يا جعفر قد تزيّن المنظر الاکبر و ظهر السّر المستتر و‌ مالک القدر ينادى و يقول يا معشر البشر قد اتت السّاعة و انشّق القمر طوبى لعبد شهد و فاز و ويل لکلّ منکر مکّار. ايّاک ان تمنعک شبهات اهل البيان قم و قل يا قوم خافوا اللّه و لا تکونوا من اصحاب الضّلال. قل يا حزب اللّه اليوم يومکم اذکروا ربّکم الرّحمن بالحکمة و البيان و لا تتّبعوا کلّ مشرک کفر باللّه منزل الآيات. هذا يوم فيه ينادى السّبيل انظروا انظروا يا اهل البهاء تاللّه قد خلقت لکم رغماً للّذين احلّوا قومهم دار البوار و الدّليل يصيح و ينادى يا حزب اللّه قد اظهرنى اللّه لکم اقبلوا و لا تکونوا من الّذين انکروا ربّهم فى المبدء و الماب. يا محمود انّ الموعود يذکرک فى مقامه المحمود و يبشّرک بعنايه اللّه ربّک مالک يوم المعاد. کن متمسّکاً بفضله و‌ قآئماً علی خدمة امره و ناطقاً بثنآئه فى العشىّ و الاشراق. انّا انزلنا الآيات و اظهرنا للعباد ما يقرّبهم الی الافق الاعلی اقبلوا اليه يا اولی الابصار. ثمّ اعلم انّ ملأ البيان انکروا هذا الفضل الّذى ما رأت شبهه عين الابداع اولئک اتّبعوا اهوآئهم و کفروا بالّذى اتى من مطلع الاقتدار بايات اللّه المقتدر المختار. کذلک زيّنت لهم انفسهم اعمالهم و هم اليوم من اهل الضّلال لدى الغنىّ المتعال. قل خافوا اللّه انّه اتى بآيات لا تعادلها کتب العالم يشهد بذلک من عنده ملکوت الحجّة و البرهان. قل تعالوا لاريکم ما نزّل من ملکوت البيان و اسمعکم ما تغرّدت حمامة الفردوس علی اعلی الاغصان تاللّه لا يعادل اليوم بآيات اللّه ما عند القوم فاعتبروا يا اولی الألباب. انّ الّذين انکروا هذا الامر باىّ شىءٍ يثبت ما عندهم قل فاتوا به يا مطالع الاوهام. يا علی اکبر انّه اتى من سمآء الامر و معه راية يفعل ما يشآء هل ينبغى الاعراض لا و نفسى المهيمنة علی من فى الارضين و السّموات. قد ظهر ما لا ظهر فى الابداع و القوم فى وهم عجاب. يعبدون الاوهام و لا‌يفقهون و يعبدون الاصنام و لا‌يشعرون. قد زيّنوا رؤسهم بالعمآئم ضلّوا و‌ اضلّوا اَلا انّهم لا يعلمون. قدخسر الّذين کذّبوا بآيات اللّه بعد انزلها و‌ اعرضوا عن الّذى به اقترن الکاف بالنّوُن و ظهر کل امرٍ مستور. اشکر اللّه ربّک انّه ايّدک علی الاقبال فى يوم فيه اعرض النّاس عن اللّه المهيمن القيّوم. انّا اردنا ان نذکر من سمّى بعلی اکبر الّذى اقبل الی الافق الاعلى و قطع البرّ و البحر الی ان ورد شاطى البحر الأعظم و سمع النّدآء من مطلع بيان ربّه مالک الاسمآء و رأى ما لا رأت العيون. نشهد انّه سمع و اقبل و سرع الی ان دخل الوادى الايمن المقام الّذى فيه تضّوع عرف اللّه مولی السّرّ و العلن و شهد بما شهد اللّه انّه لا اله الّا هو الحقّ علّام الغيوب. سمع الصّرير و الحفيف و رأى الآية الکبرى من سدرة المنتهى و ما لا ادرکته القلوب و العقول. انّه امن باللّه فى يوم فيه کفر علمآء الارض و فقهآئها ثمّ الّذين اتّبعوهم من دون بيّنةٍ من اللّه العزيز الودود. و‌ نذکر ابنه الّذى سمّيناه بالبديع و‌ امّه الّتى سمعت و اجابت و اخذت کأس القرب و اللّقآء و‌ شربت منها باسم ربّها مالک الوجود. يا امّ بديع لا تحزنى من شىء انّا نوصيک فى کلّ الأحوال بالصّبر و الاصطبار کما وصيّنا امآئى من قبل انّ ربّک هو الصّبّار الشّکور. هذا يوم لا يذکر فيه الّا هو قل اتّقوا الرّحمن يا ملأ البيان و لا تعترضوا علی الّذى اتى من سمآء البرهان برايات العرفان لو انتم تعلمون. قل يا ملأ البيان لا تقتلونى بسيوف الاعراض تاللّه کنت نآئماً ايقظتنى يد ارادة ربّکم الرّحمن و امرنى بالنّدآء بين الارض و السّمآء ليس هذا من عندى لو انتم تعرفون. لو يرى احداً ناطقاً قآئماً علی الامر ما اقامنى و ما انطقنى بکلمة و ما اظهر نفسى بين هؤلآء يشهد بذلک کتاب سطرت آياته من يراعة اللّه ربّ ما کان و ما يکون. قد اخذ المختار من کفّى زمام الاختيار و‌ اقامنى کيف شآء و انطقنى کيف اراد انّه هو المقتدر علی ما يشآء بقوله کن فيکون. يا قلم طوبى لک بما جعلتنى راضياً عنک حيث نطقت علی شأنِ العباد و مقاماتهم نسئل اللّه ان يجزيک احسن الجزآء و‌ يؤيّد اوليآئه علی الاستقامة علی هذا الامر المحتوم. يا حسين قد ورد علىّ فى سبيل اللّه ما ناح به الملأ‌ الاعلی و اهل الجنّة العليا و الّذين طافوا عرش اللّه مالک الملکوت. يا ملأ الارض خافوا اللّه و لا تنکروا الّذى به ظهر امر اللّه من الاوّل الّذى لا اوّل له و به ارسل کلّ رسول و نزّل کلّ کتابٍ نطق انّه لا اله الّا هو المهيمن القيّوم. يا قلمى الاعلی نأمرک بالصّمت ان ملأ البيان علی مسمع منک ليسمعوا ما يعترضون به علی اللّه ربّ ما کان و‌ ما يکون. قد کنّا قآئماً امام الوجوه فى ايّام فيها اقشعّرت الجلود من سطوة الامرآء و العلمآء فلمّا سکنت امواج البغضآء ارتفع عن خلف الحجاب طنين الّذباب و‌ ارتکبوا ما لا ارتکبه الاوّلون. کذلک انزلنا الآيات و‌ ارسلناها اليک لتشکر ربّک مالک الملوک. ايّاک ان يمنعک شىء من الاشيآء عن مالک الاسمآء ضع ما عند القوم متمسّکاً بما امرت به من لدى اللّه الغفور العطوف. يا علی انّ المظلوم يذکرک و يذکّرک بايات اللّه ربّ العرش العظيم. قد حضر اسمى عليه بهائى بورقة فيها اسمک ذکرناک من شطر السّجن لتفرح و‌ تکون من الشّاکرين. هذا يوم فيه ماج بحر العرفان و‌هاج عرف الرّحمن طوبى لمن رأى و وجد ويل للغافلين. يا علی اذکر عليّا الّذى اقبل الی مقرّ الفدآء فى ارض الطّآء و انفق روحه فى سبيل اللّه ربّ العالمين. کم من ذبيح فدى نفسه فى سبيلی و کم من عالم انفق روحه لاسمى العزيز البديع. قل يا ملأ البيان دعونى لاهل الفرقان انّهم احاطونى اتّقوا اللّه و لا ‌تکونوا من الظّالمين. قل هل ينفعکم ما عندکم بعد اذ‌علّق کلّ شىءٍ بقبولی انصفوا و لا ‌تکونوا من المعرضين. قد فنت الاشيآء و هذا وجه ربّکم العليم الحکيم. کم من عالم اعرض و کم من امّى سرع و‌ شرب و قال لک الحمد يا مقصود العارفين. کن فى کلّ الأحوال متوکّلاً علی اللّه ربّک و ربّ ابآئک الاوّلين. قل الهى الهى تعلم ما عندى و لا اعلم ما عندک اشهد انّ زمام العلم فى يمينک و العرفان فى قبضة اقتدارک اسئلک بالکلمة الّتى بها سخّرت من فى الارض و السّمآء بان تقدّرلی من قلمک الاعلی ما ينفعنى فى کلّ عالم من عوالمک انّک انت المقتدر القدير. يا علی‌اصغر انظر ثمّ فکّر فى الدّنيا و ما حدث فيها انّها ترشدک و تهديک الی مقام تجد نفسک فارغاً عمّا سوى اللّه و متمسّکاً بحبله المتين. انّها تريک زوالها و ‌فنائهآ و تغييرها و ما حدث فيها امراً من لدن مقتدر قدير. کن علی الامر مستقيماً و فى الحبّ ثابتاً و فى البيان صادقاً و فى الامور منصفاً و فى الاموال اميناً. کذلک ينصحکم قلم الابهى فى هذا المقام الاعلی انّ ربّک هو النّاصح العليم. قد ارتفع النّعاق فى الافاق و‌ ظهر ما اخبرناکم به اذ کان النّور مشرقاً من افق العراق و فى ارض السّرّ و هذا السّجن العظيم. ما ظهر من امر الّا و قد اخبر النّاس به فى الکتاب انّ ربّک هو العالم الخبير. يا اهل الدّال و الهآء نوصيکم بالعمل بما نزّل من قلم امر ربّکم المقتدر العزيز العظيم. کذلک اشرقت شمس العرفان من افق عناية ربّکم الرّحمن اشکروا و قولوا لک الحمد يا مقصود العالمين. يا حسن نشهد انّ الّذى اقبل و سمع انّه من المخلصين فى کتاب مبين. اوّل الامر عرفان اللّه و اخره هو التّمسک بما نزّل من سمآء مشيّة المهيمنة علی من فى السّموات و الارضين. من شرب اليوم رحيقى المختوم باسمى القيّوم انّه من اهل البهاء فى کتاب اللّه العزيز الحميد و الّذى اعرض عن هذا الامر انّه من اصحاب السّعير. قل يا ملأ البيان لو کان الامر بيدى ما اظهرت نفسى اتّقوا اللّه و لا‌تعترضوا علی الّذى اتى بما عندکم من حجج المرسلين. کنت قاعداً اقامنى ربّکم المقتدر القدير و کنت صامتاً انطقنى بامره المحکم المتين و کنت نآئماً ايقظنى و انزل لی ما عجز عن احصآئه کلّ محص عليم. قل اقرؤا ما نزّل من القلم الاعلی و ما عندکم ثمّ انصفوا و لا تکونوا من المعتدين. اشکو بثّى و‌ حزنى الی اللّه اى ربّ افرغ علىّ صبراً و انصرنى علی القوم الظّالمين. يا محمّد‌علی قد فتح باب السّمآء و‌ اتى مالک الاسمآء بقبيل من الملأ الأعلی طوبى لمن اقبل ويل للمعرضين. به ارتفع خبآء المجد و نفخ فى الصّور و‌ انصعق من فى السّموات و الارض الّا من اتى الرّحمن بقلب منير. لعمر اللّه لو يطّلع احد علی ما ورد علىّ فى سبيل اللّه ينوح کنوح الفاقدين. قد انکر ملأ البيان حجّة اللّه و برهانه الّا من وجد نفحات الوحى و‌ شهد بما شهد اللّه انّه لا اله الّا انا الغفور الکريم. انّا سمعنا ندآئک اجبناک بايآت لا يعادلها ما تراه اليوم اشکر اللّه ربّک بهذا الفضل العظيم. هذا يوم فيه ظهر ما کان مکنوناً فى علم اللّه و مخزوناً فى افئدة المقرّبين. قل هذا کتاب اللّه ينطق بينکم اسمعوا و لا ‌تکونوا من الغافلين. قد تجلّى اللّه باسمه الرّحمن علی من فى الامکان من النّاس من اقبل و فاز و منهم من اعرض و منهم من کفر باللّه العزيز الحميد. للّه رجال خلف العرش ينصرونه بجنود الذّکر و البيان اَلا انّهم من المقرّبين فى کتاب مبين. لا‌تمنعهم شبهات عبدة الاسمآء و لا ‌تحجبهم حجبات المعتدين. يا قاسم اسمع ندآء المظلوم انّه يوصيک بما يرتفع به امر ‌الله ربّک ربّ العرش العظيم. انّ الّذين اتّخذوا الاوهام لانفسهم ارباباً من دون اللّه اولئک اصحاب النّار فى کتاب اللّه طوبى لمن عرف ويل للمنکرين. انّک اذا فزت بکتابى و وجدت عرف بيانى قل الهى الهى اشهد انّک خلقتنى للقآئک و الورود فى بساط عزّک و الوقوف فى فنآء بابک و القيام امام وجهک. اى ربّ لا تمنع اذنى عن اصغاء ندآئک و لا بصرى عن مشاهدة مشرق وحيک و مطلع امرک و مظهر نفسک و مصدر احکامک. اى ربّ ترى عبرات المقرّبين فى فراقک و زفرات المخلصين فى هجرک ارحم عبادک و خلقک و لا تمنعهم عمّا خلقتهم له انّک انت المقتدر علی ما‌تشآء. اى ربّ ذاب کبدى بما طالت ايّام هجرک اسئلک بنفحات وحيک و اسرار کتابک و‌ امواج بحر علمک و اشراقات انوار نيّر ظهورک بان تقدّر لی ما يقرّبنى اليک. لو تمنعنى يا الهى عمّا اردته بقضآئک المبرم فاکتب لی من قلمک الاعلی اجر اللّقآء انّک انت الّذى لا يعجزک شىء من الاشيآء و لا يمنعک اسم من الاسماء لا اله الّا انت القوىّ القدير. يا محمّدباقر رأينا اسمک ذکرناک بهذا الذّکر البديع ليجعلک الذّکر ثابتاً راسخاً بحيث لا تزلّک الشّبهات و لا تمنعک الاشارات و لا تضعفک قوّة العالم و لا تخوّفک سطوة الامم انّ ربّک هو المشفق الکريم. تاللّه خضعت الاقلام اذ تحرّک القلم الاعلی و القوم هم لا يعرفون اقبلوا الی مطالع الاوهام معرضين عن اللّه المهيمن القيّوم. تمرّ عليهم الآيات فى کلّ الاحيان و هم عنها معرضون. يعبدون الاصنام و لا يشعرون و‌ قالوا ما قاله الاوّلون. قل الهى الهى اسئلک ببحر آياتک و سمآء فضلک و شمس جودک بان تؤيّدنى علی ما يجد منه المخلصون عرف الاستقامة علی امرک اى ربّ لا تجعلنى محروماً من نفحات ايّامک و لا ممنوعاً عن اصغآء آياتک قدّر لی من قلمک الاعلی خير الاخرة و الاولی. اى ربّ اشهد انّى لست قابلاً بدآئع فضلک و مستحقّاً ما انزلت لی من سمآء عطآئک اسئلک بسفآئن قدرتک و بحور اقتدارک الّذين ما منعتهم سطوة الملوک عن التّقرب اليک و لا قدرة المملوک عن الّنظر الی افقک ان تقدّر لی ما ينبغى لجودک و فضلک انّک انت الغفور العطوف. يا عبد الرّحيم قد احاطت المظلوم ذئاب الارض و اشرارها انکروه بعد اذ‌ اتى بآيات لا تعادلها کتب العالم و لا عند الامم و ببرهان انارت به افاق المعانى و البيان. طوبى لنفس شهدت بما شهد به القلم الاعلی ويل لکلّ غافل جادل بآيات اللّه المهيمن القيّوم. کم من عالم منعه العلم عن المعلوم و کم من جاهل شرب رحيق الوصال من کأس عطآء ربّه مالک الغيب و الشّهود. انّا نوصى الکلّ بالحکمة کما وصيّنا العباد بها من قبل و انا النّاصح العليم. يا ملأ البيان ابسطوا اذيال الطّلب انّ البحر الاعظم اراد ان يقذف اليکم لئالئ الحکمة و البيان انّه هو الفيّاض الکريم. طوبى لمن فاز بانوار الملکوت و‌ ما قذف عليه من هذا النّباء العظيم الّذى ذکر مرّة بالبحر و‌ اخرى بالقلم الاعلی و طوراً بمکلّم الطّور و سدرة المنتهى فى الصّحيفة الحمراء و بالسّرّ المکنون و الغيب المخزون فى کتب اللّه العزيز الجميل. انّ الّذين اعرضوا اولئک ليس لهم نصيب فى کتاب اللّه ربّ العالمين. يا زين‌العابدين ينوح قلمى و‌ يقصّ ما ورد علىّ من جنود الظّالمين. انّ الّذى حفظناه فى سنين متواليات تحت جناح الفضل قام علی الاعراض و‌ ارتکب ما ذرفت به عيون العارفين لعمراللّه سلّ علی وجهى سيف الاعراض بما اغواه احد من عبادى ثمّ صاح فى نفسه يشهد بذلک کلّ صادق امين. يا ملأ البيان انصفوا بالله من رفع الامر و حفظ من اخذتموه وليّاً لانفسکم اتّقوا اللّه و لا تکونوا من المنکرين. انّا حفظناه من حرارة الشّمس و صبّارة البرد فلمّا اطمئنّ اراد سفک دمى کذلک سوّلت له نفسه و کان من المعتدين. راينا فى سبيل اللّه ما ذابت به اکباد المخلصين. قد انکرنى المعارف و اصدقائى من سطوة الامراء و العلمآء الی ان اخرجونا من ارض الطّآء الی الزّورآء و منها الی ارض السّرّ و‌ منها الی هذا السّجن الاعظم الّذى فيه اشتعلت نار البغضآء الّتى عجز عن ذکرها کلّ لسان طلق و کلّ قلم سريع. يا حسين خذ المعروف امراً من لدى اللّه ربّ العالمين. زيّن رأسک باکليل الامانة و هيکلک بتقوى اللّه ربّ العرش العظيم. لا تنس فضل اللّه انّه اظهر مشرق آياته و ايّدک علی عرفانه فى يوم فيه ارتفع نحيب البکآء بين الارض و السّمآء بما اکتسبت ايدى الغافلين. انّا نوصيک و الّذين آمنوا بحفظ ما اوتيتم لمن لدى اللّه مقصود العارفين. کم من ملک منع عن العرفان و کم من مملوک فاز بعناية ربّه الکريم. کم من بصير منع عن المشاهدة و کم من ضرير رأى و قال لک الحمد يا من ذکرتنى اذ کنت بين ايدى الظّالمين. کم من قوىّ اضعفه اقتدار الظّهور و کم من ضعيف شتّت شمل صفوف الاوهام باسم ربّه القوىّ الغالب القدير. کذلک اورثنا الضّعفآء ماللاقويآء امراً من عندنا انّا کنّا قادرين. انّک اذا سمعت النّداء اقبل بقلبک الی الافق الاعلی و قل لک الحمد يا مولی العالم بما ايّدتنى و عرّفتنى و هديتنى الی صراطک المستقيم. اشهد انّ الصّراط صراطک و الظّهور ظهورک و الامر امرک العزيز البديع. يا محمّد قبل ج يذکرک مطلع الآيات لعلّ النّاس يجدون عرف بيان ربّهم الرّحمن فى يوم فيه نادى المناد الملک للّه الواحد الغفّار. انّا نذکرک لوجه اللّه ليجعلک الذّکر مستقيماً علی سوآء الصّراط. کن منقطعاً عن دونه و ناظراً الی افقه و ناطقاً بثنآئه فى اللّيالی و الايّام. لا ينفعکم اليوم ما عند القوم ضعوه امراً من عندى و خذوا ما امرتم به من لدى اللّه رب الارباب. قل يا ملأ البيان اتّقوا اللّه و لا تّتبعوا الظّنون و الاوهام اتّبعوا الّذى باسمه نصبت راية الامر علی اعلی المقام. قل ارحموا علی انفسکم و علی الّذى به اشرق النّير الاعظم من افق العالم و اتى الرّحمن بقدرة و سلطان لو لا البهاء من رفع الامر انصفوا و لا تکونوا من الّذين انکروا الحجّة و البرهان. قد کنت قائماً امام الوجوه و‌ ناطقاً بثنآء اللّه مولی الانام. فلمّا ارتفع الامر ارتفع النّعيق فى المدن و الدّيار کذلک قضى الامر و القوم فى وهم عجاب. يا ابن المهاجر اسمع ندآء ربّک انّه ارتفع من شطر السّجن و يدَع الکلّ الی مشرق الآيات. هذا کتاب من لدنّا الی من علی الارض ليجذبهم الی افق منه اشرقت الانوار و يذکّرهم بما نزّل من القلم الاعلی فى الزّبر و الالواح. قد ظهر ما اخبرنا العباد به من قبل اذ کان الزّورآء مقرّ العرش و‌ انا العزيز العلّام. يا احزاب الارض انصفوا فى هذا الامر الّذى به غرّدت حمامة الفردوس علی اعلی الاغصان انّه لا اله الّا هو الفرد الواحد المقتدر المختار به ظهر صراط اللّه فى العالم و برز حکم الميزان. هذا يوم فيه ظهر الکنز المخزون و مرّت الجبال کمرّ السّحاب. طوبى لنفس فازت بطراز العدل ويل لکلّ ظالم کفّار. يا قلم الاعلی قل يا ملأ البيان اتّقوا الرّحمن و لا تکونوا من اصحاب الضّلال. زنوا مانزّل من ملکوت البيان بميزان العدل و الانصاف لعمر اللّه ما اردت ان اظهر نفسى و لا ان اتکلّم بکلمة و لکنّ ارادة اللّه غلبت ارادتى و اظهرنى کيف شآء و اراد بذلک ورد علىّ ما ناح به الفردوس الاعلی و الّذين طافوا العرش فى العشىّ و الاشراق. انّ الّذى ربّيناه اراد سفک دمى فلمّا ظهر الامر صاح فى نفسه متمسّکاً بمفتريات لا ذکر لها عند اللّه مالک الرّقاب. يا ميرزا يذکرک مولی الاسمآء فى هذا المقام الّذى جعله اللّه مطلع الاذکار. انّ قلمى الاعلی ينوح و يبکى بما ورد علىّ من الّذين کفروا بالمبدء و المآب. يذکرون نقطة البيان و يفتون علی مرسله و‌ يقرؤن الآيات و‌ ينکرون منزلها فاعتبروا يا اولی الابصار. يرون نعمة اللّه و ينکرونها يسمعون آيات اللّه و يعرضون عنها اَلا انّهم من اصحاب النّار. يا ملأ الارض تاللّه ما جئنا الّا لتطهير نفوسکم من الضّغينة و البغضآء يشهد بذلک من عنده امّ الکتاب. قد ماج بحر البيان و هاج عرف الرّحمن اقبلوا يا قوم بوجوهٍ نورآء الی افق منه انارت الافاق. کذلک زيّنّا ديباج کتاب الظّهور بذکر مکلّم الطّور طوبى لمن عرف ويل لکلّ جاهل مرتاب. يا عباد الرّحمن اذا جآئکم ناعق دعوه بنفسه متوکّلين علی اللّه مشرق الالهام. لا تعترضوا علی العباد ان وجدتم من احدٍ رائحة البغضآء ذروه فى خوضه متشبّثين باذيال ردآء عناية ربّکم فالق الاصباح. شأن الانسان هو المحّبة و الامانة و العفو و الوفآء و ما يظهر به تقديس ذاته بين الاحزاب. يا ابن النّدّاف يذکرک من انکره العباد بعد اذ جآء من مطلع الامر بحجّة خضعت لها حجج الّذين تمسّکوا بما عندهم من الظّنون و الاوهام. يا ابن النّدّاف اسمع النّدآء الّذى ارتفع بالحقّ انّه يهديک الی سواء الصّراط و يلقى علی من علی الارض کلمة اللّه ربّ ما يکون و ما قد کان. يا ملأ البيان تاللّه کنت راقداً ايقظتنى ارادة اللّه منزل الآيات و کنت صامتاً انطقنى بما لا يعادله ما عند العباد وکنت قاعداً اقامنى بقدرة من عنده و هو المقتدر المختار. ان کان ذنبى آياتى و بيّناتى قد سبقنى نقطة البيان و من قبله رسل اللّه مالک المبدء و المآب. يا ملأ البيان ان وصّاکم النّقطة بالاعراض ما فعلتم بهذا النّور المشرق من افق الانصاف. انّه وصّاکم بالاقبال قمتم علی اعراض صاح به السّحاب و امرکم بالخضوع و انتم اقبلتم اليه بالاسنّة و السّيوف يا اصحاب الضلال. قد اعرضتم عن الّذى باقباله ابتسم ثغر العرفان فى الامکان. قل اسمعوا لوجه الرّحمن ما نطق به النّقطة فى البيان ان لا تنصروه لا تحزنوه انتم نبذتم امراللّه ورآئکم و ارتکبتم ما ذابت به الاکباد. تاللّه انّ البيان ما نزّل الّا لذکرى و ما بشّر العباد الّا بظهورى الّذى به اشرقت الانوار. تاللّه انّ المحبوب کان خاضعاً لذکرى فکيف لنفسى انصفوا و لا تکونوا من اهل الظّلم و الاعتساف. قل ان کنتم فى ريبٍ اقرؤا آيات اللّه و ما عندکم ثمّ انصفوا يا اولی الابصار. تاللّه انّ المظلوم ما اراد منکم الايمان دعوه بنفسه لوجه اللّه مالک الرّقاب. انظروا ثمّ اذکروا اذ کنت قائماً امام الوجوه فى يوم فيه اضطربت النّفوس و سکرت الابصار. انّه قال لو يأتيکم بآيةٍ لا تعترضوا عليه و‌ انتم کفرتم به بعد اذ اتاکم بما لا تعادله الکتب و الالواح. يا ملأ البيان اتّقو الرّحمن و لا تسفکوا دم الّذى نصرکم فى اللّيالی و الايّام بجنود الوحى و الالهام. لمّا بلغ الذّکر الی هذا المقام سمعت حنين قلمى الاعلی و به ارتفع نحيب البکآء من الفردوس الاعلی و السّفينة الحمرآء و‌ ذرفت عيون الابرار. تاللّه سمعت ضجيج نقطة البيان و‌ اسفه علی نفسى و صريخ الاخيار فى هذا الحزن الّذى به ناحت السّدرة و تزعزعت الارکان. يا ابن ندّاف کم من عارفٍ منع عن المقصود و کم من امّىّ اخذه سکر کوثر البيان حيث نبذ العالم شوقاً للقآء اللّه منزل الآيات. کم من علّام منع عن البحر الاعظم و کم من ندّافٍ سرع و‌ شرب و قال لک الحمد يا مطلع العناية و الالطاف. يا محمّد علی طوبى لمن فاز بذکر مولی العالم فى السّجن الاعظم و شهد بما شهد الرّحمن فى اعلی المقام. طوبى لاسم فاز بحرکة قلمى الاعلی و‌ لغريب قصد وطنه الابهى و لبعيدٍ تقرّب الی اللّه مظهر البيّنات. وطوبى لعارفٍ فاز بالمعروف و لطالبٍ بلغ و قال لک الحمد يا من فى قبضتک زمام الاديان. طوبى لمن شرب کوثر البقاء من يد الفضل و العطآء و‌ لذى شمّ وجد عرف القميص اذ تضوّع فى الاقطار. طوبى لفقيرٍ قصد بحر الغنآء و لعليل توّجه الی مطلع الشّفآء و لضعيفٍ اقبل الی افق الاقتدار. طوبى لدم سفک فى سبيلی و لارض تشرّفت بقدومى و لنسيم مرّ من شطر عنايتى علی من فى البلاد. طوبى لبحر سرت عليه سفينة امرى و لجبل نصب عليه خبآء مجدى و‌ لوجهٍ تنوّر بنور الايّام. طوبى لبيت ارتفع فيه ذکرى و‌ لهوآء تضوّعت فيه نفحات الوحى فى الغدّو و الاصال. قد فاز العالم بنيّر الاسم الاعظم و القوم فى غفلة و‌ ضلال. قد انتشر جراد البغضآء هذا ما اخبرکم به القلم الاعلی اذ کان النّور مشرقاً من افق العراق. يا اهل الارض اسمعوا ندآئى من حول عرشى ليقرّبکم الی اللّه مالک الرّقاب. قد انکرنى من خلق لخدمتى فاعتبروا يا اولی الانظار. قد اراد سفک دمى من حفظته تحت جناح الفضل فى سنين متواليات. تاللّه قد اتى الرّحمن بقدرة و سلطان. قل يا ملأ الارض هل منکم احد يجول مع فارس المعانى فى مضمار الحکمة و البيان لا و نفسى الحقّ يشهد بذلک من عنده علم کلّ شىء فى الکتاب. يا قلم الاعلی ولّ وجهک شطر الدّال و الهآء ثمّ اذکر علی‌رضا الّذى حضر اسمه لدى المظلوم اذ کان بين ايدى الاشرار. رأينا ذکرک ذکرناک لتفرح و تشکر ربّک العزيز الفضّال. قد انزلنا الآيات و اظهرنا البّينات طوبى لمن سمع و رأى ويل لکلّ منکر کفّار. لمّا اتى الوعد و ظهر الموعود قام عليه العباد بظلم ما رأت شبهه عين الابداع. قل موتوا بغيظکم قد اتى من ارتعدت به فرآئص العالم و زلّت به الاقدام. الّا الّذين ما نقضوا عهدهم و‌ اتّبعوا ما انزله اللّه فى الکتاب. قل يا اهل الارض ليس لاحدٍ ان يمتحن اللّه ربّه او يجرّبه بل له ان يمتحن عباده انّه هو المقتدر المختار. ضعوا ما عندکم و ما عند القوم اتّقوا اللّه و لاتتّبعوا اهوآئکم اتّبعوا من اتى بآياتٍ احاطت الامصار. قد انزلنا لاهل منشاد ما يرشد المنصفين و يهديهم الی اللّه فالق الاصباح. من فاز اليوم برضآئى انّه من اهل اللّه فى الزّبر و الالواح. انّا ما اردنا منکم شيئاً نذکرکم لوجه اللّه من آمن لنفسه من اعرض انّه هو الغنىّ المتعال. يا اهل الارض اسمعوا تاللّه هذا ندآء سمعه الحبيب فى المعراج و الکليم فى طور الابتهاج و الرّوح حين صعوده الی اللّه منزل الاوامر و الاحکام. کذلک نطق لسان العظمة اذ کان القوم فى مرية و شقاق. يا ابن ابى طالب يذکر المظلوم من علی الارض بما يذکّرهم و يقرّبهم الی مشرق الالهام. قد اتى المظلوم لنجاة العالم و لکنّ الامم قاموا عليه بظلم تغيّرت به الآفاق. کم من ليل طار فيه النّوم عن عينى و کم من يوم کنت تحت السّلاسل و الاغلال. قد ناح لضرّى من فى ملکوت الامر و الخلق شهد بذلک کلّ منصفٍ و کلّ عالم ما منعه العلم عن العزيز العلّام. يا قلم نبّئ العالم بهذا الظّهور الاعظم قل يا قوم اتّقوا اللّه و لا تکونوا من الّذين انکروا حجّة اللّه و برهانه اذ اتى بملکوت الآيات. هذا هو الّذى بشّرکم به محمّد رسول اللّه خافوا اللّه يا معشر الاحزاب. هذا هو الّذى ذکرتموه فى القرون و الاعصار به استمّد کلّ عامل و استقرب کلّ بعيدٍ و‌ استرفع کلّ وضيع و نطق کلّ کليل و قام کلّ قاعدٍ منع عن القيام. قد اهتزّ العالم شوقاً للقآئه و القوم اکثرهم فى غفلة و شقاق. اقرؤا ما عندکم و ما نزّل من سمآء مشيّة ربّکم مالک يوم القيام ليظهر لکم ما ستر عنکم انّ ربّکم الرّحمن هو الکريم الفضّال. و‌ نذکر من سمّى بالحسين الّذى حضر اسمه لدى المظلوم و‌ نوصيه بما وصيّنا به اکثر العباد. قد جئت من مطلع الفضل لاصلاح العالم طوبى لمن شهد بما شهد به اللّه ويل لکلّ منکر مکّار. طوبى لمن شرب رحيق البيان من يد عناية ربّه الرّحمن ويل لکلّ معرض قام علی الاعراض. ايم اللّه لا اقدر ان اذکر ما ورد علی نفسى بما اکتسبت ايدى الفجّار. يا قلمى نح علی نفسى و‌ ما ورد علىّ من طغاة خلقى و قل الهى الهى کنت راقداً ايقظتنى و اقمتنى و‌ انطقتنى ثمّ ترکتنى تحت مخالب البغضآء ترى و تسمع ما ورد علىّ و ما قالوا فى حقىّ و عزّتک يا الهى و‌ يا ايّها المذکور فى قلبى لو يجتمع علی ضرّ البهاء من فى الارض لا ينقطع عن لسانه ذکرک و ثنآئک و لا يتوقّف اقلّ من آن فى اظهار ما امرته باظهاره بين عبادک و عظمتک و‌ سلطانک يا من بقربک اهتزّت البلاد و فى هجرک ذابت الاکباد. لا ابدّل ذّلی الّذى ورد فى سبيلک بعزّ العالم و لا هذا الضّعف بقوّة الامم و لا هذا الفقر بثروة من فى ارضک. کلّ ما ورد علىّ فى حبّک هو مقصود قلبى و محبوب فؤادى يشهد بذلک سکّان مدآئن عدلک و المنصفون من عبادک و خلقک. اى ربّ تعلم بانّى ما اردت الّا حرّية عبادک و نجاتهم من سلاسل التّقليد و الاوهام ايّدهم يا الهى علی ما تحبّ و‌ ترضى انّک انت المقتدر العليم الحکيم. يا ابا الحسن کم من عبد منعته الدّنيا و کم من عبد خرق الاحجاب مقبلاً الی اللّه ربّ العالمين. کن راسخاً علی الامر و ناطقاً بهذا النّبأ العظيم. قد حضرت ورقة عند المظلوم و کانت مزيّنة باسمآء الّذين آمنوا باللّه العزيز الحميد. قد انزلنا لکلّ واحد ما يقرّبه الی الفرد الخبير. انّا نوصيکم مرّة اُخرى بالعدل و الانصاف و بحفظ هذا الکتاب الّذى يهديکم الى صراط اللّه المستقيم و نذکر الّذين ما حضرت اسمآئهم فى السّجن و نبشّرهم بعناية ربّهم الفضّال الکريم. اوّل الامر هو عرفان اللّه و اخره الاستقامة عليه کذلک قدّر من لدن قوىّ قدير. قل يا ملأ البيان باعراضکم لا يمنع البحر امواجه و لا الشّمس اشراقها انظروا ثمّ انصفوا و لا تکونوا من الجاهلين. سوف يبعث اللّه رجالاً ينصرون المظلوم بالحکمة و البيان انّه هو العليم الخبير. و نذکر امآئى هناک اللّآئى آمنّ باللّه اذ اتى بامرٍ بديع و فزن بايّامه و سمعن و اقبلن الی الافق الاعلی اذ کان الارض فى ريبٍ مبين. انّه معکنّ فى کلّ الاحوال يسمع و يرى و هو السّميع البصير. افرحن بما جرى ذکرکنّ من لسان العظمة اذ کان المظلوم فى سجن عظيم. نسئل اللّه ان يؤيّدکنّ و يوفّقکنّ و يکتب لکنّ ما ينبغى لسمآء جوده و بحر فضله انّه ارحم الرّاحمين. و‌ نذکر ابا الحسين و نوصيه بما نزّل فى کتاب اللّه ربّ العرش العظيم. خذ الکتاب بقوّة من عنده انّه يحبّ العاملين. لک و للّذين آمنوا هناک ان تقرؤا ما ناجينا به اللّه ربّ الکرسىّ الرّفيع. هو الذّاکر و المذکور. الهى الهى هجرک اهلکنى و فراقک احرقنى و بعدک اذابنى و ذکرک اشعلنى و ندآئک هزّنى و عزّتک و جمالک لو يفحص احد قلوب عاشقيک ليراها مشبّکة من سهام فراقک و اکبادهم محترقة من نار هجرک. اى ربّ اجد عرف ظهورک و لم ادر اىّ مکان تنّور بنور معرفتک و‌ تزيّن بانوار وجهک و تشرّف بقدومک اسئلک بجمالک المشرق من افقک الاعلی و اسرار علمک يا مالک الاسمآء و فاطر السّمآء بان تقدّر لعبادک الحضور امام وجهک و القيام لدى باب عظمتک. اى ربّ اشهد انّک خلقت الاذان لاصغآء ندآئک فى يومک و العيون لمشاهدة انوار مشرق وحيک و مطلع آياتک و مصدر ظهورات قدرتک و الطافک. اى ربّ لا تحرم الاذان عمّا خلقت له و الابصار عمّا بدعت له انت الّذى سبقت رحمتک الممکنات و احاط فضلک الکائنات. اى ربّ قد اخذتنى نفحات قميص ظهورک و اجتذبتنى آيات عظمتک بحيث نسيت نفسى و ذاتى و ما خلق فى ارضک و سمآئک. فاه آه لم‌ادر باىّ عمل اقوم امام وجهک ليتضوّع منه عرف رضآئک لا و عزّتک فضلک احاطنى و‌‌جودک شجّعنى. انّ عبدک هذا قد کان موقناً بفضلک و عطآئک و قبول ما ظهر منّى فى ايّامک و‌ عزّتک و جلالک و قدرتک و جمالک احبّ ان اضع وجهى و جبينى علی کلّ بقعة من بقاع ارضک لعلّ يقع علی تراب تشرّف بقدوم اصفيآئک و سفرآئک. اسئلک يا فاطر السّمآء بمشارق قدرتک و اقتدارک ان تکتب لی ما ينفعنى فى کلّ عالم من عوالمک ثمّ ارزقنى ما هو خير فى کتابک انّک انت المعطى الباذل المشفق العليم الحکيم. و اسئلک يا مالک البقاء و مطلع العطآء باياتک الکبرى و اسمک الاعظم الابهى بان تجعلنى طآئفاً حول عرشک و قآئماً لدى باب عظمتک فى کلّ عالم من عوالمک ثمّ زيّن هيکلی و قلبى و صدرى بانوار معرفتک و بطراز القبول بجودک و کرمک. اى ربّ هذا يوم قد ماج فيه بحر عطآئک و انار افق العالم بنيّر فضلک اسئلک ان لا تمنعنى عمّا عندک ثمّ اکتب لی ما ينبغى لرحمتک و مواهبک و يليق لعظمتک و‌ سلطانک انّک انت المقتدر علی ما تشآء لا اله الّا انت الغفور الکريم. و الصّلوة و السّلام و التّکبير و البهاء علی اوليآئک و اصفيآئک الّذين ما نقضوا ميثاقک و عهدک و عملوا ما امروا به فى کتابک المبين. اولئک عباد نبذوا الشّرک ورآئهم متمسّکين بنور التّوحيد فضلاً من لدنک انّک انت العلىّ العظيم.

(٣)بسمى‌المظلوم‌الظّاهر
فى‌السّجن‌الاعظم

هذا کتاب يجد منه الاشجار عرف الرّبيع و الابنآء رائحة الاب المشفق الکريم و العطشان خرير ماء الحيوان و المقرّبون نفحة الرّحمن و المخلصون انوار الجمال و العشّاق آيات القرب و الوصال کذلک نطق القلم اذ يمشى جمال القدم فى قصر جعله اللّه مقرّ عرشه العظيم. يا اسمى اشهد بما شهد اللّه انّه لا اله الّا هو الفرد الواحد العليم الخبير. اذهب بکتاب اللّه و اثاره الی دياره و ذکّر فيها احبّآئى بهذا اليوم الّذى کان مذکوراً فى افئدة الانبيآء و مسطوراً فى کتب النّبيّين و المرسلين. قل ايّاکم ان تمنعکم حجبات اهل البيان عن اللّه ربّ العالمين. انّا وصيّناهم بالظّهور الاعظم و امرناهم بالمعروف و بشّرناهم بهذا اليوم العزيز البديع. فلمّا ظهر المکنون و فکّ الرّحيق المختوم کفروا و‌ اعرضوا عن الّذى اتى بالحقّ بسلطان مبين. يا اسمى يا ايّها الشّارب رحيق بيانى قل يا ملأ البيان اذکروا ثمّ انظروا ما انزله الرّحمن فى الفرقان يوم يقوم النّاس لربّ العالمين. قل يا ملأ المعرضين اتّقوا اللّه و لا تعترضوا علی الّذى به نصبت راية العرفان علی اعلی مقام الامکان و ماج بحر البيان و هاج عرف الرّحمن انصفوا و لا تکونوا من الظّالمين. يا مهدى قل انّ الّذى اتّخذتموه لانفسکم ربّا من دون اللّه کان يفرّ من مقام الی مقام يشهد بذلک مالک الانام و کلّ منصفٍ بصير. يا اسمى قل يا ملأ البيان لا تنفعکم اليوم کتب العالم الّا بهذا الکتاب الّذى يمشى فى السّجن الاعظم و ينطق امام الامم انّه لا اله الّا انا المبّين العليم. قل قد لاح الافق الابهى و تحرّک القلم الاعلی فى هذا الظّهور الّذى به ارتفع خبآء المجد علی البقعة النّورآء و ظهر ما هو المسطور فى کتب اللّه العليم الحکيم. يا اسمى قل يا ملأ المعرضين اسمعوا ما غنّت به حمامة البيان علی الاغصان ثمّ انظروا الجوهر الّذى اخذه النّقطة الاولی من کتب السّمآء بقوله و قد کتبت جوهراً فى ذکره و هو انّه لا يشار باشارتى و لا بما ذکر فى البيان اتّقوا الرّحمن و لا تکفروا بالّذى اتکم من مطلع العرفان ببرهان مبين. قل لا يغنيکم اليوم ما عند القوم ضعوا الاوهام مقبلين الی مظهر نفس اللّه العليم الحکيم. هذا يوم اخذنا عهده عن کلّ نبّى و کلّ ولىّ لو انتم من العارفين. ايّاکم ان يمنعکم الحجاب الاکبر عن مالک القدر طهّروا قلوبکم من کوثر بيان ربّکم العزيز الحميد. قدّسوا مرات صدورکم لينطبع عليها الملک للّه مالک يوم الدّين. قل تعالوا نَدَعُ ما عند القوم و ننصف فيما اشرق من افق علم اللّه الواحد الفرد الخبير. قل ان تريدوا الآيات انّها احاطت الافاق و ان تريدوا البيّنات انّها ظهرت علی شأن لا ينکرها الّا کلّ معتد اثيم. قل تاللّه قد قمت علی الامر فى يوم فيه سکّرت الابصار و زلّت الاقدام من خشية الّذين کانوا علی جانب عظيم من الظّلم اتّقوا اللّه و لا تکونوا من المعتدين. يا اسمى و السّآئر باذنى اذکر لاصفيآئى و اوليآئى ما ظهر فى ارض السّر من قدرة اللّه و سلطانه اذ طلع من افق البيت ناطقاً بآيات اللّه الملک العزيز الجميل. تاللّه انّ البيان نزّل لذکرى و انّه ورقة من اوراق سدرة بيانى قد شهد لذلک مبشّرى الّذى فدى نفسه فى سبيلی الواضح المستقيم. قل يا ملأ الغافلين ايّاکم ان يمنعکم البيان عن ربّکم الرّحمن لعمر اللّه انّه نزّل ليشهد لی اقرؤا ما فيه و کونوا من المنصفين. قل تاللّه مکلّم الطّور ينطق و انتم لا تشعرون و هو الموعود بلسان الانبيآء اتّقوا اللّه و لا تجادلوا بايات اللّه المهيمن القيّوم. قل هذا يوم فيه ينادى البحر طوبى لک يا برّ بما مرّت عليک نسمات اللّه العزيز العظيم. قد وجدت نفحات الايّام و عرف قميص ربّک اذ ظهر باسمه المبارک العزيز البديع و ينادى البرّ و يقول طوبى لک يا بحر بما سرت عليک سفينة اللّه ربّ العالمين. يا احبّآء المظلوم فى البلدان افرحوا بما اختصّکم اللّه لعرفان مشرق الامر و عصمکم عن الفزع الاکبر الّذى اخذ البشر الّا من شاء ‌الله القوىّ الغالب القدير. قد فزتم بما لا فاز به احد يشهد بذلک اهل الفردوس الاعلی و من عنده کتاب مبين. يا اسمى ذکّر عبادى و بشّرهم برحمتى و عنايتى ثمّ اقرء لهم ما نزّل من ملکوت بيانى البديع. قل حرّم عليکم شرب الافيون فى کتاب اللّه الامر الحکيم. انّه يضرّکم و ما ينفعکم هو ما امرتم به من قبل و من بعد بآيات واضحات و براهين ساطعات طوبى لمن عمل بما امر به من لدى اللّه المهيمن القيّوم. مرّ علی البلاد بنفحات قميص بيان ربّک و بّشر احّبآئه فيها بهذا الذّکر الّذى به ظهر ما کان مستوراً فى لوح مسطور. خذ حقوق اللّه باذن من لدنّا ثمّ اعمل بما امرناک به انّ ربّک لهو الامر علی ما يشآء لا تضعفه قوّة الاقويآء و لا تعجزه شئونات الغافلين. ان وردت ارض الالف و الرّآء کبّر من قبلی علی احّبآئى و نوّرهم بانوار شمس عنايتى و ذکّرهم بهذا النّبأ الّذى به ارتفع هذا البنآء المرفوع. قل ان اشکروا بما نطق بذکرکم قلمى الاعلی و توجّه اليکم وجهى الابهى و انزل لکم لسان عنايتى من ملکوت بيانى ما لو تضعونه علی الجبل ليطير شوقاً للقآء مالک العلل الّذى اتى بسلطان ما منعته حجبات الاوهام و لا‌سبحات الظّنون. قل انّه اتى بحجّة اللّه و برهانه و‌ انّه لصراط اللّه لمن فى السّموات و الارض لو انتم تعلمون. و‌ نذکر الامام فيها الّذى هاجر فى سبيلی و‌ اقبل الی ان حضر تلقآء عرشى اذ کان النّور مشرقاً من افق الزّورآء و‌ شرب کوثر وصالی من ايادى عطآئى و‌ قام لدى بابى الّذى فتح علی من فى الغيب و الشّهود. نشهد انّه سمع النّدآء و اجاب موله ربّ ما کان و ما يکون. يا علی قبل اکبر ذکّر البشر بما جرى من قلمى الاعلی قل اتّقوا اللّه و لا تکفروا بالّذى يأمرکم بالمعروف و ينهکم عمّا نهيتم عنه فى کتاب اللّه العزيز الودود. لکم ان تدارکوا مافات عنکم فى ايّامه ضعوا ما عندکم و خذوا ما يأمرکم به من ينطق فى قطب العالم انّه لا اله الّا انا الحقّ علّام الغيوب. قل ان يعذّب اللّه احداً بما امن بهذا الظّّهور فباىّ حجّةٍ لا يعذّب الّذين آمنوا بنقطة البيان و‌ من قبله بمحمّد رسول اللّه و من قبله بابن مريم و من قبله بموسى الکليم الی ان يرجع الامر الی البديع الاوّل اتّقوا اللّه و لا تتّبعوا الاصنام الّذين کفروا بالشّاهد و المشهود. من توقّف فى هذا الامر انّه توقّف فى کلّ امر ظهر بارادة اللّه و مشيّةه لو انتم تعلمون. قل لا يرى فى الکلمة الّا مکلّمها و لا فى التجلّى الّا جمال المجلّى و لا فى التّنزيل الّا المنزل المهيمن علی ما خلق بقوله کن فيکون. يا قلم اذکر اهل الميم و الرّآء من لدن مالک الاسمآء و بشّرهم بعناية اللّه ربّ العالمين. قل انّا نذکرکم فى السّجن الاعظم بما يقرّبکم الی اللّه العزيز الحميد. يا اوليآئى فى الممالک و البلدان افرحوا بما توجّه اليکم وجه اللّه و يبشّرکم بما کتب لکم من القلم الاعلی فى لوح نطق انّه لا اله الّاهو السّامع البصير. طوبى للّذين صعدوا الی اللّه و للّذين ورد عليهم من مطالع الظّلم ما ناح به الفردوس الاعلی و مشارق اسمآئى الحسنى عليهم بهائى و رحمتى و عنايتى و فضلی الّذى احاط من فى السّموات و الارضين. قل قد انزلنا لکم ما قرّت به عيون الملأ الاعلی افرحوا ثمّ اشکروه بهذا الفضل المبين. ايّاکم ان تحزنکم الدّنيا و ما يظهر فيها تاللّه الحقّ قد ماج بحر السّرور امام وجه مکلّم الطّور اقبلوا بقلوب نورآء الی الافق الاعلی هذا خير لکم ان انتم من العارفين. انّ الّذين استشهدوا فى سبيلی اولئک من اهل خبآء مجدى و قباب عظمتى يصّلی عليهم اهل ملکوتى و جبروتى و مظاهر اسمآئى و مطالع صفاتى و مهابط علمى العزيز المحيط. يا اسمى عاشر مع احبّآء الرّحمن بالروح و الرّيحان و ذکّرهم بما تنجذب به قلوبهم فى هذا اليوم الّذى جعله اللّه سلطان الايّام فى لوح حفيظ. انّا ذکرناک و رفعناک و اسمعناک و اريناک اشکر ربّک و قل لک الحمد يا مولی العالم و لک الثّنآء يا مقصود العارفين و معبود المخلصين. انّا اذناک بان تأذن لمن اراد مقام ربّک هذه موهبة اخرى من لدنّا عليک انّ ربّک لهو الفّضال الکريم. کذلک اشرقت شمس الفضل من افق سمآء عنايتى و انا المقتدر القدير. انّ الّذى قصد الغاية القصوى و الحضور تلقآء وجه مالک الورى له ان يتّبع ما امره القلم الاعلی من لدن عزيز عليم. انّه يمنعکم عن الانحنآء و الانطراح علی قدمى و اقدام غيرى هذا ما نزّل فى الکتاب من لدن عليم حکيم. قل يا احبّآء الرّحمن ان اردتم اللّقآء فاحضروا بالرّوح و الرّيحان بآداب کانت من سجيّة الانسان اتّقوا اللّه و لا تکونوا من الغافلين. انّه يحکم کيف يشآء و يأمر بما يهدى العباد الی هذا النّور الاعظم الّذى اذ ظهر سجد له الرّوح الامين. لا تقبلوا الايادى و لا تنحنوا حين الورود انّه يأمرکم بالمعروف و هو الامر المجيب. ليس لاحد ان يتذلّل عند نفس هذا حکم اللّه اذ استوى علی العرش بسلطان مبين. قد حرّم عليکم ما ذکرناه خذوا سنن اللّه و امره و لا تتّبعوا سنن الجاهلين. من حضر لدى الوجه انّه من الزّائرين لدى اللّه مالک هذا المقام الکريم. من حضر زار انّه ممنّ فاز بما کان مسطوراً فى کتب اللّه ربّ العالمين. قد حرّم عليکم التّقبيل و السّجود و الانطراح و الانحنآء کذلک صرّفنا الآيات و انزلناها فضلاً من عندنا و انا الفّضال القديم. انّ السّجود ينبغى لمن لا يُعرف و لا يُرى و الّذى يُرى انّه ممّن شهد له الکتاب المبين. ليس لاحد ان يسجده و الّذى سجد له ان يرجع و‌ يتوب الی اللّه انّه لهو التّواب الرّحيم. قد ثبت بالبرهان بانّ السّجدة لم تکن الّا لحضرة الغيب اعرفوا يا اهل الارض و لا تکونوا من المعرضين. قل يا قوم ضعوا اصول انفسکم و خذوا اصول اللّه بقوّة من عنده و لا تتّبعوا کلّ عالم مريب. ايّاکم ان تعترضوا علی الّذى جآئکم بآيات بيّنات و‌ ايّاکم ان تنکروا هذا النّبأ الّذى اذ ظهر خضع له کلّ نبأ عظيم. انّ المظلوم اراد ان يذکر ارض البآء و النّون الّتى شرّفها بقدوم اوليآئه الّذين وفوا بميثاقه المحکم المتين. طوبى للّذين استشهدوا فيها بما اکتسبت ايادى کلّ ظالم جبّار. نعيماً لمن فاز بالشّهادة فى ايّامى و‌ انفق ما عنده فى حبّى و شهد بما شهد به لسان عظمتى فى اعلی المقام. من قام علی خدمة امرى بشّره بعناية اللّه و فضله الّذى احاط الافاق و‌ نذکر الامين الّذى اخذ کأس البأسآء و الضّراء فى سبيل اللّه مالک الاسمآء الی ان شرب منها بهذا الاسم الّذى اذ ظهر خضعت له الاعناق. يا امين نشهد انّک کنت قآئماً علی خدمتى و‌ ناطقاً بذکرى و صابراً فيما ورد عليک فى هذا الصّراط. انت الّذى تمسّکت بارادة اللّه و مشيّته تارکاً ما اراده کلّ مشرک نقض الميثاق. افرح بما ذکرناک فى الواح شتّى و فى صحيفة ما اطّلع بها الّا اللّه العزيز العّلام. انّا جعلناک نجماً مشرقاً من افق هذه السّمآء و حرفاً من کتاب اللّه ربّ الارباب. يا اسمى بشّر اهل البهاء فى ديار اخرى من لدى اللّه مولی الورى ثمّ امرهم بما يرتفع به امر اللّه مالک الايجاد. قل انصروا ربّکم الرّحمن بجنود الاعمال و الاخلاق لعمر اللّه انّها اقوى من جنود الارض کلّها يشهد بذلک من شهد انّه لا اله الّا انا المقتدر العزيز المختار. تمسّکوا بحبل الاتّفاق فى کلّ الاحوال ليظهر منکم ما اراده اللّه ربّ العالمين. لنا عباد فى تلک الجهات قد ترکنا اسمآئهم لئلّا يطّلع کلّ ظالم انکر حقّ اللّه العزيز الحکيم. و نذکر اوليآئى فى ارض التّاء و نبشّرهم بفضل اللّه و عنايته و رحمته الّتى سبقت الغيب و الشّهود. قل طوبى لکم بما وجدتم عرف الآيات و فزتم بنفحات ايّام اللّه العزيز الودود. انّا نوصيکم بتقوى اللّه و بما يرتفع به الامر انّه يسمع و يرى و هو الحقّ علّام الغيوب. قل ايّاکم ان يمنعکم حبّ الدّنيا عن مالک الورى دعوا ما فى الثّرى ثمّ استمعوا ما يناديکم به سدرة المنتهى عن شطر البقعة النّورآء من الارض المقدسة البيضآء انّه لا اله الّا هو الظّاهر النّاطق الفاعل بما اراد بقوله کن فيکون. قد اقبلنا اليکم فى هذا الحين و نذکرکم بما لا ينقطع عرفه بدوام الملک و الملکوت دعوا ما تنخمد به نار الامر بين الورى و‌ تشتعل به نار النّفس و الهوى اتّقوا اللّه و لا تکونوا من الّذينهم لا يفقهون. نسئل اللّه بان يوفّقکم علی ما يرتفع به الامر و تنطق به السّدرة بين البرّية انّه لا اله الّا انا العزيز الودود. يا احبّآء الرّحمن انتم الّذين سمعتم فى اللّه لومة کلّ لائم و شماتة الّذين کفروا بنعمة اللّه و اعرضوا عن الّذى به قام من فى القبور. طوبى لديار تنوّرت بانوار الوجه و لحديقة مرّت عليها نسمات الوحى من هذا المقام المحمود. تمسّکوا بالمعروف و تشبّثوا بما ينتفع به اهل العالم کذلک امرتم من لدى اللّه مالک القدم الّذى هدئکم الی صراطه الممدود. انّ سدرة البيان ارادت ان تذکر اهل ميلان الّذين آمنوا بالرّحمن فى يوم فيه اعرض القوم عن اللّه المهيمن القيّوم. يا اهل ميلان اسمعوا ندآء مطلع النّور من سدرة الظّهور انّه يخبرکم بما قدّرلکم من لدى اللّه مالک الوجود. انّا نوصيکم بالمعروف و بما ترتفع به‌‌مقاماتکم فى‌الملک و الملکوت. طوبى لقلب اقبل الی افقى و للسان نطق بهذا الذّکر الاعظم و لوجه توجّه الی وجه اللّه ربّ ما کان و‌ ما يکون. يا اهل ميلان افرحوا بربّکم الرّحمن انتم اقبلتم اليه انّه انزل لکم ما لا تعادله الخزآئن و الکنوز. و‌ نذکر اوليآئى فى سيسان الّذين وجدوا عرف بيانى و سمعوا ندآئى و طاروا فى هذا الهوآء الّذى يسمع منه صفير طير‌المعانى الّتى تبشّر النّاس باللّه العزيز الجميل. انّا نوصيکم بالامانة و العدل و الوفآء و بما يظهر به امر اللّه ربّ العالمين. انّ الّذين ظلموا و انکروا اولئک من اهل الضّلال فى کتاب اللّه العزيز الحميد. طوبى لکم يا اهل الفردوس بما شهد لکم الرّحمن فى‌هذا المقام المنيع. انّ الّذى اقبل الی اللّه مالک الورى انّه من اهل الفردوس الاعلی فى کتابه العظيم. يا احبّآئى احفظوا مقاماتکم باسمى الّذى به ظهر ما کان مسطوراً فى صحف اللّه العزيز العليم. يا اسمى اسمع ما يوصيک به اللّه ربّ ما يرى و ما لا يرى و ربّ العرش العظيم. اذکر اهل الزّآء من قبلی لعمر اللّه انّهم تحت لحاظ عناية ربّهم الغفور الکريم. قل طوبى لک يا ارض الزّآء بما استشهد فيک اوليآء اللّه و اصفيآئه الّذين بهم ظهر حکم الوفآء فى ناسوت الانشآء و فاحت نفحة الاستقامة فى ملکوت الاسمآء کذلک نطق قلمى الاعلی فى هذا المقام الّذى سمّى بکلّ الاسمآء من لدى اللّه العليم الحکيم. طوبى لذاکر يذکرهم و لقاصد يقصد رمسهم و يزورهم بما نزّل من سمآء مشيّة ربّهم منزل الآيات. يا اسمى کبّر من قبلی علی احبّآئى هناک الّذين تجد فى وجوههم نضرة الرّحمن و من اعمالهم ما يرتفع به امر اللّه مالک الرّقاب. يا قلمى الاعلی ولّ وجهک شطر احبّآئى فى الرّآء و الشّين و بشّرهم بذکرى و فضلی و عنايتى و قل طوبى لکم بما وفيتم بميثاقى و عهدى و شربتم رحيق بيانى و سمعتم فى سبيلی لومة کلّ فاجر مرتاب. انّا کنّا معکم فى ايّام فيها ظهر نعيق من نطق بما ناح به سکّان الفردوس الاعلی طوبى لمن صبر فى اللّه حاکم يوم المآب. انّا نذکر من سمع ندآئى و اقبل الی افقى و‌ قام علی خدمة امرى و اقتصر الامور علی ذکرى و ثنآئى و شهد بما شهد به لسان امرى فى قباب عظمتى الّذى سميّناه بالعندليب فى کتاب الاسمآء ليشکر اللّه فى اللّيالی و الايّام لعمر اللّه قد ذکرناکم بما لا ينقطع عرفه بدوام اسمآئى الحسنى يشهد بذلک کتاب اللّه الاعظم الّذى تطوفه الزّبر و الالواح. و نذکر احبّآئى فى القاف الّذين ما منعتهم شئونات الخلق عن الحقّ و‌ فازوا بکوثر البقاء فى اوّل الايّام. يا اوليآئى هناک افرحوا بما يذکرکم المظلوم بما تنجذب به افئدة اولی الالباب. طوبى لکم بما خرقتم الاحجاب و کسّرتم بايادى القدرة و الايقان اصنام الظّنون و الاوهام. انتم الّذين سمعتم و سرعتم الی ان دخلتم شاطئ بحر البيان المقام الّذى فيه تنادى الذرّات الملک و الملکوت لمن ظهر بالحقّ و‌ اظهر بسلطانه ما اراد. قد وجدنا منکم عرف الوفآء انزلنا لکم ما لا تعادله کنوز العالم يشهد بذلک کلّ منصف بصّار. يا ايّها النّاظر الی الوجه اذا رأيت سواد مدينتى قف و قل يا ارض الطّآء قد جئتک من شطر السّجن بنبأ اللّه المهيمن القيّوم. قل يا امّ العالم و مطلع النّور بين الامم ابشّرک بعناية ربّک و اکبّر عليک من قبل الحقّ علّام الغيوب. اشهد فيک ظهر الاسم المکنون و الغيب المخزون و بک لاح سرّ ما کان و‌ ما يکون. يا ارض الطّآء يذکرک مولی الاسمآء فى مقامه المحمود قد کنت مشرق امر ‌الله و مطلع الوحى و مظهر الاسم الاعظم الّذى به‌اضطربت الافئدة و القلوب. کم من مظلوم استشهد فيک فى سبيل اللّه و کم من مظلومة دفنت فيک بظلم ناح به عباد مکرمون. انّا نذکر اوليآئى هناک الّذين دخلوا السّجن فى سبيل اللّه مالک الملوک و نذکر الّذين اقبلوا الی الافق الاعلی فى ايّام فيها اشتعلت نار البغضآء فى صدور العلمآء الّذين نقضوا ميثاق اللّه و‌ عهده و‌ کفروا بنعمة اللّه ربّ ما‌کان و ما يکون. و‌ نذکر المهاجرين الّذين هاجروا اذ‌ اشتعلت نار الفتنة بما اکتسبت ايادى کلّ مشرک کفّار. يا اهل الارض اتّقوا اللّه و لا تتّبعوا الّذين انکروا حقّ اللّه و اصفيآئه و لا تکفروا بالّذى تدعونه فى اللّيالی و الايّام. هذا يوم وعدتم به من قبل و فى التّورية و الانجيل و الفرقان. لعمر اللّه قد خلقتم لهذا اليوم اعرفوا و لا تمنعوا انفسکم عن هذا الفضل الّذى شهدت له الالواح. هذا يوم فيه ظهر الرّحيق و جرى السّلسبيل و‌ نادى الکوثر قد اتى الوعد و قام النّاس لربّ الارباب. هذا يوم بشّر اللّه به انبيآئه و رسله يشهد بذلک مَن عنده امّ الکتاب. قل يا‌ملأ المعرضين تاللّه انّ البيان نزّل بامرى و‌ حروفه من کلمتى خافوا اللّه و لا ‌تعترضوا علی الّذى به تنفّس الصبّح و وضع الميزان. هذا يوم فيه ينادى الصّور و الطّور يطوف حول الظّهور و الصّراط يمشى علی‌اعلی مشارق الارض بقدرة و سلطان.‌ان تنکروا بيّنات اللّه و برهانه باىّ شىء يثبت ما عندکم انصفوا يا ملأ الاعتساف. تاللّه الحقّ ينوح البيان من ظلمکم و يقول ويل لکم بما نقضتم عهدى و ميثاقى و‌ کفرتم بالّذى وصّيناکم به‌کلّ الاحيان. قد انزلنى اللّه لذکره و جعلنى مبشّراً باسمه الّذى به ظهر السّر المکنون و نطقت النّار فى الاشجار. يا اسمى من المعرضين من قال انّه سرق الآيات و نسبها الی نفسه قل ان احضر امام الوجه لترى ما‌لا‌رأت عين الامکان. و‌ منهم من قال انّه نهى النّاس عن المعروف قل ويل لک يا ايّها الغافل الکذّاب. انّ المعروف يطوف حولی و ظهر بامرى و العدل امام وجهى فى العشىّ و الاشراق. هذا يوم فيه حدّثت الارض و اشرقت بنور ربّها مالک يوم المآب. يا قوم انصفوا باللّه لو‌لا البآء قبل الهآء من يقوم علی الامر اذ کانت فرآئص الارض مرتعدة من خشية الايّام. قد کنتم خلف الحجاب اذ‌ينادى المظلوم بين الارض و السّمآء يشهد بذلک مظاهر الاسمآء و‌ من عنده ملکوت البيان. قد کنتم رقدآء خلف الاستار و قلمى الاعلی يجول فى مضمار الحکمة و العرفان. قد فتحنا باب النصّح علی وجوهکم اذ وجدناکم اشقى العباد فى الاعمال. قد عملتم ما نهيتم عنه و ترکتم ما امرتم به فى الکتاب نشهد انّکم نبذتم احکام اللّه ورآئکم و اخذتم ما امرتم به من لدى النّفس و الهوى من دون بيّنة و برهان. انّا رايناکم فى ظلمات الشّهوات تمسّکنا بحبل النّصح علی شأن ما انقطع صرير يراعتى فى اللّيالی و الايّام و فى الاصيل و الاسحار. يا اهل البيان خافوا الرّحمن و لا ترکنوا الی الّذى نبذ عهد ‌الله ورآئه و‌ افتى علی من ربّاه بايادى الفضل بالرّوح و الرّيحان. فلمّا ارتفع امر اللّه علی قدر وجدناه کالرّقطآء تسرى و تصئى و رآئنا کذلک قضى الامر فى ايّام فيها تزعزعت الارکان و‌ نذکر احبّآئى فى القاف و الميم ثمّ الّذى قصد المقصد الاقصى و الرّفيق الاعلی ليکون نوراً له فى کلّ عالم من عوالم ربّه العزيز الکريم. يا صادق يذکرک مولی العالم فى السّجن الاعظم اذ احاطته الاحزان من کلّ الجهات بما اکتسبت ايدى الظّالمين. و‌ نوصى الّذين نسبهم اللّه اليک بالصّبر و الاصطبار‌و‌نعّزيهم بهذا الذّکر ‌الّذى به قرّت عيون المقربين. و‌ نذکر الاخوين الّذين قاما علی خدمة الامر ثمّ الّذين اقبلوا الی الافق الاعلی بوجوه بيضآء فى يوم فيه زلّت اقدام العارفين. و نذکر اهل الکاف الّذين ما منعتهم فى اللّه لومة کلّ لائم و ما خوّفتهم جنود الغافلين. قاموا و قالوا اللّه ربّنا و ربّ من فى السّموات و الارضين. يا اوليآئى هناک و‌ ضواحيه اسمعوا ندآء المظلوم انّه يوصيکم بحفظ ما اوتيتم به من لدى اللّه العزيز الکريم. ايّاکم ان تضيّعوا مقاماتکم و ما ورد عليکم فى سبيل اللّه العلىّ العظيم. قد رايتم فى اللّه ما ناح به الملأ الاعلی سوف ترون ما تفرح به قلوبکم يا اهل البهاء کذلک يبشّرکم اللّه فضلاً من عنده و هو العليم الخبير. قد نزّل لکم فى الکتاب ما لا يذکر عنده خزائن العالم و لا ما يفتخر به الملوک و السّلاطين. خذوا کأس الاستقامة من يد عطآء ربّکم مالک الاسمآء هذا ما امرکم به المظلوم من قبل و من بعد ان انتم من العارفين. انّک انت يا اسمى و النّاظر الی وجهى اذا رايت بياض المدينة الّتى فيها غابت شمس الوفآء قف و قل يا ارض الصّاد اين مطالع نورک و مشارق عزّک و اين طراز هيکلک و اين الّذين بهم انارت آفاق الهداية بين البريّه و‌ اين کلمات کتاب اللّه العزيز الحميد. يا ارض الصّاد اين اعلامک و آياتک و اين بيّناتک و ‌راياتک هل محت آثار الظّلم فيک و هل يکون بمثل ما قد‌کان فاخبرينى و لا تکونى من الصّابرين. هل الرّقشاء تصئى فيک و هل الذّئب يعوى کما عوى من قبل انّ ربّک يسئل و يجيب و هو القوىّ القدير. نشهد فيک کنزت کنوز الوفآء و غرقت السّفينة الحمرآء و عقرت ناقة اللّه ربّ العالمين. قد غابت من آفاقک شموس المحبّة و الوفآء بما اکتسبت ايادى الّذين کفروا باللّه العزيز المنيع. قل يا اهل الصّاد انّا نوصيک فى امانتى و اماناتى و نسئلک من نار البغضآء هل انّها طفئت ام يرى اشتعالها و لهيبها فاصدقينى لوجه اللّه ربّ الکرسىّ الرفيع. يا اسمى يا ايّها النّاطق بذکرى فاعلم من اراد ان يستنير بنور البقاء و يتشرّف بزيارة احد من اهل البهاء المستقرّين علی الفلک الحمرآء و المتوجّهين الی الافق الاعلی ينبغى له ان يطّهر قلبه بمآء الانقطاع و يقدّس وجهه عن التّوجه الی ما خلق فى الابداع و ذوّت فى الاختراع و يکون علی شأن يرى الملکوت امام وجهه و ما سوى اللّه و‌ رآئه ثمّ يمشى بوقار اللّه و سکينته و‌ فى‌کلّ خطوة يقول بجوهر الخضوع و منتهى الخشوع يا الهى قد قصدت الّذين سفکت دمآئهم فى سبيلک و انفقوا ارواحهم فى حبّک الی ان يصل الی الرّمس الاقدس و التّراب المقدّس يقف و ينظر الی اليمين کناظر ينتظر رحمة اللّه المهيمن القيّوم. ثمّ يتوجّه و يقول اوّل فلاح لاح من افق الکرم و اوّل عرف هاج من قميص طلعة حضرة مالک القدم و اوّل ذکر‌تکلّم به لسان المشيّة فى العالم و‌ اوّل نور انجذبت به افئدة الامم عليکم يا هياکل الثّنآء و مطالع الاسمآء و مشارق الامر فى ملکوت الانشآء. اشهد انّ بکم استوى الرّحمن علی عرش الامکان و ماج بحر الغفران و فاض کوثر الحيوان و ظهر ملکوت البيان و اشرقت من افقه شمس العرفان. انتم الّذين بمشيّاتکم ظهرت المشيّة و‌ سلطانها و برزت الارادة و‌ اقتدارها و القدر و‌ ما قدّر فيه من لدى اللّه المقتدر القدير. و بکم احاطت الکلمة و سرت النّسمة و‌ انار العالم من تجّليات نور طلع و اشرق من مطلع نور الاحديّة اَلا انّ بکم هدرت حمامة الوفآء فى الفردوس الاعلی و نطقت سدرة المنتهى و غنّ عندليب البهاء و‌ نادت الاشيآء بما شهد اللّه موجدکم و خالقکم و‌ سلطانکم و مبدئکم و مبدعکم و محييکم و مميتکم و‌ اوّلکم و‌ اخرکم و مظهرکم و ملهمکم و مؤ‌يّدکم و‌ معرّفکم. انتم حروفات الکلمة الاولی و الطّراز الاوّل فى ملکوت الانشآء و مظاهر العدل فى الجبروت الاعلی انتم الکتاب المسطور و الرّمز المشهور و الرّق المنشور و البيت المعمور. بکم ارتفعت رايات العدل و نصبت اعلام النّصر و بکم تضوّعت رآئحة القميص و ظهرت آية التّقديس و بکم فتح باب الکرم علی وجه الامم و هطلت من سحاب العرفان امطار عناية الرّحمن. طوبى لکم و ‌لمن تقرّب بکم الی اللّه و‌ لمن تشبّث باذيالکم و‌ تمسّک بحبالکم و نطق بذکرکم و ويل لمن انکر حقّکم و اعرض عنکم و استکبر عليکم و جاحد عناية اللّه فيکم. يشهد کلّ شىء بعزّتکم و ارتفاع مقامکم و‌ ربحکم فى الاخرة و الاولی و خسارة الّذين کفروا باللّه اذ‌ اتى بآيات مشرقات و بيّنات واضحات و‌ انوار ساطعات. سبحانک يا من باسمک طار الموحّدون فى هوآء قربک و لقآئک و سرع المخلصون الی مقرّ الفدآء فى حبّک و رضآئک اسئلک بالّذين استشهدوا فى سبيلک و اخذهم جذب آياتک علی شأن ما منعهم ما فى الدّنيا عن التّقرّب اليک بان تکتب لنا من قلمک الاعلی ماينفعنا فى الاخرة و الاولی. يا الهى و سيدى و رجآئى اسئلک بهذا التّراب الاطهر و الرّمس المطهّر بان تغفرلی و تکّفر عنى جريراتى العظمى و قدّرلی بفضلک ما تقرّ به عينى و‌ ينشرح به صدرى انّک انت المقتدر علی ما تشآء و فى قبضتک مفاتيح الرّحمة و الفلاح لا اله الّا انت القوىّ الغالب القدير. انّا اقبلنا هذا الحين الی ارض الالف و الرّآء و نذکر فيها احبّآئى الّذين ما زلّتهم اشارات العلمآء و ما منعتهم حجبات العرفآء سمعوا و‌ اجابوا الا انّهم من الموقنين. اولئک کسّروا اصنام الهوى باسم ربّهم مالک الورى و تمسّکوا بحبل اللّه ربّ العالمين و نذکر الفتح الاعظم الّذى فاز بما کان مسطوراً فى کتب اللّه و خرج عن البيت مقبلاً الی الفرد الخبير الی ان دخل الزّورآء و قام لدى باب فتح علی فى الارض و السّمآء و سمع ندآء اللّه العزيز البديع. يا اوليآئى هناک ايّاکم ان تخوّفکم شئونات العالم تمسّکوا بالاعمال و الاخلاق و بما يرتفع به مقام الانسان کذلک امرناکم من قبل و‌ فى هذا المقام الرّفيع. احفظوا مقاماتکم و ما قدّرلکم من لدن مقتدر قدير. البهاء الظّاهر المشرق من افق الفضل عليکم و علی امآئى اللّآئى سمعن النّدآء و‌ اقبلن الی الافق الاعلی فى ايّام فيها زلّت اقدام البالغين و‌ نذکر ارضاً اخرى الّتى جعلها اللّه مقر اوليآئه و مطلع من سمّى بزين المقرّبين. اسمعوا النّدآء عن يمين البقعة النّورآء من السّدرة الحمراء الملک و الملکوت للّه مقصود المخلصين. انّا نذکرکم کماذکرناکم من قبل لتشکروا ربّکم المشفق العليم. تمسّکوا بالمعروف و بما ينبغى لکم و لأمر‌اللّه المهيمن القيّوم. ايّاکم ان تمنعکم الشئونات الفانية عن ملکوت اللّه ربّ ما کان و‌ ما يکون. ضعوا ما عند القوم و‌ خذوا ما امرتم به من لدى الحقّ علّام الغيوب. قد مسّتکم البأسآء و الضّرآء فى سبيلی و انا الشّاهد الخبير. قد رايتم فى اللّه ما لا رأت العيون يشهد بذلک کلّ الاشيآء و هذا الکتاب المبين. قد سمعتم شماتة الاعدآء فى ايّام اللّه مالک الاسمآء اسمعوا فى هذا الحين ما يجرى من قلمى الاعلی فى ذکرکم و‌ اقبالکم و خضوعکم و خشوعکم و‌ توجّهکم الی وجه ربّکم العزيز المنير. لعمر اللّه لا يعادل بذکرى ما ترونه اليوم اشکروا و قولوا لک الحمد يا مقصود القاصدين و‌ لک البهاء يا بهاء من فى السّموات و الارضين. يا قلمى الاعلی ولّ وجهک شطر اليآء الّتى فيها‌تضوّع عرف الخلوص و الخضوع من الّذين نسبهم اللّه اليه و‌ کتب لهم من القلم الاعلی ما لا اطّلع به الّا علمه المحيط. انّا رفعناهم الی مقام تنطق السن الکائنات بذکرهم و ثنآئهم و ما نزّل لهم من لدن منزل قديم. انّا نکبّر علی وجوههم و نصلّى عليهم و‌ نوصيهم بالاستقامة الکبرى و بحفظ ما قدّر لهم من لدى اللّه مالک العرش و الثّرى و انا النّاصح البصير و‌ نذکر احبّآئى هناک الّذين قصدوا المقصد‌الاقصى و الذّروة العليا و قاموا علی خدمة امر ربّهم الغفور الرّحيم. کونوا کالجبال فى امر ربّکم الغنىّ المتعال هذا ينبغى لکم ان انتم من العارفين. ستمضى الدّنيا و‌ تأخذها ارياح الفنآء و يبقى ما جرى به قلمى و نطق به لسانى الصّادق الامين.‌خذوا کوب البقاء باسم ربّکم الابهى ثمّ اشربوا منه رغماً للّذين کفروا باللّه مالک الايجاد و ‌نذکر ارض الالف و الرّاء فضلاً من لدنّا و انا العزيز الفضّال. و‌ نوصيهم بما ينبغى لايّام اللّه العزيز الوهّاب. يا اسمى ان رايت الرّاء و الجيم کبّر عليه من قبلی و قل ان استقم قد اتاک امر عظيم الّذى به ارتعدت فرآئص الارض و اضطرب الصّور و انصعق الميزان و ناح الصّراط امام الوجه فيما ورد علی مظهر الامر بما اکتسبت ايادى الغافلين. قل ان اصبر فى اللّه ثمّ احفظ ما اعطيناک سوف يظهر لک ما قدّر من لدن مقتدر قدير. و احفظ مقامک بهذا الاسم الاعظم کذلک يأمرک من دعا الکلّ الی اللّه الفرد الخبير. تمسّک بحبل عناية ربّک و قل يا قوم تاللّه قد انار افق الظّهور و ظهر ما کان موعوداً فى صحف اللّه الملک الحقّ العزيز الحکيم. دعوا ما عند العالم و خذوا ما يأمرکم به مالک القدم الّذى اتى بسلطان عظيم. قل قد ظهر الکتاب الاعظم انه ينادى باعلی النّدآء بين الارض و السّمآء و يدعوکم الی مقام خضعت له بقاع الارض کلّها ان انتم من العارفين. لا تمنعوا انفسکم عن البحر الاعظم و عمّا قدّر لکم فى لوح کريم. انّک کن علی شأن ينبغى لامر ربّک انّه يؤيّدک و يقضى لک ما اردته من فضله المهيمن علی کلّ صغير و کبير. قم بالاستقامة الکبرى بين الورى هذا ما امرناک به من قبل اشکر‌‌و‌کن من الحامدين. تمسّک بحبل عناية ربّک و تشبّث بذيله المنير. لو يخالفک فيما امرناک ابنک دعه باسم ربّک کذلک يأمرک من عنده علم کلّ شىء فى کتاب ما اطّلع به الّا من ينطق فى کلّ شأن انّه لا اله الّا انا الشّاهد السّميع. اقرء هذا اللّوح و تفکّر فيما نزّل فيه من لدن قوىّ قدير. قل يا قوم لا تجادلوا بآيات اللّه و لا تنکروا الّذى اتاکم بما عند العالم اتّقوا اللّه و لا تکونوا من الظّالمين. دعوا الّذين ليس لهم علم فى هذا الامر يتکلّمون باهوآئهم اَلا انّهم من الصّاغرين. يا احبّآئى هناک افرحوا بما يذکرکم القلم الاعلی فى سجن عکّاء و يبشّرکم بفضل اللّه و رحمته الّتى سبقت من فى السّموات و الارض انّ ربّک لهو المشفق الرّحيم. قوموا علی خدمة الامر علی شأن لا تمنعکم حجبات الّذين تمسّکوا بمطلع الاوهام و تکلّموا بما ناح به الرّوح الامين. انّا نکّبر من هذا المقام عليکم و علی امآئى اللّآئى فزن بهذا الامر البديع و‌ نذکر احبّآئى فى منشاد تاللّه قد حزن الملأ الاعلی بحزنکم و ناح الّذين طافوا العرش بما ورد عليکم من جنود الظّالمين. قد کان المظلوم معکم يسمع و يرى و‌ هو السّميع البصير. انظروا ثمّ اذکروا ما ورد علی مالک الاسمآء فى سجن الطّآء و فى ديار اخرى من الّذين انکروا حقّ اللّه و‌ اوليآئه و اتّبعوا الاوهام و التّماثيل. افرحوا بما يذکرکم مولی العالم بذکر اذ ظهر سجد له کلّ ذى ذکر عظيم. انّا نوصيکم بالصّبر و الاصطبار و بما يظهر به تقديس الامر فى المدن و الدّيار. خذوا ما امرتم به من لدن امر حکيم. النّور الظّاهر اللّائح من افق عنايتى عليکم و‌ علی الّذين نصروکم و اقبلوا اليکم حبّا للّه العزيز الحميد. و‌ نذکر احبّآئى فى ارض الدّال و الهآء کما ذکرناهم من قبل فضلاً من عندنا ليشکروا ربّهم الرّحمن الرّحيم. طوبى لکم بما مرّت عليکم نسمة عنايتى و شهد باقبالکم قلمى اذ‌ کان موله فى سجن عظيم. ايّاکم ان تمنعکم احزان العالم عن مالک القدم دعوا ما يفنى و خذوا ما يبقى باسم ربّکم الباقى الدّآئم العزيز المنيع. طوبى لعضد کسّر اصنام الاوهام و سرع الی ظلّ قباب عظمة ربّه الکريم. انّا نذکر کلّ عبد اقبل الی الافق الاعلی و کلّ امة اقبلت الی صراطى المستقيم و نذکر علّياً قبل اکبر الّذى وفى بميثاقى و عهدى و اقبل الی وجهى و طار فى هوآئى و قام لدى بابى و سمع ندآئى و فاز بقربى و وصالی و نطق بثنآئى الجميل. افرح فى الرّفيق الاعلی بما يذکرک مولی الأسمآء الّذى نطق فى طور العرفان لموسى بن عمران من الشّجرة انّه لا اله الّا انا الظّاهر النّاطق المقتدر القدير. يا علی قبل اکبر انّا نذکرک اذ خرجت من وطنک مقبلاً الی الافق الاعلی و مشتعلاً بنار محبّة ربّک مالک ملکوت البقاء و اذ کنت فى القوم و ورد عليک فى سبيل اللّه ما ذرفت به عين کلّ منصف عليم و نذکر اذ کنت طائفاً حول عرشى و عاملاً بما امرت به فى کتابى المبين و نذکر ابنک و الّذين تمسّکوا فى حقّه بالمعروف و قاموا علی اصلاح اموره حبّاً للّه مالک هذا البيان و منزل هذه الآيات و‌ مظهر البيّنات و النّاطق بين الامم اذ استوى علی العرش الاعظم انّه لا اله الّا انا الفرد الواحد العزيز الحکيم. انّا اردنا ان نذکر الفردوس الأعلی و المدينة المبارکة النّورآء الّتى فيها تضوّع عرف المحبوب و انتشرت آياته و ظهرت بيّناته و نصبت اعلامه و ارتفع خبآئه و فصّل فيها کلّ امر حکيم. تلک مدينة فيها سطعت رآئحة الوصال و انجذب بها المخلصون الی المقرّ القرب و القدس و الجمال. طوبى لقاصد قصد و فاز و‌ شرب رحيق اللّقآء من بحر عناية ربّه العزيز الحميد يا ارض المقصود قد جئتک من قبل اللّه و ابشّرک بفضله و رحمته و اکّبر عليک من لدنه انّه لهو الفضّال الکريم. طوبى لنفس توّجهت اليک و وجدت منک عرف اللّة ربّ العالمين. النّور عليک و البهاء عليک بما جعلک اللّه فردوساً لعباده و الارض المقدسة المبارکة الّتى انزل اللّه ذکرها فى کتب النّبييّن و المرسلين يا ارض النّورآء بک ارتفع علم انّه لا اله الّا هو و فيک نصبت راية اننى انا الحقّ علّام الغيوب. ينبغى لکلّ مقبل ان يفتخر بک و بما فيک من افنانى و اوراقى و آثارى و اوليآئى و احبآئى الّذين اقبلوا بالاستقامة الکبرى الی مقامى المحمود. انّا ما ذکرنا الّذين جعلناهم مفاتيح الفلاح لئلّا يطّلع بهم کلّ ظالم محجوب. انّا نکبّر من هذا المقام عليک يا ارضى و‌ عليهم و علی الّذين تمسّکوا بهذا الحبل المحکم الممدود. يا اسمى قل يا ملأ الارض ضعوا اراداتکم متمسّکين بارادتى ايم اللّه انّها خير لکم عمّا ترونه اليوم يشهد بذلک کتاب اللّه العزيز الودود. اعملوا بما اراده اللّه لا بما ارادت انفسکم اتّقوا اللّة و لا تکونوا من الّذينهم لا يفقهون. انّ الّذى تمسّک بما عنده ليس له ان يتوجّه الی وجه اللّه الباقى بعد فنآء الاشيآء کذلک نطق قلمى الاعلی فى هذا اللّوح المبارک المحمود. يا لسان العظمة اذکر اوليآء اللّه فى الخآء ليجذبهم الی مقام لا يرى فيه الّا عناية اللّه ربّ ما کان و مايکون. بکم ختم الکلام فى هذا المقام و هذا من فضلی و عنايتى عليکم انّ ربّکم الرّحمن لهو المقتدر علی ما کان لا اله الّا هو الظّاهر الباطن العزيز المشهود. بکم لاح افق الأيقان و‌ ارتفع صليل سيوف المعانى فى مضمار البيان و بکم نطق لسان الوحى الملک للّه مالک الغيب و الشّهود. قد فزتم بايّام اللّه و امره و اقبلتم اليه اذ اعرض عنه امرآء الأرض کلّها و کلّ عالم غرّته العلوم. طوبى لوجوهکم بما توّجهت و لالسنکم بما اجابت و لاياديکم بما ارتفعت الی اللّه مالک الملکوت. کذلک طلع من افق البرهان شمس البيان طوبى لمن عرف و فاز و ويل لکلّ غافل مردود. النّور المشرق من افق سمآء فضلی عليکم يا اسرآء اللّه فى الأرض و مهابط قضآئه المبرم المحکم الممنوع. يا قلم الاعلی اذکر ما ورد عليک فى هذا الحين من قضآء اللّه المبرم المحتوم. انّا کنّا نذکر احبّآئنا فى المدن و الدّيار حينئذ فتح الباب و دخل احد و قال قد طارت امتک قلنا الی اللّه العزيز الودو. انّها امة قصدت بيت اللّه الاعظم و خرجت عن مقامها الی ان وردت و طافت و اتّخذت لها مقاماً فى ظلّ قباب العظمة يشهد بذلک مولی البريّة الّذى ينطق بما نطق فى اوّل الايّام و قبلها انّه لا اله الّا انا المهيمن القيّوم. يا امتى عليک بهائى و‌ رحمتى و عنايتى و‌ علی الّذين يذکرونک بعد ارتقآئک و‌ ينطقون بثنآئک حبّاللّه مالک الملوک. اشهد انّک اقبلت الی اللّه و امنت به و وجدت نفحات الظّهور اذ ظهر بالحقّ بسلطان مشهود. و‌ شربت رحيق البيان من ايادى عطآئه و شهدت بما شهد به قلمه الاعلی فى مقامه المبروک. البهاء المشرق من افق سمآء رحمتى عليک و‌ علی عبدى الامين الّذى کان معروفاً بين الملأ الاعلی بخدمتى و خدمة اصفيآئى الّذين قاموا علی نصرة امرى و‌ نطقوا فى مواقع الباسآء و الضّرآء انّا للّه و انّا اليه راجعون.

(٤) هو المشرق‌من‌اُفق‌سمآء‌البيان

هذا يومٌ فيه ينطق الکتاب اَمام وجه العالم انّه لا اله الّا هو العزيز الوهاب. قد‌حضر‌اسمى عليه بهائى لدى اشراق شمس الظّهور و ذکر اسمآء الّذين قصدوا المقصد الاعلی و الذّروة العليا و الغاية القصوى منهم من بلغ و‌ شرب و‌ فاز و‌ منهم من قصد و سرع و‌ منهم من اغترف بغرفة من البحر الاعظم و منهم من اخذه سکر رحيق العرفان علی شأن طار فى هوآء محبّة ربّه الرّحمن و‌ اشتعل بنار امر ربّه المشفق العزيز المنّان. انّا نذکرکلّ اسم ذکره لدى الوجه انّه هو العزيز الفضّال. يا نصر ‌الله قد ذکرک المظلوم من قبل بذکر خضعت له الاذکار. انّا نوصيک و الّذين آمنوا بما تظهر به آثار الرّحمن فى الامکان و‌ يرتفع امره بين العباد. لمّا نشر صبح الظّهور لوآئه و‌ اتى مکلّم الطّور قام العلمآء علی الاعراض منهم من کفره و‌ منهم من اعرض و منهم من اعترض و‌ منهم من افتى عليه بظلم به انشقّ ستر الحرمة و‌ ذرفت عيون الابرار. کذلک سوّلت لهم انفسهم نشهد انّهم من اصحاب النّار. قل يا ملأ البيان ضعوا الاوهام ايّاکم ان تعملوا بمثل ما عملوا من قبل اتّقوا الرّحمن و لا تکونوا من الّذين اعرضوا عن اللّة ربّ الارباب. يا قاسم ضع ما عند القوم آخذاً کتابى بقوّة لا‌تمنعک الجنود و لا الاسياف. قل يا اهل الارض انّا اريناکم فنآء ما عندکم و‌ اسمعناکم ذکر الرّحيل فى کلّ الاحيان. ضعوا ما عندکم من الظّنون و الاوهام و‌ خذوا ما اوتيتم من لدى اللّه مولی الانام. کن قآئماً علی خدمة اوليآئى و‌ ناطقاً بثنآئى و‌ متمسّکاً بحبل عنايتى کذلک امرک المظلوم من اعلی المقام. انّا نذکر فى هذا المقام محمداً قبل علی الّّذى امتزج لحمه بلحم موله و دمه بدمه و جسده بجسده و‌ عظمه بعظم ربّه العزيز الوهّاب. يشهد قلمى الاعلی بانّه فاز بما لا‌فاز به احد قبله و وردعليه ما لا سمعت شبهه الاذان. عليه بهائى و بهاء ملکوتى و جبروتى و‌ اهل مدآئن العدل و الانصاف. هنيئاً لک يا محمد بما فزت برحيق البيان من لدن ربّک الرّحمن کذلک اشرق نيّر البرهان من افق سمآء عناية ربّک مولی الانام. يا عبد الکريم قد اتى الکريم و‌ اعرض عنه کلّ ممسک مرتاب. قد ماج بحر الجود امام الوجود و لکنّ النّاس اکثرهم فى وهم عجاب. قد نبذوا امراللّه ورآئهم اَلا انّهم من اهل الحجاب لدى اللّه منزل الآيات. يا محمّد قد ذکرناک من قبل و فى هذا الحين و حضر لدى المظلوم ما ارسلته الی اسمى المهدى اجبناک مرّة اخرى بهذا اللّوح الّذى لاح من افق عناية ربّک مسخّر الارياح. طوبى لجوهر ما منعته الاعراض و لروح ما حجّبته الاجسام عن هذا الافق الّذى اذ لاح سجدت له الارواح و‌طوبى لمن فاز بذکر ربّه فى هذا اليوم الّذى فيه قام الآفاق علی النّفاق. يا ابا طالب انت الّذى قصدت المقصد الاعلی و‌ قطعت البرّ و البحر الی ان وردت وادى النّبيل الّذى فيه ارتفع ندآء الجليل انّه لا اله الّا انا المهيمن علی ما يکون و ما قد کان. قد حضرت و‌ رأيت ما منع عنه اهل العالم و سمعت ما سمع نقطه الوجود يشهد بذلک من عنده امّ البيان. ذکّر العباد بما رأيت و سمعت و‌ کن علی الامر علی شأن لاتحجبک حجبات العلمآء و لا ‌سطوة الامرآء کن متوکّلاً فى الامور علی اللّه مالک الرّقاب. کبّر من قبلی علی وجوه اوليآئى الّذين اقبلوا الی الافق الاعلی و شهدوا بما شهد اللّه فى المبدء و المعاد يا علی اشرف اشکراللّه بما شرّفک بهذا الامر الّذى به اضطربت افئدة المشرکين و اطمئنّت افئدة الاخيار. انّا ذکرناک و الّذين آمنوا فضلاً من لدنّا انّ ربّک هو العزيز الفضّال. يا آقا بالا يذکرک مولی الورى فى سجنه الاعظم بما يقرّبک الی اللّه الواحد الفرد العزيز الغفّار. انّا نوصيک و الّذين آمنوا بالحکمة الّتى انزلناها بالفضل فى الزّبر و الالواح. خذوا ما امرتم به و لا تتّبعوا الّذين نقضوا عهد اللّه و ميثاقه اَلا انّهم من اهل الضّلال. کذلک جال قلم الرّحمن فى مضمار الحکمة و البيان ليجذبکم الی مقام لا‌يرى فيه الّا آيات ‌الله مظهر البيّنات و‌ نذکر اخاک الّذى سمّى بقاسم و نبشّره بعناية اللّه و‌ فضله و‌ نوصيه بما يرتفع به مقام الانسان فى الامکان. يا عبدالخالق انظر ثمّ اذکر اذ‌ اتى‌‌الخالق اعرض عنه المخلوق باعراض ناح به السّحاب. اعرضوا و‌ انکروا الی ان افتوا عليه من دون بيّنة و برهان. ضع الخلق و‌ ما عندهم متمسّکاً بالحقّ الّذى ينادى من اعلی افق العالم انّه لا اله الّا انا العزيز العلّام. انّ النّاس اکثرهم يلعبون بطين اوهامهم تاللّه انّهم احقر من الذّباب لدى الغنى المتعال. طوبى لاهل البهاء الّذين رکبوا باسمه علی السّفينة الحمرآء الّتى تمرّ علی البرّ و البحر باسمه المهيمن علی الاسمآء. کن ثابتاً علی امرى و‌ ناطقاً بثنآئى و‌طائراً فى هوآئى و‌ متشبّثاً بذيلی الّذى جعله اللّه مالک الاذيال. انّا وجدنا منک عرف حبّى ذکرناک بندآء انجذبت منه حقآئق الاذکار. قل تاللّه قد اتى المکنون و انصعق الطّوريّون الّا من عصمه اللّه فضلاً من عنده و حفظه بايادى الاقتدار. يا سيّد يذکرک سيّد العالم من سجنه الاعظم لتفرح و‌ تکون علی بهجة و‌ انبساط. ايّاک ان تحزنک شئونات الخلق کن ناظراً الی الافق الاعلی و‌ متمسّکاً بحبل اللّه منزل الامطار. قل يا اهل البيان لا تشرکوا باللّه و لا ‌‌تجادلوا بآيات بها يثبت ايمانکم باللّه مالک الايجاد. قل ضعوا ما عندکم و‌ خذوا ما‌عند اللّه انّه يهديکم الی سوآء الصّراط. البهاء المشرق من افق سمآء عنايتى علی اهل البهاء الّذين نبذوا الورى مقبلين الی مشرق الانوار. يا قلمى اذکر من سمّى باسکندر و بشّره بما اشرق نيرّ البيان من افق الرّحمن باسمه ليفرح و يکون من الشّاکرين قد فزت بذکر قلمى الاعلی من قبل و‌ فى هذا الحين. ايّاک ان يحزنک شىء من الاشيآء او تخوّفک سطوة الّذين کفروا بمالک يوم الدّين. خذ الکتاب بقوّة من عند ربّک و قل يا قوم اتّقوا اللّة و لا ‌تکونوا من الظّالمين. انظروا ما اشرق من افق البرهان ثمّ استمعوا ما ارتفع من سدرة البيان انّه لا اله الّا انا العليم الخبير. هذا يوم فيه ينادى نقطة البيان و‌ يقول يا اهل الامکان لعمرى تشرّف العالم بانوار الظّهور ويجد‌کلّ ذى شمّ عرف قميصه المنير. ايّاکم ان تمنعوا انفسکم من فيوضات ربّکم الفيّاض او يحجبکم حجبات الغافلين. طوبى لنفس نبذ العالم ورآئه شوقاً للقآء مالک القدم انّه من اهل البهاء فى کتاب اللّه ربّ العالمين. انّا نوصى الکلّ بالاستقامة الکبرى لئلّا تزلّهم شبهات اهل البيان الّذين بدّلوا نعمة اللّه کفراً اَلا انّهم من اهل الضّلال فى لوح مبين. نسئل اللّه بان يؤيّدک و يمدّک ليظهر منک ما لا ينقطع عرفه انّه هو الغفور الرّحيم. يا صادق نوصيک بالحکمة الکبرى کما وصيّناک بها اذ کنت قائماً لدى الباب و سمعت ندآء ‌الله العزيز الحميد. قل انّ الحکمة رأس الاعمال و مالکها تمسّک بها من لدن آمر قديم. اذکر ايّامى و ما سمعته من لسانى و ما رأيته من هذا الافق الاعلی کذلک يأمرک مالک الاسمآء خذ و‌ کن من العاملين. ايّاک ان يمنعک شىء من الاشيآء ذکّر نفسک ثمّ انفس العباد لعلّ يجدون عرف البيان و يکوننّ من الموقنين. ستمضى الايّام اسرع من البرق و لکنّ القوم اکثرهم لا يعرفون. قل خافوا اللّه و لا تتّبعوا اهوآئکم اتّبعوا کتاب اللّه انّه نزّل بالحقّ من لدنه و هو الحقّ علّام الغيوب. قل هذا يوم الذّکر و انتم صامتون. قل هذا يوم الخدمة و انتم راقدون. و هذا يوم الاصغآء و انتم ميّتون. طوبى لنفس مرّت عليه ارياح ارادة ربّه قام و قال لک الحمد يا اله العالمين و مقصود العارفين بما ايقظتنى و هديتنى الی صراطک المستقيم. انّا نذکرک. و ‌نکبّر عليک فضلاً من لدنّا و انا الفضّال الکريم. يا اسرافيل لعمر اللّه قد نفخنا فى الصّور و‌ انصعق من فى السّموات و الارض الّا من شآء اللّه ربّک و ربّ آبائک الاوّلين. به اخذ الزّلازل قبآئل الارض و‌ اضطرب کلّ عالم و زلّ کلّ قدم و ناح کلّ حکيم و‌ اقشعرّ جلد کلّ امير و تحيّر کلّ عارف و سبق کلّ قاصد بصير. کم من عالم منع عن الامر و کم من جاهل سرع و‌ قال آمنت بک يا مقصود العارفين. کم من امةٍ سمعت و‌ اقبلت و فازت و‌ کم من بطل انکر و‌ اعرض عن اللّه العزيز الجميل. يا اسرافيل اذکر ربّک فى اللّيالی و الايّام و ‌تمسّک فى کلّ الاحوال بحبله المتين. يا اسکندر قد اتى مالک القدر لحيوة البشر و القوم اخذوه و‌ حبسوه فى هذا المقام البعيد. انظر ثمّ اذکر اذ‌ اتى الرّوح اعرض عنه علمآء التّورية و‌ افتوا عليه بظلم صاحت به الذرّات يشهد بذلک کلّ منصف عليم. قد اتى المعزّى بالحقّ و لکنّ الابنآء فى ضلال مبين. لم يعرفوا بعد اذ اتاهم بسلطان غلب من فی السّموات و الارض و بمجده العظيم. انّى انا السّمآء الّتى صعد اليها ابن مريم يشهد بذلک لسان العظمة و القوم اکثرهم من الغافلين. اشکر اللّه بما ذکرک اذ‌ کان مقرّ العرش فى سجن عظيم. يا اسکندر انظر ثمّ اذکر اذ اتى محمّد رسول اللّه اعرض عنه علمآء التّورية و الانجيل من النّاس من انکره و‌ منهم من اعرض عنه و‌ منهم من قام علی ظلم به تزعزع بنيان الصّبر و‌ ذرفت عيون المقرّبين. قد افتى عليه العلمآء کما افتوا علی الرّوح من قبله يشهد بذلک کتب اللّه من قبل و‌ من بعد و هذا المظلوم الغريب. انّک اذا فزت بآياتى و وجدت عرف بيانى ولّ وجهک شطر اللّه و قل لک الحمد يا مقصود النّبيّين و‌ معبود المرسلين. اسئلک ان تجعلنى مستقيماً علی ذکرک و‌ خدمة امرک انّک انت المقتدر القدير. و‌ نذکر اخاک الّذى اراد ان يشرب کوثر البيان من يد عطآء ربّه الکريم. بشّره من قبلی و کبرّ علی وجهه ليفرح و‌ يکون من الحامدين. يا محمّد مهدى يذکرک مولی العالم فضلاً من عنده و هو الفضّال الکريم. طهّر اذنک عمّا سمعت لتسمع ندآء اللّه ربّ العالمين. هذا يوم فيه اضطرب کلّ ذى اطمينان و فزع کلّ عالم و صاح کلّ صامت و شهد لسان العظمة الملک للّه العلىّ العظيم. قل يا قوم انصروا ربّکم الرّحمن و لا تکونوا من الغافلين. ثمّ اعلم بانّ النّصر قد قدّر فى الذّکر و البيان کذلک نزّل فى اوّل هذا الظّهور و القوم اکثرهم من الشّاهدين. انّا نهينا العباد عن المحاربة و المجادلة منهم من ارتکب ما نهيناه عنه و‌ تجاوز حدود اللّه مالک يوم الدّين و منهم من عفا اللّه عنه فضلاً من عنده و هو الغفور الرّحيم. قل لا تدعوا سنن اللّه ورآئکم و اعملوا ما امرتم به من لدن عليم حکيم. انّ الّذين وجدوا نفحات الوحى اولئک من اعلی العباد لدى اللّه السّامع المجيب و الّذى منع انّه من اخسر العباد لدى اللّه العليم الخبير. و نذکر اخاک و نوصيه بما ينبغى لايّام اللّه مالک هذا اليوم البديع. يا قلم اذکر من سمّى بمحمّد الّذى تقرّب الی البحر الأعظم ليشرب و‌ يکون من الشّاکرين. قل قد اتى اليوم و القوم اکثرهم من النّآئمين. قد ظهر النّور و النّاس اکثرهم من المعرضين. قل خذوا کتاب اللّه بقوّة من عنده و‌ ضعوا ما يمنعکم عنه هذا امر اللّه عليکم لو انتم من العارفين. ان تخالفکم فى ذلک عينکم فاقلعوها حبّاً لامر ربّکم المشفق الکريم. طوبى لمن فاز بايّامى و‌ عرف سبيلی و سرع بقلبه الی افقى و‌ قام علی خدمة امرى المنيع. انّا ذکرناک ليجذبک الذّکر الی مقام يعرّفک سبيلی الواضح المستقيم. يا مير يذکرک الاسير من شطر السّجن بما يقرّبک الی اللّه المهيمن القيّوم. انّا فى اوّل الايّام قمنا امام وجوه العالم و‌ عن يمينى رايات الآيات و عن يسارى اعلام البيّنات و‌ دعونا الکلّ الی اللّه مالک ما‌ کان و‌ ما‌ يکون. قد قام علينا الاحزاب باسياف الاعتساف منهم من قال انّه افترى علی اللّه و منهم من اعرض و انکر ما نزّل من لدى اللّه مالک الملوک. قل هذا نور به استضآء العالم و نار به احترقت افئدة کلّ جاهل مردود. قل يا قوم انصفوا فيما ظهر بالحقّ و لا تتّبعوا کلّ عالم محجوب. کذلک ماج بحر البيان امام وجه الرّحمن و القوم اکثرهم لا يفقهون. يا عبد‌العليّ ذکر ‌الله من سدرة المنتهى اَمام وجه مولی الورى قد کان بالحقّ مرفوعاً. طوبى لمن سمع النّدآء انّه من الأبرار فى کتاب العلّيين قد کان من قلم الوحى بالحقّ مسطوراً. قل يا ملأ البيان تعالوا تعالوا لنريکم افق اللّه الاعلی و نسمعکم ندآئه الاحلی الّذى اذ ارتفع قام النّبيّون و المرسلون قالوا بلی بلی يا مالک الاسمآء و فاطر السّماء. طوبى لعين رأت افق الظّهور و لسمع سمع ندآء مکلّم الطّور و لقلب اقبل الی مقام کان بانوار الوجه مضيئا. قل هل تنکرون البحر و‌ امواجه و الشّمس و‌ انوارها اتّقوا الرّحمن و لا تکونوا من الّذين انکروا فضل اللّه و الطافه و لا تتّبعوا کلّ منکر کان عن الحقّ بعيداً. انصفوا يا ملأ البيان فى امر ربّکم الرّحمن اَما رأيتم امواج بحر بيانى و اشراقات انوار شمس سمآء حکمتى خافوا اللّه و لا تدحضوا الحقّ بما عندکم سوف ترجعون الی مقاماتکم و تسئلون عمّا فعلتم فى الدّنيا حينئذ تجدون انفسکم فى خسران کان بالعدل عظيماً. و‌ نذکر اخاک و‌ نسئل اللّه ان يؤيّده ليتخّذ لنفسه الی اللّه سبيلاً. يا ايّها المقبل الی الوجه اسمع ندآء المظلوم من شطر السّجن انّه يدعوک الی مقام کان باسم اللّه مرفوعاً. هذا يوم فيه ينادى الکتاب باعلی النّدآء و يدع الکلّ الی افق کان بانوار الوجه منيراً. يا معشر البشر ضعوا ما يمنعکم عن مالک القدر‌الّذى اتى من مصدر الامر برايات الآيات و بسلطان کان علی العالمين محيطاً. کذلک تحرّک القلم الأعلی اذ کان بين اصبعى ربّک لتشکر‌‌ و ‌تکون علی‌الامر ثابتاً مستقيماً. يا ايّها المتوجّه الی الحقّ احمد اللّه بهذا الذّکر الاعظم الّذى هدى النّاس الی صراط کان بامر اللّه منصوباً. انّا نوصيک و الّذين آمنوا بما نزّل فى کتاب کان من قلم الوحى بالحقّ مسطوراً. قل يا ملأ الارض زنوا ما عندنا بما عندکم انصفوا و لا تتّبعوا کلّ جاهل کان عن العدل محروماً. کذلک هطلت امطار العلم و الحکمة من هذه السّمآء الّتى ارتفعت بالحقّ و کان اللّه علی ما اقول شهيداً. انّا نذکر اوليآء اللّه هناک الّذين ما ذکرت اسمآئهم فى الظّاهر و نوصيهم بما وصيّنا به من قبل و‌ انا المشفق الکريم. خذوا‌ کتاب ‌اللّه‌ ‌امرا ً‌ ‌من ‌عنده ثمّ اقرؤا ‌آياته ‌بترنّمات المنجذبين. ‌‌طوبى‌ ‌لعبد‌ ‌اقبل ‌‌و ‌‌فاز‌‌ و ويلٌ‌ ‌للمحتجبين. نوصيکم بالاستقامة لئلّا تزلّ اقدامکم من اشارات العلمآء و شبهات الناعقين. اولئک کفروا باللّه و ‌انکروا ما انزله من ملکوته العزيز البديع. و نذکر امآئى هناک و نبشّرهنّ برحمتى الّتى سبقت و بفضلی الّذى احاط الوجود. نسئل اللّه ان يؤيّدهنّ علی ما يحبّ و‌ يرضى و يقدّر لهنّ ما تقرّ به عيون القانتات اللّآئى فزن فى اوّل الايّام بعرفان اللّه ربّ العالمين. انّا نذکر فى هذا الحين احبّآء اللّه فى کوکچاى و نذکّرهم بآيات اللّه المهيمن القيّوم. طوبى لنفس فازت بذکر قلمى الأعلی و‌ شهدت بما شهد اللّه انّه لا اله الّا انا المهيمن علی ما کان و ما يکون. يا اسمعيل قد توجّه اليک وجه القدم من شطر سجنه الاعظم و انزل لک ما تضوّع به عرف الرّحمن فى الأمکان لتفرح و تکون من الّذين لا‌خوف عليهم و لا ‌هم يحزنون. قد حضر اسمک ذکرناک بهذا اللّوح المبارک المحتوم. انّا زيّنّاک بطراز الذّکر و‌ احبّآئى هناک الّذين ما نقضوا ميثاق اللّه و‌ عهده متمسّکين بحبل عناية ربّهم العزيز الودود. نعيماً لکم و طوبى لکم بما فزتم بذکر اللّه و اثر قلمه الأعلی اذ کان مقرّ العرش هذا المقام العزيز الممنوع. کذلک نشرت نفحات‌الوحى اذ‌ نطق لسان العظمة انّه لا اله الّا انا العزيز المحبوب. يا احبّآء الرّحمن فى التّآء و الفآء اسمعوا ما ارتفع عن يمين البقعة النّورآء علی الأرض الحمرآء من السّدرة المنتهى الّتى اذ ارتفع حفيفها نطقت الأشيآء کلّها قد اتى مقصود العالم و الاسم الأعظم الّذى به فتحت ابواب المعانى و البيان فى الامکان تعالی اللّه موجد ما کان و ما يکون. لعمر اللّه ما من آية الّا و قد انزلها قلمى الاعلی يشهد بذلک من عنده لوح محفوظ. طوبى لوجوهکم بما توجّهت و لقلوبکم بما اقبلت و لعيونکم بما رأت و‌ لآذانکم بما سمعت ندآء اللّه مالک الغيب و الشّهود. کذلک زيّنّا ملکوت البرهان بذکرى و جبروت البيان بما نطق به لسانى فى هذا المقام المرفوع. يا آقا بابا يذکرک مولی العالم و يبشّرک باقباله اليک من هذا المقام الّذى سجن فيه جمال القدم بما اکتسبت ايادى الّذىن کفروا بالشّاهد و المشهود. کن ناظراً فى کلّ الاحوال الی افقى الاعلی و سامعاً ندآئى الاحلی و آخذاً کتابى الّذى اذ نزّل خضعت له کتب العالم يشهد بذلک من عنده لوح مسطور. يا ستّار يذکرک الستّار من هذا المقام الّذى سمّى بالاسمآء الحسنى و ينادى و يقول هذا يوم فيه تشرّف الطّور بمکلّمه و السّدرة بمظهرها و الکتب بمنزلها و القوم اکثرهم لا يفقهون. تاللّه قد ظهر کلّ امرٍ و برز کلّ سرّ و جرت من الاحجار انهار الحيوان و لکنّ النّاس هم لا يشعرون. يسمعون آيات اللّه و ينکرونها و‌ يرون آثاره ثمّ عليها يعترضون. قل اتّقوا اللّه يا قوم و لا تتّبعوا کلّ جاهل مردود. کذلک انزلنا الآيات فضلاً من عندنا لتشکروا ربّکم مالک الملکوت. يا علی انظر ثمّ اذکر اذ ارسلنا الرّوح بآياتٍ بيّنات قامت عليه اليهود و علمآئهم و افتوا عليه بظلم ناح به کلّ حجر و صاح کلّ مدر و ذرفت العيون. انظر ثمّ اذکر ملأ الفرقان الّذين ناحوا علی حروفاته فى المساجد و علی المنابر فلمّا اتى سيّدهم قتلوه بظلم محى من کتاب العشّاق ذکر الفرح و السّرور. قد افتوا علی الّذى ذکروه فى القرون و الاعصار. کذلک سوّلت لهم انفسهم و‌ هم اليوم لا يعرفون. قد احاطوا طير الفردوس الاعلی بمخالب البغضآء و عملوا ما منعت به العيون عن الجريان و الشّمس عن الاشراق و السّحاب من فيضه المشهود. لعمر اللّه ملأ البيان الّذين اعرضوا عن الرّحمن اولئک اخسر من کلّ حزب و ‌ابعد من کلّ بعيد و اظلم من کلّ ظالم قاموا علی الاعراض علی شأنٍ ناح به اهل الجبروت. يا اکبر يذکرک مالک القدر فى حين احاطته الاحزان من الّذين کفروا بالرّحمن و انکروا هذا الفضل الّذى اشرق من افق العالم و هذا النّور الّذى لاح بين الامم انّ ربّک هو الحقّ علّام الغيوب. لا يعزب عن علمه من شىءٍ قد انزل من قلمه الأعلى اسرار ما کان و ما يکون. انّه لا تمنعه ضوضآء العالم و لا حجبات الامم قد اتى برايات الآيات و اظهر ما اراد بقدرةٍ و سلطان. قل يا ملأ البيان اتّقوا اللّه و لا تدحضوا الحقّ بما عندکم و لا تکونوا من الّذين انکروا حجّة اللّه و برهانه اذ اتى فى المآب. لو تنکرون هذا الظّهور باىّ برهان يثبت ما عندکم فأتوا به و لا تکونوا من اهل الضّلال. خافوا اللّه يا ملأ البيان و لا تعترضوا علی الّذى بامره نطق کلّ نبىّ و تکلّم کلّ رسول کذلک ينصحکم القلم الاعلی فى اعلی المقام. يا عبد الرؤف يناديک العطوف الّذى سجن فى سبيل اللّه ربّ الارباب. هو الّذى قام فى اوّل الايّام امام وجوه الانام و دعا الکلّ الی اللّه مالک الرّقاب. لو لاه ما ظهر حکم الکتاب و ما اشرق نيّر الظّهور من افق سمآء البرهان. انّه اتى بالحقّ و ‌ذکر ما امر به فى اللّوح من آمن فله و من اعرض فعليه انّه هو المقدّس المتعالی عن الذّکر و البيان. کذلک ماج بحر عرفانى و اشرق نيّر برهانى و هطلت من سمآء فضلی الامطار. يا يوسف ذکرناک من قبل و‌ نذکرک فى هذا الحين فضلاً من عندى و انا العزيز الفضّال. قل الهى الهى اجد عرف قميصک و احبّ ذکرک و ‌ثنآئک و التقّرب الی مقرّ عرشک الّذى عليه استوى هيکل عظمتک قدّر لی يا الهى بفضلک ما لا تبدّله القرون و الاعصار ليکون باقياً ببقآء اسمآئک و مدلّاً عليک بين عبادک و خلقک. اى ربّ ترانى مقبلاً اليک و ناطقاً بثنآئک اسئلک ان لا تمنعنى من امواج بحر جودک و‌ اشراقات انوار شمس عطآئک انت الّذى لا تمنعک شئونات العالم و لا غوغآء الامم تفعل ما تشآء بقدرتک لا اله الا انت المقتدر العزيز الوهّاب. يا علی اکبر اسمع ما تنطق به الشّمس و يشهد لها الکتاب انّه لا اله الّا هو العزيز العلّام. قد فزت بامواج بحر ذکرى من قبل و‌ اشراقات نيّر بيانى يشهد بذلک من يطوفه امّ الکتاب. انظر الی الخلق و الضّعف الّذى احاطهم قد نبذوا الّذى باسمه ظهر کلّ حقّ ورائهم متوجّهين الی مطلع الاوهام. لعمر اللّه ينبغى ان تنوح الّذرات لهذا النّور الّذى منع عن اشراقه بما اکتسبت ايادى الفجّار. يشربون الصّديد و‌ يهربون من بحر الحيوان الّذى امام وجوههم کذلک زيّن الشّيطان لهم اعمالهم و هم فى مرية و شقاق. لا تنفعهم اعمالهم و لا ذکرهم و لا اقبالهم يشهد بذلک کلّ الاشيآء و الّذين يطوفون العرش فى الغدّو و الآصال. لا تحزن من شىءٍ توکّل علی الفرد الخبير فى کلّ الايّام. يا اسمى قد حضر لدى المظلوم اسمآء الّذى ذکرهم الصّادق نذکرهم فضلاً من عندنا و انا المقتدر العزيز المنّان. طوبى له و‌ للّذين ذکرهم و ‌لمن تمسّک بحبل اللّه مولی الانام. يا کاظم افرح بذکرى ايّاک تاللّه لا يعادله شىء من الاشيآء يشهد بذلک ربّک اذ‌ کان مستوياً علی عرش الحکمة و البيان. کن مستقيماً علی الامر و ناطقاً بثنآء ربّک منقطاً عن الّذين کفروا بالمبدء و المعاد. طوبى لعبدٍ فاز‌برحيق بيانى و فرات رحمتى و فضلی الّذى احاط الآفاق. لمّا نصبت راية الظّهور علی اعلی المقام انکره الانام منهم من انکره و منهم من اعرض و منهم من اعترض و منهم من تقرّب بالسّيف و السّنان. لو نذکر ما ورد علينا لتنوح الممکنات و ‌تنقطع الارواح عن الاجساد. کذلک رتبّنا صفوف الآيات برايات البيّنات و انزلنا من سمآء العرفان ما انجذبت به افئدة الابرار. يا محمّد اسمع ندآء الفرد الاحد من شطر السّجن انّه يذکرک خالصاً لوجه اللّه منزل الآيات. لعمر اللّه لو يفوز احد باصغآء ندآئى الاحلی ليأخذه جذب الآيات علی شأن بدَع الممکنات متوجّهاً الی اللّه مظهر البيّنات. قل يا قوم خافوا اللّه و لا ترتکبوا‌ما ارتکبه حزب الفرقان و ‌من قبله علمآء اليهود و الاصنام. يا قلم اذکر من سمّى بمحمّد ليشکر ربّه المقتدر العزيز البصّار. احمد اللّه بما جرى ذکرک من بحر الفضل و ذکرک مشرق الايقان. تمسّک بحبل عناية مولئک و قل الهى الهى قد اقبلت اليک بکلّى اسئلک بالسّفينة الّتى مرّة تطير فى الهوآء بقوادم الانقطاع و ‌اخرى تمرّ علی البرّ بقدرتک المهيمنة علی البشر و علی البحر باسمک المهيمن علی من فى الارضين و السّموات بان تجعلنى مستقيماً علی امرک الّذى به اضطربت القلوب و زلّت الاقدام. اى ربّ لا تحرم عبادک من نفحات ايّامک و لا‌تبعّدهم عن قباب فضلک الّذى ارتفع علی اعلی الاعلام. البهاء المشرق من افق سمآء رحمتى عليکم يا اوليآئى و علی امآئى اللّائى امنّ باللّه مالک الايجاد. الحمد للّه مولی العباد.

(٥) بسمى الابهى

لک الحمد يا الهى و اله العالمين و مقصودى و مقصود العارفين و محبوبى و محبوب الموحّدين و معبودى و معبود المقرّبين و مناى و منى المخلصين و رجائى و رجآء الاملين و ملاذى و ملاذ القاصدين و ملجأى و ملجأ اللّائذين و مقصدى و مقصد المتوجّهين و‌ منظرى و ‌منظر النّاظرين و جنّتى و جنّة البالغين و‌ کعبتى و‌ کعبة المشتاقين و‌ جذبى و ‌جذب العاشقين و ‌نورى و ‌نور الهآئمين التّآئبين و ولهى و وله الذّاکرين و‌ کهفى و‌ کهف الهاربين و ‌حصنى و‌ حصن الخآئفين و ربّی و ربّ من فى السّموات و الارضين. بما جعلتنى منجذباً بآياتک و‌ متوجّهاً الی افق منه اشرقت انوار شمس وجهتک و‌ مقبلاً اذ اعرض اکثر خلقک. انت الّذى يا الهى فتحت باب السّمآء بمفتاح اسمک الاقدس الاعزّ الاعظم الابهى و‌ دعوت الکلّ الی بحر اللّقآء فلمّا ارتفع ندآئک الاحلی اخذ جذب النّدآء من فى ملکوت الاسمآء و الملأ الأعلی و به مرّ‌عرف قميص ظهورک علی العاشقين من خلقک و المشتاقين من بريّتک قاموا و سرعوا الی بحر وصالک و افق جمالک و خبآء ظهورک و مجدک و فسطاط عزّک و لقآئک و اسکرهم رحيق الوصال علی شأنٍ انقطعوا عمّا عندهم و ما عند النّاس اولئک عباد ما منعتهم سطوة الفراعنة عن التّوجه الی سرادق عظمتک و‌ ما خوّفتهم جنود الجبابرة عن النّظر الی مشرق آياتک و‌ مطلع بيّناتک. و‌ عزّتک يا اله الوجود و‌ مربّی الغيب و الشّهود انّ الّذى شرب کوثر حبّک من يد عطآئک لا‌تمنعه شئونات خلقک و لا ‌يضطرب من اعراض من فى مملکتک ينادى باعلی النّدآء بين الارض و السّمآء و‌ يبشّر النّاس بامواج بحر عطائک و اشراقات شموس سمآء مواهبک. انّ السّعيد من اقبل الی کعبة لقآئک و‌ انقطع عن سوآئک و العزيز من اعترف بعزّک و ‌توجّه الی شمس عنايتک و العليم من اطّلع بظهورک و ‌اقرّ بشئوناتک و ‌آياتک و ‌بيّناتک و البصير من تنّورت عيناه بنور جمالک و‌ عرفک اذ ارتفع ندآئک و السّميع من فاز باصغآء بيانک و ‌تقرّب الی طمطام بحر آياتک. اى ربّ هذا‌غريب سرع الی وطنه الاعلی فى ظلّ رحمتک و‌ مريض توجّه الی بحر شفآئک فانظر يا الهى و‌ مضرم النّار فى کبدى الی عبرات عينى و زفرات قلبى و‌ احتراق کبدى و‌ اشتعال جوارحى. و‌ عزّتک يا بهاء العالم انّ البهاء يحترق فى کلّ حين بنار محبّتک علی شأن لو يتقرّب اليه احد من خلقک و يتوجّه بسمع الفطره ليسمع زفير النّار من کلّ عرق من عروقه قد اخذنى جذب بيانک و سکر رحيق الطافک علی شأنٍ لا ينقطع ندآئى و لا يرجع الىّ يد رجآئى. اى ربّ ترى عينى ناظرة الی شطر فضلک و سمعى متوجّهاً الی ملکوت بيانک و‌ لسانى ناطقاً بثنآئک و وجهى متوجّهاً الی وجهک بعد فنآء ما خلق بکلمتک و يدى مرتفعة الی سمآء جودک و‌ عطآئک. هل تمنع الغريب الّذى دعوته الی الوطن الاعلی فى ظلّ جناحى رحمتک و هل تطرد المسکين الّذى سرع الی شاطى بحر غنآئک و هل تغلق باب فضلک علی وجوه خلقک بعد اذ فتحته بعزّک و‌ سلطانک و هل تسکرّ ابصار بريّتک بعد اذ هديتم الی مشرق جمالک و مطلع انوار وجهک لا و عزّتک ليس هذا ظنّى و ظنّ المقرّبين من عبادک و المخلصين من بريّتک. اى ربّ تعلم و ترى و تسمع بانّ عند کلّ شجر ارتفع ندآئى و‌ عند کلّ حجر ارتفع ضجيجى و صريخى هل خلقتنى يا الهى للبلآء او لاظهار امرک فى ملکوت الانشآء. تسمع و‌ ترى يا الهى حنينى و انينى و عجزى و فقرى و فاقتى و‌ ضرّى و مسکنتى. و‌ عزّتک انّ البکآء منعنى عن ذکرک و ثنآئک و ارتفع نحيبه علی شأن تحيّرت به الثّکلى و منعها عن بکآئها و زفراتها. اى ربّ اسئلک بالسّفينة الّتى بها ظهر سلطان مشيّتک و نفوذ ارادتک و تمرّ بقدرتک علی البرّ و البحر بان لا تأخذنى بجريراتى العظمى و خطيئآتى الکبرى.‌ و‌ عزّتک قد شجّعتنى بحور غفرانک و رحمتک و ما سبق من معاملتک مع المخلصين من اصفيآئک و الموحّدين من سفرآئک. اى ربّ ارى انّ ظهورات عنايتک اجتذبتنى و رحيق بيانک اخذنى من کلّ الجهات بحيث لا ارى من شىء الّا وقد يعرّفنى و يذکّرنى بآياتک و ظهوراتک و شئوناتک و‌ عزّتک کلّما يتوجّه طِرفُ طَرفى الی سمآئک يذکرّنى بعلّوک و ارتفاعک و سموّک و استعلآئک و کلّما التفت الی الارض انّها تعرّفنى ظهورات قدرتک و بروزات نعمتک و کلّما انظر البحر يکلّمنى فى عظمتک و اقتدارک و سلطنتک و کبريآئک و لمّا اتوجّه الی الجبال ترينى الوية نصرک و اعلام عزّک و عزّتک يا من فى قبضتک زمام العالم و ازمّه الامم قد اخذتنى حرارة حبّک و سکر رحيق توحيدک علی شأن اسمع من هزيز الارياح ذکرک و ثنآئک و من خرير المآء نعتک و‌ اوصافک و من حفيف الاشجار اسرار قضآئک الّتى اودعتها فى مملکتک. سبحانک يا اله الاسمآء و فاطر السّمآء لک الحمد بما عرّفت عبادک هذا اليوم الّذى فيه جرى کوثر الحيوان من اصبع کرمک و ظهر ربيع المکاشفة و اللّقآء بظهورک لمن فى سمآئک و ارضک. اى ربّ هذا يوم قد جعلت نوره مقدّساً عن الشّمس و‌ اشراقها. اشهد انّه تنوّر من نور وجهک و اشراق انوار صبح ظهورک و هذا يوم فيه تردّى کلّ مأيوس بردآء الرجآء و تزيّن کلّ عليل بقميص الشّفآء و تقرّب کلّ فقير الی بحر الغنآء و جمالک يا سلطان القدم و المستوى علی العرش الاعظم انّ مطلع آياتک و مظهر شئوناتک مع بحر علمه و سمآء عرفانه اعترف بعجزه عن عرفان ادنى آية من آياتک الّتى تنسب الی قلمک الاعلی فکيف ذاتک الابهى و کينونتک العليا. لم ادر يا الهى باىّ ذکر اذکرک و باىّ وصف اصفک و باىّ ثنآء اثنيک لو‌اصفک بالاسمآء ارى انّ ملکوتها خلق بحرکة اصبعک و ترتعد فرآئصه من خشيتک و لو اثنيک بالصّفات اشاهد انّها خلقک و فى قبضتک و لا ينبغى لمظاهرها ان تقوم تلقآء باب مدين ظهورک و کيف المقام الّذى فيه استويت علی عرش عظمتک و‌ عزّتک يا مالک الاسمآء و فاطر السّمآء کلّ ما تزيّن بقميص الالفاظ انّه خلق فى مملکتک و ذوّت بارادتک و لا ينبغى لحضرتک و لا يليق لجنابک فلمّا ثبت تقديس نفسک العليا عن کلّ ما خلق فى الانشآء و خطر فى‌قلوب الاصفيآء و افئدة الاوليآء يلوح افق التّوحيد و يظهر للاحرار و العبيد. انّک واحد فى ذاتک و واحد فى امرک و واحد فى ظهورک. طوبى لمن انقطع فى حبّک عن سوائک و سرع الی افق ظهورک و فاز بهذه الکأس الّتى جعلت البحور کلّها دون مقامها. اسئلک يا الهى بقوّتک و قدرتک و سلطانک الّذى احاط من فى سمآئک و ارضک بان تعرّف العباد هذا السّبيل المبين و هذا الصّراط‌‌المستقيم ليعترفوا بوحدانيّتک و فردانيتک بيقين لا تعتر به اوهام المريبين و لا ‌تحجبه ظنون الهآئمين. اى ربّ انر ابصار عبادک و قلوبهم بنور عرفانک ليطّلموا بهذا المقام الاسنى و الافق الابهى لئّلا يمنعهم النّعاق عن النّظر الی اشراق نورالتّوحيد و لا يصدّهم عن التّوجه الی افق التّجريد. اى ربّ هذا يوم بشّرت کلّا بظهورک فيه و طلوعک و‌ اشراقک و‌ اخذت عهد مشرق وحيک فى کتبک و زبرک و‌ صحفک و الواحک و جعلت البيان مبشّراً لهذا الظّهور الاعظم الابهى و هذا الطّلوع الانور الاسنى. فلمّا انار افق العالم و اتى الاسم الأعظم کفروا به و بآياته الّا من اخذته حلاوة ذکرک و ثنآئک و ورد عليه ما لا يحصيه الّا علمک المهيمن علی من فى سمآئک و ارضک و‌ انت تعلم يا الهى بانّ منزل البيان وصّى من فى الامکان بامرک و ظهورک و سلطانک. قال و قوله الاحلی ايّاکم ان يمنعکم البيان و حروفاته عن الرّحمن و‌ سلطانه و قال انّه لويأتى باية لا تنکروه اسرعوا اليه لعلّ ينزل لکم من فضله ما اراد و انّه لمالک العباد و مليک الايجاد. ترى يا محبوب العالم و الظّاهر باسم الاعظم انّه قداتى بملکوت الآيات علی شأن شهدت الذرّات بانّها ملئت الافاق مع هذا الظّهور الاظهر الابهى و هذه الآيات الّتى لا يحصيها الّا علمک يا مالک الاسمآء ترى و تشاهد اعراضهم عن مشرق ذاتک و‌ اعتراضهم علی منبع علمک و آياتک. قد اخذتهم العزّة بالّا‌ثم علی شأن انکروا ظهوراتک و بروزاتک و آثارک الّتى يرى کلّ بصير علی کلّ شىءٍ. تشهد بعظمتک و‌ سلطانک و تعترف بظهورک و اقتدارک و قالوا فى حقّه ما ناح به سکّان سرادق الابهى و الملاء الاعلی و ذابت من اقوالهم اکباد اصفيآئک و قلوب اوليآئک. و‌ اخذتهم الغفلة علی شأن نبذوا آياتک الکبرى و اخذوا اوهامهم يا مالک الاسمآء و مليک العرش و الثّرى. و ‌انّک يا الهى و محبوب فؤآدى زيّنت بذکر هذا اليوم لوحک الّذى ما اطّلع به الّا نفسک و سمّيته بيوم اللّه لئلّا يرى فيه الّا نفسک العليا و لا يذکر فيه الّا ذکرک الاحلی. فلمّا ظهر اخذت الزّلازل ارکان القبآئل و انصعق فيه کلّ عالم و‌ تحيّر کلّ عارف الّا من تقرّب بحولک و اخذ رحيق وحيک من يد فضلک و شرب باسمک و قال لک الحمد يا مقصود العالمين و‌ لک الثنآء يا وله افئدة المشتاقين. يا الهى و سيّدى و غاية رجآئى و منتهى املی ترى و‌ تسمع حنين المظلوم من البئر الظلمآء الّتى بنيت من اوهام اعدائک و فى حفرة عميآء الّتى حفرت من ظنون طغاة خلقک و جمالک يا ايّها الظّاهر بالجلال انّى لا اجزع من البلايا فى حبّک و لا من الرّزايا فى سبيلک بل اخترتها بحولک و افتخر بها بين المقرّبين من خلقک و المخلصين من عبادک. و لکن يا مربّى العالم و مالک الامم اسئلک فى هذا الحين الّذى اکون اخذاً بيد الرّجآء اذيال ردآء کرمک و رحمتک بان تغفر عبادک الّذين طاروا فى هوآء قربک و توجّهوا الی انوار وجهک و‌ اقبلوا الی اُفق رضائک و تقرّبوا الی بحر رحمتک و‌ نطقوا فى ايّامهم بذکرک و اشتعلوا بنار حبّک. قدّر اللّهمّ يا الهى لهم قبل صعودهم و بعده ما ينبغى لعلوّ کرمک و سمّو عنايتک. اى ربّ اسکن الّذين صعدوا اليک فى الرّفيق الاعلی فى ظلّ خبآء مجدک و سرادق عزّک. اى ربّ رشّ عليهم من بحر عفوک ما يجعلهم مستحقين لابقآئهم بدوام الملک فى ملکوتک الاعلی و جبروتک الاسنى و انّک انت فعّال لما تشآء. اى ربّ لا تحرم احبّآئک من نفحات هذا اليوم الّذى فيه ظهرت اسرار اسمک القيّوم و ما کان مخزوناً فى خزآئن علمک. اى ربّ هذا يوم اهتزّ فيه کلّ ذرّة من الذرّات و تقول يا منزل الآيات و سلطان الکآئنات انّى اجد عرف وصالک کانّک اظهرت نفسک و فتحت باب لقآئک علی من فى سمآئک و ارضک. اى ربّ من عرف قميصک ايقنت بانّ العالم تشرّف بقدومک و فاز بنفحات وصلک و لکن يا محبوب العالم و مقصود الامم لم ادر باىّ مقام استقرّ عرش عظمتک و اىّ مقرّ فاز بقدومک و تنوّر بانوار وجهک و‌ عزّتک يا مولی الوجود و مالک الغيب و الشّهود قد تحيّر کلّ ذى علم فى عرفانک و ‌کلّ ذى حکمة فى ادراک آيات عظمتک علی شأنٍ اعترف الکلّ بالقصور عن العرفان و بالعجز عن الصّعود الی سمآء فيها تجلّت شمس من شموس مظاهر علمک و مشارق حکمتک. ما لأحد و ذکر هذا المقام ا‌لأعلی و المقرّ الاسنى الّذى جعلته فوق عرفان خلقک و‌ شهادات عبادک. لم يزل کان مستوراً عن الادراک و العلوم و مختوماً بختام اسمک القيّوم و‌ عزّتک و‌ سلطنتک المهيمنة علی الملک و الملکوت لو احد من اصفيآئک و سفرآئک يتفکّر فى شئونات قلمک الاعلی الّذى يحرّکه اصبع ارادتک و يتفکّر فى اسراره و آثاره و ما يظهر منه ليتحيّر علی شأنٍ يرى اللّسان عاجزاً عن الّذکر و البيان و القلب قاصراً عن العرفان لانّه يرى مرّة يجرى منه مآء الحيوان فى الامکان و سمّى من عندک بالصّور و يقوم به من فى القبور و طوراً يظهر منه النّار کانّها اوقدت من نار الظّهور و تکلّم الکليم فى الطّور فما اعجب شئونات قوّتک و ما اعظم ظهورات قدرتک. کلّ عليم اعترف بالجهل عند اشراقات انوار شمس علمک و کلّ قوىّ اعترف بالعجز عند امواج بحر قوّتک و کلّ غنىّ اعترف بالفقر لدى ظهورات خزآئن غنآئک و کلّ عارف اقرّ بالفنآء لدى تجلّيات انوار جمالک و کلّ عزيز اقرّ بالذّلّ عند اشراق شمس عزّک وکلّ ذى عظمة اعترف بفنآئه و فنآء غيره و بقآء عظمتک و سلطانک و علوّک و اقتدارک. يا الهى و اله کلّ شىء و سلطانى و‌ سلطان کلّ شىء و محبوبى و مقصودى تعلم انّى اذکرک اليوم من قبل المنقطعين من خلقک و اصفک بلسان الموحّدين من بريتّک لعلّ يسطع من زفرات قلوبهم فى حبّک و هوئک ما يحترق به کلّ ما يمنع عبادک عن التوجّه الی جبروت عرفانک و ملکوت آياتک. فيا الهى و اله الاسمآء و فاطر الارض و السّمآء هذا يوم فيه يناجيک من اشتعل صدره من نار وصلک اين الفصل يا الهى ليعرف به الوصل عند ظهور نور فردانيّتک و بروز اشراق شمس وحدانيّتک. استغفرک يا الهى عن کلّ ذلک و عن کلّ ما جرى و يجرى عليه قلمى فى ايّامک. اشهد بانّک ما جعلت المناجات شأنى بل شأن من سبقنى بامرک و ارادتک و جعلت الآيات مخصوصة بهذا الظّهور العظيم و الّنباء الّذى تزيّنت به صحآئف مجدک و لوحک الحفيظ. يا مضرم النّار فى صدر البهاء و مظهر الّنور فى قلب البهاء اشکرک بما علّمت عبادک ذکرک و سبل مناجاتک من لسانک الأقدس الأعلی و بيانک الأعزّ الأسنى. لو‌لا اذنک من يقدر ان يصفک بالعزّ و الکبريآء و لو‌لا تعليمک من يعرف سبل الرّضآء فى ملکوت الانشآء. اسئلک يا مالک الجود و سلطان الوجود بان تحفظ عبادک من خطرات قلوبهم ثمّ اصعدهم الی مقام لا‌تزلّ اقدامهم من ظهورات فعلک الّتى اقتضتها شئونات حکمتک و سترت اسرارها عن وجه بريتّک و خلقک. اى ربّ لا تمنعهم عن بحر علمک و لا تحرمهم عمّا قدّرته للمقرّبين من اصفيآئک و المخلصين من اُمنآئک ثمّ ارزقهم من بحر الاطمينان ما يسکن به اضطرابهم و بدّل اللّهم يا الهى ظلمة اوهامهم بنور اليقين ثمّ اجعلهم قآئمين مستقيمين علی صراطک المستقيم لئلّا يمنعهم الکتاب عن منزله و الاسمآء عن خالقها و رازقها و‌ مبدئها و‌ سلطانها و مظهرها و مهلکها و معزّها و‌ مذّلها و المقتدر عليها و المهيمن علی مسمّياتها انّک يا الهى و‌ ربّى انزلت الکتاب لاظهار امرى و‌ اعلآء کلمتى و به اخذت عهد نفسى عن کلّ ما خلق فى مملکتک و ترى يا محبوب العالم انّ طغاة خلقک جعلوه حصناً لهم و به اعرضوا عن جمالک و کفروا بآياتک. و‌ انت الّذى يا الهى وصيّتهم فى کتابک العظيم و قلت يا ملأ البيان اتّقوا الرّحمن و لا تکفروا بالّذى جعلت البيان ورقة من اوراق جنّته و انّه کان هدية من عندى اليه ان فاز بالقبول انّه لهو الفضّال و ان طرد و ما فاز انّه لهو الحاکم بالحقّ و المحمود فى افعاله و المطاع فى اوامره ليس لاحد ان يعترض عليه. فيا الهى ترى المظلوم بين ايدى الّذين انکروا حقّک و اعرضوا عن سلطانک. انّ الّذى تطوف الحجّة حوله و البرهان ينادى باعلی الّندآء بين الامکان باسمه و سلطانه قد فعلوا فى ايّامه ما لا يقدر القلم ان يقوم بوصفه و ارتکبوا ما ناح به الرّوح و صاح من فى الملکوت و اهل سرادق الجبروت. لو‌يتوجّه احد بسمع الفطرة ليسمع حنين الاشيآء و انينها بما ورد علی مظلوم الافاق من الّذين اخذت منهم الميثاق فى يوم الطّلاق. هل من منصف يا الهى ينصف فى امرک و هل من ذى بصر ينظر بعينک و هل من ذى سمع يسمع باُذنک و هل من ذى لسان ينطق بالحقّ فى ايّامک و‌ عزّتک يا ايّها النّاظر من افقک الأبهى و السّامع ما تنطق به سدرة المنتهى لو احد ينظر الی کتبک الّتى سميّتها بالبيان و يتفکّر فيما نزّل فيها ليجد کل کتاب منها مبشراً بظهورى و ناطقاً باسمى و‌ شاهداً لنفسى و منادياً بامرى و ذکرى و طلوعى و‌ اشراقى. و‌ مع اعلانک يا الهى و بيانک يا محبوبى سمعت و رايت ما قالوا فى حقىّ و ارتکبوا فى ايّامى. اى ربّ اشهد فى موقفى هذا رغماً لمن اعرض عنک انّک انت اللّه لا اله الّا انت و هذا يومک الّذى تزيّن بذکره صحآئفک و کتبک و الواحک و الّذى ينطق انّه لهو الکنز المخزون و الغيب المکنون و اللّوح المحفوظ و السّر المستور و الکتاب المهمور و انّه لهو المطاع فى کلّ ما حکم و امر و اظهر و المحبوب فيما يأمر بسلطانه و يحکم بقدرته. من يتوقّف اقلّ من ان انّه انکر حقّک و کلّ ما انزلته فى کتبک و صحفک و ارسلتها مع اصفيآئک و انبيآئک و سفرآئک و امنائک. اسئلک يا من بيدک ملکوت السّموات و الارض و فى قبضتک من فى جبروت الامر و الخلق بان لا تمنع لحاظ الطافک عن الّذين حملوا الشّدآئد فى سبيلک و ذاقوا کأس البلايا فى حبّک و دخلوا السّجن باسمک و ورد عليهم ما لا ورد علی خلقک و بريتّک. اى ربّ انّهم عبادک الّذين اجابوا اذ ارتفع ندآئک و توجّهوا اذ اشرقت انوار وجهک و اقبلوا اذ لاح افقک الاعلی باسمک الّذى به انصعق من فى ارضک و سمآئک. اى ربّ قدرّ لهم ما قدرّته لاصفيآئک الّذين استقبلوا سهام المشرکين فى امرک وحبّک و سرعوا الی مشرق البلآء باسمک و‌ ذکرک. انت الّذى يا الهى وعدت فى محکم آياتک بان تذکرهم فى کتابک جزآء اعمالهم فى ايّامک. صلّ اللّهمّ عليهم و‌ کبّر اللّهمّ علی وجوههم بتکبير اشرقت شمسه من افق فم مشيّتک و ظهرت انواره من ملکوت بيانک. اى ربّ اغمسهم فى بحر رحمتک و نورّهم بانوار فجر ظهورک ثمّ اغفر يا الهى ابآئهم و امّهاتهم بجودک و کرمک و الطافک ثمّ ارسل عليهم عن يمين جنّتک العليا نفحات قميص جمالک الابهى. انّک انت المقتدر علی ما تشآء و انّک انت الحاکم الآمر المعطى الغفور الکريم. و الحمد لک يا محبوب العالم و يا ايّها المذکور فى قلوب العارفين.

(٦) بسمه‌المُبدع‌العليم‌الحکيم

کتاب انزله الرّحمن من ملکوت البيان و انّه لروح الحَيَوان لاهل الامکان تعالی اللّه ربّ العالمين. يذکر فيه من يذکر اللّه ربّه انّه لهو الّنبيل فى لوح عظيم. يا محمّد اسمع النّدآء من شطر الکبريآء من السّدرة المرتفعة علی الارض الزّعفران انّه لا اله الّا انا العليم الحکيم. کن هبوب الرّحمن لاشجار الامکان و مربّيها باسم ربّک العادل الخبير. انّا اردنا ان نذکر لک ما يتذکّر به النّاس ليدعنّ ما عندهم و يتوجّهنّ الی اللّه مولی المخلصين. انّا ننصح العباد فى هذه الايّام الّتى فيها تغبّر وجه العدل و انارت و جنة الجهل و هتک ستر العقل و غاض الرّاحة و الوفآء و فاض المحنة و البلآء و فيها نقضت العهود و نکثت العقود. لا يدرى نفس ما يبصره و يعميه و ما يضلّه و يهديه. قل يا قوم دعوا الرذآئل و خذوا الفضآئل کونوا قدوة حسنة بين النّاس و صحيفة يتذکّر بها الاناس. من قام لخدمة الامر له ان يصدع بالحکمة و‌ يسعى فى ازالة الجهل عن بين البرّية. قل ان اتّحدوا فى کلمتکم و اتّفقوا فى رأيکم و اجعلوا اشراقکم افضل من عشيّکم و غدکم احسن من امسکم. فضل الانسان فى الخدمة و الکمال لا فى الزّينة و الّثروة و المال. اجعلوا اقوالکم مقدسة عن الزّيع و الهوى و اعمالکم منزّهة عن الرّيب و الرّيا. قل لا تصرفوا نقود‌اعمارکم النّفيسة فى المشتهيات النّفسيّة و لا تقتصروا الامور علی منافعکم الشّخصيّة. انفقوا اذا وجدتم و اصبروا اذا فقدتم. انّ بعد کلّ شدّة رخآء و‌ مع کلّ کدر صفآء. اجتنبوا الّتکاهل و الّتکاسل و‌ تمسّکوا بما ينتفع به العالم من الصّغير و الکبير و الشّيوخ و الارامل. قل ايّاکم ان تزرعوا زؤان الخصومة بين البريّة و شوک الشّکوک فى القلوب الصّافية المنيرة. قل يا احبّآء اللّه لا تعملوا ما يتکدّر به صافى سلسبيل المحبّة و ينقطع به عرف المودّة. لعمرى قد خلقتم للوداد لا‌للضّغينة و العناد. ليس الفخر لحبّکم انفسکم بل لحبّ ابنآء جنسکم و ليس الفضل لمن يحبّ الوطن بل لمن يحبّ العالم. کونوا فى الطّرف عفيفاً و فى اليد اميناً و فى اللّسان صادقاً و‌ فى القلب متذکراً. لا‌تسقطوا منزلة العلمآء فى البهاء و لا تصغّروا قدر من يعدل بينکم من الامرآء. اجعلوا جندکم العدل و سلاحکم العقل و شيمکم العفو و الفضل و ما تفرح به افئدة المقرّبين. لعمرى قد احزننى ما ذکرت من الاحزان لا تنظر الی الخلق و اعمالهم بل الی الحقّ و‌ سلطانه انّه يذکرک بما کان مبدء فرح العالمين. اشرب کوثر السّرور من قدح بيان مطلع الظّهور الّذى يذکرک فى هذا الحصن المتين و افرغ جهدک فى احقاق الحقّ بالحکمة و البيان و ازهاق الباطل عن بين الامکان کذلک يأمرک مشرق العرفان من هذا الافق المنير. يا ايّها الناطّق باسمى انظر النّاس و ما عملوا فى ايّامى انّا نزّلنا لاحد من الامرآء ما عجز عنه من علی الارض و سئلناه ان يجمعنا مع علمآء العصر ليظهر له حجّة اللّه و برهانه و عظمته و سلطانه و ما اردنا بذلک الّا الخير المحض. انّه ارتکب ما ناح به سکّان مدآئن العدل و الانصاف و بذلک قضى بينى و بينه انّ ربّک لهو الحاکم الخبير. و مع ما تراه کيف يقدر ان يطير الطّير الالهى فى هوآء المعانى بعد ما انکسرت قوادمه باحجار الظّنون و البغضآء و حبس فى سجن بنى من الصّخرة الملسآء لعمر اللّه ان القوم فى ظلم عظيم. و امّا ما ذکرت فى بدء‌الخلق هذا مقام يختلف باختلاف الافئدة و الانظار لو تقول انّه کان و يکون هذا حقّ و لو تقول کما ذکر فى الکتب المقدّسة انّه لا‌ريب فيه نزّل من لدى اللّه ربّ العالمين. انّه کان کنزاً مخفياً و هذا مقام لا يعبّر بعبارة و لا يشار باشارة و فى مقام احببت ان اعرف کان الحقّ و الخلق فى ظلّه من الاوّل الّذى لا اوّل له الّا انّه مسبوق بالاولّية الّتى لا تعرف بالاوّلية و بالعلةّ الّتى لم يعرفها کلّ عالم عليم‌. قد کان ما کان و‌ لم يکن مثل ما تراه اليوم و ما کان تکّون من الحرارة المحدثة من امتزاج الفاعل و المنفعل الّذى هو عينه و‌غيره کذلک ينبئک النّبأ الاعظم من هذا النّآ العظيم. انّ الفاعلين و المنفعلين قد خلقت من کلمة اللّه المطاعة و انّها هى علّة الخلق و ما سواها مخلوق معلول انّ ربّک لهو المبيّن الحکيم. ثمّ اعلم انّ کلام اللّه عزّ و جلّ اعلی و‌ اجلّ من ان يکون ممّا تدرکه الحواسّ لانّه ليس بطبيعة و لا بجوهر قد کان مقدّساً عن العناصر المعروفة و الاسطقسّات العوالی المذکورة و انّه ظهر من غير لفظ و‌ صوت و هو امر ‌الله المهيمن علی العالمين. انّه ما انقطع عن العالم و هو الفيض الاعظم الّذى کان علّة الفيوضات و هو الکون المقدّس عمّا کان و‌ ما يکون. انّا لا نحبّ ان نفصّل هذا المقام لانّ اذان المعرضين ممدودة الينا ليستمعوا ما يعترضون به علی اللّه المهيمن القيّوم. لانّهم لا‌ينالون بسرّ العلم و الحکمة عمّا ظهر من مطلع نور الاحديّة لذا يعترضون و يصيحون و الحقّ ان يقال انّهم يعترضون علی ما عرفوه لا علی ما بيّنه المبيّن و انبأه الحقّ علّام الغيوب. ترجع اعتراضاتهم کلّها علی انفسهم و‌ هم لعمرک لا يفقهون. لا‌بدّ لکلّ امر من مبدءٍ و لکلّ بناءٍ من بان و انّه هذه العلّة الّّتى سبقت الکون المزّين بالطّراز القديم مع تجدده و‌ حدوثه فى کلّ حين تعالی الحکيم الّذى خلق هذا النّآ الکريم. فانظر العالم و‌ تفکّر فيه انّه يريک کتاب نفسه و ما سطر فيه من قلم ربّک الصّانع الخبير و يخبرک بما فيه و عليه و يفصح لک علی شأن يغنيک عن کلّ مبيّن فصيح. قل انّ الطّبيعة بکينونتها مظهر اسمى المبتعث و المکوّن و قد تختلف ظهوراتها بسبب من الاسباب و فى اختلافها لآيات للمتفرّسين و هى الارادة و‌ ظهورها فى رتبة الامکان بنفس الامکان و‌ انّها لتقدير من مقدّر عليم و‌ لو قيل انّها لهى المشيّة الامکانيّة ليس لاحد ان يعترض عليه و قدّر فيها قدرة عجز عن ادراک کنهها العالمون. انّ البصير لا يرى فيها الّا تجلّى اسمنا المکّون. قل هذا کون لا‌يدرکه الفساد و‌ تحيّرت الطّبيعة من ظهوره و برهانه و اشراقه الّذى احاط العالمين. ليس لجنابک ان تلتفت الی قبل و بعد اذکر اليوم و‌ ما ظهر فيه انّه ليکفى العالمين. انّ البيانات و الاشارات فى ذکر هذه المقامات تخمد حرارة الوجود لک ان تنطق اليوم بما تشتعل به الافئدة و‌ تطير اجساد المقبلين. من يوقن اليوم بالخلق البديع و‌ يرى الحقّ المنيع مهيمناً قيّوماً عليه انّه من اهل البصر فى هذا المنظر الاکبر يشهد بذلک کلّ موقن بصير. امش بقوّة الاسم الاعظم فوق العالم لترى اسرار القدم و‌ تطّلع بما لا اطّلع به احد انّ ربّک لهو المؤيّد العليم الخبير. کن نبّاضاً کالشّريان فى جسد الامکان ليحدث من الحرارة المحدثة من الحرکة ما تسرع به افئدة المتوقّفين. انّک عاشرت معى و رايت شموس سمآء حکمتى و‌ امواج بحر بيانى اذ کنّا خلف سبعين الف حجاب من الّنور انّ ربّک لهو الصّادق الامين. طوبى لمن فاز بفيضان هذا البحر فى ايّام ربّه الفيّاض الحکيم. انّا بينّا لک اذ کنّا فى العراق فى بيت من سمّى بالمجيد اسرار الخليقة و‌ مبدئها و‌ منتهاها و‌ علّتها فلمّا خرجنا اقتصرنا البيان بانّه لا اله الّا انا الغفور الکريم. کن مبلّغ امر ‌الله ببيان تحدث به النّار فى الاشجار و تنطق انّه لا اله الّا انا العزيز المختار. قل انّ البيان جوهر يطلب النفّوذ و الاعتدال امّا النفّوذ معلّق باللّطافة و اللّطافة منوطة بالقلوب الفارغة الصّافية و‌ امّا الاعتدال امتزاجه بالحکمة الّتى نزلّناها فى الزّبر و الالواح تفکّر فيما نزّل من سماء مشيّة ربّک الفيّاض لتعرف ما اردناه فى غياهب الآيات. انّ الّذين انکروا اللّه و تمسّکوا بالطبيّعة من حيث هى هى ليس عندهم من علم و لا من حکمةٍ اَلا انّهم من الهآئمين. اولئک ما بلغوا الذّروة العليا و الغاية القصوى لذا سکّرت ابصارهم و‌ اختلفت افکارهم و الّا رؤسآء القوم اعترفوا باللّه و‌ سلطانه يشهد بذلک ربّک المهيمن القيّوم. و‌ لمّا ملئت عيون اهل الشّرق من صنآئع اهل الغرب لذا هاموا فى الاسباب و‌غفلوا عن مسببّها و ممدّها مع انّ الّذين کانوا مطالع الحکمة و‌ معادنها ما انکروا علّتها و‌ مبدعها و‌ مبدئها انّ ربّک يعلم و النّاس اکثرهم لا يعلمون. و‌ لنا ان نذکر فى هذا اللّوح بعض مقالات الحکمآء لوجه اللّه مالک الاسمآء ليفتح بها ابصار العباد و‌ يوقنّن انّه هو الصّانع القادر المُبدع المنشىء العليم الحکيم. و‌ لو يرى اليوم لحکمآء العصر يد طولی فى الحکمة و الصّنآئع و لکنّ لو ينظر احد بعين البصيرة ليعلم انّهم اخذوا اکثرها من حکمآء القبل و‌ هم الّذين اسّسوا اساس الحکمة و مهّدوا بنيانها‌‌و‌شيّدوا ارکانها کذلک ينبئک ربّک القديم. و القدمآء اخذوا العلوم من الانبيآء لانّهم کانوا مطالع الحکمة الالهيّة و مظاهر الاسرار الرّبانيّة من النّاس من فاز بزلال سلسال بياناتهم و منهم من شرب ثمالة الکأس لکلّ نصيب علی مقداره انّه لهو العادل الحکيم. انّ ابيدقليس الّذى اشتهر فى الحکمة کان فى زمن داود و‌ فيثاغورس فى زمن سليمان بن داود و‌ اخذا الحکمة من معدن النّبوة و هو الّذى ظنّ انّه سمع حفيف الفلک و بلغ مقام الملک انّ ربّک يفصّل کلّ امر اذا شآء انّه لهو العليم المحيط. انّ اسّ الحکمة و اصلها من الانبيآء و‌ اختلفت معانيها و اسرارها بين القوم باختلافات الانظار و العقول. انّا نذکر لک نبأ يوم تکلّم فيه احد من الانبيآء بين الورى بما علّمه شديد القوى انّ ربّک لهو الملهم العزيز المنيع. فلمّا انفجرت ينابيع الحکمة و البيان من منبع بيانه و اخذ سکر خمر العرفان من فى فنآئه قال الان قد ملأ الرّوح من النّاس من اخذ هذا القول و وجد منه علی زعمه رآئحة الحلول و الدّخول و‌ استدلّ فى ذلک ببيانات شتّى و اتّبعه حزب من النّاس لو‌انّا نذکر اسمآئهم فى هذا المقام و‌ نفصّل لک ليطول الکلام و‌ نبعد عن المرام انّ ربّک لهو الحکيم العّلام. و‌ منهم من فاز بالرّحيق المختوم الّذى فکّ بمفتاح لسان مطلع آيات ربّک العزيز الوهّاب، قل انّ الفلاسفة ما انکروا القديم بل مات اکثرهم فى حسرة عرفانه کما شهد بذلک بعضهم انّ ربّک لهو المخبر الخبير. انّ بقراط الطّبيب کان من کبار الفلاسفة و‌ اعترف باللّه و‌ سلطانه و بعده سقراط انّه کان حکيماً فاضلاً زاهداً اشتغل بالرّياضة و نهى النّفس عن الهوى و اعرض عن ملاذّ الدّنيا و اعتزل الی الجبل و اقام فى غار و منع النّاس عن عبادة الاوثان و علّمهم سبيل الرّحمن الی ان ثارت عليه الجهّال و‌ اخذوه و‌ قتلوه فى السّجن کذلک يقصّ لک هذا القلم السريع. ما احدّ بصر هذا الرّجل فى الفلسفة انّه سيّد الفلاسفة کلّها قد کان علی جانب عظيم من الحکمة نشهد انّه من فوارس مضمارها و اخصّ القآئمين لخدمتها و‌ له يد طولی فى العلوم المشهودة بين القوم و‌ ما هو المستور عنهم کانّه فاز بجرعة اذ فاض البحر الأعظم بهذا الکوثر المنير. هو الّذى اطّلع علی الطّبيعة المخصوصة المعتدلة الموصوفة بالغلبة و انّها اشبه الاشيآء بالرّوح الأنسانى قد اخرجها من الجَسَدِ الجوّانى و‌ له بيان مخصوص فى هذا البنيان المرصوص. لو تسئل اليوم حکمآء العصر عمّا ذکره لترى عجزهم عن ادراکه انّ ربّک يقول الحقّ و لکنّ النّاس اکثرهم لا يفقهون. و بعده افلاطون الألهى انّه کان تلميذاً لسقراط المذکور و جلس علی کرسىّ الحکمة بعده و اقرّ باللّه و ‌آياته المهيمنة علی ما کان و ما يکون. و بعده من سمّى بارسطوطاليس الحکيم المشهور و هو الّذى استنبط القوّة البخاريّة و هؤلآء من صناديد القوم و کبرآئهم کلّهم اقرّوا و‌ اعترفوا بالقديم الّذى فى قبضته زمام العلوم. ثمّ اذکر لک ما تکلّم به بلينوس الّذى عرف ما ذکره ابوالحکمة من اسرار الخليقة فى الواحه الزبرجديّة ليوقن الکلّ بما بيّناه لک فى هذا اللّوح المشهود. الّذى لو يُعصَرُ بايادى العدل و العرفان ليجرى منه روح الحيوان لاحيآء من فى الامکان طوبى لمن يسبح فى هذا البحر و يسبّح ربّه العريز المحبوب. قد تضوّعت نفحات الوحى من آيات ربّک علی شأن لا ينکرها الّا من کان محروماً عن السّمع و البصر و الفؤاد و‌ عن کلّ الشّؤنات الانسانيّة انّ ربّک يشهد و لکنّ النّاس لا يعرفون. و هو الّذى يقول انا بلينوس الحکيم صاحب العجآئب و الطّلسمات و انتشر منه من الفنون و العلوم ما لا انتشر من غيره و‌ قد ارتقى اعلى مراقى الخضوع و الابتهال. اسمع ما قال فى مناجاته مع الغنىّ المتعال اقوم بين يدى ربّى فاذکر الآئه و نعمآئه و‌ اصفه بما وصف به نفسه لان اکون رحمة و هدى لمن يقبل قولی الی ان قال يا ربّ انت الاله و لا اله غيرک و انت الخالق و لا خالق غيرک ايّدنى و قوّنى فقد رجف قلبى و‌ اضطربت مفاصلی و ذهب عقلی و‌ انقطعت فکرتى فاعطنى القوّة و‌ انطق لسانى حتّى اتکلّم بالحکمة الی ان قال انّک انت العليم الحکيم القديم الرّحيم. انّه لهو الحکيم الّذى اطّلع باسرار الخليقة و الرّموز المکنونة فى الالواح الهرمسيّة. انّا لا نحبّ ان نذکر ازيد عمّا ذکرناه و نذکر ما القى الرّوح علی قلبى انّه لا اله الّا هو العالم المقتدر المهيمن العزيز الحميد. لعمرى هذا يوم لا تحبّ السدّرة الّا ان تنطق فى العالم انّه لا اله الّا انا الفرد الخبير. لولاحبىّ ايّاک ما تکلّمت بکلمة عمّا ذکرناه اعرف هذا المقام ثمّ احفظه کما تحفظ عينيک و‌ کن من الشّاکرين و ‌انّک تعلم انّا ما قرئنا کتب القوم و‌ ما اطّلعنا بما عندهم من العلوم کلّما اردنا ان نذکر بيانات العلمآء و الحکمآء يظهر ما ظهر فى العالم و‌ ما فى الکتب و الزّبر فى لوح اَمام وجه ربّک نرى و‌ نکتب انّه احاط علمه السّموات و الارضين. هذا لوح رقم فيه من القلم المکنون علم ما کان و‌ ما يکون و‌ لم يکن له مترجم الّا لسانى البديع. انّ قلبى من حيث هو هو قد جعله اللّه ممرّداً عن اشارات العلمآء و بيانات الحکمآء انّه لا يحکى الّا عن اللّه وحده يشهد بذلک لسان العظمة فى هذا الکتاب المبين. قل يا ملأ الارض ايّاکم ان يمنعکم ذکر الحکمة عن مطلعها و‌ مشرقها تمسّکوا بربّکم المعلّم الحکيم. انّا قدّرنا لکلّ ارض نصيباً و لکلّ ساعة قسمة و لکلّ بيان زماناً و‌ لکلّ حالٍ مقالاً. فانظروا اليونان انّا جعلناها کرسّى الحکمة فى برهةٍ طويلة فلمّا جآء اجلها ثلّ عرشها و‌ کلّ لسانها و خبت مصابيحها و نکست اعلامها کذلک ناخذ و نعطى انّ ربّک لهو الاخذ المعطى المقتدر القدير. قد اودعنا شمس المعارف فى کلّ ارضٍ اذا جآء الميقات تشرق من افقها امراً من لدى ‌الله العليم الحکيم. انّا لو نريد ان نذکر لک کلّ قطعةٍ من قطعات الارض و‌ ما و لج فيها و‌ ظهر منها لنقدر انّ ربّک احاط علمه السّموات و الارضين. ثمّ اعلم قد‌ظهر من القدمآء ما‌لم يظهر من الحکمآء المعاصرين. انّا نذکر لک نبأ مورطس انّه کان من الحکمآء و صنع آلة تسمع علی ستّين ميلاً و کذلک ظهر من غيره ما لا‌تراه فى هذا الزّمان انّ ربّک يظهر فى کلّ قرن ما اراد حکمة من عنده انّه لهو المدّبر الحکيم. من کان فيلسوفاً حقيقّياً ما انکر اللّه و برهانه و‌ اقرّ بعظمته و‌ سلطانه المهيمن علی العالمين. انّا نحبّ الحکمآء الّذين ظهر منهم ما انتفع به النّاس و‌ ايّدناهم بامرٍ من عندنا انّا کنّا قادرين. ايّاکم يا احبّآئى ان تنکروا فضل عبادى الحکمآء الّذين جعلهم اللّه مطالع اسمه الصّانع بين العالمين. افرغوا جهدکم ليظهر منکم الصّنآئع و الامور الّتى بها ينتفع کلّ صغيرٍ و کبيرٍ. انّا نتبرّء عن کلّ جاهل ظنّ بانّ الحکمة هو التّکلّم بالهوى و الاعراض عن اللّه مولی الورى کما تسمع اليوم من بعض الغافلين. قل اوّل الحکمة و اصلها هو الاقرار بما بيّنه اللّه لّان به استحکم بنيان السّياسة الّتى کانت درع الحفظ لبدن العالم تفکّروا لتعرفوا ما نطق به قلمى الاعلی فى هذا اللّوح البديع. قل کلّ امرٍ سياسىّ انتم تتکلّمون به کان تحت کلمة من الکلمات الّتى نزّلت من جبروت بيانه العزيز المنيع. کذلک قصصنا لک ما يفرح به قلبک و‌ تقّر عينک و‌ تقوم علی خدمة الامر بين العالمين. نبيلی لا تحزن من شىء افرح بذکرى ايّاک و اقبالی و‌ توجّهى اليک و‌ تکلّمى معک بهذا الخطاب المبرم المتين. تفکّر فى بلآئى و سجنى و‌غربتى و‌ ما ورد علىّ و‌ ما ينسب الىّ النّاس اَلا انّهم فى حجاب غليظ. لما بلغ الکلام هذا المقام طلع فجر المعانى و‌طفىء سراج البيان. البهاء لاهل الحکمة و العرفان من لدن عزيز حميد. قل سبحانک اللّهمّ يا الهى اسئلک باسمک الّذى به سطع نور الحکمة اذ تحرّکت افلاک بيانه بين البرّية بان تجعلنى مؤيّداً بتأييداتک و‌ ذاکراً باسمک بين عبادک. اى ربّ توجّهت اليک منقطعاً عن سوآئک و‌ متشبّثاً بذيل الطافک فانطقنى بما تنجذب به العقول و‌ تطير به الارواح و الّنفوس. ثمّ قوّنى فى امرک علی شأن لا‌تمنعنى سطوة الظّالمين من خلقک و لا قدرة المنکرين من اهل مملکتک فاجعلنى کالسّراج فى ديارک ليهتدى به من کان فى قلبه نور معرفتک و شغف محبّتک. انّک انت المقتدر علی ما تشآء و‌ فى قبضتک ملکوت الانشآء لا اله الّا انت العزيز الحکيم.

(٧) هُو المشفُق‌العَطوف‌الغَفورالرّحيم

تاللّه يا اسمى الجيم قد قرء لدى العرش کتابک و وجدت منه نفحات حبّک للّه يشهد بذلک قلمى الأعلی فى هذا اللّيل الّذى فيه ينطق جمال القدم بما تضوّع منه عرف الحيوة بين العالمين. و ‌انّک اذا فزت به قم و قل لک الحمد يا اله العالمين. يا اسمى الميم اسمع النّدآء من شطر السّجن لعمرى انّ لسانى يشهد بحبّک للّه و‌ اقبالک اليه اطمئن بفضل ربّک و قل لک الثّنآء يا محبوب العالمين. يا اسمى الالف يشهد الف الابداع بانّک انت الّذى سمعت النّدآء و‌ اقبلت الی الأفق الأعلی و‌ تمسّکت بالمعروف و‌ استقمت علی حبّ مولئک اذ کان مضطرباً کلّ قوىّ امين. يا اسمى اللّام انّ ربّک العلّام يناديک من مقرّ عرشه العظيم. و يشهد لک بما تقرّ به عينک و‌ يسترّ به قلبک و يأخذ عرف العناية کلّ صغير و کبير. لا تحزن من شىء انّه يسمع و‌ يرى و‌ نزّل لک ما تفرح به قلوب العارفين. لعمرى لو تجد نفحات هذه الآيات لتطير من الاشتياق و تصيح فى البيت و‌ تقول لک الفضل يا من فى قبضتک ملکوت السّموات و الارضين. انّا خلقناک و‌ ربيّناک و‌ اسمعناک و‌ اريناک منظرى الکريم. يا اسمى الجمال عليک بهاءاللّه فى کلّ حين و بعد حين و‌ قبل حين. انت الّذى تمسّکت بالحبل الاعظم و حملت الرّزايا فى حبّ اللّه ربّ العالمين. انّا کنّا معک اذ دخلت فى السّجن و کانت معک انفس معدودات انّ ربّک لهو البصير الخبير. اذکر من سمّى بعلىّ قبل اکبر انّه ممّن وفى بميثاق اللّه و عهده و استشهد فى سبيلی المستقيم. انّا نذکره فى هذا الحين و نقول عليک بهاءالله و بهاء الملأ الأعلی و بهاء الّذين فازوا بهذا الامر البديع. يا‌علی قبل اکبر انّک انت دخلت الرّمس و محبوب العالم يذکرک فى هذا المقرّ الرّفيع. انت الّذى توجّهت الی وجه مولئک و قطعت البرّ و البحر الی ان دخلت شاطئ البحر الّذى ينادى کلّ قطرة منه قد تمّ الميقات و‌ اتى الرّحمن بسلطان مبين. و‌ اقبلت الی افق الظّهور و‌ قمت لدى الباب و فزت بانوار الوجه و سمعت ندآء الله المهيمن العزيز الحميد. و‌ کنت فى جوار رحمته ايّاماً معدودات ثمّ رجعت باذنه و‌ دخلت السّجن فى حبّه انّ ربّک لهو الشّاهد السّميع. طوبى لمن يذکره بعده بما نطق به القلم الاعلی فى هذا المقام المنيع. نشهد انّه ممّن انفق روحه فى حبّ مولئه فى‌يوم فيه زلّت اقدام العارفين. انّا نذکره و الّذين معک ليشهد الکلّ بفضل اللّه و رحمته انّه لهو المعطى الغفور الکريم. ثمّ نبشّرک بفضل آخر انّ ربّک لهو المبشّر الخبير. انّا قد غفرنا اخاک الّذى صعد الی اللّه و نشهد انّه ممّن اقبل الی الأفق الأعلی و بلغ الغاية القصوى کلّ ذلک من فضلی عليک لتکون من الشّاکرين. انّه حىّ فى الافق الابهى يشهد بذلک لسان عظمتى فى هذا المقرّ المنير. انّا نذکر فى هذا المقام من سمّى بعلىّ قبل نقى ليبقى ذکره بدوام اسم اللّه الملک المقتدر العزيز الحميد. يا قلم الاعلی اذکره بالرّوح و الرّيحان ثمّ اشهد له بما شهد الرّحمن انّ ربّک لهو المعلّم الامين. قل طوبى لک يا من صعدت الی الرّفيق الاعلی و توجّهت الی المقام الاسنى اشهد انّک قد سمعت النّدآء و اقبلت و امنت و کنت من الفآئزين. انت الّذى ما منعتک شئونات الخلق عن الحقّ قمت علی الّذکر و الثّنآء بين ملأ الانشآء و توجّهت بوجهک الی وجه اللّه المشرق من هذا الافق المنير. طوبى للّذين فازوا بهذا المقام نعيماً لکلّ مقبل اقبل الی اللّه العزيز الجميل. ثمّ نذکر من سمّى بالعندليب الّذى طار فى هوآء محبّة الرّحمن و فاز بظهور اللّه فى يومه البديع. انّا نذکره باحسن الذّکر و‌ نرسل اليه نفحات الآيات من هذا المقام الّذى فيه ينطق لسان العظمة الملک للّه العزيز المنيع. يخاطبه جمال القدم و يقول عليک ثنآء اللّه يا من کنت ناطقاً بذکر ربّک و‌ عليک بهاء اللّه يا من کنت ناظراً الی مشرق فضل ربّک العليم. کذلک ذکرنا الّذين سمعوا ندآء اللّه و اقبلوا اليه بقلوبهم و شهدوا بما شهد الرّحمن اذ استوى علی عرشه العظيم. نعيماً لهم و طوبى لهم بما فازوا فى هذا الحين بکوثر ذکر ربّهم المقتدر القدير. هل تعادل بهذا الفضل کنوز العالم لا و اسمى الاعظم و لکنّ النّاس اکثرهم من الرّاقدين. بشارة بعد بشارة بما توجّه وجه القدم من شطر سجنه الاعظم الی من سمّى بمحمّد قبل علی الّذى فاز بعرفان اللّه مالک الايجاد. انّا نذکره بلحن اللّه ربّ الاخرة و الاولی بذکر تمرّ به رآئحة القميص بين العالم و يتضوّع عرف الرّحمن فى الامکان. انت الّذى اقبلت الی قبلة الافاق و آمنت بالّذى اعرض عنه اکثر العباد طوبى لک بما فزت برحيق البيان الّذى ادارته انامل عطآء ربّک الرّحمن بين الامکان. اشهد انّک تقرّبت و توجّهت و عرفت و اخذت و‌ شربت باسم اللّه مالک الاديان. انت فى الرّفيق الاعلی و‌ ربّک الابهى يراک و‌ يذکرک ليکون ذکره اية لمن فى الابداع. يا جمال قد سمعنا منک ما کان شاهداً لخضوعک و‌ خشوعک لوجهه و عجزک و‌ ابتهالک لدى اللّه المقتدر العزيز الوهّاب. انّه يکون معک فى کلّ الاحيان و‌ يذکرک و الّذين معک انّه لهو العزيز البصّار. و نکبّر من هذا المقام الاعلی و المقرّ الاسنى علی اهلک و‌ من نسب اليک انّ ربّک لهو المبيّن المختار. لا يعزب عن علمه من شىء يذکر من يشآء بما يبقى به ذکره بدوام اللّه مالک الانام. يا اسمى الجمال قد توّجه فى هذا الحين ربّک الی من سمّى ببرزک ليجد نفحات الوحى و ينطق بثنآء ربّه الخبير. انّ الّذى توجّه الی اللّه انّه يتوجّه اليه فضلاً من عنده و انا العليم. من نطق بهذا الأسم الأعظم يوقن بانّه کان مذکوراً لدى العرش يشهد بذلک ربّک و‌ انا الشّهيد. کبرّ من قبلی علی وجهه قل تاللّه قد فزت بالفوز الأعظم اذ ذکرک مالک القدم فى هذا اللّوح الحفيظ. افرح بفضل موليک ثمّ اشکره انّ ربّک لهو السّميع. هذا يوم فيه انجذبت الاشيآء من ندآء مالک الاسمآء و‌ کلّ ذرّة من الذرّات تهلّل و‌ تکبّر و‌ تتحرّک شوقاً الی ظهور اللّه فى هذا المقام المبين. يا جمال اشهد ثمّ انظر و‌ اذکر ما رأيت بعينک اذ کنت قآ‌ئماً لدى الباب و کان متوجّهاً اليک وجه اللّه ربّ العالمين. افرح بفضلی ثمّ عنايتى ثمّ مواهبى و رحمتى الّتى سبقت الاشيآء و بحر کرمى الّذى احاط العالمين. و‌ ما ذکرت فى الّذين اقبلوا الی المظلوم بشّرهم بذکرى ايّاهم ليکونّن من الفرحين. قد عرض لدى العرش العبد الحاضر کل اسم کان مذکوراً فى کتابک و نزّلناله ما فاح به‌عرف الفضل بين السّموات و الارضين. طوبى لهم بما فازوا بعرفان اللّه فى ايّامه و تمسّکوا بحبله المنير. يا اهل الطّآء لعمر اللّه انّ المقصود يذکرکم و يناديکم من هذا المقام البعيد و يدعوکم الی مقام لا يأخذه الفنآء انّ ربّکم العليم لهو الشّاهد الامين. قد ذکرناکم مرّة بعد مرّة افرحوا بفضل ربّکم و‌ کونوا من الشّاکرين. ثمّ ابشروا بما توّجه اليکم وجه اللّه من هذا الافق البديع. قولوا لک الحمد يا اله العالم و مالک القدم بما تحرّک باسمنا قلمک الاعلی و تضوّع منه عرف عنايتک لهولآء الفقرآء نشهد انّک انت الفضّال و نحن من السّآئلين. و‌ ما ذکرت فى اهل الهآء و الميم انّا نزّلنا لهم الآيات فضلاً من لدنّا و انا الکريم. و‌ نزّلنا لملّة الکليم هناک ما اردته من فضل ربّک الرّحيم. و‌ نذکر اهل الشّين و السّين و الميم الّذين فازوا برحيق البقاء الّذى فک ختمه باصبع ارادة مالک الانشآء طوبى لهم ثمّ طوبى لهم و‌ لهم حُسن مآب. يا احبّآئى فى الشّين تاللّه قد ذکرکم مالک الاسمآء بآيات لا‌يأخذها المحو فى ممالک الابداع انّ مالک الاختراع يشهد بذلک و کلّ عارفٍ علّام. يا رضا قد سمعت النّدآء مرّة بعد مرّة اسمع فى هذه الکلمة الاخرى و‌ توّجه بالوجه الاطهر الی المنظر الاکبر و بالقلب الانور الی افق ظهور ربّک العزيز الوهّاب. قل لک الثّنآء يا مالک البقاء و‌ لک الذّکر يا من بيدک زمام الايجاد. اشهد انّک قد قرّبتنى و شرّفتنى و عرّفتنى و اسمعتنى ندآئک الاحلی فى ملکوت الانشآء و انّک انت الکريم الفضّال. اسئلک بالاسم الاعظم بان تجعلنى ناطقاً بذکرک و تؤيّدنى علی الاستقامة الکبرى علی امرک الّذى به انقلبت الاسمآء و ناحت قبآئل الارض کلّها الّا من شآء کرمک الّذى احاط الامکان و نذکر الّذين هناک ليحرکهم عرف آيات ربّهم الرّحمن. و نکبّر من هذا المقام علی وجوههم و‌ نوصيهم بما ينبغى لهذه الايّام. يا قلمى الاعلی اذکر من سمّى بطالب ليفرح بذکرى و يکون قائماً علی خدمة هذا الامر الّذى به زلّت الاقدام. يا طالب اسمع ندآء المظلوم تاللّه انّه ما اراد لک الّا ما يقرّبک الی اللّه ربّ الغيب و الاجهار. اعمل ما وصيّناک من قبل بلسان الصدق ثمّ تشبّث بذيل رحمة ربّک فالق الاصباح. قل اى ربّ لک الحمد بما عرّفتنى و علّّمتنى و اشهدتنى قد توجّهت اليک بکلّى و‌ اسئلک بان لاتدعنى بنفسى و ‌انّک انت المقتدر المنّان. و‌ نذکر احبآئى فى السّين قل ان افرحوا بذکرى و ثنآئى لعمر اللّه يبقى لکم ما جرى من هذا القلم الّذى شهد انّه لا اله الّا انا المقتدر العزيز الفضّال. انّا نريکم فى حبّ اللّه و امره و نوصيکم بالاستقامة الکبرى لانّ بها ترتفع اعلام النّصرة بين الارض و السّمآء و يغرّد عندليب البقاء فى الجوآء انّه لا اله الّا هو المقتدر علی الاکوان. خذوا رحيق البيان باسمى ثمّ اشربوا منه بذکرى الّذى احاط الجهات. طوبى لکم بما تشرّفتم بذکر اللّه و توجّهتم فى يوم فيه زلّت الاقدام. يا قلمى توجّه الی اهل الميم الّذين شربوا رحيق العرفان فى ايّام الرّحمن و فازوا بهذا الذّکر الجميل. انّا سمعنا ندآء کلّ واحد منکم و‌ نريکم علی ما انتم عليه فضلاً من لدى اللّه العليم الخبير. انّا نذکر من سمّى بعلىّ فى ملکوت الاسمآء ليسمع ندآء ربّه الکريم. يا علی استعدّ لاصغآء ندآء ربّک الابهى الّذى ارتفع من هذا الافق الاعلی و المنظر الاسنى لتشهد بما شهد الملأ الاعلی انّ ربّک لهو المبيّن العزيز الحميد. قم علی خدمة مولئک علی شأن يتحيّر به ما سواک کذلک يأمرک قلم الامر من هذا المقام المنير. تمسّک بعروة الاستقامة و تشبّث بذيل رحمة ربّک و قل يا الُّه الاسمآء و فاطر السّمآء و المهيمن علی الاشيآء اسئلک باسمک الّذى به انکسر ظهر الاصنام بان تجعلنى ناطقاً بذکرک و ذاکراً بين خلقک ثمّ ايدّنى علی خدمة امرک انّک انت المقتدر علی ما تشآء لا اله الّا انت العليم الحکيم. يا علی اذا ارتفع نعيق ناعق هناک دعه بنفسه و توّجه بقلبک الی افق ظهور ربّک العزيز الحميد. کذلک جرى اسمک من لسان المظلوم و نزّل لک ما يبقى به اسمک بين السّموات و الارضين. و‌ نذکر من سمّى بالبآء و الزّآء ليأخذه جذب آيات ربّه علی شأنٍ يقوم و ينادى تاللّه قد ظهر المحبوب و اتى الرّحمن بعرشه العظيم.‌ قل يا قوم لا تضيّعوا امر ‌الله بينکم دعوا ما عندکم و خذوا ما اتکم من لدى اللّه ربّ العالمين. هذا يوم لا تنفعکم خزآئن العالم و لا اعانة الأمم توکّلوا علی اللّه و توجّهوا الی افقه المنير. کذلک يعلّمک ربّک لتذکره بين عباده و‌ تکون من الرّاسخين. توجّه وجه القدم الی ارض النّون و ‌يذکر الّذين آمنوا باللّه ربّ ما کان و‌ ما يکون. يا محمّد افرح بما يذکرک الفرد الاحد من هذا المقام الاعلی لتقوم علی ذکر موليک الّذى سجن فى سبيل اللّه المهيمن القيّوم. قل تاللّه قد جعل اللّه السّجن قصراً من الياقوت و ينطق فيه مالک الملکوت انّه لا اله الّا انا العزيز المحبوب. کن مستقيماً علی حبّ مولئک لانّ النّاعق ينعق بين العباد دعه بنفسه و تمسّک بحبل اللّه ربّ الغيب و الشّهود. کذلک جرى من قلم الرّحمن مآء الحيوان اشرب و قل لک الحمد يا اله العالم و لک الشّکر يا مالک الوجود. يا محمود يذکرک ربّک من هذا المقام المحمود و يناديک بندآء لو يجد من فى الوجود عرفه ليدعنّ ما عندهم و يطيرنّ فى هوآء محبّة ربّک العزيز الودود. اذا فزت بآيات اللّه احفظها ثمّ اقرئها فى اللّيالی و الايّام لعمر اللّه تستضىء بها الافاق و تستنير بها القلوب. ايّاک ان تحزنک شئونات العالم کن ناظراً فى کلّ الاحوال الی هذا الافق الّذى منه ينادى الاسم الاعظم الملک للّه مالک الملوک. قل يا عباد الرّحمن هل بينکم من ذى سمع ليسمع ندآء اللّه و هل بينکم من ذى بصرٍ لينظر ما ظهر فى اليوم الموعود. قل انّه يکتب لمن اراد اجر لقآئه کذلک قضى الامر فى لوح محفوظ. کم من عبدٍ تقرّب و‌ ما فاز و‌ کم من عبد فاز باللّقآء اذ کان فى مقام بعيد کذلک يعلّمکم اللّه فضلاً من عنده انّه لهو العليم الحکيم. انّا نذکر الّذين آمنوا باللّه فى ارض زيّنت باسم الميم فى هذا اللّوح المنيع. يا اهل الميم و الزّآء افرحوا بذکر اللّه و توجّهوا بقلوب نورآء الی مشرق الطور الّذى فيه ينادى مالک الظّهور الملک للّه الفرد الواحد العليم الخبير. انّا نذکر الّذين شربوا رحيق الوحى و فازوا بعرفان اللّه فى هذا الفجر المنير. طوبى لکم بما سمعتم و‌ اقبلتم و‌ امنتم باللّه ربّ العالمين انتم فى مقاعدکم و لسان المظلوم يذکرکم من هذا المقرّ الّذى يطوفه الملأ الاعلی ثمّ اهل مدآئن الاسمآء و الّذين يطوفون حول عرش عظيم. هنيئاً لکم و‌ مريئاً لکم يا اصفيآء اللّه و‌ احبّآئه طوبى لوجوهکم بما توجّهت و‌ لقلوبکم بما اقبلت و‌ لنفوسکم بما طارت و‌ لعيونکم بما رأت و لا لسنکم بما نطقت بثنآء ‌الله الملک الحقّ المبين. انّا نوصيکم بالاستقامة علی امر ‌الله لانها تنفعکم فى الدّنيا و الاخرة انّ ربّکم الرّحمن لهو العليم. خذوا کأس الحَيَوان باسمى الرّحمن رغماً للّذين کفروا بالبرهان اذ ظهر من لدى اللّه العزيز الجميل. ثمّ اشربوا منها تارة باسمى و طوراً بذکرى البديع المنيع. کذلک يذکرکم من سجن فى سبيل اللّه و کذلک يذکرکم من استقرّ علی هذا المقام الکريم. البهاء عليکم من لدى اللّه مقصود العارفين. الحمد للّه ربّ العالمين.

(٨) هو المقتدر العليم الحکيم

قد احاطت ارياح البغضآء سفينة البطحآء بما اکتسبت ايدى الظّالمين. يا باقر قد افتيت علی الّذين ناح لهم کتب العالم و شهد لهم دفاتر الاديان کلّها و انّک يا ايّها البعيد فى حجاب غليظ. تاللّه قد حکمت علی الّذين بهم لاح افق الايمان يشهد بذلک مطالع الوحى و‌ مظاهر امر ربّک الرّحمن الّذين انفقوا ارواحهم و ما عندهم فى سبيله المستقيم. قد صاح من ظلمک دين اللّه فيما سويه و انّک تلعب و تکون من الفرحين. ليس فى قلبى بغضک و لا بغض احد من العباد لانّ العالم يراک و امثالک فى جهل مبين. انّک لو اطّلعت علی ما فعلت لالقيت نفسک فى النّار او خرجت من البيت متوجّهاً الی الجبال و نُحتَ الی ان رجعت الی مقام قدّر لک من لدن مقتدر قدير. يا ايّها الموهوم اخرق حجبات الظّنون و الاوهام لترى شمس العلم مشرقة من هذا الافق المنير. قد قطعت بضعة الرّسول و ظننت انّک نصرت دين اللّه کذلک سوّلت لک نفسک و انت من الغافلين. قد احترق من فعلک قلوب الملأ الأعلی و الّذين طافوا حول امراللّه ربّ العالمين. قد ذاب کبد البتول من ظلمک و‌ ناح اهل الفردوس فى مقام کريم. انصف باللّه باىّ برهان استدلّ علمآء اليهود و‌ افتوا به علی الرّوح اذ اتى بالحقّ و باىّ حجّةٍ انکر الفريسيّون و‌ علمآء الاصنام اذ‌ اتى محمّد رسول اللّه بکتاب حکم بين الحقّ و الباطل بعدل اضآء بنوره ظلمات الارض و‌ انجذبت قلوب العارفين و ‌انّک استدللت اليوم بما استدلّ به علمآء الجهل فى ذاک العصر يشهد بذلک مالک مصر الفضل فى هذا السّجن العظيم. انّک اقتديت بهم بل سبقتهم فى الظّلم و ظننت انّک نصرت الدّين و دفعت عن شريعة اللّه العليم الحکيم. و‌ نفسه الحقّ ينوح من ظلمک النّاموس الاکبر و‌ تصيح شريعة اللّه الّتى بها سرت نسمات العدل علی من فى السّموات و الارضين. هل ظننت انّک ربحت فيما افتيت لا و‌ سلطان الاسمآء يشهد بخسرانک من عنده علم کلّ شىء فى لوح حفيظ. قد افتيت علی الّذى حين افتآئک يلعنک قلمک يشهد بذلک قلم اللّه الاعلی فى مقامه المنيع. يا ايّها الغافل انّک ما رايتنى و ما عاشرت و ما انست معى فى اقلّ من ان فکيف امرت النّاس بسبّى هل اتّبعت فى ذلک هوئک ام مولئک فأت باية ان انت من الصّادقين. نشهد انّک نبذت شريعة اللّه ورآئک و اخذت شريعة نفسک انّه لا يعزب عن علمه من شىءٍ انّه هو الفرد الخبير. يا ايّها الغافل اسمع ما انزله الرّحمن فى الفرقان لا تقولوا لمن القى اليکم السّلام لستَ مؤمناً کذلک حکم من فى قبضته ملکوت الامر و الخلق ان انت من السّامعين. انّک نبذت حکم اللّه و‌ اخذت حکم نفسک فويل لک يا ايّها الغافل المريب. انّک لو تنکرنى باىّ برهان يثبت ما عندک فأت به يا ايّها المشرک باللّه و المعرض عن سلطانه الّذى احاط العالمين. يا ايّها الجاهل اعلم انّ العالم من اعترف بظهورى و شرب من بحر علمى و طار فى هوآء حبّى و‌ نبذ ما سوآئى و‌ اخذ ما نزّل من ملکوت بيانى البديع. انّه بمنزلة البَصَر للبشر و روح الحيوان لجسد الامکان تعالی الرّحمن الّذى عرّفه و اقامه علی خدمة امره العزيز العظيم. يصلىّ عليه الملأ الاعلی و اهل سرادق الکبريآء و الّذين شربوا رحيقى المختوم باسمى القوىّ القدير. يا‌باقر انّک ان تک من اهل هذا المقام الاعلی فأت بآية من لدى اللّه فاطر السّمآء و ان عرفت عجز نفسک خذ اعنّة هوئک ثمّ ارجع الی مولئک لعلّ يکّفر عنک سيّئاتک الّتى بها احترقت اوراق السّدرة و صاحت الصّخرة و بکت عيون العارفين. بک انشقّ ستر الرّبوبية و غرقت السّفينة و‌ عقرت النّاقة و ناح الرّوح فى مقام رفيع. اتعترض علی الّذى اتاک بما عندک و‌ عند اهل العالم من حجج اللّه و آياته افتح بصرک لترى المظلوم مشرقاً من افق ارادة اللّه الملک الحقّ المبين. ثمّ افتح سمع فؤادک لتسمع ما تنطق به السّدرة الّتى ارتفعت بالحقّ من لدى اللّه العزيز الجميل. انّ السّدرة مع ما ورد عليها من ظلمک و‌ اعتساف امثالک تنادى باعلی النّدآء و‌ تدع الکلّ الی السّدرة المنتهى و الأفق الأعلی طوبى لنفس رأت الآية الکبرى و لاذن سمعت ندآئها الاحلی و ويل لکلّ معرض اثيم. يا ايّها المعرض باللّه لو ترى السّدرة بعين الانصاف لترى اثار سيوفک فى افنانها و اغصانها و اوراقها بعد ما‌خلقک اللّه لعرفانها و‌ خدمتها تفکّر لعلّ تطّلع بظلمک و‌ تکون من التآئبين. اظننت انّا نخاف من ظلمک فاعلم ثمّ ايقن انّا فى اوّل يوم فيه ارتفع صرير القلم الاعلی بين الارض و السّمآء انفقنا ارواحنا و‌ اجسادنا و ‌ابنآئنا و ‌اموالنا فى سبيل اللّه العلىّ العظيم و‌ نفتخر بذلک بين اهل الانشآء و الملأ الاعلی يشهد بذلک ما ورد علينا فى هذا الصّراط المستقيم. تاللّه قد ذابت الاکباد و‌ صلبت الاجساد و سفکت الدّمآء و الابصار کانت ناظرة الی افق عناية ربّها الشّاهد البصير. کلّما زاد البلآء زاد اهل البهاء فى حبّهم قد شهد بصدقهم ما انزّله الرّحمن فى الفرقان بقوله فتمنّوا الموت ان کنتم صادقين. هل الّذى حفظ نفسه خلف الاحجاب خير ام الّذى انفقها فى سبيل اللّه انصف و لا تکن فى تيه الکذب لمن الهآئمين. قد اخذهم کوثر محبّة الرّحمن علی شأن ما منعتهم مدافع العالم و لا ‌سيوف الامم عن التّوجه الی بحر عطآء ربّهم المعطى الکريم. تاللّه ما اعجزنى البلآء و‌ ما اضعفنى اعراض العلمآء نطقت و‌ انطق امام الوجوه قد فتح باب الفضل و‌ اتى مطلع العدل بآيات واضحات و‌ حجج باهرات من لدى اللّه المقتدر القدير. احضر بين يدى الوجه لتسمع اسرار ما سمعه ابن عمران فى طور العرفان کذلک يأمرک مشرق ظهور ربّک‌الرّحمن من شطر سجنه العظيم. اغرّتک الرّياسة اقرء ما انزله اللّه للرّئيس الاعظم ملک الرّوم الّذى حبسنى فى هذا الحصن المتين. لتطّلع بما عند المظلوم من لدى اللّه الواحد الفرد الخبير. اتفرح بما ترى همج الارض ورآئک انّهم اتّبعوک کما اتّبع قوم قبلهم من سمّى بحنّان الّذى افتى علی الرّوح من دون بيّنة و لا کتاب منير. اقرء کتاب الايقان و ما انزله الرّحمن لملک باريس و امثاله لتطّلع بما قضى من قبل و توقن بانّا ما اردنا الفساد فى الارض بعد اصلاحها انّما نذکّر العباد خالصاً لوجه اللّه من شآء فليقبل و‌ من شآء فليعرض انّ ربّنا الرّحمن لهو الغنىّ الحميد. يا معشر العلمآء هذا يوم لا ينفعکم شىء من الاشيآء و لا اسم من الاسمآء الّا بهذا الاسم الّذى جعله اللّه مظهر امره و‌ مطلع اسمآئه الحسنى لمن فى ملکوت الانشآء نعيماً لمن وجد عرف الرّحمن و‌ کان من الرّاسخين. و لا يغنيکم اليوم علومکم و‌ فنونکم و لا زخارفکم و‌ عزّکم دعوا الکلّ ورآئکم مقبلين الی الکلمة العليا الّتى بها فصّلت الزّبر و الصّحف و هذا الکتاب المبين. يا معشر العلمآء ضعوا ما الّّفتموه من قلم الظّنون و الاوهام تاللّه قد اشرقت شمس العلم من افق اليقين. يا باقر انظر ثمّ اذکر ما نطق به مؤمن الک من قبل أ تقتلون رجلاً ان يقول ربّى اللّه و‌ قد جآئکم بالبيّنات من ربّکم و‌ ان يک کاذباً فعليه کذبه و‌ ان يک صادقاً يصبکم بعض الّذى بعدکم انّ اللّه لا‌يهدى من هو مسرف کذّاب. يا ايّها الغافل ان کنت فى ريب ممّا نحن عليه انّا نشهد بما شهد اللّه قبل خلق السّموات و الارض انّه لا اله الّا هو العزيز الوهّاب. و‌ نشهد انّه کان واحداً فى ذاته و واحداً فى صفاته لم يکن له شبه فى الابداع و لا شريک فى الاختراع قد ارسل الرّسل و‌ انزل الکتب ليبشّروا الخلق الی سوآء الصّراط. هل السّلطان اطّلع و غضّ الطّرف عن فعلک ام اخذه الرّعب بما عوت شرذمة من الذّئاب. الّذين نبذوا صراط اللّه ورآئهم و‌ اخذوا سبيلک من دون بيّنه و لا کتاب. انّا سمعنا بانّ ممالک الايران تزيّنت بطراز العدل فلمّا تفرّسنا وجدناها مطالع الظّلم و مشارق الاعتساف. انّا نرى العدل تحت مخالب الظّلم نسئل اللّه بان يخلّصه بقوّة من عنده و‌ سلطان من لدنه انّه لهو المهيمن علی من فى الارضين و السّموات. ليس لاحدٍ ان يعترض علی نفس فيما ورد علی امر اللّه ينبغى لکلّ من توّجه الی الافق الأعلی ان يتمسّک بحبل الاصطبار و‌ يتوکّل علی اللّه المهيمن المختار. يا احبّآء اللّه اشربوا من عين الحکمة و سيروا فى رياض الحکمة و طيروا فى هوآء الحکمة و تکلّموا بالحکمة و البيان کذلک يأمرکم ربّکم العزيز العلّام. يا باقر لا‌تطمئنّ بعزّک و اقتدارک مثلک کمثل بقيّة اثر الشّمس علی رؤس الجبال سوف يدرکها الزّوال من لدى اللّه الغنىّ المتعال. قد اُخذ عزّک و‌ عزّ امثالک و هذا ما حکم به من عنده امّ الالواح. اين من حارب اللّه و‌ اين من جادل بآياته و‌ اين من اعرض عن سلطانه و‌ اين الّذين قتلوا اصفيآئه و سفکوا دمآء اوليآئه تفکّر لعلّ تجد نفحات اعمالک يا ايّها الجاهل المرتاب. بکم ناح الرّسول و‌ صاحت البتول و خربت الدّيار و اخذت الظّلمة کلّ الاقطار. يا معشر العلمآء بکم انحطّ شأن الملّة و نکس علم الاسلام و ثلّ عرشه العظيم. کلّما اراد مميّز ان يتمسّک بما يرتفع به شأن الاسلام ارتفعت ضوضآئکم بذلک منع عمّا اراد و بقى الملک فى خسران کبير‌.فانظروا فى ملک الرّوم انّه ما اراد الحرب و لکنّ ارادها امثالکم فلمّا اشتعلت نارها و ارتفع لهيبها ضعفت الدّولة و المّلة يشهد بذلک کلّ منصف بصير. و .زادت ويلاتها الی ان اخذ الدّخان ارض السرّ و‌ من حولها ليظهر ما انزله اللّه فى لوح الرّئيس کذلک قضى الامر فى الکتاب من لدى اللّه المهيمن القيّوم. انّا‌للّه و انّا اليه راجعون. يا قلم الاعلی دع ذکر الذّئب و اذکر الرّقشآء الّتى بظلمها ناحت الاشيآء و ارتعدت فرآئص الاوليآء کذلک يأمرک مالک الاسمآء فى هذا المقام المحمود. قد صاحت من ظلمک البتول و تظنّ انّک من ال الرّسول کذلک سوّلت لک نفسک يا ايّها المعرض عن اللّه ربّ ما‌کان و ما يکون. انصفى يا ايتّها الرّقشآء باىّ جرم لدغت ابنآء الرّسول و نهبت اموالهم اکفرت بالّذى خلقک بامره کن فيکون. قد فعلت بابنآء الرّسول ما لافعلت عاد و ثمود بصالح و هود و لا اليهود بروح اللّه مالک الوجود. اتنکر آيات ربّک الّتى اذ نزّلت من سمآء الامر خضعت لها کتب العالم کلّها تفکّر لتطّلع بفعلک يا ايّها الغافل المردود. سوف تأخذک نفحات العذاب کما اخذت قوماً قبلک انتظر يا ايّها المشرک باللّه مالک الغيب و الشّهود. هذا يوم اخبر به اللّه بلسان رسوله تفکّر لتعرف ما انزله الرّحمن فى الفرقان و فى هذا اللّوح المسطور. هذا يوم فيه اتى مشرق الوحى بآيات بيّنات عجز عن احصآئها المحصون. هذا يوم فيه وجد کلّ ذى شمّ عرف نسمة الرّحمن فى الامکان و سرع کلّ ذى بصر الی فرات رحمة ربّه مالک الملوک. يا ايّها الغافل تاللّه قد رجع حديث الذّبح و الذّبيح توّجه الی مقرّ الفدآء و ما رجع بما اکتسبت يدک يا ايّها المبغض العنود. اظننت بالشّهادة ينحطّ شأن الامر لا و الّذى جعله اللّه مهبط الوحى ان انت من الّذينهم يفقهون. ويل لک يا ايّها المشرک باللّه و‌ للّذين اتّخذوک اماماً لانفسهم من دون بيّنه و لا کتاب مشهود. کم من ظالم قام علی اطفآء نور ‌الله قبلک و‌ کم من فاجر قتل و‌ نهب الی ان ناحت من ظلمه الافئدة و النّفوس. قد غابت شمس العدل بما استوى هيکل الظلم علی اريکة البغضآء و لکنّ القوم هم لا يشعرون. قد قتل ابنآء الرّسول و نهب اموالهم قل هل الاموال کفرت باللّه ام مالکها علی زعمک انصف يا ايّها الجاهل المحجوب. قد اخذت الاعتساف و نبذت الانصاف بذلک ناحت الاشيآء و انت من الغافلين. قد قتلت الکبير و نهبت الصّغير هل تظنّ انّک تأکل ما جمعته بالظّلم لا و‌ نفسى کذلک يخبرک الخبير. تاللّه لا يغنيک ما عندک و‌ ما جمعته بالاعتساف يشهد بذلک ربّک العليم. قد قمت علی اطفآء نور الامر سوف تنخمد نارک امراً من عنده انّه هو المقتدر القدير. لا‌تعجزه شئونات العالم و لا سطوة الامم يفعل ما يشآء بسلطانه و‌ يحکم ما يريد. تفکّر فى النّاقة مع انّها من الحيوان رفعها الرّحمن الی مقام نطق السن العالم بذکرها و ثنآئها انّه لهو المهيمن علی من فى السّموات و لارض لا اله الّا هو العزيز العظيم. کذلک زيّنا افاق سمآء اللّوح بشموس الکلمات نعيماً لمن فاز بها و‌ استضآء بانوارها و ويل للمعرضين و ويل للمنکرين و ويل للغافلين الحمد للّه ربّ العالمين.

(٩)هو الظّاهر النّاطق العليم الحکيم

شهدت سدرة المنتهى لمن ظهر فى ملکوت الانشآء بانّه لا اله الّا هو لم يزل کان مقدّساً عن الذّکر و الثّنآء و منزّهاً عن ادراک من فى الارض و السّمآء انّه هو الغيب المکنون و الرّمز المخزون و انّه هو الّذى تزيّنت بذکره کتب العالم و اخبر به الرّحمن فى الفرقان يوم يقوم النّاس لربّ العالمين. يا مهدى قد حضر کتابک لدى المظلوم و قرئه العبد القآئم لدى العرش انت الّذى اعترفت بما اعترف به اللّه و نطقت بما نطق به القلم الأعلی بين الارض و السّمآء طوبى لعينک بما رأت الآية الکبرى و لاذنک بما سمعت ندآئى الأحلی و لقلبک بما اقبل الی افقى المنير. انّا ربّيناک و هديناک و اسمعناک و‌ عرّفناک هذا الظّهور الّذى اذ ظهر تزعزع کلّ بنيان و اضطرب فؤاد کلّ عالم و زلّ قدم کلّ عارف و نسف کلّ جبل باذخ رفيع. انّا وجدنا منک عرف الخلوص ذکرناک من قبل و فى هذا الحين الّذى ينطق فيه مکلّم الطّور علی غصن الظّهور انّه لا اله الّا انا العليم الخبير. افرح بهذا اللّوح الّذى تضوّع منه عرف عناية الرّحمن فى الامکان يشهد بذلک من عنده کتاب مبين. و‌ اشکر بما يذکرک امّ الکتاب من هذا المقام الّذى سمّى بالاسمآء الحسنى فى کتاب اللّه ربّ العالمين. قد فزت بما لا‌ينقطع عرفه بدوام اللّه مقصودک و مقصود من فى السّموات و الارضين. قد کنت صامتاً انطقک ندآئه الأحلی و کنت راقداً ايقظتک الصّيحة الّتى ارتفعت بالحقّ و کنت قاعداً اقامتک يد قدرة ربّک المقتدر القدير. هل تقدر ان تشکره بما يليق لهذا الفضل الاعظم قل لاحول و لا قوّة الّا بک يا محبوب العالم و لا طول و لا قدرة الّا بسلطانک العظيم. کذلک ظهرت لئالئ العرفان من عمّان رحمة ربّک الغفور الرّحيم. قد قدّر لک من لدى اللّه ما تفرح به افئدة المقرّبين. يشهد قلمى الاعلی بانّک سمعت النّدآء و اقبلت الی افق الامر اذ اعرض عنه کلّ عالم بعيد. البهاء عليک و علی ضلعک الّتى توجّه اليها لحاظ عناية ربّک الکريم. بشّرها بعناية ربّها لتفرح بهذا الذکّر الّذى يجد منه المخلصون عرف قميص فضل ربّهم المعطى العزيز الحکيم انّا نذکر هاشماً الّذى کان مذکوراً فى کتابک ليفرح بذکر اللّه المهيمن القيّوم. يا هاشم اسمع ندآء ربّک الابهى من الافق الاعلی علی البقعة النّورآء انّه لا اله الّا هو العزيز الودود. قد خلق العالم لهذا الظّهور الاعظم فلمّا ظهر بالحقّ اعرض عنه کلّ غافل و انکره کلّ جاهل مردود. قل يا ملأ الارض هذا يوم الذّکر و الثّنآء و هذا يوم النّداء کيف انتم لاتسمعون هذا يوم فيه انار الافق الأعلی بانوار ظهور مالک الاسماء کيف انتم لاتنظرون لعمرى هذا يوم البيان و انتم صامتون. و هذا يوم انزل اللّه ذکره فى کتبه و لکنّ القوم اکثرهم لا يشعرون. تمسّک بعروة فضل ربّک و تشبثّ بذيل عناية الحقّ علّام الغيوب کذلک نطق لسانى فضلاً من عندى عليک لتشکر ربّک مالک الوجود. و‌ نذکر من سمّى بعلىّ فى ملکوت الاسمآء الّذى اراد ان يشرب رحيقى المختوم يا علی اسمع ندآئى من شطر سجنى انّه يذکرک بما تفرح به الافئدة و القلوب و افتح بصرک لترى آياتى الکبرى و افقى الاعلی ثمّ اقبل بسمعک لتسمع ندآء اللّه المهيمن القيّوم. قل يا ملأ الارض هذا يوم فيه تنطق الاشيآء کلّها الملک للّه مالک الملوک. انّه قد ظهر بالحقّ بسلطان لا تقوم معه جنود العالم و لا ‌تخوّ‌فه مدافع الامم ينطق باعلی النّدآء بين الارض و السّمآء تاللّه قد اتى المقصود بسلطان مشهود. قم بالاستقامة الکبرى علی امر مالک الورى ثمّ اخرق الاحجاب باسم ربّک سلطان الغيب و الشّهود ايّاک ان تمنعک حجبات الامم عن الاسم الاعظم انظر ثمّ اذکر اذ‌ اتى محمّد رسول اللّه انکره علمآء العصر و اذ‌ اتى الرّوح اعرض عنه علمآء اليهود. لو ينصف احد اقلّ من سمّ الابرة يقوم و يصيح بين العباد بهذا الاسم الّذى به سرع الموحّدون الی ظلّ رحمة ربّهم العزيز الغفور. لو ينکراحد هذا الامر باىّ امر يثبت ما عنده و باىّ برهان يطمئنّ قلبه کذلک صرّفنا الآيات و‌ انزلناها لک لتشکر ربّک مالک الملکوت دع العالم ورآئک مقبلاً الی اللّه و منقطعاً عن‌‌کلّ‌الوجود. هذا‌يوم فيه تنادى‌‌الحجّة و يصيح البرهان و لکنّ القوم لا يفقهون .انّک اذا وجدت عرف القميص و سمعت ندآء المظلوم ولّ وجهک شطر اللّه و قل اشهد انّک ظهرت و اظهرت امرک العزيز المکنون. يا محمود توجّه اليک المحبوب و يناديک من شطر بيته المعمور و يذکرک بما انزله اللّه فى الکتاب. انّا نذکر الّذين آمنوا باللّه و نترک کلّ فاجر مرتاب. طوبى لمن فاز بالکلمة العليا الّتى نطق بها لسان الکبريآء فى هذا السّجن الّذى يطوفه الملاء الاعلی فى العشىّ و الاشراق. انّا وجدنا اقبالک اقبلنا اليک و ذکرناک بما يبقى به ذکرک بدوام اسمآء ربّک منزل الآيات احفظ هذا المقام بالاسم الاعظم الّذى ينطق فى اعلی المقام. انّا نوصيک و الّذين آمنوا بما ترتفع به امر اللّه ربّ الارباب. طوبى لمن قام علی خدمة الامر و عمل بما امر به فى الکتاب. يا محمّد قبل رضا يذکرک مولی الاسمآء لتشکر ربّک الغفور الکريم. انّا نوصيک و الّذين آمنوا بالعمل الخالص فى هذا اليوم الّذى کان مذکوراً فى کتب اللّه العليم الخبير. خذ لوح اللّه بقوّة من عنده ثمّ اعمل بما امرت به من لدن امر حکيم. ايّاک ان تمنعک حجبات الخلق عن هذا الحقّ الّذى اذ ظهر نادت الذرّات الملک للّه ربّ العالمين هذا يوم الاعمال و لکنّ النّاس اکثرهم من الغافلين هذا يوم العرفان و لکنّ القوم اکثرهم من المعرضين و هذا يوم اللّه لو انتم من العارفين. قل ضعوا ما عندکم من الظّنون و الاوهام و تمسّکوا بما امرتم به فى کتاب کريم. قد قام کلّ صخرة و تحرّک کلّ حجر و نطق کلّ مدر من نفحات الآيات و لکنّ النّاس فى حجاب مبين. طوبى لقوىّ کسّر اصنام الظّنون باسمى القوىّ الغالب القدير. يا‌محمّد قبل صادق قد توجّه اليک وجه المظلوم بما اقبلت الی اللّه المهيمن القيّوم. احمد اللّه بما جرى ذکرک من قلمه الاعلی و فضّلک بهذا اللّوح المحتوم. الّذى يجد منه کلّ ذى شمّ عرف اللّه مالک الملکوت. انّا نوصيک و الّذين آمنوا بالامانة و الصّداقة و ما يرتفع به امر ‌الله ربّ ما‌کان و ما‌يکون. اجهد ليظهر منک ما يثبت به ذکرک فى لوح محفوظ. کن ناطقاً لوجه ربّک و عاملاً بما امرت به من لدى اللّه العزيز الودود. ينبغى لکلّ اسم آمن باللّه ان يعمل بما امر به فى الکتاب الاقدس الّذى نزّل من لدى الحقّ علّام الغيوب. يا علی قبل محمّد اشهد بما شهد اللّه انّه لا اله الّا هو و الّذى ينطق انّه لهو الغيب المکنون و السّرّ المخزون و هو الّذى بشّر به رسل اللّه المهيمن القيّوم. لعمراللّه قد اتى اليوم و القوم عنه معرضون. و اتى حين مناص و لکنّ النّاس اکثرهم لا يفقهون. تمسّک بکتاب اللّه انّه يکفيک بالحقّ يشهد بذلک من توّجه اليک من بيته المعمور. قل هذا يوم فيه ينادى الصّور قد اتى مالک الظّهور و ينطق مکلّم الطّور انّه لا اله الّا انا العزيز المحبوب قد شهدت الاشيآء لمالک الاسمآء و يصيح الميزان فى قطب الامکان تاللّه قد اتى الرّحمن و لکنّ القوم عنه معرضون. طوبى لقلب اقبل و لوجه توجّه و لعين فازت بالمقام المحمود. قوموا يا احبّآئى علی ذکر اللّه و ثنآئه ثمّ اعملوا بما يرتفع به مقامکم و تعلو اسمآئکم فى عوالم الغيب و الشّهود. کذلک علّمک شديد القوى الّذى اتى بالاية الکبرى لمن فى ملکوت الانشآء انّ ربّک لهو المقتدر علی ما اراد لا اله الّا هو المهيمن علی ما کان و ما يکون. يا قلمى اذکر من سمّى باسمى و بشّره بآيات اللّه ربّ العالمين. يا حآء قبل السّين و العين قبل اللّام افرح بما يذکرک سلطان الانام من مقرّه المنير. قل تاللّه قد ظهر المنظر الاکبر و مالک القدر ينادى فيه و يقول يا معشر البشر ضعوا ما عندکم و خذوا ما امرتم به من لدى اللّه العزيز الجميل. کم من عالم منعته العلوم عن اسمى القيّوم و کم من امّى سمع و سرع الی بحر اسمى العظيم. قل يا ملأ الارض خافوا اللّه ثمّ انصفوا فى هذا الامر الّذى اذ ظهر انصعق من فى السّموات و الارض الّا من شآء اللّه العليم الحکيم. کذلک اشرقت من افق اللّوح شمس بيان ربّک الرّحمن اشکر و قل لک الحمد يا مقصود المقرّبين. يا حسن احسن کما احسن اللّه اليک ثمّ احمد ربّک بما اقبل اليک من هذا المقام المنيع. انّه حمل فى اللّه ما لا حمله احد من قبل يشهد بذلک کلّ منصف بصير. قل انّه سجن مرّة فى الارض الطّآء و اخرى فى الميم ثمّ کرّة بعد اولی فى‌الطّآء و طوراً فى هذا السّجن العظيم. لعمر ‌الله لو‌لا البلآء ما نفعنى شئ فى الدّنيا يشهد بذلک مالک الاشيآء انّه لهو المبيّن الامين. طوبى للسان اعترف بما اعترف به اللّه و‌ ليد اخذت ما اوتيت به من لدن مقتدر قدير. انّا نذکر ‌الله فى کلّ الاحيان و‌ نهدى النّاس‌الی‌صراطه المستقيم. منهم‌من اعرض و‌ منهم من اعترض و‌ منهم من کفر و‌ منهم‌‌من افتى علی الفرد الخبير.‌کذلک نقضوا ميثاق ‌الله و عهده اَلا انّهم من الاخسرين. قل يا قوم اتّقوا اللّه و لا تدعوا ما تدعونه فى اللّيالی و الايّام انّ ربّکم الرّحمن لهو النّاصح العليم. يا محمّد‌قبل حسن هل تسمع ندآء ‌الله ام تکون من‌الرّاقدين. هل‌ترى‌الافق الاعلی‌‌ام تکون من‌الغافلين. هل وجدت حلاوة ندآئى الاحلی اذ ارتفع بين الارض و السّمآء ام کنت فى بعد مبين. قل سبحانک يا من انار باسمک افق العرفان و بنور وجهک اضآء الامکان تشهد و‌ ترى بانّ عبدک هذا قد نبذ ما دونک و اقبل الی افق فضلک و بحر رحمتک و سمآء جودک. اى ربّ اشهد انّک اسمعتنى ندآئک و‌ اريتنى‌آياتک و هديتنى الی صراطک العزيز المبين. اشهد بما‌شهد لسان عظمتک قبل‌خلق سمآئک‌و‌ارضک انّه لا اله الّا انت الغفورالکريم. اسئلک يا اله الاسمآء بالکلمة الاولی و نفسک العليا بان تکتب لی من‌‌قلمک‌الاعلی ما کتبته لاصفيآئک و‌ قدّرته لاوليآئک انّک انت المقتدر‌علی‌ما‌تشآء و‌ فى قبضتک ملکوت‌الانشآء تفعل و‌ تحکم تعطى و تأخذ لا اله‌الّا انت المقتدر القدير. يا ابا القاسم قد‌اتى اليوم و القيّوم من الافق الاعلی ينادى الورى و لکنّ القوم اکثرهم لا يسمعون. قد منعهم الحجاب الاکبر عن مالک القدر يشهد بذلک من عنده کتاب مکنون. قد تنوّرت الاشيآء من انوار وجه مالک الاسمآء و النّاس عنه معرضون. قد اخذتهم الغفلة علی شأن کفروا باللّه و‌ انکروا برهانه و حجّته الّتى احاطت من فى الوجود. قد کانوا ان يدخلوا المساجد و المعابد لذکر ‌الله فلمّا اتى مشرق الوحى اعرضوا عنه بما اتّبعوا الاوهام و الظّنون. طوبى لقوىّ کسّر‌الاصنام و‌ لمستقيم قام علی هذا الامر‌الممنوع. انّا جعلنا العلم لعرفان المعلوم فلمّا ظهر بالحقّ اعرض عنه العلمآء و العرفآء الّا‌من شآء ‌الله العزيز‌المحبوب. کذلک نطق لسان العظمة طوبى لسميع سمع و ويل لکلّ غافل محجوب. يا مير‌قبل‌محمّد‌انّا نذکرک و الّذين آمنوا‌باللّه ربّ العالمين. قل يا ملأ الارض ضعوا الاقوال و‌ تمسّکوا بالاعمال کذلک يأمرکم الغنىّ المتعال لو انتم تشعرون. هذا يوم الذّکر و الثّنآء و هذا يوم المکاشفة و اللّقآء و لکنّ الناس عنه معرضون. هذا يوم فيه ماج بحر العرفان و هاج عرف الرّحمن و لکنّ القوم اکثرهم لا يعلمون. قد نبذوا الههم و اخذوا اهوآئهم اَلا انّهم لا يشعرون. يسمعون آيات اللّه و ينکرونها الا انّهم لا‌يفقهون. انّا نوصيک و الّذين آمنوا باخلاقى‌‌و ما نزّل فى کتابى لعمرى بها يظهر امر ‌الله بين العباد يشهد بذلک من عنده لوح محفوظ. کذلک نوّرنا افق اللّوح بشمس ذکر اسمى العزيز الودود.

(١٠) ‌‌هو المشرق من افق البرهان

کتاب انزله المظلوم لمن اقبل الی افق امره و طار فى هوآئه و عرف ما اعرض عنه اکثر العباد الا انّه من المقبلين. يا محمّد قبل علی استمع ندآئى من شطرى انّه لا اله الّا انا الغفور الکريم. قد حضر کتابک لدى المظلوم و عرضه العبد الحاضر لدى الوجه اجبناک بلوح لا تعادله الواح العالم و لا ما عند الامم يشهد بذلک مولی العالم الّذى ينطق فى کلّ الاحيان الملک للّه مالک هذا اليوم العزيز البديع. کن ناطقا بثنآء اللّه و‌ ذکره و‌ قآئماً علی خدمة امره الّذى به اضطربت افئدة العلمآء و ناحت سکّان مدآئن الاسمآء الّا من شآء ربّک الغفور الکريم. قل هذا يوم فيه نزّل امّ الکتاب لو انتم تعلمون و‌ اتى امّ البيان يشهد بذلک من عنده لوح محفوظ. قل يا ملأ البيان اتّقوا الرّحمن و لا تعرضوا عن الّذى به انار افق العرفان و تغرّد العندليب علی الاغصان انّه لا اله الّا هو الحقّ علّام الغيوب. تاللّه قد نزّل البيان لذکرى و الکتاب لاسمى و الالواح لهذا الامر المحتوم. قل لا تمنعنى ضوضآئکم و لا ضوضآء من علی الارض انادى امام وجوه العالم و‌ انطق بما امرت به من لدن مالک القدم يشهد بذلک عملی و ندآئى و لکنّ القوم لا يفقهون. يا قلم اذکر اوليآئى هناک ليجذبهم ذکر ربّهم الی اعلی المقام. يا غفّار يذکرک المختار اذ احاطته الاشرار من کلّ الاشطار. انا الّذى قمت علی امر ‌الله بين العالم و اظهرت ما امرت به امام وجوه الانام. فلمّا ظهر الامر خرج من خلف الاستار قوم من الفجّار و ارادوا سفک دمى من دون بيّنة و لا کتاب. يا يحيى قد اتى الکتاب خذه بقوّة من لدنّا و لا تتّبع الّذين نقضوا ميثاق اللّه و‌ عهده و‌ کفروا بما نزّل من لدن مقتدرٍ علّام. طوبى لک بما اقبلت الی افقى اذ اعرض عنه اکثر العباد. کذلک انزلنا الآيات و صرّفناها بالحقّ فضلاً من لدنّا و‌ انا العزيز الوهّاب. يا نورمحمّد يذکرک المظلوم من شطر السّجن و‌ يبشّرک بما نزّل لک من القلم الاعلی افرح و قل لک الحمد يا مالک الاسمآ انت الّذى اظهرت نفسک لحيوة العالم و‌ دعوت الکلّ الی مشرق العطآء انّ الّذين اعرضوا اولئک ليس لهم نصيب من هذا البحر الاعظم يشهد بذلک امّ الکتاب فى اعلی المقام. طوبى لوجه توجّه الی وجه اللّه و لقلب اقبل اليه فى يوم فيه زلّت الاقدام. يا محمّدحسين استمع النّدآء من سدرة المنتهى خلف قلزم الکبريآء انّه لا اله الّا انا المقتدر المختار. قد جئت من مشرق الايقان برايات العرفان من النّاس من اقبل و‌ منهم من اعرض و الّذى اعرض انّه من اصحاب النّار نوصيک و الّذين آمنوا بالاستقامة الکبرى علی هذا الامر الّذى به اضطربت افئدة الفجّار. يا قلم اذکر من سمّى بعبّاسقلی ليفرح بذکرى ايّاه و‌ يکون من الشّاکرين. قل لک الحمد يا الهى بما انزلت علىّ آياتک و‌ اظهرت لی بيّناتک و‌ ايّدتنى علی الاقبال اليک اسئلک ببحر آياتک و‌ شمس جودک ان تجعلنى مستقيماً علی امرک انّک انت المقتدر القدير. يا علی يذکرک مالک الايجاد اذ احاطته جنود الاشرار و انزل لک ما يقرّبک الی اللّه ربّ العالمين. ايّاک ان تضعفک قوة الاقويآء فى امر اللّه مالک الاسمآء او تخوّفک سطوة الّذين کفروا باللّه العزيز الحميد. قم باستقامة تضطرب بها افئدة المعرضين. يا قلم اذکر عبدالعلىّ و بشّره بعنايات ربّه الغفور الکريم. انّا نوصيه بذکر اللّه و ثنآئه و بما يرتفع به امره العزيز البديع. قم علی خدمة الامر باسم اللّه ربّک و قل يا ملأ البيان تاللّه قد اتى منزله و مرسله اتّقوا الرّحمن و لا تکونوا من الظّالمين. اتنکرون البحر و‌ تتّخذون القطرة لانفسکم بحراً من دونى اَلا انّکم من الجاهلين. تاللّه من ينکر هذا الامر لا‌يقدر ان يثبت امراً اخر يشهد بذلک کتب اللّه من قبل و‌ من بعد انصفوا و لا تکونوا من المعتدين. انّا نوصيک بذکر اللّه و ثنآئه فى هذا اليوم الّذى فيه قام المعرضون علی نفاق مبين. يا محمّد يذکرک الفرد الأحد من هذا المقام الأعلی ليقرّبک الی الذّروة العليا انّ ربّک هو العليم الخبير. تمسّک بحبل عناية ربّک و تشبّث بذيله المنير. قل يا الهى و مقصودى اسئلک بالاسرار المکنونة المخزونة و بآياتک المنزلة و بيّناتک الظّاهرة الباهرة بان تجعلنى ثابتاً علی امرک و مستقيماً علی حبّک انّک انت الّذى لم يعجزک شىء و لا يضعفک امر تفعل ما تشآء بقدرتک لا اله الّا انت القوىّ الغالب القدير. انّا نذکر فى هذا المقام من سمّى بآقا‌بالا ليجذبه بيان الرّحمن الی الافق الأعلی و يقرّبه اليه فى کلّ الاحوال طوبى لمن نبذ الاوهام و اخذ ما امر به من لدى اللّه ربّ الارباب. قد حضر اسمک لدى المظلوم و نزّل لک ما لا ينقطع عرفه بدوام اسمآئى الحسنى و‌ صفاتى العليا يشهد بذلک من عنده علم الکتاب. افرح بذکرى ايّاک و قل لک الحمد يا منزل الآيات. اسئلک بان تؤيّدنى علی الاستقامة علی امرک علی شأن لا تحرّکنى سطوة الاشرار. يا محمّد‌قبل‌تقى يذکرک قلمى الاعلی فى هذا الحصن الّذى بنى من الصّخرة الملسآء انّک اذا فزت به و ‌وجدت منه عرف عنايتى قم و قل لک الحمد يا من اقبلت الىّ من شطر السّجن و‌ لک الثّنآء يا من ذکرتنى بما تنجذب به افئدة الابرار. انّا نوصيک و الّذين آمنو بالامانة و الدّيانة و العفة و يظهر به امرالله بين العباد خذ ما نزّل لک بقوة تعجز عنها ايادى الکفّار الّذين نقضوا ميثاق اللّه و عهده و اعرضوا عن الوجه اذ اتى من سمآء البيان بالحکمة و البرهان. يا لسان عظمتى اذکر من سمّى بمحبعلی و بشّره بآيات لا تعادلها ما فى السّرّ و الاجهار. طوبى لقاعد قام علی خدمة الامر و لعاص سرع الی بحر الغفران کذلک نطق قلمى الاعلی اذ کان المظلوم فى اعلی المقام و‌ نذکر امآئى هناک و نبشّرهنّ بعناية اللّه و‌ فضله الّذى احاط من فى الارضين و السّموات. افرحن يا اوراقى بذکرى و عنايتى و رحمتى الّتى سبقت الکآئنات لعمرى لا تعادل بذکرى خزآئن الارض يشهد بذلک من عنده امّ البيان. يا محمّد قبل علی انّا ذکرناک فى الاوّل و ذکرنا کلّ اسم کان مذکوراً فى کتابک و ختمنا اللّوح باسمک فافرح و قل لک الحمد يا مولی العالم و‌ لک الثّنآء يا‌مجرى الانهار اسئلک ان تجعلنى‌من المستقيمين علی حبّک‌‌و الرّاسخين علی امرک انّک انت المقتدر علی ما تشآء و‌ فى قبضتک زمام الممکنات. اى ربّ اسئلک بان تقدّر‌لی ما هو‌خير لی انّک تعلم ما فى نفسى و لا اعلم ما عندک انّک انت المقتدر المختار. قد حضر العبد الحاضر و‌ زار العرش وکالة من عندک و‌ فاز بطراز القبول من لدى المظلوم الّذى نطق امام وجوه العالم الملک للّه مرسل الارياح. اشکر ربّک بهذا الفضل الاعظم و قل لک الحمد بما ذکرتنى اذ کنت مظلوماً بين ايادى الجهّال. نسئله تعالی بان يؤيّدک و يوفّقک و يقدّر لک خير ما نزّل فى الزّبر و الالواح. البهاء المشرق من‌افق سمآء رحمتى عليک و علی اولی الالباب الّذين ما نقضوا الميثاق فى المآب.

(١١)بسمه‌المغرّد‌علی‌الافنان

يا اسمى اسمع ندآئى من حول عرشى ليبلّغک الی بحر ما‌له ساحل و‌ ما بلغ قعره سابح انّ ربّک لهو العليم الکريم. قد اردنا ان نمنّ عليک بذکر ما رايناه لترى العالم النّورانى فى هذا العالم الظّلمانىّ و توقن بانّ لنا عوالم فى هذا العالم و تشکر ربّک الخبير. انّه لو‌اراد‌ان يظهر من الذرّة انوار الشّمس و‌ من القطرة امواج البحر ليقدر کما فصّل من النقطة علم ما کان و ما يکون. انّا کنّا مستوياً علی‌العرش دخلت ورقة نورآء لابسة ثياباً رفيعة بيضآء اصبحت کالبدر الطّالع من افق السّمآء. تعالی ‌الله موجدها لم تر عين بمثلها. لمّا حلّت اللّثام اشرقت السّموات و الارض‌کأنّ کينونة القدم تجلّت عليها بانوارها. تعالی ‌الله موجدها لم ترعين بمثلها. و هى تبسّم و تميل کغصن البان فى منظر الرّحمن. تعالی مظهرها لم تر عين بمثلها. ثمّ سارت و طافت من غير قصدٍ و ارادة من عندها کأنّ ابرة العشق انجذبت من مغناطيس الجمال المشرق امام وجهها. تعالی موجدها لم تر عين بمثلها. تمشى و الجلال يخدمها و‌ ملکوت الجمال يهلّل ورآئها من بديع حسنها و‌ دلالها و‌ اعتدال ارکانها. تعالی موجدها لم ترعين بمثلها. ثمّ وجدنا الشّعرات السّودآء علی طول عنقها البيضآء کأنّ اللّيل و النّهار اعتنقا فى هذا المقرّ الابهى و المقصد الأقصى. تعالی موجدها لم تر عين بمثلها. لمّا تفرّسنا فى وجهها وجدنا الّنقطة المستورة تحت حجاب الواحديّة مشرقة من افق جبينهاَ کأنّ بها فصّلت الواح محبّة الرّحمن فى الأمکان و دفاتر العشّاق فى الافاق. تعالی موجدها لم تر عين بمثلها. و‌ حکّت عن تلک النّقطة نقطة اخرى فوق ثديها الايمن تعالی مولی السّرّ و العلن الّذى خلقها لم تر عين بمثلها. و‌ قام هيکل اللّه يمشى و تمشى ورآئه سامعة متحرّکة منجذبة من آيات ربّها. تبارک الّذى خلقها لم تر عين بمثلها. ثمّ ازدادت سروراً و‌ فرحاً و‌ شوقاً الی ان تغيّرت و‌ انصعقت فلمّا افاقت تقرّبت و‌ قالت نفسى لسجنک الفدآء يا سرّ الغيب فى ملکوت الانشآء تعالی موجدها لم تر عين بمثلها. و‌ کانت تنظر الی مشرق العرش کمن بات فى سکر و حيرة الی ان وضعت يدها حول عنق ربّها و ضمّته اليها فلمّا تقرّبت تقرّبنا وجدنا منها ما نزّل فى الصحّيفة المخزونة الحمرآء من قلمى الاعلی. تعالی موجدها لم تر عين بمثلها. ثمّ مالت برأسها و اتّکأت بوجهها علی اصبعيها کاَنّ الهلال اقترن بالبدر التّمام. تعالی موجدها لم تر عين بمثلها. عند ذلک صاحت و‌ قالت کلّ الوجود لبلآئک الفدآء يا سلطان الارض و السّمآء الی مَ اودعت نفسک بين هؤلآء فى مدينة عکّّاء اقصد ممالک الاخرى المقامات الّتى ما وقعت عليها عيون اهل الاسمآء عند ذلک تبسّمنا اعرفوا هذا الذّکر الاحلی و‌ ما اردناه من السّرّ المستسرّ الظّاهر الاخفى يا اولی الّنهى من اصحاب سفينتى الحمرآء قد تصادف هذا الذّکر يوماً فيه ولد مبشّرى الّذى نطق بذکرى و‌ سلطانى و‌ اخبر النّاس بسمآء مشيّتى و بحر ارادتى و شمس ظهورى و‌ عزّزناه بيوم اخر الّذى فيه ظهر الغيب المکنون و السّرّ المخزون و الرّمز المصون الّذى به اخذ الاضطراب سکّان ملکوت الاسمآء و‌ انصعق من فى الارض و السمآء الّا من انقذناه بسلطان من عندنا و قدرة من لدنّا و انا المقتدر علی ما اشآء‌لا اله الّا انا العليم الحکيم. طوبى لمن وجد عرف اللّه فى هذا اليوم الّذى کان مطلع الظّهور و مشرق اسمى الغفور و‌ فيه فاحت النّفحة و سرت النّسمة و‌ اخذ جذب الظّهور من فى القبور و‌ نادى الطّور الملک للّه المقتدر المتعالی العليم الخبير و‌ فيه فاز کلّ قاصد بالمقصود و‌ کلّ عارف بالمعروف و‌ کلّ سالک بصراطه المستقيم. سبحانک يا الهى بارک علی احبّآئک ثمّ انزل عليهم من سمآء عطائک ما يجعلهم منقطعين عن دونک و‌ متوجّهين الی الافق الّذى منه اشرقت شمس فضلک و‌ قدّر يا الهى لهم ما ينفعهم فى الدّنيا و الاخرة انّک انت المقتدر المتعالی المعطى الباذل الغنىّ الکريم.

(١٢) ‌هو‌ الاقدس ‌الاعظم‌ العلىّ‌ الابهى

قد دمدم الرّعد و ارتفع هزيز الارياح و فالق الاصباح فى هذا الشّتآء يامر قلمه الاعلی بان يبشّر اهل الانشآء بهذا الرّبيع الّذى به اورقت اشجار الحکمة و البيان. قل من غيوم الهوى قد اظلم افق الهدى فاسئل اللّه مالک الورى بان يزيلها بقدرةٍ من عنده انّه لهو المقتدر المختار. قل انّا اوقدنا فى الامکان نار البيان و انّها ليست من العناصر الّتى کانت بينکم و‌ عرفتموها من قبل انّها لعنصر لا يذکر بذکر و لا يشار باشارةٍ و لا يوصف بوصف و‌ ظهرت منه العناصر کلّها بعد تقديسه عنها و‌ انّه قد ظهر من تهّيجات عرف محبّة ربّکم العزيز الوهّاب. طوبى لمن تقرّب اليه منقطعاً عن الدّنيا و‌ ما فيها و ويل لکلّ مشرک مرتاب. شهد اللّه انّه لا اله الّا هو و الّذى ينطق فى السّجن الاعظم انّه لخالق الاشيآء و‌ موجد الاسمآء قد حمل البلايا لاحيآء العالم و‌ انّه لهو الاسم الاعظم الّذى کان مکنوناً فى ازل الازال. قد حضر لدى الوجه کتابک وجدنا منه عرف حبّک مولئک الّذى ينطق فى العالم انّه لا اله الّا هو المقتدر المتعالی العزيز الجبّار. و‌ قرء لدى العرش مدحک هذا المظلوم و‌ قدحک من اعرض و‌ کفر باللّه مالک الرّقاب. لا تحزن من شىء و‌ توکّل علی اللّه فى کلّ الامور ثمّ انصر ربّک فى السّرّ و الاجهار. هنيئاً لفمک بما شرب رحيق البيان و لقلمک بما تحرّک علی ذکر هذا المذکور الّذى به تنوّرت الافاق. انّ الّذين يدّعون العلم من عند انفسهم اولئک ليس لهم نصيب فى ايّام اللّه اَلا انّهم من اهل الضّلال. ذکّر النّاس بما نزّلناه لک ثمّ اجمعهم علی الکلمة العليا الّتى بها نطقت الأشيآء الملک للّه الواحد العزيز العلّام. قد عرفنا قيامک علی خدمة الامر و ثنآئک فى هذا الامر الّذى به انار الامکان. قم و استقم علی الامر ثمّ اذکر ‌الله بذکر‌تنجذب به الاديان. البهاء عليک و علی الّذين توجّهوا الی افق الوحى بالرّوح و الرّيحان.

(١٣) هو الاقدس‌الاعظم

يا معشر البشر قد فتح باب الکرم فى المنظر الاکبر توجّهوا اليه بخضوع و اناب. قد ظهر السّرّ المستور اذ اتى مظهر الظّهور تقرّبوا اليه يا اولی الالباب. قد نطق

الحقّ بين الخلق طوبى لمن فاز ببيانه و ويل لکلّ مشرک مرتاب. قد عسعست اللّيلة الدّلمآء بما تنفّس الصبّح من افق البقاء هلّموا و تعالوا يا ملأ الانشآء و لا تتوقّفوا اقلّ من آن. قد اشرق نور الاحديّة اذ اخذت الظّلمة کلّ البريّة هذا من فضل عجزت عن ذکره الاقلام. قد ارتعدت فرآئص الظّلمة من هذا النّور المشرق من افق هذا المقام ايّاکم ان تمنعکم شئونات النّفس و الهوى عن مولی الاخرة و الاولی توجّهوا الی اللّه مالک المآب. انظر‌ثمّ اذکر اذ‌ اتى الوهّاب ارتفع طنين الذّباب و‌ اعترض علی اللّه مالک الرّقاب. قد شهدت الحصاة و سجّت النّواة و الطّغاة ما انتبهوا و‌ اعترضوا علی من عنده امّ الکتاب. قل يا احبّآئى زيّنوا هياکلکم بطراز الذّکر و البيان و قلوبکم بنفحات ربّکم الرّحمن لعلّ يستشعر اهل الامکان و‌ يتوجّهون الی اللّه محيى العظام. قد تحرّک کلّ شىء من نسمات الوحى و‌ هم فى غفلة و‌ ضلال. طوبى لک بما اقبلت الی الوجه و توجّهت الی الّذى به ظهرت الصيّحة بين السّموات و الارض و‌ اضطربت النّفوس و‌ زلزلت القنان. کم من عال سقط بما اتّبع النفّس و الهوى و‌ کم من دان عرج الی اللّه مولی الانام. کلّ شىء فى قبضة قدرته يفعل فى الملک ما يشآء و يحکم بسلطانه کيف اراد. انّا ذکرناک بهذا الکتاب ليبقى به ذکرک فى ملکوت ربّک العزيز المتعال. قم علی الّذکر و الثّناء و قل يا اهل الأنشآء قد اتى مالک الأسمآء تقرّبوا اليه و لا تتّبعوا کلّ مشرک کفر باللّه العزيز الوهّاب. انّما البهاء عليک و علی الّذين فازوا بهذا الامر الّذى به زلّت الاقدام .

(١٤)‌‌ هو ‌المقتدر ‌علی ‌ما کان ‌و ‌ما ‌يکون

قد ظهرت العلامات و برزت البيّنات و اتى الموعود باسمه المهيمن القيّوم. انّه لهو الکنز المخزون و السّرّ المکنون قد ظهر من افق العالم و يدع الامم الی اللّه مالک القدم و لکنّ النّاس هم لا يسمعون. قد غشّتهم اهوآئهم علی شأن لا يسمعون ندآء اللّه و لا يرون مقامه المحمود. طوبى لکم يا اهل البهاء بما خرقتم الاحجاب رغماً لاهل الأنشآء الّذين انکروا نعمة اللّه بعد انزالها و‌ اتّبعوا ما عندهم من الاوهام و الظّنون. انّا نريهم افق اليقين و‌ هم يعرضون عنه و‌ نسمعهم هدير الورقآء و‌ هم لايستمعون. قد يذکّرهم قلم الوحى فى کلّ الاحيان و‌ هم لا يتذکّرون. يتّبعون الجهلآء و يسّمونهم بالعلمآء اَلا انّهم لا يفقهون. انّ الّذين لا يميّزون اليمين عن الشّمال يدّعون العلم و به استکبروا علی الحقّ علّام الغيوب. قل و‌ مالک الابداع انتم همج رعاع تبرءَ منکم جوارحکم و‌ ارکانکم و‌ انتم لا تشعرون. انّک اطمئنّ بفضل مولئک انّه مع الّذين توجّهوا اليه و‌ فازوا بالرّحيق المختوم. سوف يرى المشرکون مثوئهم فى النيّران و الموحّدون فى ملکوت اللّه ربّ ما کان و‌ ما يکون. کذلک نطق لسان القدم فى السّجن الاعظم رحمة من عنده عليک و‌ علی الّذينهم فى هوآء الحبّ يطيرون.

(١٥)هو‌ الباقى‌ العليم ‌الحکيم

تبارک الّذى اقامنى علی الامر اذ کنت قاعداً و‌ انطقنى بذکره اذ‌ کنت صامتاً و‌ اظهرنى بعد ما کنت ساتراً نفسى نشهد‌انّه لهو المقتدر علی ما يشآء و هو المهيمن القيّوم. و‌ اذ قمنا نادينا الکلّ الی اللّه اذاً شقّت السّمآء و زلزلت الارض و‌ مرّت الجبال و‌ نادى لسان العظمة الملک للّه الواحد الفرد العزيز المحبوب. و‌ اسمعنا العالم ما امرنا به علی شأن ما منعتنا سيوف الافاق و لا نعاق اهل النّفاق تعالی اللّه مالک الملک و الملکوت. قد اخذ الاضطراب سکّان الارض الّا من شآء اللّه کذلک قضى الامر و لکنّ القوم لا‌يفقهون. قد اخذ‌المخلصين سکر رحيق الوحى علی شأن انفقوا ارواحهم لهذا الاسم الّذى به انار الوجود. قد اشتعل العالم من کلمة مالک القدم و لکنّ النّاس اکثرهم لا يعلمون. انّ الّذى سمع و‌ اقبل انّه من اهل الفردوس فى لوحى المحفوظ. هنيئاً لکم يا اهل البهاء بما سمعتم ندآء مالک الاسمآء و‌ اقبلتم اليه اذ قام عليکم عباد ظالمون. سيفنى ما ترونه فى الملک و‌ يبقى ما قدّر لکم فى الجبروت کذلک يبشّرکم ربّکم من افق السّجن لتشکروه و تقوموا علی امره و‌ تذکروه بما ينتبه به الرّاقدون. الحمد‌للّه ربّ ما کان و ما‌‌يکون.

(١٦) هو‌ المشرق ‌من ‌افقه‌ الاعلی

تبارک الّذى ينطق بما ينتفع به العالم و لکنّ القوم فى حجاب مبين. يسمعون ندآء ‌الله و لا ‌يفقهون اَلا انّهم من الصّاغرين. قد نطق لسان العظمة و هدرت ورقآء الثّنآء علی سدرة المنتهى و لکنّ النّاس فى بعد‌‌عظيم. انّا اردنا ان نقرّبهم الی الملکوت و‌ هم اختاروا لانفسهم بيوتاً کبيت العنکبوت نشهد انّهم من الخاسرين. قد انطقنا الاشيآء بذکر اسمنا مالک الاسمآء و‌ انجذب بها کلّ جبل باذخ رفيع.‌‌لو‌عرف النّاس نبذوا اهوآئهم و‌ توجّهوا الی وجه ربّهم الرّحمن بقلب طاهر‌لميع. قد حضرت النّعمة و‌ هم لا ياکلون. قد ظهرت الحجّة و‌ هم لا يعرفون. قد نزّلت الآيات و هم لا يفقهون. قد ظهرت البيّنات و‌ هم علی اعقابهم منقلبون. قل دعوا الهوى هذا مولی الورى قد اتى من افقه الاعلی و ينطق بندآئه الاحلی انّه لا اله الّا انا المهيمن القيّوم. قل لاتنفعکم العلوم دعوا الموهوم و‌ توجّهوا الی من عنده لوح محفوظ. انّا اظهرنا السّبيل فضلاً من عندنا و‌ انّه لهو الصّراط المستقيم و المخلصون عليه يمرّون. تمسّک بحبل اللّه الاعظم و‌ تشبّث بذيله العزيز العطوف. لا تحزن من شئ و‌ توکّل علی اللّه فى کلّ الامور.

(١٧) هو الاقدس الاعظم العلىّ الابهى

ذکر من لدى المظلوم الی الّذين طاروا فى هوآء محبّة الرّحمن اذ نادى المناد فى ملکوت البيان انّه لا اله الّا هو الفرد الواحد السّميع البصير. انّا نبشّر الّذين اقبلوا الی الوجه بذکر ‌الله و ثنآئه لعمر ‌الله ذکره خير عمّا خلق فى الارض يشهد بذلک من ينطق انّه لا اله الّا هو العزيز الحميد. طوبى لکم بما اقبلتم الی الافق الاعلی و‌ شربتم کوثر الابهى من يد عطآء ربّکم المعطى الکريم. انّا نوصيکم بتقوى اللّه و‌ ما يرتفع به امره انّه لهو الحاکم الخبير. اذکروه بالرّوح و الرّيحان لينجذب به اهل الامکان الّذين اخذهم سکر الهوى علی شأن منعوا عن صراط اللّه المستقيم. اتّحدوا يا احبّآئى فى بلادى هذا ما انزله الرّحمن فى لوحه الحفيظ. تمسّکوا بکتاب اللّه و‌ ما نزّل فيه انّه ينفعکم فى کلّ عالم من عوالم ربّکم المقتدر القدير. کذلک طرّز لوح البقآء بمداد قلمى الاعلی نعيماً لنفس فازت و‌ لعين رأت و لاذن سمعت ندآء اللّه ربّ العالمين. البهاء عليکم و علی کلّ مقبل نبذ الاوهام و شرب کوثر اليقين.

(١٨)هو‌ الظّاهر‌ من‌ افق‌ البيان

طوبى لمن وجد حلاوة الندآء الّذى ارتفع من شطر الکبريآء و ‌عمل ما امر به من العليم الخبير. لعمرى من وجد حلاوة البيان ليعمل بما امر به فى اللّوح يشهد بذلک لسان اللّه المقتدر العلىّ العظيم. قد خرقت الاحجاب و‌ ظهر الوهّاب بسلطان لا تمنعه جنود العالم و لا ضوضآء الامم ينطق فى کلّ حين الملک للّه ربّ العالمين. انّ الّذى اقبل الی مطلع الآيات انّه اقبل الی اللّه العليم الحکيم. قل يا قوم دعوا ما عندکم ثمّ انصروا انفسکم بما امرتم به من لدى اللّه ان انتم من العارفين. لا‌ينفعکم اليوم شىء و لا ‌مهرب لانفسکم الّا بان تتوبوا و‌ ترجعوا الی ‌الله العزيز الحميد. قل هل نفع کسرى ما عنده من الکنوز او قيصر ما عنده من القصور لا و‌ عمرى ان انتم من العالمين. انّا نذکر الّذين اقبلوا الی اللّه سوف يجعل اللّه هذا الذّکر کنزاً لهم انّه ينفعهم فى ملکوته العزيز البديع. اذا تشرّفت بلوح اللّه اقرئه باللّيالی و الايّام انّه يقرّبک الی المقام الرّفيع.

(١٩) هو‌ المنادى ‌فى ‌کلّ‌ الاحوال

تبارک الّذى انزل الکلمة و‌ فصّل بها بين البريّة انّه لهو المفصّل الحکيم. و‌جعلها‌خمر‌الحيوان لاهل الامکان و‌ کوثر البقآء لمن فى السّموات و الارضين. انّ الّذى فاز بها قد فاز بما اراد موليه الکريم و الّذى استکبر انّه من اهل الخسران يشهد بذلک لسان الرّحمن فى هذا المنظر المنير. قل هذا يوم فيه ظهر الدّليل و‌ اوضح السّبيل و‌ تمّت الحجّة و‌ کملت النّعمة طوبى لمن اقبل و ويل للغافلين. من المشرکين من ظنّ انّه يسبق امر اللّه قل لا و‌ نفسه الحقّ انّه لهو المقتدر علی ما يشآء قد سبقت قدرته العالمين. يفعل فى الملک ما يشآء يعطى و‌ يمنع انّه لهو المقتدر القدير. قد ضلّ سعى الّذين کفروا سوف يرون انفسهم فى عذاب اليم. انّا نشکر ‌الله فى‌کلّ الاحيان و‌ نصبر‌فيما ورد علينا فى هذا السّبيل المستقيم. و‌ نحکم بين الخلق کيف نشآء و ندعوهم الی ما ينفعهم فى الاخرة و الاولی انّه لهو الشّاهد العليم. کن ذاکراً باسمى و ناطقاً بهذا الّذکر الّذى منه ظهر کلّ امر حکيم.

(٢٠) ‌الاقدس الاعظم

شهد اللّه انّه لا اله الّا هو ينزل من سمآء الفضل ما شآء و اراد انّه لهو المنزل الحکيم. قد تزيّن الملکوت المقدّس بالکتاب الاقدس طوبى لمن تمسّک به و ويل للغافلين. انّ الّذى عمل بما نزّل فيه انّه من اهل البهاء فى هذا اللّوح البديع. ايّاکم ان تحزنکم شوکة الاقويآء او تحجبکم اشارات المعرضين. تمسّکوا بالحبل الاعظم ثمّ اذکروا مولی العالمين. قد اخذ الجذب سکّان ملکوت البقآء و احاط الفضل کلّ صغير و کبير. طوبى لمريد اراد المقصود و لقاصد عرف المعبود و لنفس قامت علی خدمة امر ‌الله ربّ العالمين. انّا نذکر کلّ من اقبل الی الوجه و نثبت اسمآئهم فى لوحنا الحفيظ. هل يعادل بهذا الفضل شىء لا و فاطر السّموات و الارضين. انّا نزّلنا الکتاب و امرنا الکلّ فيه بالحکمة الکبرى لئلّا يظهر ما تضطرب به افئدة العباد انّه لهو الغفور الکريم. کذلک ذکرناک و منّنا عليک بهذا اللّوح البديع.

(٢١) ‌هو‌ الباقى‌ الدّآئم‌ العليم ‌الحکيم

قد ظهر کتاب الفجر من هذا المنظر الاکبر و مالک القدر ينادى انّه لا اله الّا انا المهيمن القيّوم. قد هاج عرف الرّيحان من نفحات الوحى و ماج بحر الايقان من هذا الهبوب العزيز البديع. يا ملأ الامکان توجّهوا الی ربّکم و لا تکوننّ من الرّاقدين. قل قوموا باسمى ثمّ انطقوا بثنآئى الجميل. قد خلقت الاشيآء لعرفان مالک الاسمآء فلمّا رفع الغطآء و لاحت انوار الوجه من الافق الاعلی اعترضوا عليه و‌ اعرضوا عنه الّا من شرب رحيق الالهام من بيان اللّه المقتدر المهيمن العليم الخبير. طوبى لمن تمسّک بالمعروف و‌ عمل فى سبيل اللّه ما اطمئنّت به قلوب المضطربين. کونوا آية الاطمينان لاهل الامکان و‌ نفحات الرّحمن بين العالمين. انّما البهاء عليک و علی الّذين اذا سمعوا اجابوا و‌ اذا دعوا توجّهوا الی الافق المبين.

(٢٢)هو ‌المهيمن ‌علی‌ من ‌فى‌ الارض‌ و ‌السّمآء

هذا يوم فيه ذرفت عين العالم بما ورد علی اللّه مالک القدم انّه لهو المبيّن العليم. انّا سمّينا هذا السّجن بالسّجن الاعظم تفکّروا فى‌‌ذلک و لا ‌تکوننّ من الغافلين. قد ورد علينا فى هذه الارض ما ورد علی احد يشهد بذلک کلّ منصف بصير. فى کلّ يوم ذقنا من کأس البلآء ما لا اطّلع بها الّا اللّه الخبير. اصبر کما صبر موليک ثمّ اشکروه بما ايدّک علی هذا الامر العظيم. الّذى زلّت منه اقدام العلمآء و العرفآء الّا من شآء ربّک القدير. طوبى لمن حمل البلآء فى حبّ اللّه انّه من اهل هذا المقام الکريم. لا تحزن من شىء قل يا اهل البهاء اذا اخذتکم الاحزان فى ارض عليکم بارض اخرى انّها واسعة من لدى اللّه العزيز الحکيم. البهاء عليک و علی من فاز بفيضان هذا البحر الّذى ما قدّر له من اوّل و لا من آخر انّ ربّک لهو المتکلّم الصّادق الامين.

(٢٣) هو ‌المتعالی ‌عن‌ الذّکر ‌و ‌الثّنآء

کتاب انزلناه بالحقّ لمن شرب رحيق البيان اذ اتى الرّحمن بسلطان مشهود. انّا نذکر الّذين اقبلوا الی الوجه و نؤيّدهم علی ما هم عليه انّه لهو المقتدر علی ما يشآء لا اله الّا هو العليم الحکيم. اذکر ربّک فى ايّامک و‌ تشبّث بذيله المنير. انّ الّذى فاز بهذا اليوم انّه من اهل الفردوس لدى اللّه ربّ العالمين. و الّذى اعرض انّه من اخسر العباد يشهد بذلک لسان اللّه فى هذا المقام الکريم. افرح بذکرى ايّاک و‌ اذا فزت بلوح اللّه و‌ اثر قلمه اقرء و‌ کن من الشّاکرين. قد سبقت رحمته العالم و‌ احاط فضله کلّ صغير و کبير. انّه فى السّجن يذکر احبّآئه و‌ يدعوهم الی ما يثبت ذکرهم فى لوحى الحفيظ. ايّاک ان تمنعک شئونات الانام او تحجبک اشارات المعرضين. اذکر ربّک فى کلّ الاحيان بذکر تضطرب به افئدة الفجّار و تستريح قلوب المخلصين.

(٢٤) هو الکتاب‌ الحقّ ‌المبين ‌فى ‌ملکوت‌ الانشآء

سبحان من نطق بالحقّ و انزل الآيات کيف اراد لا اله الّا هو ‌العليم الخبير. انّا کنّا فى ملکوت البيان و ‌سمعنا ندآء الّذين آمنوا باللّه الفرد العليم. انّ الّذين سجنوا و ‌ظلموا فى سبيل اللّه اولئک اهل البهاء يشهد بذلک مالک الاسمآء و لکنّ النّاس اکثرهم من الغافلين. ستفنى الدّنيا و‌ ما فيها من العزّة و الکبريآء و‌ يبقى للّذين حملوا البلايا ما يذکرهم به فاطر السّمآء انّه لهو المقتدر العزيز الحميد. لعمر اللّه من يجد لذّة الضّرآء فى سبيل اللّه مالک الاسمآء ليشکر ‌الله بدوام الملک و الملکوت و‌ ينفق فى سبيله اعزّ ما عنده انّه لهو الصّادق المخبر الحکيم. اشکر بما ذکرت من القلم الاعلی قل لک الحمد يا مالک الايجاد بما جعلتنى مقبلاً اليک و ‌عرّفتنى مطلع آياتک الّذى اعرض عنه کلّ غافل مريب.

(٢٥) ‌هو ‌الباقى ‌الدّآئم ‌العزيز ‌الحکيم

قد نزّلنا الآيات و صرّفناها بالحقّ انّه لهو المقتدر علی ما يشآء لا اله الّا هو المقتدر ‌القدير. قد زيّنا سمآء البيان بانجم الحکمة و التّبيان لعلّ النّاس يتوجّهون الی الوجه و يشهدون بما شهد اللّه فى ازل الآزال انّه لا اله الّا انا العليم الحکيم. طوبى لبصير اقبل الی الافق الاعلی و‌ لسميع سمع ما نطق به لسان اللّه ربّ العالمين و‌ لفقير توجّه الی بحر الغنآء و لقاصد قصد بيته الرّفيع. انّ الّذى امن اليوم باللّه و بآياته انّه قد فاز بکلّ الخير و الّذى منع انّه من الخاسرين. يا اهل البهاء تاللّه قد ربحتم فى تجارتکم سوف ترون انفسکم فى مقام لا يسعه البيان و لا تحيطه اوصاف العارفين. اشکروا اللّه بهذا الفضل انّه معکم فى کلّ الاحوال و‌ يؤيّدکم علی ما انتم عليه من امر اللّه العزيز الحميد.

(٢٦)
هو ‌المغرّد علی ‌الافنان

ذکر ذکره المذکور فى هذا الظّهور لينتبه به اهل القبور و يقوموا علی امر اللّه المهيمن القيّوم. انّا نسقى کوثر الحيوان فى کلّ الاحيان طوبى لمن فاز به فى ايّام اللّه الملک المقتدر العزيز المحبوب. قل يا قوم توجّهوا بالقلوب الی المحبوب و لا تعقّبوا کلّ غافل محجوب. انصروا ربّکم الرّحمن بالذّکر و البيان و لا ترتکبوا ما تضطرب به النّفوس. قد سبقت رحمتى العالم و‌ فضلی احاط کلّ الوجود. کونوا مطالع الجود لمن تزيّن بطراز الوجود هذا ما حکم به المعبود فى هذا اللّوح الممنوع. خذوا قدح الفلاح باسم فالق الاصباح ثمّ اشربوا منه فى هذا الفجر المحبوب. انّا نحبّ الّذين توجّهوا الی اللّه و‌ تنزّل لهم ما يثبت به اسمآئهم فى لوح محفوظ. کذلک لاح افق البيان من شمس اسمى الرّحمن اشکر و‌ کن من الحامدين.

(٢٧)
هو‌ المقدّس‌ عن ‌الذّکر ‌و ‌البيان

تعالی الرّحمن الّذى انزل البيان و بشّر الکلّ بلقآء اللّه المقتدر المهيمن العليم الحکيم. قد تزيّن العالم بطراز مالک القدم و‌ اخذ الاشتياق کلّ الافاق و لکنّ اکثر النّاس فى نفاق مبين. قد ظهرت الکلمة و نادت السّاعة و‌ تقول القيمة بشرى لکم يا ملأ الارض بهذا اليوم المبارک البديع. انتبهوا من رقد الهوى قد اتى مالک الورى بسلطان عظيم. تاللّه انّه لهو الّذى به زيّنت الالواح و بذکره طرّز کلّ کتاب مبين. ايّاکم ان تحجبکم زماجير اهل النّفاق او تمنعکم کلمات المغلّين. دعوا الملک ورآئکم ثمّ اقبلوا الی اللّه العزيز الحميد. انّک لا تحزن من شىء و زيّن لسانک بالذّکر و الثّنآء فى ذکر ربّک مالک الاسمآء انّه يذکرک فى هذا المقام الّذى سمّى بالسّجن مرّة و اخرى بالمقام الکريم.

(٢٨)
هو‌ الاقدس ‌الامنع ‌الاعظم

شهد اللّه انّه لا اله الّا هو يحيى من يشآء بما جرى من قلمه البديع قد سبقت رحمته العالم و احاط کرمه العالمين. قد ذکر ذکرک لدى العرش و نزّل لک ما يجد منه المخلصون عرف اللّه الملک العزيز الجميل. اذا فزت باللّوح و‌ شربت منه رحيق الوحى قم ثمّ اقبل الی السّجن بقلبک و قل لک الحمد يا من ذکرتنى فى سجنک العظيم. اشهد انّک قد قمت علی امر اللّه و‌ دعوت الکلّ الی المقام البديع. اسئلک بان تؤيّدنى علی ذکرک و ثنآئک و تقدّر لی ما ينفعنى فى عوالمک الّتى ما اطّلع بها الّا علمک المحيط. لا تنظر الی الملک و‌ ما يحدث فيه انظر الی اللّه ربّک المقتدر القدير. کن قائماً علی خدمة مولئک هذا من افضل الاعمال فى لوحى الحفيظ. لو رأيت من آمن باللّه اذکره من قبلی انّ ربّک لهو الغنىّ عن العالمين.

(٢٩)
هو ‌الاقدم ‌الاعظم

انّ السّرّ ينادى قد اتى من عجز عن عرفانه الوجود الّا من شآء ‌الله‌المقتدر‌العزيز‌العليم. و المستسرّ ينادى و‌ يقول قد ظهر ما عجز عن ادراکه من فى السّموات و الارض الّا من اقبل اليه بقلب منير. و الکتاب يقول قد جآء منزلی طوبى لمن اقبل اليه و ويل لکلّ معرض بعيد. قد شهدت الاشيآء لمالک الاسمآء و لکنّ النّاس اکثرهم من الغافلين. قد ظهر بحر الاطمينان و لکنّ القوم فى اضطراب مبين. يدّعون الايمان فى انفسهم و‌ يعترضون علی اللّه الفرد الخبير. کذلک سوّلت لهم انفسهم اَلا انّهم من الخاسرين. تجنّب عن الّذين يمنعون النّاس عن اللّه و‌ ذکّر الّذين تجد من وجوههم نضرة النّعيم. کذلک يأمرک القلم الاعلی من لدى اللّه فاطر السّمآء انّه لهو الحاکم علی ما اراد لا اله الّا هو المقتدر القدير.

(٣٠)
هو‌ الاقدس‌ الاعظم ‌الابهى

کتاب انزله الرّحمن لمن اراد ان يشرب الرّحيق المختوم بايدى عناية ربّه المهيمن القيّوم. انّا سمعنا ندآئک ذکرناک من قبل و فى هذا اللّيل الّذى تنطق فيه الذرّات انّه لا اله الّا هو العزيز المحبوب. قد ذکرت لدى المظلوم مرّة بعد مرّة اشکر اللّه ربّ ما کان و‌ ما يکون. قل لک الحمد يا اله الوجود و‌ مالک الغيب و الشّهود اسئلک باسمک الّذى به فتح باب اللّقآء علی من فى ملکوت الاسمآء بان تجعلنى فى کلّ الاحوال مستقيماً علی امرک و‌ ناظراً الی افقک و‌ ناطقاً بذکرک و‌ منغمساً فى بحر حبّک و‌طائراً فى هوآء قربک انّک انت الّذى لم تزل کنت مهيمناً علی الاشيآء و‌ مقتدراً علی من فى الارض و السمآء يشهد ظاهرى و باطنى بعظمتک و‌ اقتدارک انّک انت المقتدر المتعالی العزيز الودود.

(٣١)
هو ‌المقتدر ‌علی ‌ما ‌يشآء

قد ورد علينا فى هذا السّجن ما لا اطّلع به الّا اللّه العليم الخبير. قد احاطتنا البلايا من کلّ الجهات انّا نشکر اللّه فى کلّ حين ما منعنا امر عن ذکر اللّه و سلطانه قد کنّا ناطقاً فى کلّ الاحيان انّه لا اله الّا هو الغفور الکريم. قد دعونا النّاس الی اللّه منهم من اقبل و‌ منهم من اعرض انّ ربّک لهو العليم الحکيم. طوبى لمن خرق الاحجاب فى المآب و‌ توجّه الی وجه ربّه المشرق المنير. قد غرّت النّاس اموالهم و‌ منعتهم عن صراطى المستقيم. و‌ منهم من منعته العلوم عن المعلوم و‌ منهم من حجبته الاوهام عن افق اليقين. انّا نوصى احبّآئنا بالاستقامة الکبرى علی هذا الامر الّذى به ارتعدت فرآئص العالم و نسف کلّ جبل باذخ رفيع. کذلک نطق لسان العظمة فى هذا السّجن العظيم.

(٣٢)
هو‌ المقتدر ‌المهيمن ‌القيّوم

کتاب نزّل بالحقّ لمن توجّه الی الافق الاعلی و ‌امن باللّه ربّ العالمين. قل قد ظهر امّ الکتاب و ينطق فى يوم المآب انّه لا اله الّا انا العليم الحکيم. قد خلقت الخلق لعرفانى فلمّا اظهرت نفسى کفروا و‌ اعرضوا الّا من شآء اللّه الملک العليم الخبير. قد انتظر الکلّ ايّام الوصال فلمّا اتى الغنىّ المتعال اعرضوا عنه و اتّبعوا‌کلّ جاهل بعيد. تنطق الاشيآء کلّها فى ذکر مالک الاسمآء و لو لکنّ النّاس اکثرهم من الرّاقدين. طوبى لمن انتبه من ندآء اللّه و نبذ الورى مقبلاً الی الفرد الواحد العزيز الحميد. کن علی شأن لا‌تحجبک احجاب العالم و لا تمنعک سبحات الامم عن هذا المنظر الکريم‌.کذلک يعلّمک من علّم آدم الاسمآء کلّها انّ ربّک لهو المقتدر القدير.

(٣٣)
بسمه‌المهيمن‌علی‌الاسمآء

انّ المظلوم ينادى من شطر السّجن انّه لا اله الّا هو المهيمن القيّوم و يذکر الّذينهم توجّهوا الی مطلع البيان و يبشّرهم بما قدّر لهم فى ملکوت اللّه الغفور الکريم. کم من عبد اشتعل بنار محبّة اللّه و‌ کم من عبد سمع و‌ اعرض اَلا انّه من الهالکين. انّ الّذى منع عن هذا اليوم لا يقبل اللّه عمله و لا يسمع ندآئه يشهد بذلک کلّ عارف بصير. ينبغى اليوم لکلّ نفس ان يشهد بما شهد اللّه و‌ يستقيم علی امره المبرم الحکيم. يا احبّآئى کونوا آفاق الهداية بين البرية و‌ انوار العناية لمن فى السّموات و الارضين ليجد منکم النّاس عرف المقصود و‌ يروا فى وجوهکم نضرة النّعيم. انّک اذا فزت بهذا اللّوح اقرئه فى ايّامک ثمّ اشکر ربّک المتکلّم الصّادق الامين.

(٣٤)
هو البيان ‌فى ‌ملکوت ‌التّبيان

يا اهل البهاء اسمعوا النّدآء من البقعة النّورآء من لدى اللّه العليم الحکيم. و تمسّکوا بحبل الوفآء علی شأن لا تمنعکم همزات الّذين کفروا باللّه ربّ العالمين. هذه جنّة لها انهار تجرى فى ظلال هذه السّدرة الّتى ارتفعت بالحقّ انّه لهو النّاطق البصير. نهر سمّى بالوفآء من شرب منه انّه فاز بالاستقامة الکبرى يشهد بذلک قلمى العزيز و‌ انّه يجد نفسه علی مقام لا تمنعه الاسمآء عن مالکها و لا المسمّى عن صراطه المستقيم. انّه ممّن شهد له الرّحمن فى کتابه العظيم. قال و قوله الحقّ لا يمنعه ذکر النّبى عن الّذى بقوله يخلق النّبيّين و المرسلين. کذلک زيّنا الکتاب بهذا الّذکر البديع لتجد منه عرف عناية اللّه و‌ تکون من الرّاسخين.

(٣٥)
هو ‌الکتاب‌ المشرق ‌المبين

يا قلم الاعلی اذکر من فى الانشآء ليدعوا ما عندهم و‌ يتوجّهوا الی اللّه ربّ العالمين. هذا يوم فيه اضطربت قلوب الفراعنة و‌ اقشعرّت جلود الجبابرة و استضآئت وجوه المقبلين. قد جرى الرّحيق و ظهر السّلسبيل و لکنّ النّاس فى سکر مبين. يتّبعون الاوهام معرضين عن الّذى ينطق بين الانام انّه لا اله الّا هو الفرد الخبير. انّا اردنا لهم خير الاخرة و الاولی و‌ هم ارادوا لنا ما‌يضرّنا اَلا انّهم من الغافلين. انّک لا تلتفت الی الّذين ظلموا و‌ توکّل علی اللّه العزيز الحکيم. طوبى لمن فاز بايّام اللّه و‌ شرب الرّحيق من هذا القدح الّذى ينادى و‌ يقول هنيئاً للّشاربين. کذلک ذکرناک فى السّجن الاعظم لتشکر ربّک الغفور الکريم.

(٣٦)
هو ‌الاقدس ‌الابهى

قد خسر الّذين کفروا باللّه و ظهوره و انکروا ما نزّل من ملکوته العزيز البديع. قل يا قوم هذا يوم اللّه لو انتم من العارفين و هذا برهان اللّه لو انتم من المنصفين. قد خضعت الآيات لبرهانى و‌ خشعت الاصوات عند ظهورى و‌ استضآئت الافاق من انوار وجه ربّکم الکريم. الّا الّذين انکروا نعمة اللّه بعد انزالها و جحدوا هذا البحر الاعظم الّذى ينطق کلّ قطرة منه قد فتح الباب و‌ ظهر الوهّاب بسلطان احاط من فى السّموات و الارضين. يا ايّها المذکور من قلمى الاعلی اشکر اللّه بما جعلک فآئزاً بهذا الفضل الاعظم و‌ مقبلاً الی هذا المقام الّذى يطوفه الملأ الاعلی و‌ عباد مکرمون. البهاء عليک و علی من آمن باللّه المهيمن القيّوم.

(٣٧)
هو ‌المبيّن‌ العليم

يا طاهر اسمع ندآء المطهّر الّذى باسمه طهّر اللّه افئدة المقرّبين. انّه ينطق بالحقّ بين الخلق و يدعوهم الی اللّه المبيّن العليم. طوبى لمن وجد عرف اللّه فى ايّامه و‌ استقام علی حبّه بين العالمين. انّا نذکر فى السّجن من توجّه الی الوجه و نسقيه رحيق الآيات من لدن مقتدر قدير. اذکر ربّک الرّحمن بذکر تنجذب به افئدة العباد ليقوموا عن رقد الغفلة و‌ يتوجّهوا الی اللّه العلىّ العظيم. من احيى نفساً انّه من اعلی الخلق فى کتاب مبين. تمسّک بالعروة الوثقى ثمّ انطق بذکر اللّه مالک الورى هذا ما يأمرک به القلم الاعلی فى هذا المنظر الکبير. اشکر اللّه بما ذکرت من لسان العظمة و‌ توجّه اليک المظلوم من شطر سجنه المتين.

(٣٨)
هو ‌المهيمن‌ علی ‌من ‌فى ‌العالم ‌باسمه ‌الاعظم

انّا نذکر من اقبل الی الوجه کما ذکرنا الّذين نبذوا الاوهام‌و‌توجّهوا الی افق الايقان اذ اتى الرّحمن بسلطان احاط من فى السّموات و الارضين. قد ظهر الدّليل و جرى السّلسبيل و لکن النّاس اکثرهم من الغافلين. قد ترکوا الرّحيق مسرعين الی الصّديد اَلا انّهم من الهائمين. طوبى لمن ترک الموهوم و‌ تمسّک باسمه القيّوم الّذى به سقطت النّجوم و‌ ظهر صراط اللّه المستقيم. قل يا قوم لِمَ اعرضتم عن الّذى خلقکم و اقبلتم الی الّذين کفروا باللّه ربّ العالمين. دعوا مطالع الاوهام قد اشرق نيّر البرهان من افق بيان ربّکم العليم. کذلک ذکرناک فضلاً من لدنّا ليجذبک الی الحقّ و‌ ينطقک باسمه العظيم.

(٣٩)
هو‌ الباقى ‌الدّآئم

سبحان الّذى اتى بالحقّ و‌ اظهر نفسه کيف اراد ليعلمنّ الکلّ انّه لهو المقتدر علی ما يشآء لا تمنعه الحدود و لا الجنود و لا اشارات الّذين کفروا باللّه العلىّ العظيم. قد اجتمع العلمآء علی ضرنّا و لکنّ اللّه اخذهم بالعدل انّه لهو المقتدر القدير. فلمّآء جآء اجلهم و‌ رجعوا الی مقرّهم قام بعدهم من سمّى بباقر بظلم بکت منه عيون الّذين طافوا حول العرش انّه لهو المحصى العليم. انّا ارکسناه ثمّ نأخذه کيف نشآء و نرجعه الی مقرّ يفرّ منه الجحيم. قل انّه لهو المقتدر علی ما يشآء يفعل فى الملک ما قدّر من لدنه انّه لهو المقتدر النّافذ العزيز الحکيم. اشکر اللّه بما توجّه اليک قلمه الاعلی من هذا المقام المنير.

(٤٠)
هو ‌المقدّس‌ عن ‌الّذکر ‌و ‌البيان

انّ السّدرة تنادى باعلی النّدآء و‌ تدع الکلّ الی اللّه المهيمن القيّوم. من النّاس من تمسّک بالهوى معرضاً عن اللّه مولی الورى و‌ منهم من اقبل الی الافق الاعلی و‌ قال آمنت بک يا ايّها المسجون و‌ اعترفت علی ما انت عليه يا ايّها المظلوم. انّ الّذى تزيّن بردآء الوفآء بين الارض و السّمآء يصلىّ عليه الملأ الاعلی و الّذى نقض العهد يلعنه الملک و الملکوت. تبارک الّذى تمسّک بحبل الاستقامة فى هذا الامر الذى به زلّت الاقدام و‌ اضطربت القلوب. انّک کن علی شأن لا تحزنک شئونات الدّنيا و لا تمنعک اشارات الّذين کفروا باللّه العزيز الودود. انّا ذکرناک فضلاً من عندنا لتذکر ربّک مالک الغيب و الشّهود.

(٤١)
هو ‌المذکور ‌فى ‌صحف‌ العالم

انّ المظلوم ينادى بين العالم و‌ يأمر النّاس بما امر به من لدى العزيز الحکيم. قل قد خلقت الاذان لاصغآء ندآئى و الابصار لافقى المنير. قد خلقنا الايادى لاخذ کتبى و القلوب لحبّى و العقول لعرفانى العزيز البديع. طوبى لصدر انشرح فى ايّامى و‌ للسان تکلّم بهذا الاسم الّذى به استضآء الملأ الاعلی و‌ ناح کلّ فاجرٍ بعيد. انّا ذکرناک فى اللّوح و‌ ناديناک من هذا المقام الکريم. افرح بفضل مولئک ثمّ اشرب الرّحيق المختوم بهذا الاسم المهيمن علی العالمين. سوف ينوح کلّ غافل و‌ يحنّ کلّ جاهل و‌ يصيح کلّ ظالم لئيم. انّه يأخذ من کفر به و‌ يعذّب الّذين انکروا ما ظهر فى ايّام اللّه العليم الخبير.

(٤٢)
الاقدم الاعظم

يا قلمى تحرّک علی ذکر من اقبل الی اللّه و وجد نفحات القميص اذ تضوّعت بين العالمين. ليجذبه بيان الرّحمن الی مقام جعله اللّه مقدّساً عن ذکر کلّ ذاکر عليم. اذکر ربّک بالحکمة لعلّ يتنبّه به العباد الّذين هاموا فى هيمآء الغفلة و‌ کانوا من المتحيّرين. انّا فى کلّ الاحوال ندعوا العباد الی اللّه الفرد الخبير. منهم من وجد حلاوة البيان و‌ منهم من اعرض عن الرّحمن بما اتّبع کلّ جاهل مريب. قل ان اغتنموا هذه الايّام تاللّه ما رأت العيون شبهها يشهد بذلک من کان عنده لوح حفيظ. کذلک اشرقت شمس الوحى من افق الفضل لتشکر ربّک الغفور الرّحيم. انّما البهاء علی‌الّذين اقبلوا الی ‌الله العزيز الحميد.

(٤٣)
هو‌ المبيّن ‌العليم ‌الحکيم

شهد اللّه انّه لا اله ‌الّا هو و الّذى ظهر انّه لمحبوب العالم و‌ يدعو الامم الی اللّه الفرد الخبير. و الّذى اقبل اليه قد فاز بيوم اللّه و‌ لقآئه و الّذى اعرض انّه من المحرومين. طوبى لقوىّ ما منعته الاوهام عن ربّه العلّام و توجّه الی الوجه بقلب منير. انّا نذکر احبّآء الرّحمن فى کلّ الاحيان و‌ ننزّل عليهم فى‌کلّ الاوان ما طارت به افئدة العارفين. نعيماً لمن تزينّ بطراز الاستقامة فى هذا الامر‌الخطير. قد‌‌جرى الکوثر ‌‌و ‌السّلسبيل و ‌ظهر‌ السّبيل بهذا الاسم‌‌المهيمن علی العالمين. کذلک اشرقت شمس الوحى من افق ارادة ربّک لتوجّه اليها بقلبک هذا من فضله عليک اشکر و کن من الحامدين.

(٤٤)
هو‌ المقدّس‌ عن‌ عرفان ‌ما ‌سويه

نور العرفان من افق يراعة الرّحمن قد‌کان بالحقّ مشهوداً. قد قرّت عين من توجّه اليها و فاز بانوارها فى يوم کان باسم اللّه فى الکتاب مذکوراً. انّه ظهر بالحقّ و نطق بما يهدى العباد الی کوثر کان فى اللّوح مسطوراً. انّا ذکرنا العباد و‌ دعوناهم الی اللّه منهم من اعرض و‌ کفر و‌ منهم من اتّخذ اللّه لنفسه وکيلاً. قد ذکر ذکرک لدى المظلوم و‌ نزّل لک هذا الکتاب الّذى کان من جهة العرش مشهوداً. انّک اذا فزت قل لک الحمد يا مولی العالم و‌ لک البهاء يا من جعلتنى مقبلاً الی مقام کان بالحقّ محموداً. کذلک ذکرناک و اسمعناک فضلاً من عندنا انّ ربّک کان علی العالمين محيطاً.

(٤٥)
هو الاقدس الاعظم

ذکرى الاعظم ينادى من فى الامکان الی اللّه مالک الاديان. انّا بعثناه علی هيکل الانسان تعالی الرّحمن الّذى انزل کلّ امر فى الکتاب. قد ظهر ما هو المستور و برز ما هو المکنون فى الالواح. قل قد انار افق البيان بشمس اسمى المهيمن علی من فى الارضين و السّموات. لعمر اللّه ما قصّرنا فى الذّکر و البيان و لکنّ القوم فى وهم و‌ حجاب. انّک اذا فزت بهذا اللّوح قم علی خدمة مولئک المظلوم الّذى به انصعق اکثر من علی الارض و‌ نسفت الجبال. اذکر ربّک بما علمّک اللّه فضلاً من عنده انّه لهو العزيز العلّام. البهاء علی اهل البهاء الّذين ذکرهم اللّه فى الکتاب باحسن الاذکار.

(٤٦)
هو المبيّن العليم الحکيم

قد سمعنا ندآئک و رأينا اقبالک الی الافق الاعلی و‌ اجبناک بما تضوّع به عرف اللّه فى ملکوت الانشآء و‌ تسبّح ربّک العليم الخبير. استقم علی الامر باسمه المهيمن علی العالمين. انّا نذکر کلّ من اقبل الی الوجه و‌ نبشّره بما قدّر له فى ملکوت اللّه العزيز الحميد. يا علی اسمع النّدآء من شطر سجنى الاعظم انّه لا اله الّا هو العزيز العظيم. تمسّک بحبل اللّه و‌ عروة امره ليحفظک عن الّذين کفروا بيوم الدّين. کن مستقيماً علی حبّ اللّه علی شأن لا‌يمنعک نعاق کلّ شيطان رجيم. انّه يلهم اوليآئه کما الهم فى القرون الاولی تجنّب عنه و ‌توکّل علی الغفور الکريم.

(٤٧)
هو ‌المقتدر ‌علی ‌ما ‌يشآء

قد لاح افق الکرم و لکنّ الامم اعرضوا عنه بما اتّبعوا کلّ صنم منحوت. قد ارتفع النّدآء من الافق الاعلی انّه لا اله الّا انا المهيمن القيّوم. قد ظهرت البيّنة و برزت الصّيحة و‌ نطق لسان العظمة بين البرّية قد اتى الميقات و‌ ظهر الموعود. قد يطوف الملکوت حول العرش و لکنّ النّاس اکثرهم لا‌يفقهون. قد‌ماج البحر و‌هاج العرف طوبى لمن شرب و وجد و ويل لکلّ غافل مردود. تشبّث بذيل الالطاف و قل يا الهى اسئلک بمنزل الآيات و‌ مطلع البيّنات بان تجعلنى مستقيماً علی حبّک و‌ قآئماً علی ذکرک و ثنآئک انّک انت المقتدر علی ما تشآء لا اله الّا انت العزيز المحبوب.

(٤٨)
هو المغرّد علی الافنان

قد اتى يوم القيام و‌ قام فيه قيّوم الاسمآء بسلطان احاط من فى السّموات و الارضين. لمّا نفخ فى الصّور و‌ قامت القبور اضطرب النّاس منهم من تحيّر و‌ منهم من انصعق و‌ منهم من طار شوقاً لظهور اللّه ربّ العالمين. قد اخذ السّرور من وجد عرف القميص و الهموم کلّ مغلٍّ اثيم. نعيماً لمن نبذ ما عند النّاس و‌ اخذ کتاب اللّه باسمه المهيمن القدير. قد توجّه اليک وجه المظلوم من هذا المقام الّذى سمّى بالسّجن الاعظم من قلم اللّه الفرد الخبير لتفرح و تشکر من نطقت الاشيآء بذکره البديع. کذلک نزّل من سحاب رحمة ربّک امطار الذّکر و العرفان انّه لهو القادر الحکيم.

(٤٩)
بسمه المبيّن العليم

قد توجّه اليک عرف اللّه بهذا اللّوح الّذى به اقبل کلّ نفسٍ و‌ قام کلّ قاعد و‌ انتبه کلّ راقدٍ و سرع کلّ سطيح و‌ نطق کلّ کليل انّه لا اله الّا هو العليم الحکيم. انّ الّذين فازوا اليوم بالواح ربّهم و‌ تمسّکوا بها انّهم من المقرّبين و بها تذکر اسمآئهم بدوام الملک و الملکوت يشهد بذلک لسان العظمة فى هذا المقام البعيد. انّ الّذين اوُ‌ذوا و‌ ما آذَوا اولئک من اهل البهاء عليهم رحمتى الّتى سبقت العالمين. لعمر‌الرّحمن سيفنى الامکان و‌ يبقى ما قدّر لمن اقبل الی افق الايقان بقلب طاهر منير. کذلک نطقت الورقآء و‌ نادت سدرة المنتهى فى هذا المقام الکريم.

(٥٠)
هو الاقدس الاعظم

سراج اللّه ينادى بينکم و‌ يقول الىّ الىّ يا شعبى و‌ عبادى لعمرى قد اظهرت نفسى لکم و‌ انا العزيز ‌الکريم. اتّبعوا امرى و لا تعقّبوا الّذين يعبدون اهوآئهم و‌ کفروا باللّه ربّ العالمين. انّا اظهرنا نفسنا لحيوتکم و لکنّ النّاس اکثرهم من الغافلين. يناديهم لسان عظمتى و‌ يأمرهم بما ينفعهم فى جبروتى و‌ ملکوتى و‌ هم فى ريب مبين. يا قلم دع ذکرهم ثمّ اذکر من توجّه الی وجه ربّک و آمن باللّه العليم الخبير. انّ البهاء عليک بما سمعت ندآئى الاحلی و‌ اقبلت اليه باسمى الابهى الّذى به اضطرب اهل الانشآء الّا من شآء اللّه الفرد المقتدر العليم الحکيم.

(٥١)
هو‌ المهيمن ‌علی ‌الاسمآء

ذکر من لدنّا لمن وفى بعهد اللّه اذ اتى الموعود و‌ تمّ الميقات ليفرح بعناية ربّه و يذکره فى العشىّ و الاشراق. قد تنادى سدرتى المنتهى و لکنّ القوم فى وهم عجاب. طوبى لاذن فازت باصغآء ندآئى الاحلی و ويل لمن منعته الاحجاب. قل لا تبدّلوا آيات اللّه بالزّخارف و لا تتّبعوا کلّ مشرک مرتاب. قد نبذوا کوثر اللّه ورآئهم مسرعين الی انتن المآء فى الجهات. قل هذا يوم فيه تمّت الحجّة و‌ ظهرت الکلمة و ‌لاح البرهان. انّک اذا زيّنت رأسک بهذا اللّوح الّذى جعله اللّه اکليل البيان. قل لک الحمد يا من عرّفتنى مشرق آياتک اذ کان القوم فى مرية و شقاق.

(٥٢)
هو المبيّن‌ العليم ‌الحکيم

شهد اللّه انّه لا اله الّا هو و الّذى ينطق بالحقّ انّه لامّ الکتاب فى ملکوت الامر و‌ امّ البيان فى جبروت البقآء و‌ هيکل القدم فى هذا الاسم المبين. من توقّف فيه اقلّ عمّا يحصى انّه اتّبع الهوى و‌ اعرض عن مولی الورى يشهد بذلک هذا القلم الامين. طوبى لمن توجّه الی بحر رحمة اللّه و‌ اقبل الی افقه المنير. ايّاک ان توقّفک شئونات الملک دع الدّنيا ورآئک و‌ قم علی خدمة موليک القديم الّذى يذکر احبّآء اللّه فى سجنه الاعظم و يدعوهم الی المقام الرّفيع. اقرء آيات اللّه فى اللّيالی و الايّام لعمرى انّها تجذب المخلصين الی اللّه ربّ‌ العالمين.

(٥٣)
هو ‌المشرق ‌من‌ افق ‌البيان

قد انزلنا الآيات و‌ اظهرنا البيّنات يشهد بذلک کلّ الاشيآء و قلمى الاعلی فى هذا المقام المنير. قل تاللّه انّ الصّور ينادى باسمى و النّاقور يصيح بذکرى و النّاقوس يضجّ قد اتى السّلطان بسلطان مبين. يا ملأ الارض اعرفوا قدر هذه الايّام ثمّ انظروا ما اشرق من افق ارادة ربّکم الخبير. انّا نذکّرکم و‌ نعرّفکم فضلاً من لدنّا و‌ انا البصير. تمسّک بذيل ربّک و قل يا اله الوجود و‌ مالک الغيب و الشّهود اسئلک بان تجعلنى مستقيماً علی الامر الّذى به زلّت اقدام العلمآء الّا من انقذته بفضلک المهيمن علی العالمين. الحمد للّه ربّ العالمين.

(٥٤)
هو الاقدم الاعظم

قد نزلت الآيات و ظهر الکنز المخزون و لکنّ القوم لا يعرفون. قد اشتعلت نار البيان فى قطب الامکان و لکنّ النّاس لا‌يشعرون. يظنّون انّهم يبصرون لعمرى انّهم قوم عمون يستمعون ندآء اللّه و هم عنه معرضون. قل يا قوم اتّقوا اللّه و لا ‌تشتروا لانفسکم عذاب النّار توجّهوا و‌ تفکّروا فيما اظهرناه بالحقّ لعلّکم تعرفون. قد خسر الّذى اعرض عن اللّه و‌ ربح من اقبل اليه سوف يجد کنزه عند ربّه العزيز الودود. انّا ذکرناک لوجه اللّه لتقوم علی خدمته و تذکره بذکرٍ تطير به القلوب. لا تحزن من شىء انّه مع من اقبل اليه و‌ انّه لهو الحقّ علّام الغيوب.

(٥٥)
هو النّاطق بالحقّ

قيل هل نزّلت الالواح قل اى و ربّى العزيز الوهّاب. من النّاس من توجّه الی نعيب الغراب معرضاً عمّا انزله الرّحمن فى الکتاب. يا قوم اتّقوا اللّه و لا تعترضوا علی الّذى به ظهرت الحجّة و لاح البرهان. انّه يدعوکم بما ينفعکم و‌ يأمرکم بما يقرّبکم الی اللّه مالک الاديان. قل خافوا اللّه و لا تدحضوا الحقّ باهوآئکم انّه اتى من سمآء العظمة بقدرة و‌ سلطان. انّک طر باجنحة السّرور بما اسمعناک حفيف سدرة المنتهى من هذا المقام الّذى جعله اللّه مطلع الوحى و مشرق الانوار. کذلک انزلنا الآيات و‌ ارسلناها اليک لتشکر ربّک مالک الرّقاب.

(٥٦)
هو الاقدم الاعظم

شهد القيّوم لهذا المظلوم انّه لا اله الّا هو المهيمن القيّوم. قد فتح باب السّمآء و هو هذا الباب الّذى فتح بالاسم الاعظم علی من فى الملک و الملکوت. طوبى لمن توجّه اليه و‌ قام فى فنآئه و ويل لکلّ معرضٍ مردود. قد شهدت الاشيآء لمالک الاسمآء و لکنّ القوم لا يعرفون. قد ظهر المنظر الاکبر و لکنّ النّاس عنه معرضون. انّا توجّهنا اليک من هذا المقام الاسنى انّ ربّک لهو العزيز الودود. کم من عبد آمن و کم من عبدٍ اعرض و الّذى اعرض انّه من اصحاب القبور. تمسّک فى کلّ الاحوال بحبل عناية موليک و توکّل عليه انّه لهو العزيز العطوف.

(٥٧)
هو‌ المستوى ‌علی ‌العرش ‌الاعظم

سبحان الّذى الهم عباده الاصفيآء و‌ عرّفهم هذا اليوم الّذى کان مسطوراً فى لوحه الحفيظ. قل هذا يوم به بشّر اللّه عباده و‌ انّه ينطق بالحقّ انّه لا اله الّا انا العليم الحکيم. انّ اليوم يمشى و‌ ينطق و‌ يقول و لکنّ القوم اکثرهم من الغافلين. انّه بنفسه ينادى العالم و‌ يقول تاللّه قد اتى مالک القدم بالاسم الاعظم توجّهوا و لا تکوننّ من الغافلين. تاللّه قد ربح من اقبل و‌ خسر الّذين اعرضوا عن اللّه و‌ اتّبعوا اوهام کلّ فاسق بعيد. نعيماً لک بما اقبلت الی الافق الاعلی و آمنت باللّه الخبير.

(٥٨)
بسمه‌المقدّس‌عن‌الاذکار

کتاب انزله الرّحمن و انّه لصراط اللّه لمن فى السّموات و الارض طوبى لمن توجّه اليه انّه من اهل هذا المنظر الکريم. انّ الّذين غفلوا عنه اولئک من الخاسرين. انّا انزلنا الآيات و اظهرنا البيّنات و لکنّ القوم فى حجاب مبين. قد ظهر الامر و اشرقت الارض بنور اللّه ربّ العالمين. قل يا قوم لا تتّبعوا اهوآئکم توجّهوا الی افق الوحى هذا خير لکم ان انتم من العارفين. انّا نبشّرک بذکرى و نقرء لک آياتى و نقرّبک الی ملکوتى العظيم. من فاز بالاستقامة الکبرى فاز بهذا المقام الکريم.

(٥٩)
هو‌ القآئم ‌باسمه‌ القيّوم

فى کلّ حين نذکر اللّه مقصود العالمين. فى کلّ الايّام يتحرّک قلم مالک الانام لتنجذب من آثاره القلوب و‌ فى کلّ ليل ينطق لسان الوحى لعلّ النّاس بآيات اللّه هم يوقنون. قد شهدت الصّخرة لمالک البريّة و لکنّ القوم لا يفقهون. لعمرى انّ القلب لا يسکن بما انجذب من آيات ربّه و الرّوح يطير شوقاً للقآئه و اللّسان لا تصمت من ذکر اللّه المهيمن القيّوم. انّا اظهرنا الامر و‌ انزلنا الآيات طوبى لقوم يسمعون. انّا نوّرنا افق البيان بشمس ذکر ربّک الرّحمن لتشکر اللّه مالک الغيب و الشّهود.

(٦٠)
هو ‌الباقى ‌ببقآء ‌نفسه

انّا نوصى من توجّه الی الافق الاعلی بالامانة الکبرى و‌ ما يظهر به انوار العدل فى قبآئل الارض کلّها کذلک يأمرکم من عنده امّ الکتاب. يا ايّها النّاظر الی افقى اسمع ندآئى من شطر عرشى انّه لا اله الّا هو العزيز الوهّاب. قد تحيّر اهل الملکوت من الّذين نبذوا اللّه ورآئهم مقبلين الی کلّ مشرک کفّار. قد اخذوا ما عند القوم و‌ نبذوا ما اتى به اللّه مالک الرّقاب. کذلک قصصنا لک لتطّلع بما ورد علينا من اهل الضّلال. انّک اذا وجدت و‌ فزت بانوار اللّوح قل لک الحمد يا منزل الآيات.

(٦١)
هو الاقدس الاعظم

انّا فصّلنا النّقطة و‌ اظهرنا منها علم ما کان و‌ ما يکون و‌ انطقنا الاشيآء بما شهد مالک الاسمآء انّه لهو المهيمن علی کلّ شاهد و مشهود. يا ايّها النّاظر الی افقى اذا اخذک رحيق الوحى من يد عطآئى و جذبک ندآئى الاحلی الی افق عنايتى قم و قل يا من بيدک ملکوت الاسمآء و‌ فى قبضتک من فى الارض و السّماء اسئلک باسمک الّذى به استفرح الملأ الاعلی بان تجعلنى فى کلّ الاحوال ناطقاً بثنآئک و ثابتاً علی امرک. انّک انت المقتدر علی ما تشآء لا اله الّا انت العليم الحکيم.

(٦٢)
هو ‌الحاکم ‌علی ‌ما ‌يشآء

قد ظهرت الکلمة العليا و ‌بها هدرت الورقآء علی السّدرة المنتهى انّه هو هو توجّهوا اليه و لا ‌تکوننّ من الصّابرين. من النّاس من اعرض عنّا و ‌منهم من اقبل و‌ توجّه الی ان فاز بافق اللّه العزيز الحکيم. انّ الّذين اعرضوا عن الوجه اولئک فى خسران عظيم. سوف يعرفون ما فات عنهم فى جنب اللّه اذا يضجّون و‌ يعجّون و لا يجدون لانفسهم من سبيل. انّ الّذين تمسّکوا بحبل اللّه اولئک من المقرّبين. ينصرهم اللّه بسلطان من عنده و ‌يرفع اسمآئهم وعداً من لدى اللّه ربّ العالمين.

(٦٣)
هو‌ المشرق‌ من ‌افق‌ البقآء

انّا اظهرنا الامانة علی هيکل الانسان و‌ انّه ينادى بين اهل الامکان و يقول کلّ الفضل لمن تمسّک بى و‌ عمل بما امر من لدى اللّه مالک الرّقاب. انّ الّذين اعرضوا عنّى ليس لهم نصيب فى الکتاب. يا اهل الارض اسمعوا ندآئى و تمسّکوا بحبلی تاللّه به يرتفع امر ‌الله فيما سويه و سلطانه علی الاديان. قوموا عن رقود الهوى ثمّ اشربوا رحيق الامانة من يد عطآء ربّکم العزيز الوهّاب. کذلک نزّلنا الآيات و ارسلناها الی الّذى آمن باللّه مظهر البيّنات.

(٦٤)
هو ‌الظّاهر ‌فى ‌الملکوت

اسمع ما قاله المشرک باللّه بعد ما اويناه فى ظلّ الشّجرة و‌ حفظناه بسلطانى المهيمن علی العالمين. لعمر اللّه قد افتى بالظّلم علی الّذين ينبغى له ان يخدمهم ثمّ قال ما لا قاله احد من المشرکين. مثله مثل الحيّة الرّقطآء تلدغ و تصئى انّ ربّک لهو العليم الخبير. اشکر اللّه بما فزت بذکره الاعظم و ‌انزل لک هذا اللّوح البديع. ايّاک ان تخوّفک سطوة العالم او تحزنک مقالات کلّ متوهّم بعيد. تمسّک باللّه فى کلّ الاحوال و ‌تشبّث بذيلة المنير.

(٦٥)
هو ‌المقدّس‌ عن‌ الاسمآء‌ و ‌الاذکار

سبحان الّذى نطق و‌ انطق کلّ شىءٍ علی انّه لا اله الّا هو المهيمن القيّوم. قد انار افق العالم بشمس اسمى الاعظم و لکنّ النّاس اکثرهم لا يشعرون. قد ملئت الآيات کلّ الجهات و لکنّ القوم لا يعرفون. قد شهدت الذّرّات لمنزل الآيات و لکنّ النّاس هم لا يسمعون. قد ارتفع ندآئى الاحلى بين الارض و السّمآء طوبى لسميع سمع و‌ لوجه اقبل الی اللّه مالک الملوک. کذلک ذکرناک فضلاً من عندنا لتشکر ربّک العزيز الودود.

(٦٦)
هو المشرق من افق العالم

کتاب انزله المظلوم فى السّجن الاعظم لمن آمن باللّه مالک القدم. انّا نذکر من يذکرنا و ‌نبشّر من اقبل الی اللّه مولی الأمم. انّ السّميع من سمع آياتى و البصير من اقبل الی افقى و‌ العزيز من شرب رحيق الوحى من ايادى الکرم. طوبى لمقبل اقبل الی اللّه و‌ لقاصد قصد المقصود اذ کان فى سجنه الاعظم. کذلک ذکرناک و‌ انزلنا لک ما انجذب منه العالم. هنيئاً لمن فاز بايّامى و‌ مريئاً لمن شرب کوثر الحيوان من هذا القلم.

(٦٧)
جَواهرُ الاَسْرارِ فِى مَعارِجِ الاَسْفارِ

لِمَنْ اَرادَ اَنْ يَتَقَرّبَ اِلى اللّهِ المُقْتَدِرِ الغَفّارِ

فَهَنِيئاً لِلاَبْرارِ الّذِينَ يَشْرِبُونَ مِنْ هذا الاَنْهارِ

هُوَ ‌العَلِىُّ‌ الاَعْلى

يا اَيُّهَا السّالِکُ فِى سُبُلِ العَدْلِ وَ النّاظِرُ اِلى طَلْعَةِ الفَضالِ قَدْ بَلَغَ کِتابُکَ وَ عَرَفْتُ سُؤالَکَ وَ سَمِعْتُ لَحَناتِ قَلْبِکَ فِى سُرادِقِ فُؤادِکَ اِذاً قَدْ رُفِعَتْ سَحابُ الاِرادَةِ لِتُمْطِرَ عَلَيْکَ مِنْ أمْطارِ الحِکْمَةِ لِتَأْخُذَ عَنْکَ کُلَّما اَخَذْتَ مِنْ قَبْلُ وَ تُقَلِّبَکَ عَنْ جِهاتِ الضِّدِيَّةِ اِلى مَکْمَنِ الأحَدِيَّةِ وَ تُصِلُکَ اِلى شَرِيعَةِ القُدْسِيَّةِ لِتَشْرِبَ عَنْها وَ تَسْتَرِيحَ نَفْسُکَ فِيها وَ يَسْکُنَ عَطَشُکَ وَ يُبْرِدَ فُؤادُکَ وَ تَکُونَ مِنَ الَّذِينَهُمْ کانُوا الْيَومَ بِنُورِ اللّهِ لَمُهْتَدِينَ. وَ لَو اِنّى فِى تِلْکَ الاَيّامِ الَّتِى أحاطَتَنِى کِلابُ الاَرْضِ وَ سَبْعُ البِلادِ خَفَيْتُ فِى وَ کْرِ سِرِّى وَ اَکُونُ مَمْنُوعاً عَنْ اِظْهارِ ما أعْطانِى اللّهُ مِنْ بَدايِعِ عِلْمِهِ وَ جَواهِرِ حِکْمَتِهِ وَ شُئُوناتِ قُدْرَتِهِ وَ لکِنْ مَعَ کُلِّ ذلِکَ ما اُحِبُّ اَنْ اُخَيِّبَ مَنْ قامَ لَدى حَرَمِ الْکِبْرِياءِ وَ يُرِيدُ اَنْ يَدْخُلَ فِى رَفْرَفِ البَقاءِ وَ يُحِبُّ اَنْ يَطِيرَ فِى سَماءِ هذا البَداءِ فِى فَجْرِ القَضاءِ لِذا اَذُکُرُ لَکَ بَعْضَ ما اَکْرَمَنِىِ اللّهُ عَمّا تَطِيقُهُ النُّفُوسُ وَ تَحْمِلُهُ العُقُولُ لِئَلّا يَرْفَعَ ضَوْضاءُ المُبْغِضِينَ اَعْلامَ المُنافِقِينَ وَ اَسْئَلُ اللّهَ بِاَنْ يُؤَيِّدَنِى بِذلِکَ اِذْ هُوَ اَرْحَمُ الرّاحِمِينَ وَ مُعْطِى السّائِلِينَ.

فَاعْلِمْ بِاَنَّ لِجِنابَکَ يَنْبَغِى بِاَنْ تَفَکَّرَ فِى اَوَّلِ الاَمْرِ بِاَنَّ اُمَمَ المُخْتَلِفَةَ الَّذِينَهُمْ کانُوا الْيَومَ فِى الاَرْضِ لِمَ ما آمَنُوا ِبُرسُلِ اللّهِ الَّذِينَ اَرْسَلَهُمُ اللّهُ بِقُدْرَتِهِ وَ اَقامَهُمْ عَلى اَمْرِهِ وَ جَعَلَهُمْ سِراجَ اَزَلِيَّتِهِ فِى مِشْکوةِ اَحَدِيَّتِهِ وَ بِمَ اَعْرَضُوا عَنْهُمْ وَ اخْتَلِفُوا فِيهِمْ وَ خالَفُوا بِهِمْ وَ نازَعُوا مَعَهُمْ وَ حارَبُوا بِهِمْ وَ بِاَىِّ حُجَّةٍ ما اَقَرُّوا بِرِسالَتِهِمْ وَ لا بِوِلايَتِهِمْ بَلْ کَفَّرُوهُمْ وَ سَبُّوهُمْ حَتّى قَتَلُوهُمْ وَ اَخْرَجُوهُمْ‌.

وَ اِنَّکَ يا اَيُّهَا الماشِى فِى بَيْداءِ المَعْرِفَةِ وَ السّاکِنُ فِى سَفِينَةِ الحِکْمَةِ لَو‌لا تَعْرِفَ سِرَّ ما ذَکَرْناهُ لَکَ ما تَصِلُ اِلى مَراتِبِ الاَيْمانِ وَ لَسْتَ بِمُوقِنٍ فِى اَمْرِ اللّهِ وَ مَظاهِرِ اَمْرِهِ وَ مَطالِعِ حُکْمِهِ وَ مَخازِنِ وَحْيِهِ وَ مَعادِنِ عِلْمِهِ وَ تَکُونَ مِنَ الَّذِينَ ما‌جاهَدُوا فِى اَمْرِ اللّهِ وَ ما وَجَدُوا رائِحَةَ الاَيْمانِ مِنْ قَمِيصِ الاِيقانِ وَ ما بَلَغُوا اِلى مَعارِجِ التَّوحِيدِ وَ ما وَصَلوُا اِلى مَدارِجِ التَّفْرِيدِ فِى هَياکِلِ التَّحْمِيدِ وَ جَواهِرِ التَّجْرِيدِ.

فَاجْهَدْ يا اَخِى فِى مَعْرِفَةِ هذا المَقامِ لِيَکْشِفَ الغِطاءُ عَنْ وَجْهِ قَلْبِکَ وَ تَکُونَ مِنَ الَّذِينَ جَعَلَ اللّهُ بَصَرَهُمْ حَدِيداً لِتَشْهَدَ جَراثِيمَ الجَبَرُوتِ وَ تَطَّلِعَ بِاَسْرارِ المَلَکُوتِ وَ رُمُوزاتِ الهُوِيَّةِ فِى اَراضِى النَّاسُوتِ وَ تَصِلَ اِلى مَقامِ الَّذِى ما تَرَى فِى خَلْقِ الرَّحْمنِ مِنْ تَفاوُتٍ وَ لا فِى خَلْقِ السَّمواتِ وَ الاَرْضِ مِنْ فُطُورٍ فَلَمّا بَلَغَ الاَمْرُ اِلى هذا المَقامِ الاُوعَرِ الاَعْلى وَ هذا الرَّمْزِ الخَشِنِ الاَسْنى فَاعْرِفْ بِاَنَّ هوُلاءِ الاُمَمَ مِنَ اليَهُودِ وَ النَّصارى لَمَّا ما عَرَفوُا لَحْنَ القَولِ وَ ما بَلَغُوا اِلى ما وَعَدَهُمُ اللّهُ فِى کِتابِهِ اَنْکَرُوا اَمْرَ اللّهِ وَ اَعْرَضُوا عَنْ رُسُلِ اللّهِ وَ اَنکَرُوا حُجَجَ اللّهِ.

وَ اِنَّهُمْ لَو‌کانُوا ناظِرِينَ اِلى الحُجَّةِ بِنَفْسِها وَ مَا اتَّبَعُوا کُلَّ هِمَجٍ رُعاعٍ مِنْ عُلَمائِهِمْ وَ رُؤَسائِهِمْ لَبَلَغُوا اِلى مَخْزَنِ الهُدى وَ مَکْمَنِ التُّقى وَ شَرِبُوا مِنْ ماءِ الحَىِّ الحَيَوانِ فِى َمدِينَةِ الرَّحْمنِ وَ حَدِيقَةِ السُّبْحانِ وَ حَقِيقَةِ الرِّضْوانِ وَ اِنَّهُمْ لَمَّا ما شَهِدُوا الحُجَّةَ بِعُيُونِهِمْ الَّتِى خَلَقَ اللّه لَهُمْ بِهِمْ وَ اَرادُوا بِغَيْرِ ما اَرادَاللّهُ لَهُمْ مِنْ فَضْلِهِ بَعُدُوا عَنْ رَفرَفِ القُرْبِ وَ مُنِعُوا عَنْ کَوثَرِ الوَصْلِ وَ مَنْبَعِ الفَضْلِ وَ کانوُا فِى حُجُباتِ اَنْفُسِهِمْ مَيِّتَيْنَ.

وَ اِنِّى بِحَولِ اللّهِ وَ قُوَّتِهِ حِينَئِذٍ اَذکُرُ بَعْضَ ما ذَکَرَهُ اللّهُ فِى کُتُبِ القَبْلِ وَ عَلائِمِ ظُهُوراتِ الاَحَدِيَّةِ فِى هَياکِلِ الاَنْزَعِيَّةِ لِتُعْرِفَ مَقامَ الفَجْرِ فِى هذا الصُّبْحِ الاَزلِيَّةِ وَ تُشاهِدَ هذِهِ النّارَ المُشْتَعِلَةَ فِى سِدْرَةِ لا‌شَرْقِيَّةٍ وَ لا غَرْبِيَّةٍ وَ تُفْتَحَ عَيْناکَ فِى وُصُولِکَ اِلى مَولاکَ وَ يَمْذُقَ قَلْبُکَ مِنْ نَعَماءِ المَکْنُونَةِ فِى هذِهِ الاَوعِيَّةِ المَخْزُونَةِ وَ تَشْکُرَ اللّهَ رَبَّکَ فِيما اخْتّصَکَ بِذلِکَ وَ جَعَلَکَ مِنَ ا‌لَّذِينَهُمْ کانُوا بِلِقاءِ رَبِّهِمْ مَوقِنُونَ.

هذا صُورَةُ ما نُزِّلَ مِنْ قَبْلُ فِى اِنْجِيلِ المَتى فِى سِفْرِ الاوَّلِ فِيهِ يَذْکُرُ عَلائِمَ ظُهُورِ ا‌لَّذِى يَأتِى بَعْدَهُ وَ يَقُولُ "‌الوَيْلُ لِلْحُبالِى وَ المُرْضِعاتِ فِى تِلْکَ الاَ‌يَّامِ " اِلى اَنْ تَغَنَّ الوَرْقاءُ فِى قُطْبِ البَقاءِ وَ يَدْلَعَ دِيکُ العَرْشِ فِى شَجَرَةِ القُصْوى وَ سِدْرَةِ المُنْتَهى‌‌وَ يَقُولَ: ‌‌وَ لِلْوَقْتِ مِنْ بَعْدِ ضِيقِ تِلْکَ الاَيَّامِ تَظْلَمُ الشَّمْسُ وَ القَمَرُ لا يُعْطِى ضَوئَهُ وَ الکَواکِبُ تَتَساقَطُ مِنَ السَّماءِ وَ قُواتُ الاَرضِ تَرْتَجُّ حِينَئِذٍ تَظْهَرُ عَلامَةُ ابْنُ الاِنْسانِ فِى السَّماءِ وَ يَنُوحُ حِينَئِذٍ کُلُ قَبائِلِ الارْضِ وَ يَرَونَ ابنَ الاِنْسانِ آتِياً عَلى سَحابِ السَّماءِ مَعَ قُواتٍ وَ مَجْدِ کَبِيرٍ وَ يُرْسَلُ مَلائِکَةَهُ مَعَ صَوتِ السّافُورِ العَظِيمِ " اِنْتَهى وَ فِى سِفْرِ الثّانِى فِى اِنْجِيلِ المَرْقُسِ فِيما تَتَکَلَّمُ حَمامَةُ القُدْسِ فَيَقُولُ " بِاَنَّ فِى تِلْکَ الاَيّامِ ضِيقُ لَمْ يَکُنْ مِثْلَهُ مِنَ البَدْءِ الَّذِى خَلَقَ اللّهُ اِلَى الآنِ وَ لا يَکُونُ. " اِنتَهى وَ بعد تَرِنُّ بِمِثْلِ ما رَنَّتْ مِنْ قَبْلُ مِنْ دَوْنَ تَغْيِيرٍ وَ لا تَبْدِيلٍ وَ کانَ اللّهُ عَلى ما اَقَولُ وَکِيلٌ وَ فِى سِفْرِ الثّالِثِ فِى اِنْجِيلِ لُوقا يَقولُ "‌عَلاماتٌ فِى الشَّمْسِ وَ القَمَرِ وَ النُّجُومِ وَ تَحْدِثُ عَلَى الاَرْضِ ضِيقٌ لِلاُمَمِ مِنْ هَولِ صَوتِ البَحْرِ وَ الزَّلازِلِ وَ قُواتُ السَّماءِ يَضْطَرِبُ وَ يَنْظُرُونَ اِبْنَ الاِنْسانِ آتِياً فِى السَّحابِ مَعَ قُواتٍ وَ مَجْدٍ عَظِيمٍ وَ اِذاً رَأيْتُمْ هذا کُلَّهُ کائِناً اِعْلَمُوا اِنَّ مَلَکُوتَ اللّهِ قَدْ اقْتَرَبَتْ‌" اِنتَهى وَ فِى سِفْرِ الرّابِعِ فِى اِنْجِبلِ الْيُوحَنَّا يَقُولُ "‌اِذا جاءَ المُعَزِّى الَّذِى اَرْسَلَهُ اِلَيْکُمْ رَوحُ الْحَقِّ الآتِى مِنَ الحَقِّ فَهُوَ يَشْهَدُ لِى وَ اَنتُمْ تَشهَدُونَ." وَ فِى مَقامٍ آخَرْ يَقُولُ: "‌وَ اِذا جاءَ رَوحُ القُدْسِ المُعَزِّى الَّذِى يُرْسِلَهُ رَبِّى بِاسْمِى فَهُوَ يُعَلِّمَکُمْ کُلَّ شَيْئٍ وَ يُذَکِّرَکُمْ کُلَّما قُلْتُ لَکُمْ وَ الآنَ فَاِنِّى مُنْطَلِقٌ اِلى مَنْ اَرسَلَنِى وَ لَيْسَ اَحَدٌ مِنْکُمْ يَسْئَلُنِى اِلى اَيْنَ اَذْهَبُ ِلاَ‌نِّى قُلْتُ لَکُمْ هذا." وَ فِى مَقامٍ آخَرٍ يَقُولُ "اِنِّى اَقُولُ لَکُمْ الحَقَّ اِنَّهُ خَيرٌ لَکُمْ اِن انطَلَقُ لِانِّى اِنْ لَمْ انْطَلِقُ لَمْ يَاْتِکُمُ المُعَزِّى فَاِذا اِنْطَلَقْتُ اَرْسَلْتُهُ اِلَيْکُمْ فَاِذا جاءَ رَوحُ الحَقِّ ذاکَ فَهُوَ يُرْشِدُکُمْ اِلى جَمِيعِ الحَقِّ ِلانَّهُ لَيْسَ يَنْطِقُ مِنْ عِنْدِهِ بَلْ يَتَکَلَّمُ بِما يَسْمَعُ وَ يُخْبِرُکُمْ بِما يَأتِى."

هذا صُورَةُ ما نُزِّلَ مِنْ قَبْلُ وَ اِنِّى فَوَ اللّهِ الَّذِى لا اِلهَ اِلّا هُوَ َلاِخْتَصَرْتُ وَ لَو اُرِيدُ اَنْ اَذْکُرَ کَلِماتِ الاَنبِياءِ فِيما نُزِّلَ مِنْ جَبَرُوتِ العَظَمَتِهِ وَ مَلَکُوتِ السَّلْطَنَتِهِ لَتُمْلأُ الاَوْراقُ وَ الاَلْواحُ مِنْ قَبْلُ اِنْ اَصِلَ اِلى آخِرِها وَ فِى کُلِّ الزُّبُراتِ وَ المَزامِيرِ وَ الصَّحائِفِ لَمَوجُودٌ وَ مَذکُورٌ بِمِثْلِ ما ذَکَرْتُ لَکَ وَ اَلْقَيْتُ عَلَيْکَ بَلْ اَعْلى وَ اَعْظَمُ عَنْ کُلِّ ما ذَکَرْتُ وَ فَصَّلْتُ وَ اِنِّى لَو اُرِيدُ اَنْ اَذکُرَ کُلَّما نُزِّلَ مِنْ قَبْلُ َلاَقْدِرُ بَما اَعْطانِى اللّهُ مِنْ بَدايِعِ عِلْمِهِ وَ قُدْرَتِهِ وَ لکِنْ اکْتَفَيْتُ بِما بَيَّنْتُ لَکَ لِئَلّا تَکْسِلَ فِى سَفَرِکَ وَ لا تَنْقَلِبَ عَلى عَقَبَيْکَ وَ لِئَلّا يَأخُذَکَ مِنْ حُزْنٍ وَ لا کُدُورَةٍ وَ لا مِنْ نَصَبِ وَ لا مِنْ ذُلٍّ وَ لا مِنْ لُغُوبٍ اذاً فَاَنْصِفْ ثم فَکِّرْ فِى تِلْکَ العِباراتِ المُتَعالِياتِ ثُمَّ اسْئلْ عَنِ الَّذِينَ يَدَّعُونَ العِلْمَ مِنْ دُونِ بَيِّنَةٍ مِنْ عِنْدِ اللّهِ وَ لا‌حُجَّةٍ مِنْ لَدُنْهُ وَ غَفَلُوا‌عَنْ تِلْکَ الاَيّامِ الَّتِى اَشْرَقَتْ شَمْسُ العِلْمِ وَ الحِکْمَةِ عَنْ اُفُقِ الاُلُوهِيَّةِ وَ تُعْطِى کُلَّ ذِى حَقٍّ حَقَّهُ وَ کُلَّ ذِى قَدْرٍ مِقْدارَهُ وَ مَقامَهُ ما يَقُولُونَ فِى هذِهِ الاِشاراتِ الَّتِى ذَهَلَتِ العُقُولُ عَنْ اِدْراکِها وِ‌حارَتِ النُّفُوسُ المُقَدَّسَةِ عَنْ عِرْفانِ ما سُتِرَ فِيها مِنْ حِکْمَةِ اللّهِ البالِغَةِ وَ عِلْمِ اللّهِ المَودِعَةِ اِنْ يَقُولُونَ هذِهِ الْکَلِماتِ مِنْ عِنْدِ اللّهِ وَ لَمْ يَکُنْ لَها مِنْ تَأوِيلٍ وَ تَکُونُ عَلى ظاهِرِ القَولِ فِى ظاهِرِ الظّاهِرِ فَکَيْفَ يَعْتَرِضُونَ عَلى هؤُلاءِ الکَفَرَةِ مِنْ اَهْلِ الْکِتاب ِلاِ‌نَّهُمْ لِما شَهِدُوا فِى کِتابِهِمْ ما ذَکَرْناهُ لَکَ وَ فَسِّرُوا لَهُمْ عُلَمائُهُمْ عَلى ظاهِرِ القَولِ لِذا ما اَقَرُّوا بِاللّهِ فِى مَظاهِر‌ِالتَّوحِيدِ وَ مَطالِعِ التَّفْرِيدِ وَ هَياکِلِ التَّجْرِيدِ وَ ما آمَنُوا بِهِمْ وَ ما اَطاعُوهُمْ ِلاَنَّهُمْ ما شَهِدُوا بِاَنْ تَظْلِمَ الشَّمْسِ وَ تَساقَطَ الکَواکِبُ مِنَ السَّماءِ عَلى وَجْهِ الاَرْضِ وَ تَنْزِلُنَّ المَلائِکَةُ عَلى ظاهِرِ الهَيْکَلِ عَلى الاَرْضِ لِذا اعْتَرَضُوا عَلَى النَّبِيِّينَ وَ المُرْسَلِينَ بَلْ لَمّا وَجَدُوهُمْ مُخالِفاً لِدِينِهِمْ وَ شَرايِعِهِمْ وَردُوا عَلَيْهِمْ ما اسْتَحْيى اَنْ اَذْکُرُ لَکَ مِنَ الکِذْبِ وَ الجُنُونِ وَ الکُفْرِ وَ الضَّلالِ فَارْجِعِ البَصَرَ فِى القُرْآنِ لِتَجِدَ کُلَّ ذلِکَ وَ تَکُونَ فِيهِ مِنَ العارِفِينَ وَ مِنْ يَومَئِذٍ اِلى حِينَئِذٍ يَنْتَظِرُونَ هذِهِ الفِئَةُ ظُهُوراتِ ما عَرفُوا مِنْ عُلَمائِهِمْ وَ اَيْقَنُوا مِنْ فُقَهائِهِمْ وَ يَقُولُونَ مَتى تَظْهَرُ هذِهِ الْعَلاماتُ اِنّا‌حِينَئِذٍ َلآمِنُونَ وَ لَو‌کانَ الاَمْرُ کَذلِکَ کَيْفَ اَنْتُمْ تَدْحَضُونَ حُجَّتَهُمْ وَ تُبْطَلُونَ بُرْهانَهُمْ وَ تَحْتَجُّونَ بِهِمْ فِى اَمْرِ دِينِهِمْ وَ ما عَرَفُوا مِنْ کُتُبِهِمْ وَ سَمِعُوا مِنْ صَنادِيدِهِمْ وَ اِنْ يَقُولُونَ هذِهِ الاَسْفارِ الَّتِى تَکُونُ بَيْنَ يَدَىْ هذِهِ الفِئَةِ وَ يُسَمُّونَها بِالاِنْجِيلِ وَ يَنْسِبُونَها بِعِيسَى بْنِ مَرْيَمِ ما نَزَلَتْ مِنْ عِنْدِاللّهِ وَ مَظْهَرِ نَفْسِهِ يُلْزِمُ تَعْطِيلُ الفَيْضِ عَنْ مَبْدَءِ الفَيّاضِ وَ لَمْ تَکُنِ الحُجَّةُ مِنْ عَنْدِ اللّهِ بالِغَةً عَلى عِبادِهِ وَ لَمْ تَکُنِ النِعْمَةُ کامِلَةً وَلا العِنايَةُ مُشْرِقَةً وَ لا الرَّحْمَةُ واسِعَةً َلاَنَّهُ لَمّا رُفِعَ عِيسى (ع) اِلىَ السَّماءِ وَ رَفَعَ کِتابُهُ فَبِاَىِّ شَىْءٍ يَحْتَجُّ اللّهُ بِهِمْ يَومَ القِيمَة وَ يُعَذِّبُهُمْ کَما هُوَ المَکْتُوبُ مِنْ اَئِمَّةِ الدِّينِ وَ المَنْصُوصُ مِنْ عُلَماءِ الرّاشِدِينَ اِذاً فَکِّرْ فِى نَفسِکَ لَمّا تَشهِدُ الاَمرَ کَذلِکَ وَ نَشْهَدُ کَذلِکَ مِنْ اَيْنَ تَفِرُّ وَ اِلى مَنْ تَرْکُضُ وَ اِلى مَنْ تَتَوَجَّهُ وَ بِاَىِّ اَرْضٍ تَسکُنُ وَ بِاَىِّ فِراشٍ تَجْلِسُ وَ بِاَىِّ صِراطٍ تَسْتَقِيمُ وَ بِاَىِّ ساعَةٍ تَنُومُ وَ بِاَىِّ اَمْرٍ تَنْتَهِى اَمْرُکَ وَ بِاَىِّ شَىْءٍ تَشِدُّ عُرْوَةُ دِينِکَ وَ حَبْلُ طاعَتِکَ لا فَوَ الَّذِى تَجَلّى بِالوَحْدانِيَّةِ وَ تَشْهَدُ لِنَفْسِهِ بِالفَرْدانِيَّةِ لَو يُحْدِثُ فِى قَلْبِکَ قَبَساً مِنْ نارِ مَحَبَّةِ اللّهِ ما تَنُومُ وَ ما تَسْکُنُ وَ ما تَضْحَکُ وَ ما تَسْتَرِيحُ بَلْ تَفِرُّ اِلى قُلَلِ الجِبالِ فِى ساحَةِ القُرْبِ وَ القُدْسِ وَ الجَمالِ وَ تَنُوحُ کَنَوحِ الفاقِدِينَ وَ تَبْکى کَبُکاءِ المُشْتاقِينَ وَ لا تَرْجَعُ اِلى بَيْتِکَ وَ مَحَلِّکَ اِلّا بِاَنْ يَکْشِفَ اللّهُ لَکَ اَمرَهُ وَ اَنَّکَ اَنْتَ يا اَيُّهَا المُتَعارِجُ اِلى جَبَرُوتِ الهُدى وَ المُتَصاعِدُ اِلى مَلَکُوتِ التُّقى لَو تُرِيدُ اَنْ تَعْرِفَ هذِهِ الاِشاراتِ القُدْسِيَّةَ وَ تَشْهَدُ اَسْرارَ العِلْمِيَّةَ وَ تَطَّلِعُ عَلى کَلِمَةِ الجامِعَةِ لابُدَّ لِجِنابِکَ اَنْ تَسْألَ کُلَّ ذلِکَ وَ کُلَّما يَرِدُ عَلَيْکَ فِى اَمْرِ مَبْدَئِکَ وَ مَعادِکَ عَنِ الَّذِينَ جَعَلَهُمُ اللّهُ مَنْبَعَ عِلْمِهِ وَ سَماءَ حِکْمَتِهِ وَ سَفِينَةَ سِرِّهِ ِلاَنَّ مِنْ دَونِ هذِهِ الاَنْوارِ المُشْرِقَةِ عَنْ اُفُقِ الهُوِيَّةِ ما يَعْرِفُونَ النّاسُ يَمِينَهُمْ عَنْ شَمائِلِهِمْ وَ کَيْفَ يَقْدِرُنَّ اَنْ يَتَعارَجُنَّ اِلى اُفُقِ الحَقايِقِ اَوْ يَصِلُنَّ اِلى مَخْزَنِ الدَّقائِقِ اِذاً نَسْأَلُ اللّهَ بِاَنْ يُدْخِلَنا فِى هذِهِ البُحُورِ المُتَمَوِّجَةِ وَ يُشَرِّفَنا اِلى هذِهِ الاَرْواحِ المُرَشِّحَةِ وَ يُنَزِّلَنا فِى هذِهِ المَعارِجِ الآلهِيَّةِ لِنَنْزِعَ عَنْ هَياکِلِنا کُلَّما اَخَذْنا مِنْ عِنْدِ اَنفُسِنا وَ نَخْلَعَ عَنْ اَجْسادِنا کُلَّ الاَثْوابِ العارِيَةِ الَّتِى سَرَقْنا عَنْ اَمْثالِنا لِيُلَبِّّسَنا اللّهُ مِنْ قَمِيصِ عِنايَةِهِ وَ اَثْوابِ هِداَيَتِهِ وَ يُدْخِلَنا فِى مَدِينَةِ العِلْمِ الَّذِى مَنْ دَخَلَ فِيها لَيَعْرِفُ کُلَّ العُلُومِ قَبْلَ اَنْ يَلْتَفِتَ اِلى اَسْرارِها وَ يَعْرِفُ کُلَّ العِلْمِ وَ الحِکْمَةِ مِنْ اَسْرارِ الرُّبْوبِيَّةِ المَودَعَةِ فِى کَنائِزِ الخَلِيقَةِ مِنْ اَوراقِهَا الَّتِى تَوَرَّقَتْ مِنْ اَشْجارِها فَسُبْحانَ اللّهُ مَوجِدُها وَ مُبْدِعُها عَمّا خُلِقَ فِيها وَ قُدِّرَلَها وَ اِنِّى فَوَ اللّهِ المُهَيْمِنِ المُقْتَدِرِ القَيُّومِ لَو اَريَنَّکَ اَبْوابَ هذِهِ المَدِينَةِ الَّتِى خُلِقَتْ عَنْ يَمِينِ القُدْرَةِ وَ القُوَّةِ لَتَرى ما لا رَأى اَحَدٌ مِنْ قَبلِکَ وَ تَشهَدُ ما لا شَهِدَتْ نَفْسٌ دَونَکَ وَ تَعْرِفُ غَوامِضَ الدِّلالاتِ وَ مُعْضِلاتِ الاِشاراتِ وَ تُبَرْهِنُ لَکَ اَسْرارَ البِدْئِيَّةِ فِى نُقْطَةِ الخَتْمِيَّةِ وَ تَسْهُلُ عَلَيْکَ الاُمُورُ وَ تَجْعَلُ النّارَ لَکَ نَوراً وَ عِلْماً وَ رَحْمَةً وَ تَکُونَ فِى بِساطِ القُدْسِ لَمِنَ المُسْتَرِيحِينَ وَ مِنْ دَونِ ذلِکَ کُلَّما اَلقَيْناکَ مِنْ جَواهِرِ اَسْرارِ الحِکْمَةِ فِى غِياهِبِ هذِهِ الکَلِماتِ المُبارَکَةِ الرَوحِيَّةِ ما تَقْدِرُ اَنْ تَعْرِفَ رَشْحاً مِنْ طَمْطامِ اَبْحُرِ العِلْمِ وَ قَمْقامِ اَنْهُرِ العِزِّ وَ تَکُونُ مِنْ اِصْبَعِ الهُوِيَّةِ عَلى قَلَمِ الاَحَدِيَّةِ فِى اُمِّ الکِتابِ بِالجَهْلِ مَکْتُوباً وَ لَنْ تَحُلَّ لَکَ حَرْفاً مِنَ الکِتابِ وَ لا کَلِماتِ آلِ اللّهِ فِى اَسْرارِ المَبْدَءِ وَ المَآبِ اِذاً فَانْصِفْ يا اَيُّهَا العَبْدُ الَّذِى ما رَأَيْناکَ فِى الظّاهِرِ وَ لکِنْ وَجَدْنا حُبَّکَ فِى الباطِنِ ثُمَّ اَجْعَلْ مَحْضَرَکَ بَينَ يَدِى الَّذِى اِنَّکَ اِنْ لَنْ تَراهُ اِنَّهُ هُوَ يَراکَ وَ اِنَّکَ انْ لَنْ تَعْرِفَهُ اِنَّهُ هُوَ يَعْرِفُکَ هَلْ يَقدِرُ احدٌ انْ يُفَسِّرَ تِلْکَ الکَلِماتِ بِدَلائِلٍ مُتْقَنَةٍ وَ بَراهِينٍ واضِحَةٍ وَ اِشاراتٍ لائِحَةٍ عَلى قَدْرِ الَّذِى يَسْتَرِيحُ قَلْبُ السّائِلِ وَ يَسْکُنُ فُؤادُ المُخاطَبِ لا فَوَ الَّذِى نَفْسِى بِيَدِهِ لَنْ يَقْدِرَ اَحَدٌ اَنْ يَشْرِبَ رَشْحاً مِنْها اِلّا مَنْ يَدْخُلُ فِى ظِلِّ هذِهِ المَدِينَةِ الّتِى بُنيَتْ اَرْکانُها عَلى جِبالِ الياقِوتِ المُحَمَّرَةِ وَ جِدارُها مِنْ زَبَرْجَدِ الاَحَدِيَّةِ وَ اَبْوابُها مِنْ اَلماسِ الصَّمَدِيَّةِ وَ تُرابُها مِنْ طِيبِ المُکَرَّمَةِ وَ لمّا ذَکَرْنا وَ اَلقَيْنا عَلَيْکَ مِنْ بَعْضِ الاَسْرارِ مَعَ الحُجُبِ وَ الاَسْتارِ نَرْجِعُ اِلى ما کُنّا فِيهِ فِى ما عَرَفْنا مِنْ کُتُبِ القَبْلِ لِئَلّا يَزِلَّ قَدَمُکَ فِى شَىءٍ وَ تَکُونَ مَوقِناً فِى کُلَّما رَشَحْنا عَلَيْکَ مِنْ تَمَوُّجاتِ اَبْحُرِ الحَيوةِ فِى لاهُوتِ الاَسْماءِ وَ الصِّفاتِ وَ هُوَ مَکْتُوبٌ فِى جَمِيعِ الاَسْفارِ الاِنْجِيلِ وَ هُوَ هذا حِينَ الَّذِى تَکَلَّمَ الرّوحُ بَالنَّورِ وَ قالَ لِتَلامِيذِهِ "فَاعْلَمُوا بِاَنَّ السَّمواتِ وَ الاَرْضَ يُمْکِنُ اَنْ تَزُولانِ وَ لکِنّ کَلامِى لَنْ يَزُولَ ابداً" وَ کانَ مَعْلُومٌ عِنْدَ جِنابِکُمْ بِاِنَّ المَعْنى فِى هذا الکَلامِ عَلى ظاهِرِ العِبارَةِ لَنْ يُدَلَّ اِلّا بِاِنَّ هذِهِ الاَسْفارَ مِنَ الاِنْجِيلِ تَکُونُ باقِيَةً بَيْنَ العِبادِ اِلى اَبَدِ الدَّهْرِ وَ لا تَنْفِدُ اَحْکامُها وَ لا يَبِيدُ بُرْهانُها وَ کُلَّما شُرِعَ فِيها وَ حُدِّدَ لَها وَ قُدِّرَ بِها بَلْ يَبْقى وَ لا يَفْنى اَبَداً اِذاً يا اَخِى طَهِّرْ قَلْبَکَ وَ نَوِّرْ فُؤادَکَ وَ حَدِّ بَصَرَکَ لِتَعْرِفَ اَلْحانَ طُيُورِ الهُوِيَّةِ وَ نَغَماتِ حَماماتِ القُدْسِيَّةِ فِى مَلَکُوتِ البَقائِيَّةِ لِتَعرِفَ تَأوِيلَ الکَلِماتِ وَ اَسْرارَها وَ اِلّا لَو تُفَسِّرُ عَلى ظاهِرِ العِبارَةِ لَنْ تَقْدِرَ اَنْ تُثْبِتَ اَمْرَ مَنْ جاءَ بَعْدَ عِيسى ع وَ لا تَسْتَطِيعَ اَنْ تُلْزِمَ الخَصْمَ وَ تُفَوِّقَ عَلى المُعانِدِينَ مِنْ هؤُلآءِ المُشْرِکِينَ ِلاَنَّ بِهذِهِ الآيَةِ تَسْتَدِلُّ عُلَماءُ الاِنْجِيلِ بِاَنَّ الاِنْجِيلَ ما يُنْسِخْ ابداً وَ لَو تَظْهَرُ تِلْکَ العَلاماتُ الَّتِى کانَتْ مَکْتُوبَةً فِى کُتُبِنا وَ يَظْهَرُ هَيْکَلُ المَعْهُودِ لابُدَّ لَهُ بِاَنْ يَحْکُمَ بَيْنَ العِبادِ بِاَحْکامِ الاِنْجِيلِ وَ لَوْ تَظْهَرُ کُلُّ العَلاماتِ المَکْتُوبَةِ فِى الْکُتْبِ وَ يَحْکُمُ بِغَيْرِ ما حَکَمَ بِهِ عِيسى ما نُقِرُّ بِهِ وَ ما نَتَّبَعُهُ ِلاَنّ هذا المَطْلَبَ مِنْ مُسَلَّماتِ مَطالِبِهِمْ بِمِثْلِ ما اَنتُمْ تَشْهَدونَ اليَومَ مِنْ عُلماءِ القَومِ وَ جُهَلائِهِمْ فِيما يَعْتَرِضَونَ وَ يَقُولُونَ بِاِنَّ الشَّمْسَ ما اَشْرَقَتْ مِنَ المَغْرِبِ وَ ما صاحَ الصائِحُ بَيْنَ السَّماءِ وَ الاَرْضِ وَ ما غَرِقَ بَعْضُ البِلادِ وَ ما ظَهَرَ الدَّجّالُ وَ ما قامَ السُّفِيانِى وَ ما ظَهَرَ الهَيْکَلُ فِى الشَّمْسِ وَ اِنّى بِسَمْعِى سَمِعْتُ عَنْ واحِدٍ مِنْ عُلَمائِهِمْ يَقُولُ لَوْ يَظْهَرُ کُلُّ تِلْکَ العَلاماتِ وَ يَظْهَرُ قائِمُ المَأمُولِ وَ يَحْکُمُ بِغَيْرِ ما نُزِّلَ فِى الفُرْقانِ فِيما يَکُونُ بَيْنَ اَيْدِيَنا مِنَ الفُرُوعِ لَنُکَذِّبُهُ وَ نُقْتِلُهُ وَ ما نُقِّرُ بِهِ اَبَداً وَ اَمْثالَ ذلِکَ عَمّا يَقُولُونَ هؤُلاءِ المُکَذِّبُونَ بَعْدَ‌الَّذِى قامَ القِيمَةُ وَ نُفِخَ فِى الصُّورِ وَ حُشِرَ کُلُّ مَنْ فِى السَّمواتِ وَ الاَرْضِ وَ المِيزانِ نُصِبَتْ وَ الصِّراطُ وُضِعِتْ وَ الآياتُ نُزِّلَتْ وَ الشَّمْسُ اَشْرَقَتْ وَ النُّجُومُ طُمِسَتْ وَ النُّفُوسُ بُعِثَتْ وَ الرُّوحُ نُفِخَتْ وَ المَلائِکَةُ صَفَّتْ وَ الجَنَّةُ ‌اُزلِفَتْْ وَ النّارُ سُعِّرَتْ و قُضِى کُلُّ ذلِکَ وَ اِلى حِينَئِذٍ ما عَرَفَ اَحَدٌ مِنْهُمْ کَاِنَّهُمْ فِى غَشَوِاتِهِمْ مَيِّتونَ اِلّا الَّذِينَهُمْ آمَنُوا وَ رَجَعُوا اِلى اللّهِ وَ کانُوا اليَومَ فِى رِضْوانِ القُدْسِ يُحْبَرُونَ وَ فِى رَضِى اللّهِ يَسْلِکُونَ وَ کُلُّ النّاسِ لَمّا احْتَجَبُوا بِغَشَواتِ اَنفُسِهِمْ ما عَرَفُوا اَلحانَ القُدْسِ وَ ما شَمُّوا رَوائِحَ الفَضْلِ وَ ما سَئَلُوا عَنْ اَهْلِ الذِّکْرِ بَعْدَ الَّذِى اَمَرَهُمُ اللّهُ بِذلِکَ قالَ وَ قَولُهُ الحَقُّ " فاسْئَلوا اَهْلَ الذِّکْرِ اِنْ کُنْتُمْ لا تَعْلَمُون" بَلْ اَعْرَضُوا عَنْ اَهْلِ الذِّکْرِ وَ اتَّبَعُوا السّامِرى بِاَهْوائِهِمْ وَ بِذلِکَ بَعُدُوا عَنْ رَحْمَةِ اللّهِ وَ ما فازُوا بِجَمالِهِ يَومَ لَقائِهِ بَعْدَ الَّذِى کُلٌ انتَظَرُوا يَومَ ظُهُورِهِ وَ دَعُوا اللّهَ فِى اللَّيالِى وَ الاَنْهارِ بِاَنْ يُحْشِرَهُمْ بَينَ يَدَيْهِ لِيَسْتشْهِدُوا فِى سَبِيلِهِ وَ يَسْتَهدُوا بِهِدايَتِهِ وَ يَسْتَنُورُوا بِنورِهِ فَلَمّا جائَهُمْ بِآيَةٍ مِنْ عِنْدِ‌اللّهِ وَ حُجَّةٍ مِنْ لَدُنْه کَفِروهُ وَ سَبّوهُ وَ فَعَلُوا بِهِ ما فَعَلُوا لا اَنَا اَقُدِرُ اَنْ اَذْکُرَ وَ لا اَنْتَ تَقْدِرُ اَنْ تَسْمَعَ وَ القَلَمُ حِينَئِذٍ يَضِجُّ وَ المَدادُ يَبْکِى وَ يَصْرِخُ وَ اِنَّکَ لَو تَتَوَجَّهُ بِسَمْعِ الفِطْرَةِ فَوَ اللّهِ لَتَسْمَعَ ضَجِيجَ اَهْلَ السَّمواتِ وَ لَو تَکْشِفُ الحِجابَ عَنْ عَيْنَيْک لَتَشْهَدُ بِاِنَّ الحُورِيّاتِ مَغْشياتٌ وَ الاَرواحَ مُنْصَعِقاتُ وَ تَضْرِبُنَّ عَلى وُجُوهِهِنَّ وَ جلَسْنَ عَلى وَجْهِ التُّرابِ فَآهٍ آهٍ عَمّا وَرَدَ عَلى مَظْهَرِ نَفْسِ اللّهِ وَ ما فَعَلُوا بِهِ وَ بِاَحِبّائِهِ بِحَيْثُ ما فَعَلَ اَحَدٌ اِلى اَحَدٍ وَ لا نَفْسٌ اِلى نَفْسٍ وَ لا کافِرٌ اِلى مُؤمِنٍ وَ لا مُؤمِنٌ اِلى کافِرٍ فآهٍ آهٍ قَدْ جَلَسَ هَيْکَلُ البَقاءِ فِى التُّرابِ السَّوداءِ وَ ناحَتْ رُوحُ القُدْسِ فِى رَفارِفِ الاَعْلى وَ تَهَدَّمَتْ اَرکانُ العَرْشِ فِى لاهُوتِ الاَسْنى وَ تَبَدَّلَتْ عَيْشُ الوُجُودِ فِى اَرْضِ الحَمْراءِ وَ خَرَسَتْ لِسانُ الوَرْقاءِ فِى جَبَرُوتِ الصَّفْراءِ اُفٍّ لَهُمْ وَ بِما اکتَسَبَتْ اَيْدِيهِمْ وَ عَنْ کُلِّ ماهُمْ کانوا اَنْ يعملونَ فاسْتمعْ ما غنّتِ الورقاءُ فى شأنِهِم باحسن نغماتٍ بديعٍ و اکملِ تغرداتٍ منيعٍ لِيکونَ حَسرةً عليهِمِ مِن يومئذٍ اِلى يومِ الّذى يقومُ النّاسُ لِربِّ العالمينَ و کانُوا مِن قبلُ يستفتِحونَ علی الّذينَ کفرُوا فلمّا جائَهُم ما عَرفُوا کَفرُوا به فَلعنْة اللّهِ عَلی الکاذِبينَ هذا شأنُهُم و مبْلغُهُم فى حيوةِ الباطلةِ و سَيرُدّون اِلی عذابِ السّعيرِ و لنْ يجدوا لانفُسِهِم لا‌مِنْ ولىٍّ و‌لا مِن نصيرٍ و‌لايحجُبکَ کلّما نَزَلَ فىِ الفرقانِ و‌ما سمِعتَ عنْ آثارِ شموسِ العصمَةِ و بدُور العظمةِ فى تحريفِ الغالين و تبديل المتحرِّفينَ ما کان مقصوُدهُم من تلکَ الکلماتِ اِلّا فى بعضِ المواردِ المخصوصةِ المنصوصةِ و انّى معَ عجزى و فقرى لو اريدُ اَنْ اذکر لِجنابک ما هوَ المذکُورُ لاَقدِرُ و‌لکن يعزُب عنّا المقصودُ و نبعُد عنْ هذا الصّراطِ الممدود و نغرقُ فى اشاراتِ المحدودِ و نخرجُ عمّا هوَ المحبوبُ فى ساحةِ المحمودِ و انّک انتَ يا ايّها المذکورُ فى هذَا الرّقِ المنشورِ و المستنورُ فى هذهِ الظّلماتِ الدّيجورِ فيما تجلّىَ اللّه عليکَ من انوارِ الطّور فى سيناء الظّهورِ نزّه نفسَک عنْ کلّ ما عرفتَ من قبلُ مِنْ اشاراتِ السّوئيّةِ و‌الدّلالاتِ الشّرکيّةِ لتجدَ رائحة البقاءِ عن يوسُفِ الوفاءِ و‌تکونَ داخلاً فى مصرِ العَماءِ و تجدَ روائح طيب السّناءِ عنْ هذَا اللّوحِ الدُرّى البيضاء فيما رقمَ فيه القلمُ مِن اسرارِ القِدمِ فى اسماءِ ربّهِ العلىّ الاعلى لِتکونَ من الموقنينَ فى الواحِ القدسِ مکتوباً ثم اعلمْ يا ايّها الحاضرُ بينَ يَدى العبدِ حين غفلتِکَ عنْ ذلکَ لابَّد لِمَن يريدُ اَنْ يقطعَ الاسفارَ فى معارجِ الاسرارِ باَن يُجاهَد فى الدّينِ على قدرِ طاقته و قدرتهِ ليَظهرَ لهُ السّبيلُ فى مناهجِ الدّليلِ و اِن يجدْ نفساً يدّعى امراً مِن اللّهِ و کانَ فى يدِه حجَّةٌ مِن مولاه الّتى تعجزُ عنَها العالمينَ لا مفرَّ لَه اِلّا باَنْ يتّبعَه فى کلّ ما يأمُر و يقولُ و يحکمُ و لَو يجرى علَى السّماءِ حکمَ الارضِ او علَى الارضِ حکمَ السّماء او فوقَ ذلکَ او تحتَ ذلک و لَو يحکُمُ بالتّغييرِ او بالتّبديل لانَّه اطّلَع باسرارِ الهويّةِ و رموزاتِ الغيبيّةِ و احکامِ الالهيّة و ‌لَو انّ کلَّ العبادِ مِن امم المختلفةِ يعملون بما ذَکَرنا حينئذٍ لَيَسهَلُ عليهِم امرُهُم و‌ما يمنعُهُم تلکَ العباراتُ و الاشاراتُ عن الورودِ فى غَمراتِ الاسماءِ و الصّفاتِ و‌لَو‌عَرفوا ذلکَ ما کَفرُوا بانعُمِ اللّهِ و‌ما حاربُوا مع النبيّين و‌ما جاهَدُوهُم و‌ما اَنکرُوهُم و‌بمثلِ تلکَ العباراتِ تَجدونَ فى القرآنِ لو انتُم فيهِ تتفکّرونَ ثم اعْلم بِاَنَّ بمثلِ تلکَ الکلماتِ يُمحّصُ اللّهُ عبادَه و يُغربلنّهُم و يفصلُ بينِ المؤمنِ و الکافرِ و المنقطعِ و المتمسّکِ و المُحسنِ و المجرمِ و التّقىِ و الشّقىِ و امثالِ ذلکَ کما نطقَ بذلکَ ورقاءُ الهويّةِ "‌الم احَسِبَ الناسُ ان يُترکُوا اِن يقولُوا آمنّا و‌هم لا يُفتنون" لابَّدّ للمسافر الی اللّهِ و‌المُهاجرِ فى سبيلِهِ باَنْ ينقطعَ عنْ کلِّ مَنْ فى السّمواتِ و الارضِ و يکفَّ نفسَه عَنْ کلِّ ما سِواهُ ليفتحَ علی وجْهِهِ ابوابُ العنايةِ و تهّبَ عليهِ نسماتُ العطوفةِ و اذا کتب على نفسهِ ما القيناهُ مِن جواهرِ المعانى و البيانِ لَيَعْرِفُ کلَّ الاشاراتِ مِن تلکَ الدّلالات و ينزلُ اللّهُ على قلبِهِ سکينةً مِن عندِه و يجعلُهُ مِن الساکنين و‌بمثلِ هذهِ الکلماتِ المتشابهاتِ المنزلَةِ فاْعرِف ما سئلت عنْ هذَا العبدِ الّذى جلسَ علی نقطةِ الذّلةِ و ما يمشى فى الارضِ اِلّا کَمثل غريب الّذى لنْ يجَد لِنفسِهِ لا مِنْ معينٍ و لا مِن مونسٍ و لا مِن حبيبٍ و لا مِن نصيرٍ و يکونُ متوکّلاً علی اللّهِ و يقول فى کلِّ حينٍ انّا لِلّهِ و انّا اِليهِ راجعونَ و انَّ ما ذکَرنا الکلمات بالمُتشابهاتِ هذا لَمْ يَکنْ الّا عندَ الّذين لَنْ يتعارَجوا الی افق الهدايةِ و ما وصَلُوا اِلی مراتبِ العرفانِ فى مکامنِ العنايةِ و اِلّا عند الّذينَ هُم عَرَفُوا مواقعَ الامرِ و شَهِدُوا اسرارَ الولايةِ فيما القى اللّه على انفُسِهِم کُلُّ الاياتِ محکماتٌ عندَهم و کلُ الاشاراتِ متقناتٌ لديهِم و انّهمْ يعرِفونَ اسرارَ المودعةَ فى قُمُصِ الکلماتِ بمثلِ ما انتُم تعرِفونَ مِن الشّمس الحرارةَ و من الماءِ الرطوبةَ بل اَظهرُ مِن ذلکَ فَتعالَى اللّهُ عمّا کنّا فى ذکرِ احبّائِهِ فَتَعالى عمّا هُم يذکرون اذاً لمّا وَصَلنا اِلی ذلکَ المقامِ الاَسنى و بلَغنا الی ذِرْوةِ الاَعلى فيما يَجرى مِن هذَا القَلمِ مِن عنايتهِ الکُبرى مِن لَدَى اللّه العلىِّ الاعلى اردَنا باَن نذکُرَ لکَ بعضاً مِن مقامات سلوکِ العَبد فى اسفارِهِ اِلی مبدئِهِ ليکشفَ على جنابِکَ کلَّما اَردْتَ و تُريدُ لِتکون الحجَةُ بالغةً و النّعمة سابغةً فاعلم ثمّ اعرِفْ بانَّ السّالِکَ فى اوّلِ سلوکِهِ اِلی اللّهِ لابَّدّ لَهُ باَنْ يدخلَ فى حديقةِ الطّلبِ و فى هذا السّفَرِ يَنبغى لِلّسّالکِ باَنْ ينقطعَ عنْ کلِّ ما سَوى اللّهِ و يغمضَ عيناهُ عنْ کلِّ منْ فِى السّمواتِ و الارضِ و لمْ يَکنْ فى قلبِهِ بغضُ احدٍ من العبادِ و لا حبُّ احدٍ على قدر الّذى يمنعُهُ عنِ الوصولِ اِلی مکمنِ الجمالِ و يُقدّس نفسهُ عنْ سُبحاتِ الجلالِ و لَه حقُّ باَنْ لا يفتخرَ علی احدٍ فى کلِّ ما اعطاهُ اللّهُ منْ زخارفِ الدّنيا او مِنْ علومِ الظّاهرةِ او غيرِها و يطلبُ الحقَّ بکمالِ جِدّه وسعِيه لِيعلَّمِهُ اللّهُ سبلَ عنايَتهِ و مناهِجَ مکرُمتهِ لانّهُ خيرُ معينٍ بِعبادِه و احسنُ ناصرٍ لارّقائِهِ قالَ و قولُهُ الحقِّ "الّذينَ جاهدوا فينا لَنهدينّهُمْ سُبُلَنا" و فى مقامً آخرٍ "‌اتقوا اللّه يعلِّمُکُم اللّه‌" و فى هذا السّفرِ يشهدُ السّالِکُ التّبديلاتِ و التّغييراتِ و المختلفاتِ و المتفاوِتاتِ و يشهدُ عجائبَ الرّبوبيةِ فى اسرارِ الخليقَةِ و يطَّلعُ علی سبُلِ الهدايةِ و طُرقِ الآلهيّةِ هذا مقامُ الطّالبينَ و معارِجُ القاصدينَ و اذَا اسْتَرْقى عنْ ذلکَ المقامِ يدخلُ فى مدينةِ العشقِ و الجذبِ حينئذٍ تهبُّ ارياحُ المحبّةِ و تهيجُ نسماتُ الروحيّةِ و يأخذُ السّالِکَ فى هذَا المقامِ جذباتُ الشّوقِ و نفحاتُ الذّوقِ بِحَيثُ لنْ يعرفَ اليمينَ عنِ الشّمالِ و لا الَبَّرَ منَ البحرِ و لا الصَّحارى عن الجبالِ و فى کلِّ حين يحترقُ بنار اِلاشتياق و يوقُد من سطوةِ الفراقِ فى الآفاقِ و يرکضُ فى فاران العشقِ و حوريبِ الجذبِ مرّةً يضْحکُ و مرّةً يَبکى و مرّةً يسکنُ و مرّةً يضطربُ و لا يُبالی مِن شئىٍ و لا يمنعُهُ مِن امرٍ و لا يسّدُهُ مِنْ حکمٍ و ينتظرُ امرَ مولاهُ فى مبدئِهِ و منتهاهُ و يُنفقُ روحَهُ فى کلِ حين و يَفدى نفسَهُ فى کلِّ آنٍ و يُقابلُ صدرَه فى مقابَلَةِ رماحِ الاَعداءِ و يرفعُ راسَهُ لِسيفِ القضاءِ بلْ يقبّلُ اَيدى من يقتلُهُ و ينفقُ کلَّ مالَهُ و عليهِ ليفدى روحهُ و نفسَهُ و جَسَدَهُ فى سبيلِ مولاهُ و لکنْ باذنٍ مِن مَحبوبِهِ لا بهواءِ مِن نفسِه و تَجِدُهُ بارداً فى النارِ و يابساً فى الماءِ و يسکنُ على کلِ ارضٍ و يَمشى فى کلِ طريقٍ و مَن يَمُسُّه فى تلکَ الحالَةِ لَيجدُ حرارةَ المحَبّةِ منهُ و انَّه يمشى فى رفرفِ الانقطاعِ و يرکضُ فى وادِى الامتناع و لمْ يَزل کانت عيناه منتظراً لبدايِعِ رحمةِ اللّهِ و مشاهَدَة انوار جَمالهِ فهنيئاً للواصِلينَ و هذا مقام العاشقينَ و شأن المجتذبين و اذا قطعَ هذَا السَفَر و اسْترقى عنْ هذَا المقامِ الاکبرِ يَدخلُ فى مدينةِ التّوحيدِ و حديقةِ التفريدِ و بساطِ التّجريدِ و فى هذَا المقامِ يُلقى السّالکُ کلَّ الاشاراتِ و الدّلالات و الحجباتِ و العباراتِ و يشهُد الاشياءَ بعينِ الّتى تجلّى اللّهُ لَه به بنفسِهِ و يشاهد فى هذا السَفرِ بانَّ المختلفاتِ کلّها ترجِعُ الی کلمةٍ واحدةٍ و الاشاراتِ تنْتَهى اِلی نقطةٍ واحدةٍ کما شهدَ بذلکَ قولُ مَنْ رِکبَ علی فلکِ النارِ و مَشى فى قطبِ الاسْفارِ حتى وصَلَ الی ذِروة الاَعلى فىّ جبروتِ البقاءِ " بانَّ العلمَ نقطةٌ کَثَّرَها الجاهلون " و هذا مقامُ الّذى ذُکْرَ فى الحديثِ بانّى " اَنَا هوَ و هُوَ اَنَا اِلّا اِنهُ هُوَ هُوَ و انَا انَا " و فى ذلکَ المقامِ لَو يقولُ هيکلُ الخَتمِ بانّى اَنَا نقطةُ البدءِ لَيُصدَقُ و لَو يقولُ بانّى اَنَا غيرُها لَحقٌ و لو يقولُ بانّى صاحبُ المُلکِ و الملکوتِ او مَلِکُ الملوکِ او سلطانُ الجبروت او مُحمّد او علىٌ او ابنائُهُم او غيرُ ذلکَ ليکونُ صادقاً مِن عندِ اللّهِ و حاکماً علَى الممکناتِ و على کلِّ ما سِواه اَما سمعتَ ما وَرَدَ مِن قبلُ بانّ " اوّلنا محمّدٌ و آخِرَنا محمّدٌ و اَوسطَنا محمّدٌ " و فى مقامٍ آخر بانَّ " کلَّهم مِن نورٍ واحدٍ " و فى ذلکَ المقامِ يُثبتُ حکمُ التوحيدِ و آياتُ التجريدِ و تجدُ بانّ کلَّهُم رَفَعُوا رؤوسَهُم عن جييب قدرةِ اللّه و يدخلونَ فى اَکْمامِ رحمةِ اللّهِ من غير اَن تشاهَد الفرقَ بينَ الاکمامِ و الحبيبِ و التغيِيرِ و التّبديلِ فى هذا المقامِ شرکٌ صرفٌ و کفرٌ محضٌ لِانّ هذا مَقامُ تجلّى الوحدانيّةِ و تَحَکّىِ الفردانيّةِ و اشراقِ انوارِ فجرِ الازليّةِ فى مراياءِ الرفيعةِ المُنطَبِعَةِ و انّى فوَاللّه لَو اذکُر هذا المقامِ على قدرِ الّذى قدّر اللّهُ فيهِ لَتنقطعُ الاَرواحُ عن اجسادِها و تنزّلتِ الجوهريّاتُ من اماکنِها و تنصعِقُ کُلّ مَن فى لُججِ الممکناتِ و تنعدمُ کلُّ ما يُتحَرّکُ فى اراضِى الاشاراتِ اَما سمعتَ " لا تبديلَ لِخلقِ اللّه " و اَما قرئتَ " و لنْ تجد لسنّتهِ من تبديلٍ " و اَما شهِدتِ " ما تَرى فى خلقِ الرّحمنِ من تفاوتٍ " بَلى و ربّى مَن کانَ مِن اهلِ هذِهِ اللُّجّةِ و رِکبَ فى هذه السّفينةِ لَم يشهد التبديلَ فى خلقِ اللّهِ و لا يَرى التّفاوتَ فى ارضِ اللّهِ و لمّا لم يکنْ التّبديلُ و التّغييرُ فى خلقِ اللّهِ فکيفَ يجرى على مظاهرِ نفسِ اللّهِ فسبحانَ اللّه عمّا کنّا فى وصفِ مظاهرِ امرهِ و تعالى عمّا هم يذکرونَ اللّه اکبر هذا البحر قد ذخرا و هيّجَ الريحُ موجاً يقذِفُ الدررا فاخلغ ثيابَکَ و اغرق فيه وَدَعْ عنکَ السبّاحةَ و ليس السّبح مفتخرا و انّک انتَ لو تکونُ منْ اهلِ هذهِ المدينةِ فى هذه اللّجّهِ الاحديةِ لترى کلَ النبيّينَ و المرسلينَ کَهيکَلٍ واحدٍ و نفسٍ واحدةٍ و نورٍ واحدٍ و روحٍ واحدةٍ بحيثُ يکونُ اوّلُهم آخِرَهم و آخِرُهُم اَوَّلُهمْ و کلُّهُم قامُوا على امرِاللّهِ و شرَّعُوا شرايعَ حکمتهِ اللّهِ و کانوا مظاهر نفسِ اللّهِ و معادِنَ قدرةِ اللّهِ و مخازِنَ وحىِ اللّهِ و مشارقَ شمس اللّهِ و مطالعَ نور اللّهِ و بهِم ظهرتْ آياتُ التجريدِ فى حقايقِ الممکناتِ و علاماتُ التفريدِ فى جوهريّاتِ الموجوداتِ و عناصِرُ التّمجيدِ فى ذاتياتِ الاحدياتِ و مواقعُ التّحميدِ فى ساذجياتِ الصّمدياتِ و بهِم يُبدء الخلقُ و اليهِم يُعيدُ کلُ المذکوراتِ کما اَنَّهم فى حقايقِهِم کانوا انواراً واحدةً و اسراراً واحدةً و کذلکَ فاشهدْ فى ظواهرِهِم لِتعرفَ کلَّهُم على هيکلٍ واحدٍ بل تَجِدَهُم علی لفظٍ واحدٍ و کلامٍ واحدٍ و بيانٍ واحدٍ و انّکَ فى ذلکَ المقامِ لو تُطلِقُ اوّلَهُم باسمِ آخرِهِم او بالعکسِ لحقُّ کما نَزَلَ حکمُ ذلکَ عنْ مصدرِ الالوهيّةِ و منبع الربّوبيةِ قلْ " اَدعوا اللَّه او اَدعُوا الرّحمنَ ايّاً ما تدعوا فَلُه الاسماءُ الحسنى " لانّهُم مظاهرُ اسمِ اللّهِ و مطالعُ صفاتهِ و مواقعُ قدرَتهِ و مجامعُ سلطنتِه و انّه جلَّ و عزّ بذاتِه مقدسٌ عنْ کلِّ الاسماءِ و منزّهٌ عن معارجِ الصّفات و کذلکَ فانظُر آثارَ قدرةِ اللّهِ فى آفاقِ ارواحِهِمْ و انفُس هياکِلهِم ليطمئنَّ قلبُکَ و تکونَ من الّذينهُم کانوا فى آفاق القربِ لسائرينَ ثم اُجدّدُ لَکَ الکلامَ فى هذا المقامِ لِيکونَ لکَ معيناً فى عرفانِکَ بارئِکَ فَاعلمْ بانَّ اللّه تبارکَ و تعالى لن يظهرَ بکينونيتِهِ و لا بذاتيّتهِ لَم يزلْ کانَ مکنوناً فى قِدم ذاتهِ و مخزوناً فى سرمديّة کينونته فلمّا ارادَ اظهارَ جمالهِ فى جبروتِ الاسماءِ و ابراز جلالهِ فى ملکوتِ الصّفاتِ اَظهَر الانبياءَ من الغيبِ الی الشهود ليمتازَ اسمهُ الظاهرُ مِن اسمِهِ الباطِنِ و يظهَر اسمُه الاولُ عن اسمهِ الاخِرِ ليکملَ القولُ بانّهُ و هوَ الاوّلُ و الاخِرُ و الظاهِرُ و الباطِنُ و هو بکلِّ شئىٍ محيطٌ و جعلَ مظاهر تلکَ الاسماءِ الکبرى و هذهِ الکلماتِ العُليا فى مظاهرِ نفسِه و مراياءِ کينونتِهِ اذاً ثبتَ بانَّ کلَّ الاسماءِ و الصّفاتِ ترجُع اِلى هذهِ الانوارِ المقدَّسةِ المتعاليةِ و تجدُ کلَّ الاسماءِ فى اسمائِهِم و کلَّ الصّفاتِ فى صفاتِهِم و فى ذلکَ المقام لو تدعوهم بکلِّ الاسماءِ لحقٌ بمثلِ وجودِهِم اذاً فاعرِفْ ما هوَ المقصودُ فى هذَا البيانِ ثم اکتُمهافى سُرادِقِ قلبِکَ لِتعرِفَ حکم ما سئلتَ و تصلَ اِليه على قدرِ ما قَدّرَ اللّهُ لکَ لعلَّ تکونُ من الّذينَ هم کانوا بمُرادِ اللّهِ لِمَنَ الفائزينَ و کلّما سمعتَ فى ذکرِ محمّدِ بنِ الحسنِ روحُ منْ فى لُججَ الارواحِ فِداهُ حقٌّ لاريبَ فيه و انّا کلٌ به موقِنونَ و لکن ذَکَرَوا ائمّةُ الدّينِ باَنّه کانَ فى مدينةِ جابُلقا و وَصفُوا هذهِ المدينةَ بآثارٍ غريبةٍ و علامتٍ عجيبةٍ و انّکَ لو تريدُ ان تُفسّرَ هذه المدينةَ علی ظاهرِ الحديثِ لنْ تقدَر و لنْ تجدَها ابداً لانّکَ لو تفحصُ فى اقطارِ العالَمِ و اطرافِ البلادِ لن تجدَها باوصافِ الّتى وصفُوها منْ قبلُ و لو تسيرُ فى الارضِ بِدوامِ ازليةِ اللّهِ و بقاءِ سلطنته لانَّ الارض بِتَمامِها لَنْ تسعها و لَنْ تحمِلَها و انّکَ لو تدلُّنى اِلی هذهِ المدينةِ اَنَا ادُلّکَ اِلی هذهِ النفسِ القدسّيةِ الّتى عرفوهُ الناسُ بما عندَهُم لا بِما عندِهُ و لما انت لن تقدِرَ على ذلکَ لابُّد لکَ التّأويلُ فى هذهِ الاحاديثِ و الاخبارِ المروّيّةِ عَنْ هُؤلاءِ الانوارِ و لمّا تحتاجُ اِلی التّاءويلِ فى هذهِ الاحاديث المرويتهِ فى ذکرِ هذهِ المديته المذکورةِ کَذلکَ تحتاجُ اِلی التّفسيرِ فى هذهِ النفسِ القدسيّة و لمّا عرفتَ هذَا التاءويلَ لَن تحتاجَ اِلی التبديلِ و لا غيره ثَمّ اعْلَمْ باَنّهُ لمّا کانَ الانبياءُ کُلّهم روحٌ و نفسٌ و اسمٌ وَ رسمٌ واحدٌ و انّکَ بِهذَا العينِ لَتَرى کلَّ الظهوراتِ اسمَهُم محمَّد و آبائَهُم حسَن و ظَهَروا مِن جابلقاءَ قدرةِ اللّهِ و يَظهرُوا من جابلساءِ رحمةِ اللّهِ و جابلقا لم يکنْ الّاخزائنَ البقاءِ فى جبروت العماءِ و مدائن الغيبِ فى لاهوتِ العَلاءِ و تشهدُ بانَّ محمَّد بن الحسنِ کانَ فى جابلقاءِ و ظهَر مِنها و مَنْ يُظهِرهُ اللّهُ يکونُ فيها اِلی اَن يُظهِرَهُ اللّهُ عَلى مقامِ سلطنتةِ و اِنّا بذلکَ مقرّونَ و بکلِّهِم موءمنونَ و اِنّا اِختَصَرنا فى معانى جابُلقا فى هذا المقامِ و لکن تَعرِفُ کلَّ المَعانى فى اسرارِ هذهِ الالواحِ لتکونَ منَ الموقنينَ و لکنَّ الّذى ظَهَرَ فى السّتينِ لا تحتاجُ فى حقّه لَا التّبديل و لَا التّاءويل لاِنَّهُ کانَ اسمُه و کانَ مِن ابناءُ ائمّة الدّينِ اذاً يُصدق فى حقّه باَنَّه ابنُ الحسنِ و هذا معلومٌ عندَ جنابِکَ و مشهودٌ لَدى حضرتکَ بَلْ اِنّهُ خالِقُ الاسمِ و مُبدِعِهُ لنفسِه لو انتُم بطرف اللّهِ تنظرون حينئذٍ اردنا اَنْ نتُرکَ ما کنّا فى ذکرهِ و نذکُرَ ما جَرى علی نقطةِ الفُرقانِ و نکونَ فيهِ من الذّاکرينَ و لتکونَ علی بصيرةٍ فى کلِّ الامور مِن لَدن عزيزٍ جميلٍ فاعلَمْ ثمّ فکّرْ ايّامَهُ حينَ الّذى اقامَهُ اللّهُ على امرِهِ و اَظْهَره على مقامِ نفسِه کيف هَجَموُا عليهِ العبادُ و اعتَرضُوا به و حاجَجُوا معه و کلّما مشى قُدّامَهُم فى المعابر و الاسواقِ استهَزُؤوا به و حرّکُوا عليهِ رؤوسَهُم و سَخروا بهِ و فى کلِّ حينِ ارادُوا قتلَه بحيثُ ضاقت عليهِ الارضُ باوسَعِها و حارَتْ فى امره سکّانُ ملاءِ الاَعلى و تبدّلت ارکانُ البقاءِ بالفناءِ و بکتْ عليه عيونُ اهلِ الَعماءِ و اصابَهُ مَن هؤلاءِ الکَفَرةِ الفَجَرةِ ما لا يقدُر احدٌ اَن يسمَعَهُ مِنْ اُولو الوفا و لو انَّ هَؤلاءِ الفَسَقَةَ کانُوا ان يُفکّرُوا فى امرِهِم و کانوا اَنْ يَعرِفُوا نغماتِ تلکَ الورقاءِ على افنانِ هذهِ الشجَرةِ البيضاءِ و يرضُوا بِما نزلَ اللّه عليهِم فيما انعَمهُمْ بِه و يجدُوا اثمارَ الشجرةِ علی اَغصانِها لِمَ اعتَرَضُوا عليهِ و انکَروهُ بعدَ الّذى کُلّهم کانُوا اَنْ يرفَعُوا اعناقَهُم لبلوغِهِم اِليهِ و يسئَلُوا اللّهَ فى کلِّ حينٍ باَن يشرّفَهُم ص ٤٦ جمالَه و يرزُقَهم لقائه بَلى لمّا ما عَرَفُوا لحنَ الاحديّةِ و اسرارَ الهويّةِ و اشاراتِ القدّسيةِ عَمّا ظَهَرَ من لسانِ الاحمديةِ و ما تفکّرُوا فى انفُسِهِم و اتّبعُوا علماءَ الباطلِ الذينَ صَدّوُا عبادَ اللّهِ عنْ ادوارِ القبلِ و يصُّدونَ الناسَ فى اکوارِ البُعدِ لِذا احتَجبُوا عَنْ مرادِ اللّهِ و ما شرِبُوا عَنْ کَوثرِ الهويّةِ و صارُوا محرومينَ عنْ لقاءِ اللّهِ و مظهرِ کينونتهِ و مطلعِ ازليّتِهِ و بذلک سَلَکُوا فى مناهجِ الّضَلالةِ و سُبُلِ الغفلةِ و رَجَعُوا الی مقرِّهِم فى نارِ الّتى کانت وقُودها انفسَهم و کانوا فى کتاب القدسِ من قلمِ اللّه بالکُفرِ مکتوباً و ما وَجَدُوا و لن يَجِدُوا الی حينئذٍ لانفسِهِم لا مِن حَبيبٍ و لا من معينا و لَو انَّ هَؤلاءِ يتمسّکونَ بنَفسِ عُروةِ اللّهِ فى قميصِ المحمّديةِ و يُقبلونَ اِلی اللّهِ بتمامِهِم و يُلْقونَ کلّما فى ايديهِم مِن علمائِهِم ليَهديهُم اللّهُ بفضلهِ و يُعرّفَهُم معانِىَ القدسّية فى کلماتِهِ الازليّةِ لِانَّ اللّهَ اجلُّ و اعظمُ مِن اَنْ يَرِدَّ السائلَ عن بابه اَو يُخيّبَ الآمِلَ عن فِنائِهِ اَو يَطرُدَ مَن استجارَ فى ظِلِّه اَو يَحْرُمَ مَن تشبّثَ بذيلِ رحمتهِ او يُبعدَ فقيرَ الّذى نَزَلَ فى شريعةِ غَنائِه فلمّا هؤلاءِ ما اقبلُوا اِلی اللّهِ بکُلِّهِم و ما تشبّثوا بذيل رحمة المنبسَطةِ فى ظهوِ شمسِ الاحمدية خَرجُوا عن ظلِّ الهدايةِ و وردوا فى مدينةِ الضّلالةِ و بذلک فسدوا و افسدوا العبادَ و ضلّوا و اَضلّوا کلَّ مَن فى البلادِ و کانوا مِن الظّالمينَ فى کتبِ السّماءِ مسطوراً. و حينئذٍ لمّا بلغَ هذا الخادمُ الفانى اِلی هذا المقامِ العالى فى بيانِ رموزِ المَعانى اَذکُر لک علّة اِعراضِ هؤلاءِ الغِلاظِ علی غاية الايجازِ ليکونَ دليلاً لِاُولىِ الاَلْبابِ مِن اُولىِ الابصارِ و ليکونَ موهبةً مِن هذا العبدِ عَلی الموءمنينَ جميعاً فاعلم باَنّ نقطةَ الفُرقانِ و نورَ السّبحانِ لمّا جاءَ بآياتِ محکماتٍ و براهينٍ ساطعاتٍ مِن الآياتِ الّتى يعجزُ عَنها کلًُ مَن فى جبروتِ الموجوداتِ اَمَرَ الکُلَّ علَى القيامِ عَلى هذِهِ الصّراطِ المرتفعةِ الممدودةِ فى کلِّ ما جاءَ بهِ مِن عندِ اللّه و مَن اَقَرَّ عليهِ و اعترفَ بآياتِ الوحدانيةِ فى فوءادِهِ وَ جمالِ الازليّةِ فى جمالهِ حُکِمَ عليه حُکْمُ البعثِ و الحشرِ و الحيوةِ و الجنّةِ لِاَنّه بعدَ ايمانهِ بِاللّهِ و مَظهرِ جمالِه بُعِثَ مِن مرقدِ غفلتهِ و حُشِرَ فى ارضِ فوءادِهِ و حىّ بحيوةِ الايمانِ و الايقانِ و دخلَ فى جنّةِ اللّقا هَلْ يکنِ الجنّةُ اَعلى مِن ذلکَ او الحشرُ اعظمَ مِن هذا اَوِ البعثُ اکبَر مِن هذا البعثِ لَو يطّلعُ احدٌ باَسرارهِ لَيعرفُ ما لا عرفَ احدٌ مِن العالمينَ ثمَ اعَلمْ بانَّ هذهِ الجنّةَ فى يومِ اللّهِ اعظمُ مِن کلِّ الجِنانِ و الطفُ مِن حقايقِ الرضوانِ لَانّ اللّهَ تبارکَ و تعالى بعد الّذى خَتَم مقامَ النبوةِ فى شأنِ حبيبه و صفيّه و خيرَتهِ مِن خلقهِ کَما نُزِّلَ فى ملکوتِ العزّةِ " و لکنُّه رسولُ اللّهِ و خاتَمُ النبييّنَ " و عدَ العبادَ بلقائِهِ يومَ القيمةِ لعظمةِ ظهورِ الْبعدِ کما ظهرَ بالحقِّ و لم يکنْ جنةٌ اعظمَ مِن ذلکَ و لا رتبته اکبَر مِن هذا اِن انتُم فى آياتِ القرآن تتفکّرونَ فهنيئاً لِمَن ايقنَ بلقائِه يومَ ظهورِ جمالِه و انّى لو اذکرُ لکَ آياتِ النّازلَة فى هذِه الرّتبةِ العاليةِ لَيطولُ الکلامُ و نَبُعُد عنِ المرامِ لکنْ اذکُرُ هذهِ الايةَ و نکتَفى بها لِتقّرَ عيناکَ و تصلَ اِلی ما کُنزَ فيها و خُزنَ بِها و هِىَ هذِه " اَللّهُ الّذى رفعَ السمواتِ بِغيرِ عَمَدٍ ترونَها ثمَ اسْتَوى علَى العرشِ و سخَّر الشمسَ و القمَر کلٌّ يَجرى لِاَجلٍ مُسمّى يدبِّرُ الامرَ يفصّلُ الاياتِ لعلّکُم بلقاءِ ربِکُّم توقِنونَ " اذاً فالتفتْ يا حبيبى فى ذکرِ الايقانِ فى هذه الايتهِ کانَّ السمواتِ و الارضَ و العرشَ و الشمسَ و القمَر کلَهُنَّ خُلقِنَ لاِيقانِ العبادِ لقائَهُ فى ايّامِه فَوَ اللّهِ يا اخَى فاْنظُر عظمةَ هذا المقامِ و شأنَ هولاءِ العبادِ فى هذهِ الايّام " کانَّهُم حمرٌ مُستنفرةٌ " فرّتْ عن طلعة الالهيّةِ و جمالِ الهويّةِ لَوُ تفکّر فيما نَزّلنا لک لتجدَ ما اَرَدنا فى ذکرِ هذَا البيانِ و تعرفَ ما اجِبنا اَن نعلَّمکَ فى هذا الرضوانِ لِتَقَرُّ عَيناکَ عنِ النّظرِ فيها و تلذُّ سمعُکَ عن استماعِ ما قُرءَ فيها و تحظُّ نفسُک عن ادراکِها و ينوّرُ قلبُک عن عرفانِها و يَسْتَبشرُ روحُکَ عن عِطرِ الّذى نَفحَ مِنها و تصلُ اِلی غايةِ فيضِ اللّهِ و تکونُ فى رضوانِ القدسِ لِمَن الخالدينَ و مَنْ اعرض عنِ اللّهِ فى حقّهِ و ادبَرَ و طفى ثمّ کفَرَ و شَقى حُکِم عليه حُکمُ الشرکِ و الکفرِ و الموتِ و النار و اىّ شرکٍ اعظمُ من اقبالِه الی مظاهرِ الشيطانِ و اتّباعهِ علماءَ النسيان و اصحابَ الطّغيان و اىُّ کفرٍ اعلى عَن اعراضِه عَن اللّهِ فى يومِ الّذى يُجدّد فيه الايمانُ مِن اللّهِ المقتدرِ المنّانِ و اىُّ موتٍ اذّلُ عن فرارهِ عَن منبعِ الحىّ الحَيوانِ و اىُّ نارٍ احرَّ عن بُعدِه عن جمالِ الهويّةِ و جلالَ الاحديّةِ فى يومِ التَّغابُنِ و الاحسانِ و انَّ اعرابَ الجاهليَّةِ بِهذِهِ العباراتِ و الکلماتِ اعترضُوا عليهِ و حکمُوا عَليهِ ما حَکَمُوا و قالُوا هؤلاءِ الّذينَ آمَنوا بمحمّدِهُم کانُوا مَعنا وَراوَدُونا فى کلِّ ليلِ و نهارٍمَتى ماتوا و باىِّ يومٍ رَجعُوا فاسمَع ما نُزّلَ فيما قالوا " اِن تعجّب فعجبَ قُولهم اَئِذا کنّا تراباً و عِظاماً اَئِنّا لَمبعوثُونَ " و فى مقامٍ آخر " و لَئِن قلتَ اِنّکُم مبعوثونَ مِن بعدِ المَوتِ ليقولُنَّ الّذينَ کَفَرُوا اِن هذا اِلّا سحرٌ مبينٌ " و بذلِک استهزءوا بهِ و سَخِروا عَلَيهِ لانَّهُم شَهِدُوا فى کُتُبِهِم و سمِعُوا مِن علمائِهِم لفظَ الموتِ و الحيوةِ و فسّروهما بِالموتِ الظاهريّةِ و الحيوةِ العُنصُريّةِ فلمّا ما وَجدُوا ما عَرَفوا مِن ظنونهم المجتثَّةِ و عقولِهِم الاِفکيّةِ الخبيثةِ رَفَعُوا اَعلامَ الاختلافِ و راياتِ الفسادِ و اشتَعَلُوا نارَ الحربِ وَ لَو اَطفَاءها اللّهُ بقدرتِه کما تشهدُ اليومَ مِن هؤلاءِ المشرکينَ و هؤلاءِ الفاسِقينَ و انّى حينئذٍ لما هبّت علىَّ رايحةُ الجذبِ عنْ مدينةِ البقاءِ و احاطتنى غلبات الشوقِ من شطرِ الاِشراقِ فيما لاحتْ شمسُ الآفاقِ مِن رُکنِ العراقِ و اَسْمَعَنى نغماتِ الحجازِ فى اَسرارِ الفراقِ اُريدُ اَنْ اذکر لجنابکَ بعضَ ما غنّت الورقاءُ فى قطبِ العَماءِ فى معنى الحيوةِ و الموت و لو انّ هذا ممتنعٌ لِانّى لَو اريدُ اَنْ اُفسّرَ لکَ کما هوَ المکتوبُ فى الواحِ المحفوظِ لن تحملَهُ الالواحُ و لن تسعَهُ الاوراقُ و لن تُطيقَهُ الارواحُ و لکنْ اذکرُ على ما ينبغى لِهذَا الزمانِ و هذهِ الْاوانِ ليکونَ دليلاً لِمَنْ اَرادَ اَنْ يدخلَ فى رَفرفِ المعانى و يسمعَ نغماتِ الرُوحانى مِن هذا الطيرِ المعنوىِ الالهىّ و يکونَ مِن الذينهُم انقطَعُوا اِلی اللّهِ و کانُوا اليومَ بلقاءاللّهِ يستبشرونَ فاعرف باَنَّ للحيوةِ مقامينِ مقامٌ يتعَلّقُ بظاهر البشريّةِ فى جسدِ العنصريّةِ و هذا معلومٌ عندَ جنابِکَ و عندَ کلِّ مَنْ عَلی الْارضِ بمثلِ الشّمسِ فى وسطِ السّماءِ و هذه الحيوةُ تَفْنى مِن موتِ الظاهريّةِ و هذا حقٌ مِن عندِ اللّهِ و لا مفّرَّ لِاَحدٍ و امّا الحيوةُ الّتى هىِ المذکور فى کتبِ الانبياء وَ الاولياءِ لَمْ يکن اِلّا الحيوةُ العرفانيةُ اَى عرفانُ العبدِ آيةَ تجلّىِ مُجليّهِ بما تجلّى لَه بِه بنفسه و ايقانَه بلقاء اللّهِ فى مظاهرِ امره و هذه هى الحيوةُ الطيّبةُ الباقيةُ الدائمةُ الّتى مَن يُحيى به لَنْ يموتَ ابداً و يکونُ باقياً ببقاء رَبّهِ و دائماً بدوامِ بارئِه و الحيوةُ الاوّلْيّةُ الّتى کانت متعَلّقةً بالجَسَدِ العنصّريةِ ينفُد بما نزلَ مِن عندِ اللّهِ " کلُّ نفسٍ ذائقةُ الموت " و الحيوةُ الثانويّةُ الّتى کانتْ مِن المعرفَةِ ما تنفد کما نزلَ مِن قبل فلنحيينه حيوة طيّبةً و فى مقامٍ اخرى فى ذکرِ الشهداءِ ‌بَلْ احياءٌ عندَ ربِّهِم يُرزقونَ‌‌ و ما وردَ فى الاخبارِ ‌‌اَلموءمِنُ حىٌّ فى الدّارين‌‌ و بمثل تلکَ الکلماتِ کثيرٌ فى کُتُب اللّهِ و مظاهرِ عَدلِه و اِنّا ما اردنا ذکرها لِلاِختِصارِ و اکتَفينا بذلکَ فيما اردنا لکَ اِذاً يا اخى فَاَعْرِضْ عن هَواکَ ثمَ اقبل اِلی مولاکَ و لا تتّبع الّذينَ کانَ الهُهُم هَويهُم لِتدخلَ فى قطبِ الحيوةِ فى ظلِّ النجاةِ مِن مربّىِ الاسماءِ و الصفاتِ لِانَّ الّذينهُم اليَوم اَعرَضُوا عن ربِّهِم امواتٌ و لو يمشونَ عَلَى الارضِ و صمّاءُ و لو يسمعونَ و عمياءٌ و لو يشهدونَ کمّا صرَّحَ بذلِکَ مالکُ يومِ الدّينِ " و لَهُم قلوبٌ لا يفقهونَ بِها و لَهُم اعينٌ لا يُبصِرونَ بها " الی آخِرِ القولِ بَلْ اِنّهُم يمشونَ عَلى شفا جُرُفِ هارٍ اَو فى شفا حُفرةٍ من النّارِ لَم يکنْ لَهُم نصيبٌ مِن هذا البحرِ المتموّجِ الزّخارِ و کانوا فى زَخارِفِ اَقوالِهِم يلعَبون و حينئذٍ نُلقى عليکَ فيهذَا المقامِ فى ذکرِ الحيوةِ ما نُزّلَ مِن قبلُ لِيقّلبَّکَ عَن اشاراتِ النّفس و يخلّصَکَ عَن ضيقِ القفسِ فى هذا الجوارِ الخنسِّ و تکونَ فى ظلماتِ الارضِ لَمِنَ المهتدينَ قالَ و قولُهُ الحقِ "‌اَوَ مَن کانَ ميتاً فَاحييناه و جعلنا لَهُ نوراً يَمشى بهِ فىِ الناسِ کَمَن مثلُه فىِ الظلماتِ ليس بخارجِ منها" هذهِ آلايةُ نُزّلت فى شأنِ الحمزةِ و اَبو جهلِ لمّا آمنَ الاوّلُ و کفر الثانى و بذلِکَ استَهَزءُوا اَکثر العلماءِ و من علماءِ الجاهليّةِ و تبَلبَلُوا و تهزَلُوا و تصاحُوا و قالُوا کيفَ ماتَ الحمزةُ و کيفَ رجعَ اِلَى الحيوةِ الاُلى و بمثلِ ذلکَ کثيرٌ فى الکتابِ لَو انتُم فى آياتِ اللّه تتفرّسُونَ فيا ليتَ وجدتُ قلوباً صافيةً ِلاُلقى عليهِم رشحاً مِن ابحرِ العلمِ الّذى عَلَمنّى ربّى ليطيرنَّ فى الهواءِ کما يمشونَ علی الارض و يرکضنَّ عَلَى الماءِ کما يرکضون علَى الترابِ و ياخذُوا اَرواحهُم باَيديهم و يفدوها فى سبيل بارِئِهِم و لکنَّ ماجاءَ الاذنُ علَى القضاءِ فى هذا الرمزِ المُغَطّىِ و لَم يزل کانَ هذَا السرُ مخزوناً فى کنوزِ القدرةِ و هذا الرمزُ مکنوناً فى خزائِنِ القوّةِ لئلّا يُهلِکونَ العبادُ اَنفسَهُم رجاءَ لِهذا المقامِ الاعظمِ فى ممالکِ القِدَمِ و لَنْ يصلَهُ الذينَ يمشونَ فى ظلماتِ الصيلم المظلمِ و لَقد کَرّرنا القولَ يا اَخى فى کلِّ المقامِ لِيوضحَ لکَ باذنِ اللّهِ کلُّ الامورِ عمّا سُطِر فى السطورِ و لِيغنيکَ عنِ الّذينَهُم يَخوضون فى انفُسِ الديجورِ و يمشونَ فى وادِى اْلکبرِ و الغرورِ و لتِکونَ فى فردوسِ الحىِّ الحيوانِ لَمِنَ السّائرينَ. قُل يا ايّها الملاءُ اِنَّ شجرة الحيوةِ قَد غرست فى وسطِ فردوس اللّهِ و يُعطِى الحيوة عنْ کلِّ الجِهاتِ کيفَ انتم لا تشعرونَ و لا تعرِفونَ و يوءيّدُکَ فى کلِّ ما القيناکَ مِن جواهرِ اسرارِ الهوّيةِ مِن هذِهِ النفس المطمئنّةِ تُغَنّى حمامة القدسِ فى فردوسِ البَقآءِ و اذکُر لکَ لتلبِسَ قميصَ الجديدِ مِن زُبُر الحديدِ ليحفظَکَ عن رَمىِ الشّبهاتِ فى تلکَ الاِشاراتِ و هىِ هذهِ " انَّ مَنْ لَم يلد مِن الماءِ و الروحِ لَنْ يقدِرَ اَن يدخلَ فى ملکوتِ اللّهِ لِانَّ المولودَ مِنَ الجسدِ جسدٌ هُوَ و المولودَ مِنَ الروح فهوَ الرّوحُ فلا تَتَعجّبنَّ مِن قَولى اِنّه ينبغى لَکُمْ باَنْ توَلدوا مرةً اُخرى " اذاً طَيّر اِلی شجرةِ الاِلهى وَ خُذ مِن ثمراتِها ثمَ القُط عمّا سُقِطَ عَنها و کُن لَها حافظٌ امينٌ و فکِّر فيما ذَکَر و احدٌ مِن الانبياءِ حينَ الّذى يبشّرُ الارواحَ بِمن يأتى بعدَه بِاشاراتٍ مقنّعةٍ و رموزاتٍ مُغَطَّئةٍ مِن دونِ الجَهرِ مِنَ القول لتوقِنَ بِاَن لا يعْرِفَ کلماتِهِم اِلّا اولوُ الاَلبابِ اِلی اَنْ قالِ " کانت عينَتاه کَلَهيبِ النارِ و کانت رِجلاهُ کالنُّحاسِ و کانَ يخرجُ مِنْ فمِهِ سيفٌ ذافمين " حينئذٍ کيفَ يفسّر هذهِ الکلماتِ و فى الظّاهر لو يجئىُ احدٌ بتِلکَ العلاماتِ لم يکن بانسانٍ و کيفَ يستانُس به احدٌ بل لمّا يظهُر فى مدينةٍ يفرّونَ منهُ اهلُ مدينةٍ اُخرى و لا يقربُوا به احدٌ ابداً و معَ انّکَ لو تفکُر فى هذه العباراتِ لَتجدُها على غايةِ الفصاحةِ و نهايةِ البلاغةِ بحيثُ عرجتْ الی غايةِ البيانِ و وصلتْ الی منتهى مقامِ التّبيانِ کانَّ شموسَ البلاغَةِ منها ظَهَرت و انجَم الفصاحةِ عنها بزغت و لاحت اذاً فاعرِف هؤلاءِ الحمراءَ مِن اممِ الماضية و الّذينَ يکونونَ فى تلک الايّامِ ينتظرون مجئيى تلکَ الانسانِ و لو لا تجئُى هذهِ االنفسُ علی هذهِ الصورةِ المذکورةِ لن يومِنُوا به ابداً و لمّا ما يجئُى هذه ابدا انّهُم لَنْ يوءمِنوا ابداً هذا مبلغُ هؤلاءِ الکَفَرةِ مِن انفسِ المشرکةِ و اِنّ الّذينَ ما يعرِفونَ ما هوَ اَبْدَهُ البديهيّاتِ و اظهر الظّاهريّاتِ فکيفَ يعرفونَ غوامضَ اصولِ الالهيّة و جواهر اسرارِ حکمةِ الصّمدانيّةِ و انّى حينئذٍ اُفسُّر لکَ هذَا الکلامَ على سبيلِ الاختصارِ لِتعرفَ الاسرارَ و تکونَ فيها من العارفينَ فاعلم ثم اَنصف فيما نُلقى اليکَ لِتکونَ منْ اهل الانصافِ فى هذا المصافِ بينَ يَدى اللّهِ مذکوراً. فَاعْلم بانَّ من تکلّمَ بهذِا المقالِ فى ميادينِ الجلالِ ارادَ اَنْ يذکَر اوصافَ من ياءتى باضمارٍ و الغاز لئلّا يطّلع عليهِ اهلُ المجاز فامّا قولهُ کانت عينتاهُ کلهيبِ النّارِ ما ارادَ الّاحدّة بصرِ مَنْ ياءتى و قوّة بصيرتهِ بحيثُ بعينتاهُ يحرِقُ کلَّ الحجباتِ و السّبحات و بها يعرف اسرار القدميّةِ فى عوالم الملکيةِ و يميّزُ الّذينَ ترهقُ فى وجوههِم قتره منَ الجحيم عنِ الذينَ تعرفْ وجوههُم نضرة النعيمِ و لو لَم يکنْ عينتاهُ من نارِ اللّهِ الموقدةِ کيفَ يحرقُ الحجباتِ و کلّ ما کانَ بينَ ايدى الناسِ و يلاحظُ آيات اللّهِ فى جبروتِ الاَسماءِ و ملکوت الاشياءِ و يشهدُ الاشياءَ بعين اللّهِ الناظرة و کذلکَ جعلنا اليوم بصرَهُ حديداً اِنْ انتم بآياتِ اللّهِ موقناً و اىُّ نارٍ احّرُّ من هذه النارِ التّى تجلّى فى طور عَينتِه و حرقَ بِها کلَّ ما احتَجبُوا بهِ العبادُ فى اراضِى الايجادِ فسبحانَ اللّه عمّا ظهرَ فى الواحِ السّدادِ من اسرارِ المبدءِ وَ المعادِ اِلی يومِ الّذى فيهِ ينادِ المنادُ و اذاً انّا کلٌ اِلی اللّهِ لَمنقلِبونَ و قولُه " کانتْ رِجلاهُ کَالنُحاسِ " ما اَرادَ بذلکَ الّا استقامَته حينَ الّذى يسمعُ نداءَ الله " فاسّتقم کما اُمرت " لِيستقيمَ على امرِ اللّهِ و يقيم على صراطِ قدرةِ اللّهِ يحيثُ لو يُنکروهُ کلُ مَن فى السّمواتِ و الارضِ ما تزلُ قَد ماهُ عن التبليغِ و ما يفُّر عمّا امرَهُ اللّهُ فى التشريعِ و يکونُ رِجْلاهُ کالجبالِ الباذخةِ و القللِ الشّامخةِ و يکون مستحکماً فى طاعةِ اللّهِ و قيّوماً فى اِظهارِ امرِه و اِبراز کلمتِه و لا يردُّهُ منعُ مانعٍ و لا يصدُّهُ نهى معرضٍ و لا يندمُهُ انکارُ کافرٍ و کلّما يشهدُ مِن الانکارِ و البغضاءِ و الکفرِ و الفحشاءِ يزدادُ فى محبّة اللّه و يزيدُ الشّوقُ فى قلبه و يکثرُ الولُه فى فوءادِهِ و ينوحُ العشق فى صدرِهِ هلْ شهدتَ فى الارضِ نحاساً احکم مِن ذلکَ او حديداً اشدَّ مِن ذلکَ اوجبل اسکنَ من هذا لِانّهُ يقومُ بر جلاهُ فى مقابَلَةِ کلِ من علی الارضِ و لا يخافُ مِن احدٍ. معَ ما انتَ تعرفُ فعلَ العبادِ فسبحانَ اللّه مسکنه و مبعثه و انّه هوَ المقتدر علی ما يشاءُ و انهُ هوَ المهيمنُ القيّومُ و امّا قولهُ و کانَ يخرجُ من فمهِ سيفٌ ذا فميْن فاعلم بانّ السّيفَ لمّا کانَ آلةَ القطعِ و الفصلِ وَ مِن فمِ الانبياءِ و الاولياءِ يخرجُ ما يفصلُ بينَ الموءمِن و الکافرِ و يقطع بينَ المحبِّ و المحبوبِ لذّا سُمّى بهذا و انّهُ ما ارادَ بذلکَ الّا القطعَ و الفصلَ مثلاً نقطةُ الاوّليةُ و الشّمسُ الازليّةُ فى حينِ الّذى يريدُ انْ يحشر الخلايقَ باذن اللّه و يبعثَهُم مِن مراقدِ نفوسِهِم و يفصلُ بينَهُم لينطقُ بآيةٍ من عندِ اللّهِ و هذهِ الايةُ تفصل بينَ الحقِ و الباطلِ من يومئذٍ الی يوم القيمةِ و اىّ سيفٍ احدُّ مِن هذا السّيفِ الاحديهِ و اىّ صمصامٍ اشحذ مِن هذَا الصمصامِ الصّمديةِ الّذى يقطعُ کلَّ النِسبةِ و بذلکَ يفصلُ بين المقبل و المعرضِ و بينَ الابِ و الابْنِ و الاخ و الاُختِ و العاشقِ و المعشوقِ لِانَّ مَن آمَن بما نزِّلَ عليهِ فهُو موءمنٌ و مَن اعرَضَ فهو کافِرء و يظهُر الفصلُ بينَ هذا الموءمنِ و هذَا الکافرِ بحيثُ لا يعاشرا و لا يجتمعا فى الملکِ ابداً و کذلکَ فىِ الاَبِ و الابنِ و انَّ الابنَ لَو يوءمن و الاَب ينکر يفصلُ بينهما و لا يجانسا ابداً بل تشهدُ بانَّ الابنَ يقتلُ الابَ و بالعکس و کذلکَ فاعرِفْ کلَّ ما ذکرنا و بيّنا و فصّلنا و انّکَ لَو تشهدُ بعين اليقينِ لَتشهد بانَّ هذالسيفَ الالهى لَيفصل بينَ الاصلابِ لَو انتم تعلمونَ و هذه مِن کلمةِ الفصلِ الّتى تظهرُ فى يومِ الفصلِ و الطّلاقِ لَو کانوا النّاسُ فى ايّامِ ربِهِمْ يتذکرونَ بل لو تدّقُ بصرَکَ و ترقُّ قلبَکَ لتَشهدُ بانَّ کلَّ السيوفِ الظّاهريةِ الّتى تقتل الکفارَ و تجاهدُ معَ الفُجّارِ فى کلِّ دهرٍ و زمانٍ يَظهُر مِن هذا السيف الباطنية الآلهيةِ اذاً فافتح عيناکَ لِتجدَ کلَّ ما اريناکَ و تبلغَ اِلی ما لا يبلغ اليه احدٌ منَ العالمينَ و تقولُ الحمدُ لَه اذ هوَ مالکُ يومِ الدّينِ و هؤلاءِ العبادُ لمّا ما اخذوا العلمَ مِن معدنِها و محلِّها و عن بحرِ العذبِ الفراتِ السائغِ الّذى يجرى بِاذنِ اللّهِ فى قلوبِ الصافيةِ الساذجةِ لذا احتجَبُوا عن مرادِ اللّهِ فى کلماته و اشاراتهِ و کانُوا فى سجنِ انفسِهِم لَساکنينَ و انّا نشکر اللّهَ بِما اَتانا مِن فضلهِ و جعلنا موقناً بامرِه الّذى لا يقوم مَعُه السمواتُ و الارض و مقراً به يومَ لقائِه و بمن يُظهُرِهُ اللّهُ فى قيامة الاُخرى و جعلنا مِن الموقنينَ به قبلَ ظهورِه لِتکونَ النعمةُ مِن عندِه بالغةً عَليْنا و علی العالمينَ و لکن اَشکُو اِليکَ يا اَخى عن الّذين ينسبون انفسَهُم اِلی اللّهِ و مظاهرِ علمهِ و يرتکبونَ الفواحش و ياءکلونَ اموالَ الناسِ و يشربونَ الخمر و يقتلونَ الانفس و يسرقونَ الاموال بينَهُم و يغتبونَ بعضُهُم بعضاً و يفتَرونَ علَى اللّهِ و يکذِبونَ فى اکثرِ اقوالهِم و يرجعُ الناسُ کلَّ ذلکَ اِلينا و اِنّهُم ما يستحيون عن اللّهِ و يترکونَ ما اَمَرهُم اللّه و يرتکبونَ ما نهُوا عنه بعد الّذى ينبغى لِاَهلِ الحقِّ بان يظهرَ آثارُ الخضوعِ عن وجوهِهِم و انوارُ القدسِ من طَلَعاتِهِم و يمشُوا فىِ الارضِ بمثلِ مَن يمشى بينَ يَدَى اللّه و يکون ممتازاً عنْ کلِّ مَن علی الارضِ بجميع الحرَکاتِ و السّکناتِ بحيثُ يشاهدُوا آثار القدرةِ بعيونِهِم و يذکرُوا اللّه بالْسُنتهِم و قلوبِهِم و يمْشُوا اِلی اوطانِ القربِ باَرجُلِهِم و يَاخُذوا احکام اللّهِ بِاَياديهِم و لَو يمضونَ عَلی وادِى الذهبِ و معادنَ الفضّةِ ما يعْتنونَ بهِما و لا يلتفِتُونَ اِليهِما و انّ هؤلاءِ اَعرضُوا عنْ کلِّ ذلکَ و اقبَلُوا اِلی ما تَهوى به هويهُم و انّهُم فى وادِى الکبرِ و الغرورِ لَيهيمونَ و اشهدُ حينئذٍ باَنَّ اللّهَ کانَ بَرئىٌ عنهُم و نحنُ بُرآءُ منهُم و نسئلُ اللّهَ بِاَنْ لا يجْمَعَنا و اِيّاهُم لا فىِ الّدِنيا و لا فىِ الاخرَةِ اذ اِنّه هوَ الحقُ لا اِلهَ اِلّا هوَ و انّهُ کانَ علی کلّ شئىٍ قديرا اذاً فاشرِب يا اَخى منْ هذا الماءِ الّذى اجريْناهُ فى اَبحُرِ تلک الکلماتِ کانّ بحورَ العظمةِ متموِّجاتٌ فيها و جواهرَ الاحدّيةِ مُشعشَعات لها و بها و عَليها فانّکَ فاخلع ثيابَکَ عما يحجبک عن الدّخولِ فى هذا البحرِ اللّجىِ الحمراء فقل بسم اللّهِ و باللّهِ ثم ادْخُلْ فيها و لا تَخَفْ من احدٍ و توکّلْ علَى اللّهِ ربِکَّ و مَن يتوکّلْ علَى اللّه فهوَ حَسبُه فانّهُ هو يحفُظکَ و تکونُ فيه من الآمنيِنَ ثم اعْلَم باَنّ فى هذهِ المدينة الالطفِ الاَبْهى تجُد السّالِکَ خاضعاً لکُلِّ الوجوهِ و خاشعاً لکلِّ الاشياءِ لاِنَّه لا يشهدُ شيئاً اِلّا و قدْ يَرَى اللّهَ فيهِ و يشهدُ نورَهُ فيما احاطتْ انوارُ الظهورِ عَلى طورِ الممکناتِ و فى ذلکَ المقامِ حقٌ عَليهِ بان لا يَجْلِسَ عَلی صدورِ المجالسِ لاِفتخارِ نفسِه و لا يتقدَّمَ علی نفسٍ لاسْتکبارِ نفسهِ و يشهدَ نفسَه فى کلِّ حينٍ بينَ يَدَىْ مَولاهُ و لا يَرْضى لِوَجه ما لا يَرْضى لِوَجهه و لا يقولَ لِاَحدٍ ما لايقدرُ اَنْ يسمَعَه من غيرِه و لا يحبَّ لاحدٍ ما لا يحبُّهُ لِنفسِه و يحرّکَ فى الارضِ علی خيط الاسْتواءِ فى ملکوتِ البَدآءِ و لکنِ اعْلَمْ بانَّ السّالِکَ فى اوايل سلوکِه کَما ذکْرنا مِن قبلُ لَيَرى التّبديل و التّغييرَ و هذا حقٌّ لا ريبَ فيه کما نزلَ فى وصفِ تلکَ الايّامِ " يومَ تُبدّلُ الارضُ غير الارض " و هذا مِن ايّامِ الّذى ما شهِدَتِ العيونُ بمثلِها فطوبى لِمَن اَدُرکَها و عرف قدرَها " و لقد ارسَلنا موسى باياتِنا اَنْ اخرِجِ القومَ مِن الظُلماتِ اِلی النورِ فذکِّرهُم بايّامِ اللّه " و هذا مِن ايّامِ اللّه لَو اَنتُم تعرِفونَ و فى هذا المقامِ کلُّ المتغايراتِ و المتبدّلاتِ لَموجودٌ بينَ يَدَيکَ ومَن اَقرّ بغَيرِ ذلکَ فقدْ الحَدَ فى اَمرِ اللّهِ و نازَعَه فى سلطانِه و حارَبَهُ فى حکومتهِ و مَنْ يُبدّلُ الارضَ و يجْعلُها غيرَ الارضِ لَيقدِرُ اَنْ يبدّلَ کُلَّ ما عَلَيهاو ما يُحَرّکُ عَلی ظَهْرِها و لا تستَعْجِب عَن ذلکَ کَما بَدّلَ الظلمةَ بالنّورِو النّورَ بالظّلمةِ و الجهلَ بالعلمِ و الضّلالةَ بالهدايةِ و الموتَ بالحيوةِ و الحيوةَ بالموتِ و فى ذلکَ المقامِ يثبتُ حکمُ التبديلِ اِنْ تکونَ مِنْ اهلِ هذا السّبيلِ فِکّر فيه لِيَظهَرَ لکَ ما طَلبْتَ عنْ هذا الذّليلِ مِن سرادِقِ هذَا الدَّليلِ لِتکونَ فيهِ مِن الساکِنينَ لِاَنّهُ يفعلُ ما يشاءُ و يحکمُ ما يريدُ و لا يُسئلُ عمّا يفعلُ و کلُّ عَن کُلٍّ يُسئلونَ و لکنْ يا اَخى لَتَرى فى هذِهِ الرّتبةِ اَىْ فى اوّلِ السّلوکِ کَما ذَکرَنا فى مدينةِ الطَّلَبِ مقاماتٍ مختلفةٍ و علاماتٍ متفاوتةٍ و کُلّها حقُ فى مواقِعِها و مقاماتِها و ينبغى لجِنابِکَ فى هذَا المَقامِ بِاَنْ تشهَدَ کلَّ الاشياءِ فى اماکِنِها مِن دونِ اَنْ تنزلَ شيئاً عَنْ صعودِها و عُلوِّها اَوْ ترفع شياءً عَنْ مقامِها و دُنوِّها مثلاً اِنّکَ لو تحلُّ اللّاهوتَ فى النّاسوتِ هذا شرکٌ مَحضٌ و لَو تصعَدُ النّاسوتَ اِلی هوءآءِ اللّاهوتِ هذا کفرٌ صِرفٌ و لکنِ لَو تذکُر اللّاهوتَ فىِ اللّاهوتِ و النّاسوتَ فى النّاسوتِ لَحقُّ لاريبَ فيه اَى اَنَّ جنابَکَ لَو تشهَدُ التّبديلَ فى عوالم التوحيد هذا ذَنْبٌ لم يکن فى المُلْکِ اکبَر مِن ذلکَ و ان تشهدَ التبديلَ فى مقامِه و تعرِفَه عَلی ما ينبغى لا باءسَ عليکَ و اِنّى فَوَ رَبّى کلّما اَلقيناکَ مِن اَسرارِ البيانِ و مقاماتِ التّبيان فى العَيانِ کاَنّى ما ذَکَرتُ حرفاً مِن بحرِ علمِ اللّهِ المکنونَةِ و جوهر حکمةِ اللّهِ المخزونةِ و سَنَذْکُرُ فى حينِها اِذا شاءَ اللّهُ و ارادَ و انّهُ هوَ ذاکِرُ کلِّ شئىٍ فى مقامِها و اِنّا کلٌّ لَهُ ذاکِرونَ ثُّم اعْلَمْ بانَّ طيرَ الّتى تَطيرُ فى هوآءِ الجبروتِ لَنْ تَقْدِرَ اَنْ تَطيَر فى سماءِ قُدْسِ اللّاهوتِ و لَنْ تقدِرَ اَنْ تَمذِق فَواکهَ التى خلقَ اللّهُ فيها و لَنْ تقدِرَ اَن تشرِبَ انهار الّتى جَرَت فيها و لَو تشرِبُ مِنْها قطرةً لَتمُوتُ فى الحين کما تشهَدُ فى تلک الايّامِ عَنِ الّذينَ ينسِبونَ انفسَهُم اِلَينا و يفعُلونَ ما يفعلونَ و يَقُولونَ ما يَقُولونَ و يدّعَونَ ما يدَّعّونَ و کَاَنَّهُم فى حجباتِهِم ميّتونَ کذلک فاعْرَف کلَّ المقاماتِ و الاشاراتِ و الدِّلالاتِ لِتعرِفَ کلِّ شئى فى مکانِه و تجد کلَّ امْرٍ فى مقامِه و لِهذا المَقامِ اَى مقامِ مدينةِ الاحديّةِ رجال قد رَکَبُوا عَلى فُلکِ الهدايةِ و سافَروا فى مَعارج الاحديّةِ و تَشهُد انوارَ الجمالِ عَنْ وجوههِم و اسرارَ الجَلالِ مِنْ هياکِلِهِم و تجدُ روايحَ المِسْکِ من کلماتِهِم و تُلاحِظ آيات السلطنةِ فى مشْيِهِم و حرکاتِهِم و سکونِهِم و لا يحجبکَ اعمالُ الذينَهُم ما شَرِبُوا مِنْ عيونِ الصافيةِ و ما وَصَلُوا اِلی مدايِنِ القدسيّتهِ و يتّبعونَ اهواءَ اَنفسِهِم و يُفسدونَ فى الارضِ و يحسبونَ باَنَّهُم مُهتَدونَ هُمُ الذينَ وَرَدَ فى شأنِهِم " هِمَجُ رعاعٍ اتباعُ کلِّ ناعقٍ يَميلونَ بکلِّ ريحٍ " و مراتبُ هذَا السَفرِ و هذَا المقام و هذَا الوَطَنِ معلومٌ عندَ جنابکَ و مشهودٌ عند حضرتِکَ لا يحتاجُ اِلى تطويلِ الکلامِ ثُمَّ اعْلَمْ بانَّ کلَّما شهِدتَ و سمِعْتَ بانَّ شمسَ الحقيقةَ و النقطةَ الاَوّليةَ نسبَتْ اِلی نفسِهِ من اسماءِ القَبْلِ لَم يکنْ ذلکَ اِلّا مِن ضعفِ العبادِ و هندسَةِ عوالِمِ الايجاد و اِلّا کُلَّ الاسماءِ و الصفاتِ يَطوفُنَّ حولَ ذاتِهِ و يدوّرُنّ فى فِناءِ حَرَمِهِ بَلْ هوَ مربّى الاسماءِ و مُظْهِرُ الصّفاتِ و مذوِتُ الذَوات و مُعلِنُ الآياتِ و مطّرّزُ العَلاماتِ بَلْ انَّ جنابَکَ لَو تشهدُ بعينِ سرِّکَ لَتجدُ ما دونَهُ مفقودٌ عندَهُ و معدومٌ فى ساحتهِ " کانَ اللّه و لَمْ يکنْ مَعَه مِن شئىٍ و الآنَ کانَ بمثلِ ما قَدْ کان " و لَمّا ثبت بانَّهُ جلَّ و عَزَّ کانَ و لم يکن مَعه مِن شئىٍ کيفَ يَجْرى حکم التبديل و التّغيير و اِنّکَ اِذاً تفکّر فيما القيناکَ لِتظْهَر لَکَ شمس الهدايةِ فى هذا الصبحِ الازليّةِ و تکونَ فيهِ منَ الزّاهدينَ ثمَّ اعْلَم بانَّ کلَّ ما ذَکَرْنا فىِ ذِکْرِ الْاَسفارِ لمْ يکنْاِلّا للاحبار مِن الاَخيارِ و انّکَ لَو ترکبُ عَلى بُراقِ المعنوى و تسيرُ فى حدائقِ الاِلهى لَتقطَعُ کلَّ الاَسْفارِ و تطِّلعُ عَلی الاَسرارِ من قبلِ اَن ترتدَّ اِليکَ الاَبصارُ اذاً يا اَخى اِن تکونَ مِن فارِسِ هذا الميدانِ فارکُضْ فى ممالِکِ الايقانِ لتخلصَ نفسَک عنْ سجنِ الشّرکِ فى هذَا الزّمانِ و تجِدَ رايحةَ المسکيّةَ من نفحاتِ هذه الحديقةِ و مِنْ عِطرِ هذِه المدينة تفرّقتْ نسماتُ العطريّةِ فى اقطارِ العالَمِ و انّکَ لا تحرِمْ نصيبَکَ و لا تکن مِن الغافلينَ فنِعمَ ما قالَ : وَ لَو عبقَتْ فىِ الشّرقِ انفاس طيبها و فىِ الغَربِ مزکومٌ لَعادَلهُ الشّمُ و بعدَ هذَا السّفرِ الالهى و هذا العروجِ المعنوى يدخلُ السالِک فى حديقةِ الحيرةِ و هذا مقامُ الّذى لَو اُلقىَ عليک لتبکى و تَنُوحُ علی هذا العبد الّذى بَقى بينَ يَدَى هؤلاءِ المشرکينَ و صارَ متحيّراً فى امرهِ و يکونُ فى هذه اللّجّةِ لَمِن المتحيّرينَ بحَيثُ فى کلّ يومٍ يشاوِرونَ فى قتلی و فى کلِّ ساعةٍ يريدونَ خروجى عنْ هذا البلدِ کما اَخْرجُونى عنِ البلادِ و هذا العبدُ اکونُ حاضراً بينَ يديْهِم و انتظر ما قضى اللّه عَلينا و حَکَمَ بِنا و قدَّر لِاَنفُسِنا و ما اَخافُ مِن احدٍ و ما احذر مِن نفسٍ معَ ما احاطَتْنا مِن الباءساء و الضّراءِ مِن اَهلِ البغىِ و البغضاء و اغشت الاخرانُ فى تِلکَ الاَزمانِ : فَطوفانِ نوحٍ عندَ نُوحى کَادَمُعى و ايقاد نيرانِ الخليلِ کَلَوعُتى و حُزنى ما يعقوبُ بثَّ اقلَّهُ و کُلُّ بَلا ايّوبَ بعض بَليّتى و لَو اَذکُر لجنابکَ البلاياءَ النّازلةَ و القضاياء الوارِدَةَ لَتَحزنُ علی شانٍ ينقَطِعُ عنکَ کلُّ الاَذکارِ و تغفُلُ عَن وجودِک وَ عنْ کُلِّ ما خَلَق اللّهُ فى المُلکِ و انّا لمّا ما اَرَدْنا لجنابکَ ذلکَ لذا غطَيتُ اِظهار القَضا فى کَبِدِ البَهاءِ و احتجبت ذلکَ عَمّا يتحرّکُ فى ارضِ الانشاءِ لِيکونَ مکنوناً فى سُرادقِ الغيبِ اِلى اَنْ يُظهِراللّهُ سِرَّه اِذ لا يعزبُ عَن عِلْمِه مِن شئىٍ لا فى السّمواتِ و لا فى الارضِ و انّهُ کانَ بکلِّ شئىٍ رقيبٌ و انّا لمّا بَعُدنا عنْ ذِکرِ المقصودِ تَرکنا الاشاراتِ و رَجَعْنا اِلى ما کنّا فيهِ فى ذکرِ هذهِ المدينةِ الّتى مَنْ دخلَ فيها نَجى و مَنْ اَعرضَ عَنها هَلَکَ فاَعرِف يا ايُهَا المذکُور فى هذِهِ الالواحِ باَنَّ مَنْ دخَلَ فى هذا السفرِ يکون متحيّراً فى آثارِ قدرةِ اللّهِ و بدايعِ آيات صنعِ اَللهِ وَ ياخذُهُ الحَيرةُ منْ کلِ الجهاتِ و منْ جميعِ الاَطَرافِ کَما شَهِدَ بذلکَ جوهرُ البقاءِ فى ملاء الاَعَلی فى قولِه " ربِّ زِدُنى فيکَ تحيّراً " فنِعْمَ ما قالَ وَما اخترتُ حتى اختَرتُ حبَّکَ مذهباً فوا حيرتى لَو لَم تکنْ فيک حَيرتى و فى ذلکَ الوادى تَضلّونَ السالکونَ و تهلِکونَ و لن تقدِروا ان تَصِلُوا الی مَثويهُم. اللّهُ اکبرُ مِن عظمتهِ هذا الوادى و مِن وُسعَةِ هذهَ المدينةِ فى جبروتِ الايجادِ کاَنّکَ لَنْ تجَد لهُ مِن اوّلٍ و لا مِن آخرٍ فبُشرى ثمَ بُشْرى لِمَن کُملَ فيها سَفرهُ و ايَّدهُ اللّهُ عَلى طَىِّ هذِهِ الارض الطيّبةِ فى هذهِ المدينةِ الالهيةِ الّتى يتَحيّرُ فيها کلُّ المقرّبينَ و المخلصينَ و نقولُ الحمدُ للّهِ ربّ العالمينَ. و لَو يتعارجُ العبد و يسافر عن هذَا الوطنِ التُّرابى و يريدُ اَنْ يتعارجَ اِلى وطنِ الآلهى لَيدخلُ منْ هذهِ المدينةِ اِلی مدينةِ الفناء لفنائِهِ عن نفسِه و بقائهِ باللّه و السّالک فى هذا المقام و هذَا الوطنِ البَحتِ الاَعلى و هذا السفرِ المحوِ الکُبرى لَينسى نفسَهُ و روحَهُ و جسدَهُ و ذاتَه و يسبحُ فى قُلزمِ الفناء و يکونُ فى الارضِ کَمَنْ لَم يکن شيئاً مذکوراً و لَنْ يشهدَ احدٌ منه آثارَ الوجودِ لاِضْمِحلالِه عنْ ممالکِ الشّهودِ و لِبلوغِه اِلی مقاماتِ المَحوِ لاِنقطاعِه عَن عوالِم الصّحْوِ وَ لَو اِنّا نذکُر اسرارَ هذه المدينةِ لتفنى ممالک الفوءادِ لِکَثرَةِ شوقِ اهلِها اِلی هذَا المقامِ السّدادِ لاِنَّ هذا المقامَ مقامُ تجلّىِ المعشُوقِ لِلْعاشقِ الصّادقِ و ظهورِ اشراقِ انوارِ المحبوبِ لِلحبيبِ الفارغِ و هَلْ يُمکنُ لِلعاشقِ وجودٌ حينَ تجلّىِ المعشوقِ اَو لِلظلِّ بقاءٌ عند ظهورِ الشّمس اَو لِلْحبيبِ دوامٌ عندَ وجود المحبوبِ لا فَوَ الّذى نَفسى بيَدِه بَلْ السّالکُ فى هذَا المقامِ لَو تفحّص فى شرقِ الارضِ و غربِها و برِّها و بحرِها و سَهلِها و جَبلِها ما يجُد نفسه و لا نفس غيرهُ لشدّة فنائِه فى موجدهِ و لطافَة محوِهِ فى بارئِهِ فسبحانَ اللّه لَو لا خَو فى مِن نِمرودِ الظلمِ و حفظى لِخَليل العدل َلاُلقى عليکَ ما يُغنيکَ عَنْ دونکَ و لَاَقرءُ لکَ ما يُقرّبُکَ الی هذهِ المدينةِ حين غفلةٍ عَنْ نفسِک و هَواکَ و لکنْ اَصبُر حتى يَاءتى اللّه بامرِه و انهُ هوَ يجزىِ الصابرينَ بِغيرِ حسابٍ اذاً فانشِق رائحةَ الرُوحانى مِن قمصِ المعانى وَ قُل يا اهلَ لُجّةِ الفَناءِ اَنِ اسْرَعُوا لِلّدخولِ فى مدينة البَقاء اِن اَنتُم اِلی معارج البقاءِ تتعارَجونَ و نقولُ ( انا للّه و انّا اِليهراجعونَ ) و مِن ذلکَ المقامِ الاَعْلَى اْلاَعلى و الرتبةِ الاعظمِ الاَسنى يدخلُ فى مدينة البقاءِ عَلى البقاءِ و فى ذلکَ المقامِ يشهُد السالکُ نفسَهُ عَلی عرشِ الاستغناء و کرسىِّ الاِسْتِعلاءِ اِذاً يظهُر لهُ حکمُ ما ذُکِرَ مِن قبلُ " يَومَ يُغنىِ اللّهُ کلّاً مِن سِعَتهِ " فَهنيئاً لِمَنْ وصلَ اِلی هذا المقامِ و شَرِبَ مِن هذا الکَاسِ البيضاءِ فى هذَا الرُکنِ الحَمْراء فاِنّ السّالکَ فى هذَا السَفَرِ لمّا اسْتَغْرقَ فى ابحُرِ البقاءِ و اسْتَفرَغَ فوءادُه عَنْ کلِّ ما سِواه و اسْتَبْلَغَ اِلی معارِجِ الحَيوةِ لا يَرى الفناءلِنفسِه و لا لغيرِه ابداً و يشرِبُ عَنْ کاءسِ البقاءِ و يَمشى فى ارضِ البقاءِ و يطيرُ فى هَواءِ البَقاءِ و يُجالِسُ معَ هياکلِ البَقاءِ و يا کلُ مِن نعمةِ الباقيةِ الدّائمةِ مِن الشّجرةِ الدائمةِ الاَزَليّةِ و يکونُ مِن اهلِ البَقاءِ فى عُلی البقاءِ بِالبقاءِ مذکوراً و کُلُّ ما يکونُ فى هذهِ المدينةِ لباقيةٌ دائمةٌ لايفنى و انتَ لو تدخلُ باِذنِ اللّهِ فى هذِهِ الحديقةِ العاليةِ المتعالية لَتجدُ شَمسَها فى قُطبِ الزّوالِ بحَيثُ لا تکسِفُ و لا تغرِبُ ابداً و کذلکَ قَمَرها و افلاکَها و اَنجُمَها و اشجُرَها و ابحرَها و کلَّ ما فيها و بِها و انّىِ فَوَ اللّهِ الّذى لا اِلهَ اِلّا هُوَ لَو اَذکُرُ لکَ بَدايِعَ اَوْصافِ هذهِ المدينةِ مِن يومئذِاِلی آخِرِ الّذى لا آخِرَ لَهُ ما يفرغُ حبُّ فوءادى لِهذِه المدينةِ الطيّبةِ الدائمةِ و لکِن اختُم القولَ لِضيقِ الوقتِ و تعجيلِ الطّالبِ و لِئلآ تظهر الاَسرارُ فىِ الاَجْهارِ مِن دونِ اذنٍ مِنَ اللّهِ المقتدرِ القّهارِ و سينظرُ الموحّدونَ فى قيامةِ الاُخرى باَنَّ مَنْ يُظهِرُهُ اللّهُ معَ هذهِ المدينة ينْزلُ مِن سماءِ الغيبِ معَ ملائکةِ المقرّبينَ العالينَ فطُوبى لِمَن يحضُر بينَ يديهِ و يفوزَ بِلقائِه و انّا کلٌ بلِقائِه مُشتاقونَ و اِنّا کلٌ بذلکَ آمِلونَ و نقولُ الحمدُ لُهُ اِذْ هُوَ الحقُ و انّا کلٌ اِليهِ مُنقلبون ثمَ اعْرِفْ بانَّ الواصِلَ فى هذِهِ المقاماتِ و المسافَر فى هذِهِ الاَسْفارِ لَوْ ينالُه فى السّبيلِ مِنْ کبرٍ اَو غرورِ لَيِهلکُ فىِ الحينِ و يرجعُ اِلی قدمِ الاوّلِ مِنْ دونِ اَنْ يَعرفَ ذلکَ وَ علامةُ الواصلينَ و المشتاقينَ فى هذهِ الاَسْفارِ اَنْ يَخفضُوا اجناحَهُم لِلّذينَ آمَنُوا باللّهِ و آياتِهِ و ينجَعوا انفسِهُم لِلذينَ اسْتَقربُوا اِلی اللّهِ وَ مَظاهِر جمالِه و يَخضعوا ذَواتَهُم لِلذين اسْتَقَرُوا عَلى رَفْرفِ امرِاللّهِ و عظمته لِاَنَّهُم لو يَتَعارَجونَ الی غايةِ القُصوى فى سلوکِهِم اِلىَ اللّهِ وَ وصُولِهِم اِليه لَنْ يَصِلوا اِلّا اِلى مقرِّ الّذى خُلقَتْ فى اَفئِدَتِهِنَّ فکيفَ يقدِرُنَّ اَنْ يتعارَجُّنَ اِلی مَقاماتِ التى ما قُدِرَتْ لَهُم و ما خُلِقَتْ لِشَأنِهِم و لَو يُسافِرونَ مِنَ الازلِ اِلَى الاَبدِ لَنْ يَصِلُوا اِلی قُطبِ الوجودِ و مرکزِ الموجودِ الّذى جَرى عَنْ يَمينه بحُور العظمةِ و عَن يَسارِه شطوطُ القدرَةِ وَ لَنْ يقدرَ اَحَدٌ اَنْ ينزِلَ بِفِنائهِ و کيفَ اِلی مقامِه وَ هوَ کانَ ساکناً فى فُلک النارِ و يَسْرى علی بحرِ النارِ فى کُرَةِ النارِ و يَمْشى فى هواءِ النارِ فکيفَ يقدُر مَنْ خُلِقَ بِالاَضْدادِ اَنْ يدخلَ فىِ النارِ اَوْ يقربَ بِها و اِنْ يقربْها لَيحترقُ فىِ الحين ثُمَ اعْلَم بِاَنَّ هذَا القطبَ الاعظَم لَو ينقطعُ خيطُ مَدَدِه عِنْ کُلِ مَنْ فى السّمواتِ و الارضِ لَتَنْعَدِمُ کُلُهُنَّ فسبحانَ اللّه کيفَ يِصلُ التّرابُ اِلی ربِّ الاربابِ فسُبحانَ اللّه عمّا يَظنّونَ فى انفسِهِم وَ تعالی عَمّا هم يذکرونَ بَلى اِنَّ السالکَ يتعارجُ اِلی مقامِ الّذى لا غايةَ لَهُ فيما قُدِّرَ لَه و يجدُ فى قلبهِ نار الحُبِّ بحيثُ يأخُذُ زمامَ الاختيارِ عنْ هؤلاءِ الاَخيارِ و فى کلِ حينٍ يَزدادُ فى حُبّهِ مولاه و اقبالهِ اِلی بارِئِه بحَيثُ لَو کانَ مولاهُ فى مشرقِ القربيةِ و هوَ فى مغربِ البعديةِ و کانَ لَهُ مَلَاءُ السّمواتِ و الارضِ مِنَ اللؤلؤ الحمراءِ و مِن الذَهَبِ الصَفرآءِ لينفقُ و يرکضُ بعَيْنَيهِ لَيصِلَ اِلی ارضِ الّتى کانَ المقصودُ فيها و لَو تجدُ السّالک بغَيرِ ذلکَ فَاعْلَم باَنّه کذّابٌ مفترٌ اِنّا لِمَن يُظهِره اللّهُ فى قيامِةِ الاُخْرى و انّا بهِ لَمَبعوثُونَ و فى تِلکَ الايّامِ لمّا ما کشَفْنَا الغطاءَ عَنْ وَجه الاَمْرِ و ما ظَهَرْنا لِلْعِبادِ ثمراتِ هذِهِ المقاماتِ الّتى منعْنا عَنْ اِظهارِها لِذا تجدُهُم فى سکرانِ الغفلةِ و الّا لو کُشفَ لِکُلِّ مَنْ عَلَى الْاَرضِ اقَلَّ مِن سمِّ الاِبرهِ مِن هذَا المَقام لتشهدُ کيفَ يجتمعونَ فى فِناءِ رَحمةِ اللّهِ و يَرکضونَ من کلِّ الاَطْرافِ للبلوغ اِلی ساحةِ القربِ فى رفرفِ عزّةِ اللّهِ و لکنْ اخفَينا لِما ذَکَرنا مِن قبلُ وَ ليُمتاز الموءمنون عَن المنکرينَ و المقبلونَ عن المُعرضينَ و اَقولُ لا حول و لا قوةَ الّا باللّهِ المهيمنِ القيّومِ وَ يَسترقَى السالکُ مِن هذَا المقامِ اِلی مدينةِ الّتى لَمْ يکن لَها مِن اسمٍ و لا رسمٍ و لا ذکرٍ و لا صوتٍ تَجرى فيها بحُور القِدَمِ و تَدوُر فى حولِ القِدَمِ و تَشرقُ فيها شمسُ الغيبِ عن افقِ الغيبِ و لَها افلاکٌ مِن نفسِها و اقمارٌ مِن نورِها کُلُّهُنَ يَطْلِعُنَّ مِن بَحرِ الغَيبِ و يدخُلنَّ فى بحرِ الغَيبِ و اِنّى ما اَقْدِرُ اَنْ اذکُرَ رشحاً عمّا قدِّرَ فيها و لا يطّلِعُ على اَسرارِها احدٌ الّا اللّهُ و مظاهِرُ نفسِه اِذْ هوَ خالقُها و مُبدِعُها ثمّ اعْلَم باِنّا حينَ الّذى اَرَدْنا ان نَتَعرِّضَ بِتَلکَ الکلماتِ و کتَبنا بعضَها اَردْنا باَن نُفسِّرَ لِجنابکَ کلَ ما ذکَرنا مِن قَبلُ من کلماتِ النبيّين و عباراتِ المُرسلينَ بنَغماتِ المقرّبينَ وَ رَبوات المقدّسينَ و لکن ما وجدْنا الفُرصةَ و ما شهِدْنا المُهلةَ مِن هذا المُسافرِ الّذى جاءَ مِن عندِکُم و کان عجولاً فى الْامَرِ و راکضاً فى الحکم لِذا قَد اِقْتَصْرنا وَ اکْتفَيَنا و ما اَتْمَمْنا ذِکرَ الاَسفارِ بتمامِها و ما ينبَغى لَها و يليقُ بِها بَل ترکْنا ذِکر مدايِنِ الکُبرى و اَسفارِ العُظمى و بلغ تَعجيلُ الرافِع اِلی مقامِ الّذى تَرَکنا ذِکر السَفرَيْنِ الاعليْينِ فى التّسليمِ و الرِضاءِ و لَو اَنَّ جنابک لَو تَفکّرُ فى هذِهِ الکلماتِ المختَصَراتِ لَتعرِفُ کلَّ العلومِ و تصِلُ اِلی ذروةِ المعلومِ و تقولُ يکفى کلَّ الوجُودِ مِن المشهودِ و المفقودِ وَ لکِنْ لَوْ تَجِدُ فِى نَفْسِکَ حَرارَةَ المَحَبَّةِ لَتَقُولُ هَلْ مِنْ مَزِيدٍ وَ نَقُولُ الْحَمْدُ لِلّهِ رَبِّ الْعالمِينَ.

(٦٨)
هفت وادى
بسم اللّه الرّحمن الرّحيم

الحمد للّه الّذى اظهر الوجود من العدم و رقم علی لوح الانسان من اسرار القدم و علّمه من البيان ما لا يعلم و جعله کتابا مبيناً لمن آمن و استسلم و اشهد خلق کلّ شيىء فى هذا الزّمان المظلم الصّيلم و انطقه فى قطب البقاء علی اللّحن البديع فى الهيکل المکرّم ليشهد الکلّ فى نفسه بنفسه فى مقام تجلّى ربّه بانّه لا اله الّا هو و ليصل الکل بذلک الی ذروة الحقائق حتى لا يشاهد احد شيئاً الّا و قد يرى اللّه فيه و اصلىّ و اسلّم علی اوّل بحر تشعّب من بحر الهويّة و اوّل صبح لاح عن افق الاحديّة و اوّل شمس اشرقت فى سماء الازليّة و اوّل نار اوقدت من مصباح القدميّة فى مشکوة الواحديّة الّذى کان احمد فى ملکوت العالمين و محمّداً فى ملاء المقرّبين و محموداً فى جبروت المخلصين و ايّاً ما تدعو فله الاسماء الحسنى فى قلوب العارفين و علی آله و صحبه تسليماً کثيراً داَئماً ابداً و بعد قد سمعت ما غنّت ورقاً العرفان علی افنان سدرة فوادک و عرفت ما غرّدت حمامة الايقان علی اغصان شجرة قلبک کانّى وجدت روائح الطيّب من قميص حبّک و ادرکت تمام لقائک فى ملاحظة کتابک و لمّا بلغت اشاراتک فى فنائک فى اللّه و بقائک به و حبّک احباء اللّه و مظاهر اسمائه و مطالع صفاته لذا اذکر لک اشارات قدسيّة شعشعانيّة من مراتب الجّلال لتجذبک الی ساحته القدس و القرب و الجمال و توصلک الی مقام لا ترى فى الوجود الّا طلعة حضرة محبوبک و لن ترى الخلق الّا کيوم لم يکن احد مذکوراً و هى ما غنّ بلبل الاحديّة فى الرياض الغوثيه " قوله و تظهر علی لوح قلبک رقوم لطائف اسرارُ " اتّقوا اللّه يعلمکم اللّه " و يتذکّر طائر روحک خطائر القدم و يطير فى فضاء " فاسلکى سبل ربّک " ذللاً بجناح الشّوق و تجتنى من اثمار الانس فى بساتين " کلی من کلّ الثّمرات " انتهى و عمرى يا حبيب لو تذوق هذه الثّمرات من خضر هذه السّنبلات التى نبتت فى اراضى المعرفته عند تجلّى انوار الذّات فى مرايا الاسماء و الصّفات لياخذ الشّوق زمام الصّبر و الاصطبارعن کفّک و يهتز روحک من بوارق الانوار و تجذبک من الوطن الترابى الی الوطن الاصلی الالهى فى قطب المعانى و تصعدک الی مقام تطير فى الهواء کما تمشى علی التّراب و ترکض علی الماء کما ترکض علی الارض فهنيئاً لی و لک و لمن سما الی سماء العرفان و صبا قلبه بما هبّ علی رياض سرّه صباء الايقان من سباء الرّحمن و السّلام علی من اتّبع الهدى و بعد مراتب سير سالکان را از مسکن خاکى بوطن الهى هفت رتبه معين نمودهاند چنانچه بعضى هفت وادى و بعضى هفت شهر ذکر کردهاند و گفته اند که سالک تا از نفس هجرت ننمايد و اين اسفار را طى نکند ببحر قرب و وصال وارد نشود و از خمر بيمثال نچشد اوّل وادى طلب است مرکب اين وادى صبر است و مسافر در اين سفر بى صبر بجائى نرسد و بمقصود واصل نشود و بايد هر گز افسرده نگردد اگر صد هزار سال سعى کند و جمال دوست نبيند پژمرده نشود زيرا مجاهدين کعبه " فينا " ببشارت " لنهدينّهم سبلنا " مسرورند و کمر خدمت در طلب بغايت محکم بستهاند و در هر آن از مکان غفلت بامکان طلب سفر کنند هيچ بندى ايشان را منع ننمايد و هيچ پندى سد نکند و شرط است اين عباد را که دل را که منبع خزينه الهيه است از هر نقشى پاک کنند و از تقليد که از اثر آباء و اجداد است اعراض نمايند و ابواب دوستى و دشمنى را با کلّ اهل ارض مسدود کنند و طالب در اين سفر بمقامى رسد که همه موجودات را در طلب دوست سر گشته بيند چه يعقوبها بيند که در طلب يوسف آواره مانده‍اند عالَمى حبيب بيند که در طلب محبوب دوانند و جهانى عاشق ملاحظه کند که در پى معشوق روان و در هر آنى امرى مشاهده کند و در هر ساعتى بر سرّى مطلع گردد زيرا که دل از هر دو جهان بر داشته و عزم کعبه جانان نموده و در هر قدمى اعانت غيبى او را شامل شود و جوش طلبش زياده گردد طلب را بايد از مجنون عشق اندازه گرفت حکايت کنند که روزى مجنون را ديدند خاک مى بيخت و اشک ميريخت گفتند چه ميکنى گفت ليلی را ميجويم گفتند واى بر تو ليلی از روح پاک و تو از خاک طلب مى کنى گفت همه جا در طلبش ميکوشم شايد در جائى بجويم بلی در تراب ربّ الارباب جستن اگر چه نزد عاقل قبيح است لکن بر کمال جِد و طلب دليل است " من طلب شيئاً و جدّ وجد " طالب صادق جز وصال مطلوب چيزى نجويد و حبيب را جز وصال محبوب مقصودى نباشد و اين طلب طالب را حاصل نشود مگر بنثار آنچه هست يعنى آنچه ديده و شنيده و فهميده همه را بنفى " لا " منفى سازد تا بشهرستان جان که مدينه "الّا " است واصل شود همّتى بايد تا در طلبش کوشيم و جهدى بايد تا از شهد وصلش نوشيم اگر از اين جام نوش کنيم عالمى فراموش کنيم و سالک در اين سفر بر هر خاکى جالس شود و در هر بلادى ساکن گردد از هر وجهى طلب جمال دوست کند و در هر ديار طلب يار نمايد با هر جمعى مجتمع شود و با هر سرى همسرى نمايد که شايد در سرى سرّ محبوب بيند و يا از صورتى جمال محبوب مشاهده کند و اگر در اين سفر باعانت بارى از يار بى نشان نشان يافت و بوى يوسف گمگشته از بَشير احديّه شنيد فوراً بوادى عشق قدم گذارد و از نار عشق بگدازد در اين شهر آسمان جذب بلند شود و آفتاب جهانتاب شوق طالع گردد و نارعشق بر افروزد و چون نار عشق بر افروخت خرمن عقل بکلی بسوخت در اين وقت سالک از خود و از غير خود بيخبر است نه جهل و علم داند و نه شک و يقين نه صبح هدايت شناسد و نه شام ضلالت از کفر و ايمان هر دو در گريز و سمّ قاتلش دلپذير اينست که عطار گفته : کفر کافر را و دين ديندار را ذرهء دردت دل عطّار را مرکب اين وادى درد است و اگر درد نباشد هر گز اين سفر تمام نشود وعاشق در اين رتبه جز معشوق خيالی ندارد و جز محبوب پناهى نجويد و در هر آن صد جان رايگان در ره جانان دهد و در هر قدمى هزار سر در پاى دوست اندازد اى برادر من تا بمصرِ عشق در نيائى بيوسف جمال دوست واصل نشوى و تا چون يعقوب از چشم ظاهرى نگذرى چشم باطن نگشائى و تا بنار عشق نيفروزى بيار شوق نياميزى و عاشق را از هيچ چيز پروا نيست و از هيچ ضُرّى ضرر نه از نار سَردَش بينى و از دريا خشکش يابى نشان عاشق آن باشد که سردش بينى از دوزخ نشان عارف آن باشد که خشکش بينى از دريا عشق هستى قبول نکند و زندگى نخواهد حيات در ممات بيند و عزّت از ذلّت جويد بسيار هوش بايد تا لايق جوش عشق شود و بسيار سر بايد تا قابل ص کمند دوست گردد مبارک گردنى که در کمندش افتد و فرخنده سرى که در راه محبّتش بخاک افتد پس اى دوست از نفس بيگانه شو تا بيگانه پى برى و از خاکدان فانى بگذر تا در آشيان الهى جاى گيرى نيستى بايد تا نار هستى بر افروزى و مقبول راه عشق شوى. نکند عشق نفس زنده قبول نکند باز موش مرده شکار عشق در هر آنى عالمى بسوزد و در هر ديار که علم بر افرازد ويران سازد در مملکتش هستى را وجودى نه و در سلطنتش عاقلانرا مقرّى نه نهنگ عشق اديب عقل را ببلعد و لبيب دانش بشگرد هفت دريا بياشامد وعطش قلبش نيفسرد و هل من مزيد گويد از خويش بيگانه شود و ازهر چه در عالم است کناره گيرد با دو عالم عشق را بيگانگى اندر او هفتاد و دو ديوانگى صد هزار مظلومان در کمندش بسته و صد هزار عارفان به تيرش خسته هر سرخى که در عالم بينى از قهرش دان و هر زردى که در رخسار بينى از زهرش شمر جز فنا دوائى نبخشد و جز در وادى عدم قدم نگذارد و لکن زهرش در کام عاشق از شهد خوشتر و فنايش در نظر طالب از صد هزار بقا محبوبترست پس بايد بنار عشق حجابهاى نفس شيطانى سوخته شود تا روح براى ادراک مراتب سيّد " لو لا ک " لطيف و پاکيزه گردد نار عشقى بر فروز و جمله هستيها بسوز پس قدم بردار و اندر کوى عشّاقان گذار و اگر عاشق بتائيدات خالق از منقار شاهين عشق بسلامت بگذرد در مملکت معرفت وارد شود و از شک بيقين آيد و از ظلمت ضلالت هوى بنور هدايت تقوى راجع گردد و چشم بصيرتش باز شود و با حبيب خود براز مشغول گردد در حقيقت و نياز بگشايد و ابواب مجاز در بندد در اين رتبه قضا را رضا دهد و جنگ را صلح بيند و در فنا معانى بقا درک نمايد و بچشم سَر و سرّ در آفاق ايجاد و انفس عباد اسرار معاد بيند و حکمت صمدانى را بقلب روحانى در مظاهر نا متناهى الهى سير فرمايد در بحر قطره بيند و در قطره اسرار بحر ملاحظه کند دل هر ذرّهء که بشکافى آفتابيش در ميان بينى و سالک در اين وادى در آفرينش حق ببينش مطلق مخالف و مغاير نبيند و در هر آن " ما ترى فى خلق الرّحمن من تفاوت فارجع البصر هل ترى من فطور " گويد در ظلم عدل بيند و در عدل فضل مشاهده کند در جهل علمها مستور بيند و در علمها صد هزار حکمتها آشکار و هويدا ادراک نمايد و قفس و هوى بشکند و بنفس اهل بقاا انس گيرد بنردبانهاى معنوى صعود نمايد و بسماء معانى بشتابد در فُلْک " سنريهم آياتنا فى الافاق و فى انفسهم " ساکن شود و بر بحر " حتى يتبيّنٌ لهم انه الحق " ساير گردد و اگر ظلمى بيند صبر نمايد و اگر قهر بيند مهر آرد حکايت کنند عاشقى سالها در هجر معشوقش جان ميباخت و در آتش فراقش ميگداخت ازغلبه عشق صدرش از صبر خالی ماند و جسمش از روح بيزارى جست و زندگى در فراقرا از نفاق ميشمرد و از آفاق بغايت در احتراق بود و چه روزها که از هجرش راحت نجسته و بسا شبها که از دردش نخفته از ضعف بدن چون آهى گشته و از درد دل چون واى شده بيک شربهء وصلش هزار جان رايگان ميداد و ميسر نميشد طبيبان از علاجش در ماندند و موءانسان از انسش ص ١٠٥ دورى جستند بلی مريض عشق را طبيب چاره نداند مگر عنايت حبيب دستش گيرد بارى عاقبت شجر رجايش ثمر ياءس بخشيد و نار اميدش بيفسرد تا آنکه شبى از جان بيزار شد و از خانه ببازار رفت ناگاه او را عسسى تعاقب نمود او از پيش تازان و عسس از پى دوان تا آنکه عسسها جمع شدند و از هر طرف راه فرار برآن بيقرار بستند و ان فقير از دل ميناليد و باطراف ميدويد و با خود ميگفت اين عسس عزرائيل من است که باين تعجيل در طلب من است و يا شدّاد بلادست که در کين عباد است آن خسته تير عشق بپا دوان بود و بدل نالان تا بديوار باغى رسيد و بهزار زحمت و محنت بالاى ديوار رفت ديوارى بغايت بلند ديد از جان گذشت و خود را در باغ انداخت ديد معشوقش در دست چراغى دارد و تفحص انگشترى مينمايد که از او گم شده بود چون آن عاشق دلداده معشوق دل برده را ديد آهى بر کشيد و دست بدعا بر داشت که اى خدا اين عسس را عزّت ده و دولت بخش و باقى دار که اين عسس جبرئيل بود که دليل اين عليل گشت يا اسرافيل بود که حيات بخش اين ذليل شد و آنچه گفت فى الحقيقه درست بود زيرا ملاحظه شد که اين ظلم منکَر عسس چقدر عدلها در سر داشت و چه رحمتها در پرده پنهان نموده بود بيک قهر تشنه صحراى عشق را ببحر معشوق واصل نمود و ظلمت فراق را بنور وصال روشن فرمود بعيدى را ببستان قرب جاى داد و عليلی را بطبيب قلب راه نمود حال آن عاشق اگر آخر بين بود در اوّل بر عسس رحمت مينمود و دعايش ميگفت و آن ظلم را عدل ميديد چون از آخر محجوب بود در اوّل ناله آغاز نمود و بشکايت زبان گشود و لکن مسافران حديقه عرفان چون آخر را در اوّل بينند لهذا در جنگ صلح و در قهر آشتى ملاحظه کنند و اين رتبه اهل اين وادى است و اهل واديهاى فوق اين وادى اوّل و آخر را يک بينند بلکه نه اوّل بينند نه آخر لا اوّل و لا آخر بينند بلکه اهل مدينهء بقا که در روضهء خضرا ساکنند لا اوّل و لا آخر هم نبينند از اولها در گريزند و باخرها در ستيز زيرا که عوالم اسما را طى نمودهاند و از عوالم صفات چون برق در گذشتهاند چنانچه ميفرمايد "کمال التوحيد نفى الصّفات عنه" و در ظلّ ذات مسکن گرفته‍اند اينست که خواجه عبداللّه قدس اللّه تعالی سرّه العزيز در اين مقام نکته دقيقى و کلمهء بليغى در معنى "اهد نا الصّراط المستقيم" فرمودهاند و آن اينست که بنماى بما راه راست يعنى بمحبت ذات خود مشرف دار تا از التفات بخود و غير تو آزاد گشته بتمامى گرفتار تو گرديم جز تو ندانيم جز تو نبينيم و جز تو نينديشيم بلکه از اين مقام هم بالا روند چنانچه ميفرمايد " المحبّة حجاب بين المحبّ و المحبوب " بيش از اين گفتن مرا دستور نيست در اين وقت صبح معرفت طالع شد و چراغهاى سير و سلوک خاموش گشت وهم موسى با همه نور و هنر شد از آن محجوب تو بى پر مپر اگر اهل راز و نيازى بپرهاى همت اوليا پرواز کن تا اسرار دوست بينى و بانوار محبوب رسى انا لللّه و انّا اليه راجعون و سالک بعد از سير وادى معرفت که آخر مقام تحديد است باول مقام توحيد واصل شود و از کاءس تجريد بنوشد و در مظاهر تفريد سير نمايد در اين مقام حجاب کثرت بر درد و از عوالم شهوت بر پرد و در سماء وحدت عروج نمايد بگوش الهى بشنود و بچشم ربانى اسرار صنع صمدانى بيند بخلوتخانه دوست قدم گذارد و محروم سرادق محبوب شود و دست حق از جيب مطلق بر آرد و اسرار قدرت ظاهر نمايد وصف و اسم و رسم از خود نبيند وصف خود را در وصف حق بيند و اسم حق را در اسم خود ملاحظه نمايد همه آوازها از شه داند و جميع نغمات را از او شنود بر کرسى " قل کلّ من عند اللّه " جالس شود و بر بساط " لا حول و لا قوة الّا باللّه " راحت گيرد و در اشيا بنظر توحيد مشاهده کند و اشراق تجلّى شمس الهى را از مشرق هويت بر همه ممکنات يکسان بيند و انوار توحيد را بر جميع موجودات موجود و ظاهر مشاهده کند و معلوم آنجناب بوده که جميع اختلافات عوالم کون که در مراتب سلوک سالک مشاهده ميکند از نظر خود سالک است مثالی در اين مقام ذکر ميشود تا اين معنى تمام معلوم گردد ملاحظه در شمس ظاهرى فرمائيد که بر همه موجودات و ممکنات بيک اشراق تجلّى مينمايد و افاضه نور بامر سلطان ظهور بر همه اشياء ميفرمايد و ليکن در هر محلّ باقتضاى استعداد آن محل ظاهر ميشود و اعطاى فيض ميکند مثل اينکه در مرآت بقرصها و هياءتها جلوه مينمايد و اين بواسطه لطافت خود مرآت است و در بلور نار احداث ميکند و در ساير اشيا همان اثر تجلّى ظاهر است نه قرص و بان اثر هر شىء را بامر موءثر باستعداد او تربيت ميکند چنانچه مشاهده ميکنيد و همچنين الوان هم باقتضاى محلّ ظاهر ميشود مثل اينکه در زجاجه زرد تجلّى زرد و در سفيد تجلّى سفيد و در سرخ تجلّى سرخ ملاحظه ميشود پس اين اختلافات از محلّ است نه از اشراق ضياء و اگر محل مانع داشته باشد مثل جدار و سقف آن محلّ بالمرّه از تجلّى شمس محروم ماند و آفتاب بر آن نتابد اين است که بعضى از نفوس ضعيفه چون اراضى معرفت را بجدار نفس و هوى و حجاب غفلت و عمى حايل نمودهاند لهذا از اشراق شمس معانى و اسرار محبوب لايزالی محجوب ماندهاند و‌از جواهر حکمت دين مبين سيّد المرسلين دور مانده‌اند و از حرم جمال محروم شدند و از کعبه جلال مهجور اينست رتبه اهل زمان و اگر بلبلی از گِل نفس بر خيزد و بر شاخسار گُل قلب جاى گيرد و بنغمات حجازى و آوازهاى خوش عراقى اسرار الهى ذکر نمايد که حرفى از آن جميع جسدهاى مرده را حيات تازهء جديد بخشد و روح قدسى بر عظام رميمهء ممکنات مبذول دارد هزار چنگال حسد و منقار بغض بينى که قصد او نمايند و با تمام جدّ در هلاکش کوشند بلی جُعَل را بوى خوش ناخوش آيد و مزکوم را رايحهء طيب ثمر ندهد اينست که براى ارشاد عوام گفتهاند دفع کن از مغز و از بينى زکام تا که ريح اللّه در آيد در مشام بارى اختلاف محلّ واضح و مبرهن شد و امّا نظر سالک وقتى در محلّ محدود است يعنى در زجاجات سير مينمايد اينست که زرد و سرخ و سفيد بيند باين جهت است که جدال بين عباد برپا شده و عالم را غبار تيره از انفس محدوده فرا گرفته و بعضى نظر باشراق ضوء دارند و برخى از خمر وحدت نوشيدهاند جز شمس چيزى نبينند پس بسبب سير اين سه مقام مختلف فهم سالکين و بيان ايشان مختلف ميشود اين است که اثر اختلاف در عالم ظاهر شده و ميشود زيرا که بعضى در رتبهء توحيد واقفند و از آن عالم سخن گويند و برخى در عوالم تحديد قائمند و بعضى در مراتب نفس و برخى بالمره محتجبند اينست که جهّال عصر که از پرتو جمال نصيب نبردهاند ببعضى مقال تکلّم مينمايند و در هر عصر و زمان بر اهل لجِّهء توحيد وارد مياورند آنچه را که خود بان لايق و سزاوارند " و لو يوءاخذ اللّه الناس بما کسبوا ما ترک علی ظَهرها من دابّةٍ و لکن يوءخرّهم الی اجل مسمّى " اى برادر من قلب لطيف بمنزلهء آئينه است آن را بصيقل حبّ و انقطاع از ما سوى اللّه پاک کن تا آفتاب حقيقى در آن جلوه نمايد و صبح ازلی طالع شود معنى " لا يسعنى ارضى و لا سمائى و لکن يسعنى قلب عبدى الموءمن " را آشکار و هويدا بينى و جان در دست گيرى و بهزار حسرت نثار يار تازه نمائى و چون انوار تجلی سلطان احديّه بر عرش قلب و دل جلوس نمود نور او در جميع اعضا و ارکان ظاهر ميشود آن وقت سرّ حديث مشهور سر از حجاب ديجور بر آرد " لازال العبد يتقرّب الّى بالنّوافل حتى احببته فاذا احببته کنتُ سمعه الذى يسمع به " الخ زيرا که صاحب بيت در بيت خود تجلی نموده و ارکان بيت همه از نور او روشن و منوّر شده وفعل و اثر نور از منير است اينست که همه باو حرکت نمايند و باراده او قيام کنند و اينست آن چشمهء که مقربين از آن مى نوشند چنانچه ميفرمايد " عينا يشرب بها المقربون " و ديگر انکه مباد در اين بيانات رايحهء حلول و يا تنزّلات عوالم حق در مراتب خلق رود و بر آنجناب شبهه شود زيرا که بذاته مقدس است از صعود و نزول و از دخول و خروج لم يزل از صفات خلق غنى بوده و خواهد بود و نشناخته او را احدى و بکنه او راه نيافته نفسى کلّ عرفا در وادى معرفتش سرگردان و کلّ اوليا در ادراک ذاتش حيران منزّه است از ادراک هر مدرکى و متعالی است از عرفان هر عارفى السّبيل مسدود و الطّلب مردود دليله آياته و وجوده اثباته اينست که عاشقان روى جانان گفته‍اند " يا من دلّ علی ذاته بذاته و تنزّه عن مجانسته مخلوقاته " عدم صرف کجا تواند در ميدان قِدم اسب دواند و سايهء فانى کجا بخورشيد باقى رسد حبيب "لولاک ما عرفناک" فرموده و محبوب "او ادنى ما بلغناک" گفته بلی اين ذکرها که در مراتب عرفان ذکر ميشود معرفت تجلّيات آن شمس حقيقت است که در مرايا تجلی ميفرمايد و تجلی آن نور در قلوب هست و لکن بحجبات نفسانيّه و شوءنات عرضيّه محجوبست چون شمع زير فانوس حديد چون فانوس مرتفع شد نور شمع ظاهر گردد و همچنين چون خرق حجبات افکيّه از وجه قلب نمائى انوار احديّه طالع شود پس معلوم شد که ازبراى تجلّيات هم دخول و خروج نيست تا چه رسد بان جوهر وجود و سرّ مقصود اى برادر من در اين مراتب از روى تحقيق سير نما نه از روى تقليد و سالک را دور باش کلمات منع نکند و هيمنه اشارت سد ننمايد. پرده چه باشد ميان عاشق و معشوق سدّ سکندر نه مانع است و نه حائل اسرار بسيار و اغيار بيشمار سرّ محبوب را دفترها کفايت نکند و باين الواح اتمام نيابد با اينکه حرفى بيش نيست و رمزى بيش نه "العلم نقطةٌ کثّره الجاهلون" و از همين مقام اختلافات عوالم را هم ملاحظه کن اگر چه عوالم نا متناهى است و لکن بعضى چهار رتبه ذکر نموده‌اند عالم زمان و آن آنست که از براى او اوّل و آخر باشد و عالم دهر يعنى اوّل داشته باشد و آخرش پديد نباشد و عالم سرمد که اوّلی ملاحظه نشود و آخرش مفهوم شود و عالم ازل که نه اوّلی مشاهده شود و نه آخرى اگر چه در اين بيانات اختلاف بسيار است اگر تفصيل ذکر شود کسالت افزايد چنانچه بعضى عالم سرمد را بى ابتدا و انتها گفته‌اند و عالم ازل را غيب منيع لا يدرک ذکر نمودهاند و بعضى عوالم لاهوت و جبروت و ملکوت و ناسوت گفتهاند و سفرهاى سبيل عشق را چهار شمرده اند من الخلق الی الحق و من الحق الی الخلق و من الخلق الی الخلق و من الحق الی الحق و همچنين بسيار بيانات از عرفا و حکماى قبل هست که بنده متعرض نشدم و دوست ندارم که اذکار قبل بسيار اظهار شود زيرا که اقوال غير را ذکر نمودن دليل است بر علوم کسبى نه بر موهبت الهى و لکن اينقدر هم که ذکر شد بواسطه عادت ناس است و تاسّى باصحاب و علاوه بر اين درين رساله اين بيانات نگنجد و عدم اقبال بذکر اقوال ايشان نه از غرور است بل بواسطهء ظهور حکمت و تجلی موهبت است گر خضر در بحر کشتى را شکست صد درستى در شکست خضر است و الا اين بنده خود را در ساحت يکى از احباى خدا معدوم ميدانم و مفقود مى شمرم تا چه رسد در بساط اوليا فسبحان ربّى الاعلی و از اينها گذشته مقصود ذکر مراتب سالکين است نه بيان اقوال عارفين اگر چه مثال مختصرى در اول و آخر عالم نسبى و اضافى زده شد مجدّد مثالی ديگر ذکر ميشود تا تمام معانى در قميص مثالی ظاهر شود مثلاً آنجناب در خود ملاحظه فرمايند که نسبت به پسر خود اوّلند و نسبت بپدر خود آخر و در ظاهر حکايت از ظاهر قدرت ميکنيد در عوالم صنع الهى و در باطن بر اسرار باطن که وديعه الهيّه است در شما پس صدق اوليّت و آخريت و ظاهريّت و باطنيّت باين معنى که ذکر شد بر شما مى کند تا در اين چهار رتبه که بشما عنايت شد چهار رتبهء الهيّه را ادراک فرمائيد تا بلبل قلب بر جميع شاخسارهاى گل وجود از غيب و شهود ندا کند بانّه هو الاوّل و الآخر و الظّاهر والباطن و اين ذکرها در مراتب عوالم نسبت ذکر ميشود و الّا آن رجالی که بقدمى عالم نسبت و تقييد را طى نمودهاند و بر بساط خوش تجريد ساکن شدهاند و در عالمهاى اطلاق و امر خيمه بر افروختهاند جميع اين نسبتها را بنارى سوختهاند و همهء اين الفاظ را بنمى محو نمودهاند و در يم روح شناورى مينمايند و در هواى قدس نور سير ميکنند ديگر الفاظ در اين رتبه کجا وجود دارد تا اوّل يا آخر يا غير اينها معلوم شود و مذکور آيد در اين مقام اوّل نفس و آخر نفسِ اوّل است آتشى از عشق جانان بر فروز سر بسر فکر و عبادت را بسوز ايدوست من در خود ملاحظه فرما که اگر پدر نميشدى و پسر نديده بودى اين الفاظ هم نشنيده بودى پس حال همه را فراموش کن تا در مصطبه توحيد نزد اديب عشق بياموزى و از "انّا" به "راجعون" رجعت کنى و از باطن مجازى بمقام حقيقى خود واصل کردى و در ظل شجرهء دانش ساکن شوى اى عزيز نفس را فقير نما تا در عرصه بلند غنا وارد شوى و جسد را ذليل کن تا از شريعهء عزت بياشامى و بجميع معانى اشعار که سوءال فرمودى برسى پس معلوم شد که اين مراتب بسته بسير سالک است و در هر مدينه عالمى بيند و در هر وادى بچشمهء رسد و در هر صحرا نغمهء شنود ولی شاهباز هواى معنوى را شهنازهاى بديع روحانى در دل است و مرغ عراقى را آوازهاى خوش حجازى در سر و لکن مستور بوده و مستور خواهد بود گر بگويم عقلها بر هم زند ور نويسم بس قلمها بشکند و السّلام علی من قطع هذا السّفر الاعلی و اتّبع الحقّ بانوار الهدى و سالک بعد از قطع معارج اين سفر بلند اعلی در مدينه استغنا وارد ميشود و در اين وادى نسايم استغناى الهى را بيند که از بيداى روح مى وزد و حجابهاى فقر را ميسوزد و " يومَ يغنِى اللّه کلاً من سعته " را بچشم ظاهر و باطن در غيب و شهاده اشيا مشاهده فرمايد از حزن بسرور در آيد و از غم بفرح راجع شود قبض و انقباض را به بسط و انبساط تبديل نمايد مسافران اين وادى اگر در ظاهر بر خاک ساکنند امّا در باطن بر رفرف معانى جالس و از نعمتهاى بى زوال معنوى مرزوقند و از شرابهاى لطيف روحانى مشروب زبان در تفصيل اين سه وادى عاجز است و بيان بغايت قاصر قلم در اين عرصه قدم نگذارد و مداد جز سواد ثمر نيارد بلبل قلب را در اين مقامات نواهاى ديگر است و اسرار ديگر که دل از او بجوش و روح در خروش و لکن اين معماى معانى را دل بدل بايد گفت و سينه بسينه بايد سپرد شرح حال عارفان دل بدل تواند گفت اين نه شيوهء قاصد و اين نه حد مکتوبست واسکت عجزاً عن امور کثيرةٍ بنطقى لن تحصى و لو قلت قلّت اى رفيق تا بحديقهء اين معانى نرسى از خمر باقى اين وادى نچشى و اگر چشى از غير چشم پوشى و از باده استغنا بنوشى و از همه بگسلی و باو پيوندى و جان در رهش بازى و روان رايگان بر افشانى اگر چه غيرى در اين مقام نيست تا چشم پوشى " کان اللّه و لم يکن معه من شىء زيرا که سالک در اين رتبه جمال دوست را در هر شىء بيند از نار رخسار يار بيند و در مجاز رمز حقيقت ملاحظه کند و از صفات سرّ هويت مشاهده نمايد زيرا پرده ها را باهى سوخته و حجابها را بنگاهى بر داشته ببصر حديد در صنع جديد سير نمايد و بقلب رقيق آثار دقيق ادراک کند و جعلنا اليوم بصرک حديداً شاهد مقال و کافى احوال است و سالک بعد از سير مراتب استغناى بحت در وادى حيرت واصل ميشود و در بحرهاى عظمت غوطه ميخورد و در هر آن بر حيرتش مى افزايد گاهى هيکل غنا را نفس فقر مى بيند و جوهر استغنا را صرف عجز گاهى محو جمال ذوالجلال ميشود و گاهى از وجود خود بيزار اين صرصر حيرت چه درختهاى معانى را که از پا انداخت و چه نفوسها را که از نفس بر انداخت زيرا که اين وادى سالک را در انقلاب آورد و ليکن اين ظهورات در نظر واصل بسيار محبوب و مرغوب است و در هر آن عالم بديعى و خلق جديدى مشاهده کند و حيرت بر حيرت افزايد محو صنع جديد سلطان احديّه شود بلی اى برادر اگر در هر خلقى تفکرّ نمائيم صد هزار حکمت بالغه بينيم و صد هزار علوم بديعه بياموزيم از جمله مخلوقات نوم است ملاحظه کن چقدر اسرار در او وديعه گذاشته شده است و چه حکمتها در او مخزون گشته است و چه عوالم در او مستور مانده ملاحظه فرمائيد که شما در بيتى ميخوابيد و درهاى آن بيت بسته است يکمرتبه خود را در شهر بعيدى مشاهده ميکنيد بى حرکت رجل و تعب جسد بان شهر داخل ميشويد و بى زحمت چشم مشاهده مى کنيد و بى محنت گوش مى شنويد و و بى لسان تکلّم مينمائيد و گاهست که آنچه امشب ديده ايد ده سال بعد در عالم زمان بحسب ظاهر بعينه آنچه در خواب ديدهايد مى بينيد حال چند حکمت است که در اين نوم مشهود است و غير اهل اين وادى بر کما هى نمى کنند اوّل آنکه آن چه عالم است که بى چشم و گوش و دست و لسان حکم همهء اينها در او معمول ميشود و ثانى انکه در عالم ظهور اثر خواب را امروز مشاهده ميکنى و ليکن اين سير را در عالم نوم در ده سال قبل ديدهء حال تفکر نما فرق اين دو عالم و اسرار مودعه آن را تا بتاءييدات و مکاشفات سبحانى فائز شوى و پى بعالم قدس برى و اين آيات را حضرت بارى در خلق گذاشته تا محقّقين انکار اسرار معاد نکنند و بانچه وعده داده شده اند سهل نشمرند مثل اينکه بعضى تمسک بعقل جسته و آنچه بعقل نيايد انکار نمايند و حال آنکه هر گز عقول ضعيفه همين مراتب مذکوره را ادراک نکند مگر عقل کلّى ربّانى عقل جزئى کى تواند گشت بر قرآن محيط عنکبوتى کى تواند کرد سيمرغى شکار و اين عوالم کلّ در وادى حيرت دست دهد و مشاهده گردد و سالک در هر آن زيادتى طلب نمايد و کسل نشود اين است که سيّد اوّلين و آخرين در مراتب فکرت و اظهار حيرت " ربّ زدنى فيک تحيّرا " فرموده و همچنين تفکر در تماميّت خلق انسان کن که اين همه عوالم و اين همه مراتب در او منطوى و مستور شده اتحسب انّک جرمُ صَغير و فيک انطوى العالم الاکبر پس جهدى بايد که رتبهء حيوانى معدوم کنيم تا معنى انسانى ظاهر شود همچنين لقمان که از چشمه حکمت نوشيده و از بحر رحمت چشيده بپسرش ناتان بجهت اثبات مقامات حشر و موت همين خواب را دليل آورده و مثل زده درين مقام ذکر مينمائيم تا ذکرى از آن جوان مصطبهء توحيد و پير مراتب تعليم و تجريد از ين بنده فانى باقى بماند فرمود اى پسر اگر قادر باشى که نخوابى پس قادرى بر آنکه نميرى و اگر بتوانى بعد از خواب بيدار نشوى ميتوانى که بعد از مرگ محشور نگردى اى دوست دل که محلّ اسرار باقيه است محل افکار فانيه مکن و سرمايه عمر گرانمايه را باشتغال دنياى فانيه از دست مده از عالم قدسى بتراب دل مبند و اهل بساط انسى وطن خاکى مپسند بارى ذکر اين مراتب را انتهائى نه و اين بنده را از صدمهء اهل روزگار احوالی نه اين سخن ناقص بماند و بيقرار دل ندارم بيدلم معذور دار قلم ناله ميکند و مداد ميگريد و جيحون دل خون موج ميزند " لن يصيبنا الا ما کتب اللّه لنا " و السّلام علی من اتبع الهدى و سالک بعد از ارتقاى بمراتب بلند حيرت بوادى فقر حقيقى و فناى اصلی وارد شود و اين رتبه مقام فناى از نفس و بقاى بالّله است و فقر از خود و غناى بمقصود است و در اين مقام که ذکر فقر ميشود يعنى فقير است از آنچه در عالم خلق است و غنى است بانچه در عوالم حق است زيرا که عاشق صادق و حبيب موافق چون بلقاى محبوب و معشوق رسيد از پرتو جمال محبوب و آتش قلب حبيب نارى مشتعل شود و جميع سرادقات و حجباترا بسوزاند بلکه آنچه با اوست حتى مغز و پوست محترق گردد و جز دوست چيزى نماند چون تجلی کرد اوصاف قديم پس بسوزد وصف حادث را کليم و در اين مقام واصل مقدس است از آنچه متعلق بدنياست پس اگر در نزد واصلين بحر وصال از اشياء محدوده که متعلق بعالم فانى است يافت نشود چه از اموال ظاهريّه باشد و چه از تفکرّات نفسيّه باءسى نيست زيرا که آنچه نزد خلق است محدود است بحدود ايشان و آنچه نزد حق است مقدّس از آن اين بيان را بسيار فکر بايد تا پايان آشکار شود " انّ الابرار يشربون من کاس کان مزاجها کافورا " اگر معنى کافور معلوم شود مقصود حقيقى معلوم گردد اين مقام از فقرست که ميفرمايد " الفقر فخرى " و از براى فقر باطنى و ظاهرى مراتبها و معنيهاست که ذکر آنرا مناسب اين مقام نديدم لهذا بعهدهء وقتى گذاشتم تا خدا چه خواهد و قضا چه امضا نمايد و اين مقام است که کثرات کل شىء در سالک هالک شود و طلعت وجه از مشرق بقا سر از غطا بيرون آورد و معنى " کل شىء هالک الّا وجهه " مشهود گردد اى حبيب من نغمات روح را بجان و دل گوش کن و چون بصر حفظش نما که هميشه ايّام معارف الهى بمثابه ابر نيسانى بر اراضى قلوب انسانى جارى نيست اگر چه فيض فيّاض را تعطيلی و تعويقى نه و لکن هر زمان و عصر را رزقى معلوم و نعمتى مقدرست و بقدر و اندازه افاضه ميشود " و ان من شىء الّا عندنا خزآئنه و ما ننزّله الّا بقدر معلوم " سحاب رحمت جانان جز بر رياض جان نبارد و در غير بهاران اين کرم نفرمايد فصول ديگر را ازين فضل اکبر نصيبى نيست و اراضى جرزه را ازين کرم قسمتى نه اى برادر هر بحرى لوءلوء ندارد و هر شاخى گل نيارد و بلبل بر آن نسرايد پس تا بلبل بوستان معنوى بگلستان الهى باز نگشت و انوار صبح معانى بشمس حقيقى راجع نشد سعى کنيد که شايد در اين گلخن فانى بوئى از گلشن باقى بشنويد و در ظل اهل اين مدينه جاويد بمانيد و چون باين رتبهء بلند اعلی رسيدى و باين درجهء عظمى فائز شدى يار بينى و اغيار فراموش کنى يار بى پرده از در و ديوار در تجلّى است يا اولی الابصار از قطرهء جان گذشتى و ببحر جانان واصل شدى اينست مقصودى که طلب فرمودى انشا اللّه بان فائز شوى در اين مدينه حجبات نور هم خرق ميشود و زايل ميگردد " لا لجماله حجابُ سوى النّور و لا لوجهه نقاب الّا الظّهور " اى عجب که يار چون شمس آشکار و اغيار در طلب زخارف و دينار بلی از شدّت ظهور پنهان مانده و از کثرت بروز مخفى گشته حق عيان چون مهر رخشان آمده حيف کاندر شهر کوران آمده در اين وادى سالک مراتب وحدت وجود و شهود را طى نمايد و بوحدتى که مقدّس ازين دو مقام است واصل گردد احوال پى باين مقال برد نه بيان و جدال و هر کس درين محفل منزل گزيده و يا ازين رياض نسيمى يافته ميداند چه عرض ميشود و سالک بايد در جميع اين اسفار بقدر شعرى از شريعت که فى الحقيقه سرّ طريقت و ثمرهءشجره حقيقت است انحراف نورزد و در همه مراتب بذيل اطاعت اوامر متشبّث باشد و بحبل اعراض از مناهى متمسّک تا از کاءس شريعت مرزوق شود و بر اسرار حقيقت واقف گردد و هر چه از بيانات اين بنده مفهوم نشود و تزلزلی احداث کند بايد مجدّد سوءال شود تا شبهه نماند و مقصود چون طلعت محبوب از مقام محمود ظاهر گردد و اين اسفار که آن را در عالم زمان انتهائى پديد نيست سالک منقطع را اگر اعانت غيبى برسد و ولىّ امر مدد فرمايد اين هفت رتبه را در هفت قدم طى نمايد بلکه در هفت نفس بلکه در يکنَفس اذا شاء اللّه و اراد و ذلک من فضله علی من يشاء طايران هواى توحيد و واصلان لجّه تجريد اين مقام را که مقام بقاء بالّله است درين مدينه منتهى رتبه عارفان و منتهى وطن عاشقان شمرده اند و نزد اين فانى بحر معنى اين مقام اوّل شهر بند دلست اوّل ورود انسان است بمدينه قلب و قلب را چهار رتبه مقرّرست اگر اهلش يافت شد مذکور آيد چون قلم در وصف اينحالت رسيد هم قلم بشکست و هم کاغذ دريد و السّلام اى حبيب من اين غزال صحراى احديّه را کلابى چند در پى و اين بلبل بستان صمديّه را منقارى چند در تعاقب و اين طاير هواى الهى را غراب کين در کمين و اين صيد برّ عشق را صيّاد حسد در عقب اى شيخ همت را زجاج کن که شايد اين سراج را از بادهاى مخالف حفظ نمايد اگر چه اين سراج را اميد چنان است که در زجاجه الهى مشتعل گردد و در مشکوة معنوى بر افروزد زيرا گردنى که بعشق الهى بلند شد البته بشمشير افتد و سرى که بحبّ بر افراخت البته بباد رود و قلبى که بذکر محبوب پيوست البتّه پر خون گردد فنعم ما قال و عش خاليا فالحب راحته عنا فاوّله سقم و آخره قتل و السّلام علی من اتبع الهدى آنچه از بدايع فکر در معنى طير معروف که بفارسى گنجشک مينامند ذکر فرمودند معلوم و محقّق شد گويا بر اسرار معانى واقف شده اند و لکن هر حرفى را در هر عالمى باقتضاى آن مقصودى مقرّر است بلی سالکين از هر اسمى رمزى و از هر حرفى سرى ادراک مينمايند و اين حروفات در مقامى اشاره بتقديس است ک اى کفّ نفسک عمّا يشتهيه هوئک ثمّ اقبل الی مولئک ن نزه نفسک عمّا سوئه لتفدى بروحک فى هوئه ج جانب جناب الحق ان بقى فيک من صفات الخلق ش اشکر ربّک فى ارضه ليشکرک فى سمائه و ان کانت السّماء فى عالم الاحديه نفس ارضه ک کفّر عنک الحُجبات المحدودة لتعرف ما لا عرفته من المقامات القدسية و انک لو تسمع نغمات هذه الطّير الفانية لتطلب من الکوءس الباقية الدّائمة و تترک الکوءب الفانية الزائلة و السّلام علی من اتّبع الهدى

(٦٩)
چهار وادى
هو العزيز المحبوب
اى ضياء الحق حسام الدين راد
که فلک و ارکان چه تو شاهى نزاد

نميدانم چرا يک مرتبه رشته محبت را گسيختيد و عهد محکم مودت را شکستيد مگر خدا نکرده قصورى در ارادت بهمرسيد و يا فتورى در خلوص نيّت پيدا گشت که از نظر محو شدم و سهو آمدم چه مخالفت بديدى که ملاطفت بريدى مگر آنکه ما ضعيفيم و تو احتشام دارى و يا بيک تير از کارزار بر گشتى مگر نشنيدهايد استقامت شرط راه است و دليل ورود بارگاه " انّ الّذين قالوا ربّنا اللّه ثم استقاموا تتنزّل عليهم الملئکة و ديگر ميفرمايد " فاستقم کما امرت " لهذا مستقرين بساط وصول را اين سلوک لازم و واجب است من آنچه شرط بلاغ است باتو ميگويم تو خواه از سخنم پند گير و خواه ملال اگر چه زيارت جواب نامه ننموده ذکر ارادت نزد عقلا خطا و بيجاست و لکن محبت بديع ذ کر و قواعد قويم را منسوخ نمود و معدوم کرد قصه ليلی مخوان و غصه مجنون عشق تو منسوخ کرد ذکر اوائل نام تو ميرفت عاشقان بشنيدند هر دو برقص آمدند سامع و قائل فى حکمة الالهيه و تنسييه الربانيّة من سر هر ماه سه روز اى صنم بى گمان بايد که ديوانه شوم هان که امروز اوّل سه روزه است روز فيروز است نه فيروزه است شنيدم براى تبحيث و تدريس بتبريز و تفليس حرکت فرموده ايد و يا براى عروج معارج بسنندج تشريف بردهايد اى سيّد من متصاعدان سموات سلوک از چهار طايفه بيش نيستند مختصرى ذکر ميشود که در آن خدمت معلوم و مبرهن گردد که هر طايفه را چه علامت است و چه مرتبت اوّل اگر سالکان از طالبان کعبهء مقصودند اين رتبه متعلق بنفس است و لکن نفس اللّه القائمة فيه بالسّنن مراد است و در اين مقام نفس محبوب است نه مردود و مقبول نه مقهور اگر چه در اوّل اين رتبه محلّ جدال است و ليکن آخر آن جلوس برعرش جلال چنانچه ميفرمايد اى خليل وقت و ابراهيم هش اين چهار اطيار رهزن را بکش تا بعد از ممات سرّ حيات ظاهر شود و اين مقام نفس مرضيّه است که ميفرمايد " فادخلی فى عبادى و ادخلی جنّتى " اين مقام را اشارات بسيار است و دلالات بيشمار اينست که ميفرمايد سنريهم آياتنا فى الافاق و فى انفسهم حتى تيبيّن لهم انّه الحق لا اله الّا هو پس معلوم ميشود که کتاب نفس را بايد مطالعه نمود نه رساله نحو را چنانچه ميفرمايد " اقرء کتابک و کفى بنفسک اليوم حسيبا " حکايت آورده اند که عارف الهى با عالم نحوى همراه شدند و همراز گشتند تا رسيدند بشاطى بحر العظمه عارف بى تامّل توسّل فرموده و بر آب راند و عالم نحوى چون نقش بر آب محو گشته مبهوت ماند بانگ زد عارف که چون عنان پيچيدى گفت اى برادر چکنم چون پاى رفتنم نيست سر نهادن اولی بود گفت آنچه از سيبويه و قولويه اخذ نموده و از مطالب ابن حاجب و ابن مالک حمل فرمودهء بريز و از آب بگذر محو ميبايد نه نحو اينجا بدان گر تو محوى بيخطر بر آب ران و ديگر ميفرمايد " لا تکونوا کالذين نسوا اللّه فانسا هم انفسهم اولئک هم الفاسقون " و اگر سالکان از ساکنان حجره محمودند اين مقام راجع بعقل ميشود که او را پيغمبر مينامند و رکن اعظم دانند ليکن عقل کلی ربّانى مقصود است که در اين رتبه تربيت امکان و اکوان بسلطنت اوست نه هر عقل ناقص بيمعنى چنانچه حکيم سنائى ميگويد عقل جزئى کى تواند گشت بر قرآن محيط عنکبوتى کى تواند کرد سيمرغى شکار عقل اگر خواهى که ناگه در عقليت نفکند گوش گيرش در دبيرستان الرّحمن در آر و در اين مقام تلاطم بسيار است و طماطم بيشمار گاهى سالک را متصاعد مينمايد و گاهى متنازل اين است که ميفرمايد مرة تجذبنى الی عرش العماء ومرة تهلکنى بنار الاغمآء چنانچه سرّ مکنونه از ايه مبارکه کهف در اين مقام معلوم ميشود که ميفرمايد " و ترى الشمس اذا طلعت تزاور عن کهفهم ذات اليمين و اذا غربت تقرضهم ذات الشمال وهم فى فجوة منه ذلک من آيات اللّه من يَهد اللّه فهو المهتد و من يضلل فلن تجد له وليّاً مرشداً "اگر کسى اشارات همين يک آيه را مطّلع شود او را کافى است اين است که در وصف اين رجال ميفرمايد " رجال لا تلهيهم تجارة و لا بيع عن ذکر اللّه " اين مقام ميزان است و پايان امتحان و در اين رتبه هم استفاده ضرور ندارد و در تعليم سالکين اين لجّه ميفرمايد " اتقوا اللّه يعلمکم اللّه " و همچنين ميفرمايد " العلم نور يقذفه اللّه علی قلب من يشاء " پس بايد محلّ را آماده نمود و مستعد نزول عنايت شد تا که ساقى کفايت خمر مکرمت از زجاجه رحمت بنوشاند " الا انّ بذلک فليتنافس المتنافسون " و حينئذٍ اقول انا للّه و انا اليه راجعون و اگر عاشقان از عاکفان بيت مجذوبند اين سرير سلطنت را جز طلعت عشق جالس نتواند شد اين مقام را شرح نتوانم و وصف ندانم با دو عالم عشق را بيگانگى وندر او هفتاد و دو ديوانگى مطرب عشق اين زند وقت سماع بندگى بند و خداوندى صداع اين رتبه صرف محبت ميطلبد و زلال مودّت ميجويد و در وصف اين اصحاب ميفرمايد " الذين لايسبقونه بالقول و هم بامره يعملون " اين مقام نه سلطنت عقل را کفايت مينمايد و نه حکومت نفس را چنانچه نبيّى از انبياء اللّه عرض نمود الهى کيف الوصول اليک قال الق نفسک ثم تعال ايشان قومى هستند که صفّ نعال را با صدر جلال يک دانند و ايوان جمال را با ميدان جدال در سبيل محبوب يک شمرند و معتکفين اين بيت مطلب ندانند و مرکب برانند جز نفس دوست از دوست هيچ نبينند کلّ الفاظ را مهمل دانند و جميع مهملات را مستعمل دارند سر از پا نشناسند و دست از پا فرق نيابند سراب را نفس آب گويند و ذهاب را سرّ اياب خوانند اينست که ميگويند وصفى ز حسن روى تو در خانقه فتاد صوفى طريق خانه خمّار بر گرفت عشقت بناى صبر بکلی خراب کرد جورت در اميد بيکبار بر گرفت در اين مقام تعليم و تعلم البته عاطل ماند و باطل گردد عاشقان را شد مدرّس حسن دوست دفتر درس و سبقشان روى اوست درسشان آشوب و شور و ولوله نى زيادات است و باب سلسله سلسله اين قوم جعد مشکبار مساءله دور است امّا دور يار فى المناجات اللّه تبارک و تعالی اى خدا اى لطف تو حاجت روا با تو ياد هيچکس نبود روا ذزّهء علمى که در جان من است وا رهانش از هوا و خاک پست قطرهء دانش که بخشيدى ز پيش متّصل گردان بدرياهاى خويش اذاً اقول لا حول و لا قوة الا باللّه المهيمن القيوم و اگر عارفان از واصلان طلعت محبوبند اين مقام عرش فواءد است و سرّ رشاد اين محلّ رمز يفعل ما يشاء و يحکم ما يريد است که اگر کل من فى السّموات و الارض الی يوم ينفح فى الصّور شرح اين رمز شريف و سرّ لطيف را فرمايند البته از عهدهء حرفى بر نيايند و احصا نتوانند زيرا که اين مقام قَدَر است و سرّ مقدّر اينست که سوءال نمودند از اين مساءله فرمودند " بحرٌ ذخارٌ لا تلجه ابداً " باز سوءال فرمودند فرمودند " ليلٌ وامسٌ لا تسلکه و هر کس ادراک اين رتبه نمود البته ستر نمايد و اگر رشحى اظهار دارد و يا ابراز نمايد البته سر او بر دار مرتفع خواهد شد با وجود اين قسم بخدا که اگر طالب مشهود مى گشت مذکور مى آمد زيرا که ميفرمايد " الحبّ شرفٌ لم يکن فى قلب الخائف الرّاهب و انّ السّالک الی اللّه فى منهج البيضاء و الرّکن الحمرا لن يصل الی مقام وطنه الّا بکفّ الصّفر عمّا فى ايدى النّاس و من لم يخف اللّه اخافه اللّه من کلّ شىء و من خاف اللّه يخاف منه کلّ شىء " پارسى گو گر چه تازى خوشتر است عشق را خود صد زبان ديگر است چه مليح است اين فرد در اين مقام گر درّ عطا بخشد اينک صدفش دلها ور تير بلا آيد اينک هدفش جانها و اگر مخالف حکم کتاب نمى بود البته قاتل خود را از مال خود قسمت ميدادم و ارث ميبخشيدم و منتش ميبردم و دستش بر چشم ميماليدم و ليکن چکنم نه مال دارم نه سلطان قضا چنين امضا فرموده حينئذ اجد رايحة المسک من قمص الهآء عن يوسف البهاء کانّى وجدتها قريباً ان انتم تجدونها بعيداً بوى جانى سوى جانم ميرسد بوى يار مهربانم ميرسد از براى حق صحبت سالها بازگو حالی از آن خوش حالها تا زمين و آسمان خندان شود عقل و رو ح و ديده صد چندان شود اين محلّ صحو بحت و محو بات است محبت را در اين رتبه راهى نيست و مودّت را مقامى نه چنانچه ميفرمايد " المحبّته حجابٌ بين المحب و المحبوب " محبت در اين مقام قمص و حجاب ميشود و آنچه غير از او است غطا ميگردد اين است که حکيم سنائى ميگويد سوى آن دلبر نپويد هيچ دل با آرزو با چنان گُل رخ نخسبد هيچ تن با پيرهن زيرا که اين عالم امر است و منزه از اشارات خلق رجال اين بيت بر بساط نشاط با کمال فرح و انبساط الوهيّت مينمايند و ربوبّيت ميفرمايند و بر نمارق عدل متمکّن شدهاند و حکم ميرانند و هر ذى حقى را بقدر و اندازه عطا ميفرمايند و شاربان اين کاءس در قباب عزت فوق عرش قدم ساکنند و در خيام رفعت بر کرسى عظمت جالس الذّين " لا يرون فيها شمساً و لا زمهريراً " در اين رتبه سموات علی با ارض ادنى تعارض ندارد و تفاوت نجويد زيرا که مقام الطاف است نه بيان اضداد اگر چه در هر آن در شأن بديع جلوه نمايند يک شأن بيش نيست اين است که در اين مقام ميفرمايد " لا يشغله شأن عن شأن " و در مقام ديگر " کل يوم هو فى شأن " - ذلک من طعام الذى لم يتسنّه طعمه و لن يتغير لونه اگر قدرى ميل فرمائى البته اين آيه را تلاوت مينمائى " وجّهت وجهى للّذى فطر السّموات و الارض حنيفاً مسلماً و ما انا من المشرکين " و کذلک نرى ابراهيم ملکوت السّموات و الارض ليکون من الموقنين " اذا فادخل يدک فى جيبک ثم اخرجها بالقوة لتشهدها نوراً للعالمين چه لطيف است اين ماء عذب ازيد ساقى محبور و چه رقيق است اين خمر طهور از دست طلعت مخمور و چه نيکوست اين طعام سرور از کوءس کافور هنيئاً لمن شرب منها و عرف لذّتها و بلغ الی مقام معرفتها بيش از اين گفتن مرا در خوى نيست بحر را گنجايش اندر جوى نيست زيرا که سرّ اين بيان در کنائز عصمت مکنون است و در خزائن قدرت مخزون منزه از جواهر بيان است و مقدس از لطائف تبيان حيرت در اين مقام بسيار محبوب است و فقر بحت بسيار مطلوب اينست که ميفرمايد " الفقر فخرى " و ديگر ذکر شده للّه تحت قباب العزّ طائفة اخفاهم فى ردآء الفقر اجلالاً آنها هستند که از چشم او ملاحضه نمايند و از گوش او گوش دارند چنانچه در حديث مشهور مذکور است اخبار و آيات آفاقى و انفسى در اين رتبه بسيار و لکن بدو حديث اکتفا ميرود تا نورى باشد از براى مطالعين و سرورى باشد براى مشتاقين اول اينست که ميفرمايد " عبدى اطعنى حتى اجعلک مثلی انا اقول کن فيکون و انت تقول کن فيکون " و ثانى اين است که ميفرمايد " يا ابن آدم لا تاءنس باحدٍ ما وجدتنى و متى اردتنى وجدتنى باراً قريباً " آنچه مذکور شد از اشارات بديعه و دلالات منيعه راجع است بحرف واحد و نقطهء واحده ذلک من سنّة اللّه و لن تجد لسنّة اللّه تبديلاً و لا تحويلا مدتى است که اين نوشته را بياد شما شروع نمودم و چون کاغذ قبل ملاحظه نشد قدرى ابتدا گله و شکايت رفت و ليکن توقيع تازه رفع نمود و سبب شد که رقعه را ارسال نمايم ذکر حبّ بنده در آن حضرت احتياج اظهار ندارد و کفى بالّله شهيدا و در خدمت جناب شيخ محمّد سلّمه اللّه تعالی باين دو فرد اکتفا نمودم معروض دارند من کوى تو جويم که به از عرش برين است من روى تو بينم که به از باغ جنان است اذا عرضت امانة العشق علی القلم ابى ان يحملها فصار منصعقاً فلمّا افاق قال سبحانک انّى تبت اليک و انا اول المستغفرين و الحمد اللّه ربّ العالمين شرح اين هجران و اين سوز جگر اين زمان بگذار تا وقت دگر خوشتر آن باشد که سرّ دلبران گفته آيد در حديث ديگران فتنه و آشوب خون ريزى مجو بيش ازين از شمس تبريزى مگو و السّلام عليکم و علی من طاف حولکم و فاز بلقائکم آنچه بنده از پيش عرض نمودم مگس ميل فرمود اين از خوبى مرکب ميشود اگر چه سعدى در اين مقام فردى ذکر نموده من دگر چيز نخواهم بنويسم که مگس زحمتم ميدهد از بسکه سخن شيرين است ديگر دست از تحرير عاجز شد التماس مينمايد که بس است لهذا ميگويم سبحان ربّى و ربّ العزّة عمّا يصفون.

(٧٠)
مثنوى مبارک
هو الابهى

اى حيات العرش خورشيد وداد که جهان‌و‌امکان‌چه تونورى نزاد

گر نبودى خلق محجوب از لقا يک دو حرفى گفتم‌ از سرّ بقا

تا که جانها جمله مرهونت شوند تا که دلها جمله ‌مجنونت شوند

تا ببينى عالمى مجنون و مست روحها بهر نثار اندر‌ دو ‌دست

تا رسد امر تو اى فخر زمان بر فشانند بر قدومت رايگان

سر‌برآر ازکوه جان‌خورشيد وار تا ببينندت عيان از ‌هر‌کنار

جلوه ده آنروى همچون ماه را سبز‌و‌‌خرّم کن ز لطف ‌اين‌گاه را

قطره مى‌جويد ز بحرت کوثرى کوثرى کن ز‌انکه شاه مهترى

ذرّه گشته ملتمس نور تو را وا ‌دهش‌ از لطف بيچون ‌و چرا

دانه بگشاده دهان سوى سما تا بيايد بر‌ وى‌‌ از فضلت بها

قطره هاى رحمتت بر وى ببار اى مليک‌ عرش و اى مير ديار

خرق‌کن‌اين پردهء صد‌‌توى را خوش تماشا ده کنون‌ آنروى را

زانکه در فضلت نباشد شبهه‌اى بهر ما بر بند ز لطفت توشه‌اى

مشرق‌کل‌کن‌کنون‌اين‌غرب را بهجت مل ده کنون اين شرب را

نور دل را نور ده ز انوار نور تا ببينند ‌‌از ‌رخت‌ انوار ‌طور

هان بکش آن تيغ اللّهيت را هين بکش اين‌ دشمنان ‌دينت را

بر فروزان نار‌ ربّانيت را خوش بسوزان ملحد‌ حربيت را

جمله خفّاشند اى خورشيد روز سر بر آر‌ و جمله ظلمانى بسوز

صاف‌کن اين درد غم‌آلوده را نور ده ‌‌اين شمع شب افسرده را

عالمى قائم بتو چون تو‌‌بجان تا شود پيدا ز امرت ‌کن ‌فکان

اى بهاى جان بياد روى تو نکته هاگويم همى از خوى تو

تا بر آرم جانها را از خرد تا ببينم درّ عشقت که خرد

بر فروزم آتشى اندر ‌جهان تا بسوزم پرده هاى قدسيان

حور معنى را بر‌‌آرم از حجاب نور غيبى را کنم کشف نقاب

رمزى از اسرار عشق سرمدى باز گويم چون بجان باز آمدى

خوش‌بيا‌اى‌طير‌‌نارى در بيان تا نماند وصف هستى در ميان

پاک‌کن اين قلبهاى پر حسد نقد کن اين قلب‌هاى بى رصد

تا که بيهوشان عهدت اى‌کريم هم بهوش آيند از جام قديم

بلکه از‌الحان قدس اى يار ما دورکن هم هوش و بى هوشى زما

اى سرافيل بها اى‌شاه جان يک حياتى عرضه کن بر ‌مردگان

سدره اوّل بود ‌ز ‌اغصان دل وا رهانش از هوا و آب و گل

تا‌ز‌جوهر و ز‌عرض فارغ شود تا ز شمعش شمسها بازغ شود

اين‌نهالت‌غرس‌کن‌در‌ارض‌دل پس مقدّس دارش از‌‌اشراق و ظل

هم‌تو‌حفظ از‌مختلف‌بادش نما هم ز وهم مشرک آزادش نما

اصل او ثابت نما در‌ارض‌جان فرع او را بگذران‌ از آسمان

نو بهارى تو ز نو آور عيان تا زحشرت بر جهند اين مردگان

جوش‌درياهاى‌عشق‌از‌جوش‌تو هوش اطيار بقا ‌از هوش تو

بوى پيراهن بوز از مصر جان سدره موسى نما اينجا عيان

اى نگار از روى توآمد بهار زين بهار ‌آمد حقايق بيشمار

هرگل‌از‌وى‌دفترى‌ازحسن‌دوست هر دل از وى کوثرى از فضل هوست

اين‌بهاران را‌خزان نايد ز پى جمله گلها طائف اندر ‌حول وى

اين‌بهارى‌نه‌که‌جان‌‌‌درکش‌کند اين بهارى که روانها را کند

آن بهاران شوق خوبان آورد و اين بهاران‌ عشق يزدان آورد

آن بهاران را فنا باشد عقب و اين بهاران را بقا باشد لقب

آن‌بهار‌از‌فصل خيزد در‌جهان و اين بهار از نور روى دلستان

آن بهاران‌‌ لاله ها آرد برون و اين بهاران ناله ها دارد کنون

اين بهار سرمدى از نور شاه بر زده خرگاه تا عرش اله

جمله‌در‌خرگاه‌او داخل‌شدند گر تو چشمت هست بنگر هوشمند

شاه ما چون پرده از رخ بفکند اين بهاران خيمه بر گردون زند

يار ما چون بفکند از رخ نقاب اين بهاران بر فروزد بى ‌حجاب

ما برويش در بهاران اندريم ما ز‌‌رويش در گلستان ننگريم

ما بذکرش فارغيم از ذکر کان ما ز شمسش بازغيم اندر جهان

گر‌نسيمى‌بر‌وزد زين‌خوش بهار يوسفان بينى که آيند در نظار

گر نسيمى بر وزد زين بوستان يوسفان روح بينى در جهان

جسمها‌بينى‌که‌گردد‌همچو روح روح را هر دم رسد صد گون‌‌فتوح

اين ربيع قدس جانان هر‌دمى صد بيان دارد ولی کو محرمى

اين بيان باشد‌مقدّس از لسان کى بمعنيش رسند اين ناکسان

اين‌بيان‌از‌گفت‌و‌لفظ‌و‌صوت‌نيست اين‌بيان‌جانست و‌اورا موت نيست

عاشقان بينى تو اندر اين بهار جان نثار آورده هر دم صد هزار

اين بهار عزّ ‌روحانى ‌بود اين ربيع قدس ربّانى بود

گر وزد بر تو نسيمى زين سبا جان فانيّت کشد جام بقا

گرنسيمى‌آيدت از‌کوى دوست جان‌فدايش‌کن‌که‌اينجان‌هم‌از اوست

لالهء توحيد بين‌ در اين بهار سنبل تجريد بين از زلف يار

غنچه‌هاى‌معرفت‌زين‌طرف‌‌جو جملگى از شوق او در جستجو

سروهايش حاکى از قدّ نگار سبزه هايش دفترى از خدّ يار

بلبلانش مست از جام الست قمريانش از جمال دوست مست

عندليبان در هواى وصل او جمله مستند از نسيم فضل هو

نغمه اين بلبل ار ظاهر شود جان خلقان از حسد طاهر شود

بحر‌معنى زين‌بيان موّاج شد فلک هستى زين کرم لجلاج شد

هر‌شقائق که بر‌آيد ‌زين بهار صد حقايق بر دمد از سرّ يار

بوى‌مشک‌آيد‌همى از‌جعد‌يار دست فضلش ميکند بر تو نثار

زلف‌او‌همچون سمندر‌بين بنار کو همى گردد بنار ‌روى يار

عندليب قدسى از هجران دوست ناله ها دارد‌که سوزد مغز و پوست

گر زدرد هجر خود آهى کشد شعله اندر جان خاصان افکند

غير خاصانرا نباشد زين نصيب وا‌مگير از لطف اين‌فضل اى‌حبيب

بر وزان مشک الهى را زجان تا ز عطرت بو برند اين‌ناکسان

اين بهار روح باشد جاودان نى بهارى کز پيش آيد خزان

زين بهار‌قدس روح آيد برون و ز هوايش نور نوح آيد برون

بر نشاند اهل کشتى را‌بفلک پس ببخشد هرکه را صد‌گونه ملک

اى جمال اللّه برون‌آ‌از نقاب تا برون آيد ز مغرب آفتاب

نافهء علم لدنّى بر گشا مخزن‌ اسرار غيبى بر گشا

تا‌ز‌مشکت بو‌برند‌اين مردگان تا ز‌خمرت‌خوش شوند‌‌اين بيهشان

اين‌ذلی‌لارض وحدت را ز‌جود خلعت عزّت ‌بپوشان اى ودود

فانيى را پوش از ثوب بقا فقر بحتى ‌را چشان شهد غنا

تا برون آيد بکلّى از حجاب بر ‌درد امکان و هستى را نقاب

بى‌خود‌و سرمست آيد او برون شمع سان اندر زجاج راجعون

چونکه‌اين‌خار‌از‌گلستانت‌دميد صد گلستان ‌آر از وى تو پديد

هر گلستان را باسمى زن رقم پس بهر برگى نما سر‌ّ قدم

تا که انوار رخت آيد عيان پر کند نورت زمين و آسمان

بر‌وزان‌بادى‌ز‌رحمت ‌اى کريم بر دران احجاب‌ غفلت زين سقيم

در پناه سدرهء خود جاى ده روحهاى پاک اى سلطان مه

بابى از رضوان معنى بر گشا سدّ مکن اين باب از بهر خدا

تا‌درآيم بى حجاب اندر‌جهان تا کنم‌ رمزى ز احسانت بيان

گفت اللّه اللّه اى مرد نکو رمز حق در نزد نادانان مگو

اللّه اللّه ‌اى لسان اللّه راز نرم‌نرمک‌گوى ‌و با مردم بساز

هم‌مگر‌لطف توگيرد دستشان پس کند فارغ ز بيم اين و آن

پر معنى بر گشا طيّار شو در هواى قرب او سيار شو

قرب او با‌جان‌نه در‌طى قدم چون بجان پوئى در آئى در قدم

پس به‌آنى ‌طى افلاک وجود نيست‌مشکل‌چون‌شوى زاهل سجود

در بيان اين بگويم نکته‌اى تا برى از آب حيوان حصّه‌اى

تا شوى واقف ز رضوان بقاء تا برى راهى باقليم لقا

تا بطىّ الارض معنى پى برى تا چه روح اندر هوايش بر پرى

چون‌تو‌هستى‌اين‌زمان‌در‌دام‌گل کى برى بوئى تو از رضوان دل

پس برهنه شو تو از ثوب قيود پس مقدّس کن تو جانرا از حدود

ظلمت دل را ز نورش‌کن‌منير تا شوى در ملک جانها تو امير

چونکه‌ظلمت‌رفت‌نورش‌مشرق‌است بر دلت انوار طورش بارق است

چونکه‌ليلت‌رفت‌صبح آمد‌‌پديد هم نسيم عزّ روحانى وزيد

پس‌تو‌اين‌ظلمات‌و‌اين‌نفس‌تباه آب حيوانش تجلّى اله

گر‌تو‌زين‌ظلمات نفست‌بگذرى بى تعب از خمر حيوان بر خورى

پس تو اندر‌ظل‌خضر‌جان‌در آ تا شوى فارغ از اين ظلمت سرا

آن‌خضر‌نوشيد و‌برهيد از‌ممات وين خضر‌بخشد دو صد‌عين حيات

آب حيوان بر همه انفاق‌ کرد خود نموده جان نثار شاه فرد

آن‌خضر‌جهدى نمود آنگه رسيد زين خضر‌صد چشمه‌آنى شد پديد

آن‌خضر‌‌شد از پى چشمه دوان وين‌خضر را چشمه ها از پى روان

اى‌بهاى‌جان تو‌باز‌آ زين شکار تاکنى صيد معانى صد هزار

صيد گورانرا بهل از بهر ‌گور صيد معنى آر از صحراى طور

صيد‌کردى جان‌عشاقان‌بدشت تا‌که جانها‌جمله از هستى گذشت

نيست فرصت تا‌تو از‌اسرار گل پيش بلبل گوئى اى سلطان گل

بر‌پران بازى ز ساعد اى نگار تا که باز آرد معانى زان ديار

اين‌زمان‌سيمرغ‌معنى‌صيد‌‌کن بر گشا گنجى تو از مفتاح کن

آنچه‌کردى‌وعده‌اکنون‌کن‌وفا اى ز نورت روشن اين‌‌ارض و سما

از بهار خود بکن خرّم جهان تا که رضوانت شود رشک جنان

از حقائق بس شقائق بر‌دمان در فضاى اين بهارستان جان

پس ز‌هر‌گل رمز‌بلبل‌کن‌عيان شرح مل در دل بگو با خسروان

زانکه‌اينجا‌اين‌زمان‌نامحرم‌است محرم‌و‌نامحرم‌‌‌اينجا‌چون‌هم است

اى صباى صبح ‌از زلفين يار نافه هاى مشک روحانى بيار

اى سحاب فضل روحانى ببار تا صدف لوءلوء همى آرد ببار

شرح‌ اسرار لَدنّى باز ماند ذکر طىّ الارض معنى باز ماند

پس تو اى مخمور از‌جام غرور نار نفست را بدل ميکن بنور

تا‌کنى طى جهان در‌يک نفس تا رها گردى ز حبس اين قفس

پيش از آن‌که اندرائى‌ظل‌دوست نى خبر از مغز دارى نى ز پوست

پاى معنيّت بگل باشد فرو بى خبر ‌ز انوار آن روى نکو

چون‌بظلّ‌شاه‌جان مسکن‌کنى آن زمان دل از جهانى بر کنى

اول ساعت بدى اندر تراب آخر ساعت گذشتى ز آفتاب

پس بآنى طى عالم‌هاى جان بى قدم کردى تو‌اى سالک بدان

اين‌زمان‌بوئى ز‌عطرستان‌جان بر وزيد و شد معطر اين جهان

باز‌مشک‌جان از‌آن‌رضوان‌جود بر وزيد و برد جمله آنچه بود

هوش‌و‌بى‌هوشى‌زدست‌اينجا‌برفت مست و هشيارى همه يکجا برفت

صحو‌شد‌هم‌محو‌و‌محوى‌هم‌نماند مست شد‌هشيار و‌صحوى هم‌نماند

آنچه‌بود از‌اسم و‌رسم اين‌جهان فانى آمد چونکه شد شاهم عيان

زانکه اسما‌گر‌دو‌صد‌قرن او پرد مى نيارد که ز قدرش بو برد

آنچه‌چشمت ديد و‌هم‌گوشت شنيد او ز جمله پاک آمد اى رشيد

پس‌تو‌با‌اين‌گوش‌وچشم‌اى‌بى‌بصر کى شوى از ‌سرّ جانان با خبر

چشم ديگر بر گشا از يار نو گوش ديگر باز کن آنگه شنو

چشم جاهل مى نبيند جز قدم چشم عارف بيند اسرار قِدم

چشم‌عارف‌صد‌‌هزاران ساله راه چشم جاهل مى نبيند روى شاه

سائلی مر‌عارفى ‌را گفت کى تو بر اسرار الهى برده پى

وى‌تو‌از‌خمر‌عنايت گشته مست هيچ يادت آيد‌‌ از روز الست

گفت‌ياد‌آيد‌مرا‌آن‌صوت وگفت کو بدى بود و نباشد اين شگفت

هست در گوشم همى آواى او آن صداى خوب جان افزاى او

عارف ديگر‌‌که بر تر رفته بود درّ اسرار الهى ‌سفته بود

گفت آن روز خدا آخر نشد ما در آن يوميم و آن قاصر نشد

يوم اوباقى ‌‌ندارد شب عقب ما در آن روز و نباشد اين عجب

گر رود ذوقش ز جان روزگار مى نبينى عرش و فرشى بر قرار

زانکه يوم سرمدى از قدرتش لا يزول امد پديد از حضرتش

پس‌تو‌اى‌جان‌اين‌معما‌گوش‌دار پند اسرار الهى هوشدار

تاکه رزق‌جان‌برى‌ازحکمتش تا که جان سازى فداى طلعتش

تاکه هر دم بشنوى الحان او تا بنوشى جامى از احسان او

تا شوى واقف تو‌بر‌اسرار‌عشق تا چشى راح ازل ز انهار عشق

رخ نگردانم‌ز‌سيف اين‌خسان گر دو‌صد بارم کشند اين کافران

خمر تو نوشيد جانم ز ابتدا هم بيادت جان دهم ‌در انتها

اى بها يک آتشى از نو فروز عالم تحقيق و دانش را بسوز

پاک‌کن‌جان‌را‌ا‌ز‌اوصاف‌جهان بر گشا رمزى ز اسرار نهان

موجى از درياى ژرف معنوى بر فکن تا فلک لفظى بشکنى

يک قدح در ده که‌تا‌از‌خود رهم همچو صفدر پرده ها را بر درم

اى زاسمت سدره هستى ببار هم ز دستت قدرت حق آشکار

اى جهانى در کف تقدير تو منقلب گه ساکن از تدبير تو

نور ده‌اين‌شمع‌و هم زو نور ده اين جهات مختلف اى شاه مه

اين چراغى را‌که روشن‌کرده‍ئى در زجاج حفظ حفظش کردهئى

هم ز دُهن جود داديّش مدد و ز فتيله امر کرديّش رشد

پس ز باد ظلم حفظش دار تو تا شود ظاهر از او انوار تو

دست دشمن از سرش کوته نما اى تو ماه امر و شاه انّما

بنگر اين شمعت که گشته مبتلا در ميان گِردباد پر بلا

چون ز انوار جمالت نور يافت پس‌مکن‌در‌نزد امکانش تو مات

چونکه‌کردى‌روشنش‌خامش‌مکن چونکه‌هوشش‌دادهئى بيهش مکن

اى ز مهرت ذرّه‌خورشيدى شود وى ز قهرت شير عصفورى بود

بر وزيده بادها‌از هر کنار مانده ‌اين ‌شمعت ميان اى کردگار

گر تو خواهى آب آتش ميشود ور نخواهى آتش آندم بفسرد

اى ز‌حکمت ديو گردد همچه حور وى ز امرت بر دمد از نار نور

گر‌تو‌خواهى‌باد‌چون‌دهنى شود بر فزايد روح و هم نورى بود

اى بهاء اللّه‌چه نارت‌بر‌فروخت خرمن هستى عشاقان بسوخت

يک شرر از نار بر دلها زدى صد هزاران سدره بر سينا زدى

پس ز هر‌دل سدره ها‌ آمد‌ پديد مو سيا اينجا بسر بايد دويد

تا که نار اللّه معنى را ز جان بنگريد و وارهيد از قبطيان

اى ذبيح اللّه ز قربانگاه عشق بر مگرد و جان بده در راه عشق

بى سر و بيجان بيا‌در کوى يار تا شوى مقبول اهل اين ديار

وادى عشق است روح اللّه بيا با صليب از راه و هم بيره بيا

از فلک بگذر هم از معراج جسم اى تو شاه جان و هم بهاج جسم

بلبل روحى تو بر گلزار روح باز ميآئى تو مهماندار روح

ساعد شه مسکنت اى باز جان سوى مقصد آى اينجا رايگان

پس تو هم اى نوح‌فلک‌تن‌شکن خويش را در بحر نورانى فکن

غرق‌کن‌اين‌نفس‌و‌حفظ‌خود‌مخواه تا برون آرى سر از جيب اله

حفظ‌خواه‌از‌شاه‌و‌از‌کشتى‌مخواه تا در آئى در پناه حفظ شاه

هم تو اى موسى بطور جان بيا بگذر از نعل و ردا عريان بيا

تا شوى واقف تو از اسرار نار ز انکه نار آمد همى از زلف يار

زلف او نارى که سوزد جان عشق کفر و ايمان‌هم‌سرو سامان عشق

زلف او نارى که بر فاران چمد هم تبارش گردن دوران خمد

بس کن اى ورقا تو‌‌از‌اسرار‌نار لوءلوء جان پيش اين کوران ميار

اين عصا‌سيفى بود‌کز‌دست‌حق مى بدرد صف امکان چون ورق

آن عصا از دوحهء بستان دميد و اين عصا از امر حق آمد پديد

آن عصا‌از آب و گل آمد برون اين عصا از نار دل باشد کنون

اين عصا‌نارى بود کز شعله اش مى بسوزد پرده هاى غلّ و غش

اين عصا‌بادى بود کز قوم هود ميشناسد موءمن از کافر جحود

کشتى آمد‌آن‌عصا در عهد نوح هم عصا‌در‌عهد عيسى گشت روح

موسيا نارت ز جان شعله کشيد پس بطور جان همى بايد رسيد

نعل چه از جان و از‌ايمان‌گذر همچو باد از ملک‍جان پرّان گذر

بر‌پر‌از‌فانى‌مکان اى طير‌جان تا ببزم باقى آن گل رخان

آتش موسى پديد از سدره اش روح صد عيسى دميد از نفخهاش

نار آن موسى ز طور آمد پديد نار اين موسى‌ز‌جان شعله کشيد

در ميان کوه جان بس فرقها هست ظاهر چون ثمر از ورقها

سينه اش سينا‌و نارش نور دوست کف او بيضا و قلبش طور اوست

اين نه آن‌بيضا‌که‌ز‌امر‌آمد‌پديد اين همان بيضا که امر آرد پديد

اين زمان فاران‌عشق آمد پديد يار ما چون پرده از رخ بر دريد

بوى جان ميآيد اين‌دم‌بر‌مشام مى ندانم کز کجا آيد مدام

اين قدر دانم که از زلفين يار ميوزد بوئى که جان گردد نثار

نافه مشک الهى باز شد جان ما با ياد او همراز شد

اى نسيم صبح روحانى بوز از سباى قدس رحمانى بوز

تا ز بوى عنبرت جانهاى مست برپرند از ارض‌هستى تا الست

چونکه عنقاى بقا از قاف جان بر پريد او تا هواى لا مکان

هم بيک پر سير آفاق جهان کرد از ‌تاييد آن سلطان جان

باز آمد اين زمان از عرش يار نغمه هاى او برونست از شمار

از گل رويش دى‌آمد‌چون بهار و ز لب لعلش شب آمد چون نهار

کار عشاقان ز زلفش شد دراز جمله معشوقان ز هجرش ‌در نياز

گردن گُردان بمويش در کمند صفدر يزدان ز تيرش مستمند

از لبش جانهاى عشاقان بلب هم ز وصلش جان‌شاهان در طلب

از جمالش چشم جان معنوى گشت روشن گر تو نيکو ‌بنگرى

گر نبودى چشم او اندر جهان چشمه هاى نور کى گشتى روان

از گلش بس گلستان آمد‌پديد و ز رخش گلهاى معنى بر دميد

نار موسى نور جو در کوى او جان عيسى روح جو از روى او

گر شبى آيد برون او از‌حجاب صد جهان روشن کند چون آفتاب

ليل نبود جز ز زلف آن نگار صبح نايد جز ز نور روى يار

شهرياران جمله ‌اندر شهر عشق جان نثار آوردهاند از بهر عشق

از‌ جما‌ل ‌او‌ جمال‌‌ا‌لّله‌ پديد وز لبش دل خمر جان اندر کشيد

جملهء عالم بمويش بسته است هم ز بهرش سينه هاشان خسته است

چون زليخاى‌جمال آنروى ديد در مقام دست او دل را بريد

يک‌نفس‌از روح‌خود‌چون‌بر‌دميد صد هزاران روح عيسى شد پديد

اين‌نه‌وصف او‌بود‌اى‌ذو صفات وصف آن نورى کزو هستت حيات

گر‌تو‌بر وصف جمالش پى‌برى از هزاران ‌بحر معنى ‌بگذرى

وصف‌يک‌پرتو‌که باشد اينچنين وصف او خود چون بود ايمرد دين

چشم عاشق‌چون‌جمال او‌ بديد هم ز دنيا هم ز عقبى دل بريد

موج درياهاى عشق از موج او اوج عنقاهاى عشق از اوج او

چونکه‌چشم‌تو‌ز‌چشمش‌نور‌يافت ظلم باشد گر بغير او ‌بتافت

چونکه نور از‌او‌گرفته‌چشم‌جان حيف باشد گر فتد بر ديگران

چشم تو از‌چشم‌حق‌گشته عيان تا نه بينى جز جمالش در جهان

سرّ اين‌سر‌بسته گفتم اى رفيق درّ اين در خفيه سفتم اى شفيق

تا نيفتد چشم بد بر روى او تا نيابد غير راه کوى او

همچنين در‌کلّ اعضا‌اين‌بدان تا رهى از قيد ‌اين ظلماتيان

گوش‌تو‌چون‌نغمهء رازش‌شنيد رازهاى جانى از سازش شنيد

چونکه صنع ايزدى گشته عيان چشم بر او کن از اين‌خلق جهان

گر تو‌با‌چشمش‌جهانرا بنگرى بر هزاران ملک معنى پى برى

مى نبيند چشم او جز روى او مى نپرد مرغ او جز‌کوى او

از‌وصالش‌جان‌عشاقان بسوخت و ز‌ فراقش نار دلها بر فروخت

پس بسوزد عاشق بيجان و سر هم ز هجر و هم ز وصلش اى پسر

پس‌تو‌عشق‌حق‌رفيق‌خود بدان تا شوى پرّان ز قيد اين جهان

عشق‌آن‌باشدکه‌جان‌فانى‌کنى جان و دل در ملک باقى افکنى

سرّ اين‌معنى شنو‌گر پى برى تا به معراج الهى بر پرى

تا‌که نخلت بار روحانى دهد ميوه هاى قدس نورانى دهد

اى نسيم از‌زلف او عطرى بيار اى غمام از فضل هو رشحى ببار

تا رياض جان عشاقان او لاله هاى عشق آرد بس نکو

اين دل عاشق بود عرش ‌اله چونکه پاک آمد ‌ز قيد ما سواه

چون ز‌حبّش‌بيت او‌‌معمور شد او به بيت و بيت او مستور شد

بيت او از‌سنگ وگِل‌نبود بدان بيت‌ او جز ‌دل نباشد اى جوان

چونکه قلبت پاک‌شد از‌نور او شد مقامش چونکه آمد طور او

چونکه‌بيت اللّه‌عاشق‌شد‌‌‌تمام جلوه معشوق آمد‌ بر دوام

باز‌عشق‌آمد‌حجاب‌عقل‌سوخت خرمن‌عرفان و علم و‌فضل سوخت

چونکه‌غيرش‌نيست‌دربيت‌اى‌پسر جمله حکم او بدان تو سر بسر

پس‌تو‌‌چشم‌و‌گوش‌و‌دست‌از‌‌‌او‌بدان او ببيند ‌او بگيرد آن زمان

جان‌عارف‌مسجد‌اقصاى اوست مخزن اسرار او ادناى اوست

چاره‌ئى اکنون ز‌نو بايد نمود اين نصيحت را بجان بايد شنود

هم ز‌هجر‌و‌وصل هر‌دو در‌گذر تا رسى در رفرف اصل اى پسر

تا‌تو در‌هجرى يقين در آتشى هم ز وصلش در تب و هم ناخوشى

پاى نه بر عرصه پاک بقا که بود غيرش در آن ‌ميدان فنا

گر حديث کان لللّه خوانده‌اى ور تو رمز ليس ‌غيره ديده‌اى

پاى همت اندرين ره تو گذار تا شوى فارغ ز وصل و هجر يار

چونکه دانستى يقين ز اسرار جان که‌نباشد غير‌يزدان در ميان

پس ز‌آب‌جان‌بران‌خاشاک را تا ببينى جلوه‌ آن پاک را

تا ببينى تو وصال اندر وصال تا ببينى در دلت نور جمال

اين بود وصلی‌که‌ضد‌‌نبود ورا بلکه هجرش مى نباشد از ورا

وصل‌و‌هجر‌تو‌بود‌شرک‌اى پسر گر‌تو ‌دارى گوش بر‌پند پدر

زين دو عقبه چون‌هما‌برپر‌برو تا هواى ‌وحدت سلطان هو

ليک ترسم ‌که بلغزد پاى تو وهم بد پيدا شود ‌در راى تو

واجب آمد شرح اين‌معنى‌کنم بيخ وسواس دل از بُن بر کنم

تا نيفتى زين بيان اندر غرور وارهى از‌کبر و ناز و شرّ و شور

وصل او را تو تجلّيش بدان که شده بيچند و‌چون در تو عيان

نور او در تو وديعه او بود جهد آن کن تا‌که او ظاهر شود

پس‌تو‌وصل‌‌او ز‌خود‌‌جو‌‌اى‌‌نگار تا نه بينى بعد از اين هجران يار

مخزن کنز الهى هم توئى ليک از غفلت پى اينان دوى

تا نگردد در ‌تو اوصافش عيان خويش را در هجر و گمراهى بدان

او ز‌جود‌ خود‌ نکردت‌ بى‌‌نصيب از صفات و اسم و رسمش اى لبيب

او زلطفش بابها بر تو گشود تو مبند آن باب ها همچون ‌يهود

چون ‌شنيدى‌‌‌ ناله نى را ‌‌ز‌عشق اين زمان بشناس او را هم ز عشق

چون‌ شنيدى‌صوت‌نى‌نائى نگر تا نباشى بى‌خبر از شه مگر

چونکه ‌نائى‌در‌ جهان‌ ‌اغيار ديد زان سبب نى را حجاب خود گزيد

پس‌تو ‌بر ‌در ‌‌‌اين‌حجابت ‌يکزمان تا که جز نائى نه بينى در جهان

همچو صفدر بردران احجاب را تا ببينى جلوه وهّاب را

همچو نى بخروش تو اندر‌ فراق تا که آيد نائيت اندر وثاق

چون‌در‌آيد‌ نائى ‌دل در‌‌ خروش سينه هاى عاشقان آيد به جوش

آتشى بفروز زين ‌نى تو همى تا بسوزى در جهان وصف منى

از منى‌چون ‌ميم‌سوزد در ‌جهان غير نى باقى نماند در ميان

چونکه ‌گردد ‌چشمت از‌ نورش‌ بصير غير نائى خود نبينى اى خبير

پس ز‌ نائى بشنو اين اسرارها تا برى بوئى ‌از اين گلزارها

يک شرر از نار ‌عشقش‌‌ بر‌فروخت خرمن هستى سلطانى بسوخت

چون‌ جمالش پرده از‌ رخ برکشيد پرده اجلال سلطانان دريد

خورد ‌چون ‌تيرى ز‌مژگان نگار بر دريد او صدر جان شهريار

تاج شاهى را ز‌سر‌ آندم فکند بنده گشت و آنگه ‌افتاد او به بند

همچو‌ ‌صيدى دست ‌‌صيادى‌ ‌فتاد يا چه کاهى‌ در دم بادى فتاد

گر بود پيکى رود سوى عراق شرح گويد درد هجران و فراق

کز‌ فراقت‌جان‌ مشتاقان ‌بسوخت تير هجرت سينهء شاهان بدوخت

در ميان ما و تو اى شهر ‌جان صد هزاران قاف باشد در ميان

نيست پيکى جز‌که آه پر شرر يا رود باد صبا گويد خبر

دست از‌ نخلش‌ بسى‌کوتاه‌ ماند جان ز هجرش بحرها ‌از چشم راند

اى صبا‌از‌پيش جانان يکزمان خوش بران تا کوى آن زورائيان

پس بگويش‌کى‌مدينه کردگار چون‌بماندى‌چونکه‌رفت از‌برت‌يار

يار تو در حبس و زندان مبتلا چون حسين اندر زمين کربلا

يک حسين‌و ‌صد ‌هزارانش يزيد يک حبيب و اين همه ديو عنيد

چون کليم اندر ميان قبطيان يا چه روح اللّه ميان سبطيان

همچو يوسف اندر افتاده بچاه آن چهى که نبودش پايان و راه

بلبلت شد مبتلی اندر قفس بسته شد هم زين قفس راه نفس

فى مدح المحبوب سرّاً دون الجهر
قصيده عزّ ورقائيّه فى جوهر روح قدسيّه
هو العلىّ الابهى

اجذبتنى بوارق انوار طلعته لظهورها کلّ الشّموس تخفّت

کانّ بروق الّشمس من نور حسنها ظهرت فى العالمين و غرّت

لبهجتها مسک العماء تهيّجت لرفعتها روح العلاء تعلّت

بنفختها صور القيام تنفخت بنفحتها ظلّ(١)الغمام تمرّت(٢)

١- اشاره بما قال تبارک و تعالی يوم ياءتى اللّه فى ظلل من الغمام

٢- اشاره بمرّ الجبال بانها تمرّ مرّ السحاب کما قال ترى الجبال تحسبها جامدة وهى‌تمرّ مرّ‌السحاب کلّ ذلک من علامات القيمة و ما يحدث فيها

بلمعتها طور البقاء تظهّرت لغرّتها نور(١) البهاء تجلّت

١- روشنى

عن‌مغربها‌شمس‌الظّهور‌تظهّرت(١) عن مشرقها بدر الشّهور تکرّت

١- طلوع الشّمس عن مغربها

و‌عن‌شعرها‌طيب الشّمال تنفّحت و‌عن‌طرفها‌عين الجمال‌تقرّت(١)

١- يعنى روشن شده از انفاس طيّبه شعرا و طيب بهجت و سنا و مسک مرحمت و بهاء از شمال جنّت هويّه که از يمين حديقه صمديّه مبسوط شده مرتوح و متهيّج است که شايد عظام رميم جوهريّات ممکنات از نفحات دلکش آن و فوحات دلنشين آن از کؤوب بديع بى زوال و خمر جديد بى مثال بزندگانى ابدى و حيات سرمدى مفتخر شود و بر مفخر وجود فخر نمايد و همچنين از منظر او چشم جمال حقيقى که شمس سماء وجود ادنى آيه اوست از مشاهده آن با ضياء و روشن و منوّر گشت فسبحان اللّه موجدها عمّا انتم تذکرون

بنور وجهها وجه الهدى قد اهتدى بنار طلعتها نفس الکليم تزکّت

چون موسى رجل نفس رحمانيّه را که مودع در هيکل بشريّه بود از نعلين ظنونات عرضيّه منزّه و مقدّس فرمود و يد قدرت الهيّه را از جيب عظمت و رداء مکرمت ظاهر ساخت بوادى مقدّسه طيّبه مبارکه قلب که محلّ عرش تجلّى صمدانيّه و کرسى تحکّى عزّ ربانيّه است وارد شد و چون بآن ارض طور که از يمين بقعه نور مبسوط گشته واصل شد رائحه طيّبه روح را از مشرق لايزالی استنشاق و استشمام نمود و انوار حضرت ازلی را از جميع جهات من غير جهات ادراک فرمود از حرارت رائحه محبّت الهيّه و قبسات جذوات نار احديّه سراج هويّه در مصباح قلب او بعد از کشف حجبات زجاجه انيّه موقد و مشتعل شد و از صهباى وصال طلعت بى مثال و خمر زلال حضرت لايزال بوادى صحو ابديّه بعد از محو مقامات ضدّيه فائز گشت و از جذبه شوق لقاء بمدينه ذوق بقاء اطلاع يافت و دخل المدينته حين غفلة من اهلها اذا انس بنار اللّه القديم و اضاء بنور اللّه العظيم کما قال لاهله امکثوا انّى انست نارا و چون وجه هدايت الطاف لا بدايه را از شجره لا شرقيّه و لا غربيّه استنباط و استدراک نمود از وجه فانى غيريّه بوجه باقى صمديّه مشرّف و مفتخر گشت و وجه هدايت منيع بديع را از نار موقده که مکنون در افئده غيبيّه بود يافت اين است که فرمود او اجد علی النّار هدى و همچنين ادراک نما مقصود آيه مبارکه را که ميفرمايد الذّى جعل لکم من الشّجر الاخضر نارا اى کاش مستمع يافت ميشد تا رشحى از قمقام بحر نار و اين طمطام ذاخر شرّار ذکر ميشد و ليکن همان به که اين لوءلوء در صدف بحر هويّه مکنون باشد و در اوعيه سرّ مخزون ماند تا هر نا محرمى محروم گردد و هر مَحرمى مُحرم کعبه جلال شود و بحرم جمال در آيد پس چه مسعود است نفسى که قفس تن را بنار حبّ بگدازد و بنفس روح مؤانس آيد تا برحمت بلند راحت فائز گردد و بنعمت عالی عزّت مرزوق شود و کلّ آنچه مذکور شد از مراتب هدايت و مقامات تزکيه نفس در رتبه موسى علی نبيّنا و عليه السّلام مقصود ظهور اين تجليّات است در عالم ظاهر و الّا آن حضرت لم يزل مهتدى بوده بهداية اللّه و لا يزال خواهد بود بلکه شمس هدايت از او مستشرق شد و قمر عنايت از او هويدا گشت و نار هويّه از نار کينونت او موقد و ضياء صمديّه از نور جبين او منوّر رفع اين شبهات را خود کلام آن حضرت مينمايد در حينى که فرعون سوءال از آن مقتول نمود جواب فرمود فعلتها اذا و انا من الضالين ففرت منکم لمّا خفتکم فوهب لی ربىّ حکما و جعلنى من المرسلين صفحه تمام شد و الّا مطلب لا ينفد است و باقى ماند.

لسهم(١)شفرها(٢)صدر‌الصّدور‌تقبّلت لوهق(٣)جعدها رأس الوجود تمدّت

١- سهم تير را نامند يعنى براى تير مژگان محبوب اعلی صدور منيره زاکيه مقابل شده و اقبال جسته که بر او وارد آيد

٢- شفر بمعنى مژگان

٣- وهق من الوهاق بمعنى کمند و از براى کمند گيسوى او رأس وجود غيبى کلّى الهى امتداد جسته که بان کمند در آيد. محروم ماند صدريکه بآن تير فائز نشود و معدوم شود رأسى که در آن کمند نيايد فسبحانه عمّا کنا فى وصفه و تعالی عما انتم تصفون

و غايتى القصوى مواقع رجلها و عرش العماء ارض عليها تمشّت

و فى کلّ عين قد بکيت لوصلها و فى کلّ نار قد حرقت لفرقتى

يعنى آنچه عيون مقدسه عاليه که در عوالم غيب سرّاً مستور است و عيون مشهوده که در ملک موجود است در هر مقام و هر زمان که گريست و گريان شد از فرقت اين بنده بود از مشاهده انوار جمال آنمحبوب و اين از ظاهر شعر مستفاد ميشود و باطن آن لا يعلمه الّا اللّه و ما نعلم منه الّا اقلّ من الحرف حرفاً و همچنين در معنى مصرع ديگر درک نما تا ذوق و شوق و جذب و وله و عشق و حبّ در عالم وجود تو موجود شود که شايد بسدره منتهى و مسجد اقصاى خود که آن تسليم حکم و امر اللّه است مشرف و فائز شوى و انّ موليکم العلىّ قد کان عليکم بالحق شهيداً و بالعدل علينا وکيلا

بسطت بکلّ البسط لالقاء رجلها علی‌قلبى‌وهذامن‌اوّل منيتى‌(١)

١- بمعنى آرزو يعنى بر کلّ اراضى از اقصى مراتب ان از ارض فؤاد و فوق آن الی ما لا نهايه که در حجب غيب مکنون است الی ادنى ارض وجود مبسوط شد و فرش گشته ام که شايد آن رجل بر قلب که محلّ اسرار غيبيّه است وارد شود اين از منتهى مناى قلوب مقدسه الهيّه است

طلبت حضور الوصل فى کلّ وجهة رقمت‌حروف‌القرب‌فوق‌کلّ‌تربة‌(١)

١- بمعنى خاک آمده

و لو کنت سارعاً فى وصل نورها رميت برمى البعد من بعد‌قربتى

و ان رفعت ايداى فى مدّ وصلها بالسّيف‌جابتنى‌فذاک‌جزاء احبّتى

آنچه خلاف قوم باشد بعلت مراعات نظم است

و همّى لم يک الّا لوثق عروة و قصده‌لم يک الّا لقطع‌نسبتى

قلت‌لها‌روحى‌فداک‌و‌مابى‌لقاک ارحمى‌فلا‌تکشف‌عنّى‌‌فضيحتى

اى و ما حلّ بى من مراتب البيان و المعانى و ما عرفت فيه من شئونات الاسماء و الصفات و ما ملکنى اللّه فى عوالم الغيب و الشهادات افدى لان الاقيک مرة واحدة و اشاهدک نظرة واحده استغفرک يا الهى حينئذ عما ادعيت بين يديک و لکن فو عزتک يا الهى ان لم اکن کذلک اريد ان اکون بحولک کذلک لان من دون ذلک لن ينفعنى و لن يسکن به قلبى و لو تعطينى کل من فى السّموات و الارض اذا اسألک يا الهى بالّذى شهد فى سبيلک ما لا شهد احد دونه بان تنزّل علی عبدک من آيات حبّک الکبرى و علامات ودکّ الابهى حتى ترضى نفسى فيما ترجوه انّک انت علی کلّ شئىٍ قدير

و منّى بفرط الحبّ عنک بوصلة ابقائه باقيا فى زمان القديمة‌(١)

١- اگر صفت باشد مطابق نيست و لکن کذاک جرى و حقّ لاريب فيها

و(١) سرّ ظهور لاح من ظهورها کلّ‌الورى و‌بالاصل‌قامت‌قيامتى

١- واو قسَم

و حزن حسين قد احملت لحزنها کور‌(١)الوجود فى کون قدوتى

١- کور عالم سفلی چون متعلّق بارض است لهذا در احمل تاى تأنيث داخل شد

لانت رجا قلبى و محبوب سرّتى و‌مالک روحى و‌نورى و‌‌مهجتى

و‌منّى‌بفوز‌الوصل من بعد هجرة و‌هبنى‌بروح‌الانس‌من بعد‌کربتى

و‌من‌حرقتى‌نار‌الوقود‌توقدّت(١) و‌من‌زفرتى‌نور‌الشهود‌تذوّت‌(٢)

١- وقود بمعنى آتش زنه آمده چنانچه ميفرمايد وقودها الناس و الحجاره و لکن بمعنى شعله و شدت هم آمده

٢ - بمعنى تحقّق آمده

بحر العماء من حرّ ظمأى يابس ونهر‌السّنالن‌يسقنى‌بعض‌عطشتى

بکلّ تراب کلّ ثار شهدته ها انّها عن دم عينى تحکّت

و‌عن دمعتى‌بحر‌المحيط‌کقطرة و‌من حرقتى نار الخليل کجذوة

و‌من‌حزنى بحر السّرور تجمّدت و عن همّى عين الهموم تجرّت

سنائى اغمى ضيائى اغشى ونورى‌اطفى‌من‌غرّ(١)مشمتى(٢)

١- غرور

٢- شماتت کننده اکثر از ذرّات موجودات تاللّه ما لا رأت عين و لا سمعت اذن و لا احصت نفس و لا علمت اوهام مثل غيث هاطل از سماء غفلت عباد نازل قل يا اهل الارض لا تتعرضين بالّذى لم يکن فى قلبه الّا تجلّى من انوار صبح العماء اتّقوا اللّه و لا تتعرّضون ان لن تحبّون لن تبغضون اگر‌حب اللّه‌موجود‌شود‌فقود دون‌ان‌را بأسى نيست نحمد اللّه بان جعلنا غنيّا عن حبّهم و ذکرهم و هو اللّه کان علی کلّ شيئ قديرا

عظامى‌ابرى‌و‌جسمى ابلی(١) و قلبى احرى من حرّ حرقتى

١- بمعنى کهنه و خلق آمده

هواک هبانى و حبّک حکنّى و‌هجرک‌ذابنى‌و‌وصلک‌منيتى(١)

١- آرزو

و‌عن‌سرّ‌حزنى‌کاد‌السّماء‌تفطّرت(١) و‌من‌همّ‌قلبى‌ارض‌الفواد تشّقّت(٢)

١- اشاره بآيهء مبارکه تکاد السّموات ان يتفطرنّ من فوقهنّ

٢- و تنشقّ الارض

و عن حرّ قلبى دمع عينى حاکيا و‌من زفر(١)سرّى‌صفر‌وجهى‌تدّلت

١- شعله

احنّ(١)بکلّ‌الليل‌من‌شمت(٢)معذلی(٣) الحّ(٤)‌بکلّ‌يوم‌من فقد‌(٥)‌نصرتى

١- ناله و حنين ٢- شماتت ٣- ملامت کننده ٤- الحاح ٥- فقدان

وصلت الی غاية الذّل (١) رتبة عن ذکرها‌کلّ اللسان تکلّت‌(٢)

١- من الذّلة ٢- کليل اللّسان اى اثقل و الثغها

حور‌القصور‌من‌حزن‌سرّى‌تقمّصت قميص السود فى کلّ غرفة

وردت بکلّ الحزن فى کلّ قلبة قبضت‌بکلّ‌القبض‌فى‌کلّ بسطة

ونادتنى‌من‌ورائى‌و‌قالت‌ان‌اصمت(١) فخذ‌لسالک‌عن‌کلّ‌ما قد‌تحکّت‌(٢)

١- بمعنى سکوت ٢- حکايت

فکم من حسين بمثلک قد ارادنى فکم من علىّ کشبهک‌من‌احبّتى

فکم من حبيب فوقک قد احبّنى فکم‌من‌صفىّ‌کفوک‌من‌اهل‌صفوتى

فقد‌ضجّ(١)فى‌کلّ الاوان و‌لن يفز بنور‌‌الوصل لحضاً الىّ بنظرتى

١- بمعنى فرياد و ناله و حنين از حبّ و حزن آمده

و من‌مشرقى‌شمس‌الظّهور‌کنجمة و عن مظهرى نور البسيط کلمعة

و من نور سرّى سرّ الوجود کنملة و من‌نار(١)حبّى‌نار‌الوقود‌کقبسة

١- اشاره بآيهء فقال امکثوا انى انست ناراً لعلّ اتيکم منها بقبس

و عن فطرتى‌(١) فطر (٢) الاله تديّنت(٣) و عن‌کفّتى کفّ‌(٤) السّناء تضمّت (٥)

١- آيهء فطرة اللّه التى فطر الناس عليها ٢- مخفف فطرة ٣- اشاره بايه مبارکه اقم الدين حنيفا ٤- آيه بيضاء من غير سور ٥- اشاره بآيه فاضمم يدک فى حبيبک

و قد جاء امر الامر من امر ظاهر و قد جاء عدل الحکم من عدل حکمتى

و موج البحر قد کفّ من موج باطنى و روح القدس قد هاج من نور بهجتى

و‌عن‌نظرتى(١)موسى‌البقاء‌تصعّقت‌(٢) و من لمعتى طور الجبال تدکّت (٣)

١- اشاره بآيه فانظر الی الجبل ٢- خرّ موسى صعقا ٣- دکّ الجبال

عن نشر امرى روح النفوس تحشّرت من نفخ روحى‌عظم(١)الرميم‌تهزّت(٢)

١- يحيى العظام و هى رميم ٢- اى تحرکت من السرور و عناية الرّوح

و قد طاف نفس الامر فى‌حول بيتها و روح البيت قد قام من نور طلعتى

و‌ملک معالی العلم فى الباء(١)سرّة و باء الجهر بالسرّ خرّت لنقطتى(٢)

١- بالباء ظهر الوجود و بالنقطه تميز العابد من المعبود حديث کلما فى القرآن فى الحمد الی اخره

٢- معنى نقطه لا يعدّ و لا يحصى است و لا يحدّ ولا يفنى است زيرا طلعت موعود و کلمه جامعه و هيکل الهيّه باين اسم عالی و رسم متعالی عرش اعظم را که محلّ نزول و جلوس کينونت غيبيّه است موسوم فرمودند و اين مخصوص است بهمان هيکل و کفى بنفسه شهيداً

کلّ الهدى من فجر امرى قد بدا وکلّ‌العلى‌قد‌اوفدت‌من‌وفدتى(١)

١- بمعنى هبوط و نزول

و عن نعمتى غنّ الطيور کلحنة و من غنّيتى لحن النّحول کرّنة

شرعت بسوء‌الظّنّ عنک شريعة شربت‌بحبّ‌الغير‌عن‌دون‌شرعتى

وجئت باوصاف اتيت بنسبة و‌رمت‌باسماء‌عن‌سواء‌محجّتى (١)

١- بمعنى طريقة و خصله آمده

وصفت بنفس و نسبتها بنفسى ها هو‌حدّ فال‌حدّ اعظم خطيئة

رجوت بظنّک وصلی هيهات لم‌يکن‌بذاک‌جرى‌شرط‌ان وفيّت

توفّت فشرب بلاء الدّهر عن کلّ کاسة و‌سقى دماء‌القهر‌عن دم‌مهجّة (١)

١- مهجّة القلب و دم القلب و روح بمعنى هر سه آمده

و قطع الرّجاء عن مسّ کلّ راحة و قمع القضاء‌عن طمع کلّ حاجة

سفک‌الدّماء ‌فى‌مذهب‌‌العشق ‌واجب و‌حرق‌الحشا(١)فى‌الحبّ‌من‌اوّل‌بيعتى

١- دل

يقظ(١)الليالی‌من‌لذع(٢)کلّ‌ملذع(٣) و شتم‌التّوالی‌فى‌کلّ يومة

١- بيدارى ٢- زننده و گزنده ٣- عقارب قوم مقصود است

و‌عن‌سنّتى‌سمّ‌(١)‌الرّدى‌(٢) کشربة و عن ملّتى قهر القضاء کشفقة‌(٣)

١- زهر ٢- بمعنى هلاک ٣- از شفقت و مهربانى

خلّ دعوى الحبّ او فارض بما‌جرى کذاک جرى الامر فى فرض سنّتى

و ناديتها سرّا بان يا حبيبتى و غاية آمالی و مقصود سرّتى

فها انا حاضر بين يدى قدرتک فها انا آمل بما قد تعدّت (١)

١- آنچه شمرده شد از غضب و سطوت

فها انا طالب بکل ما انت تحبّ فها‌انا‌راکن(١)‌بما قد تقضت‌(٢)

١- مايل ٢- يعنى حکم کردى

صدرى هذا راجى لارماح سطوتک و جسمى هذا شايق لاسياف قهرة

نارک نورى و قهرک بغيتى(١) وبطشک‌راحتى‌وحکمک‌منيتى(٢)

١- يعنى آرزو ٢- آرزو

فانظر الی دمع عينى کيف تجرّيت فاشهد بسرّ قلبى کيف اضمحلت

رميت رماح الکلّ فى کلّ يومة قتلت بسيف الرّدّ فى کلّ ليلة

قرأت کتاب الکفر فى کلّ سطرة وفزت بسبّ الکلّ فى کلّ لحظة

طعنت بطعن الشّرک فى کلّ آنة رمحت برمح الطّرد فى کلّ وقتة

کانّ بلاء الدّهر لنفسى قد نزل کانّ‌سيوف‌القهر‌حدّت لجيدتى‌(١)

١- گردن

حزنة يعقوب(١)و‌سجنة‌يوسف(٢) و ضرّة ايّوب (٣) و نار خليلة

١- آية و ابيضّت عيناه و من الحزن

٢- آية و دخل معه السجن فتيان و قال ربّ السّجن احبّ الی ممّا يدعوننى اليه الی آخر

٣- ربّ انى مسنّى الضرّ

تأسف آدم و هجرة يونس (١) و ضجّة داود و نوحة نوحة (٢)

١- و ذوالنّون اذ ذهب مغاضبا فظّن ان لن نقدر عليه الی آخرها

٢- نوح و داود بسيار نوحه و ندبه نمودند حکايت نوح معروف است و لکن امر داود و ضجيج آن از زبور معلوم ميشود که چقدر اذيت کشيدند و مبتلی شدند

و فرقة حوّاء (١) و حرقة مريم و محنة شعياء و کرب زکرّية (٢)

١- در مفارقت او از آدم يک اربعين يا بيشتر چنانچه در احاديث قبل مذکور است ٢- و نجيّناه من الکرب العظيم

من‌رشح‌حزنى‌قد‌قضى‌لکلّ‌ما‌قضى و عن طفح همّى قد بدا کلّ بليّة

فانظر بسيرى فى البلاد بلا مونس فاشهد‌بانسى فى‌العراء‌(١)‌بوحشة

١- بيابانرا گويند

و‌عن فتح(١)عينى عين السّماء تهمرّت(٢) و‌من فجر‌(٣)‌قلبى فجر الاراض تلقت‌(٤)

١- اشاره به‌آيه مبارکه و فتحنا ابواب السّماء ٢- بماء منهمر ٣- و فجّرنا الارض عيونا ٤- فالتقى الماء علی امر قد قدّر

و من روح حزنى روح البقاء تقطّعت و‌عن‌نور‌همّى‌عرش‌العلاء‌تهدّت‌(١)

١- انعدمت

حمر الوجود من دم قلبى تحمّرت غصن‌الشهود‌عن‌دمع‌عينى‌تنبّت‌(١)

١- انبات و روييدن

مرّ البلا فى سبيل حبّک حلوة و‌شهد‌البقاء‌من‌عند‌غيرک مرّة‌(١)

١- تلخ

و‌عن‌عنقى‌رسم‌الحديد(١)تعيّنت(٢) و‌من رجلی اثر الوثيق(٣)تبقّت‌(٤)

١- کنايه از اغلا‌ل است ٢- يعنى معيّن‌و‌مشهود است ٣- زنجير ٤- يعنى‌باقى است

ما‌مضى يوماً الّا و‌قد‌حرقت فيه من تلويح نظم او تصريح نثرة

روحى قد راح و قلبى قد ذاب و سرّى قد فار من شدّ شدّتى

بقيت بلا روح و قلب و مهجّة و‌ابقاء‌نفسى‌کان‌من‌اعظم حيرتى

من‌علوّسرّى‌قدقضى‌علىّ ما‌جرى فيا‌ليت بالاصل ما علت فطرتى

کذاک‌احاطتنى‌البلا عن‌کلّ‌شطرة بذاک‌ابادتنى(١)القضا(٢)فى‌کلّ‌حينة

١- اى اهلکنى ٢- قضايا

عرجت الی غاية الوحد وحدة وصلت‌الی‌عين‌اللّقاء فى‌سريرتى

وصفک فى وصف عينى شهدته عن‌عينک‌فى‌کلّ‌طرف‌حديدة(١)

١- جعلنا اليوم بصرک حديداً

ان کنت بالحدّ فالحدّ منک ظاهر و‌لو‌بالوصف‌فالوصف‌منک‌تبدّت(١)

١- اى تظهرت

و عن کدرتى ظلم اللّيال تحقّقت و عن سرّتى نور النّهار تصفّت

فلا بأس ان صرت مطروداً لانّ فزت بالنّور العلی يوم بعثتى

و آنست بالقدس من نور انسه و هاجرت بالطّاء فى عهد غربتى

و آمنت بالنّور من نور باطنى و عارجت بالرّوح فى سرّ سرّتى

اناديک يا روح الحيوة ان ارتحل من‌نفس‌ما‌بقى فيه(١)‌من بقيّة

١- فيه بهتر است اگر چه مخالف قوم باشد بعلت نفس

فيا روح العماء‌من العرش انزلی فما لک قدر بمقدار ذلّتى

اصاحى يا فؤادى ان اخرجى فما لک من عزّ فى بلاد ذليلة

فيا‌صبرى‌اصبر‌فى‌کلّ ما‌شهدته فى رضا‌حبيبک‌من‌شدّ و رخوة

بالرّوح نادتنى و قالت ان اصبر فقد‌عرفت بکلّ ما‌انت استدلّت

دع عنک ما عرفت و به قد عکفت فالشّرک عندى کوحدة

ابهى بهاء الطّور عندى کحشوة و‌اسنى ضياء‌النّور‌عندى‌کظلمة

آيات وصفک حقّ و‌لکن لفتية آثار‌نعتک‌صدق ولکن لرعيّتى

و انّى‌لم يزل قدکنت فى‌قدسة و‌انى‌لن‌يحدّ قد‌کنت فى نزهة

فکم‌من‌عادل‌قدکان‌عندى‌ظالماً فکم‌من‌عالم‌قدکان‌عندى‌کجهلة

فکم‌من‌باقى‌قد‌کان‌عندى‌فانياً فکم‌من‌عارف‌لن يعرف بحرفة

فکم‌من‌عابد‌قدکان‌عندى‌طاغياً فکم‌من‌ساجدلن‌يفرّوقتابسجدتى

زبر(١)‌السّماء فى‌کون نفسى ثابت صحف(٢)السّنا‌قدانزلت‌من‌صحيفتى

١- من الزبر کتاب را گويند ٢- جمع صحيفه

و من ذرّتى شمس المحيط تکوّرت و‌عن‌قطرتى بحر‌الوجود‌تسبّحت(١)

١- اى تحقّقت

کلّ الغنا من اهل الورى ظهر عندى کغنّة نمل او کرّنة نحلة

کلّ‌العقول‌من‌جذب‌سرّى‌تولّهت(١) کلّ‌النّفوس‌عن‌غنّ‌روحى‌تحيّت(٢)

١- من الوله و الشّوق ٢- حيات

کلّ‌الالوه(١)من‌ رشح امرى تألّهت و‌کلّ‌الرّبوب(٢)عن‌طفح‌حکمى‌تربّت

١_ الهه ٢_ ارباب

ارض الرّوح بالامر بى قد مشى و‌عرش‌الطّور قد‌کان موضع وطأتى

لنورى نجم الظّهور تجلّيت لروحى شمس السّرور تجلّت

جوامع آيات لوامع نزلة مواقع آثار مطالع قدسة
جواهر افکار سواذج فکرة طرائز انوار برائز حکمة

من‌کاف‌امرى(١)قد‌قضى‌لکلّ‌حکمها و عن لطف سرّى قد بدا کلّ بديعة

١- عالم امر مراد است

اعرضت عن وجهى و بظنّک اقبلتها و‌اجريت ماء الزّعم فى‌شريعة وهمة

ما استقمت بنور‌الغيب فيما صنعة فى نفسک وکذا ضيّعت صنعتى

يعنى آيه تجلّى که از تجلّيات انوار صبح عماء و تظهّرات اشراق شمس قدس و سنا که از شمس وجود و قمر مقصود و نقطه معبود مستشرق و مستظهر شد بر حقائق ممکنات و جواهر افئده مخلوقات و جميع ذرات موجودات و مذکورات را از قطرات ماء وجود الهى و رشحات زلال سلسال صمدانى بحيات ازلی سرمدى مشرّف و مطرّز فرمود و بخلع باقيه و قمايص عاليه و اثواب دائمه ابديّه مخلّع و ملبّس فرمود مع ذلک بچنين آيه کبرى و موهبة عظمى و انوار لا يطفى و اعطاء لا يغنى مستقيم نگشتيم و باين صنعة محکمه و مکرمت متقنه و عزّت قديمه و لطيفه سرمديّه قائم نشديم و از انفاس قدس روح القدس و ارياح طيب نور الانس محجوب مانديم بحدّى که اگر هزار داود وجود از نغمات زبور و ترنيّات سرور بالحان طرىّ بديع بر عظام رميم عباد بخواند هرگز مهتزّ نشود و بحرکت نيايد زيرا که استعداد نزول رحمت از سماء قدرت از ميان برخاست و کل بهواى نفس در قفس تن مسجون گشته اند و مدهوش شده اند و در صقع غفلت چنان منصعق گشته اند که هرگز بهوش نيايند و بمقام وصل و قرب که مقصود اصلی است نرسند زهى حسرت و ندامت که بجوهر هدى مهتدى نشديم و بساذج قدم مقتدى نگشتيم نه بسيناى طور قربش مقبل شديم و نه از مظاهر نفيش معرض تأسّى بجذبات روح مقدسش نکرديم و تقدّى بانوار بهجتش ننموديم از جمله تأسّى انفاق ارواح است که بان مفتخر نشديم و پوشيدن قميص استقامت است که بان فائز نگشتيم بلی در قطب بحر هويّت جالسيم و انتظار شربه ماء ميکشيم و در ظلال شمس صمديّت ساکنيم و طلب سراج مينمائيم اين است شأن اين بنده و عباد و کلّ من فى البلاد و اگر هم نارى از سدره مشتعل شود بان موقد نشده در اطفاى آن ميکوشيم فهنيأً لمن تردّى برداء الانصاف فى هذا المصاف اگر باين صفت کبرى متّصف شويد البتّه بعنايت ابهى فائز ميگرديد اين است آن خيط صفر مکنون که بحرکت آن متحرّک است کلّ من فى الوجود و بسکون آن ساکن است کلّ من فى بلاد المعبود پس بايد صدور را از ظنونات فاسده مجتثّه خبيثه منير و منزّه نمود تا وجه بديع انصاف از خلف جبل قاف سر بر آور و بعد غلبات ذوق صمدانيّه و جذبات شوق ربّانيّه را از دفّات حمامه بقاء و کفّات ارواح سنا ادراک نماييم و بر رفرف حبّ مستريح و مستکن گرديم اين است غايت قصوى و مقام او ادنى و ديگر آن که بايد از معرضين از حق در کلّ شؤون اعراض نماييم و در آنى مؤانست و مجالست را جايز نداريم که قسم بخدا که انفس خبيثه انفس طيّبه را ميگدازد چنان که نار حطب يابسه را و حرّ ثلج بارده را لا تکونن مع الّذين قاسّين قلوبهم عن ذکر اللّه بارى آنچه ذکر شد در تفسير اين بيت تلطّفاً لانظار المعرضين و ترحّما لابصار المبغضين که بهواى خود معنى نکنند و تفسير ننمايند اين اشعار در زمان مهاجرت در ديار غربت در اراضى روم گفته شد و هيچکس از علما و فضلاى آن ممالک ايرادى ننمودند و اعتراضى وارد نياوردند و لکن از سبع اين قوم چنان گمان ميکنم که بعد از تفسير هم اعتراض نمايند و بخيال خود در سبيل وهم و خطا و ظن و عمى سالک شوند فللّه قصد السّبيل امّا شاکراً و امّا کفوراً و امّا مقبلاً و امّا نفوراً ختم اناء مسک که مفتوح شد هر ذى شمّى ادراک مينمايد و هر مزکومى محروم ماند و اگر کلّ بمرض زکام مبتلى شوند نقصى بر عطر بقا و وهنى بر مسک ختا وارد نيايد فسبحانک الّلهم يا الهى اناديک حينئذ حين الّذى نزلت علىّ من آثار حزنک الّتى لو يطفح علی الوجود لينعدم الغيب و الشّهود بحيث کاد ان يفارق الرّوح من اضطرابها فو عزّتک و غيب صمديّتک لو اتنفّس به لتحرق الاکباد بجوهريّتها و تنفطر السّماء و ما فيها و تنهدم الارض و ما عليها فآه آه بذلک لن يطفح رائحة الوفاء عن حديقة السّناء و لن يهبّ طيب البقاء من مدينة البهاء و لن يغنّ ورقاء العماء علی اوراق الحمراء و لن يرنّ ديک السّناء فى ملکوة العلی فو عزّة من عزّزته و جعلته مظهر الوهيّتک و منبع ربوبيّتک لنسيت کلّ الاذکار و کلّ ما علّمتنى من قبل من بدايع علمک و جوامع آيات حکمتک بل کنت نسياً منسيّا کانّى ما کنت فى ارض الملک مشهوداً لعمر علی و حياة محمّد و روح صفى و رحمة راحم و جذبة محمود و ولهة احمد و سرّة محبوب و بهجة طاهر ما احبّ ان اکون فى الملک لحظة و کان اللّه من ورائى شاهدى.

تمسّک بحبل الامر فى ظاهر صورة تعرّف بوجه النّور فى باطن غيبة

فاخرق حجاب القرب عنک بلا رمزة فاشهد جمال القدس فيک بلا کشفة

فاسکن فان قواة العرش اضطرب فاصبر لانّ عيون الغيب قد تبکّت

و معنى وراء العلم فيک حجبته عاجز عن درکها کلّ عقل منيرة

لذذ و انس بسرّ القدس سرّة فلا تفش عنها ان تکون امينة

لو‌تکشف الغطاء‌عن وجه ما‌شهدته ليفنى الوجود فى طرف قريبة

کذاک جرى الامر عن عرش عزّة بذاک جرى الحکم من سرّ قدرة

فطوبى للفائزين عن حسن وفائهم فطوبى للواردين فى شرع بديعة

فطوبى للعاشقين فى سفک دمائهم فطوبى للواثقين عن حبل عطوفتى

فطوبى للمخلصين فى ما سرعوا عن کل الجهات فى ظلّ ربوبتى

(٧٢)

انّى انا اللّه لا اله الّا انا الرّحمن الرّحيم انّى انا اللّه لا اله الّا انا السّلطان العظيم انّى انا الّذى خلقت الموجودات بامرى و ذرئت الممکنات جوداً من عندى و انا المقتدر علی ما اشاء و انا العليم الحکيم و بامرى اشرقت الشّمس عن افق السّماء و غنّت عندليب القدس بانّ هذا لجمال اللّه فى ناسوت البداء و ظهور اللّه فى ملکوت العلى و بطون اللّه فى جبروت البقاء و ساذج القدم فى هذا القمص المنير البيضاء کذلک کنت من اوّل کلّ اوّل الهاً فرداً احداً وتراً صمداً باقياً دائماً حيّاً مريداً مقتدراً عزيزاً قيّوماً و اکون سلطاناً ملکاً حکماً عالماً قادراً ازلاً ابداً حيّاً دائماً کائناً معبوداً.

بسم‌ اللّه‌ البهىّ ‌الابهى‌ الابهى

ح ب اسمع نداءاللّه عن جهة العرش بآيات مهيمن مقدّم عظيم لعلّ تقلّب بکلّک الی موليک و تصّح بسلطان الامر بين السّموات و الارضين و لتکون قادراً بنفسک بحيث لو يجادلک کلّ من علی الارض باسيافٍ شاحذٍ حديدٍ انّک تقابلهم و لن تخاف منهم و تستغنى عنهم باسمى الغنىّ القادر المقتدر القدير. و انّک انت تعلم ما ورد علينا بما اطّلعت فى سفرک بما لا‌ اطّلع احد من العالمين. لانّ لم يکن عندنا حين الّذى هاجرنا الی اللّه المهيمن العزيز القدير من ذى بصرٍ الّا انت لذا التفتت و عرفت ما لا عرفه احد من هؤلاء المدّعين و هذا من خمر الّذى اختصّک اللّه بها فاشرب فى نفسک سرّاً لئلّا يطّلع بها احد من هؤلاء الغافلين. ثمّ اشکر اللّه بما عرّفک ما لا عرفه احد من الخلائق اجمعين. و اخذ يدک بايدى القدرة و نجّاک عن بئر الغفلة و انّه ما من الهٍ الّا هو و انّه لولىّ المقرّبين. تاللّه الحقّ لم يکن کأس السّرور احسن عمّا قدّرناها لک اذاً فاشرب عنها ثمّ استقم علی الامر و لا تکن من الخائفين. ثمّ انظر بطرف الطّرف الی الّذينهم يدّعون بانّا ‌آمنّا بآيات اللّه المهيمن العزيز القدير. فاذا نزلت مرّةً اخرى باسمه العلىّ المقتدر العظيم اذاً فرّوا عنه ثمّ استکبروا عليه و کانوا اشدّ نفاقاً عن امم القبل ان انت من العارفين. قل تاللّه الحقّ قد حملنا ما لا حمله الجبال و لا السّموات و ما فيها و لا الارض و ما عليها و لا حوامل عرش عظيم. قل تاللّه لن تطيقه الامواج و لا الابحار و لا الاشجار و لا الاثمار و لا ما کان و لا ما يکون و لا جنود الغيب من ملأ العالّين. قل تاللّه اذاً قد يبکى عيون العظمة ثمّ عيون اهل البقاء ثمّ اهل جنّة الخلد فى غرفات الحمراء ثمّ اهل سفائن الکبرياء خلف لجج المقدّسين. ان يا حبيب فسوف تجد استدلال المعرضين بما استدلّوا به اولوا الفرقان من قبل بل ادنى من ذلک و کفى اللّه علىّ بذلک لشهيد و خبير. فسوف تسمع منهم ما لا سمع عن علماء الفرقان و لا من جهلائهم و لا من الّذينهم يکنسون الاسواق تاللّه الحقّ انّ هذا لظلمٌ عظيم. قل تاللّه انّ هذا لهو الّذى ظهر من قبل و انّ ما دونى قد خلق بامرى ان انتم من الشّاهدين. قل هل تستکبرون بالّذى به ظهرت اسمائکم و علت رتبتکم تاللّه هذا بغىُ منکم علی اللّه المهيمن العزيز العليم. اما رأيتم سلطنة اللّه و قدرته ثمّ عظمة اللّه و کبريائه ثمّ سطوة اللّه و اجلاله. عمت ابصارکم يا ملأ المغلّين هل کان من ذى روحٍ ليقول لم او بم او ينطق بين يدينا لا فو نفسى العزيز العليم. ذلّت کل الرّقاب لوجهى العزيز الجميل و خضعت کلّ الاعناق لسلطانى العزيز الجميل و خضعت کلّ الاعناق لسلطانى العزيز المنيع. قد کنز فى هذا الغلام من لحن لو يظهر اقلّ من سمّ الابره لتندکّ الجبال و تصفّر الاوراق و تسقط الاثمار من الاشجار و تخرّ الاذقان و تتوجّه الوجوه لهذا الملک الّذى تجده علی هيکل النّار فى هيئة النّور و مرّةً تشهده علی هيئة الامواج فى هذا البحر الموّاج و مرّةً تشهده کالشّجرة الّتى اصلها ثابت فى ارض الکبرياء و ارتفعت اغصانها ثمّ افنانها الی مقام الّذى صعدت عن وراء عرشٍ عظيم. مرّةً تجده علی هيکل المحبوب فى هذا القميص الّذى لن يعرفه احدٌ من الخلائق اجمعين. و لو يريدون عرفانه اذاً ينصعقون فى ارواحهم الّا من اتى ربّه بقلبٍ سليم. و کذلک ينادى المناد عن يمينى ثمّ ينطق النّاطق عن شمالی ثمّ يصح الصّائح عن ورائى و الرّوح عن امامى و يتکلّم لسان اللّه عن فوق رأسى بانّ تاللّه انّ هذا لهو المقصود من اوّل الّذى لا اوّل له و انّ هذا لَوَجه الّذى اليه توجّهت کلّ الوجوه و لو‌ هم حينئذٍ لا يکوننّ من الشّاعرين. تاللّه الحقّ من ينکر هذا الفضل الظّاهر الباهر المتعالی المنير ينبغى له بان يسئل من امّه حاله فسوف يرجع الی اسفل الحجيم. قل هل تحسبون فى انفسکم بانّکم لو تکفرون بهذه الآيات هل يصدق عليکم الايمان باحدٍ من رسل اللّه او بعلىّ من قبل لا فو ربّ العالمين. تاللّه الحقّ اذاً يکذّبکم کلّ الذّرّات و من ورائها لسان القدرة ثمّ لسان القوّة ثمّ لسان العزّة ثمّ لسان العظمة ثمّ لسان اللّه المقتدر العزيز الحکيم. ان يا حبيب خذ ذيل السّتر بانامل القدرة ثمّ ارفعه اقلّ عمّا يحصى ان سمعت ضوضاء المغلّين خذ اناملک و دعه علی ما کان و کن فى سترٍ جميل. ثمّ اصبر و اصطبر ثمّ قرّب اصابع القوّة ثمّ اکشف به حجبات الممکنات ازيد عمّا کشفتها من قبل و ان ارتفع عوى المشرکين ضعها ثمّ انهزم عن السّباع و کن فى حفظ منيع. ثمّ اسکن بوقار اللّه و سکينته ثمّ اشدد ظهرک لخدمة اللّه ثمّ توجّه اليه بسلطان مبين. ثمّ انقطع عن کلّ من فى السّموات و الارض و عن مثل هؤلاء المشرکين. ثمّ اخرج انامل القدرة و القوّة عن جيب الّذى اعطيناک قبل خلق کلّ شيئ حين الّذى کان الآدم بين الماء و الطّين. ثمّ اخرق سبحات القوم بسلطان الّذى به انشقّت کلّ الاستار و الحجاب عن کلّ شيئ و کن علی استقامة بديع. ليمحو بذلک اشارات المعرضين و سبحات الّذينهم اتّکاؤا عليها من دون امرٍ من لدنّا ان انت من العاملين. ان يا خليل کسّر الاصنام و لا تحزن عمّا يرد عليک و لا تخف من جنود الشّياطين. قل يا ملأ المنکرين انّا ما نخاف منکم انتم ان تموتوا او تنصعقوا او تنعدموا لن يردّ امر اللّه و قد ظهر بالحقّ رغماً لانفکم و انفس المشرکين و کلّ ما سترنا الامر عنکم مرّةً و کشفنا مرّةً هذا من فضلنا عليکم و علی العالمين. لانّ النّاس بعضهم فى رخوة و ضعف لن يستطيعنّ ان يشهدنّ انوار الشّمس لرمد الّذى کان فى عيونهم لذا دارينا معهم لئلّا يکوننّ من الهالکين قل تاللّه لن ينفعکم اليمين و لا الشّمال و لا الجواب و لا السّؤال ان انتم من الموقنين. قل فکّروا فى انفسکم حين الّذى اتى علىّ بالحقّ عن مصر الرّوح بآيات اللّه العزيز القدير. هل نفع احداً من اهل الفرقان ما عندهم لا فو ربّک الرّحمن. کذلک فانظر فى البيان ان انت من النّاظرين. فو عمرى ما نفعهم شيئ عمّا عندهم لا سؤال احد و لا جواب نفس و يعرف ذلک کلّ ذى ذکاء بصير. قل تاللّه قد ظهر ما لا ظهر من قبل و يأمرکم بما امرتم به فى کتاب اللّه القادر العزيز العليم و کلّما عندکم قد خلق بقولی ان انتم من العارفين قل اليوم لن يغنى احد الّا بان يفتقر بين يدى اللّه هذا المقام المقدّس المنير. و لن يذکر شيئ ا‌لّا بان ينسى نفسه و ما فى الملکوت الامر و الخلق فکيف ما خلق بين السّموات و الارضين. قل اما سمعتم من قبل بانّ دليله آياته و وجوده اثباته فويل لکم يا معشر الغافلين. تاللّه الحقّ لو يکشف الحجاب عن وجه الامر اقلّ عمّا يحصيه احد من العارفين ليرفع نداء اهل ملأ الاعلى ثمّ صياح اهل ميادين البقاء ثمّ لحن القدس عن مکمن الکبرياء بانّ ما هذا بشراً فى الملک ان هذا الّا سلطان مقتدر عزيز بديع. کذلک تمّت حجّة اللّه و لکنّ النّاس فى سکر من الغفلة بحيث لن يعرفوا الشّمال عن اليمين. هل بعد ظهور اللّه ينفع احداً شيئ عمّا فى السّموات و الارض لا فو ربّ العالمين. انت يا حبيب غنّ و رنّ و کفّ و دفّ فى جبروت البقاء ثمّ فى الملکوت العماء و لا ‌‌تلتفت الى شيئ الّا جمالی المشرق المنير. کذلک القيناک ما يستغنى بحرف منه کلّ من فى السّموات و الارضين لو يستقيمنّ علی حبّهم موليهم العزيز الکريم و الرّوح عليک و علی العارفين. ثمّ ذکّر الجواد بما يذکره حينئذٍ قلم الامر من ذکر الّذى به ارتفع خباء القدس و استقرّ الشّمس على عرش مجد عظيم. ثمّ اشربه من کأس الّتى اعطيناک ليطمئنّ بها قلبه و يکون من الشّاکرين. قل انّا اريناک فى المنام مايطمئنّ به نفسک و روحک ان انت من العالمين. عبّر رؤياک بما عبّر اللّه ثمّ عبر عن الصّراط کمّر السّحاب و لا ‌تلتفت الى احد من المشرکين. من لن تجد فى قلبه حبّى فرّ عنه و تجنّب منه و کن فى بعدٍ عظيم. و ان يخالفک فى ذلک نفسک فانقطع عنها و کن فى ايقان منيع. قل تاللّه لم يکن الميزان الّا حبّى و انّ هذا‌لرّحمة علی المقرّبين و نقمة و سياط علی المشرکين. ثمّ ذکّر الرّحيم ببشارات اللّه العلىّ المقتدر الحکيم. قل انّک قد حضرت بين يدى اللّه و ما عرفته و کنت من الغافلين. اذاً فاسئل اللّه بان يؤيّدک علی عرفانه و يعرّفک مظهر ذاته و يخرجک عن هؤلاء المتوهّمين. انت يا رحيم تجنّب عن مثل هؤلاء و لا تجانس معهم و لا مع احدٍ من المغلّين توجّه الی افق الرّوح بقلبک ثمّ انقطع عن العالمين کذلک علّمناک ما يغنيک عن الخلائق اجمعين. و قد حضر بين يدينا ما ارسلته و قبلناه رحمة من لدنّا عليک لتکون من الشّاکرين. ثمّ ذکّر الزّمان بما يذکر الرّوح حينئذٍ من آيات ربّه ليسرّ فى نفسه و يکون من المتّقين حين الّذى يخرجون اکثر النّاس عن ميادين التّقى بحيث يعرضون عن الّذى آمنوا به و کذلک يذکرهم الرّوح لئلّا يکوننّ من المعرضين. قل يا عبد فاقرء ما نزّلناه عليک من قبل ثمّ استنشق عن مداده روائح المسک من غداير اللّه المهيمن العزيز. ثمّ اعمل بما فيه تاللّه به قرّت عيون اهل جنّة الفردوس ثمّ اهل جنّة القدس ان انتم من العارفين. ثمّ ذکّر الّذى سمّى باکبر بعد علىّ ثمّ بشّره بما يبشّر الرّوح فى هذا الصّدر الممرّد المنير الحميد. قل يا عبد قد ارسلنا اليک من قبل ما لا يعادل بحرف منه ما خلق بين السّموات و الارضين. فاحفظه ثمّ اقرئه فى احيان الّتى تجد نفسک فارغاً عن کلّ من فى الارض ليجذبک الی مقرّ القدس مقعد عزّ منير. و قد حضر بين يدينا ما ارسلته من قبل فسوف يجزيک اللّه باحسن ما عنده و انّه هو ولىّ المحسنين. ثمّ اعلم بانّ اللّه ما يقبل من عباده هذا من فضله علی بريّته و انّه لغنىّ عن العالمين. ايّاک ان لا تعاشر مع الّذين تجد فى قلوبهم ضغن من هذا الغلام ثمّ تجنّب عن مثل هؤلاء و لا تکن من المعاشرين. فاکف باللّه ربّک فانّه يغنيک عمّا سواه انّه ما من اله الّا هو له الخلق و الامر کلّ عنده فى لوح حفيظ. ثمّ ذکّر العلىّ فى القاف بما يأمرک ذات القدم فى حين الّذى يطوفنّ فى حوله کلّ من فى لجج البقاء و کلّ ما کان و ما يکون ان انتم من العارفين. قل يا عبد فاستقم لامر اللّه و لا تخف من احد فتوکّل علی جمالی المشرق المقدّس المنير. و ان يخالفک فى ذلک ذاتک فانقطع عنها و لا تکن من الصّابرين. ثمّ ذکّر الحسن من لدنّا ليفرح بما رشح باسمه هذا المداد المسکيّة البديعة المنيعة الاحديّة الابديّة القدميّة البديع اللّميع. قل يا عبد فاعمل بما امرت به لوح المحفوظ الّذى ارسلناه اليک و لا تکن من السّاکتين. عرّج بروحک الی معارج القدس و لا تخف من احدٍ فتوکّل علی اللّه العزيز القدير. قل تاللّه الحقّ قد رجع المعراج باسره لو انتم من النّاظرين. ثمّ ذکّر ابن النّبيل من عندنا ان تجد فى وجهه نضرة النّعيم. قل يا عبد لا توقّف فى هذا الامر و لا تتّبع احداً فى ذلک ثمّ انظر بطرف البدء فى حجج المرسلين. تاللّه الحقّ قد ظهر الّذى ظهر فى سنة السّتين و هذه من حجّته قد ملئت الخافقين. و انّ ابيک لمّا توقّف فى ذلک الامر لذا ما فاز بما اراد و انقطعه اللّهُ عمّا عنده و رجعه الی التّراب بحسرة عظيم و ما فعل اللّه ذلک الّا لتنبّهکم و انتم ما استشعرتم فى ذلک و کنتم من الغافلين و لکنّ اللّه غفر عنه جريراته و کفّر عنه سيّئاته و انّه يغفر من يشاء و يعذّب من يشاء ان الحکم الّا من عنده يفعل ما يشاء و يحکم ما يريد. قل يا عبد فارحم على نفسک و لا تجادل بآيات اللّه و لا تکن من المشرکين. قل تاللّه لو نکشف القناع عن وجه الامر لتقطعوا ابدانکم و لکن سترنا الامر بما قدّر فى الالواح من قلم اللّه المقدّر العليم. و انّک يا حبيب ان لن تجد منه روايح الحبّ فانقطع عنه و لا ‌تلتفت اليه و توجّه الى وجه ربّک العزيز البديع. ثمّ کبّر فى وجه اسمعيل الّذى تدندن حول النّار بربوات الّتى تستجذب عنها قلوب الموحّدين. قل يا عبد عرّ نفسک عن کلّ الحجبات ثمّ ادخل فى النّار و انّها نورٌ و رحمةٌ لک و للمخلصين ثمّ کسّر اصنام النّفس و الهوى من الّذينهم کفروا و اشرکوا بعد الّذى يدّعون فى انفسهم الايمان باللّه المقتدر العزيز الرّحيم. قل تاللّه انّ لسانکم يلعنکم و ارکانکم تبرء منکم يا معشر الغافلين. قل يا عبد بلّغ امر مولاک و لا تحزن عن شيئ و لا تسلک سبل المتوهّمين. قل يا ملأ البيان تاللّه قد ظهر علىّ فى قميص اخرى و انّه قد سمّى فى ملکوت الاسماء بالحسين و فى جبروت البقاء بالبهاء و فى لاهوت العماء بهذا الاسم الّذى ظهر علی هيکل الغلام فتبارک اللّه احسن الخالقين. قل يا معشر البشر تاللّه الحقّ قد ظهر مظهر القدر فى هذا المنظر الاکبر بطراز الّذى تحيّرت عنه افئدة کلّ ذى ذکاء و نظر. قل يا ملأ المشرکين باىّ جهة تفرّون باللّه لم يکن لاحد مفرّ الّا بان ينقطع عمّا عنده و يتمسّک بهذا الحبل الدّرى الانور. قل تاللّه انّه لآية الکبرى بينکم و جمال اللّه فيکم و انّه لسرّ مستتر. و انّه لقهر اللّه علی المشرکين انّ قهره ادهى و امّر. قل به يعذّب اللّه الّذينهم کذبوا بآيات اللّه ثمّ بالقدر. قل ففرّوا الی اللّه ربّکم و لا تشرکوا به و انّ الىّ المستقرّ. قل انّا لو نريد لننشاء خلقاً آخر و انّا کنّا علی کلّ شيئ لقادر مقتدر. کلّ شيئ فى قبضة قدرتنا و يعرف ذلک کلّ ذى علم و فکر. قل يا قوم ان تکفروا بهذه الآيات فباىّ حديث آمنتم بعلىّ من قبل فتبيّنوا يا ملأ الحمر. قل لن يغنيکم اليوم شيئ الّا بان تؤمنوا بالّذى کنتم به من قبل ثمّ بما نزل من عنده من الالواح و الزّبر. فالق يا منيب علی ذلک العبد ما القى عليک هذا القلم المشتهر ليستقيم فى نفسه بحيث لا يسدّه اعراض کلّ معرض و لا منع الّذى بغى علی اللّه ثمّ کفر. ثمّ ذکّر من عندنا الحبيب الّذى سافر الی اللّه و حضر بين يديه و سمع نغماته و کان من اهل النّظر. قل طوبى لعيناک و لآذانک ان تعرف مقدارهما بما سمعا و رأيا ما لا‌ ‌رأت عيون الّذين اقبلوا الی اللّه ثم ادبر و اعرضوا عمّا اشرق عن مشرق القدس بهذا الجمال المشرق المقدّس الاطهر. و انّک انت يا عبد لا تحزن حين الّذى يرتفع زماجير المشرکين ايّاک ان لا تضطرب و لا تکن من اهل الفرر. قل تاللّه قد ظهر صور الاکبر فى هذا النّاقور الّذى نطق بالحقّ ثمّ نقر. و ينطق باعلی الصّوت بين السّموات و الارض بانّ الىّ المستقرّ. و يا قوم لا تفتروا علی اللّه بارئکم و لا تجاحدوا بعد الّذى کشف النّقاب ثمّ ظهر. ايّاکم ان لا تشتغلوا بالدّنيا و لا يمنعکم شيئ عن الورود فى هذا الطّمطام اللّجّى الاغمر. انّ الّذينهم آمنوا باللّه و آياته اولئک صعدوا الی اللّه و يتوارثون جنّات و نهر. و الّذينهم کفروا و اشرکوا اولئک يصلون فى نار و سقر. و من وراء ذلک يأخذهم اللّه بقهر من عنده و يجعلهم کهشيم محتظر. کذلک قدّر اللّه ذَنوبَهم جزاء ذنوبِهم فويلٌ لهم و لمن مکر و غدر. و نعيم لمن رضى برضاء ربّه و اذا تلی عليه آيات ربّه آمن و شکر. ثمّ ذکّر الرّحيم بعد العبد بما اذکرناه فى اللّوح لعلّ يتقرّب بذاته الی شاطى القدس و يکون من اصحاب الفکر الّذين يتدبّرون فى امر اللّه و يتّبعون ما نزّل من عنده من حکمٍ و نذر. قل يا عبد فالق کلّ ما يمنعک عن الورود فى حرم الکبريا و انّ هذا خيرٌ لک عن کلّ ما خلق و قدر. و کن صائحاً بين السّموات و الارض لتکون من الّذينهم جاهدوا فى سبل اللّه ثمّ نصر. قل انّا خلقنا السّموات و الارض لامرنا تاللّه انّ هذا لاَمرنا قد ظهر بالحقّ و لا يعرفه الّا کلّ ذى فطن و عبر. کذلک الهمناک و القيناک لتتّبع بما امرت فى اللّوح و تکون من اصحاب النّظر. ثمّ ذکّر الهاء فى آخر الاسماء بما تنطق حمامة القدس لعلّ يستجذب من نغماتها و انّا اذکرناه فى الانتها ليصعد الی سدرة المنتهى و يستظلّ فى ظلالها. قل تاللّه قد غشت السّدرة کلّ من فى السّموات و الارض فطوبى لمن سکن فى جوارها. قل‌ قد اشرقت الشّمس عن افق القدس و استضاء منها اهل ملأ الاعلی فطوبى لمن اضاء بضيائها. قل قد تضوّعت من تلال القدس عرف المسک و استعطرت منها هياکل القدم فهنيئاً لمن تعطّر من نفحاتها. و قد لاح قمر الامر فى وسط السّماء و ظهر علی هيئة البدرا بزهر البيضا و انتم يا ملأ القرب فاستبهوا ببهائها. قل قد استقرّ العرش خلف خباء العظمة و فى حوله يدورنّ قاصرات الجمال بکاؤس الحيوان فطوبى لمن فاز برشحاتها. قل قد کشف الجمال حوريّة الخلد بلحاظ فاتک الحشا فطوبى لمن يرى بلحاظها. قل قد ظهر صوت اللّه عن مکمن البقاء و استجذبت افئدة العارفين من لحناتها. قل ان يا اسمى ان استمع ما يوحى اليک عن شطر القدس من نغمات ربّک و لا تخف من احد فتوکّل علی اللّه ربّک انّه يحفظک عن الشّياطين و ايذائها. ايّاک لا تمنع نفسک عمّا خلقت و لا تکن من الّذين کفروا بآيات اللّه بعد انزالها. قل اليوم لا ينفع احداً شيئ الّا بعد حبّى و بذلک يشهد اهل سرادق القدس و السن الّتى کانت عن ورائها. انّ الّذينهم اعرضوا عن لمع الوجه اولئک يسحم اللّه وجوههم کخافية الغراب و يعذّبهم بنار البعد و لهابها. قل انّه لهو الّذى خلق السّموات و الارض ثمّ استقرّ العرش علی الماء ثمّ علّق الماء علی الهواء لتعرفوا صنع اللّه الّذى اتقن خلق کلّ شيئ و تتفکّروا فيه و ما قدّر فى الارض من آلائها. قل يا قوم انّ هذا لخير الّذى وعدتم به فى التّسع و به اخذ اللّه العهد عن کلّ الذّرات فطوبى لنفس وفت بميثاقها. قل قد ارتفعت خيام القدم و انتم يا ملأ البيان لا تحرموا انفسکم عنها ثمّ اسکنوا فى فنائها. تاللّه قد اثمرت سدرة البهاء فى الرّضوان الّذى ظهر علی هيکل التّربيع فى هيئةه التّثليث و انتم يا اهل سفن البقاء تقرّبوا بها ثمّ تنعّموا من اثمارها. قل يا قوم اتکفرون بآيات اللّه و تقرئون ما نزّل من قبلها فويلٌ لکم و بما زيّن الشّيطان لانفسکم اعمالکم کذلک نلقى عليکم من آيات الامر لعلّ تقومنّ عن تراب الغفلة و تزرقنّ بما نزل من غمام القدس و ما يمطر من مياهها. کذلک ينصح قلم الامر کلّ نفس من اذکيائها قل قد استقرّت سفن البقاء علی بحر الحمراء فطوبى لمن تمسّک بجمال القدس منها ليکون باقياً ببقائها. قل تاللّه انّ هذا البحر بَهَر علی الممکنات و فيه تسرى سفينة القدس الّتى صنعها نوح الرّوح لهذا الغلام الّذى باسمه يمسک زمام الفلک ثمّ اهتزازها. قل قد تموّجت بحور القدم فى هذا البحر الاعظم و ما فاز احد بساحلها فکيف الی غمراتها الّا الّذينهم تمسّکوا بما جرت عليها من سفائن القدس ثمّ ارکبوا باسمى الرّحمن علی مناکبها. قل قد ارتفعت سدرة الرّوح علی سيناء البقاء و تغنّ بلبل القدم باحسن الالحان علی افنانها اذاً فاصمتوا يا هياکل السّبحان لاستماعها. قد جرى السّلسبيل من هذا التّسنيم الّذى انفجر من کوثر القدس عن هذا الفم الّذى منه ينزل مياه القدم فطوبى لمن يطفح عليه من طفحاتها. قل هذا نفس اللّه قد استوى علی العرش و قدّس اللّه عن‌مسّ المشرکين ردائها. انّک يا حبيب فارزق کلّ نفس من نعمت الطّريّة الاحديّة الصّمديّة الّتى تنزل عن هذا السّماء الّتى ارتفعت بالحقّ ايّاک من لا تجاوز عن حدود النّاس فاعط کلّ نفس علی مقدارها. انّ الّذى بدّلت ذائقته لن يعرف حلاوة الحلو عن المرّ الّا بان يبرء دائه کذلک خلقنا النّفوس اطواراً فطوبى لمن يعرف اطوارها. و الّذين ما طهّرت آذانهم لن يلتذّوا من نغمات القدس و کذلک نلقى عليک من کلّ حکم ابنائها و انّک کسّر ختم اناء الرّحمن باسمى المنّان ثمّ ادر خمر الحيوان الّتى انعصرت من انامل السّبحان لعلّ اهل الامکان يصطلون من حرارتها و يستضيئون من انوارها و لمعانها. کذلک نزّلنا الآيات و صرّفناها من شأن الىَ شأن و نصرّفها کيف نشاء علی تصريف اخرى لتشهد قدرة ربّک و تخرّ بين يديه علی الذّقن قل تاللّه الحقّ لم يکن الفخر فى تنزيل الآيات و امثالها بل الفخر فى ظهورى بين السّموات و الارض و بين هولاء من امم المختلفة ان انتم من اصحاب العين. وانّک ان وجدت هؤلاء الّذين اذکرنا اسمائهم فى اللّوح علی روح و ريحانٍ هبّ عليهم ما تضوّع من ريحان اللّه العلىّ القادر المؤتمن. و الّا فاستحکم رأس اناء الرّيحان لئلّا يجد المشرکون عرفه ثمّ اختمه بخاتم القدس او بعقيق من هذا اليمن. ايّاک ان لا تنشر آثار اللّه بين يدى المشرکين ثمّ اعرض عنهم ثمّ اصطبر و لا تحزن تاللّه هذا امر ينصعق عنه کلّ من فى السّموات و الارض و تقشعرّ جلود المستکبرين و تنشق اراضى الفراعنة و تنسف شوامخ القنن. و تدع کلّ مرضعة عمّا ارضعت و تضع کلّ ذات حمل حملها و يأخذ السّکر سکّان السّموات و الارض الّا من اتى اللّه بقلب ممتحن. و انّک فاحمل کتاب اللّه بقوّة من عندنا و قدرة من لدنّا و لا تخف فى حمله و لا تجزع عن ثقله و انّه يحفظک بالحقّ و يحرسک عن کلّ بلاء و فتن. ما يمسّ العارفين من بلاء الّا و قد يزداد به انقطاعهم الی اللّه و اشتياقهم الی مقام الّذى قدّسه اللّه عن ريب الزّمن و ان تجد نفسک وحيداً بين السّموات و الارض اذاً فارض عنها و عن الّذى خلقها و لا تکن فى حزن و محن. تعزّب عن الّذين کفروا ثمّ تقرّب الی اللّه و انّ هذا لخير لک عن ملک السّموات و الارض و عمّا خلق فى السّر و العلن. طهّر ذيلک عن عجاج الملک ثمّ اشرب عن کأس الحمراء عن غلام الابهى ليجعل نفسک فارغاً عن الدّنيا و ما فيها من الزّخارف و الفدن. قل يا قوم لا تشهدوا الاختلاف فيما نزّل من لدنّا لانّ الآيات کلّها نزلت من شديد القوى عن جبروت البقاء و يختلف باختلاف المقامات ان انتم من اهل الفطن. کذلک نلقى عليکم من اسرار الامر لئلّا تزلّ اقدامکم عن هذا الصّراط المرتفع المعتلن. انّک لا تستر امر ربّک علی مقام الّذى تخمد نار اللّه فيما سويه و لا ‌تجهر بشأن الّذى يمسّک الضّراء فابتغ بين ذلک سبيلاً مستبن. ثمّ اعلم بانّ هذا الجمال قد ابتلی بين هؤلاء بحيث يريد ان يعزل نفسه عنهم او يطير الی معارج القدس فى اصل الوطن. تاللّه قد وقعت فى کلّ حين تحت مخاليب اولی الغلّ و البغضاء و لن اجد لنفسى ناصراً الّا اللّه الّذى خلقنى و کلّ شيئ و ارسلنى بسلطان الامر علی البرّ و البحر و علی اهل المدن. قل انّا لمّا قصصنا حرفاً من الرّؤيا لاهل العما اذاً ما حملوها و اوقعونا فى الجبّ فى هذا الجنح الظّلما کذلک نلقى عليک من اسرار الامر عمّا ستر و خزن. ثمّ اعلم بانّ الّذينهم کانوا فى هناک منهم من اعرض عن اللّه و کفر بآيات اللّه و منهم من آمن بربّه و کان ممّن نجى و امن. انّ الّذينهم کانوا ان يستروا وجوههم فى جلابيب النّساء خوفاً من انفسهم اذاً خرجوا عن خلف الدّنان ثمّ اعترضوا علی هذا الجمال الاظهر الاکمن. قل يا قوم خافوا عن اللّه و لا تجادلوا بمظهر نفسه ثمّ توجّهوا اليه بخضوع حسن. تاللّه قد ظهر سرّاللّه المکنون عن هذا المخزن و قد برز رمز اللّه المستور عن هذا المکمن. يا قوم فاشکروا اللّه الّذى خلقکم من ماء دافق و عرّفکم سبل القدس بما انزل عليکم الشّرائع و السّنن. لتتّبعوا سبل الهدى فى هذا السّبيل الّذى ظهر بالحقّ ايّاکم ان لا تختلفوا فيه و لا ‌تکوننّ فى مريّةٍ عن لقاء ربّکم ثمّ تقرّبوا اليه بقلوبکم و انّ هذا خير لکم عمّا ظهر و بطن. تلک سورة الاصحاب قد نزّلناها بالحقّ و ارسلناها اليک لتقرّبها علی الّذين تجد فى وجوههم نضرة الرّحمن و اذا يسمعون آيات الّه يطيرنّ الى سدرة المنتهى فى هذا الفناء المقدّس المزتين و ان رأيت کلمة النّصر ذکرّه فى منتهى المنتهى بما نزّل حينئذٍ من جبروت العلى ليذکّر فى نفسه و يکون من الّذى آمن و هدى. قل يا نصر فانصر ربّک بما استطعت فى هذا النّصر الّذى ظهر علی هيکل الغلام فتبارک اللّه الّذى خلق فسوّى ان استقم فى امر اللّه ربّک بحيث لا يمنعک شيئ عمّا فى السّموات و الارض لتکون من الّذى عهد ثمّ وفى. قل يا قوم اتمارون الرّوح عمّا شهد و رأى او فيما سمع من نغمات اللّه فى جبروت المقدّس الاظهر الابهى. تاللّه انّه استقام علی شأنٍ لن يمنعه کلّ الورى و لم يکن کلّ من فى السّموات و الارض عنده الّا ککفٍّ من الثّرى. قل انّه لو ينطق بحرف ليکون اعلی عمّا نزّل فى جبروت الامر و الخلق و لا يعلم ذلک الّا اولی النّهى. قل انّه قد استقرّ علی العرش ثمّ استوى و هذا صعب علی المشرکين و علی الّذى کفر و طغى ثمّ اعرض و اشقى. قل يا ملأ المغلّين موتوا باضغانکم فقد اشرقت الشّمس بانوار اللّه فى وسط الضّحى و استضاء منها کلّ من فى السّموات و الارض الّا کلّ دنىٍّ ضلّ و عمى. کذلک نقصّ عليکم من قصص الحقّ يا اصحاب الحجى. قل انّ نظرة اليه خير عمّا فى ملأ الاعلى و عن ملک الآخرة و الاولى فطوبى لمن حضر بين يدى العرش و نظر الی منظر الاحلى و سمع عن لحن القدس من آيات ربّه الکبرى. ان يا نصر فاستمع لما يوحى اليک من جبروت القصوى ايّاک ان لا تخف من احدٍ فتوجّه الی وجه ربّک و کن من الّذى نفعه الذّکرى. ان اصطبر حين الّذى تنفطر سماء الامر و تنشقّ ارض الارادة و يرفع ضجيج کلّ من اعرض فغوى. قل تاللّه من لم يکن قلبه مطهّراً عن کلّ ما يذکر عليه اسم شيئ لن ينطبع فيه هذا الجمال الدّرى الاضفى. قدّسوا مرايا انفسکم يا ملأ الارض ثمّ اصعدوا الی مقام الّذى جعل اللّه عن خلفه ذکر القوسين و او ادنى. قل انّه لينطق فى کل حين بما نطق الرّوح فى صدرة الممرّد الازکى. قل تاللّه انّه ما ينطق عن الهوى بل ينطق بما‌يلهمهُ شديد الامر من آيات ربّه الکبرى. قل انّه حينئذٍ بالافق الاعلى و انّه لجمال الاولى فى قميص الاخرى فسبحان نفسه الاعلى. و به رفعت اعلام الامر فى ملکوت الاسماء و نصبت خيام المجد فى جبروت العما. قل يا قوم فارجعوا اليه و انّ اليه المنتهى. تاللّه انّه لجنّة المأوى عند سدرة القدس عند ظهور تجلّى الانوار من هذا الجمال الدّرى الابهى. کذلک ما زاغ بصر الحديد عمّا شهد و رأى من سلطان ربّه الاظهر الاخفى قل انّه لو کشف القناع عن وجه کلمة من عنده لتنشقّ الارض و تنفطر سموات العلى. و لکن يدارى مع عباده لئلّا يتميّز صدورهم و يرجعوا الی مقر القهر فى هاويّة السّفلى. انّک لا تخف من احد ذکّر النّاس بآيات ربّک و هذا نصره فى ملکوت السّموات و الارض و کذلک يؤيّدک بالذّکر و انّ اليه يرجع الذّکر و کذلک فجّرنا فى کلّ حرف من هذا اللّوح تسعة عشر نهراً فهنيئاً لمن ظمأ و استسقى. و اذا اتممنا اللّوح نزل من جبروت البقاء من آيات ربّک الکبرى تارةً اخرى ليتذکّر بها کلّ عقل مستطاب و لنذکر فى اللّوح ذکر بعض من احبّاء اللّه الّذى ما اذکرناه من قبل ليکون فضل اللّه بالغةً علی کلّ الذّرات و علی کلّ ذى فضل و لباب. اذاً ذکّر الّذين ما تحرّک قلم الامر على اسمائهم ان تجدهم متذکّراً بذکر ربّهم و الّا دعهم بانفسهم ثمّ اعرض عن کلّ معرض مرتاب. قل يا هؤلاء فابشروا فى تلک الايّام الّتى فيها اتى اللّه فى ظلل من الرّوح و اشرق الوجه عن خلف النّقاب. ثمّ ذکّر محمّداً قبل علىّ الّذى کان اسمه فى کتابک بما اذکره قلم القضا فى جبروت الامضاء بين يدى ربّه العزيز الوهّاب ليصعد فى نفسه الی معارج القدس فى هذا المعراج الّذى ظهر علی هيکل الغلام و يکون ممّن خضع و اناب. قل يا عبد فانقطع عن کلّ ما تهوى به هويک ثمّ تمسّک بعروة الاعظم فى نفسک و انّ هذا خيرٌ لک عن ملکوت ملک السّموات و الارض و لا يعقل ذلک الّا کلّ مؤمن ثابت و لا يعقلها الّا اولی الالباب. قل سبّح باسم ربّک و کن فى جذبٍ و ولهٍ عمّا اسقيناک خمر الحيوان فى کاؤس قدس عجاب. انّا جعلنا تلک الحروفات کاؤساً لبدايع الصّفات نسقى منها خمر الآيات ما نشاء من عبادنا قل منّا ظَهَر الفضل و الينا يرجع فى يوم الاياب. بقطرةٍ منها يحيى هياکل الموجودات وکذلک سبقت رحمتنا کلّ شيئ و احاطت الذّرات من علی الفردوس الی ان ينتهى الی نقطة التّراب. انّ الّذين ما فازوا برشحات القدس من هذه الکأس اولئک احقر خلقاً عند اللّه عن خلق الذّئاب. لانّهم کفروا بنعمة اللّه و جادلوا بآياته بعد انزالها و اتّبعوا کلّ مشرک کذّاب. قل يا قوم اتدعون الّذين ما جعل اللّه لهم سلطاناً و تذرون ربّ الارباب. فبئس ما اتّخذتم لانفسکم اولياء من دون اللّه فسوف يعذّبکم اللّه بقهرٍ من عنده و انّه لقوىّ فى الاخذ و شديدٌ فى العقاب. و من المشرکين من کان هناک و ما رضى بانّا نسمّى نفسنا باسم من الاسماء و کذلک بغى علی اللّه الّذى خلقه و سوّاه و ما بغى المشرکين الّا فى تباب. قل يا قوم انّ الاسماء کلّها يرجع الى ملکوتها الّتى يرجع الی امرى الّذى خلق بقولی و يعرف ذلک کلّ نفس آمنت بيوم الحساب. قل قد اشرقت الشّمس عن افق المجد و بها انفطرت سماء الکبر و انشقّت ارض الغلّ و مرّ جبل السّکون کمرّ السحاب. کذلک القينا عليک من کلّ نبأ لتذکر فى نفسک و تذکرّ النّاس بما الهمناک لعلّ تطهرنّ النّفوس عن الامراض ثمّ تطاب. قل يا ملأ الارض فابتغوا النّصر فى تلک الايّام و لا ‌تخافنّکم کثرة المشرکين کذلک يعظکم قلم العزّ من لدن عزيز جذّاب. ثمّ اعلموا بان النّصر لم يکن فى اخراج السّيف بل فى تطهير نفوسکم يا معشر الاصحاب. تاللّه لو تنقطع نفس عن کلّ من فى السّموات و الارض و تقوم علی ما اراد اللّه لينصر اللّه بها المخلصين من احبّائه و ينعدم رايات المشرکين من کلّ الاحزاب. قل تاللّه انّ النّصرة انقطاعکم عمّا سوى اللّه و استقامتکم على حبّى فى يوم الّذى تزلّ فيه اقدام البلغاء و يخرج عن ايکة النّفاق شرذمة من الذّباب الّذين کفروا و اعرضوا و کانوا فى مريّةٍ عن لقاء ربّهم بعد الّذى ظهر عن افق القدس بصحائف و کتاب. قل يا ملأ القدس ان اخرجوا سيف الحکمة عن غمد البيان ثمّ انصروا به ربّکم الرّحمن ايّاکم ان لا تفسدوا فى الارض بعد اصلاحها خافوا عن اللّه الّذى اليه يرجع الامور فى المبدء و المآب. ان يزحفوا عليکم المشرکون شرّدوهم بکلمةٍ من عندنا لا‌ بسيوفکم و لا تحنثوا عمّا امرتم به فى الکتاب. ان استقيموا يا قوم علی الصّراط فسوف يبعث اللّه قوماً يستقيمنّ علی الامر و يذکرنّه بولهٍ و شوقٍ و انجذاب و لا يمنعهم شيئ عمّا فى السّموات و الارض اولئک يصلّون عليهم الملئکة و الرّوح ثم اهل ملأ القدس ثمّ الّذينهم کانوا فى سرادق القرب عن خلف الحجاب. و ان من شيئٍ الّا يذکرنّ اسمائهم و يستقربنّ الی اللّه قل تاللّه باسمائهم تصحّ النّاقوس و تدلع ديک الفردوس و تغنّ الرّباب. اذاً تمّت کلمات ربّک صدقاً و عدلاً و لا ‌مبدّل لکلمات ربّک و لن يفقه ذلک الّا کلّ نفس باقىٍ مستطاب.

هذه سورة العباد
قد نزّلت بالحقّ من لدى اللّه العلىّ العظيم
و انّه لتنزيل من لدن عليم حکيم
بسم اللّه الابدع الابدع

شهد اللّه انّه لا اله الّا هو و انّا کلٌّ له عابدون

شهد اللّه انّه لا اله الّا هو و انّا کلٌّ له ساجدون

شهد اللّه انّه لا اله الّا هو و انّا کلٌّ له قانتون

شهد اللّه انّه لا اله الّا هو و انّا کلٌّ له خاضعون

شهد اللّه انّه لا اله الّا هو و انّا کلٌّ له خاشعون

شهد اللّه انّة لا اله الّا هو و انّا کلٌّ له حامدون

شهد اللّه انّه لا اله الّا هو و انّا کلٌّ له راکعون

شهد اللّه انّه لا اله الّا هو و انّا کلٌّ له عاملون

شهد اللّه انّه لا اله الّا هو و انّا کلٌّ‌منه‌سائلون

شهد اللّه انّه لا اله الّا هو و انّا کلٌّ به ناطقون

شهد اللّه انّه لا اله الّا هو و انّا کلٌّ له ناظرون

شهد اللّه انّه لا اله الّا هو و انّا کلٌّ به رافعون

شهد اللّه انّه لا له ‌الّا هو و انّا کلٌّ به لمنقلبون

ان يا مهدى فاشهد کما شهد اللّه لنفسه قبل خلق السّموات و الارضين بانّه لا له الّا هو و انّ هذا الغلام عبده و بهائه و انّه لنبأ الّذى قد کان فى ازل الآزال فى الواح العزّ عظيم. و ما عرفه احد الّا نفسه المهيمن العزيز القدير و لن يعرفه الّا من شاء ربّه و هذا من امر الّذى اخبرناک به من قبل ان انت من العارفين. فاسمع نصحى ثمّ ما ينطق به لسان اللّه فى هذا الزّمن البديع ايّاک ان لا يصّدک شيئ و لا يمنعک امر فاسع فى نفسک ثمّ اجهد فى ذاتک لتکوننّ من الصّالحين فى هذا الامر الّذى به يفزع اهل العرفان ثمّ يجزع اهل سرادق الايقان ثمّ ينصعق ارواح المقرّبين و يندکّ جبل المستکبرين. طهّر عيناک عن کلّ ما سويه ثمّ دع کلّ ما فى ايداک ثمّ قدّس نفسک عن کلّ من فى الارضين و السّموات لتستطيع ان تستقيم علی امر الّذى تزل عليه اقدام المخلصين. ثمّ انقطع عن نفسک و عن ما سويک ثمّ عن نفوس المشرکين. فانظر بطرف البدء فيما نظرت الى آدم الاولى ثمّ من بعده الى ان يصل الامر الى علىٍّ قبل نبيل. قل تاللّه کلّهم قد جائوا عن مشرق الامر بکتابٍ و صحيفةٍ و لوح عظيم. و اوتوا کلّ واحد منهم على ما قدّر لهم و هذا من فضلنا عليهم ان انتم من العارفين. و کلّهم بلّغوا رسالات ربّهم و بشّروا النّاس برضوان الّه المهيمن العزيز القدير و اخرجوا النّاس من الظّلمات الی النّور و بشّروهم بلقاءاللّه کما انتم قرئتم فى صحف الاوّلين حتّى اذا بلغ الامر الى وجهه العزيز المقدّس المتعالی المنير. اذا احتجب نفسه فى الف حجاب لئلّا يعرفه من احدٍ بعد الّذى کان ينزل عليه الآيات من کلّ الجهات و ما احصاها احد الّا اللّه ربّک و ربّ العالمين. فلمّا تمّ الميقات السّتر اذاً اظهرنا عن خلف الف الف حجابٍ من النّور نوراً من انوار وجه الغلام اقلّ من سمّ الابرة اذاً انصعقت اهل العالّين ثمّ سجدت وجوه المقرّبين. و ظهر بشأن ما ظهر مثله فى الابداع بحيث قام بنفسه بين السّموات و الارضين و ما تداهن باحد فى امر ربّه و نادى العباد باعلى ندائه و ما خاف من احد کما انتم کنتم من النّاظرين. و ابتلى بين العباد بحيث اجتمعوا عليه ظغاة الارض و انتم من الشّاهدين. و ما استنصر من احدٍ الّا باللّه العزيز المقتدر العليم. و انّه نصره بالحقّ و انزل عليه سکينة من عنده و ايّده بجنود الغيب حين الّذى اخرجه عن مدينة الامر بسلطان مبين. و ظهر امره و علا برهانه و تمّت حجّته و کملت کلمته الى ان اشتهر امر اللّه بين الخلائق اجمعين الى ان قطعنا الاسبال و دخلنا الميادين کما انتم سمعتم من المهاجرين. و فى کلّ تلک الاماکن و الايّام ما سترنا الامر و ما احتجبناه بل اظهرناه کطلوع الفجر عن افق صبح منير الی ان وصلنا الی البحر الّذى ذکر اسمه فى الالواح ان انتم من الشّاهدين. و رکبنا السّفينة باسمنا ثمّ اجريناه علی البحر باسمى العزيز المقتدر الجميل و حفظناه بقدرة من عندنا و حفظنا الّذين رکبوا عليها الی ان وصلوا الی ساحله فى مدينة الّتى اشتهر اسمها بينکم ان انتم من العالمين. و کنا فيها اربعة اشهرٍ متواليات بما رقم فى الواح عزٍّ حفيظ. و فى تلک الشّهور ما راودنا احدٌ من الّذين هم کانوا فيها لا من اعلا هم و لا من هم و کان اللّه على ذلک شهيدٌ و عليم. و ما ذهبنا الى احدٍ و ما توجّهنا الى نفسٍ اظهاراً لسلطنة اللّه و امره و ابلاغاً لقدرة اللّه و هيمنته الى ان تمّت ميقات الوقوف و خرجنا عنها و قطعنا السّبيل الى ان دخلنا فى هذا السّجن البعيد و نشکر اللّه فى کلّ ذلک بما ايّدنا على امره و جعلنا من عباده المقرّبين الّذين لا يخافون من احدٍ و لا ينظرون الّا بنظرة اللّه المهيمن العزيز القدير. کذلک نزّلنا الامر اليک لتکون من العالمين و الحمدللّه ربّ العالمين. اذا اتممنا القول و لو ما اتممنا الامر به لتذکر عباد اللّه المخلصين الّذينهم سکنوا فى ارضک هناک و کانوا مستبشراً بارياح القدس الّتى تفوح من جهة اللّه بارئهم و هذا من فضله عليهم و علی العالمين. قل انّه يعلم سرّکم و نجويکم و ما تستدفّ به فى قلوبکم حمامة الحبّ و کذلک کنّا من العالمين. لن يعزب عن علمنا من شئىٍ و لا ‌يفوت عن قبضتنا من شئى و کلّ فى قبضة الامر ان انتم من العارفين. و بيدنا ملکوت کلّ شيئ نرفع من نشاء من عندنا و نذکر عبادنا المريدين الّذينهم شربوا من کأس عناية اللّه و رزقوا ما لا‌ رزق به احدٌ من الخلائق اجمعين. قل تاللّه قد فزتم بکأس ما لا فاز بها احدٌ من قبل فسوف تعرفون ان تکوننّ من الصّابرين. قل تاللّه قد حملتم ما لا حمله احد من الممکنات و ما سبقتکم فى ذلک نفس الموجودات و لو يحمل علی السّموات لتنفطر و لو علی الارض لتنشقّ فى الحين. کذلک نذکّرکم بالحقّ لتعرفوا مقدار الّذينهم آمنوا باللّه و عرفوا ما لا عرفه احدٌ من قبلهم ليفرحوا فى انفسهم و يکوننّ من الفرحين. قل تاللّه من شرب من هذا الکأس لن يظمأ ابداً و يجعله اللّه غالباً علی من فى السّموات و الارضين ان يکون مستقيماً فى حبّ موليه و لن يضطرب من خطرات الشّياطين. و الّذينهم عرفوا نفسنا هذا من فضلی عليهم و علی عبادنا المخلصين. لانّا اخرجناهم عن خلف الحجبات و اشهدناهم ما لا شهدت عيون المقدّسين. و کلّ ذلک من فضلی عليهم و رحمتى علی عبادنا المقرّبين. و انت ذکّر احبّاءاللّه الّذينهم کانوا فى ارضک و لا تکن من الصّابرين. ذکّر اسم الاوّل فيها الّذى جعله اللّه زين المقرّبين و لقد ارسلنا اليه کتاباً من قبل و فيه ما يغنيه عن العالمين. فواللّه لو يعرف حرفاً منه لينقطع عن کلّ شيئ حتّى عن نفسه و هذا ما نشهد عليه حينئذٍ بلسانى العليم الحکيم. ثمّ بعده ذکّر المجيد بذکرنا و بشّره بروح اللّه المقدّس العزيز العليم و لقد ارسلنا اليه ما يطهّره عن معاشرة المشرکين. قل ان يا عبد فاستقم على حبّ اللّه لانّک اطّلعت بما لا اطّلع به احدٌ ان انت من المتفکّرين. تفکّر فى غيبتى لعلّ تطّلع بما اراد اللّه لک و تکون من المتفرّسين. و بذلک اتممنا النّعمة عليک و ارسلنا الرّوح من لدنّا بلسان من عندنا عليک و علی المؤمنين. ثمّ ذکّر اسمنا الرّحيم و بشّره بما اذکره اللّه فى ليل الّتى فيه ينطق الورقاء على افنان سدرة البقاء و يغنّ ديک العرش على افنان سدرة عظيم. قل ان يا عبد انّا اردناک من قبل و اذکرناک فى الواح قدس عظيم. ان استقم فى يوم الّذى فيه تعمى الابصار و يکلکل کلّ اللّسان و تضطرب افئدة المغلّين. قل تاللّه حينئذٍ تظلم الشّمس بانوارها و يخسف القمر بازهارها و تسقط النّجوم علی ارض جزرٍ لن تجد فيها من ثمار و لا کلآء و لا مآء معين و يضّج فيه قبائل الارض و يندکّ کلّ جبلٍ شامخ رفيع الّا من اغمض عيناه عن البشر و ينظر بالمنظر الاکبر فى هذا الجمال المشرق العزيز المنير. ان يا عبد لا تخف من احدٍ ثمّ اخلع بخلع اللّه المهيمن العزيز القدير. و کن صائحاً بين السّموات و الارض و مبشّراً باسم اللّه العزيز الکريم. و ان يعترض عليک کلّ ذى وجودٍ و ذى روحٍ و ذى شعورٍ و ذى اشارةٍ و ذى‌حدودٍ عظيم لا تخف عن احدٍ منهم و توکّل علی اللّه ربّک ثمّ اعتصم بهذا الحبل المقدّس المنير المتين. و کذلک انزلنا اليک الآيات من هذا السّمآء الّذى ظهر على هيکل الغلام و اذا تنظر اليه فى سرّک تجده على سية عرش عظيم. ثمّ ذکّر الرّضا من بعده و الّذينهم فى بيته الّذينهم استجاروا فى جوار اللّه المهيمن العزيز القدير. اولئک هم الّذين استظلّوا فى عنايته و اسکنهم اللّه فى بحبوحة قربه ان يعرفوا قدر ما انعمهم اللّه بفضله و يکوننّ من الشّاکرين. و يجهدوا فى انفسهم بان لا يحبطّن اعمالهم و کذلک يذکّرهم لسان اللّه ليثبت رحمته علی العالمين. و لن ينکروا نعمة الّتى نزلت عليهم من سمآء قدس منيع. و يجدوا انفسهم ثبتاٍ علی الامر و قدسآء عن کلّ من فى السّموات و الارضين و انّک انت يا مهدى فارفق به ثمّ اخفص جناحک للّذينهم آمنوا باللّه و آياته لانّا عظّمنا خلقک فى ملأ الفردوس و خلقناک علی احسن التّقويم. ثمّ ذکر الّذان سافرا الی اللّه بارئهما و هاجر اليه و کانا من المهاجرين و حضرا بين يدى اللّه و سمعا ‌نغمات القدس عن هذا الحنجر المقدّس العزيز المليح. ثمّ بشّرهما بعنايةٍ من عندنا و رحمةٍ من لدنّا و انّ رحمتنا سبقت العالمين. ثمّ ذکّر العبد قبل الرّسول بما اذکره الله حينئذٍ بربوات قدسه و اذکره فى هذا اللّوح العظيم. قل ان يا رسول ارسلنا اليک رائحة هذا القميص لتقرّبه عيناک و عيون الّذينهم سکنوا فى اقطار المشرق و المغرب و کانوا من عبادنا الموحّدين ليحرّکهم ارياح اللّه و ينقطعهم عن کلّ شيئ الّا عن هذا القميص المرسل المنير. قل تاللّه انّ الانقطاع محبوب الّا عن جمالی المشرق المقدّس المنير و کلّ السّؤال حرامٌ الّا عن نفسى المقدّس العليم الحکيم و کلّ الصّمت محبوب الّا عن ذکرى المتعالی المتباهى العزيز المنيع. ثمّ ذکّر عبدى الّذى آمن باللّه ثمّ سئل عن اللّه ربّه من نبأ العظيم. قل تاللّه هذا النّبأ الّذى کان عظيماً فى عُلی العماء ثمّ کبيراً فى ملأ البقاء و تقشعرّ عنه جلود المشرکين. ان يا عبد اذا کشفنا لک الامر فيما سئلت من قبل لتطّلع بما اراد و هذا اصل ما اراد اللّه لک ان تکون من المريدين. ايّاکم ان لا تختلفوا فى هذا النّبأ و لا تضطربوا عن الّذينهم کفروا و اشرکوا و کانوا من المعرضين. قل يا قوم تاللّه هذا نبأ اللّه فيکم و ظهوره بينکم و سلطانه بين السّموات و الارضين. ايّاکم ان لا تختلفوا فيه بعد الّذى حبس لکم فى هذا السّجن الّذى لن يصل اليه ارجل القاصدين الّا من شاء اللّه ربّک المنّان المقتدر العليم الخبير. و انّک انت يا عبد الّه فاشکر اللّه بما اخرجک عن بلدک و جعلک من المطهّرين. فسوف تسمع نداء السّامرىّ بينهم و تجدهم فى شرک عظيم. فسوف يستدلّون بما استدلّوا به اولوا الفرقان ثمّ من قبلهم اولوا الزّبور و التّورية و الانجيل کفاهم الذّلة بانّهم آمنوا بعلىّ من قبل بما نزل عليه من آيات الّه المهيمن العزيز القدير. فلمّا نزّلت اختها و ظهر جماله بالحقّ اعرضوا عنه و کانوا من المعرضين. قل اذاً لا تلعنوا غيرکم بل فالعنوا انفسکم و لا تعترضوا بنفسٍ فاعترضوا على ذواتکم فهذا ينبغى لکم يا ملأ المشرکين. ان کنتم آمنتم بآيات اللّه تاللّه هذه آياته و حرفاً منها يکفى العالمين و ان تريدوا جماله فهذا جماله قد ظهر بشأن ما ظهر شبهه فى الابداع ان انتم من المنصفين و ان تريدوا ان تمرّوا على صراطه فهذا صراطه فى السّموات و الارض مرّوا عليها يا ملأ العارفين. و لکن الّذين منهم استقاموا على امر مولهم و عرفوا بارئهم اولئک بهم يرفع الغمام و يمطر السّحاب و ليستضيئ اهل ملأ القدس و يحکى کلّ شيئ عن هذا المقام المتعظّم المتعزّز المتعالی الباذخ المنيع. ثمّ ذکّر من بعده الاسد قل ان يا اسد کن اسد‌اللّه فى ارضه و هذا خلعٌ قد اعطيناک بفضل من عندنا و انا المعطى الکريم رغماً لانف الّذينهم کفروا بآيات اللّه و جادلوا بها ثمّ اعرضوا عنها و کانوا من الصّاغرين. ان يا هذا الاسم قد وهبناک هذا الاسم ان تمرّ عن ملکوت الاسماء و تنقطع عن کلّ من فى الارض و السّمآء و تأتى اللّه بقلب سليم. ايّاک ان لا تضيّع ما اراد اللّه لک و لا تخمد عن نار حبّک ثمّ اشتعل بنفسک علی الّذينهم کفروا و اشرکوا و کن رحمةً للمحبّين.‌ و کن سيف اللّه لاعدائه و نعمته لاحبّائه ثمّ احفظ نفسک عن مجالسة المعرضين و تجنّب عنهم و لا تخف من احدٍ و کن فى حصنٍ حفيظ. ان يا مهدى قد ذکرنا هؤلاء کما ذکر اسمائهم فى لوحک ليحيط رحمة اللّه عليهم و تمرّ عليهم هذه المرسلات اللّطيف المحبوب المنير. قل تاللّه لو يهبّ علی الممکنات ما يفوح من هذا الرّضوان ليجعلهم حيّاً باقياً فى ملکوت العالين. کذلک مننّا عليک و عليهم رحمةً من عندنا عليهم و علی المخلصين. ثمّ اعلم بانّ حضر بين يدينا لوحاً و فيه نادى احدٌ من المحبّين ربّه المنّان المقتدر العزيز الجميل. قل انّا سمعنا ندائک و اجبناک بهذه الکلمات المقدّس المحبوب لتشکر اللّه فى نفسک ثمّ فى لسانک و تکون من الّذينهم بآيات اللّه لا يستهزئون. ان استقم يا عبد فى حبّک موليک و لا تضطرب اذا اتاک امرٌ محتوم و لا تخف من احد فتوجّه بوجه ربّک و توکّل على نفسنا المهيمن القيّوم. و قل سبحانک اللّهم يا الهى طهّر عينى ثمّ اذنى ثمّ لسانى ثمّ روحى ثمّ قلبى ثمّ نفسى ثمّ جسمى ثمّ جسدى عن التّوجّه الى غيرک ثمّ اشربنى عن کأس عزّک المختوم. قل تاللّه قد ظهر عين الکافور فى هذا الظّهور و انفجر التّسنيم فى هذا السّلسبيل الّذى کان على هيئة الغلام المشهود. ان يا عبد فادخل يدک فيه و لا تردّها الى نفسک خالياً و لو تقطع بسيوف الّذين هم کانوا بآيات اللّه هم معرضون. فاستعن فى کلّ امر باسمى العزيز المقتدر المحبوب. ثمّ اشرب منه فى سرّک ثمّ ابذل علی الّذين تجد فى قلوبهم نفحات الرّوح و کانوا من الّذينهم بآيات اللّه هم مهتدون. و کذلک اذکرناک فى اللّوح و صرّفنا لک الآيات لتوقن فى نفسک بانّا نعطى کلّ شيئ ما يغنيه عن الّذينهم کفروا و اشرکوا و کانوا بربّهم ان يشرکون. ثمّ ذکّر الاحباب فى ارضک الّذين ما ذکر اسمائهم فى اللّوح ليبشّروا کلّهم ببشارات اللّه المهيمن القيّوم و يفرحوا فى انفسهم و تجذبهم نغمات القدس و تقرّبهم الى مقام قدس محمود. و وصّ الّذينهم آمنوا باللّه و آياته بان لا تجاوزوا عمّا امروا به و لا يکوننّ من الّذينهم کانوا ان يعتدون. و يا قوم ان اتّبعوا ملّة اللّه و سننه و ذروا ما بين ايديکم و خذوا ما امرناکم به و لا تکوننّ من الّذينهم اذا يؤمرون بامر لا يعلمون. فاجتنبوا عن کبائر الاثم و هى الاعراض عن بدايع کلماتى قل انّ کلمات اللّه لهى العليا ان انتم تشعرون. ثمّ اصلحوا ذات بينکم بحيث لن يهبّ منکم الّا روائح اللّه و لن يشهد فى وجوهکم الّا نضرة الفردوس و تکوننّ من الّذينهم فى کلّ امر يفرحون و اذا يمسّهم الذّلّة و الباءساء و الضّراء فى کلّ ما کان من البلايا و يکون هم يصبرون فى سبيل بارئهم و يتوکّلون علی اللّه ثمّ الى مرضاته هم متوجّهون. و لا يصدّهم اسکتبار الّذينهم اعرضوا و لا مجادلة الّذينهم جادلوا بعد الّذى بلغت الحجّة الى اقصى الغاية و تمّت نعمة اللّه عليهم و علی الّذين هم موقنون بما ينزل عليهم من آيات اللّه و لا يحزنهم غلّ الّذينهم کفروا بها بعد ما استيقنتها انفسهم و کذلک ان يفعلون بذلک امرناهم من قبل و نأمرهم حينئذٍ بالفضل ليکوننّ من الّذينهم کانوا بامراللّه هم عاملون.

هذه سورة القميص

قد نزّلناها بالحقّ و جعلناها مظهر هيکلی بين العالمين

بسم‌اللّه‌الاقدس‌الاقدس
و‌بسمه‌البهىّ‌الابهى

ان يا اهل البقاء فى الملأ الاعلى اسمعوا نداء اللّه عن هذا النّسيم المتحرّک فى هذا الهواء الخفيف تحت هذا السّماء الرّفيق اللّطيف و انّه لمؤذّن النّاس بالحجّ الاعظم فى هذه الکلمة الاکبر الّتى کانت علی هيکل السّطر فى هذا الکتاب من قلم العزّ بالفضل مسطوراً. قل انّه لکتاب الاعظم الّذى کان مختوماً بختام اللّه و مکنوناً خلف حجبات الغيب و مخزوناً فى خزائن العزّ و قد ظهر بالفضل علی هيئة العدل فى ايّام الّتى کانت علی الحقّ موعوداً. ان يا قرّة الرّوح فانزل علی الممکنات من سماء فضلک ما يغنيهم عمّا بين الارض و السّموات لانّهم کانوا فقراء فى سرّ السّرّ و علی فناء هذا القباب عند مطلع هذا الجمال قد کانوا باذنک موقوفاً. ان يا قرّة الرّوح انّ المشرکين قد کانوا علی ريب فى امرک بعد الّذى انطقناک علی لحن الذّکر عند مطلع النّور فى هذا الظّهور الّذى اشرق فى هذا الطّور الّذى قد ارتفع علی هذين الاسمين فى هذين الشّمسين المشرقين فى الجمالين وانّک لا تحزن فاصبر ثمّ اصطبر فانّ ربّک الرّحمن يحرسک عن جنود الشّيطان و انّه قد کان علی العالمين حکيما. ان اخرق الحجبات عن وجهک ثمّ السّبحات عن جمالک ثمّ اطلع عن مطلع الفردوس علی هيکل النّور فى هيئته الرّوح و لا توجّه الی احدٍ و لا ترتدّ بصرک الی وجوه المشرکين و توجّه الی جهة العرش شطر ربّک و انّه يکفيک عن العالمين جميعاً. و انّه ينصرک بالحقّ و يؤيّدک فى کلّ حين کما ايّدک بالفضل بحيث انطق الرّوح فى صدرک و جعلک علی العالمين ضياء منيراً. قل تاللّه انّى لمنظر الاکبر فى الملأ الاعلى و الجمال الاطهر فى الافق الابهى و الکلمة الاظهر عند شجرة القصوى و النّباء العظيم عند سدرة المنتهى و الطّلعة الغيب فى جبروت القضا و سرّ‌اللّه و امره فى ملکوت البداء و باشارة من قلمى قد ظهر حکم الکاف بين الارض و السّماء و امر النّون فى مدائن الاسماء و ان ربّک الکريم قد فضّلک بالحقّ و جعلک علی العالمين رکنا شديداً. قل انّى انا الرّکن الاعظم و الکلمة الاتمّ و من تمسّک بى فقد تمسّک بحبل اللّه المتين فى هذا النّبأ المبين الّذى کان خلف سرادق العصمة عن وراء حجبات العظمة بالحقّ مستوراً. ان يا قرّة البقاء فى مطلع السّناء تاللّه انت الحاکم فى هذا السّماء فاحکم کيف تشاء بما ثبت من عندک احکام القضاء بالامضاء فانّ الشّموس و الاقمار مسخّرات بامرک اَلا لک الامر فى جبروت البقاء و لک الخلق فى ملکوت الارض و السّماء فانّ ربّک الّذى لا اله الّا هو قد جعلک للعالمين بالحقّ الخالص ناصراً و ظهيراً. ان يا اهل الارض احسبتم ان تدخلوا الجنّة فى هذا العدن الّذى قد ظهر علی هيکل الرّضوان فى هذا الجنان من غير حبّ هذا الغلام الابدىّ الاحدىّ الازلىّ السّرمدىّ العجمىّ العربىّ الالهىّ فبئس ما ظننتم فى انفسکم فانّ مثوى الظالمين قد کان فى نار الّتى کانت فى اسفل الحجيم بالعدل موقودا. قل انّا نزّلنا فى قلوب المشرکين الرّعب علی العدل و فى قلوب الموحّدين سکينةٍ بالفضل من هذا الکتاب الّذى کان عن سماء الغيب علی العالمين بالفضل منزولا. ان يا اهل الامکان اسمعوا نغمات اللّه فى قطب جنّة الفردوس من سدرة القدس الّتى کانت فى ارض الزّعفران بايدى الرّحمن مغروساً. قل تاللّه بنغمةٍ منها تجلّى النّور علی الطّور الرّفيع فى سيناء القدس خلف لجّة الانس لموسى الکليم فى رفرف البقاء عند شجرة القصوى من هذه النّار المشتعلة الصّفراء انّى انا اللّه ربّک و ربّ آبائک الاوّلين و انّه قد کان علی العالمين محيطا. و بنغمةٍ منها تحرّکت الارواح فى اجساد الممکنات و تغرّدت ديک العرش بين الارض و السّموات و نطقت روح القدس بلسان بدع مليحاً. و بها ظهرت حکم الکاف و النّون و تمّت نعمة اللّه علی من فى السّموات و الارض و ظهر جمال اللّه بطراز الّذى انصعق عنه کلّ من فى الملک جميعاً. يا اهل الارض ان لن ترضوا بهذا الجمال الاطهر فى هذا الرّضوان الاکبر موتوا بغيظکم انّه قد ظهر بالحقّ و قد جعله اللّه نوراً للموحّدين و ناراً للمشرکين و انّه کان بکلّ شيئ بصيراً. قل لن يرفع اليوم نداء احدٍ الی اللّه الّا من دخل فى جنّة الخلد فناء هذه الکلمة الّتى تنطق بالحقّ علی هذا الطّور الّذى کان علی الامر رفيعاٍ. قل انّه لکتاب اللّه و انّه لصحيفة المختومة المهمورة الّتى کانت تحت کنائز القدرة فى حجبات العصمة بالحقّ محفوظا. يا ملأ الارضين و السّموات هل تقدرون ان تنفذوا من اقطار هذا الحصن الّذى قد کان من زبر الحديد عن وراء جبل العزّ مرفوعاً. و هل تستطيعون ان تخرجوا من ارض اللّه لا فو الّذى لا اله الّا هو لن تقدروا على النّفوذ و لن تستطيعوا علی الخروج اذا تمسّکوا بهذا الخيط الصّفراء فى هذا الهواء الّذى اشرق فى هذا السّماء الّذى تجلّى علی هذا العماء الّذى استظهر بلون الحمراء فى قطب هذا البقاء الّذى ما ادرکه عيون اهل السّناء لتکوننّ من اهل الفردوس فى رضوان القدس من قلم اللّه مکتوباً. ان يا ملأ البيان اتقولون کما قالوا من قبل بانّ يد اللّه مغلولة ام تظنّون فى انفسکم بان سدّت ابواب الفضل بعد الّذى لم يزل کانت مفتوحة علی وجه السّموات و الارض. قل تاللّه اذاً قد فتح باب القدس عن يمين الفردوس و طلع عنه جمال القدم بسلطان مبينا. و هذا هو الّذى جعله اللّه بشيرا للموحّدين و نذيراً للمشرکين و انّه لسراج اللّه بين السّموات و الارض يوقد بذاته لذاته من دهن نفسه و ليستضيئ منه اهل ملأ الاعلى ثمّ اهل لجّة الحمراء ثمّ اهل قلزم القدس خلف لجج الکبريا و کذلک کان الامر من قلم القضاء علی لوح الامضاء بالحقّ مکتوبا. ان يا قرّة البقاء لا تمنع بدايع فيضک عن الممکنات و لا تحتجب من حجبات الاشارات فاخرج عن غرف الياقوت ثمّ انفق خمر الحيوان فى هذا الرّضوان من کاؤس الرّحمن عن يد هذا الغلمان الّذى کانا عن افق القدس بطراز اللّه مشهوداً. ايّاک ان لا تغمض عيناک عن الفضل و لا تمنع کوثر الجود عن العباد و لا تنظر اليهم و لا بما عندهم فانظر بالمنظر الاکبر مقام عزٍّ محموداً. فارحم عليهم ثمّ ارتفع فى هذا السّماء سحاب العزّ و البقاء ثمّ امطر علی الممکنات امطار فضل محبوباً.‌‌لانّک انت الکريم فى ملکوت الاسماء و ذوالفضل القديم فى جبروت البقاء و ذوالجود العظيم فى لاهوت العماء و انّک انت قد کنت فى الملأ الاعلى فوق العرش بالفضل مشهورا. قل قد ظهر جمال الرّحمن و طلعة السّبحان فى هيکل الانسان فتبارک اللّه الّذى ارسله بالحقّ و علّم هذا القلم فى سرّ السطر حکم البيان و انّه قد کان بکلّ شيئٍ قديراً. ان يا قرّة الرّوح حدّث النّاس بنعمة الّتى اعطيناک قبل الموجودات فى ذرّ البقاء و قبل اَن زيّنت هياکل الاشياء بقميص الاسماء حين الّذى‌کان آدم البقاء فى طين القضاء بالامر مکنونا. و ان يرد عليک اعراض المشرکين لا تحزن فسوف تقدّس ذيل ردائک عن الاشارات من مظاهر الاسماء و الصّفات کما طهّرناک عن عرفان کلّ مشرکٍ شقيّاً. فاستقم علی الامر ثمّ انطق بين الارض و السّماء بما انطقنا الرّوح فى صدرک فتوکّل علی اللّه ربّک فى عشىّ القدس و اشراق القرب فانّه يکفيک بالحقّ عن کلّ ظالم اثيماً. فاقبل الی اللّه ربّک ثمّ اعرض عمّا سواه انّا نحرسک بسلطان القدرة و القوّة و نحفظک بعصمة الّتى ما ادرکها الخلائق جميعاً. فسوف يظهر امرک و نرفع اسمک فى الملأ الاسماء و نذکرک فى‌سرادق القدس بلسان صدق اميناً. کذلک نلقى عليک من آيات الامر و نصرّف لک الايات لتکون الحجّة من عند ربّک بالغةً علی العالمين جميعاً. ان يا ذکر اللّه الاکبر کيف اذکر بدايع ذکرک بما الهمتنى بعد الّذى احاطتنى المشرکون من کلّ الاشطار و انّک کنت بذلک شهيدا. تاللّه قد ضلّت رأس الخيط فى امرى و صرت متحيّراً لما بدت البغضاء فى صدور الّذين ما آمنوا بک فى طرفة عين و انّک قد کنت بهم عليماً و اذا انظر الی بدايع مواهبک و عطاياک فى حقّى و التّقرّب الی نفسک يهتزّ روحى شوقاً للقائک و اذا ارتدّ البصر الی ابتلائى بين بريّتک يضطرب کينونتى خوفاً لقضائک و انت العالم بالحقّ فى کلّ شيئ و کنت بکلّ شيئ خبيراً. ان يا قرّة البقاء لا تحزن من شيئ و لا تخف من احد ثمّ انفق علی اهل رفرف اللّاهوت من کأوس البقاء علی ملأ قدس الجبروت من خمر الحمراء و علی اهل سرادق الملک و الملکوت من کأوب البيضاء من هذا اللّبن الخالص الاصفى ثمّ علی اهل النّاسوت من اباريق القضاء و علی اهل البهاء ما ينقطعهم عن کلّ شيئ و يجذبهم الی مکمن قدس قديماً. ايّاک ان لا تنظر الی المشرکين و بما اکتسبت ايديهم ثمّ انظر بالنّظر الاعلى الی جمالک القدمىّ الابدىّ الّذى اشرق بالحقّ عن افق اسم عليّا و انّه يکفيک عن کلّ شيئٍ و يحرسک عن رمى الشّياطين و يرفعک بالعدل الی مقام عزّ بديعاً. لانّک انت الحسين فى جبروت الاسماء و بالعلىّ قد کنت فى حول العرش مذکوراً. و اذا اشتدّ عليک الامر لا تحزن فى نفسک ثمّ اصطبر فى سبيلی فانّ اجر الصّابرين قد کان فى امّ الکتاب من قلم القدس مکتوبا. قل قد جاء القضاء من هذا الامضاء و يحکم ما يشاء علی من فى السّموات و الارض من لدن عزيز حکيما. يا اهل الارض اتدعون اسماء الّتى سمّيتموها انتم و آبائکم و ما جعل اللّه لها من سلطان و تذرون الّذى جائکم بسلطان عظيما. اتّقوا اللّه و لا تتّبعوا ما يأمرکم به انفسکم فاتّبعوا امر اللّه و سننه بما نزل فى البيان ان الحکم الّا من عنده و انّه کان علی کلّ شيئ عليما. و لا تبخلوا بما اتاکم اللّه من فضله ثمّ انفقوا ما رزقتم به ان کنتم فقراء يغنيکم اللّه من فضله انّه کان علی کلّ شيئ قديرا. فسوف يجزى اللّه الّذين آمنوا ثمّ انفقوا احسن الجزاء من عنده و يدخلهم فى رضوان قدس قديماً. انّا لمّا اردنا ان نختم القول سمعنا النّداء بين الارض و السّماء بان يا جمال الکبرياء فى قمص الابهى لا تمنع الآذان عن نغمات قدسک و لا الابصار عن کحل عرفان جمالک و لا الشّموس عن بوارق انوار افضالک و لا القلوب عن نفحات حبّک و لا الممکنات عن رشحات فيض رحمتک الّتى کانت علی العالمين محيطاً. و انّ حوريّات الفردوس و اهل حظائر الانس ثمّ الّذينهم کانوا خلف العرش فى مواقع القدس نزلوا عن غرف البقاء و وقفوا فى الهواء فوق الرأس فى هذا الفضاء الاقدس الاطهر و يريدن ان يسمعنّ تغرّداتک الاحلى فى هذا المقام الاسنى تاللّه انّ الصّمت محبوب الّا عن نغماتک البديع و کان العصمة مطلوب الّا فى امرک المنيع و الاصطبار ممدوح الّا عن جمالک الدّرى العزيز اللّميع و انّک قد کنت بعلمک الحقّ علی ما اقول عليما. تاللّه الحقّ بربواتک المخزونة قد تشبّکت الاکباد من اولی الوداد و رجعت الآيات الی جبروت السّداد و عرت هياکل الاسماء عن خلع الصّفات و حشرت الاشياء باثواب الحزن بين الارضين و السّموات و انّک انت القادر بالحکم تفعل ما تشاء بسلطانک و انّک قد کنت علی کلّ شيئ قديراً. و انّا لمّا سمعنا منادى الرّحمن عن جهة الرّضوان انتهينا لحن الاولی ثمّ ابتدئنا بلحن اخرى لعلّ اهل السّکراء من اولی البغضاء ينصفون فى هذا الامر البديع الابدع الاعلى اقلّ من ذرّة الّتى يتحرّک فى هذا الهواء و يشهدنّ قدرة ربّهم فى السّر و الاجهار فسبحان الّذى نزل الآيات بالحقّ کما نزل على علىّ بالحقّ و من قبله علی محمّد رسول اللّه و من قبله علی الرّوح و من قبله علی الکليم علی انّه لا اله الّا هو له الامر فى جبروت البقاء يحيى و يميت ثمّ يميت و يحيى بانّه هو باقى لا يفنى و سلطان لا يعلی و مليک لا يبلی و ظاهر لا يخفى و باطن لا يبدا بيده ملکوت کلّ شيئ و انّه لهو العزيز المختار. يا قوم اتّقوا اللّه و لا تکفروا بآيات اللّه و لا بالّذى يفتخر بلقائه سکّان السّموات و الارض و من دونهما اهل ملأ القرب الّذين يرزقون فى کلّ حين بما يستشرق عليهم انوار الجمال من وجه اللّه المقتدر النّوار. قل يا قوم هذا نفس اللّه بينکم و سلطانه فيکم ايّاکم ان لا تجاحدوا بآيات اللّه بعد الّذى تنزل بالحقّ کما تنزل الامطار. و انّ الامطار يمطر و يسکن و لکنّ الآيات تنزل فى کلّ حين بحيث لا‌ يأخذها النّفاد و الّذين اوتوا بصائر القدس يشهدون بانّها نزلت من جبروت اللّه المهيمن الجبّار.‌ يا قوم ان تکفروا بآيات اللّه فباىّ حديث آمنتم باللّه فى يوم الّذى فيه زلّت اقدام کلّ عارفٍ و اقشعرّت جلود کلّ موقن و خطفت فيه الابصار. اتّقوا اللّه يا ملأ البيان و لا تجادلوا بالّذى آمنتم به من قبل فانصفوا فى انفسکم و لا تختلفوا فى الّذى به رفعت اسمائکم و لا تعقّبوا کلّ مشرک مکّار. قل اتتخّذون لانفسکم ارباباً من دون اللّه و تفعلون کما فعلوا امم الفرقان فويل لکم و بما اکتسبت ايديکم فسوف ترجعون الی مثويکم فما مثوى الظّالمين الّا النّار. قل انّ الّذين يصفون کلمة اللّه و ينصعقون شوقاً لها اولئک يسقون رحيق القدس من يد هذا الغلام الاحدىّ الابدىّ الازلىّ السّرمدىّ الالهىّ الّذى جائکم علی سحاب الامر بسلطنةٍ و اقتدار. يا ملأ البيان اتقرئون الآيات و تکفرون منزلها تاللّه الحقّ ما فعل احد بمثل ما فعلتم و ما ارتکبت ملل مثل ما ارتکبتم فويلٌ لکم يا ملأ الاشرار. و انّکم خبتم فى انفسکم بحيث نسيتم عهد اللّه و نکثتم ميثاقه و اعرضتم عن الّذى بامره خلقتم و خلقت السّموات و الارض انّه ما من الهٍ الّا هو له الخلق و الامر ينزل لمن يشاء ما يشاء و کلّ عنده بمقدار. قل انّا وصّيناکم فى البيان بان لا تکفروا بآيات اللّه اذا نزلت بالحقّ و انّا ما نزّلنا البيان الّا لهذا النّبأ الّذى کان مسطوراً برحيق القدس علی الواح الّتى ما ارتدّت فيه الابصار. فلمّا جئناکم عن مشرق الرّوح تارة اخرى تولّيتم عن الصّراط و کفرتم بنعمة اللّه و اتّبعتم کلّ منکر مرتاب. تاللّه الحقّ لن يعرفنا اليوم الّا الّذين صفت مرآت قلوبهم و طهرت انظارهم عن النّظر الی غير اللّه اولئک اصحاب الاعراف يعرفون بارئهم فى کلّ شأن و يتمسّکون بعروة الوثقى فى هذا الحبل المحکم الاصفى. کذلک نصّرف الآيات و نلقى عليکم ما يغنيکم عن کلّ مشرک غدّار. قل يا قوم انّى لن اخاف من نفسى بل علی الّذى يأتى من بعدى فى يوم الّذى توقد فيه النّار و تستضىء فيه الانوار. تاللّه الحقّ يا ملأ البيان تفعلون به ما لا فعل امّة الفرقان بعلىّ و لا النّصارى بمحمّد و لا اليهود بعيسى و لا الّذينهم کانوا من قبل قبل رسل اللّه و يشهد بذلک ما فعلتم بهذا العبد بعد الّذى جائکم بسلطان الامر و معه حجّة يعجز عنها کلّ ذى علم و اقتدار. ان يا ملأ البيان انسيتم حين الّذى جائکم العلىّ بسلطان من الامر و انکروه علماء الفرقان الی ان افتوا عليه و قتلوه بشأن بکت عليه السّموات و الارض و ناحت المقرّبون ثمّ اهل حجبات القرب و القدس و من ورائهم الاحجار و الاشجار و آمن به قليل منکم اذاً رجع مرّةً اخرى ليمتاز الصّادق عن الکاذب اذا کذّبتم و انکرتم الی ان کفرتم بما آمنتم به من قبل و کفى اللّه شهيداً بيننا و بينکم و من عنده علمُ الاسرار. قل انتم فى ملأ الاعلی لمعروف بالکذب و فى جبروت البقاء بالشّک و فى ملکوت الاسماء بالکفر لانّکم کفرتم بآيات اللّه بعد الّذى استدللتم بها لدونکم کذلک يظهر اللّه خائنة النفوس و ماتخفى الاصدار. و من المشرکين من قال هذه الآيات ما نزلت علی الفطرة تاللّه الحقّ انّ الفطرة حينئذٍ قد ظهرت علی هيکل خادم و قامت لدى الباب بخضوع و اناب يضجّ و يقول فويل لکم يا معشر المغلّين تاللّه انّى قد خلقت بامر من لدنه کذلک تشهد لنفسها و لکن لا يفقهون هؤلاء الاشرار. تاللّه انّها لتفتخر بنسبتها الی نفسنا الحقّ و انّا لم يزل کنّا غنيّاً عنها خلقناها و کلّ شيئ بامرٍ من لدنّا و لا ينکر ذلک الّا کلّ منکر کفّار. کذلک صفت لهم السنتهم الکذبة بحيث يقولون ما لا يشعرون و يفترون علی اللّه قل فمن اظلم ممّن افترى علی اللّه و کذّب بآياته بعد الّذى نزلت فى اللّيالی و الاسحار. قل موتوا بغيظکم لا مفرّ لکم اليوم الّا بان تنکروا بما عندکم او تقرّوا بما نزل من جبروت الامر من لدن عزيز مختار. قل اتقولون کما قالوا علماء الفرقان اما تستحيون عن اللّه الّذى خلقکم و رزقکم و عرّفکم مظهر نفسه بآيات الّتى عجزت عنها العقول و الافکار. انتم يا جند اللّه طهّروا قلوبکم عن ذکر هؤلاء ثمّ قوموا علی نصر اللّه و امره ثمّ خذوا کتاب اللّه بقوّة من عندنا و لا تلتفتوا الی المشرکين و ما يقولون لانّ اليوم ما بقى لهم من حجّةٍ و لن ينفعهم شيئ الّا ضرب الاعناق من سيوف اللّه العزيز المقتدر السّخار. تاللّه انتم يا ملأ الاحباب لو تشربون من هذا الکأس الّتى تنقطع بها النّفوس عن کلّ ما سواه و يرفعهم الی مقام لن يخافنّهم شيئ عمّا فى السّموات و الارض و لن يضطربنّهم قلّتهم و لا کثرة الفجّار. فو اللّه الّذى لا اله الّا هو لو يقوم احد منکم علی نصرة امرنا ليغلبه اللّه على مأة الف و لو ازداد فى حبّه ليغلبه اللّه علی من فى السّموات و الارض کذلک نفخنا حينئذٍ روح القدرة فى کلّ الاشطار ليستقرنّ به سکّان الفردوس فى اىّ شطر کان و ينصرنّ اللّه بارئهم فى کلّ ليالی وانهار. ثمّ اعلموا بانّ الّذين کانت قلوبهم متعلّقة بشيئ عمّا فى السّموات و الارض لن يقدرنّ ان يدخلنّ ملکوتى لانّ اللّه قدّس هذا المقام عن دونه و جعله موطن الابرار. اذاً فاسعوا الی هذا المقام و لا تحرموا انفسکم عن هذا الفضل و لا تکوننّ اصحاب النّار. انّ الّذينهم کفروا باللّه و سلطانه اولئک ترهقهم ذلّة و ما لهم من اللّه من عاصم فسوف يأخذهم سياط القهر من لدى اللّه القادر القهّار. کذلک نزلّنا لکم الآيات و صرّفنا الامر و سخرّنا بما اظهرنا من هذا القلم الاعلى ليکون تذکرة للاحبار. ثمّ اعلموا يا قوم بانّ اللّه قد جعل کلّ الحروفات من هذه الکلمات لرضوان اوسع عمّا يحصيه اهل الامکان ثمّ الّذينهم سکنوا عن خلف حجبات النّور عند ظهورات هذا الظّهور عمّا يتجلّى عليهم من انوار السّبحان و جلس فيها حوريّات المعانى و البيان من اسرار هذا الفتى الالهىّ الّذى استقرّ علی عرش الغفران. و لو تکشف الجمال واحدةٌ منهنّ علی اهل السّموات و الارض کلّ ينصعقنّ بل ينعدمنّ الّا من تمسّک بحبل هذا الجمال الّذى تفردّ فى الاکوان بنفسه المنّان و ينطق جمال الغيب فى صدره فى کلّ الاحيان بانّک انت اللّه لا اله الّا انت المهيمن السّحار. و لمّا اردنا ان نختم القول قد سمعنا نداء الرّحمن مرّةً اخرى عن جهة العرش فوق الرّضوان بان يا جمال القدم اقسمک بجمالی ثمّ ضيائى ثمّ امرى بان لا تصمت عن نغماتک الاحلی ثمّ صرّف الآيات علی لحنک الاخرى لانّ اهل الغيب من عوالم العما يريدنّ ان يسمعنّ نغماتک الجذبا و انّک انت القادر علی ما تشاء و انّک انت المقتدر العزيز المنيع. ان يا قرّة الامر ذکّر فى ظلل الانوار عبادنا الاخيار فى کلّ الاشطار لعلّ نغمة الجبّار يثبتنّهم علی الامر بحيث لا يبدلنّ خلع المختار عن هياکلهم و يقومنّ علی النّصر باسمى الناصر المقتدر الغالب القدير. قل انّ ذکر‌اللّه احبّائه ليکون احلى عن کلّ حلوٍ و اعزّ عن کلّ ما خلق بين السّموات و الارضين. فو اللّه لو يعرفون النّاس قدر ما ينزل عليهم من آيات اللّه المهيمن العزيز المنيع ليفدون انفسهم و ينفقون اموالهم رجاه حرف من آثار ربّهم و کذلک نلقى عليکم من حکمة اللّه لتکوننّ من العارفين. ان يا اسمى اسمع نداء ربّک حين الّذى استوى علی العرش بسلطان الّذى احاط الممکنات لتستقيم علی الامر و تکون من الفائزين. ثمّ اعلم بانّا ابتلينا تحت مخاليب البغضاء و لن اجد لنفسى ناصراً الّا اللّه ربّى و ‌ربّ العالمين و ورد علينا ما لا ورد علی الاصفياء اللّه من قبل و ما سمع شبهه اذن الخلائق اجمعين. کذلک انبأناک من نبأ الرّوح لعلّ تنصره بما استطعت عليه و تکون فى امره لمن الرّاسخين. قل انّه لن يحتاج باحد و انّ النّصر کلّه فى قبضته ينصر من يشاء بامرٍ من عنده و انّه لهو العزيز المقتدر الحکيم. و انّه لو يأمر النّاس بالنّصر هذا من فضله عليهم ليبلّغهم الی ما اراد و انّه لغنىّ عن العالمين. و بيده ملکوت کلّ شيئ و فى يمينه جبروت الامر من هذا النّبأ الاعظم العظيم بحيث يفرّون الی اليمين و الشّمال و يجعلون اصابعهم فى آذانهم لئلّا يسمعوا نغمات الّتى بها استجذبت افئدة ملأ اعلی و تحيّرت عقول الموحّدين. کذلک احصينا الامر فى الواح القضاء عن خلف حجبات العصمة و اخبرناک به هذا اللّوح المبين. قل يا قوم تلک رحمة اللّه عليکم الّتى احاطت الذّرات و هل رأيتم ابدع منها لا فو ربّک الرّحمن و لکنّ النّاس اکثرهم فى حجبات عظيم. قل تلک نسمة القدس الّتى تهبّ عن مشرق الامر و هل احصيتم احسن منها لا فو نفسى المنّان ان انتم من الموقنين. قل يا ملأ البيان انّا آمنّا بما نزّل من عند اللّه فى کلّ الاعصار و بعلىّ و بما نزل عليه من آيات اللّه العزيز العالم العليم و من قبله بمحمّد رسول اللّه و من قبله باصفياء اللّه و رسله الّذينهم خرقوا سبحات الاکوان و طلعوا عن افق الرّحمن بسلطان مبين و برهان لائح منير. قل انّا آمنّا بهم و بما عندهم من سنن اللّه و دينه ثمّ شرايع اللّه و امره انّه ما من الهٍ الّا هو له الخلق و الامر و کلّ عنده فى الواح عزّ حفيظ. کذلک شهد العبد لنفسه و يشهد علی ذلک کلّ الوجود من الغيب و الشّهود ان انتم من الشّاهدين. قل يا قوم تاللّه هذا لعلىّ بالحقّ قد ظهر بسلطان الّذى ما ادرک شبهه عيون الّذينهم اعتکفوا فى خيام المجد عن وراء حجبات النّور فکيف اعين هؤلاء المستضعفين. و قد جرت عن يمينه بحور الحيوان و عن يساره جنود الرّحمن فتعالی من هذا الانسان الّذى ظهر فى قطب الامکان بجمال السّبحان فتعالی من هذا الجمال الابدع الامنع الاقدم القديم. ان يا جمال القدم ذکّر فى الکتاب رضى الرّوح ليکون راضيّاً عن نفسه و عمّا رشحت علی فؤاده سحاب القدس من امطار عزّ بديع لعلّ يحترق الحجبات بنار الّتى تجلّت فى قطب الامکان و يخرق سبحات الوهم بسلطانى المقتدر العزيز القدير. قل يا عبد لا تخف من احدٍ فى سبيل ربّک خذ کأس الحيوان علی کفّک اليمنى ثمّ انفق بها علی الّذين تجدهم علی جهة الرّضوان فى هذا الجنان الّذى ظهر عن يمين الرّحمن و ان شهدت نفسک عاجزاً عن حمل الکلمة من هذا الثّقل الاکبر فاستقدر باسمى القادر العليم الخبير. و ان احصيت بصرک ضعيفاً عن نقع الاوهام فاستبصر باسمى البصير النّاظر العليم الحکيم. قم علی الامر ثمّ خذ عصاء الّذى اعطيناک فى سرّ تلک الکلمات ثمّ افلق بها بحر الاوهام فى تلک الايّام الّتى اخذت الرّخوة کلّ من فى السّموات و الارض الّا من شاء ربّک الرّحمن و انّه ليحفظ من يشاء و انّه لعلی کلّ شيئ قدير. قل تاللّه قد ظهر جمال الاولى مرّة اخرى و تجلّى من نورٍ من انوار وجهه اقلّ من سمّ الابرة علی من فى السّوات و الارض اذاً انصعقت الطّوريون علی الطّور الرّفيع من هذا الجمال المشرق المنيع بعد الّذى اخبرنا هم بهذا الامر فى الواح عزّ حفيظ. و انّک انت فاقرء ما نزل من جمالنا الاولى فى قيّوم الاسماء لتعرف سرّ الامر فى هذا السّر الّذى تقنّع بالاسرار و کان خلف الاستار بما اکتسبت ايادى الظّلم من هؤلاء الاشرار و لا يعلم ذلک الّا اللّه العزيز المنيع. و انّک ان اطّلعت فى الکتاب من اسرار ربّک و عرفت حکم الکرّه بعد کرّة الاولى ايّاک ان لا تظهر لاحدٍ و لا تحرّک به لسانک لانّ اهل لجّة البقاء لن يقدرنّ ان يسمعنّ بل ينعدمنّ فى الحين ايّاک ايّاک فاستر جمال الامر عن الّذين هم کفروا و اشرکوا و انّک فاشهد جمال القدم فى مرآت قلبک ثمّ استأنس به و کن من الشّاکرين. فاستر جمال اللّه عن عيون المشرکين ثمّ اسراره عن قلوب المغلّين تاللّه الحقّ تلک ايّام فيه امتحن اللّه کلّ النّببيّين و المرسلين ثمّ الّذينهم کانوا خلف سرادق العصمة و فسطاط العظمة و خباء العزّة و کيف هؤلاء المشرکين الّذين اتّخذوا الههم انفسهم و اذا يظهر عليهم سلطنة اللّه و اقتداره ثمّ عظمته و اجلاله يجعلون کفّ الاعراض علی ابصارهم ثمّ يسرعون فى المکر ليشتبهنّ علی العباد کذلک نلقى عليک ما يحفظک عن رمى هؤلاء الشّياطين. و انّک ان تريد ان تشرب من هذه الشّرعة الّتى جرت عن يمين الفضل و بما وعدت به فى قطب الرّضوان من الکافور و السّلسبيل فانقطع عن کلّ من فى السّموات و الارض و عن کلّ ما جرى عليه حکم الاسماء فى ملکوت البداء ليفتح علی قلبک ابواب المعانى و البيان و تطّلع باسرار الرّحمن فى هذا الرّضوان و تکون من الموقنين. ان يا رضى الرّوح تفکّر فيما نزل عليک من لدن عزيز عليم. لعلّ تعرف ما اراد اللّه عرفانه لنفسک و تصل مقام الّذى قدّر لک فى الواح عزّ کريم. و انّا ارسلنا اليک هذا القميص الّذى کان مرشوشاً بدم صادق لعلّ تطّلع بما هو المستور عن انظر العالمين. الّا من شاء ربّک الّذين لا يمنعهم الحجبات و لا الاشارات و لامنع کلّ مانعٍ و لو يظهر علی صور الصّافين و الکرّوبيّين. لانّهم ينظرون بالمنظر الاکبر فى هذا الجمال الاطهر و يعرفون الحجّة بنفسها لا بغيرها لانّ دليله آياته و وجوده اثباته کذلک کان الامر من قبل و من بعد ان انتم من العارفين. ان يا قرّة البقا قل تاللّه انّا ما نزّلنا فى الالواح کلمةً علی لحن البديع عمّا القينا علی القلم من اسرار القدم لانّا وجدنا ملأ البيان فى سکرٍ و غفلهٍ و وهمٍ لن يقاس بملل الاخرى لذا ستر عنهم هيکل الکبرياء جماله الانور الاعلى بالف الف حجاب من النّور لئلّا يرتد اليه الابصار من هؤلاء الخائنين. اذاً فابک بما ورد علىّ من الّذينهم کفروا و اشرکوا و کانوا فى انفسهم لمن المحتجبين. فو اللّه ما مسّنا من الاحباب لاشدّ و اعظم عمّا مستنا من الکافرين تکاد ان تنفطر السّماء و تنشقّ الارض و تنسف الجبال و تنعدم قوائم العرش و تنهدم ارکان الفردوس و تحرق افئدة المقرّبين. اذاً يبکى قلم الامر و تضجّ ورقاء البقاء و تصح حمامة العما بما اراد اللّه ان يثبت لعباده ايمانه بعد الّذى کلّ خلقوا بامره و يشهد بذلک کلّ ما خلق بين السّموات و الارضين. قل يا قوم انّا آمنّا برسل اللّه و صفوته و بما نزّل عليهم من آيات اللّه العزيز المنزل الکريم. فباىّ ذنب انکرتم هذا الفيض الّذى ما حمل مثله سحاب الامر و لا ‌ادرکه غمام الجود و ما اشهده عيون المقرّبين. ان يا قرّة البقاء صرّف القلم عن ذکر هؤلاء و لا تدخل الخائنين تحت سرادق ذکرک الاحلی تاللّه کلّما يجرى من مدادک هو محبوب عند اهل ملأ الاعلى لذا عزيزٌ علىٌ بان يحرّک اناملک العزيز علی غير ذکرک البديع العظيم. اذاً فاختم ذکر المشرکين ثمّ ابتدء بذکر الموحّدين من احبّائک لعلّ يثبتنّهم بدائع لحناتک‌المنيع علی صراطک العزيز الرّفيع. لانّ المشرکين من اولی النّفاق ارادوا ان يدخلنّ البغضاء فى قلوب الاحبّاء الّذين مرّ عليهم مرسلات البقاء عن شطر البهاء و کذلک احصينا الامر فى کتاب المبين. ان يا رضى الرّوح ذکّر اصفياء اللّه الّذينهم کانوا فى ارضک هناک ليسرنّ فى انفسهم بما حرّک علی اسمائهم قلم اللّه العزيز القادر العليم. و منهم من سمّى بمحمّد ذکّره بذکرٍ من لدنّا ليفتخر بذلک بين العالمين. قل يا عبد فامح عن قلبک کلّ ذکر دون ذکرى العزيز المنيع فاجعل حصنک حبّى ثمّ ردائک امرى ثمّ درعک ذکرى ثمّ انيسک جمالی ثمّ اقترافک التّوکّل علی نفسى المنّان المقتدر المتعالی العليم. ثمّ ذکّر الّذى سمّى باسمى ليکون اسمه باقياً فى جبروت العماء و ملکوت البقاء و يکون من المتذکّرين. قل يا عبد فاشکراللّه بما جعلک سمّى نفسه و ارسل عليک نفحات الرّضوان حين الّذى کنت حاضراً بين يدى العرش علی مقعد الصّدق عند مليک مقتدر قدير. اذاً فاجهد بان يظهر منک فى ايّامک ما يليق لهذا الاسم الظّاهر المرتفع المنيع. ذکّر نفسک ثمّ ذکّر العباد بهذا الاسم المبارک المنير. ثمّ ذکّر الحاء و السّين بسلطان الذّکر ليخرّ بوجهه علی التّراب لوجه اللّه ربک و ربّ من فى الملک اجمعين. قل يا حسن احسن کما احسن اللّه اليک ثمّ طهّر نفسک لتجلّى نفسه و قلبک عن خطوات المشرکين دع الّدنيا و من فيها و عليها فى ظلّک ثمّ استظلّ فى ظلّى الّذى احاط الممکنات و سکن فى جواره ملأ المقدّسين. ثمّ ذکّر الزمان بآيات الرّحمن الّتى ينزل عن جهة عرش عظيم. قل يا زمان اوّلاً فانقطع عن الزّمان و ما فيه لتقدر ان تعرج الی معارج السّبحان بين يدى ربّک المنّان العزيز المقتدر القديم. تاللّه لن ينفعک اليوم شيئ الّا حبّى فتمسّک به و کن من الموقنين. و ان يأخذک الذّلة لاسمى لا تحزن فتوکّل علی اللّه و انّه يعصمک عن ضرّ الشّياطين. ان استقم على حبّ موليک بحيث لا يزلّک شيئ عمّا خلق و يخلق و انّ هذا سجّية المستقيمين. ثمّ ذکّر ابنک من لدنّا ثمّ زيّن هامته بتاج القرب من هذا القلم الدّرىّ المتين. ثمّ بشّر الرّضا ببشارات الرّوح الّذى استجار فى ظلّ ربّه فى شهور و سنين. قل يا عبد لا تحزن عن الفراق و انّا بعثناک بين يدينا و کتبنا اسمک فى الواح القرب مع المقرّبين. ايّاک ان لا تنس نغمات ربّک و لا نفحاته و لا‌ انوار جماله حين الّذى يستشرق بينکم و ليستضيئ منه اهل ملأ العالين. ثمّ ذکّر ابيه و ابنه ثمّ اخيه و من معه الّذينهم حضروا بين يدىْ ربهم و تجلّى عليهم الوجه بانوار قدس لميع. قل انّا فجّرنا لکم من جبل القدس فى سرّ هذا الرّضوان ينابيع من الکوثر و السّلسبيل. اذاً انتم يا ملأ البيان لا تحرموا انفسکم ثمّ تقرّبوا اليه و لا تکوننّ من الصابرين. تاللّه الحقّ قد فزتم بما لا فاز احد من قبلکم ان تعرفوا نعمة اللّه الّتى نزلت عليکم من غمام القدس و تکوننّ من الرّاسخين. کذلک منّنا عليکم و انزلنا عليکم الفضل من کلّ الجهات و عن هذا الشّطر‌المقدّس المتعالی المنيع. ان يا قلم القدس ذکّر التّراب ليتذکّر فى نفسه و يقبل الی وجه ربّه و يکون من المنقطعين. قل يا عبد قم عن التّراب و عمّا يخرج منه لتستطيع ان تعرف ربّک العلىّ الاولی و تکون من الفائزين. تاللّه الحقّ اليوم لم يکن لاحدٍ مفرّ و لا مستقرّ الّا فى ظلّ وجهى العزيز المنير. و علی باب هذا الرّضوان ملئکة الامر لموقوفون علی اسمى الحافظ السّميع العليم. و ان يجدن من احدٍ روائح الدّنيا و عمّا ظهر بين السّموات و الارض يمنعنه عن الدّخول فى هذا الرّضوان و عن الوقوف بين يدى ربّک المنّان القديم. کذلک يعلّمک الورقاء و الّذينهم آمنوا باللّه العزيز المتوحّد الفريد. ثمّ ذکّر الحسين بما يذکره روح الامين بآيات قدس مبين ليطيرنّ فى هواء القرب و يعرفنّ الله ربّه و ربّ العالمين فى تلک الايّام الّتى ما خلّص وجهه احدٌ لوجه ربّه و کلّ يعبدون الاوهام کما عبدوا عباد قبلهم و کذلک کان و يکون و کان نفسى الرّحمن على ما اقول شهيد. ثمّ اذکر فى الکتاب ذکر عبادنا الاخرى فى الملأ المقدّسين. قل انّ الحسن ثمّ علی قبل نبيل ثمّ الحسن کلّ من الصّالحين ثمّ محمّد قبل علی ثمّ العبد قبل علىّ ثمّ علىّ قبل رضا ثمّ عبادنا الاخيار کلّ من المخلصين و لکلّ قدّر فى الواح القدس ما لا يحصيه احدٌ من العالمين. اللّه الّذى خلقهم و ايّدهم علی امره و عرّفهم مظهر نفسه و جعلهم من المؤمنين. و يصلنّ الى هذا المقام ان لن يغيّروا نعمة اللّه علی انفسهم و ان يغيّروا يغيّر اللّه عليهم انّه ما من الهٍ الّا هو له الخلق و الامر و کلّ عنده فى امام عليم. قل ان يا احبّاء الرّحمن ان اخرجوا عن خلف حجبات الامکان و سبحات الاکوان بقوّة ربّکم المنّان ثمّ استقيموا علی الامر بين السّموات و الارض بحيث لو يجتمعن عليکم کلّ ما کان و ما يکون بکلّ ما عندهم ليبدّلنّکم علی ما کنتم عليه لن يکوننّ قدراء بل يشهدنّ انفسهم عجزاء عن ذلک. کذلک يحقّق اللّه الحقّ بکلماته و يثبت الامر بآياته ان انتم من العارفين. اذاً خلّصوا مرايا قلوبکم لتجلّى الانوار من هذا الجمال الّذى اشرق فى قطب الاستجلال و ليستضيئ فى مرکز الزّوال بضياء الّذى استضاء منه کلّ من فى السّموات و الارضين الّا الّذينهم کفروا بآيات اللّه ثمّ انکروا برهانه و جاحدوا آثاره و اعرضوا عن جماله و کانوا من المغلّين. قل تاللّه قد انصعقت الطّوريون علی سيناء الامر و فرّت العمائيّون عن هذا القسورة الالهىّ و سيموتنّ الرّوحيّون فى هذا الفزع الّذى فيه يجزع کلّ شيئ الّا من اخذه يد الفضل من لدن عزيز قدير. قل يا قوم فاقرئوا کلمات اللّه علی احسن النغمات ليستجذب منها اهل الارضين و السّموات. تاللّه الحقّ لو احدٌ يتلو ما نزّل من جبروت البقاء من جمال اللّه العلىّ الابهى فقد يبعث اللّه فى جنّة الخلد علی الجمال الّذى ليستضيئ من انوار وجهه اهل ملأ الاعلى و يزورنّه اهل سرادق القدس و اهل خباء الخفا الّذين ما وقعت علی وجوههم اعين الّذينهم کفروا بآيات الرّحمن فى هذا الزّمان الّذى استعلی علی الممکنات بجبروته الّذى احاط کلّ الذّرّات ان انتم من الشّاهدين. کذلک قدّر اللّه لکلّ نفس يقرء آياته و من دون ذلک يبعثها عند مطلع کلّ ظهور ليتمّ نعمته عليه و علی العالمين. کذلک يجزى اللّه عباده الّذين يذکرونه احسن الجزاء من عنده و انّه ولىّ المحسنين. ثمّ اعلم بانّ الّذينهم حضروا بين يدى العرش اولئک فازوا بما لا فاز به احد دونهم کذلک يمنّ اللّه علی من يشاء من خلقه انّه ما من الهٍ الّا هو يفعل ما يشاء و يحکم ما يريد له الجود و الفضل يختصّ من يشاء بفضله لا اله الّا هو المعطى العزيز الجميل. و الّذين اذکرنا اسمائهم فى اللّوح منهم من طار الی مواقع القدس و منهم من وقف لدى عقبة الدّنيا لکلّ نصيبٌ عند ربّهم و کلّ عنده فى الواح عزّ عظيم. و الّذين ما اذکرنا اسمائهم انت ذکّرهم باذکار الرّوح من لدن ربّک العزيز الغالب القدير. و انّک ان فزت بهذا اللّوح الّذى فيه فصّلت اسرار ما کان و ما يکون قم عن مقامک ثمّ ضعه على رأسک و قل سبحانک اللّهم يا الهى اشهد بلسانى و قلبى بانّ نعمتک البديعة احاطت کلّ الذّرّات عمّا خلق بين الارضين و السّموات بحيث ما بقى من شيئ الّا و قد تمّت عليه حجّتک و لاح له برهانک و بلغت به کلمتک و ظهر له سلطانک و نزلت اليه آياتک و بدت له آثار فيضک اذاً يا الهى انقطعت عن کلّ ما سواک و قمت لدى خيام مجدک و خباء فضلک بحيث طهّرت قلبى و لسانى عن حبّ غيرک و ذکر دونک. اذاً يا الهى فادخلنى فى ظلّ شجرة فردانيتک و سدرة عزّ سلطان وحدانيتک ثمّ ارزقنى حلاوة آياتک و ما ستر فيها من لئالی علمک عمّا اردته لعبادک و لا تحرمنى يا الهى عن نفحات قدسک الّتى تهبُّ علی هيئة المبشّرات عن شطر لقائک و علی صور الآيات عن منبع افضالک و انّک انت المقتدر على ما تشاء و انّک انت المعطى العزيز الرّحيم. ثمّ استقمنى يا الهى على امرک الّذى لا يقوم عليه احدٌ الّا الّذينهم انقطعوا عن کلّ ما فى السّموات و الارض ثمّ اجعل لی يا الهى قدم صدق علی حبّک و مقعد عزّ عند ظهور انوار وجهک ثمّ الحقنى بعبادک المخلصين. کذلک علّمناک و عرّفناک بعد ما الهمناک و اشهدناک بعد ما انبأناک لتشکر اللّه ربّک فى قلبک و تکون علی فرح و جذب بديع. فو‌جمالی لو يأخذک جذوةٌ من نار الشّوق الّتى اوقدناها فى سدرات القدس علی سيناء تلک الکلمات ليجذبک الی مقام الّذى تشهد فى ظلّک ملکوت الاسماء و الصّفات و تجد نفسک فى علوّ الّذى لن يبلغ اليه سکّان الارضين و السّموات. کذلک الهمک قلم القدم فى هذا الطّراز الاقدم لتکون من الثّابتين. ان يا حرف الجيم اذهب بقميصى هذا ثمّ الق علی وجه الممکنات لعلّ مطالع الصّفات يخرجنّ عن خلف الحجبات و يطلعنّ عن وراء السّبحات و يعرفنّ الّذى جائهم عن شطر البقا بسلطان مبين. و انّک انت يا ذلک الحرف اوّلاً طهّر نفسک ثمّ طهّر النّاس عن دنس الاکبر من هذا الکوثر الاطهر الّذى اجريناه من عيون المعانى لتکون مبشّراً من لدنّا علی الخلائق اجمعين. و کن خالصاً للّه ربّک بحيث لن يجد منک احدٌ روائح دونه کذلک يأمرک لسان صدق عليم. و انّک لو تسمع نصح ربّک ليجرى اللّه من فمک ماء الحيوان و يحيى به کلّ عظم رميم. کذلک منّنا عليک مرّةً اخرى لتکون من المنقطعين و الحمد لمن يعرف مولاه فى هذا القميص الدّرى المبين.

هذه سورة الدّم قد رشّحناها من بحر الغيب
ليکون آية ظهورى بين الخلائق اجمعين
هو‌الباقى‌فى‌العرش‌باسمى‌البهى‌الابهى

ان يا محمّد اسمع نداء ربّک عن هذا المقام الّذى لن يصل اليه ايدى الممکنات و لا افئدة الموجودات و لا حقايق الّذينهم نعسوا فى اقلّ من آنٍ فى هذا الامر المقدّس العزيز المستور. قل يا قوم فاسرعوا الی حرم اللّه و کينونته و بيت اللّه‌‌و‌ابنيته و ظهور اللّه و سلطنته و لا تکوننّ من الّذينهم يذکرون اللّه بالسنهم ثمّ بآياته يعترضون. قل يا قوم هذا مقام الّذى يطوفنّ فى حوله اهل ملأ الاعلى ثمّ اهل سرادق البقاء ثمّ الّذينهم سکنوا خلف لجج الکبرياء ان انتم تفقهون. قل هذا‌لمشعر اللّه و شطره و وجه اللّه و عظمته ان يا اهل ملأ اللّاهوت ثمّ اهل مواقع الجبروت ثمّ اهل العزّ فى رفارف الملک و الملکوت ان اخرجوا عن اماکنکم لتزورنّ مقام الّذى ما فاز به الّا الّذينهم انقطعوا عن کلّ من فى السّموات والارض و عن کلّ ما يذکر عليه اسم و رسم و جهة و اشارة ان انتم تعرفون. قل يا قوم هذا مقام اللّه و فنائه ثمّ رضوان اللّه و فردوسه ثمّ خباء اللّه و سرادقه ايّاکم ان لا توجّهوا الی غيره فاسرعوا اليه لعلّ انتم بثمرات الرّوح تزرقون. و يا قوم هذا مقام الّذى توقّفت فيه الابرار و الّذينهم طافوا فى حول العرش کما انتم تشهدون. و انّک انت يا محمّد فاعمل ما يوصيک حينئذٍ لسان ربّک ثمّ اعمل بما تؤمر من لدى اللّه المهيمن العزيز المحبوب. اوّلاً فاخرق حجبات الموهوم عن وجه قلبک بسلطانى العزيز المقتدر المعلوم ثمّ ادخل مصر الرّحمن باسمى العزيز السّبحان و لا تلتفت الی ما کان و ما يکون و لو تشهد بانّ الشّيطان جلس علی بابه و يمنعک عن الدّخول فاغمض عيناک عنه ثمّ استعذ بجمالی المبارک المهيمن المحبوب. و ايّاک ان لا تجلس مع الّذين تجد آثار غلّهم کأثر الحرارة فى الصّيف او کأثر البرودة فى السّموم و انّک فرّ عنهم و عن مثلائهم و لا تنظر اليهم و بما عندهم بل الی امرى الّذى يکون خيراً عن کلّ شيئ لو انتم تشعرون. و ان تريد ان تمرّ علی البلاد فاستشرق عليها بانوار ربّک ثمّ تفکّر فيما ترى من صنع ربّک لتکون من الّذينهم يتفکّرون. و کن متخلّقاً باخلاقى بحيث لو يبسط عليک احد ايادى الظّلم انت لا تلتفت اليه و لا تتعرّض به دع حکمه الی ربّک القادر العزيز القيّوم. کن فى کلّ الاحوال مظلوماً تاللّه هذا من سجيّتى و لا يعرفها الّا المخلصون. ثمّ اعلم بانّ تأوّه المظلوم حين اصطباره لاعزّ عند اللّه عن کلّ عمل لو انتم تعلمون. ان اصبر فيما يرد عليک فتوکّل فى کلّ الامور علی اللّه ربّک و انّه يکفيک عن ضرّ ما خلق و يخلق و يحفظک فى کنف امره و حصن ولايته و انّه ما من الهٍ الّا هو له الخلق و الامر و کلّ به يستنصرون. و ان يغتبک نفسٌ انت لا تفعل به کما فعل لئلّا تکون مثله ثمّ اعرض عنه و توجّه الی خباء القدس فى هذا السّرادق المقدّس المرفوع. کن بين النّاس کتلال المسک لتفوح منک روائح القدس بينهم لعلّ تجذبهم الی فناء قدس محبوب. ان وجدت معيناً لنفسک من احبّاء اللّه فاستأنس به فى کلّ عشىّ و اشراق و فى کلّ سنين و شهور. فاقتد فى کلّ الامور باللّه ناصرک ثمّ امش بين العباد بوقاره و سکينته ثمّ بلّغهم امر مولاک علی قدر الّذى يقدرون ان يسمعون. و انّک انت يا هدهد السّبا اذهب بکتابى الی مداين اللّه و ان يسئلک الطّيور عن طير القدس قل انّى ترکتها حين الّتى کانت تحت مخاليب الانکار و منسر الاشرار و ما کان عنده من ناصرٍ الّا اللّه الّذى خلقه و سوّاه و جعله سراج جماله بين السّموات و الارض ان انتم توقنون. و ان وجدت احداً من احبّائى و يسئل منّى قل تاللّه انّى خرجت عن مدينة السّجن حين الّذى کان الحسين مطروحاً علی الارض و کان رکبة الشّين علی صدره و يريد ان يقطع رأسه و کان السّنان واقفاً تلقاء الرّأس و ينتظر بان يرفعه علی السّنان کذلک کان الامر فى سرّ السّر ان انتم تشعرون. و فى تلک الحالة رأيت شفتاه يتحرّک و ينظر بطرفه الی السّماء بلحاظٍ تقطع عنه القلوب و عن ورائها قلب اللّه المهيمن العزيز القيّوم. و انّى تقرّبت رأسى الی شفتاه سمعت بانّه تحت السّيف يقول يا قوم تاللّه ما نطقت بينکم عن الهوى بل بما نطق منطق الطّور فى صدرى المقدّس الاصفى تاللّه لن تشتبه آيات اللّه بشيئ عمّا قدّر فى جبروت القضاء و عمّا کان فى الآخرة و الاولى. و انتم يا ملأ الشّرک فاستنشقوا هذه الآيات الّتى نزلت من جبروت الذّات من مالک الاسماء و الصّفات ان وجدتم منها رائحة القميص عن يوسف العزيز اذاً فارحموا عليه و لا تقتلوه باسياف الغلّ ان انتم تشهدون بعين الانصاف ثمّ فى انفسکم تنصفون. و يا قوم تاللّه انّى سددت ابواب الفردوس فى عشرين من السّنين لئلّا يخرج من شفتائى ما يشتعل به نار البغضاء فى صدورکم و بذلک يشهد لسان العظمة ثمّ قلم الامر علی الواح قدس محفوظ. و يا قوم انّى لعلّىٌّ و هذه الکرّة الاخرى بعد الاولى و اظهرت لکم اعظم ما اظهرته من قبل و قد جئت عن منبع العظمة و الجلال و مخزن الرّفعة و الاجلال بآيات الّتى ما ظهرت حرفٌ منها فى الملک و هذا اللّوح برهانى بينکم و لکم و عليکم ان انتم تعقلون. و يا قوم تاللّه کنت ساکنّا فى البيت و صامتاً عن کلّ الالحان و لکنّ الرّوح اهتزّنى و انطقنى بالحقّ و ظهرت آثاره فى وجهى ان انتم فى جمالی تتفرّسون. و اغلقت ابواب البيان فى مذٍ من السّنين و لکن لسان اللّه فتح لسانى ان انتم تعلمون. اتقتلون الّذى بامره رفعت السّموات و موجت البحار و اثمرت الاشجار و کشفت الاسرار و ظهر جمال المختار عن خلف الاستار انتم يا ملأ البيان اتّقوا اللّه و لا تکوننّ من الّذينهم بآيات اللّه هم يحجدون. و يا قوم تاللّه لستُ انا من الّذينهم کفروا بآيات اللّه و لو انتم تقتلوننى بکلّ الاسياف او بکلّ السّهام فى کلّ حين تضربون. و انطق‌فى ملکوت السّموات و الارض و لن اخاف من احد و هذا مذهبى ان انتم تشعرون. تاللّه هذا مذهب کلّ الرّسل و بما نزل على علىّ فى کلّ الالواح و لم ادر انتم باىّ مذهب تذهبون. و اذا بلغت نغمات القدس الى ذلک المقام سکت لضعف الّذى اخذه و کان فى تلک الحالة فى مدة فلمّا افاق فتح عينتاه ثمّ التفت الی شطر القدس بلحاظ الانس و قال اى ربّ لک الحمد علی بدايع قضاياک و جوامع رزاياک. مرّةً اودعتنى بيد النّمرود ثمّ بيد الفرعون و وردا علىّ ما انت احصيته بعلمک و احطته بارادتک. و مرّةً اودعتنى فى سجن المشرکين بما قصصت علی اهل العلماء حرفاً من الرّؤيا الّذى الهمتنى بعلمک و عرّفتنى بسلطانک. و مرّةً قطعت رأسى بايدى الکافرين و مرّةً ارفعتنى الی الصّليب بما اظهرت فى الملک من جواهر اسرار‌عزّ فردانيّتک و بدايع آثار سلطان صمدانيّتک. و مرّةً ابتليتنى فى ارض الطّف بحيث کنت وحيداً بين عبادک و فريداً فى مملکتک الی ان اقطعوا رأسى ثمّ ارفعوه علی السّنان و داروه فى کلّ الدّيار و حضروه علی مقاعد المشرکين و مواضع المنکرين. و مرّةً علّقونى فى الهواء ثمّ ضربونى بما عندهم من رصاص الغلّ و البغضاء الی ان اقطعوا ارکانى و فصّلوا جوارحى الی ان بلغ الزّمان الى هذه الايّام الّتى اجتمعوا المغلّون علی نفسى و يتدبّرون فى کلّ حين بان يدخلوا فى قلوب العباد ضغنى و بغضى و يمکرون فى ذلک بکلّ ما هم عليه لمقتدرون و مع ذلک انت يا الهى و محبوبى اودعتنى تحت ايدى هولاء المشرکين. اذاً يا الهى فاشهدنى علی التّراب و تحت اسياف اعدائک فو‌عزّتک يا محبوبى اشکرک حينئذٍ فى تلک الحالة و علی کلّ ماورد علىّ فى سبيل رضائک و اکون راضيّاٍ‌منک و من بدايع بلاياک. و لکن يا الهى اقسمک باسمائک المکنونة و جمالک الظّاهر المستور المطروح علی تراب المذّلة بان تدخل فى قلوب عبادک حبّک ثمّ استقرّهم يا الهى علی بساط رحمانيّتک ثمّ استظلّهم فى ظلّ شجرة فردانيّتک و لا تحرّمهم عن نسمات قدسک الّتى تهبّ عن رضوان جمالک و تفوح عن شطر افضالک و انّک انت المقتدر علی ما تشاء و انّک انت المهيمن القيّوم. و انّک انت يا محمّد فاعرف قدر ما القيناک من جواهر الاسرار ثمّ تفکّر فيما علّمناک من بدايع علمنا الّذى کان مستوراً خلف ظلل الانوار لتطّلع بما ورد علينا و تکون من الّذينهم کانوا من اسرار الامرهم مطّلعون. ثمّ قل بلسان روحک فى سرّک هل من ناصر ينصر جمال الاولى فى طلعة الاخرى و هل من معين يعين نقطة الاخرى فى جماله البهىّ الابهى. لعلّ بذلک يبعث اللّه احداً لينصر الغلام فى هذه الايّام الّتى اخذ السّکر سکّان السّموات و الارض الّا الّذينهم کانوا الی جهة القرب فى هذا الجمال هم ينظرون. و لکن يا محمّد تاللّه سوف تجد اعراض المعرضين و استکبارهم و قيامهم فى کلّ الجهات علی بغض هذا الغلام الّا من شاء ربّک العزيز القيّوم. ان يا محمّد اسمع ما يأمرک قلم الامضاء فى جبروت القضاء فى هذا الهواء الّذى قدّسه اللّه عن هياکل البغضاء و طهّره عن مسّ المشرکين و عرفان المغلّين. و انّک انت فاخرق السّبحات ثمّ اطلع عن مشرق الامر بسلطان مبين ثمّ اذّن بين النّاس بهذا الجمال المشرق العزيز المنير. ثمّ ادخل علی اسم الها ثمّ الق عليه ما القى عليک روح اللّه المقتدر العزيز الکريم لعلّ يتذکّر فى نفسه و ينقطع الی مولاه و يکون من المهتدين. قل يا عبد انّا نزّلنا لک الواحاً و صحائفاً لا يعلمها الّا اللّه و فيها ما يغنيک عن کلّ ما خلق فى الابداع و عمّا فى السّموات و الارضين. و لکن ما ارسلناها اليک لانّا ما وجدنا منک رائحة العلّيين فى هذا الغلام العربىّ المبين. قل تاللّه سيفنى ما عندک و لا يبقى الّا ما هو عند ربّک خلف سرادق عزٍّ منيع. دع الدّنيا لاهلها ثمّ انقطع عمّا خلق فيها ثمّ توجّه بوجه ربّک المنّان القديم. قل انّ هذا لعلىّ بالحقّ قد ظهر مرّةً اخرى فى هذا الجمال الاطهر الاطهر الابهى و ينطق بالحقّ فى جبروت البقاء و ملکوت الاعلی ان انتم من السّامعين. قل انتم يا ملأ البيان لن ينطق روح التّبيان فى قلوبکم الّا بعد حبّى و هذا من اصل الدّين ان انتم من الموقنين. قل يا ملأ الفرقان تاللّه قد جائکم الحقّ و ما يفرّق به الاديان و يفصّل به بين الحقّ و الباطل اتّقوا اللّه و لا تکوننّ من المعرضين. قل ان يا اهل الکنائس لا تضربوا علی النّاقوس بما ظهر ناقوس الاعظم فى هذا النّاقور الّذى ظهر علی هيکل الآيات بين الارضين و السّموات و يصح بالحقّ علی هذا الاسم المشرق الظّاهر اللّميع. قل انّه هو الّذى نزلت الآيات بامره و سطر کلّ الالواح باذنه و يشهد بذلک ما يفوح من هذا المسک الّذى جرى عن عين الکافور من هذا القلم الاقدم القديم. قل انّه لينطق فى کلّ حين بآيات الّتى يعجز عنها عقول العقلاء و عرفان العرفاء و افئدة البالغين. قل هذا ما وعدتم به فى کتب اللّه ان انتم من العارفين. و هذا ما حقّق به الحقّ فى ازل الآزال و يحقّق به الی ابد الآبدين. ان يا محمّد فاغمض عيناک عن کلّ من فى السّموات و الارض لتستطيع ان تدخل فى حصن ربّک المنّان القدير. فاضرم من هذا النّار فى اشجار الممکنات لينطقنّ کلّ بما نطق النّار علی هيئة النّور فى طور الظّهور. کذلک يمّن عليک جمال القدم و يأمرک علی الامر لتنقطع عن کلّ شيئ و تتمسّک بعروة عزٍّ منيع. و الرّوح و التّکبير و البهاء عليک و علی الّذين يسمعون قولک فى هذا النّباء العظيم.

هذه سورة اللّه
قد نزلت بالحقّ من جبروته المقدّس العزيز المنير
هو‌العزيز

ان يا علی بعد نبيل اسمع نداء ربّک حين الّذى يريد ان يخرج عن بينکم بما اکتسبت ايدى الظّالمين و بذلک غشت الاحزان کلّ الامکان بحيث منع القلم عن ذکر الاسرار و اللّوح عن الاظهار و غمام الفضل عن الامطار و اشجار الفردوس عن الاثمار ان انتم من العارفين. قل يا قوم تاللّه الحقّ قد اخذتکم الغشوات علی مقام الّذى تخرجون اللّه عن بيته و تذکرون اسمائه فى کلّ بکور و اصيل قل عمت عيون الّتى تفتح فى الاصباح و لن تقع علی جمالی العزيز المنير و صمّت اذن تسمع الاصوات و لن تسمع نغماتى البديع المليح و بکمت لسان لن يتحرّک باسمى الغالب المقتدر العليم الحکيم. و انّک انت فکّر فى نفسک فى مصابى و بما ورد علىّ تاللّه ما‌ورد علی احد قبلی و لن يحمله السّموات و الارضين و اشتدّت علىّ الامور عن کلّ شطر علی شأن الّذى رضيت علی نفسى ما لا يرضى لنفسه احد من العالمين. قل يا ملأ البيان احرّمت ما احلّ اللّه عليکم او‌حلّلت ما حرّم عليکم او‌بدّلت حکماً عمّا نزّل فى الواح اللّه المقتدر العزيز الکريم. و ان کان جرمى ما ينزل علىّ من آيات اللّه تاللّه هذا‌لم يکن من عندى بل من لدن عزيز جميل. فو‌اللّه لست انا اوّل من ارتکب هذا الذّنب بل ارتکبوا اکثر الانبياء و منهم علىّ قبل نبيل و من قبله محمّد رسول اللّه و من قبله المسيح و من قبله الکليم کلٌّ تکلّموا بما الهمهم شديد الرّوح من ملکوت اللّه المهيمن القدير. قل تاللّه ما ظهر فى الابداع شبهى و انا الّذى ما رأت عيون مثلی و انا المقتدر علی ما اشاء و انا الغفور الرّحيم. من انکر امرى فقد انکر کلّ الرّسل و من اعرض عن وجهى فقد اعرض عن وجه اللّه و يشهد بذلک حقايق الممکنات ثمّ السن الموجودات ثمّ هذا اللّسان العالم الخبير. قل يا ملأ البيان انّا کنّا بينکم کاحدٍ منکم و انتم ما رضيتم بذلک لذا کشفنا حجباً من سبعين الف حجاب عن وجه الامر و انتم ايضاً ما رضيتم و انّا کشفنا ايضاً حجباً اخرى الی ان بلغ الامر الی هذا المقام الممتنع الرّفيع. و انتم ان لن ترضوا بذلک ترفع الاحجاب بقوّة من لدنّا و سلطان من عندنا رغماً لانفکم يا معشر المغلّين. و کذلک کان سنن المرسلين و سجيّة المخلصين ان انتم من العارفين. و انتم لمّا اعرضتم عن جماله الاولى فى هيکله الاخرى و اَنکرتم آياته و کفرتم بنعمته اذا يخرج عن بينکم وحده حين الّذى يکون منقطعاً عن کلّ من فى السّموات و الارض و يشهد بذلک عملی لو انتم من المنصفين. قل انّا وجّهنا وجهنا للّذى فطر السّموات و العرش و لن اطلب ناصراً الّا اللّه العزيز الحميد. قل يا قوم فاعلموا بان ناصرى قلبى ثمّ حصنى توکّلی ثمّ مونسى جمالی و جندى ذکرى و حزبى اهل ملأ العالّين. قل تاللّه لمّا وجدنا النّاس عبدة الظّنون و الاوهام من دون اللّه لذا اشتغلناهم بهم جزاء اعمالهم لعلّ يتنبّهنّ بذلک خلق آخرين. اذاً انت فانصف فى نفسک انّ الّذينهم يتوجّهنّ الی العدم هل ينبغى بان يذکرن جمال القدم لا فو‌نفسى الرّحمن الرّحيم. لذا قدّس اللّه ذيل ردائه عن وسخ الانکار من هؤلاء الاشرار و طهّره عن الاسماء و الصّفات فى السّر و الاجهار و لکنّ النّاس ما التفتوا بذلک و يکوننّ من الغافلين. و انّک انت يا علی فاغمض عيناک عن مثل هؤلاء ثمّ حوّل النّظر عن کلّ من فى السّموات و الارض ثمّ ذکّر النّاس بما يلهمک الرّوح فى کلّ حين. تاللّه لو تخلّص نفسک عن الدّنيا و عن الّذين تجد منهم روائح الکفر اذاً تجد نفسک فى مقام الّذى لن يطيّر اليه افئدة المقرّبين و تجد نفسک اعلم من کلّ ذى علم کامل حکيم. اذاً فاخرق الاستار باسمى المختار و لا تلتفت الی الفجّار ثمّ اشرب تسنيم الابرار من هذه الکأس المشعشع النّوار و لا تخف من شيئ فتوکّل علی اسمى الغفّار العزيز الکريم. دع الملک لطالبه ثمّ اخرج عن سجن الآمال ثمّ اقنع بحبّى و انّه خير عن کنوز السّموات و الارض و عن کلّ ما کان و ما يکون و انّ هذا من امرى عليک و نصحى علی المقدّسين. تجنّب بقوّة الرحمن عن الثّعبان الّذى خزن فى قلبه ضغن المنّان ثمّ اعرض عنه و لو يقرء عليک کلّ ما نزل فى صحائف القدس او يتمسّک بالواح عزّ مبين. تاللّه يا علىّ انّا سمعنا بسمعنا عن خلف الجدار من الّذينهم سکنوا فى البيت و استجاروا مقام الّذى کان ان يطوف حوله اهل الفردوس ثمّ اهل حجبات القدس ثمّ ملئکة المسبّحين. تاللّه ما لاسمع اذن احدٍ من الممکنات و مع ذلک سترنا الامر علی شأن الّذى ظنّوا فى انفسهم بانّ اللّه کان غافلاً عنهم قل بئس ما ظننتم انّه يعلم غيب السّموات و الارض و انّه بکلّ شيئ عليمٌ. و کذلک کنت معذّباً بين هؤلاء و عن ورائهم کان غضف الغلّ عن ورائى و دياجن البغض عن يمينى و کان اللّه علی ما اقول شهيد. الی ان بلغ الامر الی هذه الايّام الّتى فيها يريد ان يستر جمال القدس من سندس الانس و ينقطع عن کلّ اناث و ذکورٍ و عن کلّ صغير و کبير الّا اللّواتى جعلنى اللّه کفيلهنّ فى الحيوة الدّنيا انّه ما من الهٍ الّا هو له الخلق و الامر و کلّ عنده فى لوح حفيظ. و لکن فاعلم بان علّة الخروج لم يکن ما اذکرناه لک فى هذا اللّوح المنير بل انّا وجدنا نفسنا رئيساً فى الارض و راعياً لهؤلاء لذا ترکناه لمن يريد. و من قبل لمّا لم يکن بين النّاس من احدٍ و کانت الشّدائد و الخوف و القتل لذا اظهرنا نفسنا بين السّموات و الارض و اشرقنا فى قطب الآفاق بسلطان مبين. اذاً لمّا وجدنا الارض ساکناً لذا عزلنا نفسنا و اودعناه لقوم آخرين. فو‌عمرى انّ المحکوم افضل من الف حاکم و المرئوس اعلى من الف رئيس و المظلوم خير من مدينة الظّالمين. و انّک فاقتد بحبيبک فى ذلک ثمّ انقطع عن کلّ شيئ ثمّ اخرج عن خلف حجبات الصّمت ثمّ انطق بالحقّ علی لحنى البديع المنيع. ثمّ طيّر فى ملکوت الانقطاع بجناحَى المقدّس المتعالی الطّيّار اللّطيف الرّفيع.

هذا سورة الهجر نزّلناها بالحقّ
ليظهر بها مظلوميّتى بين الارضين و السّموات
هو‌الباقى‌باسمى‌فى‌ملکوت‌الاعلى

فسبحانک الّذى خرق حجبات الممکنات بسلطانه و خلق السّموات بامره و انزل من مکفهرّات القدس امطار الانس و ارسل من غمام الانوار آيات الّتى اقشعرّت عنها جلود المشرکين. قل انّ فى تنزيل الآيات و استواء الغلام علی عرش الاسماء و الصّفات لبيّنات للموحّدين. قل يا قوم هذا جمال القدم قد وقف بين السّموات و الارض يبکى و يصح و انتم يا ملأ الارض ان لن تنصروه لا تقتلوه باسياف الکفر و لا تسفکوا ما يستر عنه جمال الامر خافوا عن اللّه و لا تکوننّ من المفسدين. قل انّه يريد ان يخرج عن بينکم وحده و لم يکن معه احدٌ الّا نفسه کذلک کان من اوّل الّذى لا اوّل له الی آخر الّذى لن يحصيه کلّ من فى السّموات و الارضين. قل انّ کينونة القدم يريد ان يخرج عن بين اعدائه و احبّائه و بذلک يسرنّ المشرکون و تقطع اکباد الّذينهم استعرجوا الی مواقع القدس هذا المالمقام الّذى فيه ليستضيئ منظر اللّه المقدّس العزيز المنيع. قل انّه و لو يخرج وحده و لکن يکون معه جنود العزّ ثمّ اهل جبروت البقاء و ملکوت العَماء ثمّ الّذين هم استجاروا خلف خباء القرب مقرّ هذا الاسم المتبارک الّذى منه انفطرت سماء الاعراض و انشقت ارض الکفر ثمّ ارتفعت غمام الفضل ان انتم من الشّاهدين. قل انّ معينه زفراته و ناصره عبراته و طعامى قطعات کبدى و شرابى رشحات دمى و انيسى اناملی و مصاحبى قلمى و ظهرى التوکّل علی اللّه ربّى و ربّ کلّ شيئ و ربّ العرش العظيم و حزبى لحناتى و معاشرى نغماتى و مرآتى جمالی ان انتم من العارفين. و بذلک تغظغظت قلوب الامکان و تغظغظت ارکان العرش و بکى تاهور القدس من مدامع حمر منير. قل يا قوم خافوا عن اللّه و لا تتعرّضوا بجمالی و لا تکوننّ من الخاسرين. قل انّا اکتفينا بنفسنا الحقّ عن کلّ من فى السّموات و الارض و يشهد بذلک قيامى فى ملکوت الملک بين الملوک و السّلاطين کذلک نزّلنا الامر و صرّفنا الآيات لعلّ النّاس يستشعرون فى انفسهم و يکوننّ من المتذکّرين. و انّک انت يا حسين اسمع نداء سمّيک الّذى ابتلی فى الارض بما اکتسبت ايدى الظّالمين بحيث وقع تحت سنان السّنان و سيف الامکان من هؤلاء المغلّين. و بذلک بکت عيون العظمة فى سرادق اللّاهوت و عيون القدس فى خيام الجبروت ثمّ ابصر الاُنس فى خباء الملکوت ثمّ عيون اهل السّموات و الارضين. و انّک انت فاشکر اللّه بما سمّاک بهذا الاسم المبارک العزيز الکريم. ايّاک ان لا تضطرب فى شيئ فاصبر ثمّ اصطبر فيما يرد عليک ليکون فعلک مطابقاً باسمک و تکون من العاملين. ثمّ اعلم بان اللّه قبل عنک طاعتک و حينئذٍ بعثک بالحقّ بين يديه لتزور نفسه الاعلى فى جماله الاخرى و تکون من الّذينهم فازوا بلقاء الرّحمن فى عرش الرّضوان و کانوا من الفائزين. اذاً نشهد بانّک زرت جمال القدم و ادرکت لقائه و بذلک قدّر لک فى الفردوس مقاماً لا يدرکه الّا المقرّبين. کذلک منّنا عليک مرّةً اخرى لتشکر ربّک و تعرف قدر اخيک الّذى هاجر مع اللّه العزيز القدير الّذى اختصصناه بامر من لدنّا فسوف تعرف ان تکون من الصّابرين.

هذه سورة الحجّ قد نزّلناها بالفضل

ليستقرب‌بها العباد‌الی‌اللّه‌ربّهم‌و‌ربّ‌البيت‌العظيم

هو‌المهاجر‌العزيز‌البديع

تلک آيات اللّه قد نزلت حينئذٍ عن قطب البقاء مقام الّذى يطوفنّ فى حوله اهل سرادق الکبرياء ثمّ اهل ملأ الاعلى ثمّ الّذينهم سکنوا فى جنّة المأوى ثمّ الّذينهم استقرّوا على مقاعد القصوى عند سدرة المنتهى کذلک نزل حينئذٍ من لدى المهيمن العزيز القيّوم. و انّ هذا الکتاب علىّ بالحقّ ان انتم تعرفون ثمّ کتاب محمّد رسول اللّه ثمّ من قبله ما نزل علی الرّوح ثمّ ما نزل علی الکليم اذاً فاقرئوه لعلّکم تکوننّ من الّذينهم يفقهون. و يا قوم اتّقوا اللّه و لا تتّبعنّ الّذينهم يأمروئکم بالغلّ و البغضاء و يصدّونکم عن سبيل اللّه اتّقواللّه و لا تکوننّ من الّذينهم بآيات اللّه هم يعترضون ثمّ يکفرون. قل ان تکفروا بهذه الآيات فباىّ حديث آمنتم بمظهر نفس اللّه ان انتم تعلمون. و يا قوم لا تلتفتوا اليوم الى يمينکم و لا شمائلکم ثمّ التفتوا الى جهة العرش هذا المقام المقدّس المحمود مقام الّذى يطوفنّ فى حوله ارواح المقرّبين ثمّ هياکل المرسلين ثمّ افئدة الکرّوبيين ان انتم تشعرون. و يا قوم لا تکفروا بآيات اللّه بعد الّذى جعلها اللّه حجّةً عليکم و على من علی الارض و هذا ما نزل فى صحائف عزّ محتوم الّتى رقمت فيها اسرار ما کان و ما يکون. کذلک نلقى عليکم ما يقلبکم عن کلّ الوجوه الى وجه اللّه العزيز المشهود. ثمّ اعلموا يا قوم بانّ الرّوح اراد ان يخرج عن بينکم مرّةً اخرى بما اکتسبت ايدى الّذينهم کفروا بآيات اللّه فى ازل الآزال و کانوا حينئذٍ ان يکفرون. قل تاللّه انّه قد کان بينکم فى سنين متواليات و شهور متتابعات و ايّام معلومات و انتم ماعرفتموه بل کنتم فى کلّ حين ان تحجدون هذا الجمال الّذى اشرق عن افق الرّوح و هذه الآيات الّتى نزلت عن سمآء قدس مرفوع. تاللّه اذاً يرجع نسائم اللّه الى رضوان البقاء ثمّ شمس العماء الى ميادين السّناء اذاً انتم بعده لا تکوننّ من الّذينهم تفتنون. ان اثبتوا على امراللّه و حجّته ثمّ برهان اللّه و آياته ثمّ ظهور اللّه و سلطنته ثمّ هيمنته اللّه و اقتداره و لا تکوننّ من الّذينهم بکلّ نعيق يتحرّکون. ان اصطبروا علی الامر بحيث لا يزلّ اقدامکم و لو يقومنّ عليکم کلّ من فى السّموات و الارض و هذا وصيّتى عليکم ان انتم تسمعون. قل ان تقومنّ عن النّوم و تشهدنّ الشمس غائبة عنکم فمن يأتيکم بانوار عزٍّ محبوب. و ان تصبحوا ماء الحيوان من افئدتکم غوراً فمن يأتيکم بکؤوب السّلسبيل و الکافور. تاللّه ياقوم هذا حرم اللّه بينکم و شريعته فيکم و يريد ان يستر وجهه خلف الحجاب بما اکتسبت ايادى اولی الالباب الّذين يحسبون فى انفسهم بانّهم مهتدون. قل تاللّه اذاً يبکى عين علىّ فى رفيق الاعلى ثمّ عين محمّد فى افق الابهى ثمّ عين الرّوح فى جبروت العما ثمّ عين الکليم فى مواقع القصوى و تصح افئدة الحوريّات فى الغرفات ان انتم تسمعون. قل يا قوم تاللّه هذا الغلام الّذى قد اظهره اللّه بينکم على جماله ثمّ بهائه ثمّ عزّه و کبريائه ثمّ ظهوره و اجلاله و انتم فعلتم به ما لا فعل احد باحد و بذلک تشهد السنکم ان انتم تنصفون. و يا قوم خافوا عن اللّه و لا تکفروا بنعمته بعد الّذى نزلت من سماء عزّ محبوب. و يا قوم لا تختلفوا فى امره و لا تلتفتوا الی الّذينهم تجدون فى قلوبهم البغضاء من هذا الغلام الّذى ظهر على هيکل البيضاء بين الارض و السّماء و قدّس اللّه جماله عن انظر المشرکين کما انتم تشهدون. انّ المشرکين يظنّون بانّهم کانوا معى و شهدوا جمالی لا فو نفسى الظّاهر المهيمن العزيز المستور. و ما وقع عيون احدٍ على جمالی الّا الّذينهم انقطعوا عن کلّ ما يذکر عليه اسم شيئ و من ورائهم عيون العظمة ثمّ اعين الّذينهم فى حول العرش کانوا ان يطوفون. اذاً لن يشهده اعين المنافقين بعد الّذى بذرّةٍ من شعاعه خلقت الشّمس و انوارها ثمّ النّور و ضيائه ثمّ الظّهور و کبريائه ان انتم تفقهون. و يا قوم لا تکفروا برهان اللّه بعد الّذى ظهر على هيکل الانسان و يتلی عليکم فى کلّ حين من آيات اللّه لعلّ يخرجکم عن ظلمات الايّام و يقرّبکم الى شاطى قدس محبوب. و يا قوم فانظروا بعيونکم ثمّ تفکّروا بقلوبکم فى آيات اللّه لعلّ يجذبکم ما ودع فيها و ينقطعکم عن کلّ الجهات و يخلّصکم لوجه اللّه المهيمن العزيز القيّوم. و يا قوم ان تکفروا بما نزل حينئذٍ فباىّ شيئ انتم تقرون و يا قوم ان تعترضوا بما نزل عليکم من جهة العرش فباىّ جهة تطمئنّون. قل لن يغنيکم اليوم شيئ الّا بان تنقطعوا عن کلّ من فى السّموات و الارض و تسرعنّ بانفسکم و ارواحکم الى کنز اللّه المهيمن العزيز المشهود. و يا قوم خافوا عن اللّه و لا تختلفوا فيما وصّاکم به بالحقّ و لا تتّبعوا سآريع الارض و لا تعقّبوا کلّ مشرک مردود الّذين يدعونکم الی الشّيطان و يأمرونکم بالاعراض عن جمال السّبحان و فى کلّ حين کانوا ان يمکرون. قل فوالّذى نفسى بيده من يکون متمسّکاً بشيئ عمّا خلق بين السّموات و الارض لن يدر ان يتمسّک بحبل حبّى و انّ هذا لحقٌ معلوم و من شرب قطرة عمّا جرت بين السّموات و الارض لن يقدر ان يتقرّب الی بحرى المقدّس المتموّج العزيز المحبوب و من توجّه الی وجه لن يستطيع ان ينظر الی جمال اللّه العزيز المقتدر الظّاهر الباهر المحزون. قل يا قوم لا تقطعوا الآء اللّه عن انفسکم و لا نعمة الباقيّة عن ارواحکم و لا تکوننّ من الّذينهم کانوا ان يقطعون. ان اصلحوا امرکم ثمّ اتّحدوا فى حبّى و انّ هذا خير لکم عمّا بينکم و عمّا تقولون و تفعلون ثمّ تعلمون. کذلک علّمکم قلم البقاء حين الّذى اهتزّه نسائم البهاء عن هذا الشّطر المقدّس العزيز المحبوب اذاً ينادى منادى القدم عن ذروة الاعلى بان يا قلم البقاء لا توقّف على شيئ و لا تمنع الممکنات عمّا علّمک ربّک ثمّ رشّح علی الموجودات من طمطام يمّ الّذى قدر اللّه فى سرّک و انّک انت العليم فى جبروت البدا بما مسّتک انامل الکبرياء و کذلک تمّت عليک نعمة ربّک و لکنّ النّاس هم لا يشعرون. ان يا منادى القدم کيف احرّک على ما علّمتنى فى ملکوت القضا بعد الّذى اشاهد بانّ الّذى بحرف من عنده خلقت حقايق کلّ شيئ اراد ليثبت لهولآء ايمانه و هم لا يقبلون منه و فى کلّ حين کانوا ان يکفرون و بذلک منعت عن الاذکار و اظهار الاسرار عمّا علّمتنى انامل المختار ان انتم تفقهون. قل قد انعدم رضوان لن يهبّ فيه نسائم حبّى و خرجت بيوت لن يرتفع فيها بدايع ذکرى و کسرت اقلام لن يحرّک على اسمى المهيمن العزيز القيّوم. قل يا قوم انّى غلام الله بينکم و آيته الکبرى فيکم و آمنت بما عندکم من شرايع اللّه و دينه فبأىّ حجّة انتم تکفرون. و يا قوم تلک آيات اللّه نزلت علىّ بالحقّ و بلّغتها الی الشّرق و الغرب تاللّه ان هى من تلقاء نفسى بل من لدن عزيز محبوب. و انّى لعبدٌ آمنت باللّه و آياته و لا املک لنفسى حرکة و لا سکوناً و لا قياماً و لا حيوةً و لا مماتاً و لا نشور. و کلّما اسکن فى البيت و اصمتُ عن الذّکر روح القدس يقومنى علی الامر و ينطقنى بين السّموات و الارض و هذا لم يکن من عندى بل من عنده ان انتم تعرفون. و يا قوم فاستحيوا عن اللّه الّذى خلقکم و سوّاکم و لا تفعلوا کما فعلوا امّة الفرقان بعلىّ حين الّذى جائهم على ظلل الامر بربوات قدسه و انکروه الی ان قتلوه و کانوا بآياته يلعبون کما انتم تلعبون. و اذا يدخلکم احدٌ بلوح اللّه و اثره لن تلتفتوا اليه و لن تأخذوه و اذا اردتم الاحسان بربّکم المنّان تأخذونه باحدى يديکم ثمّ تضعونه علی الارض استکباراً علی اللّه المهيمن القيّوم بعد الّذى بحرف منه خلقتم و خلق ما عندکم و کلّ من فى السّموات و الارض و يشهد بذلک ذواتکم ان انتم تنکرون. تاللّه يکفيکم هذه الذّلّة فى تلک الايّام بحيث تدعون النّاس الى ما عندکم و اذا قيل لکم باىّ حجّة تقرئون الآيات و اذا يتلی عليکم آيات الرّحمن تنکصون علی اعقابکم ثمّ تنقلبون. قل يا قوم موتوا باعراضکم تاللّه هذا نفس علىّ بالحق قد جائکم بنغمات قدسه و ينطق بين السّموات و الارض بانّه لا اله الّا انا العزيز المهيمن المقتدر الموعود. قل تاللّه يا ملأ الاعراض انتم و ما عندکم من الغلّ و البغضاء عند اللّه ککفّ تراب او‌کقبضة طين مسنون. و انّا لو نريد لننشاء خلقاً اخرى فسوف ننشاءها بالحقّ رغماً لانفکم انّه ما من امر الّا بعد اذنه و ما من حکم الّا بعلمه يفعل ما يشاء بقوله کن فيکون. ان يا محمّد انّک ان تريد ان تسير فى الارض من برّها و بحرها و جبلها و سهلها و ميادينها و قرائها سيّر بامرٍ من عندنا و سلطان من لدنّا و انا المقتدر علی ما اشاء و انا المهيمن القيّوم. ثمّ اجعل ذکرى امامک و حبّى عن ورائک و اسمى عن يمينک و حفظى عن يسارک و هذا خير لک عن کنوز السّموات و الارض و عمّا لا تدرکه النّفوس و العقول. ثمّ استقم علی حبّ موليک و لو يمطر عليک من سحاب القضاء سيوف البغضا فتوکّل علی اللّه العزيز المتعالی المحمود. و ان يمسّک خيرٌ فاشکر ربّک و ان يصبک ضرّ فاصطبر بل فى کلّ الاحوال فاشکر ربّک و لا تجزع عمّا يرد عليک فى حبّ اللّه و هذا وصيّتى عليک و علی الّذين يريدون ان يدخلوا عرش الرّحمن ثمّ بين يديه يسجدون. و ان يظلمک احد لا تتعرّض به دع حکمه الی اللّه و انّه يأخذ حقّ المظلوم عن الّذينهم يظلمون. ان اعتصم فى کلّ الامور باللّه ربّک و انّه يکفيک عن کلّ من فى السّموات و الارض انّه ما من الهٍ الّا هو له الخلق و الامر و کلّ بامره يعلمون. ايّاک ان لا تنس ذکرى و لا تستأنس باعدائى لأنّ الشّيطان يذهب عن قلوب الانسان نفحات الرّحمن و هذا احسن النّصح منّى عليک فاسمع ثمّ اعمل بما امرت من لدن عزيز قيّوم. قل يا قوم اتّقواللّه و لا تفسدوا فى الارض و لا تکوننّ من الّذينهم يفسدون و لا يشعرون. و له علم السّموات و الارض يعلم ما يحرّک فى الاکوان و ما يجرى علی اللّسان و انّه لهو الحقّ علّام الغيوب. لن يغرب عن علمه من شيئ و لن يفوت عن قبضته حکم السّموات و کلّ عنده ککفّ تراب محدود. ان يا محمّد طهّر قلبک عن کلّ الاذکار لينطبع عليه مرآت ذکر ربّک المختار و انّ هذا يغنيک عن کلّ شيئ ان انت من الّذينهم يعرفون. ثمّ زيّن نفسک بالانقطاع و انّه ردآء الرّحمن علی هيکل الانسان ايّاک ان لا تعر جسدک عن هذا الفضل المبارک الميمون. ثمّ خلّص نفسک عن الدّنيا و ما فيها لانّها لن ينفعک فى شيئ و ما ينفعک ما يجرى من کوثر القدس من هذا القلم المبروک. کن منادى اللّه فى کلّ ما سويه و ذکّرهم بايّام الّتى فيها يستوى الرّحمن علی عرش الغفران. قل تاللّه تلک الايّام ايّامه و لکن النّاس فى وهم انفسهم مغرقون. و انّک يا محمّد ان تريد ان تطير فى هذا الهواء الّذى انبسط فى هذا السّماء ينبغى لک بان تعرج الی مقام الّذى تشهد کلّ الاسماء فى ظلّ اسمک و کلّ الصّفات علی فناء صفاتک و من دون ذلک لن تقدر ان تدخل فى هذا السّرادق المنير المحمود. اذاً فاجهد فى نفسک لتکون قابلاً لهذا المقام العزيز المحبوب. کذلک يأمرک هذا العبد فى هذه الايّام الّتى اراد ان يخرج عن بين هؤلاء الّذينهم کفروا بآيات اللّه المهيمن القيّوم. و اذا تتلی عليهم آيات ربّهم يضحکون فى انفسهم ثمّ بها يستهزئون. و انّک انت يا محمّد ان تقدر فاخرج عن تلک الارض قبل ان يرفع ضجيج الحسين بين السّموات و الارضين حين الّذى يخرج عن بين احبّائه و بذلک تجرى الدّموع عن عيون المرسلين. قل يا ملأ البيان اما وعدتم بظهور الحسين بعد ظهور القائم تاللّه هذا الحسينٌ بالحقّ قد جائکم بحجّة تعجز عنها کل من فى السّموات و الارضين. و انتم ما عرفتموه علی قدر سمّ الابرة و کفرتم بما جاء به من لدى اللّه العزيز المقتدر القدير. و انتم ان لن تقرّوا بما يلهمنى الرّوح و هذا ما وعدتم به الالواح و يشهد بذلک السنکم و عن ورائها لسان صدق عليم. قل کذلک ختم الّه علی قلوبکم و ابصارکم انّه ما من حاکمٍ الّا هم يحکم لمن يشاء بعدل من عنده و انّه لهو العزيز الکريم. ان يا محمّد فانصر ربّک بما استطعت فى تلک الايّام الّتى قاموا عليه اهل النّفاق و لا تخف من احدٍ فتوکّل علی اللّه العزيز الجميل. و ان ترد علی محضر النّاس و لن تجد منهم روائح حبّى فاعرض عنهم و لا تقعد معهم ثمّ تجنّب و کن فى حفظ مبين. و اذا رأيت احداً يدعوک الی بغض الغلام فاعلم بانّه لهو الشّيطان قد ظهر علی هيکل الانسان اذاً فاستعذ باللّه ربّک و انّه يحفظک عن ضرّ الشّياطين. طهّر نفسک ثمّ طهّر النّاس من هذا الکوثر الّذى نزل عن يمين العرش و يقدّس منه قلوب العارفين. ذکّر نفسک ثمّ ذکّر النّاس ليآثر قولک فى العالمين. کذلک علّمک لسان القدرة و العظمة فمن اصدق من اللّه حديثاً ان انتم من الموقنين. و ان سافرت الی ديار اخرى و تحسسّ احدٌ عن غلام الرّوح قل ترکته حين الّذى کان قميصه مرشوشاً بدم البغضاء و احاطته دياجن الارض من کلّ الجهات و هو ينادى بينهم بنداء الّذى اضطربت عنه کلّ الاشياء عمّا خلق بين الارض و السّماء و کذلک کان الامر ان انتم من العالمين. و هو يقول يا قوم لا تقتلوا الغلام بعد الّذى جائکم عن شطر القدس بکتابٍ مبين. و يا قوم ما انطق عن الهوى بل بما يعلّمنى شديد القوى من جبروت اللّه العلىّ الاعلى ايّاکم ان لا تضربونى بسيوف النّفس و الهوى خافوا عن اللّه الّذى اليه يرجع الامور ان انتم من المؤمنين. و يا قوم هذا العلىّ بينکم و يتلو عليکم ما تلی من قبل و يشهد بذلک کلّ الذّرات و هذا اللّوح الدّرّى العزيز المنيع. و يا قوم ان تکفروا بهذه المرسلات فبأىّ حجّةٍ آمنتم برسل اللّه من قبل فأتوا برهانکم ان انتم من الصّادقين. أتعجبون بان جائکم غلام اللّه علی هيکل بشر مثلکم و يلقيکم من آيات ربّکم و يعلّمکم سبل العلم و العرفان ليقرّبکم الی جمال اللّه المشعشع المقدّس المنير. کذلک فاذکر للعباد لعلّ تحدث فى قلوبهم نار اللّه و حبّه و يقومنّ علی ذکره و ثنائه و يکوننّ من النّاصرين. قل يا قوم تعالوا الی کلمة عدلٍ بيننا و بينکم انّکم ان لن تنصروا ربّکم الرّحمن لن تؤذّوه و ان لن تعزروه لن تخذلوه وکونوا منصفاً فى امر ربّکم و لا تکوننّ من المعرضين. قل انّه يعلم غيب السّموات و الارض و يعلم ما يحرّک به اياديکم و يخطر فى قلوبکم و يتکلّم به السنکم و انّ هذا الحقّ يقين. و يجزى کلّ نفس بما کسبت فما جزاء الظّالمين الّا فى اصل الحجيم. قل يا ملأ البيان ان کنتم على شکّ فى دينى فاعلموا بانّى آمنت باللّه الّذى خلقکم و کلّ شيئ و لن اتّبعکم فى هويکم و امرت بان لا‌ اعبد الّا ايّاه و انا اوّل العابدين. قل يا قوم فارحموا علی انفسکم و انفس النّاس و لا تصدّوهم عن صراط اللّه الّذى احاط کلّ شيئ ان انتم فى امره لمن المتفکّرين. و يا قوم فاقرئوا ما نزل من قلم القدس ان وجدتم منه روائح ربّکم لا تنکروه و لا تکوننّ من المشرکين. تاللّه هذا نفسه و تلک آياته ملأت شرق الارض و غربها فباىّ برهان انتم تستدلّون لاولی الفرقان فتبيّنوا يا معشرالمفترين. اذا يشهد اللّه بان لم يکن بين يديکم من شىَّ الّا ما نزّلناه من قبل علی جمالنا الاولی و هذا ما نزّل من عنده على هذا الجمال المشرق الدّرىّ اللّميع. فسوف تسئلون عمّا مفرتم به و اعرضتم و تجزون بما فعلتم و تکوننّ من العاملين. قل و له مرسلاتٌ من بين يديه و معقّبات عن خلفه و مبشّرات عن يمينه تبشّرنّ کلّ الذّرات بانوار الّتى اشرقت عن وجه اللّه المقتدر العزيز الرّحيم. قل قد عمت عين لن يحبّ ان يشهد جمال ربّه بعد الّذى ظهر بالحقّ بين السّموات و الارضين. کذلک القينا علی الممکنات من کلّ حديث لعلّ يحدث فى قلوبهم نار اللّه و ينطقنّ بانّه لا اله الّا انا المتعالی الحکيم العليم. ان يا محمّد اذا استجذبتک روائح القدس و قلّبتک الی ديار الرّحمن لتجد نفحات السّبحان اذاً اذهب باذن ربّک المنّان الی مقام الّذى يطوفنّ فى حوله ملئکة المقرّبين الّذينهم فى حول العرش هم يسبّحون. و انّک حين الّذى تقوم عن مقامک و تريد ان توجّه الی شطر اللّه ربّک اذاً فاخلع عن جسدک قميص النّفس و الهوى ثمّ عن رجليک نعلين البغى و الفحشاء لانّک تدخل مقام الّذى لن يرد عليه الّا من يدع عن ورائه کلّ من فى الارض و السّماء و لن يقبل الّا تنزيه الکبرى ان انت من الّذينهم يفقهون. و فى حوله يطوفنّ طور الامر و بريّة القدس ثمّ سيناء العزّ ثمّ افئدة الّذينهم الی هواء القرب فى کلّ حين يصعدون. و من دون ذلک لن تفوز به و لن تذکر عند اللّه من الواردين عليه و لو تسکن فيه الف سنةٍ عمّا انتم تعدّون. و اذا هاجرت عن نفسک و عن الدّنيا و اهلها و سافرت الی اللّه ربّک و بلغت مقام الّذى رأيت سواد المدينة فانزل ثمّ قف على موقفک و قل الرّوح و النّور و العزّة و الثّناء عليک يا مدينة اللّه و موطن اسمائه و مخزن صفاته و منبع فيوضاته و معدن افضاله و مظهر تجلّياته الّتى احاطت کلّ الوجود. و اشهد بانّ من سوادک ظهرت نقطة الاوّليّة و طراز القدميّة و السّر الازليّة و الکلمة الجامعة و القضايا المحتومة و الاسرار المخزونة کذلک سبقک الفضل من لدى اللّه المهيمن القيّوم. ثمّ ارفع يداک الی اللّه ربّک بخضوع و خشوع و تسليم و رضاء محبوب و قل اى ربّ لک الحمد علی بدايع مواهبک و لطائف عطاياک و کيف اشکرک يا الهى بما رزقتنى زيارة بيتک و شرّفتنى بها و اختصصتنى بهذا الفضل الّذى ما سبق به احدٌ دونى و علّمتنى ما لا عرفه نفسٌ سوائى. اذاً يا الهى فررت عن بيت نفسى و اعتصمت بمقرّ نفسک الاعلی و هربت عمّا منعنى عن قربک و استحصنت فى جوار رحمتک الکبرى. اذاً يا الهى لا تحرمنى عمّا عندک و لا تشتغلنى بغيرک و انّک انت العزيز الغفور. اى ربّ ثبّتنى علی حبّک و حبّ اوليائک و لا تجعلنى من الّذين يکفرون بآياتک بعد انزالها و يستهزئون بها بعد الّذى احاطت نفحاتها الممکنات و کلّ ما خلق فى الغيب و الشّهود. اى ربّ هب‌لی من لدنک عصاء فضلک و عنايتک لا فلق به بحر النّفس و الهوى و اُمّر منها لاصلَ الی خيام عزّ رأفتک و سرادق قدس عصمتنک لئلّا يظهر منّى ما يکرهه رضاک و انّک انت الفاعل لما تشاء و انّک انت ربّ هذا البيت المعمور. ثمّ ارکب الی ان تصل مقاماً يکن بينک و بين المدينة الّا الف خطوة او ازيد او اقل اذاً فانزل ثمّ غيّب نفسک فى المآء کما امرت به فى کتاب اللّه المهيمن العلىّ القيّوم. و اذا خرجت عن المآء قصّ شاربک ثمّ قلّم اظفارک و حلّق رأسک ثمّ استعمل احسن الاطياب ثمّ البس احسن الثّياب بما استطعت عليه و ان لم تکن مستطيعاً بما امرناک به لا تحزن فقد عفا اللّه عنک و انّه لهو المقتدر العفوّ العطوف. ثمّ اسع فى نفسک بانّک حين الّذى يقع عينک علی المدينة و تقرّبت اليها يکون قلبک مطهّراً عن ذکر الموجودات بحيث تدع عن ورائک کلّ ما خلق بين الارضين و السّموات. لانّک اذا تمشى بين يدى سلطان الممکنات و مليک الاسمآء و الصّفات کذلک يعلّمک قلم اللّه ربّک و ربّ کلّ شيئ ان انتم تعرفون. و اذا عملت ما امرناک به اذاً قم عن مقامک ثمّ ولّ وجهک شطر البيت ثمّ قف ثمّ ارفع يداک للقنوت للّه المقتدر المهيمن المحبوب. قل يا الهى هذا مقام الّذى به قرّت اعين المشتاقين و استجذبت افئدة العاشقين و هذا منتهى مقصد القاصدين و اعلی مطلب الطّالبين و هذا مقام الّذى تمطر فيه عيون العارفين فى فراقک و تصفرّ وجوه الواصلين فى اشتياقهم الی جمالک. اسئلک يا الهى به و بتجلّيات انوار عزّ احديّتک و بوارق ظهورات قدس الوهيّتک بان خلّصنى عن نار نفسى و قدّسنى عن کلّ ما لا يليق لسلطانک و انّک انت المهيمن القيّوم. ثمّ انزل يديک الی ان يصلا الی فخذيک ثمّ کبّر اللّه تسعة مرّة ثمّ ارفع يديک مرّةً اخرى الی اللّه ربّک و ربّ ما کان و ما يکون. و قل يا الهى هذه مدينة الّتى فيها ظهرت سلطنتک و برزت آثار عزّ عظمتک و نزلت آياتک و تمّت کلمتک و علّت قدرتک و لاحت حجّتک و احاطت رحمتک کلّ الاشياء و کلّ ما فى السّموات و الارض و يشهد بذلک نفسى و قلبى و لسانى ثمّ عباد مکرمون. اذاً اسئلک يا الهى بها و بما ظهر فيها بان تنزع عنّى مايبعّدنى عن شاطى قدس رحمتک و افضالک و يمنعنى عن جوار فيض فضلک و اعطائک ثمّ البسنى يا الهى قميص مکرمتک و الطافک و انّک انت المقتدر علی ما تشاء و انّک انت العزيز المتعالی المحبوب. ثمّ اشربنى يا الهى من سلسبيل عزّ عرفانک و معين قدس لقائک الّتى لو يرشح منها قطرة علی الممکنات ليصيرنّ حيّاً باقياً دائماً قائماً فى مقابلة وجهک و ظهورات بوارق انوار طلعتک و انّک انت العزيز المتعالی القدّوس. اذاً فانزل يداک ثمّ امش علی الارض بوقار اللّه و سکينته و فى مشيک تهلّل ربّک ثمّ تکبّر و تقدّس و تمجّد ثمّ اتّبع سنن المرسلين و سجيّة المقرّبين. قل لبّيک اللّهم لبّيک لبّيک و سعديک و النّور بين يديک. کرّر هذه الکلمة علی قدر الّذى لن تخمد نار شوقک و اشتياقک و کذلک امرناک بالحقّ لتکون من الّذينهم بما امروا يعلمون. ثمّ اعلم انّک بهذه الکلمة تجيب ربّک حين الّذى استوى علی العرش و نادى الممکنات بقوله الستُ بربّکم وانّ هذه لسرّ هذا لو انتم فى اسرار ربّکم تتفکّرون. بل لو تشهد بعين الفطرة لتشهده حينئذٍ يکون مستوياً علی اعراش الموجودات و ينادى بانّى انا اللّه لا اله الّا انا المهيمن القيّوم. و انّک يا ايّها الزّائر فاعرف قدرک و مقدارک فى ذلک الحين ثمّ اشکر اللّه بما رزقت بذلک و ايّدک علی ذلک و انّه ما من الهٍ الّا هو له الخلق و الامر و کلّ بامره يعلمون. فطوبى لک يا عبد بما دخلت بريّة القدس و فاران الرّوح و سيناء الامر بل لو تدقّ بصرک تشهد بانّ کلّها فى حولک يطوفون. فواللّه يا ايّها العبد المهاجر اذاً لو يفتح اللّه بصرک و تلتفت فوق رأسک الی السّمآء لتشهد بانّ اهل حظائر القدس و مواقع الانس ثمّ اهل سرادق اللّاهوت و اهل مقاعد الجبروت و هياکل المقدّسين من ظهورات الملک و الملکوت کلّهم يتحرّکن فى هوآء القدس فوق رأسک و يهلّلن و يکبّرنّ و يقدّسنّ و يمجّدنّ معک ربّ المدينة و الّذى ظهر منها و طلع فيها و کذلک تشهد الامر ان انت تکون من الّذينهم ببصر الرّوح يشهدون. و اذا وصلت الی مقام الّذى استقربت باب المدينة مقدار عشرين خطوة اذاً قف بامر اللّه ربّک و ربّ کلّ شيئ و ربّ هذا الشّطر المحمود. ثمّ کبّر اللّه تسعة عشر مرّة ثمّ خاطب المدينة من قبلی و قل لعن اللّه قوماً حال بيننا و بين انوار قدسک يا مدينة اللّه و منعونا عن الاستنشاق من روائح قدس احديّتک و السّکون فى جوار عزّ رحمتک و القيام علی فناء باب فيض رحمانيتک. ثمّ حوّل النّظر الی المنظر الاکبر شطر الجدار من المدينة و ماخلق فيها و کان عليها لانّ علی کلّ ذلک وقعت نظرة اللّه العزيز المهيمن القيّوم. قل ان يا جدار المدينة فطوبى لک بما استشرقت عليک من انوار شمس ربّک العلىّ الاعلى. ان يا اشجار المدينة فطوبى لکم بما هبّت عليکم نسمات القدس عن شطر البقاء. ان يا هوآء المدينة فطوبى لک بما انبسط فيک هواء اللّه العزيز المقتدر المحبوب. ان يا ارض المدينة فطوبى لک بما مشى عليک رجل ربّک الرّحمن و مرّ بک هيکل السّبحان فى ايّام الّتى کان الکلّ فى حجبات انفسهم محتجبون. ثمّ امش الی ان تصل المدينة و اذا فزت بلقائها و وصلت الی بابها ضع وجهک علی تراب الباب لتجد رائحة ربّک العلىّ الاعلى و تکون من الّذينهم بماء الحيوان هم يرزقون. ثمّ اعلم بانّ من ترابه يظهر حکم المآء و من مائه حکم الهوائه اثر النّار و بجذوة منها ظهر حکم الکاف و النّون ان انتم تعلمون. و هذا ما وصفناه لک فى الارض و بين هولاء الّذينهم فى سکر انفسهم خامدون و الّا فو الّذى نفسى بيده لذرّة من ترابها لاعزّ عند اللّه عمّا خلق فى ميادين البقاء و ما قدّر فى الواح القضاء فى سرّ الامضاء فى جبروت البدآء و کذلک نلقى عليک من اسرار الامر لتکون من الّذينهم يفقهون. و اذا قبّلت التّراب و استبرکت به فارفع رأسک ثمّ قم و کبّر اللّه تسعة عشر مرّةً ثمّ تبهّى ربّک تسعة مرة ثمّ امش بوقار اللّه و سکينته ثمّ عظمته و اجلاله الی ان تصل فى مقابلة البيت اذاً قف و قل اشهد بلسانى و نفسى و روحى و جسدى بانّ هذا مقام الّذى يسجده اهل جبروت العماء ثمّ اهل ملکوت البداء ثمّ الّذينهم سکنوا فى رفارف البقاء خلف لجج الکبرياء و به ظهر کلّ شيئ و به يمرّ نسائم الجود علی هياکل العالين. و هذا مقام الّذى يستبرک به سکّان ملأ البقا و يستحيى به افئدة الّذينهم استقرّوا بين الارض و السّماء. يکنس فنائه فى کلّ يوم اهل غرفات الحمرآء ثمّ بغدائر الرّوح ملئکة المقرّبين. و انّ هذا مقام الّذى فيه ظهر جمال الرّحمن ثمّ استوى بنفسه علی عرش الغفران و حکم بما اراد علی اهل الاکوان و انّه لهو الفعّال لما يشاء يحکم ما يحبّ و يفعل ما يريد. اشهد انّ بقبضةٍ من هذا التّراب خلق آدم الاولی و لذا سمّى ابوالبشر فى ملکوت الاسماء و جعله اللّه اوّل ذکره بين الخلائق اجمعين. اذاً فاخرر بوجهک علی التّراب ثمّ ضع خدّک اليمنى عليه ثمّ قل بلسانى فسبحانک اللّهم يا الهى هذا عبدک الّذى قد انقطع عن کلّ الجهات و توّجه الی جهة فردانيّتک و خلّص نفسه عن کلّ ما سواک و توسّل بحبال جود عنايتک و قد جاء بتمامه الی ميادين عزّ رحمانيّتک. اذاً هب يا الهى علی فؤادى من ارياح عزّ قدس عنايتک و علی کينونتى من نفحات سلطان عزّ الطافک. و لا تطردنى يا الهى عن بابک محروماً و لا عن ظهورات شمس افضالک مأيوساً. و انّک انت المقتدر على ما تشاء و انّک انت المهيمن العزيز القدير. ثمّ قم و توجّه الی جهة الايمن من البيت شطر ربّک المتعالی العزيز الحکيم. ثم ارفع ايداک الی اللّه العلىّ الاعلى و قل فسبحانک اللّهم يا الهى قد ارفعت ايداى رجائى الی سماء جودک و مواهبک و علّقت انامل اعتمادى الی حبال فضلک و الطافک. اسئلک بالّذى به البست الممکنات من خلع هدايتک و احييت الموجودات من سلطان رأفتک و اکرامک بان لا تغلق باب معرفتک علی وجه قلبى و لا‌باب رحمتک علی فؤادى. ثمّ اجعلنى يا الهى علی ما يليق لسلطان عزّ وحدانيّتک و مليک قدس صمدانيتک و انّک انت الفاضل الباذل العزيز الکريم. و انا الّذى يا الهى انقطعت عن نفسى و اسرعت الی نفسک الاعلى و هاجرت عن بيتى و وقفت امام بيتک الاطهر الابهى. اذاً اسئلک بان لا تدعنى بنفسى و لا بالّذين يمنعون النّاس عن حبّ جمالک و يصّدون العباد عن صراطک العزيز المستقيم. ثمّ طوّف حول البيت من قبلی سبعة مرّة کذلک يأمرک جمال القدم و يعلّمک ما لا يعرفه احدٌ من العالمين. و فى حين الّذى تطوف بيت ربّک ذکّره فى قلبک و على لسانک و کن فى نفسک مستقبلاً الی جهة عرش عظيم. و اذا اتممت طوافک فاحضر فى رواق الاوّل تلقاء باب الحرم ثمّ قف ثمّ ارفع يداک الی سمآء فيض فضل ربّک العزيز المنيع. و اوصيک بانّک حين الّذى ترفع يداک ترفعها بجذب الّذى به ترفع ايادى الممکنات الی سماء فضل مولاک. و اذا اردت ان تدعو اللّه ربّک تدعوه بخلوص الّذى به ينطق السن کلّ الذّرات بثناء بارئک و ذکر موجدک المقتدر القادر البديع. و انّک ان لن تکن کذلک لا ينبغى لک بان تقوم مقام الّذى قامت عليه هياکل المقدّسين و المقرّبين و لانسبتک الی نفسى و اسکونک فى ظلّ حبّى الّذى جعله اللّه سيفاً قاطعاً بين المشرکين و الموحّدين. و اذا رفعت ايداک الی سحاب رحمة ربّک العزيز العالم العليم قل اشهد ان لا اله الّا هو وحده لا شريک له و لا شبيه له و لا وزير و لا نظير و لا ضدّ و لا ندّ و لا مثال لسلطانه المرتفع الممتنع الرّفيع. لم يزل کان واحداً فى ذاته و واحداً فى صفاته و واحداً فى افعاله و لا يزال يکون بمثل ما قد کان فى عزّ جلاله و سلطان استجلاله الّذى قد اقرّ العارفون بالعجز عن الورود علی ميادين قدس عرفانه و اعترف المخلصون بالتّقصير عن الارتقاء الی سماء ذکره و ثنائه و انّه لهو المهيمن علی کلّ شيئ و انّه لهو العزيز الکريم. و اشهد انّ نقطة الاولى و ربّنا العلىّ الاعلی لظهوره فى لاهوت العماء و بروزه فى جبروت القضاء و طلوعه فى ملکوت الامضاء و به بعثت الموجودات و جدّدت الممکنات و نصبت ميزان العدل علی مقام عزّ حميد. و به دلع ديک العرش و غرّدت ورقاء العزّ و قامت قيمة الامر و ظهر ما کنز فى خزائن عزّ حفيظ. و به رفعت سموات القدم و صعدت سحاب الجود فى هذا الفضآء الاقدس الاکرم و اشرقت شمس الفضل و الکرم عن افق قدس منير. و به تموّجت ابحر الآيات فى ملکوت الاسماء و الصّفات و تمّت ميقات الامر بما قدّر فى صحائف مجد منيع. و اشهدُ انّ به کشف برقع السّتر عن جمال الکبرياء و ظهرت اسرار الغيب فى ملکوت البداء و به استعرج کلّ فقير الی سمآء الغناء و استصعد کلّ فانى الی مواقع البقاء و کلّ عليلٍ الی مکامن الشّفاء علی سرادق نور لميع. و اشهد يا الهى بانّ هذا مقام الّذى فيه استويت علی عرش عزّ وحدانيّتک و خلقت خلق الاوّلين و الآخرين بسلطان مشيّتک و ارادتک و فيه امطرت سحاب فضلک علی العالمين. اذاً اسئلک يا الهى باسمک الاعظم المکنون و کلمتک الاتمّ المخزون الّذى وعدت العباد بظهوره فى المستغاث بان تدخلنى علی شاطئ بحر غفرانک و تمح عنّى کلّما احصيته من جريراتى الکبرى و خطيئاتى العظمى. ثمّ اغفر يا الهى ابى و امّى و عشيرتى و الّذين نسبتهم الی نفسى من الّذينهم آمنوا بک و بآياتک. ثمّ اجعل لی يا الهى مقعد صدق عندک ثمّ الحقنى بعبادک المقرّبين. ثمّ اسئلک يا الهى و محبوبى بان لا تجعلنى من الّذين يطوفون بيتک فى ارضک و ينکرون بيتک الحرام فى مظاهر نفسک و مطالع عزّ قيّوميّتک و مواقع قدس ربوبيّتک. و هذا يا الهى منتهى املی و رجائى و انّک انت السّلطان المقتدر العزيز الحکيم. ثمّ اسئلک يا الهى بجمالک الّذى به استضائت شموس عزّ عنايتک و استبرقت بوارق انوار قدس مکرمتک بان لا تضطربنى فى يوم الّذى فيه يضطرب کلّ ذى نفسٍ و يستکبر کلّ ذى شوکةٍ و رياسةٍ و تزلّ فيه اقدام البالغين ؟ شاطى فضل مبين و انّک انت يا محمّد اذا رأيت الکريم فى المدينة ذکرّه بذکر من لدنّا ثمّ بشّره برضوان قدس کريم. قل يا کريم قم عن مقامک ثمّ صحّ بين السّموات و الارض بما ظهر سرّ الامر عن مشرق اسمه البديع. فاخرق حجبات الوهم ليطلع عن خلفها جمال القدم بانوار عزٍّ لميع. ثمّ اعلم بانّ السّکر احاط کلّ سکّان السّموات و الارض اذاً انت فاخرج عن خلف احجاب ليمطر علی فؤادک هذا السّحاب المرتفع المنير ثمّ اخبر النّاس بکنز الاعظم ثمّ ذکّرهم بهذا النّباء العظيم. قل انّا سترنا وجهنا تحت سبعين الف حجاب فى عشرين من السّنين لئلّا يعرفنا احد من اهل السّموات و الارضين. فلمّا اعترضوا علينا المشرکون من الّذين کان فى صدورهم غلّ الغلام اذا کشفنا النّقاب عن وجه الامر بسلطان مبين. اذاً اظلمت شموس الاوهام و خسف قمر الاظلام و سقطت انجم البغضا علی وجه الارض و رجعت انفس المغلّين الی اسفل النّار مقرّ المشرکين. و انّک يا کريم لا تصبر فى آنٍ ثمّ بلّغ امر ربّک الی کلّ عارف بصير. تاللّه کلّما سمعت قد ظهر من سلطانى العزيز الجميل. فاطلع عن غرف الاحزان ثمّ اطلق اللّسان علی البيان فى ذکر ربّک العزيز الحاکم الحکيم. ثمّ اجعل کلّ من علی الارض عن ورائک لئلّا يمنعک شيئ منها لتکون على خفةٍ و لطف منيع لتقدر ان تطير الی هوآء القرب فى هذا السّماء الّذى ارفعناها باسمنا العلىّ المقتدر العليم. کذلک امرناک و اختصصناک بين العباد لتقوم علی الامر بسلطان

هذه سورة الذبح قد نزّل من سماء الامر
للّذى سمّيناه بالذّبيح فى ملکوت الاسماء
لعلّ يخلّص وجهه للّه ربّ العالمين
هو الباقى البديع

اقرّ اللّه علی عرش العظمة و الجلال بانّى انا اللّه لا اله ا‌لا انا المهيمن القيّوم و اقرّ حينئذٍ علی ملکوت العزّ و الاجلال بانّه لا اله الّا هو المهيمن القيّوم. و اعترف ذات القدم علی جبروت القدرة و الاستجلال بانّى انا اللّه لا اله الّا انا العزيز المقتدر المحبوب. و اعترف هذه الکلمة الاعظم بانّه لا اله الّا هو العزيز المقتدر المحبوب. شهد اللّه فى ذاته لذاته بذاته بانّه هو اللّه لا اله الّا انا الظّاهر المشهود. و اشهد فى ذاتى لذاتى بذاتى بانّى انا اللّه لا اله الّا هو الظّاهر الباهر المستور. ان يا جمال الاولى رشّح علی الممکنات من طمطام فيض فضلک لعلّ يأخذنّهم روائح القدس عن هذا الکافور الّذى ظهر هيکل الظّهور و يجرى عن هذا السّلسبيل الّذى بعثه اللّه علی هيئة القلم و جعله آية علمه بين السّموات و الارض و لکنّ النّاس قليلاً منهم مايشعرو ان يا سلطان القدم کيف القى علی الممکنات من آيات عزّ سلطنتک بعد الّذى احاطتنى المشرکون من کلّ الجهات و وضعوا ايادى الغلّ علی هذا الفمّ الدّرى العزيز المحبوب. و ان اذکر بينهم من بدايع الاذکار يزداد البغضاء فى صدور هؤلاء الفجّار. و انت العالم بما ورد علی نفسک و انّک انت الحقّ علّام الغيوب. ان يا ذبيح فارفع رأسک عن النّوم ثمّ افتح اللّسان بالبيان باسمى المقتدر المنّان و لا تخف من احد انّ ربّک يحرسک من الشّيطان و مظاهره و يحفظک بسلطانه العزيز المشهود. و ان اردت ان تدخل فى هذا المقام الّذى قامت علی فنائه حقايق العالّين و الملئکة الّذينهم کانوا فى حول العرش ان يطوفون ينبغى لک بان تنقطع عن کلّ من فى السّموات و الارض و عن کلّ ما کان و ما يکون و تجعل مصاحبک حبّى و مقصدک عرفانى و حصنک التّوکل علی ربّک العلّام فى هذه الايّام الّتى کلٌّ اعرضوا عن جماله و اتّخذوا لانفسهم ارباباً من دون اللّه و کذلک کانوا ان يعلمون. و اذا اتّصفت بما امرناک به ليفتح اللّه عين فؤادک و نشهد ما لا شهد العباد و تعرف ما لا عرفه احدٌ من الّذينهم يدّعون فى انفسهم ما لا اذن اللّه لهم و يقولون ما لا يفقهون. اذاً دع المشرکين و ما عندهم ثمّ عرّج بقوادم القدس الی فضاء الانس لتصل الی فردوس الاعظم فى هذه الکلمة المکنون المخزون.‌ قل يا قوم تاللّه ما انطق عن الهوى بل الرّوح ينطق فى صدرى و تلک برهانى ان انتم تنصفون. و يا قوم ان کان هذا جرمى فلست انا اوّل من اجرم بين يدى اللّه بل عباد مکرمون. خافوا عن اللّه و لا تدحضوا الحقّ بافواهکم ثمّ انظروا بطرف الانصاف فيما نزل بالحقّ من جبروت اللّه المقتدر المهيمن القيّوم. و ان تجادلوا بتلک الکلمات تاللّة لن يصدق عليکم حکم الايمان بما نزلت على علىٍّ من آيات ربّه و من قبله على رسل اللّه ان انتم تعرفون. و يا قوم فارحموا علی انفسکم و لا تقاسوا هذا الامر بما عندکم و کونوا من الّذين اذا تتلی عليهم من آيات ربّهم يهتزّ انفسهم شوقاً للقائه ثمّ علی وجوههم يخرّون. ان يا ذبيح تاللّه الحقّ انّ الغلام قد وقع فى جبّ البغضاء فيا ليت يکون من سيّارة ليدلی دلوا النّصر لعلّ يخرج به الغلام و ليستضيئ وجوه اهل السّموات و الارض و کذلک جرت سنّة القضاء علی الواح عزّ محفوظ. و کذلک يقصّ عليک هذا القلم الّذى شرب ماء الحيوان من کوثر الرّحمن و نبت علی ارض القدس فى قطب الجنان و يجرى منه کوثر السّبحان و لکن النّاس لا يکادون ان يفقهون. ثمّ اعلم بانّ ظهرت فتنة بها انفطرت سموات الوهم و اظلمت شمس الابداع و ظهر کذب الّذينهم ادّعوا فى انفسهم بانّهم آمنوا بآيات اللّه المهيمن القيّوم. قل يا قوم هذه لآيات علىّ بالحقّ ايّاکم ان لا تستکبروا عليها و کونوا من الّذينهم يخضعون. قل تاللّه قد ارتفعت سحاب الفضل و تمطر علی الممکنات ماء الحيوان و هذا من فضل ربّکم الرّحمن ان انتم توقنون. و هل رأيت فضلاً اکبر من ذلک لا فو نفس اللّه المهيمن العزيز المحبوب. و هل احصيت فى الابداع رحمة اوسع من ذلک لا فو نفسى المنّان لو انتم تعلمون. و من النّاس من سئل عن هذا النّبأ عن الّذين توهّم فى نفسه بانّهم مهتدون. قل يا قوم انّه لن يحتاج فى اثبات امره بشيئ عمّا خلق بين السّموات و الارض و انّ ما دونه قد خلق بقوله لو انتم فى آياته تتفکّرون. قل انّه دليله نفسه و وجوده سلطانه و لا يعلم ذلک الّا من توجّه بوجه القدس الی وجه ربّه و يکون من الّذينهم فى کلمات ربّهم يتفرّسون. ايّاک ان لا توقّف فى امر ربّک ثمّ انظر بطرف القدس الى حجج النّبيين و المرسلين ليسهل عليک الامر و تکسّر اصنام الاوهام بسلطان ربّک العزيز العلّام و تکون من الّذينهم علی رفرف العزّ هم متّکئون. ثمّ اعلم بانّ کلّما جرى من قلم النّصح لم يکن الّا من حبّى ايّاک و الّا انّ ربّک لغنىّ عن کلّ من فى السّموات و الارض و انّه لهو الحاکم علی مايشاء يحکم کيف اراد بقوله کن فيکون. فاسع فى نفسک بان لا يزّلک وساوس الشّيطان عن سبل الرّحمن ثمّ استقم علی امر ربّک و کن من الّذينهم ببصر اللّه فى امره ينظرون. قل يا قوم کلّما عندکم و ما انتم تفتخرون به يثبت بآيات اللّه و تلک آياته نزلت من سماء البداء ايّاکم ان لا تنکروها و لا تبطلوا بذلک اعمالکم و لا تکوننّ من الّذينهم يتّبعون کلّ ناعقٍ ثمّ بآيات ربّهم يکفرو ثمّ اعلم بانّا جعلناک سفيراً من لدنّا لتبشّر النّاس بهذا الامر الّذى فيه وضعت کلّ ذات حمل حملها و غشت حجبات القهر ابصار اهل السّموات و الارض الّا عدّة معدود و هم استقرّوا خلف سرادق المجد و استقربوا الی سيناء القرب اولئک فى غمرات الامر هم يسبحون. عرّ نفسک عن کلّ شيئ ليأخذک يد الفضل و يرفعک الی مقعد عزّ محبوب و يلبسک ما يستنير به کلّ الموجودات و هذا من فضل ربّک عليک ان لن تحرقه بنيران الاشارات و تکون راسخاً علی امر ربّک و لا تتّبع کلّ مشرک مردود. ايّاک ان لا تجعل نفسک محدوداً بحدود الاشارات و لا محجوباً بحجب الدّلالات فاخرق الحجبات بسلطان من لدنّا ثمّ احرق الاشارات بهذه النّار الّتى اشتعلت فى سيناء القدم و تجلّى علی هذا القلم بما يجتذب عنه افئدة الّذينهم کانوا بآيات اللّه هم مقتدون. تفکّر فى امّة الفرقان و فى کلّ ما کان بين يديهم لعلّ تقدّس نفسک عن اشارات القوم و تکون علی استقامة محمود. دع الملک ثمّ اصعد الی هذا السّماء لتطّلع بما لا‌ اطّلع به احد الّا من شاء ربّک المقتدر المتعالی المهيمن القيّوم. و انّک لو تخلّص نفسک و تفکّر فى هجرتى فى سنة الّتى وردنا العراق تاللّه انّه ليکفيک عن کلّ شيئ و يجعلک من الّذينهم فى آيات ربّهم يتفکّرون. و به تمّت حجّة اللّه علی عباده و برهانه علی اصفيائه و کملت نعمته لاوليائه و اشرقت وجهه لبريّته و لکنّ النّاس لمّا اخذتهم حجبات الاوهام ما تفکّروا فيه بل کانوا عن امر ربّهم غافلون. قل يا قوم لا تفعلوا کما فعلوا امّة الفرقان و لا تدعوا زمام عرفانکم بيد احدٍ ان اغتنموا الفضل فى تلک الايّام ثمّ بعيونکم فاشهدون. و اذا تتلی عليکم آيات ربّکم لا تنقلبوا علی اعقابکم و لا تکوننّ من الّذينهم يعترضون بآيات اللّه ثمّ علی مقاعدهم يستهزئون. ان يا ذبيح قد ذبحت فى کلّ حين فى عشرين من السّنين و لا يعلم ذلک الّا ربّک العزيز المحبوب. ثمّ اعلم بانّ ذبيح اتقبل اذا اراد مشهد الفنا جائه الفداء من سماء البداء و هذا الذّبيح ما قبل الفداء و ذبح بسيف البغضاء من هؤلاء الفجّار الّذين لا يشعرون ما يفعلون. و انّک لو تقدّس المنظر عن اشارات البشر و تصعد الی منظر الاکبر لتشهد رأسه مرفوعاً على رمح النّفاق فى شطر الآفاق و تبکى عليه کبکاء العاشقين الّذين منعهم مقادير القضاء عن الورود علی مقعد عزّ محبوب. ان يا ذبيح طهّر نظرک عن الاکوان و ما فيها و من الامکان و ما عليها لتعرف صنع اللّه الّذى اتقن خلق کلّ شيئ و تدخل بيت الاسرار الّتى ما دخل فيها احدٌ الّا من شاء ربّک العليم العالم المقتدر القيّوم. ثمّ اعرف قدر تلک الايّام الّتى ليستضيئ وجه الغلام بينکم و تدارک مافات عنک فى عرفانه تاللّه هذا خيرٌ لک عن ملک السّموات و الارض و عن کلّ ما انتم تعملون او تعرفون. فسوف تضع اصابع الحسرة بين اسنان الحيرة و لن تجد الغلام ولو تجسّس فى اقطار السّموات و الارض. کذلک يلقيک قلم البداء من اسرار القضاء لعلّ يخرجنّ العباد من اجداث الغفلة و ينقطعنّ عمّا يمنعهم عن الورود على مقرّ العرفان هذا الرّضوان الّذى جعله اللّه مقدّساً عن ملاحظة الّذينهم کانوا بربّهم ان يشرکون. و اذا اتاک قميص الغلام بدم صادق ضعه علی وجهک ثمّ استنشق منه رائحة الرّحمن ثمّ احمر به وجهک و کن صائحاً بوجه الحمراء بين الارض و السّماء لعلّ اهل الحجبات يحرقنّ سبحات الاوهام و يخرجنّ عرّياً عن اثواب الاشارات و يصعدنّ الی جبروت الاسماء و الصّفات هذا المقام المتعالی العزيز المحمود. و انّ ذبيح القبل لمّا اراد ان يدخل مقرّ القرب جبروت ربّه العلىّ الاعلى اذاً اظهر الشّيطان علی صورة الانسان و اراد ان يمنعه عن الورود فى حرم قدس مخزون فلمّا عرفناه ارجمه بارجام الاحجار بسلطان من عندنا و قوّة من لدنّا و کذلک کان الامر ان انت من الّذينهم يعلمو‌ و انّک فاقتد به تمّ اعمل بمثل ما عمل بحيث لو تشهد بانّ احداً اراد ان يمنعک عن حبّ هذا الغلام فاعلم بانّه لهو الشّيطان قد ظهر علی هيئة الانسان اذاً فاستعذ باللّه ثمّ اطرده بشهاب مثقوب. ايّاک ان لا تلتفت الی شيئ ثمّ اقصد بقلبک الى هذا الشّاطى المقدّس المحبوب. تاللّه يا ذبيح کلّما اسمعت من اوّل الامر فقد ظهر من لدنّا و لکن انّا سترناه لحکمة لا يعلمها الّا المخلصون و بذلک بغوا علينا اکثر العباد من حيث لا يشعرون. و انّا صبرنا فى البلايا و نصبر بحول اللّه و قوّته الی ان يأتى جمال القدم بسلطان النّصر و ينصر غلامه بنصر الّذى يعجز عنه کلّ ما کان و ما يکون. و الرّوح و التّکبير و البهاء عليک و علی الّذينهم فى مرضات ربّهم يصبرون.

هذه سورة البيان قد نزلت من جبروت الرّحمن
للّذى آمن باللّه و کان من المهتدين
فى الالواح مکتوباً
هو‌العلىّ‌الاعلى‌فى‌جبروت‌الابهى

ذکر اسم ربّک عبده اذ دخل بقعة الفردوس مقرّ الّذى استشرقت عليه انوار الوجه عن مشرق الجمال بآيات مبين و قام تلقاء العرش منظر اللّه العلىّ الاعلى و سمع نغمات ربّه الرّحمن الرّحيم و فاز بکلّ الخير حين الّذى هبّت عليه نفحات القدس عن رضوان اللّه العلىّ المقتدر العزيز العظيم. ان يا جمال القدم بشّر الّذى کان واقفاً بين يدى العرش بما قدّر له فى صحائف قدس حفيظ. قل انّ ورودک على شاطى الکبريا مقام الّذى فيه تموّج بحر الاسماء باسم اللّه العلىّ الاعلى لخير عمّا خلق بين السّموات و الارضين. ان يا ايّها المسافر الی اللّه خذ نصيبک من هذا البحر و لا تحرم نفسک عمّا قدّر فيه و کن من الفائزين. ولو يرزقنّ کلّ من فى السّموات و الارض بقطرةٍ منه ليغنيّن فى انفسهم بغناء اللّه المقتدر العليم الحکيم. خذ بيد الانقطاع غرفةً من هذا البحر الحيوان ثمّ رشّح منها علی الکائنات ليطهّرهم عن حدودات البشر و يقرّبهم بمنظراللّه الاکبر هذا المقرّ المقدّس المنير. و ان وجدت نفسک وحيداً لا تحزن فاکف بربّک ثمّ استأنس به و کن من الشّاکرين. بلّغ امر مولاک الی کلّ من فى السّموات و الارض ان وجدت مقبلاً فاظهر عليه لئالی حکمة اللّه ربّک فيما القاک الرّوح و کن من المقبلين. و ان وجدت معرضاً فاعرض عنه فتوکّل علی اللّه ربّک و ربّ العالمين. تاللّه الحقّ من يفتح اليوم شفتاه فى ذکر اسم ربّه لينزل عليه جنود الوحى عن مشرق اسمى الحکيم العليم و ينزلنّ عليه اهل ملأ الاعلى بصحائف من النّور و کذلک قدّر فى جبروت الامر من لدن عزيز قدير. و للّه خلف سرادق القدس عباد يظهرن فى الارض و ينصرنّ هذا الامر و لن يخافنّ من احدٍ ولو يحاربنّ معهم کلّ الخلائق اجمعين. اولئک يقومنّ بين السّموات و الارض و يذکرنّ اللّه باعلی ندائهم و يدعون النّاس الی صراط اللّه العزيز الحميد. ان اقتد بهؤلاء و لا تخف من احدٍ و کن من الّذين لا يحزنهم ضوضاء النّاس فى‌سبيل بارئهم و لا يمنعهم لومة اللّائمين. اذهب بلوح اللّه و آثاره الی الّذينهم آمنوا و بشّرهم برضوان القدس ثمّ انذر المشرکين. قل يا قوم تاللّه قد جئتکم عن جهة العرش بنبأ من اللّه المقتدر العلىّ العظيم. و فى يدى حجّة من اللّه ربّکم و ربّ آبائکم الاوّلين انتم وزّنوها بقسطاس الحقّ بما عندکم من حجج النّبيين و المرسلين. ان وجدتموها على حقٍّ من عند اللّه ايّاکم ان لا تجادلوا بها و لا تبطلوا اعمالکم و لا تکوننّ من المشرکين. تلک آيات اللّه قد نزّلت بالحقّ و بها حقّق امره بين بريّةه و ارتفعت رايات التّقديس بين السّموات و الارضين. قل يا قوم هذه لصحيفة المختومة المحتومة الّتى کانت مرقومة من اصبع القدس و مستورة خلف حجب الغيب و قد نزّلت بالفضل من لدن مقتدر قديم. و فيها قدّرنا مقادير اهل السّموات و الارض و علم الاوّلين و الآخرين. لن يعزب عن علمه شيئ و لن يعجزه امر عمّا خلق و يخلق ان انتم من العارفين. قل قد جائت کرّة الاخرى و بسطنا يد الاقتدار علی کلّ من فى السّموات و الارض و اظهرنا من سرّنا الاعظم علی الحقّ الخالص سرّاً اقلّ عمّا يحصى. اذاً ماتت الطّوريّون عند مطلع هذا النّور الحمراء علی بقعة السّيناء و کذلک جاء جمال الرّحمن علی ظلل البرهان و قضى الامر من لدى اللّه العزيز الحکيم. قل للحوريّة الفردوس ان اخرجى من غرف القدس ثمّ البسى من حرر البقاء کيف تشاء من سندس السّناء باسمى الابهى ثم اسمى نغمات الابدع الاحلى عمّا ارتفع عن جهة عرش ربّک العلىّ الاعلى ثمّ اطلعى عن افق النّقاب بطراز الحوراء و لا تحرمى العباد من انوار وجهک البيضاء. و ان سمعت تشهّق اهل الارض و السّماء لا تحزنى دعيهم ليموتنّ علی تراب الفناء و ينعدمنّ بما اشتعلت فى نفوسهم نار البغضاء ثمّ غنىّ علی احسن النّغمات بين الارضين و السّموات فى ذکر اسم مليک الاسماء و الصّفات و کذلک قدّرنا لک الامر و انّا کنّا قادرين. ايّاک ان لا تخلعى عن هيکلک الاطهر قميص الانور ثمّ زدى عليه فى کلّ حين من حلل البقاء فى جبروت الانشاء ليظهر منک طراز اللّه فى کلّ ما سواه وتيّم فضل ربّک علی العالمين. و ان وجدت من احدٍ رائحة حبّ ربّک ان افدى نفسک فى سبيله لانّا خلقناک له و لذا اخذنا عنک العهد فى ذرّ البقاء عند معشر المقرّبين. و لا تجزعى عن رمى الظّنونات من اهل الاشارات دعيهم بانفسهم لانّهم اتّبعوا همزات الشّياطين ثمّ صحى بين الارض و السّماء تاللّه الحقّ انّى لحوريّة خلقنى البهاء فى قصر اسمه الابهى و زيّن نفسى بطراز الاسماء فى الملأ الاعلى و انّى لقد کنت محفوظة خلف حجبات العصمة و مستورة عن انظر البريّة اذا سمعت ابدع الالحان عن شطر ايمن الرّحمن شهدت بانّ الجنان تحرّکت فى نفسها شوقاً لاستماعها و طلباً للقائها کذلک نزّلنا فى قيّوم الاسماء علی لحن البقاء و علی لحن الاحلی فى هذا اللّوح المبين. قل انّه لهو الحاکم فيما يشاء بسلطانه يحکم ما يريد بامره و لا يسئل عمّا شاء و اراد و انّه لهو المختار القادر الحکيم. انّ الّذينهم کفروا باللّه و سلطانه اولئک غلبت عليهم النّفس و الهوى و رجعوا الی مقرّهم فى النّار فبئس مقرّ المنکرين و انّک زيّن نفسک بحبّى ثمّ قلبک بذکرى ثمّ لسانک بتبليغ امرى و کذلک قدّر لک فى الواح عزّ حفيظ. ثمّ امش بين النّاس بوقار اللّه و سکينته ليظهر منک آثاره بين العالمين ان اشتعل فى نفسک من هذه النّار الّتى اوقدها اللّه فى قطب الجنان ليحدث منک حرارة الامر فى افئدة الّذينهم آمنوا باللّه و کانوا من المؤمنين. ان امش علی اثرى و لا تکلّم الّا علی الصّدق الخالص ثمّ اخضع لعباد اللّه الموحّدين. کذلک يعظک لسان الامر ان استمع بما امرت ثمّ اعمل به لتکون من الفائزين. انّ الّذين لن يظهر منهم آثار اللّه فى اوامره اولئک لن يصدق عليهم حکم الايقان و لکنّ النّاس اکثرهم احتجبوا عن امر اللّه و کانوا من قوم سوء اخسرين. قل يا قوم هل ينبغى لاحدٍ ان ينسب نفسه الی ربّه الرّحمن و يرتکب فى نفسه ما يرتکبه الشّيطان لا فو طلعة السّبحان لو انتم من العارفين. قدّسوا قلوبکم عن حبّ الدّنيا ثمّ السنکم عن ذکر ما سويه ثمّ ارکانکم عن کلّ ما يمنعکم عن اللّقا و يقرّبکم الی ما يأمرکم به الهوى اتّقوا اللّه يا قوم و کونوا من المتّقين. قل يا قوم انتم ان تقولوا ما لا تفعلوا فما الفرق بينکم و بين الّذينهم قالوا اللّه ربّنا فلمّا جائهم علی ظلل القدس اذاً کفروا به و کانوا من المنکرين.‌ خلّصوا انفسکم عن الدّنيا و زخرفها ايّاکم ان لا تقرّبوا بها لانّها يأمرکم بالبغى و الفحشاء و يمنعکم عن صراط عزّ مستقيم. ثمّ اعلموا بانّ الدّنيا هى غفلتکم عن موجدکم و اشتغالکم بما سويه و الآخرة ما يقرّبکم الی اللّه العزيز الجميل. و کلّما يمنعکم اليوم عن حبّ اللّه انّها لهى الدّنيا ان اجتنبوا منها لتکوننّ من المفلحين. انّ الّذى لن يمنعه شيئ عن اللّه لا بأس عليه لو يزيّن نفسه بحلل الارض و زينتها و ما خلق فيها لانّ اللّه خلق کلّ ما فى السّموات و الارض لعباده الموحّدين. کلوا يا قوم ما احلّ اللّه عليکم و لا تحرّموا انفسکم عن بدايع نعمائه ثمّ اشکروه و کونوا من الشّاکرين. يا ايّها المهاجر الی اللّه بلّغ النّاس رسالات ربّک لعلّ يمنعهم عن شطر النّفس و الهوى و يذکّرهم بذکر اللّه العلىّ العظيم. قل يا قوم اتّقوا اللّه و لا تسفکوا الدّماء و لا تتعرّضوا مع نفس و کونوا من المحسنين. ايّاکم ان لا تفسدوا فى الارض بعد اصلاحها و لا تتّبعوا سبل الغافلين. و منکم من اراد ان يبلغ امر مولاه فلينبغى له بان يبلّغ اوّلاً نفسه ثمّ يبلّغ النّاس ليجذب قوله قلوب السّامعين و من دون ذلک لن يؤثّر قوله فى افئدة الطّالبين. ايّاکم يا قوم لا تکوننّ من الّذين يأمرون النّاس بالبرّ و ينسون انفسهم اولئک يکذّبهم کلّما يخرج من افواههم ثمّ حقايق الاشياء ثمّ ملئکة المقرّبين. و ان يؤثّر قول هؤلاء فى احدٍ هذا لم يکن منهم بل بما قدّر فى الکلمات من لدن مقتدر حکيم. و مثلهم عند اللّه کمثل السّراج ليستضيئ منه العباد و هو يحترق فى نفسه و يکون من المحترقين. قل يا قوم لا ترتکبوا ما يضيّع به‌حرمتکم و حرمة الامر بين العباد و تکوننّ من المفسدين. و لا تقربوا ما ينکره عقولکم ان اجتنبوا الاثم و انّه حرّم عليکم فى کتاب الّذى لن يمسّه الّا الّذين طهّرهم اللّه عن کلّ دنس و جعلهم من المطهّرين. ان اعدلوا علی انفسکم ثمّ علی النّاس ليظهر آثار العدل من افعالکم بين عبادنا المخلصين. ايّاکم ان لا تخانوا فى اموال النّاس کونوا امناء بينهم و لا تحرموا الفقراء عمّا اتاکم اللّه من فضله و انّه يجزى المنفقين ضعف ما انفقوا انّه ما من الهٍ الّا هو له الخلق و الامر يعطى من يشاء و يمنع عمّن يشاء و انّه لهو المعطى الباذل العزيز الکريم. قل يا ملأ البهاء بلّغوا امر اللّه لانّ اللّه کتب لکلّ نفسٍ تبليغ امره و جعله افضل الاعمال لانّها لن يقبل الّا بعد عرفان اللّه المهيمن العزيز القدير. و قدّر التّبليغ بالبيان لا بدونه کذلک نزل الامر من جبروت اللّه العلىّ الحکيم. ايّاکم ان لا تحاربوا مع نفس بل ذکّروها باليبان الحسنة و الموعظة البالغة ان کانت متذکّرة فلها و الّا فاعرضوا عنها ثمّ اقبلوا الی شطر القدس مقرّ قدسٍ منير. و لا تجادلوا للدّنيا و ما قدّر فيها باحدٍ لانّ اللّه ترکها لاهلها و ما اراد منها الّا قلوب العباد و انّها يسخّر بجنود الوحى و البيان کذلک قدّر الامر من انامل البهاء علی لوح القضاء من لدن مقضىٍّ عليم. ان ارحموا علی انفسکم ثمّ علی ذوى القربى ثمّ عباد اللّه المخلصين. و ان وجدتم من ذليلٍ لا تستکبروا عليه لانّ سلطان العزّ يمرّ عليه فى مد الايّام و لا يعلم کيف ذلک احدٌ الّا من کان مشيّته مشيّة ربّکم العزيز الحکيم. ان يا ملأ الاغنياء ان رأيتم من فقير ذى مرتبةٍ لا تفرّوا عنه ثمّ اقعدوا معه و استفسروا منه عمّا رشح عليه من رشحات ابحر القضاء تاللّه فى تلک الحالة يشهدنّکم اهل ملأ الاعلى و يصلينّ عليکم و يستغفرنّ لکم و يذکّرنکم و يمجّدنّکم بالسنٍ مقدّسٍ طاهرٍ فصيح. فيا طوبى لعالم لن يفتخر علی دونه بعلمه و يا حبّذا لمحسن لن يستهزء بمن عصى و يستر اللّه عليه جريراته و انّه هو خير السّاترين. کونوا يا قوم ستّاراً فى الارض و غفّاراً فى البلاد ليغفرکم اللّه بفضله ثمّ اصفحوا ليصفح اللّه عنکم و يلبسکم بُردَ الجميل. و ان استجارکم احدٌ من المؤمنين و کنتم مستطيعاً فاجروه و لا تحرموه عمّا اراد ليجرکم اللّه فى ظلّ رحمته فى يوم الّذى فيه يغلی الصّدور و يشتعل الاکباد و يضطرب ارکان الخلائق اجمعين. قل يا قوم عليکم بالصّدق الخالص لانّ به يزيّن انفسکم و يرفع اسمائکم و يعلو مقدارکم و يزداد مراتبکم بين ملأ الارض و فى الآخرة لکم اجر کان علی الحقّ عظيم. کذلک انصحنا الّذينهم آمنوا لعلّ يسمعنّ ما نصحوا به فى کتاب اللّه و يجدنّ الی ذى الفضل سبيل. ان يا ايّها الوارد بالمنظر الاکبر قد تمّت ميقات وقوفک لدى العرش قم باذن اللّه و خذ کتاب الفضل ثمّ اذهب به الی الدّيار و بشّر اهلها برضوان اللّه الملک العلىّ العظيم. و لکن حرّک من هذا الفردوس بنفحات الانس لتحيى بها قلوب الّذينهم انصعقوا من صاعقة الامر ليقومنّ عن قبور الغفلة و ينطقنّ بما نطق الرّوح يومئذٍ فى فردوس الاعلى بانّه لا اله الّا هو و الّذى جاء باسم علىٍّ قبل نبيل مظهر سلطانه و مطلع آياته و منبع فضله و اقتداره لمن فى السّموات و الارضين. ثمّ الّذى ينطق حينئذٍ انّه لعزّه و شرفه و کبريائه ثمّ عظمته و بهائه علی الخلائق اجمعين. کذلک ينبغى لک و الّذينهم استقرّوا علی مقرّ الامر و شربوا رحيق المختوم من هذه الکأس المقدّس المنير. و اذا وصلت ارض التّاء فانشر هذا اللّوح بين يدى اسمنا الجواد لتقرّبه عيناه و يفرح فى نفسه و يکون من الفرحين. ثمّ بين يدى الّذينهم خرجوا عن ظلمات الوهم و استقرّوا علی مقرّ اليقين و فى هناک تسمع ضوضاء الّذينهم کفروا و اعرضوا و کانوا من المشرکين. قل يا قوم اکفرتم باللّه الّذى خلقکم و سوّاکم و عرّفکم مظهر نفسه و جعلکم من العارفين. ايّاکم يا قوم لا تمنعوا انفسکم عن بحور المعانى و لا تتّبعوا کلّ شيطان مريد. فانظروا بطرف القدس الی ميزان اللّه لتعرفوا ميزانه الحقّ المستقيم. قل اليوم حقّ لکلّ نفسٍ بان يطهّر قلبه عن التعلّق عمّا خلق بين السّموات و الارض و يقدّس اذنه عن کلّ ما سمع و يرجع البصر الی ما کان بين يديه من حجج الّتى بها اظهر اللّه امره فى کلّ عهدٍ و عصرٍ ثمّ فى حجّة الّتى ظهرت يومئذٍ بسلطان مبين. و يتفرّس فى آثار اللّه و يتفکّر فيها تاللّه اذاً يستشرق عليه شمس الايقان عن مطلع بيان ربّه و ليستضيئ بها قلبه و يکوننّ من الموقنين. قل صنع اللّه لن يشتبه بصنع احد من النّاس و لکنّ النّاس يشتبهنّ علی انفسهم فما لهؤلاء لا يکادون يفقهون حديثاً من اللّه العزيز الخبير. قل بعد اشراق الشّمس و ضيائها هل يبقى ضياء لا فو نفس اللّه المهيمن العزيز القدير. کذلک اذکرنا الامر و اتممنا الحجّة علی من علی الارض کلّهم اجمعين. و نشهد اللّه و اصفيائه ثمّ ملئکة بانّى ما قصّرت فى کلّ ما امرت به و بلغت رسالاته الی شرق الارض و غربها و کفى به و بهم علىّ شهيد و عليم. و اذا وردت ارض الزّا ذکّر عباد الّذين هم کانوا هناک بهذا الذّکر العظيم. قل يا قوم آمنوا باللّه و بما نزل من عنده و لا تتّبعوا الّذينهم کفروا بآيات الرّحمن و سلطانه ثمّ يذکرونه فى کلّ بکور و اصيل. قل مثلکم کمثل الّذينهم کانوا ان يذکروا اللّه فى العشىّ و الاشراق فلمّا جائهم اللّه علی ظلل اسمه العلىّ کفروا به و کانوا من المشرکين. قل يا قوم ان انصروا اللّه بانفسکم و اموالکم ثمّ استقيموا علی امره علی شأن لو يحاربکم کلّ من علی الارض لن يزلّ اقدامکم عن صراط اللّه العزيز القادر العليم. ان استقيموا يا قوم حين الّذى يدخل عليکم الشّيطان و معه ما يمنع به النّاس عن حبّ اللّه و يدعوهم الی طاغوت الاکبر و کذلک نخبرکم لتکوننّ من العارفين. تاللّه الحقّ کلّما سمعتم فى هذا الامر قد ظهر من امرى الغالب البديع و انا اشرناه الی غيرى هذا الحکمة من لدنّا لئلّا يتوجّه قلوب المشرکين الی مقرّ واحد و ليکون الامر محفوظاً عن ضرّ کلّ ذى ضرٍّ عنيدٍ. فو اللّه الّذى لا اله الّا هو انّ الّذينهم کانوا ان يستروا وجوههم عن کلّ ذى بصر اذاً قاموا علىّ بظلم الّذى لن يقاس بظلم الاوّلين. و اذا رأيت محمّداً قبل علىّ بشّره من لدنّا ثمّ ذکّره بما نزل عليه الواح عزّ حفيظ. قل يا عبد ان استقم علی الامر و لا تشرک باللّه ثمّ اکف به عن کلّ ما سويه و کن علی استقامة منيع فانقطع عن دونى و آنس بذکرى و لا تکن من الممترين. قم علی عبوديّة الصّرفة لانّ بها يثبت امر اللّه ربّک و تنزل الرّحمة علی العالمين. قل يا قوم لا تقاسوا امر اللّه بما سوّلت لکم انفسکم و لا تجاوزوا عن حدّکم و لا تکوننّ من المفسدين. و من يتّعد اليوم عن حدّة لن يذکر عند اللّه و يکون من المعتدين. ان اسجدوا اللّه ربّکم و اذا اشرقت عليکم شمس الحکمة عن مشرق البيان خرّوا علی التّراب خضّعاً لربّکم الرّحمن و کذلک ينبغى لکم يا ملأ المقرّبين. و من وجد لذّة العبوديّة و حلاوتها لن يبدّلها بشيئ عمّا خلق بين السّموات و الارضين و بها تستضىء وجوهکم و تطهّر صدورکم و تقدّس انفسکم و تعلوا آثارکم بين العالمين. ثمّ اعلموا بانّ اکرمکم عند اللّه اخضعکم و اتقاکم کذلک نزلّنا من قبل و حينئذٍ و انّا کنّا منزلين. ان اسمعوا يا قوم ما يأمرکم اللّه به فى ملکوت امره و لا تکوننّ من الّذينهم فرّطوا فى جنب اللّه و تجاوزوا عمّا قدّرنا لهم فبئس مثوى المتجاوزين. يا ايّها الحاضر بين يدى العرش عاشر مع النّاس بالحکمة ثمّ احفظ نفسک لئلّا يصبک من ضرّ و يرجع الی سدرة قدس منيع. تجنّب عن امور الّتى تحدّث منها الفتنة ثمّ ابتغ فضل ربّک فى کلّ حين ايّاک ان لا تنس هذه الايّام تاللّه لن يعادل بآنٍ منها زمن الاوّلين و الآخرين. و لن يفوز احدٌ بلقائها الّا من شاء ربّک کذلک قدّرنا الامر و انّا کنّا مقدّرين. و لا تنس احيان الّتى کنت حاضراً تلقاء العرش فى فردوس الاعظم و استشرقت عليک شمس جمال ربّک فى کلّ حين بانوار بديع و شربت خمر الآيات من کوثر الرّحمن و رزقت بنعمة اللّه المنعم المعطى الکريم. و اذا رأيت مقبلاً الی حرم اللّه ليدخل مقرّ عرشٍ عظيم فامنعه من لدنّا لانّ بذلک تضطرب النّفوس و يرجع الضّر الی نفسى العزيز العليم. ان لا توجّهوا الی شطر اللّه الّا بعد اذنه و کذلک ظهر الحکم عن افق امر حکيم. ثمّ بلّغ امر موليک فى کلّ مدينةٍ ان وجدت منقطعاً بشّره برحمة اللّه وجوده ثمّ اذکر له ما ورد علينا من جنود الشّياطين. قل تاللّه قد ورد علينا ما لا ورد علی احدٍ من العباد و بذلک ارتفعت ضجيج کلّ عارفٍ بصير. و ما خلق فى الابداع شيئ الّا و قد يبکى علی کربتى بل ما فى علم اللّه ان انتم من العارفين. انّ الّذينهم خلقوا بارادة قلبى قد کفروا بنفسى و کتبوا فى ردّى الواحاً بها بطل اعمالهم و لا يکوننّ من الشّاعرين. و بذلک محت آثار الفضل و انقطعت مياه الرّحمة و منعت سحاب الجود و انقطعت هبوب ارياح القدس عن العالمين. و انّک فاقصص من قصص الغلام علی ما عرفته و لا تزد و لا تنقص و کن علی صراط صدق مستقيم. ثمّ نبّاء النّاس بمفتريات انفس الّذينهم کفروا و اشرکوا قل تاللّه ما ارادوا بها الّا بان ينصرفوا العباد عن جهة العرش تاللّه ان هم الّا علی ضلالٍ مبين. و اذا وردت ارض الباء من الخاء ذکّر من لدنّا اهلها من القانتين و القانتات ليستبشرنّ فى انفسهم و يکوننّ من الفرحين. قل تاللّه قد ظهر سرّ الاعظم بطراز القدم و حرّک شفتاه بکلمة اذا انفضّوا عن حوله هياکل المقرّبين و انتم يا قوم ان استقيموا علی امر اللّه و سلطانه و لا تکفروا بالّذى آمنتم به من قبل کذلک ينصحکم العبد حين الّذى احاطته الضّراء عن کلّ الجهات من مظاهر المشرکين و جلس فى السّجن و لن يجد لنفسه معيناً الّا اللّه المقتدر العزيز الحکيم. تاللّه الحقّ قتلتُ فى کلّ حين بکلّ الاسياف و لا يعرف ذلک احدٌ الّا اللّه المحصى العليم. ان يا ايّها المسافر قد نزل من قبل للقانتات لوح سمّيناه بلوح البهاء و فيه ذکر ما ورد علينا بالتّلويح انت خذ سواده ثمّ اذهب به الهنّ ثمّ اقرء عليهنّ ليتذکّرنّ بما ورد علی الغلام من جنود الشّياطين. قل يا احبّاء اللّه ان احفظوا انفسکم لئلّا يصدّنّکم الشّيطان عن ذکر الرّحمن ثمّ اذکروه بنغمات المجتذبين لانّ بذکره تطهّرُ القلوب و تهذّب النّفوس و تجتذب افئدة المحبّين. و اذا بلغت الخاء ذکّر فى هناک عباد اللّه المخلصين و بلّغهم من لدنّا ذکراً و رحمهً و نوراً ثمّ اذکر لهم نبأ الغلام ليکوننّ من الذّاکرين. ثمّ اذکر اسم اللّه ص الّذى کان من بقيّة آل الحسين بين السّموات و الارضين الّذينهم انفقوا ارواحهم فى سبيل اللّه بارئهم و کانوا من المجاهدين. اولئک الّذين جاهدوا باموالهم و انفسهم تلقاء الوجه الی ان ادخلوا جنّة الرّحمن و کانوا فيها لمن الآمنين اذاً يحبرنّ فى جنّة الاعلی و يطوفنّ عليهم غلمان الابهى بکاؤس البقاء و يخدمنّهم حوريّات العزّ فى بکور و اصيل. کذلک يجزى اللّه الّذينهم استشهدوا فى سبيله و يوفّى اجور الّذين اصابتهم الشّدائد فى امره فنعم اجر المجاهدين. ثمّ توجّه الی شطر اسمنا الاعظم بلوح اللّه و اثره ثمّ ادخل عليه ببشارةٍ عظيم. ثمّ ذکّره بما القى عليک الرّوح من هذا المنظر الکريم. ثمّ اخبره من قصص الغلام ليطّلع بما ورد علينا فى هذا السّجن البعيد ليکون شريکاً فى مصائبنا و يذکر ما ورد علينا فى هذه الايّام و يکون من الذّاکرين. قل يا ايّها النّاظر الی منظر الاکبر لاتنس ذکر ربّک قم علی الامر باستقامة من عندنا و قدرةٍ من لدنّا و بلّغ النّاس ما امرت به و لا تکن من الصّابرين. فاستعن فى کلّ حين من اللّه ربّک ثمّ اخرق حجبات المتوهّمين. کذلک امرناک من قبل و نامرک حينئذٍ بآيات مبين. ثمّ ذکّر الّذينهم کانوا هناک من عباد اللّه المنقطعين. قل يا قوم قوموا علی امر اللّه و دينه ثمّ انصروه و کونوا من النّاصرين. ثمّ اعلموا بانّه لغنىّ عمّا سويه و ما يأمر به النّاس هذا من فضله عليهم لانّ بذلک يصعدنّ الی مقرّ القرب فى فردوس الاعلى و يشهد بذلک کلّ ذى بصرٍ حديد. کذلک امرناک و قدّرنا لک ان اعمل بما امرت و کن علی عدل مبين. فسوف يجزى اللّه عمل الّذينهم بلّغوا امره و ما منعهم لومة لائم و لا شمامة مشمت و لا منع مانع و لا کثرة المغلّين. و اذا رأيت اخيک الّذى سمّى فى ملکوت الاسماء باحمد ذکّره بذکر اللّه ربّه ثمّ اذکر له ما ورد علينا فى هذه الارض البعيد. قل يا عبد ايّاک ان لا تجزع فى نفسک حين الّذى يجزع فيه انفس العباد من کلّ صغير و کبير. طهّر بصرک عن الحجبات لتشهد ما اشرقت عن افق کلمات ربّک شمس المعانى و البيان و تکون من العارفين. ان اثبت علی امر مولاک و لا تلتفت الی اليمين و الشّمال و انّ هذا لفضل کبير. ان استقرّ فى ظلل الشّجرة و ذق من اثمارها و کن من الشّاکرين. کذلک امرناک لتدع ما يأمرک به هويک و تأخذ ما امرک به مولاک تاللّه هذا خيرٌ لک ان تکون من العاملين.‌ و انّک انت يا ايّها الحاضر لدى العرش و النّاظر الی منظر الاکبر بشّر نفسک بما سمّيت فى ملکوت الاسماء بمحمّد و فى جبروت الاعلی بمبلّغ و لدى العرش بمحمود وکذلک يختصّ اللّه بفضله من يشاء و انّه لهو العزيز الکريم. فطوبى لک بما فزت بکلّ الخير و اصله و منبعه و کنت من الواصلين. و شربت تسنيم الفضل عن منبعه و کنت من الفائزين. فسوف يظهر اللّه فضل ما فزت به و يجزيک ما عملت فى سبيله ان تکون عاملاً بما امرت من لدن عليم حکيم. و کذلک تمّت حجّة ربّک عليک و علی الّذينهم آمنوا باللّه و آياته و علی کلّ من فى السّموات و الارضين. اذاً سکن قلم الامر عن حرکته لحکمة الّتى ما اطّلع بها احدٌ الّا اللّه العزيز الجميل و الحمد له فى کلّ الاحوال انّه ما من الهٍ الّا هو له الخلق و الامر و کلّ اليه لرّاجعين.

هذا لوح الرّوح قد نزّل بالحقّ

و‌جعله‌اللّه روحاً‌حيّاً‌حيواناً‌ليحيى‌به‌افئدة‌العالمين

هو‌الباقى‌ببقاء‌نفسى‌المهيمن‌القيّوم
لانّ‌نفسى‌نفسه‌لو‌انتم‌تشعرون

فسبحان الّذى فى قبضته ملکوت ملک الآيات يصرّفها کيف يشاء بامر من عنده و انّه لهو السّلطان الفرد المقتدر العزيز القدير. قل يا قوم هذه آيات اللّه موجدکم قد نزلت عليکم من سحاب القضاء لتشهدنّ صنع بارئکم بين الارض و السّماء و تستقرّنّ علی کرسى الاستقلال فى ظلال هذا الجمال الّذى استضاء منه شمس العظمة فى سماء البقاء ثمّ شمس القدرة عن افق البداء ثمّ شمس العزّة علی سماء الامضاء ثمّ شموس الاوّلين و الآخرين. ان يا قلم القدم ذکّر العلىّ بما القى الشّيطان فى صدور الّذينهم اعترضوا علی اللّه فى يوم الّذى استوى علی العرش بسلطان مبين ليکون متذکّراً فى نفسه و ثابتاً فى امر موليه بحيث لو يجادله کلّ الاحزاب لن يجد فى نفسه الاضطراب و يشهد کلّ الاشياء کيوم الّذى لم يکن منها ذکراً بين يدى اللّه المقتدر العليم الحکيم. و من المشرکين من قال اذا مات الرّوح هل يبقى اسمه فى الملک بما تصفه عدّة معدودات من الّذينهم آمنوا و کانوا علی يقين مبين. قل تاللّه انّ الرّوح لن يمت ابداً بل يبقى منه کلّ من يدخل فى ظلّه و کذلک کان الامر ان انتم من العارفين. و انّ حيوة کلّ شيئ قائم بوجوده و حيوته بنفسه لو انتم من الشّاعرين. قل انّه لن يفتخر بشيئ عمّا خلق بين السّموات و الارض لانّ کلّ ذلک خلق بقوله لو انتم من المنصفين. و انّه لو يفتخر بشيئ ليفتخر بنفسه لا بما سويه و به يفتخر کلّ من فى ملکوت السّموات و الارض و ما فى جبروت الامر و الخلق ان انتم من العالمين. قل يا جبل الغلّ و طور البغضاء و سفينة الحسد مت بغيظک ثمّ احترق باشتعال الّذى اوقده اللّه فى صدرک تاللّه قد ظهر ما لا خطر ببال احدٍ و ما احاطه علم نفسٍ من العالمين. قل انّ وصفى نفسى و ما يظهر من قلمى المقتدر المتعالی العزيز البديع. و انّه يا ملأ المشرکين لو تفتخرون بابقاء اسمکم بين الدّواب او ذکرکم بين الانعام فافتخروا لانّ شأنکم هذا و شأن الّذينهم يتّبعونکم من دون بينة و لا کتاب عزّ عظيم. کذلک جعلناکم عبدة الاسماء و من المعتکفين عليها بحيث تفتخرون بها علی مقاعدکم و لا تکوننّ من الشّاعرين. اذاً فاعبدوا الهتکم و هويکم فسوف يجعلکم اللّه و ايّاهم هباء بحيث لن يبقى منکم علی الارض من اثر و هذا ما قضى بالحقّ علی الواح عزّ حفيظ. قل تاللّه کلّ ما انتم تفتخرون به فى تلک الايّام يدعونه عن ورائهم عباد الّذينهم ينسبون انفسهم الی نفسى و کيف جمالی المشرق اللّائح الکريم. اذاً فاشهدوا کيف جعلنا الوهم عليکم سلطاناً فى الارض بما اکتسبت ايديکم يا معشر الغافلين. ان يا علی فاسمع ما يقولون المشرکون ثمّ تفکّر فيما يخرج من افواههم بحيث ينکرون الّذى به علّت اسمائهم و رفعت مقدارهم و انتشرت آثارهم بين العالمين. و من المشرکين من بغى فى نفسه علی اللّه و قال بانّ النّاس لن يتّبعوا هذا الغلام الّذى استوى علی عرش قدسٍ منير و لن يستقرّ امره فى الارض و بذلک يتداوون امراض نفوسهم و يکوننّ من الفرحين. قل فو اللّه الّذى لا اله الّا هو فسوف ينزل اللّه من غمام الامر جنوداً بشهاب من القدرة و القوّة و ينصرون الغلام بنصر الّذى ما شهدت مثله عيون الخلائق اجمعين و يبعث بسلطانه حقايق النّبيين و المرسلين و يسمعهم اطوار ورقات المعلّقات علی غصن هذه الشّجرة الّتى نبتت علی سيناء الرّحمن فى هذا الرّضوان الّذى ظهر باسم السّبحان علی هذا المقام المقدّس البديع المنيع. و اذا يمرّن الارياح فى خلالهنّ يظهر احسن النّغمات فى وصف هذا الغلام الّذى استقرّ علی عرش الاسماء و الصّفات بانّه لا اله الّا هو و انّ هذا لغلام يخدمه مظاهر السّبحان الّذين صوّرهم الرّحمن علی جماله المشعشع المقدّس المنير. قل تاللّه هذا الغلام قد وقع فى بئر الحسد و البغضاء فيا ليت يکون سيّارة ليدلی دلوه لعلّ يستشرق بها شمس جماله عن افق هذا البئر الّذى کان عمقه ما بين السّموات و الارضين. ان يا علىّ دع المشرکين و ما يخرج من افواههم ثمّ اصعد بجناح الياقوت الی هواء قدس الجبروت لتشهد الکائنات فى ظلّ ربّک و تکون من الرّاسخين. و اذا استشرق عليک انوار القميص من هذا الهيکل المنير خرّ بوجهک علی التّراب خضعاً للّه ليستضيئ به وجهک بين العالمين. قل يا قوم خافوا عن اللّه و لا تستکبروا عليه بعد الّذى اتى على غمام من النّور و فى حوله شموس مشرقات الّتى بنور واحدة منها استضاء ملکوت الخلق و الامر ان انتم من العارفين. و يا قوم انّا لو ننکر جمال الاولی فى ظهوره الاخرى فباىّ حجّة يثبت ايماننا برسل اللّه من قبل ثمّ بعلىّ قبل نبيل کذلک نطق منطق الطّور فى هذا الرّقّ المنشور لتشهدوا صنع ربّکم و تکوننّ من الثّابتين. ان يا علىّ انّک اطّلعت فى سفرک هذا بما ورد علىّ و سمعت مقالات المشرکين فى حقّى و کنت من الشّاهدين الی ان قاموا علىّ و افتوا علی قتلی بعد الّذى بقيامى بين السّموات و الارض ظهر امر اللّه و ارتفع ذکره بين العالمين و بذکرى رفع ذکر هؤلاء و علت اسمائهم و اشتهرت آثارهم بين الخافقين. انّا کنّا نحفظهم عن ضرّ الّذين ارادوا قتلهم من ملل الارض و جعلنا اهلی خدماء لانفسهم فى کلّ ساعة و فى کلّ حين و هم اشتغلوا فى سرّ السّر علی المکر فى امرى و کانوا ان يوسوسوا فى صدور الّذين مرّت علی قلوبهم نسائم الرّحمن من هذا الرّضوان الّذى خلقت فى ظلّ ورقة منها جنّات عزّ منيع الی ان قاموا علی قتلی و انّا عفونا عنهم بعد قدرتى و سترت عنهم بعد سلطانى و تجاوزت بحلمى و انا المقتدر علی ما اشاء و انا العزيز الکريم المتعالی الغفور الرّحيم. و مع ما اطّلعت بکلّ ذلک سوف تشهد بانّهم ينسبون کلّ ذلک و کلّ ما فعلوا بنفسى المقدّس العزيز المنير و ينسب کلّ ذلک و ما فعل بى بنفسه بحيث ينسب الظّالم نفسه الی المظلوميّة الصّرفة اذاً انت تطّلع بکذبهم و تعرف ابتلائى فى عشرين من السّنين. کذلک نقصّ عليک من قصص الحقّ فسوف تشهد آثارها فى الارض و تکون من المتفکّرين. قل يا قوم خافوا عن اللّه و لا يغرّنکم الاسماء تاللّه انّها و ملکوتها خلقت بما ظهر من قلمى علی الواح عزّ عظيم. و لا تحرموا انفسکم عن شمس الفضل و الاحسان فى ايّام ربّکم الرّحمن و لا تتّبعوا الشّيطان فى انفسکم و تکوننّ من الخاسرين. قل يا قوم فعلتم بنفس اللّه ما لا يفعل احدٌ باحدٍ الی ان ستر وجهه بعد الّذى لا زال کان مضيئاً عن افق القدس بضياء لائح مبين. ان يا علىّ قد اشتدّ علىّ الامر علی شأن ضيّعت حرمتى بين النّاس لعلّ يرفع بذلک ايادى البغضاء عن رأسى و لو انّهم مايرضون بشيئ الّا بان يسفکوا دمى علی الارض و يحمرّ به خدائر الحوريّات علی غرفات قدسٍ منيع. و بلغت فى الذّلّة الی مقام الّذى جلست فى البيت وحيداً فريداً وتراً بحيث اراد رئيس المدينة ان يحضر بين يدى الغلام وجد الباب مغلوقهً و اذا فتحنا الباب علی وجهه ما کان عندنا من احدٍ ليخدمه و بذلک بکت الاشياء کلّها و تقطّعت اکباد المقرّبين. انّ الّذين يتکلّمون بمثل الصبيان و لا يقدرون ان يتکلّموا بين يدى ربّکم الرّحمن يعترضون علی آيات اللّه و کبريائه بعد الّذى بحرف منها خلقت حقايقهم و ما عندهم من کلمات المحتجبين. قل اليوم لو يکوننّ کلّ ممن فى السّموات و الارض مرايا منيرة و جواهر مستضيئة و کلّهنّ ينطقنّ بثناء بارئهم و عبادة موجدهم و لن يؤمنوا بهذا الجمال بعد الّذى استقرّ علی عرش الجلال ليحبطنّ اعمالهم فى الحين و يرجعنّ الی هاوية السّفلی فى اصل الحجيم. قل اليوم لا يملک نفسٌ لنفسه شيئاً و لا يغنى احداً غناء السّموات و الارض و ما بينهما الّا بان يدخل فى ظلّ هذا الامر الّذى ظهر عن مشرق القدم و معه جنود الغيب الّتى لن تروها ابصر الخلائق اجمعين الّا الّذين طهّروا النّظر عن حجبات اهل البغى و الضّلال و دخلوا علی سرر العزّ مقعد قدس لميع. ان يا اسمى تاللّه لو تطّلع بحزن قلبى لن تستقر علی مقرّک و تفور منک نار الاحزان و تصعد الی ان تبلغ ذيل الرّحمن فى قطب الجنان لانّى بذلت نفسى و ما ملکنى ربّى لهؤلاء الّذين قاموا علی قتلی فى هذه الايّام الّتى قامت علىّ کلّ الملک و حبسونى فى هذه الارض المظلم البعيد. و کم من ليالی ما نُمتُ علی الفراش لحفظ انفسهم و هم کانوا علی فراش الغلّ لمن الرّاقدين. و کم من ايّام نصبت صدرى فى مقابلة سهام الاعداء لئلّا يرد عليهم ما يجزعوا عنه و يکوننّ من المستصرخين. و انّا کنّا مجاهداً لابقاء انفسهم و انّهم سعوا لافناء نفسى العزيز المطهّر الغالب القدير. الی ان بلغت الايّام الی هذه الايّام الّتى اظهر اللّه خائنة اعينهم و ما استحزنوا فى صدورهم من غلّ هذا الغلام الّذى اشرق عن افق الآفاق بسلطنةٍ و کبرياء عظيم. قل يا ملأ الاحباب اترقدون علی فراشکم و کان عين اللّه ناظراً الی شطر القضاء و جسد اللّه کان مشبّکاً من سهام المنافقين. اتسيرون فى الاسواق بعد الّذى حُبس نيّر الآفاق مرّهً اخرى بما اکتسبت ايدى اهل النّفاق بحيث لن يطأ قدماه موطئاً و کان جالساً فى البيت من دون ناصر و معين. اتفرحون يا قوم بفرح انفسکم بعد الّذى انقطع فرح اللّه علی شأن الّذى لن يفتح شفتاه بما مسّته البأساء من هؤلاء الظّالمين. اتشتعلون السّراج فى لياليکم بعد الّذى غاب سراج اللّه عن بينکم من همسات المذنبين. ان يا احبّائى کيف تشهدون الشّمس و اشراقها بعد الّذى کسف شمس القدم من اکمام الغلّ و البغضاء بين الارض و السّماء و بذلک بکت عين الکبرياء بمدامع الحمر فى جنّة الماءوى و تزلزلت ارکان عرش عظيم. اتمشطون شعرانکم بعد الّذى کان شعر الغلام عرّياً عن قمص النّصر و ينطق بانّ هذا لهو المظلوم بين هؤلاء الظّالمين. يا قوم ا‌تنومون علی المهاد بعد الّذى کان هيکل اللّه متبلبلاً علی البساط و کان جسده مجروحاً من رماح الحاسدين. ان يا احبّاء اللّه طهّروا قلوبکم عن الدّنيا و ذکرها و ما فيها ثمّ ضعوا وجوهکم علی التّراب و قولوا اى ربّ هذا يوسف البقاء قد وقع تحت اظفار ذئاب البغضاء و ما ارتدّ بصره الّا الی شطر مواهبک و افضالک اذاً فارحمه بجودک ثمّ احفظه بسلطانک ثمّ انصره ببدايع نصرک بجنود الّتى لن يروها احدٌ من المغلّين. اى ربّ قد بلغ ضرّه الی مقام الّذى بغى عليه عباد الّذينهم خلقوا بارادته و رفعوا بامره اذاً يا الهى فانزل علی احبّائه ما يحفظهم عن دونک ثمّ اجعل لهم قدم صدق عندک ثمّ احرسهم عن جنود الشّياطين. ثمّ اثبت يا الهى اقدامنا علی هذا الصّراط الّذى لن يستقرّ عليه الّا اقدام المقرّبين الّذين لن يشهدوا فى شيئ الّا بوارق انوار شمس عزّ سلطانک و لن يتوجّهوا الّا الی لحظات اعين رحمتک و الطافک و بلغوا فى الانقطاع الی مقام الّذى لن يمنعهم شيئ عن ثناء نفسک و ذکر جمالک الظّاهر الامنع البديع الکريم. اى ربّ فاشهد کيف ابتلی الخليل بين يدى النّمرود و الکليم بين يدى الفرعون و الرّوح بين يدى اليهود و محمّد بين يدى بوجهل و علىّ بين ملأ الفرقان و هذا الحسين بين ملأ البيان. اى ربّ فانصره بجنود امرک ثمّ ارفعه عن هذا الجبّ الّذى لن يصل احدٌ الی قعره و انّک انت القادر المقتدر السّلطان العزيز القدير. کذلک علّمکم لسان الذّکر لتقومنّ بثناء بارئکم و تکوننّ من الذّاکرين. ان يا علی قم علی خدمة اللّه و نصره ثمّ انطق بذکر نفسه بين العالمين و لا تخف من احد تاللّه الحقّ روح الاعظم يؤيدک فى امر مولاک و روح القدس ينطق علی لسانک فى حين الّذى يفتح شفتاک لثناء هذا المحبوب المظلوم بين يدى هؤلاء الظّالمين. قل يا قوم ان اعرفوا اللّه باللّه لانّ ما سويه يعرف به و هو لا يعرف بدونه سبحانه و تعالی عمّا يعرف بخلقه انّه ما من الهٍ الّا هو له الخلق و الامر کلّ عنده کعبدٍ ذليل. قل يا اهل البهاء لا تحزنوا عمّا ورد علينا ثمّ اصبروا فى البأسا و توکّلوا علی ربّکم الرّحمن الرّحيم. ثمّ ارکبوا علی سفينة الحمراء باسمى الابهى و سيروا فى بحور الکبرياء و لا تلتفتوا الی اهل الارض و السّماء تاللّه کلّکم هلکوا فى غمرات الفناء الّا من تمسّک بهذا الفلک المقدّس المحکم العزيز المتين. و انّا لو نلقى عليکم ما يحزن به فؤادکم لم يکن مقصودنا الّا اطّلاعکم بما ورد علينا من عبادنا و الّا فو الّذى بيده نفس البها بعوضة الّتى يطير فى فناء احدٍ من احبّائى ليکون غالباً علی هؤلاء و مثلائهم بل لو يأذنها اللّه ليبلغ کلّهم بنفس واحدٍ کذلک کان ربّک قادراً علی کلّ شيئ و مقتدراً علی العالمين. و لکن صبرنا و سترنا بما کنّا ناظراً الی شطر القضاء فى جبروت الامضاء و ما اطّلع به احدٌ من الخلائق اجمعين. و ليتمّ حجّة اللّه علی خلقه و برهانه على بريّته و دليله لاهل مملکته و انّه لهو الحاکم علی ما يشاء يحکم کيف يريد. ان يا علی فاشهد هذا الامر ابدع من کلّ بديع بحيث لم يکن له شبه فى الابداع و لا نظيرٌ فى الاختراع ان انت ترتدّ البصر الی منظر اللّه الاکبر لتعرف ذلک و تستجذب من نفحات هذه الايّام و يأخذک جذب الغلام و يرفعک الی فردوس ربّک العزيز العلّام مقرّ الّذى لو يدخل احد فيه ليطّلع باسرار ما کان و ما يکون و يشهد نفسه غنيّاً عن کلّ من فى السّموات و الارضين. و تشهد بانّ اليوم لن ينفع نفساً ايمانها الّا بعد عرفان ربّها و لو يأتى بکتب الاوّلين و زبر الآخرين. مثلاً فانظر فى المشکوة لو يصنع ببلّور الطف لطيف او زجاجة ارّق رقيق و لم يکن المقصود منها الّا لاستواء السّراج عليها و لو يکون محروماً عمّا هو المقصود هل ينفع احداً لا فو ربّ العالمين بل تجده آلةً معطّلة فى الملک لا يضرّ و لا ينفع احداً من المالکين. کذلک فاشهد فى الآيات و انّها لو تنزل بمثل الغيث عن غمام قدس رفيع و لم يکن فيها ذکر ربّک الرّحمن هل ينفعک فى شيئ لا فو نفسى المنّان لو انت من النّاظرين. و انّ الآيات يکون مشکوتاً لسراج ذکر مالک الاسماء و الصّفات لو يجعل محروماً عنها ليکون مردوداً الی صاحبها و يطرح علی الارض کجسد الّذى لم يکن له روح و ماحرک من نسمات الرّبيع. کذلک مثّلنا لک مثل القدس لتطّلع باسرار الامر و تستنشق رائحة الرّحمن من بحر هذا المسک الّذى رشح علی هذا اللّوح الکافور فى هذا الظّهور الّذى يطوف فى حوله بقعة الطّور و سيناء النّور و ظهر منه رقّ المنشور فى هذا اللّوح المحبور و لکنّ النّاس اکثرهم فى سکر عظيم. قل يا قوم انّ الّذين اتّخذتموهم لانفسکم ارباباً من دون اللّه اولئک اسماء سمّيتموها انتم و آبائکم و ماقدّر اللّه لهم من امر ان انتم من العارفين. ان يا علىّ عرّ نفسک عن کلّ الاشارات ثمّ اغمس فى غمرات هذا البحر الموّاج الّذى ما ورد فى ساحله احدٌ من النّاس من هؤلاء النّسناس الّا من شاء ربّک العزيز العليم لتسمع من حيتان هذا البحر تسبيح ربّک العلىّ الاعلی فى هذا المظلوم الّذى اذا اراد اظهار نفسه فى ملأ الاسماء اتّخذ اسماً منها و سمّى هيکله به ليعرفه اهل الانشاء بين الارض و السّماء و لو انّه تعالی مقدّس من ان يعرف بسواه و لکن هذا من فضله علی عباده المريدين. قل يا اشجار النّفوس لا تحرموا انفسکم عن ربيع اللّه تاللّه الحقّ قد ظهر ربيع الرّحمن من هذا الرّضوان الّذى ظهر علی صورة الانسان و انّا اخبرناهم به من قبل و لکن ما استشعروا به و کانوا من الغافلين. و من لن يثمر بثمرات الذّکر فى هذا الذّکر الحکيم فى هذا الرّبيع العزيز البديع ينبغى بان يقطع و يلقى فى النّار لانّ به لن ينتفع نفسه و لا انفس النّاس من ملأ المقرّبين. ان يا اسمى سوف تسمع ضوضاء المشرکين من کلّ شطر قريب و بعيد کما اخبرناکم بذلک فى لوح الّذى نزل فى العراق قبل ان يخرج منه نيّر الآفاق بسنهةٍ لو انت من السّامعين. و ان لم يکن عندک فاطلبه ثمّ اقرئه فى بعض الايّام لتطّلع باسرار القضاء الّتى رقمت من اصبع الامضاء و ما احاطه علم احد من العالمين. ثمّ اشهد فى هذا النّبأ کلّما شهدته فى نبأ علىّ حين الّذى ظهر بملکوت عزّ مبين بل اعظم لانّ هذا من امر ما ظهر شبهه فى الارض و يشهد بذلک نفس الظّهور لو تکون من الشّاهدين. فسوف يقومنّ علىّ ملأ البيان کما قام علی علىٍّ ملأ الفرقان بل اشدّ لو انتم فى امر اللّه لتکوننّ من المتفکّرين. لانّ هذه الايّام ايّام الزّلزال الافخم و نفخ فى صور الاعظم و النّاقور الاکرم و تزلزلت فيها کلّ الاقدام و اضطربت منها اکثر العباد و فيها يضرب علی النّاقوس بهذا الاسم الّذى به ظهر جمال الاولی مرّة اخرى و طلع عن مشرق الجمال بسلطان العزّ و الاجلال و دعا الکلّ الی نفس اللّه العزيز المهيمن القدير. و لکن انّک لا تحزن بذلک فسوف يبعث اللّه قلوباً طاهراً و انفساً زکيّاً و خلقاً بديعاً و يسکنهم فى ظلّ هذا الرّضوان و يسقيهم انامل الرّحمن خمر الاطمينان بحيث يشهدنّ کلّ من فى السّموات و الارض کيوم لم يکن منهم احد مذکوراً. فو جمالی نفس من هؤلاء فى استقامتهم علی الامر ليکون عند اللّه خيراً عن عبادة العالمين مجموعاً. اولئک يستقرنّ علی سرر القدس فى فردوس الاعظم و يطوفنّ فى حولهم غلمان الرّحمن کاؤس من ماء الحيوان و يسقون منها فى کلّ الاحيان و کذلک رشح عليک بحر الاعظم الّذى يغنّ کلّ موج من امواجه بانّه انا اللّه لا اله الّا انا و انّى قد کنت فى قلوب العالمين مذکوراً. لتقرّ بذلک عيناک و تستقرّ جسدک علی کرسىّ الاستقرار و تکون بعنايات ربّک مسروراً. ثمّ اَلق من لدنّا ساذج الذّکر علی احبّائنا الّذين کانت اعينهم مترصّداً لبدايع رحمة ربّک ليستشرق عليهم انوار البقاء عن شطر اللّقاء و يکوننّ بنعمة الجمال من سماء هذا الفضل مرزوقا. قل يا قوم فاصبروا علی ما رشّ عليکم من رشحات بحر القضاء ثمّ اذکروا هذا الجمال الّذى وقع فى بر الظّلماء بما اکتسبت ايدى الاشقياء ثمّ فتوکّلوا فى کلّ الامور علی اللّه الّذى خلقکم بامر من عنده و انّه يحرسکم عن کلّ مشرک مردوداً. ايّاکم ان لا تختلفوا بينکم ان اتّحدوا علی حبّ اللّه و امره و کونوا کنفسٍ واحدةٍ تاللّه هذا احبّ عند ربّکم عن کلّ امر محبوباً. و بذلک تضطرب ارکان المشرکين و ينکسر ظهُر کلِّ فاجر مبغوضاً. ايّاکم ايّاکم عن الفساد و الاختلاف لانّ بذلک يرجع الضّر الی سدرة قدس مرفوعاً. کونوا ادلّاء اللّه علی ارضه و امنائه فى بلاده تاللّه الحقّ فسوف يفنى الملک و ما فيه و عليه و يبقى لکم ما نصحتم به من قلم عزّ مشهوداً. قدّسوا انفسکم عن کلّ ما يحث به النّفاق بينکم ليشهدکم اللّه مطهّراً عن کلّ دنس و عن کلّ ما لا يحبّه رضاه و هذا ما امرتم به فى الواح قدس ممنوعاً. کذلک وصّاکم قلم الرّحمن حين الّذى احاطته الاحزان من کلّ الاشطار و کفى باللّه علی ذلک شهيداً. ان يا علىّ ذکّر هؤلاء بما اذکرناک فى هذا اللّوح لعلّ تحدث فى قلوبهم ما يجمعهم علی شاطئ اسم مبروکاً. و ان مسّتک البأساء فى سبيلی ان اصطبرو لا تجزع و انّه يکفيک بالحقّ و يرفعک الی مقام قد کان بالحقّ محموداً. و ان وجدت نفسک فريداً لا تحزن ثمّ آنس بنفسى و انّا نکون معک فى کلّ الاحيان و فى کلّ اصيلٍ و بکورا. تاللّه يا اسمى قد بلغتُ فى الحزن الی مقام الّذى يبکى قلمى علی نفسى بما ورد علىّ من الّذينهم کفروا باللّه و کانوا عن حرم العدل محروماً. قل يا ملأ البيان فنعم ما فعلتم بنفسى و بما وصّيتم به فى کلّ الالواح من لدى اللّه تاللّه يا علىّ ما ترک فى لوح من الالواح الّا و قد اخبرهم بامرى و بشّرهم بنفسى و حدّثهم بآثارى و عرّفهم بذکرى مع ذلک فعلوا بنفسى ما لافعل احدٌ باحدٍ و کفى باللّه علی ذلک شهيدا. بعد الّذى اظهرت نفسى بسلطان من القدرة و الاقتدار و من دون ذلک بحجّة الّتى کانت علی العالمين محيطا. قل يا قوم تاللّه بعد ظهورى محت الآثار عن کلّ شيئ الّا لمن دخل فى هذا الرّضوان الّذى کان علی قطب الفردوس مشهودا. و انّهم لمّا ارادوا ان يوفوا عهد اللّه و ميثاقه افتوا علی قتلی و کانوا بذلک فى انفسهم مسروراً. تاللّه الحقّ يا علىّ يکذّبهم اليوم کلّ الذّرّات فى کلّ ما يدّعون بل انفسهم و ذواتهم و من دون ذلک کلّ لسانٍ صادقٍ اميناً لانّهم يدّعون بانّهم آمنوا بعلىّ و بما نزّلت عليه من آيات اللّه و اذا ظهر مرّةً اخرى بآياته و سلطانه ثمّ عظمته و کبريائه اذاً کفروا به و کانوا علی اعقاب الاعراض منقلباً. ثمّ اعلم يا علىّ بان حضر بين يدى اللّه کتاب عن احدٍ من اهل القاف الّذى توقّف فى هذا الامر من قبل و سئل فيه عن شأنى و انّا اجبناه فى هذا اللّوح بکلمات الّتى تستجذب عنها افئدة المقرّبين و انّک ان وجدت رسولاً فارسل به اليه لعلّ يأخذه بوارق اللّحظات من عنايات ربّه و ينقطعه عن الاشارات و يدلّه الی کوثر الفضل و يجعله من المخلصين الّذين اذا يستشرق عليهم شمس الآيات عن افق الکلمات فيما نزل علی القلم من جمال القدم يخرّن علی الاذقان سجّداً لربّهم الرّحمن و يشقنّ ستر الحجب و الاحزان شوقاً للقاء ربّک العزيز المنّان و يکوننّ من الموقنين. و ان لن تجد الرّسول فاصبر حتّى يأتى اللّه بامره انّه ما من مرسل الّا هو يهبّ لمن يشاء ما يشاء و يمنع عمّن يشاء ما اراد و انّه لهو المقتدر الکريم. فسبحان الّذى نزّل الآيات من قبل کما نزل حينئذٍ بالحقّ ليکون حجّةً و ذکرى للعالمين. شهد اللّه انّه لا اله الّا هو له الحقّ و الامر و کلّ اليه لراجعين. يحيى و يميت ثمّ يميت و يحيى و انّه هو حىّ لايموت فى قبضته ملکوت کلّ شيئ يفعل ما يشاء و يحکم ما يريد له الامر و الخلق يظهر فى الملک ما يشاء و يمنع ما يشاء و يعطى لمن يشاء ما يشاء و انّه لهو المعطى العزيز الکريم. کذلک کان مقتدراً فى سلطان امره و ملکوت حکمه لن يردّه اعراض معرض و لن يبدّله کفر کافر و لن يمنعه شرک مشرک ينطق فى کلّ حين کما نزل فى البيان بانّى انا اللّه لا اله الّا انا المهيمن العزيز القدير. مرّةً ارسل آدم بالحقّ بآيات بيّنات و جعله رحمةً للعالمين و مرّةً ارسل النّوح بالحقّ ثمّ بعده هوداً ثمّ بعده صالحاً و انزل معهم حجّةً يعجز عنها الخلائق اجمعين الی ان وصل الامر الی الخليل اذاً اظهره عن مشرق القدس و ارسله ببرهانه ثمّ حجّته ثمّ دليله ثمّ آيته للعارفين. ثمّ بعد ذلک ارسل الکليم بعد الّذى تجلّى عليه فى بريّة القدس علی سيناء القرب عن شجرة المبارکة الابديّة الازليّة الاحديّة بانّى انا اللّه لا اله الّا انا قد خلقتک بامرى اذهب الی فرعون و ملأه لعلّ يکوننّ من المتذکّرين و اتاه تسع آيات بيّنات کما اذکرناها فى صحف الاوّلين و منها عصاء الامر الّتى بها فلقناه البحر لموسى و اغرقنا فيه الّذينهم کفروا بآيات اللّه و کانوا علی اللّه ربّهم لمن المستکبرين. ثمّ بعد ذلک اصطفى الرّوح الّذى سمّاه فى ملکوت الاسماء بابن مريم و ارسله الی قوم آخرين و امر کلّ هؤلاء بان يذکّروا النّاس بايّام اللّه تاللّه الحقّ هذه الايّام من ايّامه لو انتم من العارفين. کما نزل فى الفرقان لموسى الامر ان يا موسى ان اخرج القوم من الظّلمات الی النّور فبشّرهم بايّام اللّه و کذلک نزل من قبل ان انتم من العارفين. ثمّ بعد ذلک اصطفى محمّداً فى الملأ الاعلى و ارسله عن مشرق الحجاز بسلطان مبين و انزل معه فرقاناً ليفرق به بين الحقّ و الباطل و ليذکر النّاس بهذا النّبأ الاعظم الاقوم القديم. ثمّ بعد ذلک ارتضى عليّاً بالحقّ و اصطفاه بين بريّته و انتخبه ثمّ انتجبه عن بين خلقه و ارسله بسلطان و امر عظيم. و به انفطرت سموات العلم و تموّجت ابحر القدس و اندکّ کلّ جبل شامخٍ منيعٍ. و به خلق کلّ الذّرّات ثمّ کلّ الکائنات و بعث کلّ شيئ عن الاحداث ان انتم من الشّاعرين. و کلّ تزيّنوا بخلع اللّه من فضل الّذى ظهر معه و کذلک ينزل عليکم الآيات هذا القلم المقدّس المتعالی المنير. و به فصّل کلّ امر و ظهر کلّ سرٍّ و تمّت کلّ نعمةٍ و بلغت کلّ حجّة و اشرقت السّموات و الارضين و اذاً نشهد بانّه لا اله الّا هو و انّ عليّاً لرسوله الّذى ارسله بالحقّ علی الخلائق اجمعين. و انّا آمنّا به و بما نزل عليه من لدى اللّه الملک الحقّ القديم. و انّک انت يا ايّها الموسوم بالهاء قبل دال قبل ياء فاجهد فى نفسک بان لا تکون مخالفاً لهذا الاسم الّذى به سمّيت فى ملأ الاسماء و لا تکن من الغافلين. فاعلم بان حضر بين يدينا کتاب من عندک و قرئناه و کنّا من الشّاهدين و لکن يحيّرنا عمّا سئلت لانّ ذلک لن ينبغى لک ان انت من العارفين. هل ينبغى ان يسئل احدٌ من الشّمس اين شعاعک و ظهورک قل فافتح بصراک و انّها قد اشرقت علی العالمين بحيث احاط الاشراق شرق الارض و غربها و يشهد بذلک اهل ميادين البقاء ثمّ ملکوت الاسماء ثمّ کلّ ما کان و ما يکون ان انت من المنصفين. و هل يسئل احدٌ من البحر اين تموّجاتک قل فافتح عيناک ثمّ ابصر لتکون من الشّاهدين. فانّه تموّج فى کلّ حين بتموّجات لو يلقى عليکم رشحة منها ليغرق کلّ من فى السّموات و الارضين. و لذا امسکنا القلم فى جوابک خمسين الف سنة او ازيد من ذلک لو انت من العارفين. ثمّ بعد ذلک سمعنا نداء اللّه عن وراء حجبات القدس بنداء الّذى تحيّرت عنه افئدة العارفين بان يا عبد خذ القلم و لا تأخّر فى ذلک لانّ بذلک امرت فى ذرّ البقاء ايّاک ان لا تنکث عهد اللّه و لا تنقض ميثاقه ثمّ وفّ بعهدک و کن من الشّاکرين للّه الّذى خلقک و ارسلک و انزل معک حجّة اضطربت عنها سکّان السّموات و الارضين. الّا الّذين لن يمنعهم منع مانعٍ و لا يحجبهم حجبات الافکيّة و لا يطردهم طرد المعرضين و انّ الّذين لن يجدوا فى قلوبهم الّا ارياح الغلّ و النّفاق يقّرون بالسنهم بانّهم آمنوا باللّه و آياته و لکن اللّه يشهد بانّهم لمن الکاذبين. قل ان کنتم آمنتم باللّه فباىّ حجّة اعرضتم عن الّذى به ظهر کلّ حجّة متعالی منيع و به اشرقت الشّموس و ارفعت السّحاب و امطرت الغمام و تموّجت البحار و اثمرت الاشجار و تزلزلت کلّ ارض باذخٍ رفيع. قل تاللّه يا ملأ المشرکين انّه لقهر اللّه عليکم و رحمته للموحّدين و انّه لسلطانه لکم و شوکته فيکم و ملکوته بينکم و جبروته علی الخلائق اجمعين. و کذلک نزّلنا عليکم الآيات و فصّلنا لکم تفصيلاً لعلّ يهبّ عليکم رائحة الرّوح من هذا الرّضوان المقدّس المنير. و لعلّ تنقطعون عمّا عندکم و تحيون بهذا الکأس الّذى تفوض منه کلّ المياه و کذلک السّلسبيل و التّسنيم فهنيئاً لمن يکون مرزوقاً بها و يشرب منها و يکون من الشّاربين. و امّا سئلت عن شأنى و شأن الّذى بحرف منه خلقت السّموات و الارضين و به نزلت مياه القدم من غمام قدس رفيع الّذى جعله اللّه مظهر جماله بين عباده و مطلع اسمائه فى بريّته و سمّاه فى جبروت الاسماء بعلىّ قبل نبيل. تاللّه بذلک شقّت ستر حجبات العماء فى لاهوت البقاء و تزلزلت اراضى القدس و اهتزّت ارکان عرش عظيم. و انفضّت کلّ الاسماء عن مسمّياتها و تفرّقت الصّفات عن زحفها ان انتم من العارفين. و لو عرفنا بانّک تسمع ما يأمرک قلم الاعلی فى هذا اللّوح المنير البيضاء لامرناک بان تعرى جسدک و تخرج عن بيتک و تسکن فى البرارى و الجبال جزاء ما سئلت و کنت من السّائلين. او تسقط نفسک عن شوامخ الشّناخيب ان انت من العاملين. و لکن لمّا شهد اللّه فيک من ضعف عفا عنک بفضله الّذى احاط العالمين و اذا وصل اليک هذا اللّوح المحکم العزيز البديع و وجدت منه رائحة اللّه ربّک و قرّت بما فيه عيناک و قرئت ما غنّت به لسان اللّه الملک المقدّس العزيز الجميل. قم عن مقامک ثمّ ضع هذا اللّوح علی رأسک ثمّ ولّ وجهک شطر البيت و کن من المستغفرين فاستغفر ربّک تسعة مرّةً ثمّ تب اليه و کن من الرّاجعين قل اى ربّ فاغفر لی بسلطان رحمتک و عنايتک ثمّ اجعل لی قدم صدق عند احبّائک ثمّ اجعلنى من عبادک المخلصين. ثمّ اجعلنى يا الهى ناظراً اليک و بما يظهر من عندک ثمّ انقطعنى عمّن سواک و انّک انت العزيز الکريم اى ربّ تجاوز عنّى و بما اکتسبت ايداى لانّى ارتکبت ذنباً لا يقوم مع ثقله ثقل السّموات و الارضين. لانّى اردت عرفان نفسک بعد الّذى قدّست نفسک عن عرفان کلّ شيئ و عرفان المقرّبين ثمّ اشهد بانّه لا اله الّا هو و انّ نقطة الاولی لنفسه و بهائه بين العالمين و لن يقترن بذکره ذکر احدٍ من الخلائق و هذا تنزيل من لدى اللّه العلىّ العظيم. ثمّ اقرء تسعة مرّةً شهد اللّه انّه لا اله الّا هو و انّ علىّ قبل نبيل لسلطانه ثمّ بهائه بين السّموات و الارضين ثمّ قل تسعة مرّة شهد اللّه انّه لا اله الّا هو و انّ منزل البيان هو نفسه و بهائه و کلّ خلقوا بامره و کلّ عنده فى لوح حفيظ. ثمّ قل تسعة مرّةً شهد اللّه انّه لا اله الّا هو و انّ الّذى ظهر فى السّتين هو امره و بهائه ثمّ عزّه و کبريائه بين الخلائق اجمعين. ثمّ قل تسعة مرّةً شهد اللّه انّه لا اله الّا هو و انّ طلعة الاعلى لبهائه و ‌ذاته الّذى جعله اللّه مقدّساً عن ذکر دونه و ارسله بالحقّ وجعله حجّة للعالمين. ثمّ قل تسعة مرّةً شهد اللّه انّه لا اله ا‌لا هو و انّ نقطة الاولى هو ذکر الاعظم بين العباد و به اشرقت الشّمس و رفعت السّماء و استقرّت الارض و خلقت البحار و جرت السّفن و صرفت الآيات و سخّرت الارياح و اثمرت هذه الشّجرة المرتفع الرّفيع. کذلک يعلّمک قلم الامر لئلّا تسئل عن احدٍ فى امر ربّک لانّ دونه فقراء لا يسمن و لا يغنى ان انتم من النّاظرين. اما سمعت دليله آياته و وجوده اثباته و بها يستغنى کلّ نفس عن دونها و يشهد بذلک کلّ قلب طاهر سليم. قل بعد ظهوره لن ينفع احداً شيئ عمّا خلق بين السّموات و الارضين ايّاک ان لا تفرّق کلمة الجامعة و لا تحرّفها عن مواضعها و کن فى عدل مستقيم. فافتح عيناک ثمّ انظر فى آثار ربّک ثمّ تفکّر فيها و ما کنز فى سرّها لتطّلع بما ستر عنک و تکون من الفرحين. ان يا عبد فانس نفسک ثمّ آنس ببهاء ربّک و لا تکن من الغافلين. فاعلم بانّى عبدٌ آمنتُ باللّه و مظاهر نفسه و مطالع امره و مخازن وحيه و مکامن علمه و مشارق هدايته و اساکيب رحمته و غمام فضله علی العالمين. و بذلک يشهد لسانى و الّذين لم يکن فى قلوبهم غلّ من هذا الغلام الّذى به اشرقت الآفاق و التفت السّاق بالسّاق و زلّت اقدام کلّ فاسق مريب. قل يا قوم تاللّه انّى افتخر بعبوديّتى لنفسه الحقّ ان ارحموا يا قوم علی نفسى و انفسکم و لا تکوننّ من المفترين. و يا قوم لا تفعلوا کما فعلوا العاد و الثّمود بحيث اعترضوا علی اللّه المهيمن العزيز القدير. و اتّقو اللّه و لا تفعلوا ما فعل اصحاب الرّسّ و من دونها اصحاب الاحقاف و الاحدود کما سمعتم من نبأ الاوّلين و يا قوم لا تجادلوا بآيات اللّه اذا نزّلت بالحقّ و لا تکوننّ من المعرضين. و يا قوم لا تتّبعوا هويکم ان اتّبعوا سنن اللّه فى انفسکم و لا تکوننّ من الغافلين. و يا قوم لا تنکروا فضل اللّه بينکم و لا رحمته فيکم و لا حجّته بين العالمين. و يا قوم کونوا ناظراً الی اللّه ربّکم ليزيّن وجوهکم بنضرة النّعيم. قل تاللّه لن يغنيکم السّؤال فى تلک الايّام الّتى اشرقت شمس الجمال عن افق الاستجلال الّا بان ترجعوا الی اللّه بخضوع مبين. قل يا قوم خافوا عن اللّه و لا تفتروا بعبده و لا تکوننّ من الظّالمين. ايّاکم ان لا تجرّوا علىّ اسياف الغلّ و البغضاء ثمّ ارحموا علی وحدتى بين هؤلاء المشرکين. ثمّ ارحموا علی ابتلائى بين يدى الاعداء بحيث صرتُ مسجوناً فى هذا البئر العميق. قل يا ملأ البيان يکفينى ملل الارض و ما فعلتم بنفسى يا ملأ المنکرين. قل ان کان تقصيرى تلک الکلمات تاللّه انّ الرّوح ارتکب ذلک ان انتم من المنصفين. احلّلت ما حرّمه اللّه عليکم او حرّمت ما حلّل لکم اذاً فانصفوا و لا تکوننّ من الجاحدين. قل انّا نعرف ذنبنا بينکم و يشهد بذلک لسان اللّه العالم العليم. قل هو ما ينزل من قلمى و بذلک ملئت صدور المنافقين من غلّ هذا الغلام بعد الّذى کان سراج اللّه بين العباد و استضاء به ملکوت ملک السّموات و الارضين و به رفعت اعلام المجد و رايات النّصر و بلغ الفضل الی مقام الّذى لن ينکره الّا کلّ مبغض شقىّ. و انّک انت ذکّر القوم بما شهد الغلام علی نفسه لعلّ يستريح عن اذى المشرکين. اذاً فاشهد ما يشهد عيناى حينئذٍ بانّه لا اله الّا هو و انّ عليّاً قبل نبيل لعبده و بهائه کلّ خلقوا بامره و کلّ بامره لمن العاملين. و لکن تاللّه الحقّ انّ عيناى يبکى و يقول فاستحيوا عمّا ظهر فى الملک ثمّ اسعوا الی رحمة اللّه و سلطانه يا ملأ المؤمنين. ثمّ شفتائى يضجّ و يقول بانّه لا اله الّا هو و انّ عليّاً قبل نبيل قد ظهر بالحقّ و اتى علی سحاب القدس و فى حوله ملئکة المقرّبين. کذلک يشهد بما شهد اللّه لنفسه بنفسه ان انتم من السّامعين. و انّ لسانى حينئذٍ ينادى و ينطق و يشهد بما شهد اللّه لذاته بذاته قبل خلق السّموات و الارضين بانّه لا اله الّا هو و انّ عليّاً لسلطانه فى مملکته و کبريائه بين عباده و حجّته بين بريّة قد ارسله بالحقّ بامر انفطرت السّموات و انشقت الارض و نسف کلّ الاقنان و جفّ کلّ ابحر لجّى مبين. ثمّ يشهد ايداى فى سرّه و جهره بانّه لا اله الّا هو و ان عليّاً مظهر اسمائه و مظهر صفاته و منزل آياته و به بعث اهل القبور کما شهدنا ذلک و کنّا من الشّاهدين. و انّ رجلائى يشهد حينئذٍ بصوت الّتى يسمعها کلّ رجل سميع بانّه لا اله الّا هو و انّ نقطة الاولی للاهوته فى الملک و جبروته فى البلاد و ملکوته بين العباد و منه ظهر کلّما اراد اللّه لولاه ما ظهر شيئ و لا‌نبت کلاء و لاثمار و لا يعرف احد شيئاً ان انتم من العارفين. و انّ قلبى يحنّ و يقول بانّه لا اله الّا هو و انّ نقطة الاولى لاوّله و آخره و ظاهره و باطنه و کلّ خلقوا بامر من عنده و کلّ اليه لمن الرّاجعين. و انّ فؤادى ينوح و يشهد بما شهد اللّه قبل ان يظهر الآدم من الماء و الطّين بانّه لا اله الّا هو و انّ عليّاً لظهوره و بطونه و اصله و معدنه و مأويه کذلک يشهد ان انتم من الشّاهدين. و لکن حينئذٍ فاشهدوا يا ملأ الانوار بما يشهد شعراتى فوق رأسى بتغنّيات الّتى تستجذب عنها افئدة المقرّبين ثمّ افئدة المسبّحين ثمّ افئدة المقدّسين ثمّ اهل ملأ الاعلى ثمّ اهل جبروت البقاء ثمّ اهل قاب و قوسين او ادنى ثمّ الّذينهم سکنوا عند سدرة المنتهى بان يا قوم فاسمعوا نداء اللّه عن شجرة القصوى من هذا المنظر الدّرى العلىّ الابهى بانّه لا اله الّا هو و انّ الّذى ارسله باسم علىّ لسلطان الممکنات و مليک الموجودات و کلمة اللّه بين خلقه و کتاب اللّه بين عباده و قدّر اللّه بين بريّته و انّه لهو الحاکم بالحقّ يحکم بامره مايشاء و يفعل باذنه ما يريد له ملکوت الامر و الخلق يحيى من يشاء و يميت من يشاء و يؤتى لمن يشاء و يمنع عمّن يشاء و انّه لهو‌المقتدر العزيز‌الجميل. کذلک اقرّ العبد بعبوديّةه و اثبتها بآيات الّتى تعجز عن عرفانها الخلائق اجمعين. و انّى بهذه الحجّة الّتى بها ثبت ربوبية اللّه بين خلقه و الوهيّته بين بريته اثبت ايمانى بين هؤلاء المسرفين. فسوف تسمع بانّهم لن يرضوا بذلک و يکفرون بآيات اللّه بعد الّذى نزلت بالحقّ من جبروت اللّه القادر المقتدر العليم الحکيم. قل اما سمعتم ما نزل من قبل لا يجادل فى آيات اللّه الّا القوم الکافرين. و انّک انت لو تجد فى نفسک سمعاً اخرى فاستمع لما ينادى المناد فى جبروت الاعلى فوق رأسى بنداء بديع منيع. قل تاللّه انّ الرّوح ينطق و ينادى بانّ هذا لهو المقصود ان انتم من القاصدين و انّه لجمال المعبود لو انتم من العابدين يا اهل الارض هذه امانة اللّه بينکم ايّاکم ان لا تکوننّ من الخائنين و انّه وديعة اللّه فيکم ايّاکم ان لا تعترضوا بها يا معشر المعرضين. و انّه لنفس اللّه بين عباده و ظهوره فى بلاده و کنزه لمن فى السّموات و الارضين و انّه لکتاب اللّه فيکم و رحمته عليکم و نعمته لکم و عزّه علی الموحّدين و انه لحرم اللّه فى الارض الّذى يطوفنّ فى حوله ملئکة المقرّبين. يا ملأ الارض تاللّه انّه لکلمة اللّه بين النّاس و ضيائه فى ملکوت الامر و الخلق و سلطانه علی العالمين. و قد ستر فيه کنوز من الاسرار الّتى لو يظهر حرف منها لتنفطر السّماء و تنشقّ الارض و تخرّ الجبال و تسقط الاوراق و تضطرب افئدة العارفين. و يا قوم انّه لظهور الاولی فى هيکل الاخرى فسبحان الّذى خلقه و ارسله بسلطان مبين و يا قوم لا تمنعوا انفسکم عن لقائه و لا تکوننّ من الغافلين و يا قوم فاغتنموا تلک الايّام تاللّه ما ر‌ت مثلها عيون المقدّسين و يا قوم ان تکفروا به فباىّ حجّةٍ يثبت ايمانکم باحدٍ من رسل اللّه فأتوا بها و لا تکوننّ من الصّابرين. و يا قوم تاللّه من اعرض عنه فقد اعرض عن اللّه و من اقبل اليه فقد اقبل الی اللّه العزيز الرّفيع_ و يا قوم فاشربوا عن کوثر الّذى جرى من فمه و عن سلسبيل الّذى يسلی من هذا القلم المقدّس المنير. و يا قوم لا تفعلوا به ما فعل الابليس باللّه ربّه و النّمرود بابراهيم و الفرعون بموسى و اليهود بعيسى و ابوجهل بمحمّد و السفيانى بعلىّ قبل نبيل. و يا قوم انّه انفق روحه لامر اللّه بحيث ما حفظ نفسه فى ساعةٍ و يشهد بذلک کلّ شيئ ان انتم من الشّاهدى فيا قوم قد ورد عليه ما لا ورد علی احد من قبل و ابتلی بين المشرکين فى عشرين من السّنين و يا قوم قد بقى اثر الحديد علی رجله و الاغلال عن عنقه اذاً يبکى عليه کلّ من فى الملأ العالين و يا قوم تذرّفت الدّموع عن عيون الطّاهرات فى غرفات قدس منير. و يا قوم انتم کنتم ساتراً وجوهکم تحت قناع النّساء خوفاً لانفسکم فى مذ السّنين. افمن يکون فى مقابلة الاعداء کمن يفرّعن نداء الحمير اذاً فانصفوا فى انفسکم ان انتم من المنصفين. و يا قوم انّه لسدرة اللّه فيکم قد ظهر منها نور لو يقابل بلمعةٍ منه اهل السّموات و الارضين کلّ يستضيئنّ بضيائه فتعالی عن هذا الضّياء المشرق المقدّس العزيز البديع. ايّاکم ان لا تخمدوا هذه النّار و لا تطفئوا سراج اللّه بينکم و لو تعجز عن ذلک انتم و مثلائکم و عن ورائکم الاوّلين و الآخرين تاللّه لن يقبل اليوم من احدٍ شيئ الّا بعد حبّه و کفى اللّه بذلک لشهيد و خبير. و لو احدٌ يعبد اللّه من اوّل الّذى لا اوّل له الی آخر الّذى يعجز عن احصائه المحصين و لم يکن فى قلبه حبّ هذا الغلام لن يقبل ابداً بل يضربون الملئکة اعماله علی رأسه الی ان يرجعه الی مقرّ المشرکين فى اسفل الحجيم.‌ و يا قوم اتنکرون الّذى يدعوکم الی الرّضوان و يذکرکم فى کلّ حين بذکر اللّه العلىّ العظيم. و ما اراد منکم جزاء و لا يريد بحول اللّه و قوّته ان انتم من العالمين. و يا قوم تاللّه نظرة اليه لخير عمّا فى السّموات و الارض و عمّا قدّر فى ملکوت الامر و الخلق و يعرف ذلک کلّ ذى بصر منير. و يا قوم اتنکرون الّذى عرفتموه من قبل فويل لکم يا معشر المفسدين. ان يا اسمى کذلک يصح الرّوح فوق رأسى فى کلّ حين و انّى کلّما منعته عن ذلک و اضع کفّ المنع علی فمه لن يمتنع فى نفسه و انّا وجدناه علی قدرة عظيم بحيث لن يمنعه شيئ عمّا فى السّموات و الارض کانّ کلّه فى قبضة قدرته ککفّ رماد خفيف و کانّ السّموات و الارض کدرهم فى کفّ عبيده يحرّکه کيف يشاء بامر من ربّه العزيز السّلطان الفرد المقتدر القدير. و القلم حينئذٍ يضّج بين اناملی بضجيج الّذى منه جرت دموع العارفين علی خدود عزّ منير. کلّما يريد ان يأخذ الزّمام و يحرّک کيف يشاء يمسکه اصابع القدرة لئلّا يرفع صريخ المنکرين. اذاً يبکى و يقول اى ربّ فارخ زمامى لالقى علی الممکنات حرفاً من اسرار المحجّبة المقنّعة المکنونة المخزونة لعلّ اهل العما يعرفون ما لا عرفه احد من العالمين. اى ربّ لا تمنعنى عن بدايع ذکرک ثمّ اءذن لی بان اذکر ما خزن فى نفسى من لئالی علم بديع. اى ربّ انّ المشرکين ما عرفوک بعد الّذى احاط سلطانک السّموات و الارضين. اى ربّ لا تمسّک زمامى لانّى اريد ان اشقّ ستر الحجاب عن وجه الممکنات لعلّ يستشعرنّ فى امرک اقلّ من ان يحصى لانّهم عمياء فى السّر و صماء فى الجهر و انّک انت علی ذلک لعليم خبير. اى ربّ لا تمنعنى عن اسقاء الممکنات عن کوثر العذب الّذى اجريته فى سرّى قبل خلق الموجودات و ما‌قدّرت له من نفاد لعلّ يقومنّ هؤلاء الغفلاء علی ما فات عنهم من بدايع ذکرک البديع المنيع. اى ربّ لا تحرمنى عن نصرک فوّ عزّتک لمّا ما وجدت لنفسک فى الارض من ناصر اريد ان انصرک من قدرة الّتى اودعتها فى نفسى و ما اطّلع بها احدٌ الّا نفسک العليم الخبير. فو عزّتک لا لقف کلّ الموجودات بحرکة من فمى و ذلک لم يکن الّا بعد اذنک و انّک انت الحاکم القادر المقتدر القدير. اى ربّ ابکى و يبکى کلّ عين لوحدتک و بما ابتليت بين هؤلاء الّذين لن يعرفوا و لن يستشعروا بما فى فنائک فکيف جمالک العزيز المنير. فو‌عزّتک يا محبوبى تحيّرت فى صبرک بعد قدرتک و فى حلمک بعد علمک المحيط و انت الّذى يا محبوبى قدّرت ماء الحيوان فى فمى بحيث لو يبذل رشح منه علی الکائنات ليقومنّ کلّهم علی امرک الغالب البديع. اى ربّ لا تمنع الممکنات عن هذا العذب الممتنع العلىّ الرّفيع. و لا تبّعدهم عن جواهر فيض فضلک ثمّ ارحمهم بعنايتک و لا تدعهم بانفسهم و انّک انت الفاعل المريد تفعل ما تشاء بسلطانک و تحکم بقدرتک ما تريد لن يمنعک شيئ عن سلطانک و حکومتک و لن يعجزک شيئ عمّا فى السّموات و الارضين. اى ربّ فارحم علی احبّائک لانّهم يشربون فى السّر من دماء قلوبهم و قطع احشائهم و لا يقدرون ان يتنفّسوا فى امرک بين هؤلاء المغلّين. اى ربّ ان لن تقهر علی اعدائک فارحم علی اصفيائک فأذن لهم بالظّهور فى هذه الظّلمات الدّيجور و انّک انت الغفور الرّحيم. اى ربّ اشتدّ الامر علی احبّائک بحيث وقعوا بين الاشقياء و لن يقدرنّ ان يذکرنّ بدايع ذکرک الجميل.‌ اى ربّ فاخرج عن خلف الاحجاب من يذکرک بين السّموات و الارض بشأن الّذى لن يقدرنّ ان يمنعه احدٌ عمّا خلق فى ملکوت الاعلی فکيف ما يحرّک علی الارض من هؤلاء المشرکين. اى ربّ اصفيائک مقهورة بين الاشقياء و يرد عليهم فى کلّ حين ما يبدّل عنه فرح المقرّبين. ان يا قلم فامسک زمامک ثمّ اصبر و اصطبر و لا تکن من الرّاکضين. تاللّه الحقّ لو تلقى حرفاً عمّا القيناک لتنصعق کلّ من فى السّموات و الارضين و ينفّضون عن حولی هذه الشّرذمة القليل. ان يا قلم القدم فاقلع ما رشح من غمام علمک ثمّ ابلع ما ظهر من لئالی اسرارک لانّ النّاس لن يعرفوا الشّمس عن الظلّ و لا الخزف عن لؤلؤ عزٍّ ثمين. و انّک لا تحزن عن شيئ فتوکّل علی اللّه ربّک و کن من المتوکّلين. فاکف بربّک و لا تلتفت الی شيئ ثمّ انقطع عن المنکرين. طهّر بصرک عن الّذينهم کفروا و اشرکوا فاعرض عنهم ثمّ اقبل الی اللّه ربّک و انّه يکفيک عن المشرکين. ان يا قلم لا تهتک ستر الممکنات و لا تشقّ ستر ثياب الّذين اتّخذوا الرّياسات لانفسهم ارباباً من دون اللّه و يفتون علی الف نبىّ لئلّا ينقص ذرّة من اعتزازهم بين العباد کذلک نلقى عليک لتطمئنّ فى نفسک و تکون من الصّابرين. ان يا قلم دع هؤلاء ثمّ ابک علی وحدتى و غربتى فى تلک الايّام الّتى اجتمعوا علىّ ايادى نفس اللّه و يمکرون فى کلّ حين علی مکرٍ عظيم و يضربون السّيف علی نفسى ثمّ يبکينّ باعينهم و يستنصرنّ من العباد ليشتبهنّ علی العالمين. تاللّه ما رأت عين الابداع مثل هؤلاء يقتلون سلطان القدم ثمّ يحمّرون قميصهم بدم کذب و يرسلون الی الّذى اتّخذوهم ارباباً من دون اللّه ليرفع بذلک ضجيج المغلّين. فو‌جمالی تحيّرت اهل ملأ الاعلى من مکرهم و بما يمکرون فى العشىّ و الاشراق و فى کلّ حين يقطعون عضد اللّه ثمّ يلقون علی عضدهم خرقةً و ينادون قد ورد علينا الجرح من هؤلاء کذلک مکروا من قبل و حينئذٍ کما انتم يا ملأ القرب شهدتم و تکوننّ من الشّاهدين. ان يا نبيل قبل علىّ اذا تمّت ربوات ربّک فى هذا اللّوح و قد جعله اللّه قميص جماله بين العالمين ليجدنّ منه اهل الاطمينان روائح ربّهم الرّحمن و يستشعرنّ بما ورد علی يوسف البيان من جنود الشّيطان و يکوننّ من العارفين. و انّک لو تريد فارسله الی کلّ الاشطار لعلّ به تقرّ عيون عبادنا الاخيار الّذين لن يزلّهم اشارات الفجّار فى هذه الايّام الصّيلم المظلم الشّديد. کذلک امرناک بالحقّ و ما امرى الّا باللّه و عليه اعتمادى ثمّ اعتصامى و توجّهى و اتّکالی و انّه ولىّ المخلصين. ايّاک ان يا نبيل فانه عباد اللّه عن کلّ ما لا يرضى به رضاء ربّهم ثمّ امنعهم عن الفساد بحيث لو يسبط عليهم احدٌ ايادى الظّلم لا يتعرّضوا به و لو يکون من اشقى النّاس و يکوننّ من الصّابرين. قل يا قوم توکّلوا فى کلّ حين علی اللّه ربّکم و انّه يأخذ الّذينهم ظلموا و انّه اشدّ المنتقمين. و الحمد للّه ربّ العالمين.

هذا ما نزّل من جبروت البقاء لعباده
و منهم من طار الی سماء الامر
و منهم من وقف

و‌کذلک نزلنا الامر رحمةً من لدنّا لعبادنا المموقنين. هذه سورة السّلطان

قد نزّلت من جبروت الرّحمن بآيات مهيمن مبرمٍ قديم
هو الاقدس الابهى

تلک آيات اللّه قد نزلّت بالحقّ من جبروت البقاء و جعلها اللّه حجّةً من عنده و برهاناً من لدنه علی من فى السّموات و الارض من يومئذً الی يوم الّذى فيه تنعدم رايات النّفاق و يستضيئ نيّر الآفاق عن مشرق اسمه الرّحمن الرّحيم. اذاً يخطف ابصار الّذينهم کفروا و اشرکوا و يضطرب النّفوس و يأخذ السّکر کلّ من فى ملکوت الامر و الخلق بحيث يضع انامل الحيرة بين انيابهم کلّ ماکان و ما يکون و فيه تبلی السّرائر من کلّ ذى روحٍ ان انتم من العالمين. قل يا قوم خافوا عن اللّة الّذى خلقکم و رزقکم و جعلکم کبراء فى الارض و ارسل عليکم من السّماء ما ينبت منه الارض بفواکه قدسٍ منيع. ايّاکم يا ملأ الارض لا تکفروا بنعمة اللّه و لا تختلفوا فى امر ان اتّبعوا ما نزّل عليکم من سماء الامر آيات عزٍّ بديع. و يا قوم قد جائکم الفرج من عند اللّه ربّکم و يأمرکم بالبرّ و التّقوى و يمنعکم عن کلّ ما يأمرکم الی الهوى اتّقو اللّه و کونوا من المتّقين. قل انّ فرجکم فى استواء هذا الجمال علی عرش عزٍّ مبين ان انتم من العارفين. قل انّه قد ظهر بشأن تحيّرت عن سلطانه کلّ العالمين. و انّکم انتم ما عرفتم فَرَج الّذى وُعدتم به فى کلّ الالواح و کنتم من الغافلين. قل تاللّه لو انتم تتفکّرون فى امر الّذى فى امر الّذى ظهر بالحقّ لتشاهدوا فرج ربّکم الرّحمن فيما يظهر من هذا القلم الدّرىّ العزيز المنيع. اذاً يا قوم فاستشعروا فى انفسکم لعلّ تعرفون بارئکم فى تلک الايّام الّتى ما عرفه احدٌ من الممکنات الّا من شاء ربّکم المقتدر العزيز القدير. بل قاموا المشرکون عليه و يجادلون معه فى آيات اللّه و يعترضون علی ما نزّل عليه کما اعترضوا امّة الفرقان علی اللّه العزيز الممتنع الرّفيع حين الّذى شقّت سحاب الفضل و طلع جمال القدم عن خلفها علی اسم علىّ بالحقّ بآيات عزّ مبين. و يا قوم تاللّه انّ الّذى خلقتها بکفّ ارادتى قد بغى علىّ بمثل ما بغى الفرعون بين يدى اللّة ربّکم و ربّ الخلائق اجمعين. و قال انا ربّکم الاعلى بعد الّذى ما کان قادراً بان يخلق الذّباب فى الارض و يشهد بذلک کلّ ذى بصر منير. و من خُلق بقولی اعترض علىّ بشأن بکت السّموات و الارض ثمّ عيون الّذينهم طافوا حول حرم الکبرياء بمدامع الحمراء و عن ورائهم عيون المقدّسين. قل انّ ابن مريم صعد الی جبل الامر و غطّاه غمام القدس اذا شهد رشحات الدمّ علی قميصه تحيّر فى نفسه و سئل منه کان من السّائلين. فاخبره الغمام عمّا يرد علی الغلام اذاً صاح فى ذاته و انقطع عن العالم و ما فيه و صعد الی مقرّ القدس بين يدى اللّه ربّه و ربّ کلّ شيئ و ربّ العالمين. و انّى لو انطق بکلمة عمّا ورد عليه لينشقّ ستر حجاب العظمة و تنعدم ارکان البيت و تضطرب قوائم عرش عظيم. و لکن سترنا و صبرنا الی ان يأتى اللّه بسلطان نصره و يعرّف جماله بين السّموات و الارضين ثمّ اعلم بانّ المشرکين لمّا شهدوا آيات اللّه اعترضوا عليها و کفروا بما آمنوا به من قبل و بذلک حبطت اعمالهم و ما استشعروا بذلک و کانوا من الغافلين. و بذلک يلعنهم کلّ الذّرّات و کلّ ما کان و خلف حجبات القدرة و هم علی مقاعدهم يلعبون‌ و يکوننّ من الفرحين. کذلک يظهر اللّه خافية القلوب و خائنة الّذينهم يدّعون الايمان بالسنتهم و يکفرون بالّذى بامره قدّر مقادير الايمان من لدن عزيز حکيم. و منهم من اعرض و طغى فى نفسه و بغى علی اللّه جهراً و کان من المشرکين و منهم من اراد بان يمکر فى امر اللّه و به يدخل غلّ الغلام فى صدور الّذينهم آمنوا ليزلّهم عن الصّراط و يبعّدهم عن هذا الشّاطى المقدّس المنير. و بذلک اجتمعوا علی ما وسوس الشّيطان فى صدورهم و مکروا مکراً فسوف يظهر اللّه مکرهم لمن يتّبع امر ربّه و يکون علی بصيرةٍ من اللّه المقتدر القدير. و منهم من اطمئنّ بانّه لو يعترض علی الغلام ليعترض عليه الّذين اتّبعوه فى غلّه لانّه يشهد فى نفسه الرّياسة قل فويل لکم يا معشر المنکرين. و للّه عباد لن يمنعهم الاشارات و لا الدّلالات و لا يصّدهم منع مانع و لا اعراض معرض و لو يجتمع عليهم الخلائق اجمعين اولئک الّذين ما صدّهم اشارات القبل فى ذکر القيمة و ما منعهم ما نزل فى الفرقان و لکنّه رسول اللّه و خاتم النّبيين و خرقوا تلک الحجبات بسلطان القدرة من لدنّا و دخلوا حرم القدس مقرّ ربّهم العلىّ الاعلى بصدق مبين و اعترفوا فى انفسهم بان لا ينقطع النّبوّة من حينئذٍ الی آخر الّذى لا آخر له و کذلک نفخ الرّوح فى صدورهم روح الاطمينان من لدن عزيز جميل. اولئک يعرفون اللّه باللّه و بما يظهر من عنده و يمنعون آذان القدس عن نعاق المشرکين. و لو يکوننّ من عظماء القوم و اشرافهم لانّ شرفهم فى اتّباعهم امر بارئهم و السّجود بين يدى اللّه العزيز العالم العليم. قل يا قوم خافوا عن اللّه و لا تجادلوا بآيات اللّه و لا تدحضوا الحقّ بما عندکم فاستحيوا عن الّذى خلقکم بقوله اتّقوا اللّه يا قوم و لا تکوننّ من الظّالمين. و ان لن تؤمنوا بالّذى جائکم عن مشرق الرّوح بآيات الّتى بها تثبت ما عندکم لا تفتروا عليه و لا تکوننّ من المفترين. ان يا ملأ البيان تاللّه هذا لعلىّ بالحقّ و يتلی عليکم من آيات اللّه اتّقوا اللّه يا ملأ الارض و کونوا من المنصفين. ان تعترضوا بما نزل عليکم حينئذٍ فباىّ برهان تسکن انفسکم و تکوننّ من المستريحين. قل لن يقبل اليوم ايمان احدٍ و لا عمل نفس الّا بان تتّبع هذا الامر المبرم العزيز الحکيم. و انتم ان لن تؤمنوا فسوف يبعث اللّه قوماً و يسمعهم نغمات الامر و يدخلهم فى هذا الرّضوان الّذى جعله اللّه آية کبريائه بين السّموات و الارضين اولئک يعرفون بارئهم بنفسه و بما نزل من عنده من آيات اللّه المهيمن العزيز الغالب المنير. و يَدَعون کلّ ما عند النّاس عن ورائهم و لو يکون کتب الاوّلين و الآخرين. انّ الّذينهم عرفوا سلطنة البحر و غمراته و لئاليه هل يلتفتون الی الامواج لا فو‌ربّک العزيز المنّان لو انتم من العارفين. و الّذى شرب من کوثر القدس عن يد الغلمان هل يقنع بملح اجاج لا فو ربّکم الرّحمن لو انتم من الموقنين. و من عرف الشّمس لن يشتغل باظلالها کذلک نلقى علی افئدتکم ما يقرّبکم الی اللّه موليکم العزيز المتعالی المنيع لعلّ اهل الفؤاد يرتقون عن التّراب و يصعدنّ الی جبروت السّداد مقرّ عزٍّ مکين. و انّک اذا وردت ارضک مدينة الّتى سميّت باسمى السّلطان بشّرها و اهلها من الّذين آمنوا بما حرّک عليهم قلم القدس من اصبع اللّه لتکوننّ من المستبشرين. قل يا قوم انتم کنتم رقداء علی وسائد السّکون و کان هيکل الامر فى صريخ و حنين و يا قوم ان انصروا اللّه و امره فى تلک الايّام و لا توقّفوا فى شيئٍ و کونوا من النّاصرين. و انّ نصره هو تبليغ امره علی العباد و الاستقرار علی حبّه فى تلک الايّام الّتى اضطربت فيها ارکان العارفين. و يا قوم لا تبدّلوا نعمة اللّه بينکم و لا تنکروا ما يثبت به ايمانکم باللّه المقتدر المهيمن العزيز القدير. اتّقوا اللّه يا قوم و لا تدعوا امر اللّه عن ورائکم و لا تتّبعوا خطوات الشّياطين. و يا قوم ان تکفروا بسلطان الامر فباىّ وجه انتم تتوجّهون فى هذه الايّام الّتى غشت غبرة النّار اکثر العباد و اخذ السّکر سکّان السّموات و الارضين الّا الّذين هم اتّکلوا علی اللّه و انقطعوا عن کلّ نسبة و تمسّکوا بحبل اللّه العزيز الجميل. ان يا روح الاعظم ذکّر فى الکتاب ابو‌القاسم الّذى سافر الی اللّه و مسّته فى السّبيل شدائد الغربة ليستبشر فى نفسه و يستقيم علی امر ربّه حين الّذى تزلّ فيه اقدام کلّ عارف بصير. ان يا عبد لا تحزن عن شيئ و لا تلتفت الی الّذينهم کفروا و اعرضوا و کانوا علی غفلةٍ مبين. ان اصبر فيما ورد عليک ثمّ توکّل علی اللّه ربّک و ربّ کلّ شيئ و ربّ العالمين. ان يا فرج انّک ان لن تمرّ على ديارک فارسل هذا اللّوح لعبادنا المقرّبين. انّا جعلنا هذا اللّوح قميص الامر ليهبّ منه رائحة الغلام علی الممکنات لعلّ بذلک يبعث اللّه قوماً لا ينظرون الّا الی اللّه ربّهم و لا يحجبهم اشارات المعرضين لعلّ يجد عبدنا ابراهيم عن هذا القميص روائح التّقديس و يقوم علی الامر بين السّموات و الارضين. ان يا ابراهيم فاخرج عن خلف السّکوت باسمى النّاطق المتکلّم العليم الحکيم. ان يا خليل قدّس نفسک عن الاشارات ثمّ ناد بنداء الرّوح بين الارض و السّموات لعلّ بذلک تشتعل النّار فى صدور الابرار و يقومنّ علی الامر بسلطان من لدنّا و امر من عندنا و اَنَا المقتدر على ما اشاء و انا المعطى المتعالی العزيز الرّحيم. قم علی خدمة اللّه و نصره و لا تخف من احدٍ و انّ هذا امر اللّه عليک و قضى من قلم عزّ مبين. قل اليوم لا ينفع احداً شيئ و لو يأتى بصحف السّموات و الارض الّا بان يدخل فى ظلّ ربّه العلىّ الاعلی فى ظهوره الاخرى تاللّه هذا لجماله بالحقّ ثمّ ظهوره فى ملکوت الامر و الخلق و سلطانه بين الخلائق اجمعين. قل يا قوم اتکتبون البيان و تکفرون منزله فويلٌ لکم يا معشر الغافلين. اتذکرون اللّه ثمّ تقتلون نفسه فوا‌حسرتا عليکم يا ملأ المشرکين. قل انّه ظهر فى تلک الايّام علی شأن ذلّت له رقاب کلّ شيئ ان انتم من العارفين. و ظهر امر اللّه بنفسه وحده کما انتم سمعتم و کنتم من السّامعين. قل تاللّه قد اشرق الامر کالشّمس فى وسط الزّوال و لن ينکره الّا کلّ اکمة رجيم. ان يا خليل عرّ نفسک عن اشارات القوم ثمّ زيّن هيکلک برداء عزّ منيرنّا جعلناک منادى امرنا هناک لتبلّغ النّاس بما الهمک الرّوح من لدنّا و تکون علی ذکرٍ بديع. فو‌جمالی من قلبه حبّ شيئ عمّا خلق بين السّموات و الارض لن يقدر ان يحمل هذا الامر المبرم العزيز المنيع. طهّر من هذا التّسنيم الّذى جرى عن معين القدم ثمّ طهّر به افئدة المريدين. اذاً بشّر فى نفسک بما سمّيناک بمنادى الامر ثمّ ادر خمر الحمراء باسمى الابهى بين الارض و السّماء ليحيى بها ارواح الّذين اذا يتلی عليهم من آيات ربّهم العلىّ الاعلى يخرّنّ بوجوههم علی التّراب خضّعاً للّه المهيمن العزيز القدير. ثمّ اعلم بانّ کلّما سمعت فى هذا الامر قد ظهر بامرى و ما دونى خلق بقولی و ما اطّلع بذلک الّا نفسى العليم الخبير. و انّا لمّا اردنا اعزاز الامر بين ملل القبل لذا اشرنا فى الکلمات الی غيرنا حکمةً من لدنّا و انّا کنّا حاکمين. و ارفعنا الامر الی مقام الّذى سمعتم انتشاره و اعلائه الی ان ملئت الکلمة و ذکرها بين السّموات و الارضين. فلما ظهر الامر و برز ثمّ لاح و اشرق قاموا علىّ عباد الّذينهم خلقوا بامرى و کذلک کانوا من المعتدين. ان يا منادى الامر انّ الّذينهم کانوا ان يقنعوا وجوههم خلف القناع خوفاً لانفسهم فلمّا هبّت رائحة الاطمينان خرجوا کالثّعبان و کذلک نقصّ عليک ما هو المستور عن اعين النّاظرين و لتطّلع بما ورد علی جمالی و تکون علی بصيرة من اللّه و تکون من العالمين. فهنيئاً لک يا منادى الامر بما حضرت بين يدى العرش حين الّذى اشرقت شمس الآفاق عن شطر العراق تاللّه بذلک فزت بما لا فاز به احدٌ و هذا تنزيل من لدن عزيز عليم. فاشکراللّه بما رزقک لقائه و ايّدک بزيارة مظهر نفسه فى ايّام الّتى ما عرفها احد من العباد و بما اخذتهم الاوهام و کانوا علی غفلةٍ مبين. ثمّ اعلم بان يأتيکم الشّيطان عن شطر الطّغيان و معه ما يمنعکم به عن جمال الرّحمن ثمّ قم علی الامر و دع ما عنده عن ورائک ثمّ اعرض عنه ثمّ اقبل الی وجهى المشرق العزيز المنير. قل يا ايّها الشّيطان فاخرج عن بين ملأ الرّوح لانّا وجدنا منک روائح البغضاء من اللّه العزيز الکريم. و حملت يا ايّها الملعون ما يلعنک به کلّ من فى السّموات و الارض و سکّان ملکوت الامر و الخلق و کلّ ما کان و ما يکون و لکن انت غفلت عن ذلک و کنت من الغافلين. تاللّه ما مررت علی شيئ الّا هو لعنک بلسان سرّه و انّک لمّا کنت صمّأ ماَسمعت ندائه و کنت من الجاهلين. و کذلک نقّص عليکم من انباء الغيب لتوقننّ بانّ عندنا علم السّموات و الارض و علم کلّ شيئ فى الواح عزٍّ حفيظ. ان يا لسان القدم ذکّر الحسين فى الکتاب ثمّ بشّره بانوار العرش ليقلّبه الی شطر البقاء منظر ربّه العلىّ الاعلی و يقرّبه الی شاطئ الفردوس مقرّ الّذى توقد فيه النّار عن سدرة المختار و ينطق بانّه لا اله الّا انا الرّحمن الرّحيم. ان يا عبد الی متى تکسلُ فى نفسک اذاً فاشتعل بهذه النّار ثمّ ناد بين الاخيار بما علّمک ربّک العزيز الغالب القدير. ايّاکم ان لا تختلفوا بينکم و لا تدعوا امر اللّه عن ورائکم و کونوا بين النّاس کانوار الشّمس بحيث يستضيئ وجوهکم بين العالمين. فو‌اللّه يا عبد لو تطّلع على ما مسّنى البأساء لتبکى و تنوح بدوام عمرک و انّ هذا لحقّ مبين. و لکن انّا سترنا الامر لئلّا يحيط الاحزان مظاهر مظاهر الرّحمن و يحترق به اکباد المقرّبين لذا صبرنا و سترنا الامر لئلّا يشقّ ستر الحجاب عن وجه العالمين. ان يا منادى الامر ذکّر عبدنا الّذى سمّى بکلمة الاوّل من اسمى ليشکر فى نفسه و يکون من الشّاکرين. قل يا ابن فاشکر اللّه بما استشهد ابيک فى سبيله و کان من المستشهدين تاللّه الحقّ حين الّذى ارتقى روحه الی الرّفيق الاعلى اذاً استقبله اهل ملأ الاعلى باباريق القدس و اکواب من رحيق الفردوس و يستبرک بلقائه جنود غيبنا العالمين. و لو نکشف الغطاء عن ابصر النّاس و يشهدنّ مقامه فى رضوان الابهى ليفدين انفسهم ليصلنّ الی مقامه المتعالی اللّميع المنير. اذا يستبقن حوريّات الفردوس علی خدمته و انّه کان جالساً عن يمين الرّضوان و علی رأسه تاج البقاء من اسمى الاعظم الابهى و کذلک احاطه فضل ربّه الغفور الرّحيم. و انّک يا ابن لا تحرم نصيبک لانّ لک شأن من الشّأن عند ربّک العزيز المقتدر القدير. فامش علی اثر ابيک ثمّ اقتد بهداه لانّه لو يقطع ارکانه لن يجد احدٌ فيها الّا حبّى کما شهدتم و کنتم من الشّاهدين. و کذلک اخبرناک بما هو المستور عن افئدة النّاس لتستقرّ علی امر ربّک و تکون فى امره لمن الرّاسخين. ثمّ ذکّر الّذى سمّى بمحمّد قبل علی ثمّ بشّره من لدنّا بما اذکره اللّه فى اللّوح و جرى اسمه من اصبع القدس و هذا من فضل لن يعادله فضل الاوّلين و الآخرين. و کلّ من فاز بذلک فقد فاز بکلّ الخير من لدن ربّه العزيز الکريم. ان يا عبد لا تحزن عن الدّنيا و شدائدها لانّ کلّما يقضى علی العباد من اسطر القضاء و لو يکون من السّوء هو خيرٌ لهم ان تکون من العارفين. لانّ اللّه قد ستر عواقب الامور عن انظر النّاس و انّه ما من الهٍ الّا هو يحکم ما يشاء و يفعل ما يريد و کم من شدّة يصل العبد الی الرّخاء و کم من رخاءٍ يصله الی الشّدّة ان انتم من الشّاهدين. مثلاً انّک لو کنت علی ما کان عليه جدّک من العزّة و الاقتدار لعلّ الرّياسة يمنعک عن الهداية و کذلک يلقيک جمال الاحديّة لتکون فى کلّ الاحوال علی سرور فرح بديع. فاشکر اللّه بما اخذ عنک ما يحجبک عن عرفانه لانّ ما ينفع العبد هذا و من دون ذلک لن ينفعه و لو يکون ملأ السّموات و الارض من قطعات ياقوتٍ ثمين او لؤلؤ قدس منير. تاللّه ما يغنى به العباد فى تلک الايّام هو عرفان ربّهم ثمّ حبّ الغلام و من دونهما لا يسمن و لا يغنى و لو يکون عندهم خزائن السّموات و الارضين. کذلک يغطک قلم الامر لتستقيم علی حبّى بحيث لن يضطربک شيئ و لو تضرب بسيوف شاحذٍ حديد. ايّاک قم علی خدمة اللّه علی استقامة لو يقوم عليک کلّ من فى السّموات و الارض لن يزلّ قدماک عن صراط اللّه العزيز الحميد. تاللّه لو يقوم احد فى تلک الايّام علی حبّى و يجادله کلّ من علی الارض ليغلبه اللّه عليهم لانّ روح القدرة قد هبّت عن شطر الاقتدار علی الموحّدين. ثمّ بلّغ امر ربّک بروحٍ و ريحان بحيث لا تحدث الفتنة علی الارض لانّها ترجع الی اصل الشّجرة لو انتم من العارفين. ثمّ ذکّر اليعقوب ببدايع الذّکر من ربّه العليم الحکيم. قل انّ بصر اليعقوب قد ارتدّ من روائح القميص عن يوسف العزيز و کان من النّاظرين. و انّا ارسلنا اليک قميص ربّک العلىّ الاعلى علی هيئة اللّوح لتجد منه روائح القدس و تقرّ بصر قلبک بحيث تشهد انوار عرش عظيم و تستقرّ علی حبّ موليک فى ايّام الّتى تضطرب فيها نفس السّکون و الاستقرار و تندکّ جبال الاوهام و تنشقّ حجاب المتوهّمين. اذاً تجد ملأ البيان فى سکران من الامر و يأخذهم سياط الامر من کلّ الاشطار و هم يفرحون فى انفسهم و يکوننّ من الغافلين. اذاً انتم لا تلتفتوا اليهم ففرّوا الی اللّه الّذى خلقکم و سوّاکم ثمّ اتّخذوا علی شطر الايمن مقعد عزّ امين. ان يا احبّائى زيّنوا اجسادکم برداء الادب و الانصاف و لا تفعلوا ما يکرهه عقولکم و رضاکم اتّقوا اللّه و کونوا من المتّقين و انّک انت يا يعقوب لو تشهد بعين القلب قميص ربّک الرّحمن لتجده محمّراً بدم البغضاء بما ورد عليه سهام الاشقياء و کان اللّه يشهد ما انتم عنه لمن الغافلين. ثمّ ارسلنا رحمتنا عن شطر القدم الی الّذى سمّى برحمة اللّه ليسترحم فى نفسه و يکون من الرّاحمين. و انّ رحمته علی نفسه هو عرفان ربّه و هذا اصل الرّحمة و هل رأيتم احسن منها لا فو نفس البهاء لو انتم من الموقنين. ان يا عبد لا تمنع هبوب رحمة ربّک علی نفسک و لا عن ذاتک نفحات ربّک الرّحمن الرّحيم. دع کلّ ذکر عن ورائک ثمّ تمسّک بذکر ربّک العلىّ العليم. و ان يمسّک من ضرّ لا تحزن ثمّ تفکّر فى ضرّى و قل کما اقول اى ربّ قد مسّنى الضرّ و انّک انت ارحم الرّاحمين. و ان يمسّک من اضطرارٍ فاصبر و قل کما اقول اى ربّ فافرغ علىّ صبراً و انّک خير النّاصرين. و ان يصبک من قضاء فاصطبر و قل اى ربّ فانزل علىّ رحمةً و انّک انت خير المنزلين. ان يا جمال القدم فاستشرق عن شطر البقاء باشراق اسمک الابهى علی من سمّى بمحمّد فى ملکوت الاسماء ليستجذب فى نفسه بما اخذه تجلّى الامر عن شطر اللّه المهيمن العزيز القدير. ان يا عبد لو يکون لک الف روحٍ و تفديها بما جرى اسمک من قلم اللّه ليکون احقر من کلّ شيئٍ فى جنب هذا الفضل العظيم. و انّک لو تدّق بصرک لتشهد بان لا يعادله شيئ عمّا خلق بين السّموات و الارض ايّاک ان لا تنس فضل ربّک و لا تکن فى دين ربّک لمن الممترين. ان استقم علی الامر ثمّ اثبت و لا تضطرب عن نعيق المشرکين. فسوف يرفع ضجيج السّامرى ثمّ صريخ العجل بين العالمين. کذلک نخبرکم بالحقّ لتطّلعوا بما يظهر فى الخلق و لا يحجبکم نفحات المشرکين. ثمّ استشرق باشراقٍ اخرى علی الّذى سمّى باسمعيل ليستروح بروحات ربّه و يکون من الفرحين. ان يا ذبيح فاحفظ نفسک عن کلّ ما يکرهه ربّک العزيز العليم و لا تلتفت الی الدّنيا و زخرفها و ما قدّر فيها لانّها لن ينفعک فى شيئ و ما ينفعک ما قدّر لنفسک علی الواح عزّ عظيم. ايّاک ان لا تحرم ذاتک عن حرم القدس و لا نفسک عن کعبة الانس و لا لسانک عن ذکر اللّه الغالب المقتدر القدير. ان يا عبد فابکِ علی نفس اللّه و وحدته ثمّ ابتلائه و غربته فى هذا الارض الّتى انقطعت عن ورودها ارجل القاصدين. قل يا‌قوم فارحموا علی الّذى نصرکم حين الّذى کنتم فى ذلّة و خوف مبين و قام بنفسه بين الاعداء و نصرکم بجنود الغيب و کذلک کان نصره علی الموقنين قريب. ايّاکم يا قوم لمّا اطمئنتم من انفسکم لا تجاوزوا عن جدّکم و لا تحاربوا مع ربّکم الرّحمن و لا تجادلوا بما نزل عليکم من سماء اسم عظيم. و يا قوم لا تدحضوا الحقّ بما عندکم تاللّه کلّما انتم به تستدّلون به لغيرکم قد خرج عن لسانى ثمّ جرى من قلمى العليم الحکيم. ايّاکم ان لا تأخذونى بذلک لانّ روح الاعظم تنطق فى صدرى و روح البقاء يحرّک قلم البهاء کيف يشاء ان هذا من عنده بل من لدن عليم خبير. تاللّه لو کان الامر بيدى لسترت وجهى عن کلّ من فى الارضين و خرجت عن بين هؤلاء و سکنت علی جبلٍ لن يذکر ذکرى بين احبّائى فکيف هؤلاء المغلّين. فو‌اللّه کلّما اريد ان اصمت عن بدايع الذّکر روح الذّکر ينطق فى ارکانى و يقومنى علی امره و يؤيّدنى فى کلّ حين. ان يا اخى الّذى افتريت علىّ بما کنت مقتدراً فى نفسک بعد الّذى ربّيتک بنفسى و حفظتک عن ضرّ العالمين. فکم من ليالی انت کنت مستريحاً علی الفراش و انّى قد کنت فى حول بيتک لمن الحافظين. فکم من ايّام انت کنت فى العيش مع ازواجک و انّى کنت حاضراً علی محضر الظّالمين لئلّا يمسّک من ضرّ و لا يرد عليک ما يحزنک و تکون من المحزونين. و انّک مع کلّ ذلک لکنت فى سرّ السّر عن ورائى لکى تجد فرصةً علىّ و تفعل ما ينعدم عنه ارکان عرش عظيم. و انّا کنّا ان نرسل الی الدّيار ليحضر بين يديک ما يسّر به نفسک و يفرح ذاتک و تکون من الفرحين و انّک فى کلّ حين قد کنت فى ضرّى بحيث لو تجد من نفسٍ لتلقى قى قلبه ما احترقت عنه اکباد ملأ العالين. تاللّه انّى قد کنت عالماً بکلّ ذلک و لکن سترنا بعد علمنا علی ما انت عليه و کذلک کان ربّک لغفور رحيم. تاللّه بما جرى من قلمک فى الاخلاق قد خرّت وجوه العزّ علی تراب الارض و شقّت ستر حجب الکبرياء فى رضوان البقاء و تشبّکت احشاء المقرّبين. الی ان سافرت معى فى هذا السّفر الّذى به جرت دموع اهل غرف العزّ علی خدود عزّ منير. مع کلّما سئلت منّى و استأذنت عنّى ما تکلّمت بحرف لأنّى اطّلعت منک ما لا اطّلع به احد من العالمين الی ان سافرت و دخلت فى هذه الارض اذاً قمت علىّ فى کلّ يوم بل فى کلّ حين تاللّه ما بقى فى جسدى من محلّ الّا و قد ورد عليه سهماً من سهام تدبيرک و انّک لو تنکر فى نفسک ليشهد لسان اللّه الملک العليم الی ان افتيت علىّ من دون بيّنةٍ و لا کتاب منير. فلمّا اطّلعوا بذلک هؤلاء المهاجرين قد ارتفعت ضجيجهم ثمّ صريخهم و انّک کنت فى بيتک علی روح و ريحان عظيم. فلمّا اشهدنا فعلک و ما خرج من قلمک اذاً خرجتُ عن بينکم وحده من دون ناصر و معين حتّى لم يکن عندى من يخدمنى او‌يطبخ لهؤلاء الاطفال ما قدّر لهم من ملکوت ربّهم المعطى الباذل الرّحيم. و انّک بعد ذلک ما استرحت فى نفسک ثمّ انتشرت فى البلاد فعلک باسمى لتدخل علىّ فى صدور المحبّين و خرج من لسانک و قلمک ما يستحيى ان يذکره قلم العالين. فاسمع ما نزّل من قبل و انّک لو تبسط يدک لتقتلنى ما انَاَ بباسط يدى لا قتلک و کان اللّه علی ما اقول شهيد. ان يا اخى تاللّة ستفنى انت و من معک و ترجع الی التّراب و يبقى الملک للّه المقتدر القدير. تاللّه يا اخى لم يکن فى قلبى بغضک و لا بغض احد من الممکنات فاسمع قولی ثمّ طهّر نفسک و لا تکن من الغافلين. و انّک لو تکون علی ما کنت عليه و يسجدک کلّ من فى السّموات و الارض هل يغنيک فى شيئ لا فو نفسى العليم الحکيم. و لو يبغضنى کلّ العباد بقولک هل ينفعک ذلک فى امرٍ لا فو ربّک المهيمن العزيز القديم. اذاً يبکى قلمى و عينى ثمّ کلّشيئ لو انت من الشّاهدين. دع الدّنيا و زخرفها عن ورائک و لا يغرّنک الرّياسة عن ذکر ربّک و عن الخضوع لعباد اللّه المتّقين. و مع کلّ ذلک ما اکتفيت الی ان کتبت الی رئيس المدينة بالذّلّة الّتى بها ضيّعت حرمتى بين الخلائق اجمعين. ثمّ الّفت مع الّذى تبغضه و هو يبغضک و سمعت منه باذنک ما اشتکيت به تلقاء وجهى و کنت من الشّاکين. فلمّا قام علی بغضى و اشتعلت فى قلبه نار الغلّ اذاً اتّخذته لنفسک معيناً و کذلک کنت من الفاعلين. فسوف يظهر لک ما فى قلبه و قد حتم اللّه بان يظهره بالحقّ و انّه لهو الفاعل لما يريد. تاللّه يا اخى لو تنصف لتبکى على نفسک ثمّ علی نفسى و تنوح فى ايّامک و تکون من التّائبين الی اللّه الّذى خلقک بامرٍ من عنده انّه ما من الهٍ الّا هو له الخلق و الامر و کلّ عنده فى الواح قدس منيع. فانظر الی اوّل الدّهر انّ الّذى قتل اخيه الاکبر الّذى سمّى بهابيل هل بقى علی الارض لا فو اللّه الملک العزيز الحکيم بل رجع الی التّراب ثمّ بعثه اللّه بالحقّ و سئل عمّا فعل ثمّ ارجعه الی مقرّه و کذلک فانظر فى الامر ثمّ تفکّر فيه و کن من المتفکّرين. ايّاک ان لا تحتجب عمّا اعطيناک من ملکوت الاسماء لانّها قد خلق بامر عندنا و انّا کنّا علی کلّ شيئ لمن الآمرين. ان يا جمال الاعظم حرّک القلم علی ذکر ربّک ثمّ طهّره عن ذکر ما سواه ايّاک ان لا تشتغل باحدٍ و کن فى ذکر ربّک العلىّ المقتدر العليم. ثمّ انظر الّذى کان واقفاً تلقاء الامر بلحظات عزّ رأفتک العزيز المهيمن المحيط الّذى سمّى بعلىّ بعد الشّعبان ليقوم عن رقده و يکون من الذّاکرين. قل يا عبد قد ارتفعت سدرة الذّکر فى‌هذا الذّکر الحکيم و تنطق الورقات المعلّقات المتحرّکات علی اغصانها بانّه لا اله الّا انا العزيز الفريد. و انّ هذا لبهاء اللّه بين السّموات و الارض و ضيائه فى جبروت الامر و الخلق و سلطانه علی ما کان و ما يکون ان انتم من العارفين و به اشرقت شمس العزّة و الجلال و استضائت وجوه المقرّبين. لو لاه ما ظهر فى الابداع من شيئ و ما نطق الرّوح علی غصن البقاء بانّه لا اله الّا انا العزيز المقتدر العليم. ان يا عبد تخلّق باخلاقى ثمّ امش علی اثرى و انّ هذا لفضل لن يقابله فضل العالمين. ثمّ زيّن لسانک بالصّدق ثمّ هيکلک برداء الانصاف ان انت من العالمين. کذلک علّمک شديد القدرة من آيات ربّک العزيز الحکيم. ثمّ زيّن هيکل الخليل برداء ذکر ربّک الجليل لعلّ يکسّر اصنام الهوى بسلطانى العلىّ الاعلى و يکون من المستقيمين فى ايّام الّتى تضطرب فيها نفوس الّذينهم استقرّوا علی سُرر الاسماء و يضع کلّ ذى امرٍ امره و ترى النّاس سکراء من صاعقة الامر و کذلک نلقى عليک من آيات القدس لتکون من العارفين. ان استقم يا عبدى علی حبّ اللّه و مظهر نفسه و انّ هذا اصل الدّين ان انت من العاملين. دع النّفس و الهوى ثمّ طيّر بقوادم القدس الی هذا الهواء الّذى انبسط فى هذا السّماء الّتى احاطت العالمين. ايّاک ان لا تحتجب لسانک بحجاب الکذب لانّه يخزى الانسان بين الخلائق اجمعين. قل يا قوم وفوا بما عاهدتم و لا تحرموا الفقراء عمّا عندکم لانّ بذلک تمنع الخير من سحاب فضل رفيع. ثمّ اتّبعوا ما قدّر لکم فى الکتاب و کونوا فى الفعل ازيد من القول تاللّه هذا سجيّتى و سجيّته المقدّسين. قل يا قوم قد ارتدّت اليکم لحظات اللّه و انتم لا ترتدّون البصر اليه اذاً تکوننّ فى غفلة عظيم. و قد اشرق وجه اللّه فوق رؤسکم ايّاکم لا تمنعوا ابصارکم عن النّظر اليه و انّ هذا فضلُ قد کان لدى العرش کبير. و قامت ملکوت اللّه امام وجوهکم ايّاکم ان لا تحرموا انفسکم عن ظلّها و لا تکوننّ من الغافلين. کذلک يأمرکم سلطان الامر بما هو خير لکم عمّا خلق فى العالمين. ان يا منادى الامر فأمر الّذى سمّى بالرّضا ليوجّه مرآت قلبه الی منظر اللّه الاکبر هذا المقام الاطهر الاطهر و يکون من الموقنين. قل يا عبد ان اخرق حجبات الظنّ بقدرةٍ من لدنّا ثمّ ادخل شريعة اليقين. ثمّ اعلموا بان کلّ الملک احتجبوا بحجاب الوهم فى ازل الآزال فلمّا اردنا خرقها ارسلنا مظهراً من مظاهر نفسنا ليخرق سبحات الاکوان بقدرة الرّحمن اذاً ارتفعت الضّجيج عن بين السّموات و الارض و فزعت انفس المشرکين الی ان حقّق اللّه الحقّ بآياته و بطل اعمال الّذينهم احتجبوا عن جمال الامر و کانوا من الغافلين. و مع لم يکن بينهم الّا الوهم کبر عليهم خرقه و کانوا من الصّارخين. و فى تلک الايّام بعثنا کلّ الاوهام علی هيکل بشرٍ و زيّناه بقميص اسمٍ من اسمائنا ثمّ اشتهرنا ذکره بين العباد و کذلک کنّا فاعلين. فلمّا استکبر علی اللّه ربّه و حارب معه و جادل به نزعنا عنه ثوب الاسماء و اشهدناه ککفّ من الطّين. فطوبى لمن يخرق هذا الحجاب الاعظم الّذى ما ظهر شبهه فى جبروت العالمين. فيا بشرى لنفس ما احجبه کبر الوهم و يشقّه بانامل القدرة من لدن عزيز قدير. فيا روحى لمن لا يمنعه سبحات الجلال عن الدّخول فى ظلّ ربّه العلىّ المتعال و يکون من الّذينهم دعوا عن ورائهم کلّ ما يحجبهم عن ذکر ربّهم العزيز القادر الحکيم. ان يا قلم القدم فى جبروت الاعظم حرّک باذن ربّک علی ذکر من سمّى بعلىّ قبل خان ليجذبه نفحات الرّحمن من هذا الرّضوان الّذى ينطق ورقاتها بانّه لا اله الّا انا الغالب العادل الفرد الحکيم. ان استمع ما يغنّ روح الاعظم فى جبروت القدم لعلّ يستريح بذلک نفسک و تکون من الّذين اخذهم فرح الامر من کلّ الجهات و يکون من الفرحين. يا قوم کونوا من انوار الوجه بين العباد و مظاهر الامر فى البلاد ليظهر منکم آثار اللّه بين بريّته و اقتداره بين الخلائق اجمعين ايّاکم زيّنوا انفسکم بآداب اللّه و امره و کونوا ممتازاً عن دونکم اذاً يصدق عليکم انتسابکم الی ربّکم الرّحمن الرّحيم. و من دون ذلک لن يصدق علی نفس حکم الوجود فکيف هذا المقام المرتفع الرّفيع.‌ کذلک ينصحکم قلم النّصح من لدن عزيز کريم. ان يا منادى ناد من لدنّا عبدنا السّليمان و بشّره بنفس الرّحمن ليکون من المستبشرين. ان يا سليمان فاحفظ نفسک من مظاهر الشّيطان ثمّ ابن مسجد الاقصى بزبر الحبّ من هذا الغلام الابهى ثمّ عمّره بايدى الانقطاع ثمّ زيّنه بذهب الذّکر فى ذکر هذا الجمال الّذى ارتفعت راية الاستجلال علی سماء الاستقلال و بذلک ورد عليه ما بکت عنه عيون الاوّلين و الآخرين. يا قوم فادخلوا مسجد الاقصى الّذى بنأه اللّه بايدى الفضل فى قلوبکم ايّاکم ان لا تخربوه بجنود النّفس و الهوى ثم اخفظوه من ذکر الشّياطين. قل تاللّه انّى لمسجد الاقصى فى ملأ الاعلى و بيت المعمور فى ملأ الظّهور و حرم الکبرياء عند سدرة المنتهى و حلّ الامر علی مشعر البقاء و مقام القدس فى هذا الفردوس الرّفيع المنيع. قل يا ملأ البيان اتّقوا اللّه و لا تخربوا بيت امره بايادى البغضاء و لا تنعدموا ارکانها بوساوس النّفس و الهوى خافوا عن اللّه الّذى خلقکم بمظهر نفسه و ارسل اليکم ما قرّت بجماله عيون القدم و لکن انتم فى حجبات انفسکم لمن الميّتين. و يا قوم لا تنقضوا ميثاق اللّه و لا تدعوا عهده من ورائکم و لا تکوننّ بآياته لمن المستهزئين کما استهزئوا فى تلک الايّام عباد الّذين خلقت حقائقهم باثرٍ من قلمه و کذلک کانوا من المعتدين. ثمّ ذکّر فى الکتاب مهدى ليهتدى بهدى اللّه ربّه و يکون من المهتدين. ان يا مهدىّ خذ هداية اللّه بقوّةٍ من عندنا و دع وراء ظهرک هداية الّذين يذکرون اللّه بالسنهم و يعترضون بنفسه و يحاربون بذاته و لا يکوننّ من الشّاعرين. و اذا يدخل عليهم احد يقعدون مربعاً ثمّ يخرجنّ رؤس اناملهم من عبّهم و يتحرّکنّ السنهم بالوقار فى ذکر ربّک المختار و هذا ما يفعلون علی ظاهر الامر و فى الباطن يفتون علی اللّه حفظاً لرياساتهم و لا يبالون فى ذلک اقلّ من النّقير. قل تاللّه الحقّ لو تذکرون اللّه علی قدر الّذى يقطع السنکم و تعبدونه علی شأن الّذى ينحنى اَظهارکم لن ينفعکم الّا بعد حبّى و کذلک نزل الامر من جبروت عزٍّ قدير. هل ينفع الّذين اوتوا الفرقان لو يعبدون اللّه بعبادة الثّقلين لا فو ربّ العالمين. و کذلک فانظر اليوم فى الملأ البيان ان انتم من العارفين. و کذلک شقّت انامل القدرة ستر الحجاب و يظهر الحقّ و ينطق الرّوح بالصّدق الخالص بين السّموات و الارضين لعلّ النّاس يعرفنّ بارئهم و لا يحجبنّ عمّا يکون بين العباد عن ذکر ربّهم الرّحمن الرّحيم. ثمّ اراد قلم الامر بان يذکر الرّسول فى اللّوح ليکون فعله مطابقاً باسمه و يکون من العاملين. ان يا رسول بلّغ رسالات ربّک اوّلاً على نفسک ثمّ بلّغ النّاس ليؤثّر قولک فى قلوب القاصدين. ثمّ ارسل علی العباد ما ارسلناه اليک من شطر الرّحمن روائح السّبحان لعلّ يجذبهم الی عرش الرّضوان هذا المقرّ المقدّس المنير. قل يا قوم فاصغوا کلمة اللّه ثمّ اقرئوها فى ايّامکم و قد قدّر اللّه لتاليه خير الدّنيا و الآخرة و يبعثه فى الجنان علی جمال يستضيئ منه کلّ من فى العالمين فهنيئاً لمن يقرء آيات ربّه و يتفکّر فى اسرارها و يطّلع بما کنز فيها من جواهر علم حفيظ. ثمّ ذکّر الّذى زار بيت العتيق ليستبشر بما ذکر من اثر اللّه فى هذا الخطاب المبرم المحکم المتين. قل تاللّه انّا بعثنا الحرم علی هيکل التّعظيم فى هيئة التّکريم علی صورة الغلام فى هذه الايّام فتبارک اللّه احسن الخالقين. و من يطوف فى حوله فقد يطوفنّه اهل ملأ الاعلى ثمّ هياکل المسبّحين. و لکن اللّه قبل من احبّائه مافات عنهم فضلاً من عنده و انّه َلاَرحم الرّاحمين. فسوف ينزل جنود سلطنة اللّه فى هناک و ينصرن امره و يرفعنّ ذکره و يقرئنّ آياته فى کلّ بکور و اصيل. ان يا منادى الامر ذکّر من لدنّا عباد الّذين ما حرّک قلم اللّه على اسمائهم ليأخذهم نفحات الذّکر من لدن غفور رحيم. قل انّا اثبتنا اسمائکم فى الواح القدس الّذى کان مکنوناً تحت حجبات الامر و مخزوناً فى کنائز عصمة ربّک الحاکم الحکيم. ان اجتمع احبّاء اللّه علی امره علی شأن لا يحدث بينهم ما يختلفهم و يکوننّ کنفسٍ واحدهٍ کذلک‌امرناک و ايّاهم لتکوننّ من العاملين. ثمّ ذکّر اماء اللّه اللّواتى آمنّ باللّه بارئهنّ ثمّ اللّواتى اصابهنّ المصائب قل ان اصبرن و لا تحزن بذلک لا نّ اللّه قدّر لکنّ و للّذين استشهدوا فى سبيله ما لا يدرکه عقول العاقلين و الرّوح و العزّ و البهاء عليکم يا جنود اللّه فى الارضين ان انتم فى امر ربّکم لمن الرّاسخين.

هذا رضوان الاقرار
قد نزّل من اللّه المهيمن القيّوم
بسم‌اللّه‌الامنع‌الاقدس‌الابهى

اقرّ اللّه بذاته لذاته بانّه لا اله الّا هو له الخلق و الامر و کلّ له خاضعون. اقرّ اللّه بنفسه لنفسه بانّه لا اله الّا هو له العزّة و البقاء و له العظمة و السّناء و له القدرة و الکبرياء يحيى و يميت ثمّ يميت و يحيى و انّه لهو السّلطان فى جبروت العماء و انّه لهو‌الفرد المهيمن القيّوم. شهد اللّه فى علوّ جبروته و سموّ ملکوته بانّه لا اله الّا هو‌له الرّفعة و القوّة و له العزّة و القدرة ينزل من سحاب الفضل ما يطهّر به حقايق کلّ شيئ انّهم عن جهة الرّوح لا يهربون. کذلک نزل الامر من جبروت البقاء لاهل البهاء لعلّ النّاس کانوا فى ايّام ربّهم يتذکّرون. فسبحان الّذى يسبّح له ملکوت ملک السّموات و الارض و يسجد له کلّ نفس کما انتم تشهدون و الّذين لايعرفونه اليوم يسجدون لوجهه و لکن لايفقهون کما يشهد ذلک فى ملأ البيان يقرّون باللّه و بالّذى ارسله من قبل فلمّا جائهم ما عرفوا بقميص آخر کفروا به و کذلک فانظر فى الفرقان و من قبله کلّ الاديان ان انت من الّذينهم فى امر ربّهم يتفکّرون. ما شهدت عيون الابداع مثل هؤلاء يعبدون اسماً من الاسماٍ ثمّ عن موجده يغفلون. مثلهم کمثل الّذين يعبدون الاصنام و لا يشعرون. فسبحان الّذى کان مستوياً علی عرش عزّ اقتداره فى ازل الآزال و کان مستوراً عن ادراک ملأ الجلال و الاستجلال ثمّ عن الاخيار و الاحبار ثمّ عن الابصار و الانظار و اذا اراد ان يمطر علی حقايق الموجودات و افئدة الممکنات امطار الفضل و الاحسان و رشحات الجود و الامتنان شقّ حجاب السّتر و اظهر نفسه باسم کلّ نبىّ فى کلّ عصر الی ان اظهر نفسه باسم علىّ فى سنة السّتين ثمّ بهذا الاسم فى سنة التّسع علی سرّ السّطر الی ان بلغ الايّام الی الثّمانين اذاً‌کشف الجمال بين السّموات و الارض بسلطان مبين و نادى باعلی النّداء بلسان مظهر نفسه بانّى انا الّذى کنت الهاً و لا مألوه و عالماً و لا معلوم و ‌ربّاً و لا مربوب و انا الّذى ما عرفنى احد من الممکنات و لن تعرفنى نفس من الموجودات و کلّما عرفه العارفون يرجع الی کلمة الّتى خلقت بقولی و انا المقدّس المتعالی الممتنع العزيز الرّفيع. قد خلقت الموجودات لعرفان نفسى و نزلت عليهم آياتى بالحقّ لئلّا يکوننّ مريباً فى امرى الغالب البديع المحيط. فمن ادّعى فى نفسه فوق ذلک فقد افترى علی اللّه الّذى خلقه بامرٍ من عنده کذلک نزل الامر فى الواح القبل و ينزّل حينئذٍ ليکون دليلاً من لدنّا و حجّةً من عندنا علی الخلائق اجمعين. و انتم يا ملأ الارض فاعرفوا قدر ما نزّلناه عليکم ثمّ انقطعوا عمّا عندکم من الاوهام و خذوا آيات اللّه بقدرةٍ و لا تتّبعوا خطوات الّذين اذا تتلی عليهم آيات اللّه يستکبرون عليها بعد الّذى خلقت بحرف منها حقايق اهل اللّاهوت ثمّ حقايق اهل الجبروت ثمّ انفس اهل الملک و الملکوت ثمّ ما کان و ما يکون ان انتم من العارفين. و انا الّذى کنت مقتدراً علی ما اشاء و اکون مقتدراً علی ما اريد لن يمنعنى خدع الماکرين عن سلطانى المقتدر العزيز القدير. قل انّا لو نريد ان نسخّر الممکنات و نرجعهم من الوجود الی العدم لنرجعهم بکلمة الّتى تظهر من قلمى الّذى يحرّک من انامل قدسى العزيز الکريم. ان يا اسمنا المحمّد قبل علی اسمع ما يقولون المشرکون و ما يخرج من افواههم تاللّه بها احترقت اکباد الطّاهرات فى الغرفات و بکت عيون الآيات فى سرادق الکلمات و شقّت الظّهورات يرجع الی کلمة الّتى خلقت بقولی و انا المقدّس المتعالی الممتنع العزيز الرّفيع. قد خلقت الموجودات لعرفان نفسى و نزلت عليهم آياتى بالحقّ لئلّا يکوننّ مريباً فى امرى الغالب البديع المحيط. فمن ادّعى فى نفسه فوق ذلک فقد افترى علی اللّه الّذى خلقه بامرٍ من عنده کذلک نزل الامر فى الواح القبل و ينزّل حينئذٍ ليکون دليلاً من لدنّا و حجّةً من عندنا علی الخلائق اجمعين. و انتم يا ملأ الارض فاعرفوا قدر ما نزّلناه عليکم ثمّ انقطعوا عمّا عندکم من الاوهام و خذوا آيات اللّه بقدرةٍ و لا تتّبعوا خطوات الّذين اذا تتلی عليهم آيات اللّه يستکبرون عليها بعد الّذى خلقت بحرف منها حقايق اهل اللّاهوت ثمّ حقايق اهل الجبروت ثمّ انفس اهل الملک و الملکوت ثمّ ما کان و ما يکون ان انانتم من العارفين. و انا الّذى کنت مقتدراً علی ما اشاء و اکون مقتدراً علی ما اريد لن يمنعنى خدع الماکرين عن سلطانى المقتدر العزيز القدير. قل انّا لو نريد ان نسخّر الممکنات و نرجعهم من الوجود الی العدم لنرجعهم بکلمة الّتى تظهر من قلمى الّذى يحرّک من انامل قدسى العزيز الکريم. ان يا اسمنا المحمّد قبل علی اسمع ما يقولون المشرکون و ما يخرج من افواههم تاللّه بها احترقت اکباد الطّاهرات فى الغرفات و بکت عيون الآيات فى سرادق الکلمات و شقّت الظّهورات عن هيکلهنّ سندس الاشارات و استبرق العلامات و کذلک نخبرک بالحقّ لتکون من المستخبرين. لانّهم اعترضوا بالّذى بحرف منه خلقت حقايقهم و رفعت اسمائهم فى ملکوت الاسماء و ظهرت آثارهم فى اراضى الانشاء و علت اذکارهم بين الارض و السّماء ان انتم من الشّاهدين. و بلغوا الی الغرور و الانکار الی مقام الّذى انکروا حجّة اللّه و برهانه ثمّ ظهور اللّه و سلطانه ثمّ قيام اللّه و اقتداره ثمّ استوائه علی عرش عزّ عظيم. انّ الّذين يتکلّمون بمثل الصّبيان عند ما يرتفع عن جهة عرش ربّک الرّحمن ينکرون تلک الکلمات الّتى نزلت من عرش الاسماء و الصّفات و اذا تتلی عليهم تسوّد وجوههم و ترهقهم غبرة الجحيم و يخرج من شفتاهم ما يلعن به عليهم کلّ من فى السّموات و الارضين. يقولون انّها ما نزّلت علی الفطرة قل يا ملأ المشرکين موتوا بغيظکم تاللّه بها قد ظهرت فطرت اللّه العزيز المقتدر المهيمن العليم. ان يا‌نبيل فاعلم بانّا سترنا اسرار الامر فى زمن الّتى ما ادرکه الازليّون و لا السّرمديّون و کنّا فى نفسنا متوحّداً فرداً واحداً مستوراً عن اعين الموجودات و مقنوعاً خلف حجبات القدس فى مکمن الذّات و اذا اردنا ان نظهر الامر فى ملکوت الانشاء اخذنا کفّاً من الطّين بقبضة قدرتنا المقتدر العزيز الحکيم ثمّ عجّناه بمياه القدس و نفخنا فيه روحاً من ارواح الّتى خلقناها فى جبروت البقاء و صوّرنا علی هيکل من هياکل القدس و سمّيناه بالآدم فى جبروت الاسماء ان انت من العارفين. و کذلک لو ناءخذ کفّاً اخرى و نبعث منه هياکل المقدّسين ثمّ صور ملأ العالين ثمّ ارواح النّبيين و المرسلين لنقدر بالحقّ و انا المقتدر بسلطان الّذى احاط الممکنات و بامرى الّذى استعلى علی کلّ الذّرّات ان انت من العالمين. ثمّ دارت الايّام الی ان بلغت الی هذه الايّام الّتى اظهرنا فيها نفسى الحقّ بهذا الجمال الّذى تجلّينا به علی العالمين. اذاً قاموا علىّ عبادى الّذين لن يذکر اسمائهم فى ساحتى المقدّس العزيز الرّفيع. بل خلقت ذواتهم بارادة امرى الّذى خلق بقولی و انا الّذى خلقت الاسماء و ملکوتها و بعثت الصّفات و جبروتها و اظهرت الحقايق و لاهوتها و کان نفسنا القديم مقدّساً عن کلّها بل جعلناها ظهوراتاً لعبادنا الّذى خرّوا باذقانهم سجّداً لوجهى المتعالی العزيز الکريم. اذاً انت فابک لهذا الرّب بما ورد عليه ما لا ورد علی احدٍ من قبل و مسّته من الباءساء ما ينقطع به ارواح اهل اللّاهوت خلف خباء القدس فى فردوس الاعلى ثمّ انقطعت مائدة الرّوح عن فم المقرّبين. کذلک القيناک قول الحقّ لعلّ تطّلع برشحٍ عمّا رشح علينا من بحور القضاء و تکون فى نفسک لمن العارفين. ان يا نبيل اذا سافرت من شطر ربّک الی اشطار الآفاق ذکّر النّاس بما ورد علی طير القدم من مخاليب المشرکين. ايّاک ان لا تزد و لا تنقص فاقصص بالحقّ بما رأيت لعبادنا المقرّبين. قل تاللّه انّ الّذى خلق بقولی و استبرک بلقائى افتى علىّ بما اشتعل فى نفسه نار الحسد و البغضاء و لکن اللّه ظهر خافية صدورهم و انّه لهو العليم الخبير. ثمّ افتروا علىّ کلّما ينبغى لانفسهم ليدخلوا به بغض الغلام فى صدور المقدّسين. قل فويلٌ لکم و بما امرکم هويکم فللّه عبادٌ لن يمنعهم حجبات الاشارات و لا کلّما خلق بين الارض و السّموات اولئک يخرقنّ کلّ الاستار بيد القدرة و الاقتدار و يعرفنّ اللّه باللّه و بما يظهر من عنده تاللّه انّهم لعباد الّذين يطوفنّ فى حولهم جنود الامر و يؤيّدهم روح القدس فى کلّ حين. ان يا عبد ذکّر النّاس و لا تخف من احد فتوکّل علی نفس ربّک العزيز القدير ثمّ احفظ نفسک بان لا يقلّبک کبر العمائم من کلّ مبغضٍ حمير. قل يا قوم زيّنوا رؤسکم بعمائم الصّدق و الانصاف لا بما يحمل علی ظهر البعير. اتّقوا اللّه و لا تدعوا کلمات اللّه عن ورائکم و لا تکوننّ من الظّالمين. فسوف تشهد الّذين ينکرون اللّه و سلطانه ثمّ عظمته و برهانه يذکرونه بالسنهم و يکوننّ من الذّاکرين. اذاً يضرب ملئکة الامر اذکارهم علی رؤسهم و يقولون فويلٌ لکم يا معشر المشرکين. اتفتون علی اللّه و تجادلون بنفسه و تحاربون بذاته و تقرئون ما نزّل من عنده تاللّه انّکم اذاً فى خسران عظيم. فسوف يزيّنون هؤلاء رؤسهم بمناديل الخضر و البيض و بذلک يفتخرون بين النّاس و يکوننّ من الفرحين. کما رأيتم فى ملأ الفرقان بحيث بنسبتهم الی اسم من اسمائنا لبسوا من عصب الخضر ثمّ کفروا به عن موجدها و کذلک فانظر فى شأنهم و قلّة عرفانهم لتکوننّ من العارفين. قل يا قوم زيّنوا رؤسکم بالصّدق و الانصاف ثمّ هياکلهم بحللّ العرفان ايّاکم ان لا تبدّلوا زينة اللّه بينکم و لا تکونوا من الّذين يقولون ما لا يفعلون و يکوننّ من المستکبرين. کما شهدت فى تلک الايّام انّ الّذى اعرض عن اللّه و استکبر بآياته ينهى النّاس عن اکل البصل و شرب الدّخان قل فانصف يا عبد ارتکاب هذين اعظم عند اللّه اَم اعراضک علی اللّه الّذى خلقک بقول من عنده اذاً فانصفوا يا ملأ العارفين. قل يا قوم اتقتلون مظهر نفس اللّه ثمّ تسئلون عن دم البعوضة فويل لکم يا معشر الغافلين. تاللّه يا قوم يبکى عيونى و عيون علىٍّ علی رفيق الاعلى و يضّج قلبى و قلب محمّد فى سرادق الابهى و يصح فؤادى و افئدة المرسلين عند سدرة المنتهى ان انتم من النّاظرين. و لم يکن حزنى من نفسى بل علی الّذى يأتى علی ظللٍ من الامر بسلطان لايح مبين. لانّ هؤلاء لن يرضوا بظهوره و ينکرون آياته و يحجدون سلطانه و يحاربون بنفسه و يخادعون فى امره کما فعلوا بنفسه هذا فى تلک الايّام و کنتم من الشّاهدين. قل يا قوم خافوا عن اللّه و لا يغرّنکم الدّنيا بغرورها اتّقو اللّه و کونوا من المتّقين. و يا قوم هذا جمال علىٍّ بينکم ان لن تؤمنوا به لا تفتروا عليه و لا تدخلوا البغضاء فى صدور عباده و لا تدحضوا الحقّ بما عندکم و لا تکوننّ من المشرکين. ان يا نبيل انّا جعلناک نفحةً من نفحات الامر ليجدوا النّاس منک روائح هذا القميص الّذى کان محمّراً بدم البغضاء و علّق بين السّموات و الارضين. ان يا محمّد قم علی امر اللّه و دينه ثمّ شرايع اللّه و سننه ثمّ انصره بما تکون مستطيعاً عليه لعلّ تمسّک بذلک ايادى الضّر عن ذيل دين قويم. لانّ هؤلاء بدّلوا امر اللّه فى انفسهم و نعمته علی ذواتهم و حرّفوا کلمات اللّه عن موضعها و کذلک کانوا من الفاعلين. و من المعرضين من قال بانّ هذا الغلام اراد ان ينسخ حکم البيان ليلقى الغلّ فى صدور الممرّدين. قل انّ الّذين اوتوا بصر الحديد لم يمنعهم اشارات التّحديد و يدخلون علی مقرّ التّوحيد اقرب من حين و الّذى شرب نسيم القدس من کاءس البقاء عن غلام الابهى لن يلتفت الی کاؤس الفناء من هياکل المرسلين. و انّک انت طهّر لسانک عن ذکر دونى ثمّ ذکّر النّاس ليستجذبهم نغماتک الی شطر قدس منير. ثمّ اشهد فى نفسک بانّه لا اله الّا هو و انّ عليّاً مظهر نفسه بين العالمين و انّ بهائه لظهوره و بطونه ثمّ عزّه و کبريائه بين الخلائق اجمعين. و به يفصّل اللّه بين الحقّ و الباطل و السّعيد و الشّقى و يمتاز الموحّدين عن المشرکين. و لن يرفع اليوم نداء احدٍ الی اللّه الّا بعد حبّى کذلک نزل الامر من لدن عزيز قدير. و انّک ان وجدت نفسک وحيداً فى امرى اذاً لا تضطرب ثمّ استقم لانّ بذلک يثبت امر اللّه ان انت من ذى بصر منير. لانّ احبّائى هم لئالی الامر و من دونهم حصاة الارض و لابدّ ان يکون الحصاة ازيد عن لوءلوء قدسٍ ثمين و واحد من هؤلاء عند اللّة خيرٌ من الف الف نفس من دونهم کما انّ قطعةً من الياقوت خيرٌ من الف جبال من حجر متين. کذلک فاشهد الامر و الفرق بين هؤلاء و هؤلاء لتکون من اصحاب اليقين. و انّک ان رأيت رضى الرّوح ذکّره بما ورد علی الغلام ثمّ الق علی وجهه الرّوح من لدنّا کذلک امرت من لدن عليم حکيم. و قل يا رضا اتضحک فى نفسک بعد الّذى تبکى عيون القدم بما ورد عليه من ضرّ الشّياطين. اتسکن علی مقاعد الرّاحة و کان جسد نفس اللّه مضطرباً من لدغ الثّعبان فى کلّ الايّام بل فى کلّ حين. ان يا رضا قم علی الامر ثمّ انصر ربّک و لا تصبر اقلّ من آن لانّک اسم الاعظم فى الواح قدس حفيظ. ثمّ اجتمع النّاس علی حبّ اللّه و امره ثمّ اقرء عليهم ما نزل حينئذٍ من جبروت ربّک القادر الحکيم. انسيت حين الّذى دخلت بقعة الفردوس و حضرت بين يدى العرش و يلقى عليک من سدرة الرّوح عن خلف الف حجاب بانّى انا اللّه لا اله الّا انا المهيمن العزيز القدير. اذاً فاشتعل بما تجلّى عليک جمال المختار فى لهيب النّار ليشتعل بها العباد و يستقرّ حرارة حبّ ربّک فى افئدة العارفين. ان يا رضا تاللّه انّ القلم يبکى علی ضرّى و مسکنتى ثمّ وحدتى و غربتى و بما اشتعلت نار الاعراض فى قلوب المعرضين. خذ زمام الامر لئلّا يتصرّف فيه انامل الشّيطان و يصّد النّاس عن ربّک الرّحمن الرّحيم. فافتح عيناک ثمّ انظر بما نزل من عند ربّک لتستقيم علی الامر بحيث لا يقلّبک کل من فى السّموات و الارضين. قل انّ ظهورى سلطنتى و حجّتى نفسى و دليلی جمالی و جندى توکّلی و حزبى قدرتى و برهانى قيامى فى مقابلة العالمين فى ايّام الّتى قامت علىّ الملل و الدّول و من دونهما جنود الارض کما سمعتم و کنتم من السّامعين. ان يا عبد فانصر هذا المظلوم الّذى عاد عليه من القاه من آيات ربّه لينصر الامر و يکون من النّاصرين. فلمّا هبّت رائحة الاطمينان و اطمئنّ فى نفسه قام بنفسه علی اللّه الّذى خلقه بقوله الی ان افتى عليه و کان من المفتين. و لکنّ اللّه حفظ عبده بجنود الغيب و الشّهادة و نصره بالحقّ و انّه لخير ناصرٍ و معين. ثمّ ذکّر احبّائى فى هناک ثمّ الق علی وجوههم ما القى اللّه علی وجهک ليشکرنّ ربّهم و يکوننّ من الشّاکرين و يستقيمنّ علی الامر حين الّذى يدخلهم الشّيطان ببغضٍ مبين. ان يا رضى الرّوح اسمع قول ربّک و لا تکن من المتوقّفين. اوّلاً لا تضع قدمک علی مقعد الّذى تجد فيه غلّ الغلام ايّاک ان لا تقرّب به و کن فى زهدٍ منيع. و اذا يظهر بين يديک الواح و رسائل فى ردّ اللّه و سلطانه اذاً توکّل علی اللّه ربّک و قل بسم اللّه الامنع الاقدس العزيز الحکيم. ثمّ خذ بقوّة اللّه اوراقاً من القرطاس ثمّ اکتب بما يلهمک اللّه بسلطانه فى ردّ من ورد علی اللّه المقتدر الغالب القدير. ايّاک ان لا ياٌخذک الاوهام فاخرق حجباتها و لا تکن من المتوهّمين. و فى حين الّذى تأخذ القرطاس تاللّه روح الاعظم يؤيّدک و روح القدس ينطق فى صدرک و روح البهاء يتکلّم علی لسانک و کذلک ايقن فى قدرة ربّک و کن من الموقنين. و قدّرنا فى هذا اللّوح لاکثر الاحباب بان يکتبوا الواحاً فى اثبات هذا الامر و يرسلوها الی البلاد لعلّ بذلک لن يحتجب احدٌ عن لقاء اللّه العزيز الجميل. ان يا عبد فاعمل بما امرت و لا تأخّر امر ربّک و کن من العاملين. دع الدّنيا و ما فيها و عليها عن ورائک ثمّ اجعل نفسک سدّ الامر بين هؤلاء المفسدين لئلّا يتجاوزوا عن حدودهم و لا يکوننّ من المتجاوزين. و انّک انت يا محمّد اذا وردت ارض العراق و حضرت بين يدى الکليم فاظهر له قميص الغلام و بما ورد عليه من اخيه ليطّلع بما ورد علی سلطان القدم من الّذى رفع اسمه بامر من لدنه و کذلک نزل بالحقّ من جبروت اسم قديم. ان يا کليم قم علی الامر ثمّ انصر ربّک و کن من النّاصرين و ان يدخل عليک الشّيطان ليزلّک عن صراط ربّک اذاً فاستئذ باللّه و کن فى عصمةٍ منيع. و ان يحضر بين يديک الواح الغرور من الّذى استکبر علی اللّه المقتدر العزيز القدير دعها علی التّراب ثمّ خذ القلم بامرى العزيز الغالب العليم ثمّ بلّغه امر ربّک بنصايح مشفقه لعلّ يتذکّر فى نفسه و لا يستکبر علی اللّه ربّک و ربّ العالمين. تاللّه يا کليم ما يجرى من قلمهم ينبغى لشأنهم يتکلّمون مثل الصّبيان و يعترضون به علی جمال الرّحمن کذلک فانظر فى هؤلاء الغافلين و بلغوا فى الغفلة الی مقام يستدّلون بآياتى فى اثبات امرهم ثمّ يعترضون عن جمالی فما لهؤلاء القوم لا يکادون يفقهون حديثاً من اللّه العزيز العليم. کذلک غشت قلوبهم غشاوة النّفس و الهوى و اخذتهم الشّهوات من کلّ الجهات و کانوا من الميّتين. دع ذکرهم و ما عندهم ثمّ تجنّب عنهم ثمّ ابتغ لنفسک فى ظلّ عصمة ربّک موطن امنٍ و کن من المطمئنّين. و توکّل فى کلّ الامور علی اللّه ربّک العالم الخبير. ان يا نبيل انت اذهب بکتاب اللّه و ثوب کبريائه لينتشر بهما روائح القدس بين العالمين. و لعلّ يطهّر القلوب عن دنس الوهم و الهوى و يرجعنّ الی موطن المقرّبين. فافتح اللّسان بالبيان ثمّ اذکر ما رأيت و شهدت من امر مولاک لعلّ بذلک يفتح ابصار‌المحتجبين. و الرّوح عليک و علی الّذين اذا يتلی عليهم آيات ربّهم يخرّن باذقانهم سجّد للّه ربّ کلّ شيئ و ‌ربّ العالمين و الحمد لهذا الرّب اذ هو محبوب العارفين.

فقد کتب اللّه لکلّ قرية ينتشر فيها هذا اللّوح
بان يعيدوا اهلها فى ذلک اليوم
و يهللّوا و يکبّروا و يعيشوا باعلی ما عندهم
و يکوننّ من الشّاکرين.
هو الباقى الظّاهر

فسبحان الّذى نزّل الآيات بالحقّ و ينزل بامره کيف يشاء لا اله الّا هو العزيز المقتدر القدير. لن يمنعه شيئ عن امره و سلطانه يفعل ما يشاء فى جبروت الامر و الخلق و يحکم ما يريد. و له يسجد کلّ من فى السّموات و الارض يحيى و يميت ثمّ يبعث من يشاء من هذا الکوثر العذب المقدّس المنير. قل تاللّه انّ روح الامر قد ظهر بالحقّ و اشرق جمال الاحديّة عن مشرق القدس بسلطان مبين و به امتحن اللّه کلّ من فى ملکوت الامر و الخلق و انّه لميزان اللّه بين السّموات و الارضين. قل انّ شجرة الطّور فى هذا الظّهور تنطق بالحقّ بانّه لا اله الّا انا الرّحمن الرّحيم. قل يا قوم اتّقوا اللّه و لا تختلفوا فى کلمة اللّه و انّها قد ظهرت بالحقّ بامر ينصعق عنه کلّ من فى السّموات و الارض الّا من شاء ربّک العزيز القادر المقتدر المقتدر الحميد. قل انّها قد کانت بينکم و تتلی عليکم فى کلّ حين من آيات اللّه و انتم ما اطّلعتم بها بما اخذتکم الاوهام و کنتم علی غفلةٍ مبين. کذلک منع اللّه ابصارکم عن عرفان نفسه بعد الّذى کان بينکم بجمال الّذى ما ادرک شبهه احدٌ من الاوّلين. ان يا عبد اسمع نداء اللّه عن هذه الشّجرة الّتى ارتفعت علی جبل القدس و تنطق بالحقّ بانّه لا اله الّا هو العزيز الجميل. قل هذا ندآء ما سمع شبهه احدٌ فى ازل الآزال و لن يسمعه احدٌ الّا بان يدخل فى هذه الرّضوان المرتفع المنيع. ان يا محمّد انت بسمع الرّوح اسمع نداء اللّه من هذه الورقة المنبتة المتحرّکة المرتفعة المغنّية علی هذه الشجرة المرتفعة الاحديّة الالهية و لا تلتفت الی نفس فتوکّل علی اللّه ربّک و ربّ العالمين و توجّه اليه و لا تخف من احد و لا تکن من الغافلين. ثمّ اعلم بانّا امرناک حين ذهابک عن بين يدينا و وصيّناک بوصايا محکم عظيم. و منها ما امرناک بان لا تزد عمّا رأيت فى هجرتک مع اللّه و لا تنقص عمّا شهدت و انّ هذا کان من امرى عليک و يشهد بذلک کلّ الوجود و عن ورائه لسان اللّه الملک العزيز القدير. و انّک زدت فى اوهام النّاس و نقصت عمّا رأيت من قدرة اللّه ربّک و ربّ آبائک الاوّلين. ان يا محمّد اتّق اللّه و لا تتّبع هويک و لا تغيّر نعمة اللّه على نفسک و علی انفس العباد و لا تکن من الجاهلين. اتّق اللّه فى نفسک ثمّ اشهد امراللّه ببصرک ثمّ اخرق حجبات الوهم باسمى المقتدر العزيز الحکيم. و انّک لو لن تخرق السّبحات عن وجه قلبک الی ابد الآبدين انّا ما نمسک زمام الامر و نأمرک بذلک بدوام اللّه العزيز العليم الی ان تخرق الاحجاب و تطلع عن مشرق الامر بقدرة و سلطان بديع. ان يا محمّد بلّغ نفسک ثمّ بلّغ النّاس بما طلع الوجه عن خلف السّبحات بانوار عزّ عظيم. ثمّ ذکّر النّاس بما امرت من لدى اللّه و لا تأخّر فيه اقلّ من الحين فاشدد ظهرک بما اَمَرناک حينئذٍ فى هذا اللّوح الدّرىّ المنير. و لا تکن من الّذين ما يتّبعون الّا بما يأمرهم هويهم و يکوننّ من الخاسرين. فاعلم بانّ ربّک عالم بکلّ شيئ و عنده علم السّموات و الارض و غيب ما فى جبروت الامر و الخلق و انّ هذا لحقّ ان انت من العارفين. لن يشتبه عليه امر و لن يحتجب عنه ما يخطر فى صدور النّاس و انّه لمحيطٌ علی العالمين. ايّاک ايّاک يا محمّد اسمع قولی و دع کلّ من فى السّموات و الارض عن ورائک ثمّ استقم علی الامر باستقامةٍ من عندنا و امرٍ من لدنّا و لا تضطرب فى نفسک و لا تکن من الخائفين. اَما رأيت و شهدت سلطان القدرة و القوّة و اَما اطّلعت کيف ظهرت يد اللّه عن ردآء قدس کريم. اَما رأيت کيف انقادت الامور لسلطانه و خضعت له اعناق الفراعنة و ذلّ عنده کلّ ذى شوکة عظيم مع الّذى کان بين يدى الاعداء فى کلّ صباح و مسآء و فى کلّ بکور و اصيل. و اَما شهدت اعتراف کلّ العلماء و عجزهم حين الّذى استشرقت عليهم انوار العلم و الحکمة من هذا الفم الدّرىّ الابدع البديع. ان يا محمّد فانصف باللّه ثمّ تفکّر فيما اشرق بالفضل و لا تتّبع هواک و لا تکن من المعرضين. طهّر نفسک عن حدودات البشر و لا تجاوز عن حکم الانصاف و لا ترتّد البصر عن منظر المشرق العلىّ العظيم. انّ اللّه ما جعل لرجلٍ من قلبين و هذا ما نزّلناه علی محمّد العربىّ من قبل و اظهرناه بلسانٍ عربىٍّ مبين. صفّ مرآت قبلک لينطبع عليه جمال اللّه و انّ هذا لنصحى عليک و علی عبادنا المقرّبين. فواللّه قد تمّت نعمة اللّه عليکم و ظهر سلطانه و طلع دليله و جاء برهانه و کملت حجّته ان انتم من النّاظرين. ان يا محمّد انّا سترنا وجهنا عنکم فى عشرين من السّنين و يشهد بذلک انفسکم و ارواحکم و من ورائکم کلّ من سکن فى سرادق الخلد خلف لجج البقاء من هياکل المقدّسين. و کان النّاس مريباً فى هذا الجمال بحيث ما عرفه احد منهم بعد الّذى کلٌّ حضروا بين يديه فى کلّ يوم و سمعوا آياته و شهدوا انواره بحيث احاطت علی کلّ من فى السّموات و الارض و علی الاوّلين و الآخرين. ان يا محمّد قد کنت من قبل مبشّر النّاس بهذا الظّهور فى التّسع بما بشّرهم اللّه فى کلّ الالواح بل فى کلّ صحف و زبر منير و انّا منعناک عن ذلک لانّ فى تلک الايّام ما تمّت ميقات اللّه و ما جاء الوعد بما قدّر فى الواح قدسٍ حفيظ. اذاً لمّا تمّت الميقات و جاء الوعد امرناک بما اردت من قبل لتکون من الذّاکرين امر الّذى لن يقوم معه السّموات و الارض و هذا ما نزل حينئذٍ من جبروت اللّه العلىّ العظيم. ان يا محمّد اوّلاً غسّل نفسک ثمّ روحک ثمّ ذاتک ثمّ جسدک ثمّ ارکانک من هذا الکوثر الّذى جرى بالحقّ من هذا القلم الدّرىّ القويم. ثمّ غسّل به النّاس بما استطعت ليطهّر به افئدة العارفين. ثمّ اعلم بانّ ربّک ليقدر ان يبدّل کلّ من فى الملک بحرف من عنده و انّه لهو المقتدر القدير و لکن تأخّر فى ذلک بما قضى فى الالواح و ليمتاز الطّيب عن الخبيث و السّعيد عن الشّقىّ و يفصّل به الموحّدون عن المشرکين. قل تاللّه انّ الفتنة قد جائت و بها ترجف ارکان النّاس و تزلزلت عنها قلوب المقرّبين. قل انّ الّذينهم استنکفوا عن عبادة ربّهم اولئک استحبّوا العمى علی الهُدى و الظّلمة علی النّور و اولئک لفى خسران مبين. ان يا محمّد ذکّر النّاس بهذا الحلّ و الحرم لانّ هذا مقام الّذى جعله اللّه مقدّساً عن کلّ دنسٍ و مطهّراً عن نظر المغلّين. و انّک انت فاصعد بهذا الجناح الّذى اکرمناک الی مقام الّذى تجد کلّ الارض و من عليها فى ظلّک ثمّ بلّغ النّاس بما امرناک و لا تکن من الصّابرين. ثمّ امش بين النّاس بنور من لدنّا و ان وجدت مقبلاً فاقبل اليه بتمامک و ان وجدت معرضاً فاعرض عنه فتوکّل علی اللّه الفرد المتعالی العليم الخبير. قل يا قوم فارحموا علی انفسکم و انفس العباد و لا تسدّوا ابواب الفضل علی وجوهکم و لا تکوننّ من الهالکى‌ و يا قوم لا تفرحوا بما عندکم من الظّنون و الاوهام بل فافرحوا بما عنداللّه و انّ هذا لحکم اللّه عليکم ان انتم من الشّاعرين. ثمّ اعلم يا محمّد بانّ المشرکين ارادوا ان ينقطعوا نسمات اللّه عن هبوبه و يبدّلوا کلمة اللّه بما امرهم انفسهم و هويهم و لا حبسونافى هذه الارض الّتى انقطعت عنها ايدى الآملين ثمّ ارجل القاصدين. قل اللّه غالب علی امره و قادر علی فعله و امره فوق امرکم و تقديره فوق تدبيرکم يفعل ما يشاء و لن يمنعه شيئ عن قدرته و سلطانه و انّه لهو الباقى الدّائم العزيز القدير. فسوف يظهر امره و يعلو برهانه و يرفع سلطانه الی مقام الّذى ينقطع عنه ايدى المشرکين. کذلک قصصناک من کلّ قصص و فصّلنا لک ما‌کنّا عليه ثمّ هذا النّبأ الاعظم العظيم لتقرّ بذلک عينک و عيون الّذينهم لن ينظروا الّا بهذا المنظر الاعزّ الکريم. ان يا محمّد فانفخ من روح الحىّ الحيوان علی هياکل العالمين ثمّ انقطع نسبتک عن کلّ ذى نسبة و تمسّک بهذه العروة المحکم الدّرىّ المنير لتهبّ منک ارياح الانقطاع علی من فى الارض اجمعين. و اذا وردت ارض القاف ذکّر اهلها بما امرناک فى هذا اللّوح لتکون مبشّراً من لدنّا علی المخلصين. ثمّ ذکّر من لدنّا حرف الهاء ليستبشر فى نفسه ببشارات اللّه و يکون من الرّاضين. قل يا حرف الهاء انّک سئلت اللّه ربّک فى سنين القبل فيما انزلناه بالحقّ بلسان اعجمىّ منيع. و انّا امسکنا زمام القلم فى جوابک لما وجدناک فى غفلة و سکرً عظيم. فو اللّه بذلک بکت السّموات و تزلزلت ارض القدس و اندکّت جبال العلم و ضاقت صدور المقرّبين. قل ان يا هادى انّک بأىّ شيئ آمنت بعلىّ من قبل و من قبله بمحمّد رسول اللّه و من قبله بابن مريم و من قبله بموسى الکليم و من قبله بخليل الرّحمن و من قبله بنوح النّبى الی ان يرجع الرّسالة ببديع الاوّل فأتِ به ان انت من الصّادقين. ان کنت آمنت بهم بما نزل عليهم من آيات اللّه قل تاللّه هذا لعينها و هذا الجمال جمالهم فاشهدوه ان انتم من الشّاهدين. و من دون ذلک ملئت الآفاق من انوار هذا الاشراق و ظهر سلطان الاسماء بکلّ فضل منيع و قميص بديع. قل فواللّه يا حرف الهاء قد بکت روحک حين الّذى خرج هذا السّؤال عن فمک و جرى عن قلمک و انّک ما عرفت و کنت من الغافلين. فاعلم بانّ ربّک حين الّذى کان فى سلطان غيبه لن يدرکه الاسماء و لا الصّفات و لا افئدة المرسلين و اذا استقرّ علی عرش الظّهور يخدمه کلّ الاسماء و الصّفات کعبد الّذى يخدم مولاه ان انتم من النّاظرين. و هو بنفسه مقدّس عن کلّ ذلک و عن کلّ ما عرفتم و هذا ما نزل بالحقّ من جبروت عزّ رفيع. اَما شهدتم بانّ کلّ ذلک خلق بقوله و انتم ان لن تشهدوا فانّا شهدناه بالحقّ و کنّا علی ذلک شهيد و عليم. فاشهد بانّ الشّمس خلق بامره و خلقها اللّه بالفضل و جعلها سراج عزّه بين السّموات و الارضين و کذلک فاعرف کلّ الاسماء فى حوله ان انت من النّاظرين. و مع ذلک کيف ما رضيت بانّا نرجع اسماً من الاسماء الی نفسنا بعد الّذى اظهرنا عليکم الامر بحجّة مبين.‌ و انّا خلقنا الاسماء و ملکوتها بسلطان القدرة و القوّة و انّک منعت موجدها عن اسمٍ منها و کذلک فعلت ان کنت من الشّاعرين. و انّا عفونا عنک ان تستغفر اللّه ربّک و تکون من التّائبين. يا عبد اتّق اللّه ثمّ افتح عيناک لتشهد امر اللّه ببصرک فو‌اللّه لن يکفيک اليوم شيئ لو تتمسّک بالاوّلين و الآخرين الّا بان تدخل فى ظلّ اللّه و هذا ظلّه قد احاط العالمين. قل تاللّه الحقّ بعد ظهوره لن يکفيکم شيئ و لن يغنيکم امرٌ و لو انتم تستدلّون بکلّ ماعندکم من تماثيل الغافلين. ثمّ اعلم بانّ کلّما انتم سمعتم قد ظهر بامرى حين الّذى کنتم فى غفلة و حجابٍ غليظ. و کلّما انتم ادرکتم و علمتم او عرفتم و استدللتم به يرجع بقولی کما رجع فى القرون الاوّلين. قل هل تريدون ان تستروا جمال الشّمس باکمام الغلّ و البغضاء و بسبحات ظنونکم يا ملأ المعرضين او ان تمنعوا بحر اللّه عن امواجه او نار الامر عن اشتعالها فبئس ما انتم ظننتم فى انفسکم و ساء ما انتم فعلتم و تکوننّ عليه لمن العاکفين. ايّاکم يا ملأ البيان ان لا تشرکوا باللّه و بما لا تعترضوا عليه بما عندکم ذکّروا ما وصّيتم به فى الصّحف و الالواح اتّقواللّه و کونوا من المتّقين. اَما کان هذه من آيات اللّه و اَما کان هذا الغلام عبده و جماله ثمّ عزّه و بهائه ثمّ امره و ضيائه و قد اشرق بانوار الّتى خسف عند اشراقها کلّ الشّموس و کيف هؤلاء المظلمين. قل تاللّه انّه نزّل من سماء الامر و فى يمينه ملکوت العزّة و الاقتدار و يدعوا النّاس الی رضوان القدس و لن يخاف من احدٍ و لو احاطته المشرکون من هولاء الکافرين. قل انّه ظهر مرّةً باسم بديع الاوّل ثمّ مرّةً باسم الخليل ثمّ مرّة باسم الکليم ثمّ باسم الرّوح ثمّ باسم الحبيب ثمّ باسم علىٍ بالحقّ ثمّ باسم الحسين فى هذا الجمال المقدّس المشعشع المنير. کلّ ذلک نذکر لکم لما وجدنا النّاس فى ضعفٍ و الّا فو‌الّذى نفسى بيده لا َلقيناکم من نغمات الّتى تستجذب عنها افئدة ملأ الاعلی و ينصعق عنها من فى جبروت الخلق اجمعين. قل يا قوم فارحموا علی الّذى جائکم ببرهان اللّه و حجّته و يدعوکم اليه و بما نزل من عنده و ان لن تؤمنوا به دعوه بنفسه و لا تتعرّضوا عليه و لا تکوننّ من المعرضين. اَما تشهدون کيف قام بنفسه و قام عليه کلّ الملل بکلّ ما عندهم اَتنکرون هذا الفضل بعد الّذى شهدتم بعيونکم و تکوننّ من الشّاهدين. و هو بنفسه ما خاف من احدٍ و لن خاف بحول اللّه و قوّته و بلّغ الامر الی شرق الارض و غربها و ما بينهما من کلّ ذى شوکة و ذى سلطنته و اقتدار عظيم. لو‌انتم تستطيعون فاظهروا عن اماکنکم ثمّ اخرجوا رؤسکم عن بيض الغفلة لتطّلعوا بقدرة اللّه و بما ظهر من عنده و تشهدوا عجزکم و عجز الخلائق اجمعين. اَما ارتفعت اعلام النّصر و اَما ملأ من هذا الاسم اسم اللّه بين السّماء و الارض و اَما فديت نفسى فى کلّ يومٍ و فى کلّ حينٍ. قل تاللّه ما حفظت نفسى فى اقلّ من آن و کنت مشرقاً کالشّمس فوق رؤس الاعداء و انتم ما نصرتم اللّه فى اقلّ من آن و کنتم قاعداً فى بيوتکم و سترتم وجوهکم عن المحبّين و کيف هؤلاء الظّالمين. و مع ذلک اشتغلتم بظنونکم بما امرکم به نفسکم و هويکم و کذلک زيّن الشّيطان لکم اعمالکم و کنتم من العاملين. قل ياقوم افمن يطير فى هواء الرّوح کمن هو يلعب بالطّين افمن کان مشرقاً فى مقابلة الاعداء کمن يستر وجهه فى الحجبات خوفاً من نفسه اذاً فانصفوا ان انتم من المنصفين. افمن کان ماشياً فى فاران القدس کمن کان قاعداً فى البيت فتبيّنوا يا ملأ الغافلين. قل تاللّه انّ اقبال کلّ من فى السّموات و الارض و اعراضهم عندى کنداء نملةٍ فى بيداء عزٍّ وسيع. قل لن يرفع الی اللّه ضجيج احدٍ و لا صريخ نفس الّا بهذا الاسم الاعظم الاقوم القديم. قل تاللّه الحق لن ينفعکم اليوم شيئ عمّا کان و عمّا يکون الّا بان تاؤوا بهذا الرّکن المحکم الشّديد. قل ان يا حرف الها لو کنت مستطيعاً لأمرناک بان تنفق جزآء ما سئلت الف الف الف الف الی ان ينقطع النّفس قنطاراً من الماس بيض لانّ من سؤالک قد هبّت روائح الکره و غبار الهمّ علی العالمين. لانّ کلّما نزل من عندى هذا ما استدللتم به بحجّيّة حجج اللّه فى کلّ عهد و قرنٍ و عصرٍ و انتم تشهدون بذلک و من ورائکم کلّ ذى علم عليم. فَلِمَ قبلت منهم ما ظهر من عندهم و ترکت ما ظهر منهم فى قميص اخرى اتؤمن ببعض الکتاب و تعترض ببعض و انّ هذا لظلمٌ عظيم. فو اللّه قد بکت علىّ عيون الغيب و الشّهادة بما ظننتم فى حقّى و کنتم من الظّالمين. و فى تلک الايّام کنت ساتراً نفسى عن المقبلين و المعرضين و سترت نفسى فى الف حجاب لئلّا يعرفنى من احدٍ و لئلّا يرفع ضوضاء المنافقين. و کنّا بينکم کاحدٍ منکم و بذلک امتحن اللّه ابصارکم و وجدکم من المحتجبين. قل انّ مربّى الممکنات و موجدهم قد کان فى ثوب الرّعيّة و انتم مارضيتم بذلک الی ان سجن فى هذا السّجن اذا ظهر بالحقّ و کشف النّقاب عن وجهه و اشرق عن فجر اللّه المهيمن العزيز السّلطان المقتدر القدير. فلمّا عادوا المشرکون عُدنا عليهم و اظهرنا نفسنا بالحقّ ليعلموا بانّ اللّه لن يخاف من احدٍ و لن يشغله شأن عن شأنٍ و لن يمنعه عن سلطانه اعراض المعرضين و سلطنته السّلاطين. ان يا محمّد فأمر النّاس بما امرک اللّه ثمّ علّمهم بما علّمک اللّه من عنده ثمّ انصره بقلبک و لسانک و کلّ ما‌لک و عليک و له نصر السّموات و الارض و نصر ما يرى و ما لا يرى و نصر العالمين. ثمّ قدّرنا فى لوح القضاء من قلم الامضاء لمن خطر فى نفسه و توقّف فى هذا الامر المبدع البديع و لمن اراد ان يتوجّه الی شطر القدس و يحضر بين يدى اللّه العزيز العليم و يسمع نداء اللّه و ينظر جماله و يستنشق رائحة اللّه العزيز المقتدر المتعالی الکبير بان يخرج عن بيته مهاجراً الی اللّه الی ان يدخل فى المدينة الّتى سمّى بدار‌السّلام و اذا ورد فيها يکبّر اللّه ربّه بلسان السّر و الجهر الی ان يصل الی الشّط و اذا وصل اليه يلبس احسن ثيابه ثمّ يتوضّأ کما امره اللّه فى الکتاب و اذا غسّل يداه يقول اى ربّ هذا ماء الّذى اجريته بامرک فى جوار بيتک الحرام و کما غسّلت يا الهى منه ايداى بامرک غسّلنى عن کلّ دنسٍ و ذنبٍ و غفلةٍ و عن کلّ مايکرهه رضاک و انّک انت المقتدر القدير. ثمّ يغسل وجهه و يقول اى ربّ هذا وجهى الّذى طهّرته بارادتک اذاً اسئلک بسلطان عزّ فردانيتک و بدايع اسماء مظاهر امرک بان تطّهره عمّن سواک ثمّ احفظه عن التّوجّه الی غيرک و النّظر الی الّذينهم لم يقصدوا جمالک الظّاهر الطّاهر العزيز الکريم. ثمّ يعبر عن الجسر بوقار اللّه و سکينته و يکبّر اللّه الی ان يصل الی آخر الجسر اذاٍ يتوجّه الی شطر البيت و يقول فى اوّل قدمه اى ربّ هذه اوّل خطوةٍ وضعتها فى سبيل رضائک و اوّل قدم حرّکته بارادتک و قد هربت يا الهى من کلّ الجهات الی جهة فضلک و افضالک و فررت عنّى و عن نفسى و عن کلّ ما سويک الی شطر جودک و الطافک. الهى لا تخيّب آمليک عن سحاب رحمتک و عنايتک و لا تمنع قاصديک عن غمام مجدک و اکرامک فها انا يا الهى قصدت بيتک الّتى يطوفنّ فى حولها سکّان ملأ اعلی و من دونها ارواح المقرّبين من الاصفياء اسئلک بها و بهم بان لا تمنع بصرى عن بدايع انوار قدس جمالک و لا تحرم وجهى عن ظهورات هبوبات ارياح فجر لقائک و لا تسدّ عن قلبى نفحات عزّ وحيک و الهامک و انّک انت ذوالجود و الجبروت و ذوالفضل و الرّحمة و الملکوت و انّک انت ذوالقدرة و القوّة و العظموت و انّک انت لمن دعاک قريبٌ مجيبٌ. ثمّ يتبهى اللّه و يشرع فى الطّواف و يطوفنّ حول البيت سبعة مرّات و اذا تمّ عمله و قابل باب البيت يقوم و يستغفر اللّه سبعين مرّة ثمّ يقول يا الهى و سيّدى لک الحمد علی ما اکرمتنى و انعمتنى بحيث اقمتنى علی مقام الّذى لا يرى فيه الّا شئونات عزّ سلطان احديّتک و لا يشهد فيه الّا بوارق انوار شمس جمالک اسئلک بک و بنفسک بان تخلّصنى عن کدورات الدّنيا و زخرفها و تخرق عن وجه قلبى حجبات الّتى منعتنى عن الدّخول فى غمرات ابحر عزّ توحيدک و احجبتنى عن الورود فى ميادين قدس وصلک و لقائک. اى ربّ لا ترجعنى عن باب رحمتک خائباً و لا تطردنى عن بيتک خاسراً. اى ربّ فاغفر‌لی و لابوىّ و اخوتى و اهلی و عشيرتى من الّذينهم آمنوا بک و بآياتک الکبرى فى مظهر جمالک الاعلى و انّک انت العزيز الکريم. ثمّ يمشى بکمال السّکون و يتبهّى اللّه الی ان يصل الی الباب يقوم و يقول الهى هذا مقام الّذى رفعت فيه صوتک و ظهر برهانک و طلعت آثارک و اشرق جمالک و نزلت آياتک و لاح امرک و رفع اسمک و شاع ذکرک و کملت قدرتک و علت سلطنتک علی من فى السّموات و الارضين. ثمّ يخاطب البيت و ارضها و جدارها و کلّ ما فيها و يقول فطوبى لک يا بيت بما جعلک اللّه موطأ قدمه فطوبى لک يا بيت بما وقع عليک من لحظات عزّ کبريائه فطوبى لک يا بيت بما اختارک اللّه و جعلک محّلاً لنفسه و مقرّاً لسلطنته و ما سبقک ارض الّا ارض الّتى اصطفاها اللّه علی کلّ بقاع الارض بما رقم من قلمه الحفيظ. فطوبى لک يا بيت بما يفصّل اللّه بک بين السّعيد و الشّقىّ من يومئذٍ الی يوم الّذى فيه يتجلّى الرّحمن بانوار قدس بديع. فطوبى لک ثمّ طوبى لک بما جعلک اللّه ميزان الموحّدين و منتهى وطن العارفين و جعلک مقدّساً عن عرفان المبغضين و المشرکين بحيث لن يدخل فيک الّا کلّ مؤمن امتحن الّه قلبه للايمان و لن يقدر ان يتقرّب اليک الّا من يهبّ منه روائح السّبحان. فطوبى لک بما جعلک اللّه مخصوصاً للمقرّبين من عباده و المخلصين من بريّته و لن يمسّک الّا الّذينهم انقطعوا بکلّهم عن کلّ من فى السّموات و الارض و لم يکن فى قلوبهم الّا تجلّى عزّ وحدانيّته و فى ذواتهم الّا ظهورات تجلّيات قدس صمدانيّته و هذا شأنٌ اختصّک اللّه به و بذلک ينبغى بان تفتخر علی العالمين. فطوبى لک و لمن بناک و عمّرک و خدمک و سقى اورادک و لمن دخل فيک و لمن لاحظک و لمن وجد منک رائحة القميص عن يوسف اللّه العزيز القدير. و اشهد بانّ من دخل فيک يدخله الله فى حرم القدس فى يوم الّذى يستوى فيه جمال الهويّة علی عرش عظيم و يغفر کلّ من التجأ بک و دخل فى ظلّک ثمّ يقضى حوائجه ثمّ يحشره فى يوم القيمة بجمال الّذى يستضيئ منه اهلها من الاوّلين و الآخرين. ثمّ يکبّ بوجهه علی تراب الباب و ينادى ربّه بنداء کلّ منقطع نادم منيب و يقول اى ربّ انا الّذى تعدّيت عليک و اعترضت علی جمالک بما شغلتنى نفسى و هوائى و انّک انت العليم الخبير. اى ربّ فلمّا عرفت نفسک استغفرک عمّا کنت عليه و عمّا ظهر من لسانى و خرج عن فمى و خطر فى قلبى و رجعت اليک بکلّى و انّک انت الغفور الرّحيم. اى ربّ لمّا عرّفتنى مواقع امرک و ايقظتنى عن نومى و غفلتى اذاً خرجت عن بيتى متوجّهاً الی بيتک و کنت ناظراً الی شطر عنايتک و غفرانک و انّک انت ارحم الرّاحمين. اى ربّ قد جئتک بذنب الّذى کان اثقل عمّا فى السّموات و الارض و اکبر عن خلق الکونين الی ان قمت بين يدى باب بيتک الّتى ما خاب عنها احدٌ من المذنبين و سجدت ترابها خاضعاً لجمالک و خاشعاً لسلطنتک و متذلّلاً لحضرتک. اى ربّ فارحمنى برحمتک و افضالک ثمّ اجعل لی مقعد صدق عندک و الحقنى بعبادک التّائبين. اى ربّ فاغفر جريراتى و خطيئاتى و عن کلّ ما اکتسبت ايداى و انّک انت العزيز الکريم. ثمّ يرفع رأسه و يستغفر الله بهذا الاستغفار العزيز العظيم. اى ربّ استغفرک بلسانى و قلبى و نفسى و فؤادى و روحى و جسدى و جسمى و عظمى و دمى و جلدى و انّک انت التّواب الرّحيم. و استغفرک يا الهى باستغفار الّذى به تهبّ روائح الغفران علی اهل العصيان و به تلبس المذنبين من رداء عفوک الجميل. و استغفرک يا سلطانى باستغفار الّذى به يظهر سلطان عفوک و عنايتک و به تستشرق شمس الجود و الافضال علی هياکل المذنبين. و استغفرک يا غافرى و موجدى باستغفار الّذى به يسرعنّ الخاطئين الی شطر عفوک و احسانک و يقومنّ المريدين لدى باب رحمتک الرّحمن الرّحيم. و استغفرک يا سيّدى باستغفار الّذى جعلته ناراً لتحرق کلّ الذّنوب و العصيان عن کلّ تائب راجعٍ نادمٍ باکى سليم و به يطهّر اجساد الممکنات عن کدورات الذّنوب و الآثام و عن کلّ ما يکرهه نفسک العزيز العليم. ثمّ يدخل البيت بوقار و سکون کانّه يشهد اللّه فى جبروت امره و ملکوت بيته الی ان يدخل فى الصّحن و يحضر فى مقابلة قبة الّتى کانت مخصوصة باستواء عرش العظمة عليها اذاً يرفع ايداه ثمّ يتوجّه طرفه الی شطر افضاله و يقول اشهد فى موقفى هذا بانّه لا اله الّا هو وحده لا شريک له و لا شبيه له و لا ندّ له و لا ضدّ و لا وزير و لا نظير و لا مثال له و انّ نقطة الاولى عبده و بهائه و عظمته و کبريائه و لاهوته و جبروته و سلطانه و عزّته و ملکوته و اقتداره و عزّه و شرفه و الطافه و به اشرق جماله و ظهر وجهه و طلع برهانه و تمّ دليله و کملت حجّته و لاحت آياته و به حشر کلّ من فى السّموات و الارض و بعث من فى ملکوت الامر و الخلق و به هبّت نفحات القدس علی العالمين. و اشهد بانّ من يظهره اللّه حقّ لا ريب فيه و يأتى بانوار قدس منيع. و به يجدّد خلق السّموات و الارض و خلق الاوّلين و الآخرين. فهنئياً لمن يدرک زمانه و يدخل بابه و يشرّف بلقائه و يطوف فى حوله و يسجد بين يديه و يزور تراب قدميه و يقوم فى محضره و يکون من القائمين. ثمّ يقول اى ربّ هذا بيتک الّتى فيه هبّت نسمات جودک و عنايتک و فيها تجلّيت فى سرّ السّر بکلّ مظاهر اسمائک و مطالع صفاتک و ما اطّلع بذلک احد الّا نفسک العليم. اى ربّ هذه بيتک الّتى منها ظهرت آيات فضلک علی العالمين و فيها ورد عليک ما ورد من المقبلين و المعرضين و انّک انت صبرت فى کلّ ذلک بعد قدرتک و سلطانک و انّک انت العليم الحکيم القادر القدير. اى ربّ هذا مقام الّذى فيه تمشيّت بقدميک القديم و فيه رفعت صوتک و نغماتک ثمّ ندائک و تغرّداتک البديع المليح. اى ربّ هذا مقام فيه استويت علی عرش الممکنات و تعلّيت فيه بسلطان قدرتک علی کلّ من فى السّموات و الارضين. اى ربّ هذا مقام الّذى توجّه فيه طرفک الی شطر جودک و فيه تموّجت ابحر القدرة فى کلمتک المکنون المصون الحفيظ. اى ربّ هذا مقام الّذى کان فيه امرک فى سرّ السّرّ و ما تحرّک فيه شفتاک علی ما اردت و سترت فيه وجهک المنير و کنت فيه فى غيب الغيب و ستر السّتر بحيث ما عرف نفسک احدٌ من العالمين. اى ربّ هذه بيتک الّتى عروها بعدک عبادک و غاروا ما فيها و نهبوا ما عليها و بذلک هتکوا حرمتک و حاربوا معک فى سرّهم و نقضوا ميثاقک و کسروا عهدک و انت سترت کلّ ذلک و تجاوزت عنهم بعفوک البديع. اى ربّ لا تعرنى عن جميل سترک و لا تنزع عنّى برد عنايتک و غفرانک و لا تبعدنى عن جوار رحمتک و لا تحرمنى عن کوثر فضلک المنيع. اى ربّ قدّسنى عن دونک و قرّبنى الی نفسک و شرّفنى بلقائک و انّک انت القادر العالم المدرک الباعث المحيى المميت. اى ربّ وفّقنى علی ما انت اردته لعبادک المقرّبين ثمّ قدر‌لی خير ما قدرته لا صفيائک المقدّسين. اذاً يسکن فى نفسه و يسکت فى ذاته ثمّ يتوجّه بقلبه و سمعه الی شطر البيت ان وجد رائحة اللّه و سمع ندائه يوقن فى نفسه بانّ الله کفّر عنه سيّئاته و تجاوز عنه و تاب عليه و يشهد نفسه مثل يوم الّذى وُلد من امّه و ان ما وجد رائحه اللّه العزيز القدير يکرّر العمل فى هذا اليوم او فى يوم اخرى الی ان يجد و يسمع و هذا ما قدّر من قلم عزّ حکيم علی الواح قدس حفيظ. کذلک يفتح اللّه ابواب الفضل و الجود علی وجه السّموات و الارض لعلّ النّاس لا يمنعون انفسهم عن رحمة اللّه و فيضه و انّ هذا الهدىً و ذکرى من لدنّا علی العالمين. ان يا حرف الها اسمع ما يناديک اللّه فى هذا السّجن و لا تلتفت الی شيئ فتوکّل عليه ثمّ ادخل فى شاطئ اسمٍ عظيم. ثمّ اعلم بانّا لمّا اجبناک من قبل لذا انصحناک فى هذا اللّوح لتستنصح فى نفسک و تطّلع بما هو المستور عن انظر العالمين. فو‌اللّه ما اردنا فى ذلک الّا تنزيهک عن حجبات التّقليد و ورودک فى هذا الرّضوان الممتنع المنيع و لتشهد الامور بعينک و تعرف کنز اللّه الاکبر فى هذه الکلمة العظيم. قل تاللّه يا قوم ما انا الّا عبداللّه و بهائه و ادعوکم الی اللّه و بما نزل من عنده و ما اريد منکم جزآء و کان اللّه بينى و بينکم لشهيد. ايّاکم ان لا تتعرّضوا بالّذى جائکم بآيات اللّه و حکمه خافوا عن اللّه ثمّ عن حدوده لا تکوننّ من المتجاوزين. ان اتّبعوا ملّة اللّه و دينه و لا تختلفوا فيما نزل عليکم و کونوا من المتّقين. اذاً قم يا عبد و تدارک مافات عنک ليغفرک اللّه بجوده و يلبسک من رداء عزّ کريم. دع الدّنيا و ما فيها و عليها فى ظلّک ثمّ طيّر فى هواء الرّوح و لا تخف من المشرکين. اوّلاً فانقطع فى نفسک ثمّ ادع النّاس بالانقطاع ليؤثّر قولک فى قلوب الغافلين. قدّس نفسک عن الدّنيا ثمّ أمر النّاس بالتّقديس عنها کذلک تغطک الورقاء ان انت من العاملين. فو اللّه يا عبد لو تستنشق هذا القميص الّذى ارسلناه بايدى المبشّرات من تلک الکلمات لتجد منه رائحة الله العزيز المغنى الکريم. و تنقطع عن الملک و ما عليه و تدخل مصر الايقان حين غفلتک عن کلّ من فى الارض اجمعين و تشهد بهذا اللّوح کما شهد اللّه لنفسه بنفسه فى جبروت امره بانّه لا اله الّا هو و انّ عليّاً عبده و بهائه علی من فى السّموات و الارضين و انّک انت يا محمّد اذا کمل تبليغک علی اسمنا تفحّص هناک لتجد الّذى سمّى بالحبيب ثمّ ذکّره من لدنّا و بشّره من عندنا ليفرح فى نفسه و يکون من الفرحين. قل يا عبد فاشکر اللّه بما حضرت بين يديه و فزت بلقائه و کنت من الفائزين. و لو انّک ما عرفته حين الّذى کنت جالساً بين يديه و لکن اللّه قبل عنک طاعتک و قدّر لک فى اللّوح اجراً عظيم. فو اللّه لو تطّلع بما قدّر لک لتطير من الشّوق و لکن ستر ذلک عنک و عن عيون العالمين لحکمة الّتى کانت فى علم ربّک و ما اطّلع به احدٌ الّا نفسه و هذا تنزيل من لدى اللّه العزيز الجميل. ثمّ ذکّر الاحباب فى هناک من کلّ اناث و ذکور و من کلّ صغير و کبير ثمّ ذکّرهم بهذه الايّام الّتى تغنّ فيها عندليب القدس فى آخر ايّامه و تذکرهم باذکار قدسٍ منيع. قل يا قوم فانتهوا ما نهيتم عنه و لا تتّعدوا عن حدود اللّه و لا تجاوزوا عمّا امرتم به فى الکتاب اتّقوا اللّه و لا تکوننّ من الخاسرين. ثمّ اجتمعوا علی امر اللّه و کلمته و لا تختلفوا فى شيئ و لا تشرکوا باللّه و کونوا من الموحّدين. کذلک قضينا لکم و للّذين قضى نحبهم و کانوا امم امثالکم علی انّه لا اله الّا هو العزيز الفرد الغالب القدير. و اذا جمعتم علی مقاعدکم ذکّروا حزننا و بما ورد علينا ثمّ سجننا فى هذه الارض الّتى منعت عن دخولها عبادنا المريدين. ثمّ اعلم يا محمّد انّا جعلنا هذا اللّوح روحاً حيّاً حيواناً لتنفخ منه علی کلّ ارض و مدينةٍ علی قدر ما استطعت عليه لئلّا يمسّک من ضرّ و تعبٍ و انّک فاعمل بما امرت علی قدر طاقتک و لا تتعب نفسک فوق قدرتک و کن فى حفظ و سلامة منيع. ثمّ اعلم بان حضر بين يدينا ورقة من عندک و ذکرت فيها اسماء الّذينهم اکرموک فى رجوعک عن تلقاء الجمال بامر اللّه العزيز الغالب العليم الحکيم. و بذلک رضينا عنهم و اثبتنا اسمائهم فى لوح الّذى لن يغادر عنه ذرّة من اعمال الخلائق اجمعين ليشکروا اللّه فى انفسهم و يذکروه فى ايّامهم و يکوننّ من الشاکرين. کذلک منّنا عليک و عليهم رحمةً من عندنا لهم و لعبادنا الصّالحين. ثمّ اشکر اللّه فى نفسک بما جعلناک حاملاً لهذا الفضل الاکبر و انتخبناک لتبليغه علی العالمين. و بذلک منّنا عليک و علی نفسک و روحک و علی آبائک الی ان ينتهى الی البديع الاوّل و انّ هذا لفضلٌ مبين. فاعرف شأنک فى ذلک و بما سقيناک من خمر الّتى جعلها الله نوراً ثمّ روحاً ثمّ لذّةً للشّاربين. فاثبت فيما امرت و لا تضيع فيما قدّر لک و ان يمسّک فرحٌ فى الامر فاشکر اللّه بارئک و ان يمسّک من حزنٍ فاصطبر و کن فى صبر جميل. انّ اللّه يوفّى اجور الّذينهم صبروا فى جنبه ابتغاء مرضاته و انّه لا يضيع اجر المحسنين. و انّا رتّلنا هذا اللّوح احسن ترتيلاً لک و لمن اراد اللّه لنفسه و هذا احسن الفضل من لدنّا لعبادنا المؤمنين و الرّحمة عليک و علی کلّ من آمن باللّه و بما نزل من عنده فى الواح قدسٍ مبين و الحمد للّه ربّ العالمين.

هذه سورة الاعراب
قد نزلت من لدن منزل قديم
هو‌المقدّس‌المتعالی‌العلىّ‌الابهى

تلک آيات اللّه قد نزلت بالحقّ من سماء عزّ بديع و جعلها اللّه حجّةً من عنده و برهاناً من لدنه علی العالمين و فيها يذکر عباد اللّه الّذينهم عرفوا اللّه بنفسه و ما اجتجبهم عوّى المشرکين و دخلوا فى ظلّ عنايته و سکنوا فى جوار رحمته الّتى سبقت الممکنات و انّ هذا لفضل عظيم. اولئک هم الّذين يصلّون عليهم اهل ملأ الاعلی ثمّ ملئکة المقرّبين. اولئک الّذين اذا استشرقت عليهم شمس البقاء عن افق العلی مرّةً اخرى خرّوا بوجوههم سجّداً للّه العلىّ العظيم. ان يا احبّاء اللّه من الاعراب اسمعوا نداء اللّه من هذا الشّجرة الّتى ارتفعت بالحقّ و تنطق کلّ ورقة من اوراقها فى کلّ شيئ بانّى انا اللّه لا اله الّا هو المقدّس العزيز الکريم. ان يا قوم ان اسرعوا الی سدرة اللّه ثمّ استظّلوا فى ظلّها تاللّه الحقّ لو تفحّص فى اقطار السّموات و الارض لن تجدنّ مقرّ الامن الّا فى ظلّ هذه الشّجرة الّتى ارتفعت علی العالمين و تهبّ من خلالها نسمة اللّه الّتى بها يحيى کلّ عظم رميم. توجّهوا اليها و کلوا من اثمارها ليطهّر بها قلوبکم من اشارات کلّ مکّار اثيم. ان اشکروا اللّه بما عصمکم عن تيه النّفس و الهوى و انقذکم من غمرات الوهم و العمى فى يوم الّذى فيه اتى اللّه بملکوت امره و اظهر سلطانه علی من فى السّموات و الارضين. و عرّفکم نفسه و اظهر عليکم جماله و کلّم معکم ظاهراً مشهوداً و جعلکم من عباده العارفين. ان استقيموا علی الامر لانّ الشّيطان قد ظهر بجنوده و يأمرکم فى کلّ حين بان تکفروا باللّه الّذى خلقکم بامر من عنده و جعلکم من الفائزين. ان احمدوا اللّه بما اختصّکم لنفسه بحيث لمّا غابت شمس القدم عن وطنها اشرقت عن افق العراق ارضکم و انّ هذا من فضله عليکم و لن يعادله شيئ عمّا خلق بين السّموات و الارضين و کان وجه اللّه بينکم مشرقاً مضيئاً من غير سترٍ و حجاب و يتلو عليکم من آيات ربّکم فى کلّ شهور و سنين و کان يمشى بينکم جمال القدم بوقار اللّه و سکينته و يتحلّى عليکم فى کلّ حين بتجلّى آخر و بذلک تمّت نعمة اللّه و رحمته عليکم لتکوننّ من الشّاکرين. فينبغى لکم بان تفتخروا علی قبائل الارض کلّها لانّ دونکم ما فازوا بما فزتم ان انتم من العارفين. اذاً ينبغى لکم بان تخلّقوا باخلاق اللّه لتهبّ من شطر قلوبکم روائح القدس علی الممکنات و يظهر منکم آثار ربّکم الرّحمن الرّحيم. و انّه لمّا اصطفاکم عن بين بريّته فاجهدوا بان يظهر منکم ما لاظهر من دونکم ليبرهن اختصاصکم بنفسه بين العالمين. کونوا کالنّجوم بين ملأ الارض ليهتدى بکم عباد الّذينهم احتجبوا عن‌عرفان اللّه و مظهر امره و کانوا من الغافلين. کونوا امناء على انفسکم و انفس النّاس ثمّ فى اموالهم و انها لصفة الّتى احبّها اللّه من قبل ان يخلق الآدم من الماء و الطّين. و انتم ان لا تکونوا امناء فى الارض لن تطمئنّوا من انفسکم و لا النّاس منکم کذلک ينصحکم اللّه بلسان مظهر امره و انّه لذکرى لکم و للخلايق اجمعين. طهّروا صدورکم عن الحسد و البغضاء ثمّ نفوسکم عن البغى و الفحشاء ثمّ اعملوا بما امرکم اللّه و انّه ما امر العباد الّا بما هو خيرٌ لهم عن خزائن السّموات و الارضين. ايّاکم ان لا تجادلوا لما خلق فى الدّنيا مع احدٍ دعوها لاهلها لتستريح انفسکم و تکوننّ خالصاً لوجه ربّکم العلىّ العظيم. و انّ ملکوت الغنا بيد ربّکم الرّحمن يغنى من يشاء بامر من عنده و انّه لهو المقتدر العزيز الکريم. ثمّ اعلموا بانّ اللّه اودع الارض بيد الملوک و جعلهم ظهورات قدرته بين الخلايق اجمعين ان يدخلنّ فى ظلّ سدرة الامر و من دون ذلک الامر بيده يفعل ما يشاء و يحکم ما يريد. انّه لم يزل ما اراد لنفسه شيئاً اودع الدّنيا و زخرفها لاهلها و قدّس اوليائه عن التّوجّه اليها لانّه ما اراد لهم الّا ما هو ليبقى بدوام نفسه العلىّ العظيم. و ما اراد من الدّنيا هو قلوب احبّائه ليقدّسهم عن کلّ ما سواه و يعرجهم الی مقرّ الامن مقام الّذى لن يشهد فيه بوارق الوجه و لن يذکر الّا ذکرى العزيز البديع. ان افتحوا يا قوم مدائن القلوب بسيف اللّسان باسم ربّکم المقتدر العزيز المنّان و کذلک امرکم لسان الرّحمن من قبل و حينئذٍ ان اعملوا بما امرتم و لا تجاوزوا عن حدود اللّه ربّکم و ربّ العالمين. ايّاکم ان لا تجادلوا فى امر اللّه مع احد لانّا ارفعنا حکم السّيف و قدّرنا النّصر بالحکمة و البيان فضلاً من لدنّا علی الخلائق اجمعين. ان اشتعلوا يا قوم بحرارة حبّ اللّه لتشتعل منکم افئدة النّاس و انّ هذا حقّ النّصر لو انتم من العارفين. انّه لم يزل کان مقدّساً عن الدّنيا و ما خلق فيها و عليها و لو اراد ليسخّر الارض و من عليها باسمه المقتدر العزيز القدير. ان اصبغوا يا قوم بصبغ اللّه ثمّ اجتنبوا عن صبغ المشرکين انّ اللّه يأمرکم بالبرّ و التّقوى ان اتّقوا فى دين اللّه و لا ترتکبوا البغى و الفحشاء کونوا من الّذين يشهد من وجوههم انوار ربّکم المختار و يظهر منهم اثر اللّه و وقاره کذلک ينبغى لکم اهل البهاء فى هذه الايّام الشّديد. ان يا اعرابى اسمعوا ندائى ثمّ امشوا علی اثرى ثمّ اذکروا ايّام لقائى و وصالی ثمّ هجرتى و غربتى و سجنى ليذکرکم اللّه فى ملکوت عزّ کريم. دعوا کأس الفناء من الّذينهم اتّبعوا النّفس و الهوى ثمّ خذوا کأس البقاء من انامل البهاء باسم ربّکم العلىّ الاعلى فى هذه الکرّة الاخرى و انّ بها تستغنى النّفوس عن العالمين. ان يا قلم القدم ذکّر عبادنا الاعراب الّذين اختصّهم اللّه بنفسک و جعلهم ناظراً الی شطر رحمتک و انقطعهم عن المشرکين ليفرحوا فى انفسهم و يستقيموا علی امر الّذى انفطرت منه سماء الاعراض و اندکّت کلّ جبل شامخ رفيع. قل يا قوم انّا اخبرناکم حين الخروج عن العراق بانّ السّامرى يظهر و العجل ينادى و تتحرّک طيور اللّيل بعد غيبة الشّمس ايّاکم ان لا تنسوا کلمات اللّه کونوا فى عصمة منيع. تاللّه يا اعرابى لو تنظروننى لن تعرفونى و قد ابيّض مسک السّود من تتابع البلايا و ظهرت الف الامر علی هيئة الدّال من توالی القضايا ثمّ اصفرّ هذا الوجه المحمّر المنير. يا اعرابى لا تنسوا ذکرى و بلائى و لا کربتى و ابتلائى فو‌عمرى انّ عينى يمطر و قلبى ينوح علی نفسى بين هؤلاء المشرکين. تاللّه انّ جمال المشيّة قد تغيّر من ظلم الاعداء و هيکل الارادة قد استقرّ علی الرّماد و القدر شقّ ثياب الصّبر و القضاء منع عن الامضاء بما ورد من جنود الاشقياء علی اللّه العلىّ الاعلی فى ظهوره الاخرى و کذلک قضى الامر ان انتم من السامعين. هل من ناصر ينصر جمال اللّه باللّسان و يحفظ هيکل امره من سيوف اهل البيان و يکون من الّذين ما منعتهم حجبات الاسماء عن الورود فى طمطام الاعظم هذا الذّکر الحکيم. و هل ذى رحم يرحم علی هذا المظلوم و يستقيم علی نصره و ينقطع عن العالمين. ان يا اعرابى انّ الّذى لن يقدر ان يتکلّم فى محضرى قد قام علی قتلی بعد الّذى خلقناه و ربّيناه و علّمناه و حفظناه فى شهور و سنين. تاللّه لو اقصّ لکم من قصص يوسف البقاء و ما ورد عليه من ذئاب البغضاء لتنقطعنّ عن انفسکم و ارواحکم و تتوجّهنّ الی البيداء و تنوحنّ الی ان تفارق الرّوح من اجسادکم و لکن امسکنا القلم عن البيان حفظاً لانفسکم يا معشر المخلصين. يا اعرابى نوحوا لوحدتى و غربتى و سجنى و بلائى و لا تکوننّ من الغافلين. انّ الّذين جعل اللّه ظاهرهم عبرةً فى الارض قد قاموا علی الاعراض علی شأن عجز عن ذکره قلم العالمين. يا اعرابى اسمعوا قولی و لا تقرّبوا الّذين تهبّ منهم روائح النّفاق تجنّبوا عن مثل هؤلاء و کونوا فى عصمةٍ منيع. کذلک امرکم جمال الرّحمن حين الّذى احاطته الاحزان من جنود الشّيطان ان انتم من العارفين. و الضّياء الّذى اشرق عن ناحية البقاء عليکم يا اهل البهاء بدوام الملک المقتدر العلىّ العظيم.

هذه سورة الاحزان قد نزلت من لدى الرّحمن للّذى
توجّه الی شطر السّبحان فى هذا الزّمان الّذى
کلّ انفضّوا عن ظلّ اللّه و رحمته و
اتّخذوا الشّيطان لانفسهم معينا
بسم‌اللّه‌الامنع‌الاقدس‌الاعزّ‌الابهى

ان يا سيّاح الاحديّة سبّح فى قلزم الکبرياء الّذى ظهر باسمى الابهى و جرت عليه سفن البقاء و رکب عليها عباد الّذينهم انقطعوا عن الدّنيا و طاروا بجناحين القدس الی فضاء هذا الهواء الّذى ظهر فى هذه السّماء الّتى ارتفعت فى هذا العماء و کذلک احاطهم فضل ربّک ليشکرنّ اللّه و يکوننّ من الشّاکرين فى الالواح مسطوراً. و انّک انت قل بسم اللّه و باللّه ثمّ ادخل عريّاً فى غمرات هذا البحر الّذى ما وصل المقرّبون الی ساحله و کيف الدّخول فيه کذلک امرک لسان المحبوب ان افعل و لا تخف من احدٍ فتوکّل عليه و انّه يحفظک کما حفظک من قبل و انّه کان علی کلّ شيئ قديراً. تاللّه الحقّ اليوم يومک ان اخرج عن خلف حجبات الصّمت ثمّ انطق بين السّموات و الارض و بشّر النّاس بهذا النّبأ الّذى انشقّت منه اراضى الکبر و انفطرت سموات الاعراض و اندکّت جبال الغلّ و انهدمت بيت البغضاء و اقشعرّت منه جلود کلّ مشرک عميّاً. و انّک انت فانظر الی المشرکين و ما يخرج من افواههم منهم من يقول هل اللّه کان ظاهراً و هل الشّمس اشرقت عن افق القدس قل اى ربّ و ربّى انّها قد اشرقت بسلطان کان علی العالمين محيطا. و انّک انت يا اکمه الارض فافتح بصراک لتشهدها مشرقا مضيئاً منير.اً و انّها لم يزل کانت ظاهرةً فى قطب الزّوال بسلطان العظمة و القدرة و الاجلال و لن يسترها اعراض کلّ معرضٍ و لا شرک کلّ مشرک و کذلک کان الامر علی الحقّ مشهود.ا و منهم من يقول هذا لهو الّذى افترى علی اللّه قل فويل لک يا ايّها المشرک ان هذا الّا وحى يوحى علّمه اللّه عند سدرة المنتهى و رأى من آيات ربّه ما رأى تاللّه لن يزلّ قدماه عن کلّ ما خلق بين الارض و السّماء و انّه مرّةً ينطق علی لحن علىٍّ فى جبروت القصوى ثمّ علی لحن محمّد فى ملکوت الانشاء ثمّ علی لحن الرّوح فى سماء البقاء ثمّ علی لحن الکبرياء فى هذا الجمال الّذى اشرق علی کلّ شيئ و ظهر من تجلّياته علی صور الممکنات هيئة انّه لا اله الّا هو و انّه لهو المحبوب فى کبد المقصود و انّه لهو المعبود فى کلّ ما کان و ما يکون و لکن النّاس اکثرهم احتجبوا عنه بعد الّذى ظهر بکلّ الآيات و ما ظهر من عنده قد کان علی نفسه شهيدا. فيا ليت انّک کنت حينئذٍ حاضراً لدى العرش و سمعت لحنات البقاء کيف يظهر عن هيکل البهاء تاللّه الحقّ لو‌يطهّر اذان الممکنات و يسمعنّ نغمةً منها لينصعقنّ کلّهم علی التّراب بين يدى ربّک العزيز الوهّاب و لکن لمّا اعترضوا علی اللّه جعلهم اللّه محروماً عن بدايع فضله و ما کانوا حينئذٍ بين يدى ربّک الّا ککفّ طينٍ مطروحاً. و انّک لو تفکر فيما يخرج من افواههم تاللّه تسمع ما لا سمعت من اليهود حين الّذى ارسلنا اليهم الرّوح بکتاب مبينا. و لا من ملأ الانجيل حين الّذى اشرقنا عليهم شمس البقاء عن افق البطحاء و ارسلناه اليهم بانوار کانت علی العالمين مشهوداً. و لا من ملأ الفرقان حين الّذى شقّت سماء العرفان و اتى اللّه علی ظلل اسمه الرّحمن بجمال علىٍّ بالحق فلمّا بلغنا الی هذا الاسم المبارک الامنع الارفع الاقدس الّذى کان بالحقّ بديعاً. قد ظهر فى نفسى حالتان اشاهد بانّ قلبى اشتعل من نار الاحزان بما ورد علی جمال الرّحمن من ملأ الفرقان کأنّ کلّ ارکانى يشتعل حينئذٍ بنار الّتى لو القى زمامها لتحرق کلّ من فى الملک و کان اللّه علی ذلک شهيداً. و کذلک اشاهد بان يبکى عينى ثمّ کلّ جوارحى حتّى يمطر من شعراتى قطرات الدّموع بما مسّته البأساء من هؤلاء الاشقياء الّذينهم قتلوا اللّه و ما عرفوه و فى حين الّذى افتخروا باسم من اسمائه علّقوه فى الهواء و ضربوا عليه رصاص البغضاء فيا ليت ما خلق الابداع و ما ذوّت الاختراع و ما بعث نبىّ و ما ارسل رسول و ما حقّق امر بين العباد و ما ظهر اسم اللّه بين الارض و السّماء و ما نزلت صحائف و لا کتب و لا زبر و لا الواح و لا رقاع و ما ابتلی جمال القدم بين هؤلاء الاشقياء و ما ورد عليه من الّذينهم کفروا باللّه جهرةً و ارتکبوا ما لا ارتکبه احدٌ من العالمين جميعاً. تاللّه الحقّ يا علىّ لو تنظر فى کلّ ارکانى و جوارحى و کبدى و قلبى و حشائى لتجد اثر رصاص الّذى ورد علی هيکل اللّه فآه آه اذاً بقى منزل الآيات عن الانزال و هذا البحر عن الامواج و هذه السّدرة عن الاثمار و هذه السّحاب عن الامطار و هذه الشّمس عن الانوار و هذه السّماء عن الارتفاع و کذلک کان الامر حينئذٍ مقضّياً. فيا ليت کنت فانياً و ما ولدتنى امّى و ما سمعت ما ورد عليه من الّذينهم عبدوا الاسماء و قتلوا منزلها و خالقها و محقّقها و مرسلها فافّ لهم و بما اتّبعوا انفسهم و هويهم و ظهر منهم ما خرّت الحوريّات عن غرفهاتهنّ و وضع الرّوح وجهه علی التّراب بما ورد على ربّ الارباب من هؤلاء الذّئاب اذاً يبکى کلّ شيئ لبکائى لنفسه و يضجّ کلّ الاشياء لضجيجى لفراقه قد بلغت فى الحزن علی مقام لن يخرج من فمى نغمات البقاء و لا عن قلبى نفحات الرّوحى و لو لا‌ عصمتى نفسى لانفطرت ارکانى و کنت معدوماً. و اذاً يبکى ظهور قبلی فى افق الابهى و يخاطبک ان يا علىّ تاللّه الحقّ لو تنظر الی قلبى و کبدى و حشائى ثمّ سرّى و جهرى و ظاهرى و باطنى لتجد آثار رماح البغضاء الّتى ورد علی ظهورى الاخرى باسمى الابهى. اذاً انوح و ينوح کلّ من فى الملأ الاعلی ببکائى عليه و اصيح و يصيح کلّ من فى سرادق الاسماء لصيحتى و اضجّ و يضجّ کلّ من فى مدائن البقاء لضجيجى لهذا المظلوم الّذى وقع بين ملأ البيان. تاللّه فعلوا به ما لا فعلوا امّة الفرقان بنفسى فآه آه عمّا ورد عليه و علی ما مسّته من هؤلاء اذاً خرّت کلّ الوجود من الملک و الملکوت علی التّراب بما ورد علی هذا الجمال الّذى استقرّ علی عرش الاقتراب فافّ لهم و بما اکتسبت ايديهم فى کلّ بکورٍ و عشيّاً. اذاً ينادى جمال القدم بان يا قلم الاعلى غيّر الذّکر من هذا الذّکر الّذى به حزن کلّ الممکنات و کلّ ما وقع عليه اسم شيئ ثمّ اجر علی ذکر آخر فارحم علی اهل ملأ الاعلى تاللّه الحقّ تکاد ان تنهدم العرش بعظمته و الکرسىّ برفعته و انّا لمّا سمعنا النّداء انتهينا ذکر الاحزان و رجعنا الی ما کنّا فى ذکره لتکون بذلک عليماً. و انّک انت يا علىّ لا تحزن عمّا القيناک من مصائب الّتى وردت علی ظهورنا الاولى ثم الاخرى فاشدد ظهرک لنصرة امر اللّه و قم علی الامر بقوّة و استقامةٍ منيعاً ثمّ انظر شأن هؤلاء و ما يخرج من افواههم فى تلک الايّام الّتى اشرقت الشّمس بکلّ الانوار و استضاء منه کلّ مقبل امينا. تاللّه تسمع من هؤلاء ما لا سمعت من احدٍ لانّهم يستدلّون فى اثبات امرهم بآيات الّتى نزلناها علی الّذى ارسلناه بالحقّ و جعلناه رحمةً لمن فى الملک جميعاً. فلمّا تتلی عليه اعظم عمّا سمعوا اذاً يعترضنّ و يفرنّ و ان يجدن فى انفسهم من قدرةٍ ليقتلنّ الّذى يقرء عليهم الآيات کذلک فاعرف شأن هؤلاء لتکون بما عندهم بصيرا. قل يا قوم انّ الّذى ظهر بالحقّ قد شهدتم عنه قدرة اللّه و سلطنته ثمّ ظهور اللّه و عظمته و من دون ما شهدتم من بدايع القدرة و القوّة قد نزل من سماء فضله معادل ما نزل فى البيان اتّقوا اللّه يا قوم و کونوا فى الامر تقيّاً. اتحاربون مع الّذى به اشرقت الشّموس و نوّرت الاقمار و زيّننت النّجوم و جرت الانهار و موّجت البحار و رفعت السّماء و انبسطت ارض القدس و اثمرت الاشجار. فافّ لکم و بالّذى امرکم بان تکفروا باللّه و تشرکوا بجمال الّذى استوى علی العرش بسلطان کان علی العالمين محيطا. تاللّه يا ايّها النّاظر الی اللّه قد ورد علىّ من هؤلاء ما لا سمعت الآذان و لا شهدت الابصار اذاً يبکى علىّ عيون الممکنات و ينوح لضرّى کلّ القبائل من ملکوت الاسماء و الصّفات و عيون العظمتة عن وراء حجبات عزّ منيعاً. تاللّه الحقّ انّ الّذى يفرّ من الثعلب و يستر وجهه خلف الدّنان خوفاً من نفسه فلمّا شهد بانّا ارفعنا الامر بسلطان القدرة و القوّة و اشتهر اسم اللّه بين المشرق و المغرب اذاً ندم عن ستره و خرج عن خلف القناع ببغضاء غظيماً. و شاور مع احدٍ من خدّامى علی قتلی و اراد ان يسفک هذا الدّم الّذى لو يترشّح علی الممکنات رشحٌ منه کلّهنّ ينطقنّ بانّى انا اللّه لا اله الّا هو و کذلک مکر فى نفسه بعد الّذى ربّيناه و علّمناه فى کلّ بکور و اصيلاً. فلمّا نزلت جنود وحى اللّه و حفظنى عن شرّه و مکره اذاً قام علی مکرٍ اخرى و به تحيّرت اهل لجج الاسماء ثمّ اهل ملأ الاعلى و کان اللّه علی ما اقول شهيداً و نسب الی نفسى اموراً لو تسمعها من ذى بصرٍ لتعرف ما ورد علی هذا المظلوم من هؤلاء الّذين قاموا عليه بظلم کان فى کلّ الالواح کبيراً. ان يا قلم الاعلى ذکّر لمن تحبّه ما نادى به احدٌ من حزب الشّيطان فى شطر العراق بان يا ملأ البهاء لمَ تبلّغون امر اللّه ربّکم و تدعون النّاس الی اللّه الّذى خلق کلّ شيئ بامرٍ من عنده لانّ منتهى رتبة العباد بلوغهم الی مقام الازل و انّه لمّا ينزل عن مقامه و يؤخذ ما اوتى کيف ينفع العباد تبليغکم و ذکرکم کذلک سوّلت له نفسه و تکلّم بما اشتدّ به غضب اللّه و سخطه علی نفسه و علی الّذين يقولون ما قال و جعل انفسهم عن شاطئ العرفان محروماً. قل فويل لک يا ايّها المشرک باللّه ما توهّمت فى اسم الازل انّا خلقناه کما خلقنا کلّ الاسماء ليدخلنّ علی موجدهم و صانعهم و يکوننّ فى امر اللّه مستقيماً. کلّ الاسماء عند اللّه فى حدٍّ سواء يعطى و يأخذ و لا يسئل عمّا شاء و انّه کان علی کلّ شيئ حکيماً. و کلّ فضل انتم عرفتموه فى النّفوس يبقى فى ايمانهم باللّه و اقبالهم عند ظهوره و توجّههم الی شطر الّذى کان فى ازل الآزال محبوباً. بيّن يا ايّها الشّقى کيف صار الدّيّان دنيّاً و لن يتغيّر دونه ان يا واحد العين فکّر فى نفسک ا‌تشهد عيوب النّاس و تکون غافلاً عمّا فى نفسک فويلٌ لک بما علّمک الشّيطان الّذى کفر باللّه و جعلنا ظاهره عبرة للخلائق جميعاً. قل يا ايّها الکافر باللّه فيا ليت رأيت و عرفت الّذى اتّخذته ربّاً من دون اللّة تاللّه الحقّ لو رأيته و عرفته لفررت منه الف فراسخ بل اکثر من ذلک و کان اللّه علی ذلک عليماً. قل يا ايّها الحمير انّا حفظناه و ربّيناه و وصفناه و اذکرناه و انت عرفت کلّ ذلک و کنت علی ذلک شهيد و انّه حارب بنفسى و انکر آياتى اذاً ينبغى لک بان تعترض عليه لا علی الّذى خلقک و ايّاه من ماء مهينا. و تسئل منه باىّ حجّةٍ آمنت بنقطة الاولى و من قبله برسل اللّه و باىّ برهان کفرت بالّذى ظهر بکلّ الآيات و افتيت علی قتله و کنت فى الاعراض قويّا. و من دون ذلک يا ايّها المشرک لم يزل کان من سنّتنا بان نأخذ و نعطى اما رأيت حجر الّذى امرنا العباد بان يطوفنّ فى حوله کيف انزعنا عن هيکله رداء القبول و اعطينا هذا الفضل بمقام آخر لو انت بذلک عليماً. اذاً فانصف فى نفسک و لو انّا علمنا بانّک لا تنصف ابداً و عندنا علم السّموات و الارض نعلم ما علّمک ابيک فى اللّيالی و الايّام و وسوس فى صدرک و نفخ فيک من روحى الّتى بها ينقلب کلّ انسانٍ و يصير حميرا. اذاً فاسئل عن الّذى اتّخذته ربّاً من دونى قل يا ايّها المعرض فانصف فى نفسک هل سمعت ظهوراً فى الابداع اعظم عمّا ظهر و ينطق حينئذٍ فى قطب البقاء بانّى انا ربّکم العلىّ الاعلی فى هذا الافق المقدّس الابهى و هى رأيت کلماتاً اعظم عمّا نزلت بالحقّ من جبروت البقاء من هذا الفتى النّاطق فى سماء القضاء لا فو جمالی الّذى کان علی العالمين مشرقاً و مضيئاً. و مع ذلک انت اتّبعت هذا الّذى خلق بحرکة من قلمى و افتى علی نفسى بعد الّذى حفظناه فى کلّ شهور و سنينا. يا ايّها البصير العمى بحيث ترى نفسک و لن تشهد مولاک الّذى بامر منه خلقت الاسماء و ملکوتها ثمّ الصّفات و جبروتها ثمّ الخلائق جميعاً. هل رأيت فى المرآت الّتى انحرفت عن الشّمس علی وجهها من نورٍ او‌ضياء او‌اثرٍ لا فو نفسى الرّحمن لو انت بذلک بصيراً. و کذلک فانظر فى مرايا الاسماء ان يدخلن فى ظلّ ربّهنّ و يقبلنّ بتجلّيات الّتى يتجلّى بها شمس البقاء يستضيئنّ بانوارها و ضيائها و من دون ذلک يمنعنّ و يکوننّ محروماً عن تجلّيات الّتى کانت علی الحقّ مضيئا. اما رأيت فى ظهور قبلی بانّ علماء الّذينهم عمروا فى الدّنيا و ارتقوا الی معارج العرفان و عبدوا اللّه فى اللّيالی و الايّام نزل عليهم حکم الشّرک و الکفر و نزع عن هياکلهم رداء الايمان و الّذين يکنسون البيوت و ما عرفهم من احدٍ البسهم اللّه رداء الولاية و النّبوّة کذلک فاشهد قدرة ربّک و لا تکن جبّاراً شقيّا. هل ينبغى للّذينهم کانوا علی الارض بان يعترضوا علی اللّه بانّ هؤلاء الّذينهم عمروا فى دين اللّه و عبدوه و سجدوه و خضعوا لامره و کانوا علماء الارض و رجعوا الی النّار انّا کيف نصل الی مقام رفيعاً. قل يا ايّها المشرک تقول کما قالوا المشرکون من قبل فى زمن کلّ ظهور و لن تستشعر ما تقول فسوف يضربن علی فمک ملئکة العذاب من لدن مقتدرا قديراً.‌ ثمّ اعلم بانّ حين الظّهور کلّ الاسماء فى صقع واحدٍ من صعد الی اللّه يصدق عليه کلّ الاسماء من اسمائنا الحسنى و من وقف علی الصّراط لن يذکر عند اللّه ابداً و کذلک نزّلنا الامر فى کلّ الالواح ان انت بذلک خبيراً.‌ و انّا لو نأخذ کفّاً من الطّين و ننفخ فيه روح الحيوان و نجعله مظهر کلّ الاسماء و الصّفات لنقدر و ما کان ذلک علی اللّه عزيزا. و يکون باقيّاً فى هذا المقام مادام الّذى يکون فى ظلّ مولاه فاذا خرج يسلب عنه کلّ ما اوتى به و يرجع الی التّراب بحسرة عظيماً. قل انّک انت يا حمير ما اطّلعت باصل الامر و لو يرد عليک ما لا تدرکه فاسئل عن الّذى يجرى عن قلمه بحور العلم و المعانى ليبيّن لک ما غفلت عنه و يعلّمک من بدايع العلم لتکون فى دين ربّک مستقيماً. لا فو‌عمرى يا علىّ انّهم ما ارادوا ان يعرفوا ما ستر عنهم و انّک فاشهدهم کاغنام يذهبون و لا يعرفون راعيهم بل لو تنظر اليهم بنظر الفطرة لتجدهم ذئاباً يريدنّ ان يتفرقنّ اغنام اللّه و يمصنّ دمائهم کذلک احصينا امرهم فى هذا اللّوح الّذى نزل من جبروت عزّ عليّا. و انّک انت فاحفظ نفسک عن هؤلاء ثمّ انطق بلحن البقاء بين الارض و السّماء ثمّ اذکر هذا الاسم الاعظم الّذى منه انفطرت سماء الاسماء و لا تخف من احدٍ فتوکّل علی اللّه و انّه يحفظک عن کلّ مشرک مردود.ا و يؤيّدک علی امره و ينطق الرّوح فى صدرک و يهتزّک نفحات الرّضوان عن شطر ربّک الرّحمن و انّه کان عليک حسيباً. ايّاک ان لا تحزن فى شيئ لانّا ما نسيناک و نحبّ ان نريک و نسئل اللّه بان يجمع بيننا بالحقّ و انّه لمن دعاه مجيباً. فيا ليت کنت معنا فى السجن و عرفت ما ورد علی جمالی المظلوم من الّذين لن يقدّرنّ ان يتکلّمنّ فى محضرى و خلقت حقائقهم بارادةٍ من قلمى و تشهد ما کان عليک مستورا. اسمع ما امرک به قلم الاعلی و لا تسکن فى بيتک و لا تسترح فى نفسک ان ادخل مقرّ المشرکين من ملأ البيان بنبأ اللّه و امره و قل يا قوم قد جئتکم ببرهان کان علی الحقّ عظيماً. ان کان عندکم اعظم عمّا عندنا فأتوا به و ان شهدتم ببصرکم اعظم عمّا شهدنا من قدرة اللّه و سلطنته بيّنوا و لا تصبروا اقلّ من حينا. و ان شهدتم انفسکم عجزاء عن ذلک خافوا عن اللّه و لا تجادلوا بالّذى به رفع امراللّه و علت اسمائکم و ظهرت حجّة الّتى بها تستدلّون لدونکم لاثبات امرکم خافوا عن اللّه و لا تکوننّ فى الملک کفّاراً اثيماً. ان يا سبّاح بحر المعانى قد تموّجت حينئذٍ قلزم الکبرياء باسمى الابهى و يقذف منه علی الممکنات لئالی ذکر ربّک العلىّ الاعلى تاللّه ما شهدت عين الابداع کشبهها و لا بصر الاختراع کمثلها فيا ليت وجدنا من امين لنودعها عنده او من بصيرٍ لنشهدها او من خبيرٍ لنذکر له اوصافها او ظهوراتها او تجلّياتها اذاً لمّا صعدنا الی سماء القضاء ما شهدنا احداً و بقينا فى نفسنا متحيّراً و حزيناً. و انّک فاسرر فى نفسک بما رشح عليک من رشحات هذا البحر و طهّرک عن روائح الّذين لن تجد فى وجوههم الّا غبرة النّار و کفروا باللّه فى کلّ عهدٍ و عصرٍ و کانوا عن نفحات الرّحمن محروماً. قل تلک شطوط يذهب الی بحر القدم کما انشعب منه فطوبى لمن شرب منها و استغنى بها عمّا علی الارض جميعاً. قل انّ بحر القدم و ما يخرج منه و يذهب اليه موجٌ من امواج قلزم الکبرياء الّذى خلق باسمى الابهى کذلک کشفنا لک سرّاً من اسرار الّتى کانت عن اعين العالمين مستوراً. و قد خلق فى شاطئ هذا البحر بيداء ما احاط احدٌ اوّلها و آخرها و فيه ارتفع نداء اللّه عن کلّ الاشطار و ما مرّ عليه من نبىّ و لا من رسول الّا و قد اخذته نفحات اللّه فى هذا الواد و اذا وصلوا الی قبّة الابهى الّتى خلقت من نور الذّات فى وسط هذا الواد خرّوا بوجوههم علی التّراب خضّعاً لهذا الجمال الّذى ظهر بالحقّ فى هذا القميص الّذى يجدنّ المخلصون منه رائحة الرّحمن و کذلک کان الامر مقضيّاً. ان يا علىّ تاللّه الحقّ ما انقطع و لن ينقطع من هذا البيداء نداء ربّک العلىّ الاعلى يسمع فى کلّ حين من رضراضها و کثيبها انّه لا اله الّا هو و انّ الّذى قد ظهر باسمى الابهى هو محبوب الابداع و مقصود من فى ملأ البقاء لم يزل کان و يکون و کان اللّه علی ذلک عليماً. فطوبى لرجْلٍ مشى فيه و لسمعٍ يسمع نغمات الّتى يظهر من اقطارها و يطّلع بما ستر فيه من اسرار الّتى لم يزل کانت خلف سرادق العزّ مقنوعاً. فيا ليت من ذى حبّ يتوجّه اليه و من ذى استقامة يستقيم عليه و من ذى فؤاد يسرع فيه و ينقطع عن العالمين جميعاً. ان يا علىّ تاللّه الحقّ انّ الامر اعظم من ان يذکر و اظهر من ان يستروا علی من ان يصل اليه اعراض کلّ معرض او مکر کلّ ماکر عنيداً. قل يا قوم لا تفضحوا انفسکم ان استحيوا عن اللّه الّذى ما اراد لکم الّا فضلاً من عنده و نزل عليکم فى کلّ حين من سدرة القدس اثمار عزّ جنيّاً. کلوا نعمة اللّه حيث شئتم اتّقوا اللّه و لا تکوننّ مفسداً فى الارض و لا تجعلوا انفسکم عن مقاعد القرب بعيداً. تاللّه الحقّ انّ الورقاء لن يمنع من نغماته و لو تلهث کلاب الارض کلّها او‌تعوى الذئاب باجمعها و کذلک نزّلنا الآيات بالحقّ تنزيلاً من لدن عزيز حکيماً. فمن کفر اليوم بهذا الامر فقد يلعنه کلّ الذّرّات ثمّ نفسه و ذاته و يده و لسانه و هو اصمّ فى نفسه لن يسمع بما غشت اذنه حجبات الغفلة و کذلک کان الامر حينئذٍ عن افق الحکم مشهوداً. فطوبى لکم بما لن تجدنّ لانفسکم شريکاً فى هذه الثّمرات الّتى اثمرت من سدرة ربّکم العلىّ العلى و جعلها اللّه مخصوصاً بکم و لمن توجّه اليها بقلب طاهر سليماً. و انّک انت ذق من تلک الاثمار و کن شاکراً فيما اوتيت من بدايع فضل ربّک و کن علی فرح مبينا. و انّ اللّه قد جعلها مختصّاً للمقرّبين من عباده و جعل المشرکين عن هذا الفضل محروماً. کذلک بذلنا علی فؤادک و روحک و قلبک رائحة الرّحمن من يمن السّبحان ليجعلک حيّاً بحيوته و باقيّاً ببقائه و ناطقاً بثنائه و ذاکراً بذکره و متوجّها الی وجهه و ناظراً الی جماله و انّ فضله لم يزل قد کان عليک کبيراً ثمّ بديعاً ثمّ منيعاً ثمّ عظيماً. و الکبرياء عليک ثمّ البهاء من طلعة البقاء الّذى ظهر باسمه الابهى و منه علا کلّ دانى و دنى کلّ علىٍ و انعدم کلّ وجودٍ و حىّ کلّ مفقودٍ و اظلم کلّ شموسٍ و خسف کلّ اقمارٍ و سقط کلّ نجومٍ و اضطرب کلّ موقنٍ و اضمحلّ کلّ متعالی و تزلزل کلّ ثابتٍ و تحرّک کلّ ساکنٍ و خمد کلّ نارٍ و اشتعل کلّ مخمودٍ و قبح کلّ محمودٍ و حمد کلّ قبيحٍ و ظهر کلّ مستورٍ و طلع کلّ مقنوع و خرق کلّ غطاء و بعث کلّ رمادٍ و قرع کلّ بابٍ و نطق کلّ کليل و عزّ کلّ ذليلٍ و برئ کلّ مريضٍ و طهّر کلّ سقيمٍ و شفى کلّ عليلٍ و بصر کلّ عمىٍّ و برز کلّ کنزٍ و تزلزل کلّ ارضٍ و انفطر کلّ سماءٍ و انشقّ کلّ ارضٍ و فسق کلّ عادلٍ و عدل کلّ فاسقٍ و جهل کلّ عالمٍ و علم کلّ جاهلٍ و فرّ کلّ شجاعٍ و شجع کلّ خائفٍ و سقى کلّ عطشانٍ و نفخ کلّ صورٍ و ظهر کلّ ساعةٍ و نقر کلّ ناقورٍ و اظلم کلّ نورٍ و نوّر کلّ مظلمٍ و سقط کلّ ثمرٍ و يبس کلّ خضرٍ و اخضرّ کلّ يابسٍ و هبّت نسمة اللّه الّتى بها احيت الممکنات من قبل و يحيى الموجودات من بعد و کذلک کان فضل ربّک علی نفسک و علی روحک و علی فؤادک و علی جسدک و علی جسمک محيطا.

هذه سورة الذّکر قد نزلت بالفضل لعلّ ملأ البيان ينقطعنّ عمّا عندهم‌ و ‌يتوجّهنّ الی ‌يمين العدل و يقومنّ عن رقد الهوى و يتّخذنّ الى ربّهم العلىّ الابهى علی الحقّ سبيلاً

بسم‌اللّه‌الاقدس‌العلىّ‌الاعلی

هذا کتاب نقطة الاولى الی الّذينهم آمنوا باللّه الواحد الفرد العزيز العليم و فيه يخاطب الّذينهم توقفوا فى هذا الامر من ملأ البيانيّين لعلّ يستشعرنّ ببدايع کلمات اللّه و يقومنّ عن رقد الغفلة فى هذا الفجر المشرق المنير. قل انّا امرناکم فى الکتاب بان لا تقدموا طائفة الّتى يظهر منها محبوب العارفين و مقصود من فى السّموات و الارضين و امرناکم ان ادرکتم لقاء اللّه قوموا تلقاء الوجه ثمّ انطقوا من قبلی بهذه الکلمة العزيز المنيع عليک يا بهاء اللّه و ذوى قرابتک ذکر اللّه و ثناء کلّ شيئ فى کلّ حين و قبل حين و بعد حين و جعلنا هذه الکلمة عزّاً لاهل البيان لعلّ بها يرتقون الی معارج القدس و يکوننّ من الفائزين. و انّهم ترکوا ما امروا به حيث ما ظهر احدٌ منهم تلقاء الوجه بما امرناهم فى الالواح بل رموا نحوه من کلّ الآفاق رمى النّفاق و بذلک بکيت و بکت اهل جبروت العظمة ثمّ روح الامين. قل يا قوم فاستحيوا عن جمالی انّ الّذى قد ظهر بالحقّ انّه لبهاء العالمين لو انتم من العارفين و انّه لبهاء اللّه عليه ذکر اللّه و ثنائه ثمّ ثناء اهل ملأ الاعلی و ثناء اهل جبروت البقاء و ثناء کلّ شيئ فى کلّ حين. ايّاکم ان تحتجبوا بما خلق بين الارض و السّماء ان اسرعوا الی رضوان رضائه و لا تکوننّ من الرّاقدين. قل انّ جماله کان جمالی بالحقّ و ان نفسه نفسى و کلّما نزلناه فى البيان قد نزل لامره المحکم البديع. اتّقوا الله و لا تجادلوا بالّذى اخبرناکم به و بشّرناکم بظهوره و اخذت عهد نفسه قبل عهد نفسى و يشهد‌بذلک کلّ شيئ ان انتم من المنکرين. تاللّه بنغمةٍ من نغماته قد ولدت حقايق کلّ شيئ مرّةً اخرى و بنغمةٍ اخرى استجذبت افئدة المقرّبين. ايّاکم ان تحتجبوا بشيئ عن الّذى کان لقائه ذات لقائى و فدى نفسه فى سبيلی کما فديت فى سبيله حبّاً لجماله العزيز المنيع. قل لولاه ما رکّب الحاء بالباء و ما استقرّ هيکل الهاء علی الواو و ما خلق ما کان و ما يکون لو انتم من الشّاعرين. و لولاه ما القيت نفسى بين يدى المشرکين و ماعلّقت بين الهواء تاللّه باشتياقى اليه و شوقى الی نفسه قد حملت ما لا حمله النبيّين و المرسلين و رضيت کلّ ذلک علی نفسى لئلّا يرد عليه ما يحزن به فؤاده الالطف الارقّ الّطيف المنيع. و وصّيناکم فى کلّ البيان بان لا يحزن احدٌ احداً لعلّ لا يرد عليه من حزن و الّا مالی و ذکرى لکم و اشتغالی بکم يا ملأ التّارکين. و انّى ما اردت فى البيان الّا نفسه و لا من الاذکار الّا ذکره و لا من الاسماء الّا اسمه المبارک الامنع الاقدس الابدع البديع. فو‌عمرى لو‌ذکرت ذکر الرّبوبيّة ما اردت الّا ربوبيّته علی کلّ الاشياء و ان جرى من قلمى ذکر الالوهيّة ما کان مقصودى الّا اله العالمين و ان جرى من قلمى ذکر المقصود فهو کان مقصودى و کذلک فى المحبوب انّه قد کان محبوبى و محبوب العارفين و ان ذکرت ذکر السّجود ما اردت الّا السّجود لوجهه المتعالی العزيز المنيع. و ان اثنيت نفساً ما کان مقصود قلبى الّا ثناء نفسه و ان امرت النّاس بعمل ما اردت الّا العمل فى رضائه فى يوم ظهوره و بذلک يشهد کلّما نزّل علىّ من جبروت ربّى العليم الحکى و علّقت کلّ شيئ بتصديقه و رضائه و انّه لهو الّذى قد کان بنفسه اله العالمين و مقصود القاصدين. و انتم لو تدقّون الابصار لتشهدنّ مظاهر يفعل ما يشاء فى ظلّه لمن العابدين. و انتم قد فعلتم بنفسه ما لا فعل امّة الفرقان بنفسى و لا ملأ اليهود بالرّوح فآه آه من حرقة قلبى و حنين نفسى فيما ورد علی محبوبى من ملأ المشرکين افّ لکم و لوفائکم يا معشر الظّالمين. انّا خلقنا الوفاء و الادب لنفسه لعلّ عند ظهوره لا تفعلوا ما يجزع به حقيقتى و حقايق کلّ الاشياء و انتم تجاوزتم عمّا حدّد فى کتاب اللّه الملک العلىّ العظيم. و خرقتم حجبات الحياء ثمّ ستر الحرمة و عملتم ما يستحيى عن ذکره قلم الانشاء بين الارض و السماء فآه آه بما ورد منکم علی هذا المظلوم الفريد الغريب. و لم ادر ما تفعلون به من بعد لا فو نفسى العليم بل اعلم و عندى علم کلّ شيئ فى لوح جعله اللّه محفوظاً عن انظر المشرکين و اخبرناه من قبل بما ورد عليه و يرد و لو انّه قد کان بنفسه عالماً بما فى صدور العالمين. لن يغرب عن علمه من شيئ و لا يفوت عن قبضته ما خلق بکلمةٍ من عنده لا اله الّا هو الفرد الباعث المحيى المميت. قل يا قوم انّه لهو الّذى لو يريد ان يجعل کلّ من فى السّموات و الارض حجّةً باقيّةً من عنده ليقدر و انّ هذا عنده سهلٌ يسيرٌ. و انّه لهو الّذى قد خلق رضوان البيان لنفسه و منه بدء کلّ شيئ و يعود لو انتم من العالمين. و انتم بالّذى کان فى قبضته ملکوت الابداع ما رضيتم بان يسمّى نفسه باسم من الاسماء بعد الّذى انّها و ملکوتها قد خلقت بامره العزيز المنيع. فآه آه عن غفلتکم يا ملأ البيان فآه آه من احتجابکم يا ملأ المشرکين. و انتم لمّا اسرفتم فى انفسکم و بلغتم الی معارج العرفان بزعمکم تذکرون الوصاية لاحدٍ من اعدائه و تستدلّون بها علی اللّه الّذى به شرعت شرايع الاديان فى الاوّلين و الآخرين و رجعتم الی ما استدلّ به اولو الفرقان بعد الّذى نهيناکم فى ساحته عن کلّ الاذکار الّا بعد اذنه و کان اللّه علی ذلک لشهيد و خبير. اذاً فانظروا فى شأنکم و عرفانکم فافّ لکم و لعقولکم ثمّ درايتکم يا ملأ الاخسرين. اما علمتم بانّا طوّينا ما عند النّاس و بسطنا بساطاً آخر فتبارک اللّه الملک الباسط العزيز الکريم. قل يا قوم لا تفتروا علی نفسى انّى ما تکلّمت الّا بذکر هذا الظّهور و ثنائه و ما تنفّست الّا بحبّه و ما توجّهت الّا بوجهه المشرق المنير. و جعلت البيان و ما نزل فيه ورقة من اوراق حديقة الرّضوان لنفسه المهيمن العزيز القدير. ايّاکم ان تغصبوها و ترجعوها الی الّذى اراد سفک دمى مرّةً اخرى بما اتّبع النّفس و الهوى و کان من الحاربين. قد فصّلنا البيان من کلمة ثمّ رجعناه اليها و امرنا الکلمة بان تحضر تلقاء العرش ليشهد خلق قبله و يفرح به نفسه العليم الحکيم. اذا فانصفوا هل ينبغى ان تتصرف فيها صاحبها و دونها فما لکم يا معشر المحتجبين. انّا امرنا ملأ البيان بان يلبس الحرير و ينظفنّ انفسهم و اثوابهم لئلّا يقع عينه علی ما لا يحبّه و کذلک فى کلّ شيئ فصلّنا تفصيلاً فى کتاب مبين. کلّ ذلک لنفسه لو انتم من المنصفين. و خلقنا السّموات و الارض و ما قدّر بينهما لاحبّائه فکيف جماله المشرق العزيز المنير. و انتم تمسّکتم بما قدّرناه له و اعترضتم به علی محبوبى فما لکم يا ملأ البغضاء و ما يغنيکم اليوم يا معشر المفسدين. و انتم اعترضتم عليه و بکلّ ما ظهر من عنده بعد ما وصّيناکم به فى الالواح بانّ کلّ من يخطر بباله ذکر اسمه الاعظم البديع يقوم عن مقرّه و يقول سبحان اللّه ذوالملک و الملکوت تسعة عشر مرّة ثمّ سبحان اللّه ذى العزّة و الجبروت تسعة عشر مرّة الی آخر ما نزّلناه فى لوح عزّ عظيم. و انتم کفرتم به و بآياته و ما اکتفيتم بذلک و ما لا حظتم حقوق اللّه فى حقّه و ما راعيتم امر اللّه فى نفسه العلىّ العليم الی ان اعترضتم بکلّ افعاله واحداً بعد واحد و کنتم لمن المستهزئين. و منکم من قال انّه يشرب الچاى و منکم من قال انّه يأکل الطّعام و منکم من اعترض علی لباسه بعد الّذى کلّ خيط من خيوطه يشهد بانّه لا اله الّا هو و انّه لمقصود المقرّبين. و انّى اشهد بنفسى ما کان عند حضرته فى بعض الاحيان من ثوبين ليبدّل احدهما بالآخر کذلک يشهد لسان صدق عليم. و ما کان فى بعض اللّيالی ما يسترزقنّ به آل اللّه و انّه ستر امره حفظاً لامر اللّه المحکم المتين. بعد الّذى خلق کلّ شيئ لنفسه و عنده مفتاح خزائن السّموات و الارضين. افّ لحيائکم يا ملأ البيان تاللّه خجلت من فعلکم و اذاً اتبرّء منکم يا ملأ الشّياطين. فآه آه من ابتلائه بينکم فآه آه عمّا ورد و يرد عليه فى کلّ حين. يا قوم فانصفوا ثمّ تفکّروا اقلّ من آنٍ لو انتم فى تلک الحجبات لِمَ اظهرت نفسى و ما ثمر ظهورى يا ملأ المنافقين. قد بعثنى اللّه لخرق الاحجاب و تطهيرکم لهذا الظّهور و انتم فعلتم ما يتذّرف به عيناى و عيون المقدّسين. قد ابيّضت وجوه ملل القبل من فعلکم لانّکم احجب منهم و اغفل من ملأ التّورية و الزّبور و الانجيل. فيا ليت ما ولدت من امّى و ما اظهرت نفسى بينکم يا ملأ الخائنين. فو الّذى بعثنى بالحقّ احصيت علم کلّ شيئ و کلّما کنز فى کنائز حفظ اللّه و ما ستر عن انظر العالمين و لکن ما احصيت نفوساً اشقى منکم و ابعد عنکم لانّا بعد ما فصّلنا فى الالواح و ما نصحنا به انفسکم فى کلّ الاوراق ما‌ظنّنا بان يظهر فى الملک احدٌ ان يعترض علی اللّه الّذى فى قبضته ملکوت ملک السّموات و الارضين. اذاً تحيّرنا من خلقکم و لم ادر باىّ کلمة خلقتم يا من تحيّر فيکم و من فعلکم افئدة اهل ملأ العالين ثمّ افئدة المخلصين و المقرّبين. کذلک قصصنا لک يا عبد فى هذا اللّوح ما تغرّدت به حمامة البيان حينئذٍ لدى عرش ربّک العزيز الحميد. و انّک انت فاقرء ما نزل فيه ثمّ احفظ لوءلوء المعانى عن کلّ خائن سارق من ملأ الشّياطين و ان وجدت من ذى بصرٍ فانشره امام عينه ليشهد و يکون من الفائزين. لعلّ اولی الابصار من عبادنا الاخيار يطّلعنّ بما ورد علی جمال المختار من هؤلاء الفجّار الّذين اتّخذوا العجل لانفسهم ربّاً من دون اللّه و يسجدونه فى العشىّ و الابکار و يکوننّ من الفرحين. و انّک انت لا تحزن عمّا ورد علينا ثمّ اصبر کما صبرنا و انّه لخير ناصرٍ و معين. ان اذکر ربّک فى اللّيالی و الايّام ثمّ انطق بثناء نفسه بين عباده لعلّ بثنائه تحدث نار حبّه فى قلوب المحسنين. و کلّ يقومنّ علی ثناء اللّه ربّهم و ربّ ما يرى و ما لا يرى و ربّ آبائکم الاوّلين. انّا انزلنا عليک الآيات من قبل و ارسلناها اليک بيد احد من عبادنا الّذى سمّى بمحمّد انّا کنّا مرسلين. و لن يعادل بکلمةٍ منها ما خلق بين السّموات و الارضين. ان رأيت محمّداً ذکّره من لدنّا و انّ ربّک خير ذاکر و عليم. قل يا محمّد انّا وصّيناک فى الکتاب بان لا تتجاوز عن العدل و الصّدق ايّاک ان تکون من المتجاوزين. ان اشکر اللّه بما شرّفک بلقائه ثمّ احفظ نفسک لئلّا يظهر منها ما يحبط به عملک کذلک نوصيک بالحقّ رحمةً من لدنّا عليک و علی عباد المقبلين. ثمّ کبّر من لدنّا علی وجوه ابنائک و ذوى قرابتک الّذينهم اتّخذوا لانفسهم الی اللّه سبيل. ثمّ اذکر اخيک الّذى سمّى باحمد قل ايّاک ان تکون متوقّفاً فى امر ربّک اسمع قولی ثمّ مرّ عن الصّراط کمرّ السّحاب هل سمعت فى الابداع ظهوراً اعظم من هذا الظّهور الّذى ظهر بالحقّ لا فو ربّک و يشهد بذلک اولو الالباب و انّ هذا لهو الّذى تنطق فوق رأسه لسان العظمة و الکبرياء ان يا اهل الارض و السّماء هذا ظهورى و بهائى ثمّ عظمتى و برهانى توجّهوا اليه بخضوع و اناب. قل انّ الّذين يدّعون حبّک اولئک يحبّک لانفسهم و لکن اللّه احبّک لنفسک و دعاک بلسان هذا الغلام ثمّ من قبل بالسن سفرائه اتّق اللّه الّذى اليه يرجع حکم المبدء و المآب. ثمّ ذکّر من لدنّا الّذى سمّى باحمد و حضر تلقاء الوجه فى العراق لعلّ ينقطع عمّا سوى اللّه و يتقرّب الی نفس الرّحمن. ان يا احمد انّا نريک متوقّفاً حول النّار اسمع قولی ثمّ ادخل فيها باذن ربّک تاللّه انّها لنور لمن انقطع عن کلّ شيئ و تمسّک بعروة امر اللّه المقتدر العزيز المنّان. ان يا احمد فکّر فيما عندک ثمّ فى حجج النّبيّين من قبل و ما نزل فى البيان لعلّ تنقطع بکلّک عن کلّ شيئ و تتوجّه الی حرم القرب مقرّ الّذى فيه تستضيىء انوار الوجه بضياء تستضيىء منها حقايق اهل الاکوان. لا مفرّ لاحد الّا بان ينکر رسل اللّه من قبل او يتّبع هذا الامر الّذى اشرق عن افق القدس بقدرةٍ و سلطان. ان يا محمّد بلّغه رسالات ربّک ليستقيم علی امر ربّه و لا يکون محتاطاً فى هذا الامر الّذى يطوف فى حوله الحجّة و البرهان. من اقبل الی اللّه فلنفسه و من اعرض فعليها و ما‌لک الّا بان تبلّغ النّاس امر ربّک و تدعوهم الی الرّضوان. ايّاک ان تحزن من شيئ و انّ ربّک معک فى کلّ الاحيان. و قد قدّر لک عند ربّک مقام ما اطّلع به احد الّا اللّه المقتدر العزيز السّبحان. لا تستقرّ فى مقامک و لا تصمت عن ذکر ربّک ان اذکره بين عباده لعلّ يحدث فى قلوبهم حرارة محبّة اللّه کذلک امرت من لدن ربّک العزيز الرّحمن. کبّر من قبل الغلام علی وجوه الّذينهم آمنوا ثمّ اجتمعهم فى ظلّ هذا الفردوس الّذى خلقه اللّه فوق الجنان. قل يا قوم ان اعرفوا قدر تلک الايّام و لا تکوننّ من الّذينهم نبذوا امر اللّه عن ورائهم و کانوا من اهل الخسران. ان اشکروا اللّه بما ايّدکم علی عرفان نفسه و انزل عليکم الآيات من سماء الفضل ليقرّبکم الی مقام الّذى جعله اللّه مقدّساً عن عرفان اهل الطّغيان الّذين تجاوزوا عن حدود اللّه و نسوا عهده و ميثاقه تاللّه ان هم الّا من اصحاب الضّلال. و البهاء عليک و علی من تمسّک باللّه و تجنّب عن الشّيطان.

هذا رضوان العدل
قد ظهر بالفضل و زيّنه اللّه باثمار عزٍّ منيع
بسم اللّه العادل الحکيم

هذا لوح فيه بعث اللّه اسمه العادل و نفخ منه روح العدل فى هياکل الخلايق اجمعين ليقومنّ کلٌّ علی العدل الخالص و يحکموا علی انفسهم و انفس العباد و لا يتجاوزوا عنه علی قدر نقيرٍ و قمطير. ان يا هذا الاسم انّا جعلناک شمساً من شموس اسمائنا الحسنى بين الارض و السّماء فاستشرق علی الاشياء عمّا خلق فى الانشاء بانوارک العزيز البديع. لعلّ يجتمعنّ النّاس فى ظلّک و يضعون الظّلم عن ورائهم و يستنورون من انوارک المقدّس المنير. ان يا هذا الاسم انّا جعلناک مبدء عدلنا و مرجعه بين عبادنا المقرّبين و بک نظهر عدل کلّ عادل و نزيّن بطرازک عبادنا المقبلين. ان يا هذا الاسم ايّاک ان يغرّنک هذا المقام عن الخضوع بين يدى اللّه المقتدر القدير. فاعلم بانّ نسبتک الينا کنسبة ما سويک لا فرق بينک و بين ما دونک عمّا خلق بين السّموات و الارضين. لانّا لمّا استوينا علی عرش العدل خلقنا الممکنات بکلمةٍ من عندنا کذلک کان ربّک علی کلّ شيئ حکيم. و ارفعنا بعض الاسماء الی ملکوت البقاء فضلاً من لدنّا و انا المقتدر المتعالی العزيز البديع. قل انّه لا نسبة بينه و بين خلقه سبحانه عن کلّ ما خلق و عمّا يذکره عباده الذّاکرين. و انّما النّسبة الّتى ينسب به و يذکر فى الالواح انّها ظهرت من ارادة الّتى بعثت من مشيّة الّتى خلقت بامرى المبرم المحيط. و لکن انّا اصطفيناک و اختصصناک و ارفعناک فى هذا اللّوح لتشکر ربّک و تکون من المنقطعين. ايّاک ان يمنعک ارتفاع اسمک عن اللّه ربّک و ربّ العالمين. انّا نرفع من نشاء بامرٍ من لدنّا انّا کنّا مقتدراً علی ما نشاء و حاکماً علی ما نريد. لا تشهد فى نفسک الّا تجلّى شمس کلمة الامر الّتى اشرقت عن افق فم ارادة ربّک الرّحمن الرّحيم. و لا تشهد فى ذاتک قدرةً و لا قوّةً و لا حرکة و لا سکوناً الّا بامر اللّه الملک العزيز القدير. تحرّک من نسمات ربّک العلی الابهى لا بما تهبّ عن شطر النّفس و الهوى کذلک يأمرک قلم الاعلى لتکون من العاملين. ايّاک ان تکون مثل الّذى زيّنّاه بطراز الاسماء فى ملکوت الانشاء فلمّا نظر الی نفسه و اعلاء اسمه کفر باللّه الّذى خلقه و رزقه و رجع من اعلی المقام الی اسفل السّافلين. قل انّ الاسماء هى بمنزله الاثواب نزيّن بها من نشاء من عبادنا المريدين و ننزع عمّن نشاء امراً من لدنّا و انا المقتدر الحاکم العليم. و ما نشاور عبادنا فى الانتزاع کما ما شاورناهم حين الاعطاء کذلک فاعرف امر ربّک و کن علی يقين مبين. لا يسلب قدرتنا عن شيئ و لم تغلق ايادى الاقتدار لو انت من العارفين. قل کلّ اسم عرف ربّه و ما تجاوز عن حدّه يزداد شأنه فى کلّ حين و يستشرق عليه فى کلّ آن شمس عناية ربّه الغفور الکريم. و يرتقى بمرقاة الانقطاع الی مقام لن يحکى الّا عن موجده و لا ينطق الّا باذنه و لا يتحرّک الّا بارادةٍ من لدنه و انّه لهو المقتدر العادل العليم الحکيم. ان يا هذا الاسم ان افتخر فى نفسک بما جعلناک مشرق عدلنا بين العالمين. فسوف نبعث منک مظاهراً فى الملک و بهم نطوى شراع الظّلم و نبسط بساط العدل بين السّموات و الارضين و بهم يمحو اللّه آثار الظّلم عن العالم و يزيّن اقطار الآفاق باسماء هؤلاء بين العالمين. اولئک الّذين يتبسّم بهم ثغر الوجود من الغيب و الشّهود و هم مرايا عدلی بين عبادى و مطالع اسمائى بين بريّتى و بهم تقطع ايادى الظّلم و تقوّى اعضاد الامر کذلک قدّرنا الامر فى هذا اللّوح المقدّس الحفيظ. ان يا ذلک الاسم انّا جعلناک زينةً للملوک طوبى لهم ان يزيّنوا هياکلهم بک و يعدلوا بين النّاس بالحقّ الخالص و يحکموا بما حکم اللّه فى کتابه المحکم القديم. ما قدّر لهم زينة احسن منک و بک يظهر سلطنتهم و يعلو ذکرهم و يذکر اسمائهم فى ملکوت اللّه العزيز العظيم. و من جعل نفسه محروماً منک انه عرىٌّ بين السّموات و الارض و لو يلبس حرر العالمين. ان يا معشر الملوک زيّنوا رؤسکم باکاليل العدل ليستضيئ من انوارها اقطار البلاد کذلک نأمرکم فضلاً من لدنّا عليکم يا معشر السّلاطين فسوف يظهر اللّه فى الارض ملوکاً يتّکئون علی نمارق العدل و يحکمون بين النّاس کما يحکمون علی انفسهم اولئک من خيرة خلقى بين الخلائق اجمعين. زيّنوا يا قوم هياکلکم برداء العدل و انّه يوافق کلّ النّفوس لو انتم من العارفين. و کذلک الادب و الانصاف و امرنا بهما فى اکثر الالواح لتکوننّ من العالمين. انّه ما امر نفساً الّا بما هو خير لها و ينفعها فى الآخرة و الاولی و انّه بنفسه لغنىّ من عمل ذيعملٍ و عن عرفان کلّ عالم خبير. انّ اللّه قد تجلّى بهذا الاسم فى هذا اللّوح علی کلّ الاشياء طوبى للّذين استضائوا بانواره و الّذين فازوا به اولئک من عبادنا المقرّبين. انّا غرسنا بايادى القدرة فى هذا الرّضوان اشجار العدل و اسقيناها بمياه الفضل فسوف تأتى کلّ واحدةٍ باثمارها کذلک قضى الامر و لامرّد له من لدنّا انّا کنّا آمرين. ان يا مظاهر العدل اذا هبّت روائح الاقتدار ان احضروا ملأ البيان ثمّ ذکّروهم بهذا النّباء الاعظم العظيم. ثمّ اسئلوا يا قوم باىّ حجّةٍ آمنتم بعلىّ و کفرتم بالّذى بشّرکم به فى کلّ الالواح فتبيّنوا يا ملأ الجهلاء ثمّ اتّقوا اللّه يا معشر الغافلين. اتدّعون الايمان بمبشّرى و کفرتم بنفسى العزيز الحکيم. مثلکم کمثل الّذينهم آمنوا بيحيى النّبى الّذى کان يبشّر النّاس بملکوت اللّه فلمّا ظهرت الکلمة کفروا بها و افتوا عليها اَلا لعنة اللّه علی الظّالمين. بعد الّذى انّه نادالعباد فى کلّ الايّام باعلی النّداء و اخذ عهد کلمة اللّه منهم و بشّرهم بلقائه الی ان فدى روحه حبّاً لنفسه العزيز البديع. فلمّا شقّ السّتر و ظهرت کلمة الاکبر اعترضوا عليها و قالوا انّها تجاوزت عمّا امر به يحيى کذلک سوّلت لهم انفسهم ما جعلهم محروماً من لقاء ربّهم المقتدر القدير. و من المشرکين من قال ما ثبت ما اتى به ابن ذکريّا علی الارض و ما استقرّ حکمه فى البلاد بين العباد و قبل الاستقرار لا ينبغى ان يأتى احدٌ و بذلک استکبر علی الرّوح و کان من المعرضين. و منهم من قال بانّ يحيى غسّل النّاس بالماء و الّذى ظهر يغسل بالرّوح و يعاشر مع الخاطئين. کما تسمعون مقالات اهل البيان فى تلک الايّام يقولون ما قالوا بل يتکلّمون بما لا تکلّم به احد من قبل فويلٌ للّذين يتّبعون هؤلاء المشرکين. قل يا ملأ البيان ان استحيوا عن جمال ربّکم الرّحمن الّذى ظهر فى قطب الاکوان ببرهان لائح مبين. و الّذى جائکم باسم علىّ من قبل انّه بشّرکم بلقائى و اخبرکم بنفسى و ما تحرّک الّا بحبّى و لا تنفّس الّا بذکرى العزيز البديع. و اخبرکم بانّ کلّ ذى نور يظلم عند بهائه و يضع کلّ ذات حمل حملها و کلّ ذى امانة امانته کذلک نزل الامر من جبروت مشيّة ربّکم العلىّ العليم. و اذا اتتکم السّاعة حين غفلتکم عنها و اشرق جمال المحبوب عن افق ارادة ربّکم المقتدر القدير انتم اعرضتم عنها و اعترضتم عليه و کفرتم بآياته و اشرکتم بنفسه الی ان اردتم سفک دمه المقدّس الطّاهر العزيز المنير. قل يا قوم اتّقو اللّه و لا تحدّدوا امر اللّه بحدود انفسکم انّه يأمر کيف يشاء بامر من عنده و انّه لهو المهيمن المقتدر القدير. قل تاللّه انّه ينطق فى صدرى و ينادى فى روحى و يتکلّم بلسانى و انّه لهو الّذى ايقظنى من نسمات امره و انطقنى بين السّموات و الارضين قل تاللّه عزيزٌ علىّ بان اکون بينکم و اسمع منکم ما لا سمعه اذن احد من قبل و لکنّ اللّه اظهرنى بالحقّ و امرت بان لا اعبد الّا ايّاه و اذکرکم بما هو خير لکم عن ملکوت ملک السّموات و الارضين. و لو‌ کان الامر بيدى ما اظهرت نفسى بين يدى هؤلاء الاشرار و لکن انّه لهو المختار يفعل ما يشاء و يحکم ما يريد. يا قوم لا تنظروا الىّ بعيونکم و لا بعيون رؤسائکم تاللّه الحقّ لن يغنيکم شيئ و لو تستظهروا بخلق الاوّلين و الآخرين. قل يا قوم فانظروا الی جمالی بعينى لانّکم لو تنظرون الىّ بعين سوائى لن تعرفونى ابداً کذلک نزل الامر فى الواح اللّه المقتدر العزيز الحکيم. قل يا قوم ما انادى بينکم بنفسى لنفسى بل انّه ينادى کيف يشاء بنفسه لعباده و يشهد بذلک ضجيجى و صريخى ثمّ حنين قلبى لو انتم من المنصفين. انّ ورقة الّتى اخذتها ارياح مشيّة اللّه هل تقدر ان تستقرّ فى نفسها لا فو الّذى انطقنى بالحقّ بل تحرّکها کيف تشاء و انّه لهو الحاکم لما يريد. و انّ حرکتها ثمّ اهتزازها فى نفسها ليکون شاهداً علی صدقها لو انتم من العارفين. فانظروا يا قوم کيف حال مزمار الّذى وقع تحت انامل ارادة ربّه الرّحمن و ينفخ فيه نفس السّبحان هل يقدر ان يصمت فى ذاته لا فو ربّکم العزيز المنّان بل يظهر منه فنون الالحان کيف يشاء و انّه لهو العزيز الحاکم القدير. و هل تقدر الشّمس ان تطّلع عن افق الامر من غير ضياء او تستطيع ان تمنع الاشياء من انوارها لا فو نفس البهاء و يشهد بذلک کلّ منصف بصير. قل يا قوم انّ اصابع قدرة ربّکم العلىّ الابهى تحرّک هذا القلم الاعلى و هذا لم يکن من عندى بل من لدى اللّه ربّکم و ربّ آبائکم الاوّلين. و انتم يا ملأ المشرکين اتعترضون علی هذا القلم او علی الّذى يحرّکه بسلطان من عنده قل فويلٌ لکم قد تحيّر من فعلکم اهل ملأ العالين. اذاً تبکى عين العدل لنفسى و يضجّ حقيقة العدل فى ضرّى و بلائى و تنوح بما ورد علی نفسى من الّذينهم خلقوا بارادتى و کانوا ان يفتخروا بالقيام فى حضورى و يستبرکوا بتراب قدمى المبارک العزيز المنيع. ان يا مظهر العدل انّى لا شکونّ اليک من الّذين کفروا و اشرکوا بعد الّذى وعدوا بنفسى فى کلّ الالواح و فى لوح الّذى حفظه اللّه فى کنائز عصمته و جعله محفوظاً عن ابصر الخلائق اجمعين. قل يا قوم اذا وردتم الرّضوان و ادرکتم وَرداً فاستنشقوا ان وجدتم منه روائح الطيب خافوا عن اللّه و لا تنکروه و لا تکوننّ من الّذينهم عرفوا ثمّ انکروا و کانوا من الکافرين. و لو يوجد ذو شمّ ليجد من کلّ ما يظهر منّى رائحة المقدّس العزيز الکريم. ان يا مظاهر هذا الاسم انتم خلقتم بامرى و بعثتم بارادتى ايّاکم ان يمنعکم هذا المقام عن الخضوع بين يدى ربّکم العزيز العلّام فى يوم الّذى يأتى اللّه فى ظلل من الغمام بسلطان عظيم. و ينفخ فيه روح الحيوان علی اهل الاکوان و يطرّز الرّضوان باسمى العزيز المنّان و يجدّد فيه الانسان بطراز الرّحمن و يزيّن کلّ الاشياء برداء الاسماء من لدن مبدع بديع. انّکم خلقتم لذلک اليوم اتّقوا اللّه و لا تمنعوا انفسکم من ذلک الفضل العظيم. ان يا مسميّات هذا الاسم لا يغرّنکم الاسماء يومئذٍ ان اسرعوا الی شطر الفضل و لو تمطر عليکم سحاب الامر سهام القهر ايّاکم ان تصبروا اقلّ من حين لا يملک فى ذلک اليوم احد شيئاً و الامر يومئذٍ للّه العزيز الحکيم. قل اوفوا يا قوم بميثاق اللّه و لا تنقضوا عهد الّذى عاهدتم به فى ذرّ البقاء علی محضر اللّه المقتدر العزيز العليم. قل فافتحوا ابصارکم تاللّه الحقّ قد بعث يومئذٍ حينئذٍ و اتى اللّه فى ظلل الغمام فتبارک اللّه المبعث المقتدر العلىّ العظيم. اذاً يفزع کلّ من فى السّموات و الارض و ينوح قبائل اهل ملأ الاعلى کلّها الّا من اخذه يد الابهى بسلطانه المقتدر العلىّ الاعلى و شقّ حجاب بصره باصبع القضاء و نجّاه من الّذينهم کانوا فى مريّةٍ عن لقاء اللّه الملک العزيز الجليل. قل تاللّه قد بدّل کلّ الاسماء و ارتفع عويل کلّ شيئ و اضطرب کلّ نفس الّا الّذين بعثتهم نفحات السّبحان الّتى هبت عن شطر ربّکم الرّحمن و ايقظهم عن النّوم و طهّرهم عن دنس المشرکين. ان يا لسان القدم صرّف الآيات لانّ اذان النّاس لن تستطيعوا ان يسمعوا ما نزّل من سماء فطرتک و هواء ارادتک فَالق عليهم علی مقدارهم فى ذکر ما کنت عليه و انّ هذا لعدلٌ مبين. ان يا ملأ الارض فاعلموا بانّ للعدل مراتب و مقامات و معانى لا يحصى و لکن انّا نرشّ عليکم رشحاً من هذا البحر ليطهّرکم عن دنس الظّلم و يجعلکم من المخلصين. فاعلموا بانّ اصل العدل و مبدئه هو ما يأمر به مظهر نفس اللّه فى يوم ظهوره لو انتم من العارفين. قل انّه لميزان العدل بين السّموات و الارضين و انّه لو يأتى بامر يفزع من فى السّموات و الارض انّه لعدل مبين. و انّ فزع الخلق لم يکن الّا کفزع الرّضيع من الفطام لو انتم من النّاظرين. لو اطّلع النّاس باصل الامر لم يجزعوا بل استبشروا و کانوا من الشّاکرين. قل انّ ارياح الخريف لو تعرى الاشجار من طراز الرّبيع هذا لم يکن الّا لظّهور طراز آخر کذلک قدّر الامر من لدن مقتدر قدير. و من العدل اعطاء کلّ ذى حقّ حقّه کما تنظرون فى مظاهر الوجود لا کما زعم اکثر النّاس اذاً تفکّروا لتعرفوا المقصود عمّا نزّل من قلم بديع. قل انّ عدل الّذى تضطرب منه ارکان الظّلم و تنعدم قوائم الشّرک هو‌الاقرار بهذا الظّهور فى هذا الفجر الّذى فيه اشرقت شمس البهاء عن افق البقاء بسلطان مبين. و من لم يؤمن به انّه قد خرج عن حصن العدل و کتب اسمه من الظّالمين فى الواح عزّ حفيظ. و من يأتى بعمل السّموات و الارض و يعدل بين النّاس الی آخر الّذى لا آخر له و يتوقّف فى هذا الامر انّه قد ظلم علی نفسه و کان من الظّالمين. ان ارتقبوا يا قوم ايّام العدل و انّها قد اتت بالحقّ ايّاکم ان تحتجبوا منها و تکوننّ من الغافلی قل يا قوم زيّنوا هياکلکم بطراز العدل ثمّ احکموا بما حکم اللّه فى الالواح و لا تکوننّ من المتجاوزين. قل من يشرب قطرةً من الماء بامرى انّه لخير من عبادة من علی الارض کلّها لانّ اللّه لن يقبل عمل احدٍ الّا بان يکون مزيّناً بطراز اذنى بين العالمين. ان اعملوا يا قوم بما امرناکم فى الالواح و انّه قد نزل من جبروت اللّه المهيمن العزيز القدير. و الّذى ارتدّ بصره من رائحة قميص اسمى الرّحمن انّه يرى فى کلّ الاشياء آيات ربّه العادل الحکيم. ان يا قلم العلی فابتعث عبد الّذى سمّى بالرّضا بعد نبيل من مظاهر العدل فى ملکوت الانشاء و انّ عدله ايمانه باللّه و لا يعادله عدل السّموات و الارضين. ان يا عبد ان استمع صرير قلم الاعلی ثمّ اجتمع النّاس علی شاطئ بحر الاعظم الّذى ظهر بهذا الاسم الاقدم القديم. ان احفظ عباد الرّحمن لئلّا يتغيّر وجوه العرفان من لطمات اشارات مظاهر الشّيطان کذلک امرک ربّک العزيز المنّان ان اعمل بما امرت من لدن عزيز جميل. کن سدّاً بين يأجوج الشّرک و جنود الرّحمن لئلّا يتجاوزوا من حدودهم کذلک نزل الامر من جبروت حکم ربّک العليم الحکيم. انّا جعلناک ذکراً من لدنّا بين عبادنا و جعلناک حصناً لبريّتنا بين العالمين لتحفظهم من سهام الاشارات و تذکّرهم بهذا النباء الّذى منه اضطربت هياکل الاسماء و غيّرت الوجوه و شقّت اراضى الکبر و سقطت الاثمار من کلّ شجر مرتفع منيع. طوبى لک بما کسرت صنم الوهم بقوّة ربّک و نزعت عن هيکلک اثواب التّقليد و زيّنته برداء التّوحيد بهذا الاسم المقدّس المبارک المتعالی المحيط. ثمّ اعلم بانّ ملأ البيان اعترضوا علی ربّهم الرّحمن و کفروا بالّذى آمنوا بعد الّذى وصّيناهم فى کلّ الالواح بان لا يحتجبوا حين ظهورى بشيئ عمّا خلق بين السّموات و الارضين. منهم من کفر بنفسى و يقرء کلماتى و منهم من افتخر بکتب الّتى نزلت من قِبَلی من قبل قل اليوم لو يملأ کلّ من فى السّموات و الارض من کتب قيّمة و لم تهب منها نفحات امرى و فوحات حبّى انّها لن يذکر عند اللّه ربّک و ربّ العالمين. قل فويلٌ لکم يا قوم کلّما نزّل من ملکوت البيان انّه قد نزل فى ذکرى و ثنائى ان انتم من العارفين. قل افّ لکم بما نقضتم ميثاق اللّه و نبذتم عهده عن ورائکم و رجعتم الی مقرّکم فى اسفل السّافلين. ان يا اسمى قد بقيت فريداً بين ملأ البيان بعد الّذى ما نزل البيان الّا لذکر نفسى المظلوم الفريد. قل يا قوم خافوا عن اللّه تاللّه انّ نقطة الاولى ما تنفّس الّا بذکرى و ما تکلّم الّا بثناء نفسى و ما کان محبوب قلبه الّا جمالی المشرق المنير. ان يا اسمى فاعلم بانّ الّذى منه بعث هياکل العدل و اشرقت انوار الفضل نسبه المشرکون الی الظّلم کذلک فعلوا بنفسى هؤلاء الظّالمين. فسوف تبدّل هذه الارض من ظلم هؤلاء و تضطرب الامور کذلک يخبرک لسان صدق عليم. و قد انتشرت الواح النّار فى کلّ البلاد و يمرّ عليکم مظهر الشّيطان بکتاب اذاً قل يا عباد الرّحمن دعوها عن ورائکم و توجّهوا الی کلمة اللّه المحکم البديع. انّه لا يعادل بحرفٍ منها ما نزل فى ازل الآزال او ينزل من سماء عزّ رفيع. ان يا اسمى طهّر عبادى عن نفحات دونى ثمّ استجذبهم من بدايع نغماتى و کلماتى ثمّ طيّرهم فى هواء قربى و رضائى لعل يقصدون حرم عزّى و بيت کبريائى کذلک نزل بالحقّ و انّه لتنزيلٌ من لدن ربّک العلىّ العليم. ثمّ امنعهم عن سفک الدّماء انّا قد نهيناهم فى کلّ الالواح و هم اتّخذوا احکام اللّه سخريّاً و تجاوزوا عن حصن الامر و کانوا من الغافلين. و رجع ضرّ اعمالهم الی اصل الشّجرة و کذلک کان الامر ان انت من السّامعين. انّ الّذين يجادلون و يحاربون مع النّاس اولئک خرجوا عن رضوان العدل و کانوا من الظّالمين فى الواح عزّ حفيظ. و الّذينهم استشهدوا فى سبيل اللّه فى هذه الايّام اولئک من اعلی الخلق و کانوا ان يذکروا اللّه جهرةً بحيث ما منعهم کثرة الاعداء عن ذکر اللّه بارئهم الی ان استشهدوا و کانوا من الفائزين. و فى حين ارتقاء ارواحهم استقبلتهم قبائل ملأ الاعلى کلّها برايات الامر کذلک قضى الامر بالحقّ من لدن مقتدر حکيم. قل يا الهى و سيّدى انت الّذى غرست اشجار العدل فى رضوان امرک و حکمتک اذاً فاحفظها يا الهى من عواصف القضاء و قواصف البلاء لترتفع باغصانها و افنانها فى ظلّ فضلک و جوار رحمتک ثمّ اسکن يا الهى فى ظلّ اوراقها من اصفياء خلقک و المقرّبين من عبادک و انّک انت المقتدر علی ما تشاء و انک انت الغفور الرّحيم. انّا خلقنا رضوان العدل بقوّةٍ من عندنا و قدرةٍ من لدنّا و ارسلناه اليک بفواکه عزٍّ بديع. اذاً ذقّ من اثمارها ثمّ استرح فى ظلّ اوراقها لتکون محفوظاً من نار المشرکين. و بذلک اتممنا النّعمة عليک لتشکر ربّک و تکون من الشّاکرين. و الحمد لله ربّ‌العالمين.

هذه سورة القلم قد نزلت من سماء القدم
للّذينهم الی شطر العرش ينظرون
بسم اللّه الابدع الابهى

ان يا قلم الاعلى فاشهد فى نفسک بانّه هو اللّه لا اله الّا انا المهيمن القيّوم. ثمّ اشهد بذاتک بانّى انا اللّه لا اله الّا هو و کلٌّ خلقوا بامرى و کلّ بامرى يعلمون. ثمّ اشهد بکينونتک بانّ هذا لجمال اللّه قد اشرق عن افق الغيب و ماعرفه احدٌ دونه و لن يعرفه سواه و انّه لهو المقتدر العزيز المحبوب. و من تجلّى منه اشرقت شموس العظمة و الکبرياء و خلقت افئدة اهل ملأ البقاء ثمّ حقايق القدس خلف حجبات العماء و ظهرت اسرار ما کان و مايکون. ان يا قلم لا تنصعق فى نفسک لانّا عصمناک بسلطان القوّة و القدرة و نفخنا فيک من روح لو ينفخ منه فى اجساد الممکنات اقلّ من اَن يحصى ليقومنّ کلّهم عن مقاعدهم و يقولنّ بالسنهم و ينطقنّ بذواتهم و يشهدنّ بکينوناتهم بانّه لا اله الّا انا المقتدر المتعظّم المتعالی العزيز الفرد الغالب القيّوم. ان يا قلم الامر فاستقم فى ذاتک ثمّ اظهر فضلک علی الموجودات عمّا اعطاک اللّه قبل خلق الحروف و الکلمات و قبل وجود الممکنات و قبل ان يذوّت ملکوت الاسماء و الصّفات و قبل ان يظهر الواح عزّ محفوظ. قل انّ هذا لعزّ ما سبقه عزٌّ لا من قبل القبل و لا من بعد البعد ان انتم يا ملأ الرّوح تفقهون. و انّ هذا الجمالٌ ما سبقه جمالٌ من اوّل الّذى لا اوّل له ان انتم تعلمون. قل من خطر فى قلبه بالتّقابل بهذا القلم او‌المشارکة معه او‌التّقرّب اليه او‌عرفان ما يظهر منه يوقن بانّ الشّيطان وسوس فى نفسه کذلک نزل الامر ان انتم تشعرون. قل تاللّه ماسبقنى احدٌ فى الابداع و لن يسبقنى نفسٌ و هذا ما رقم حينئذٍ من انامل قدس قيّوم. قل انّ بحرف عمّا ظهر منى خلقت الممکنات و حقايق الموجودات و عوالم الّتى ما اطّلع بها احدٌ الّا نفسى العزيز المشهود. ان يا قلم فاسمع ما يقولون المشرکون فى حقّک قل يا ملأ البغضاء موتوا بغيظکم ثمّ بغلّکم ثمّ بحسدکم ثمّ بکفرکم تاللّه الحقّ انّ هذا القلمٌ بارادةٍ منه خلقت ارواح ملأ الاعلى ثمّ حقايق اهل البقاء ثمّ جواهر الافئدة و العقول و باثرٍ منه خلقت شموس العزّة و العظمة و بدور العصمة و الرّفعة ثمّ انجم العناية و المکرمة و به ظهرت الجنان و ما فيها و الرّضوان و ما عليه ان انتم تعرفون. قل بحرکةٍ منّى ظهر علم ماکان و ما يکون ثمّ خلق الاوّلين و الآخرين اذاً فافتحوا عيونکم لعلّ انتم تشهدون. ان يا قلم فاکف بما القيت علی الممکنات من سلطانک و قدرتک لانّ قلوب المغلّين تکاد ان تميز من الغلّ فاستر امرک و لا تفش ازيد من ذلک لانّ سموات القدم تنفطر عن قولک و ارض القدس تنشقّ فى نفسها و اهل حجبات الانس فى فردوس العظمة کلّهم ينصعقون. ان اصبر فى نفسک لانّ من علی الارض لن يستطيعنّ ان يشهدنّ سلطانک و يسمعنّ ما يظهر من شئوناتک فکيف موجدک و خالقک الّذى خلقک بقول منه فتعالی ربّک عمّا يجرى منک من بعد و ظهر منک من قبل فتعالی عمّا عرفه المقرّبون و عمّا يعرفه المخلصون. ايّاک ايّاک فاکف بما اظهر منک تاللّه الحقّ لو يقابلنّ کلّ من فى السّموات و الارض و ما بينهم من الاشجار و الاثمار و الاوراق و الافنان و الاغصان و المياه و البحار و الجبال بحرفٍ عمّا ظهر منک لينطقنّ فى انفسهم بما نطقت شجرة الطّور علی ارض الظّهور لموسى الکليم فى وادى قدس مبروک. ان يا قلم فانصت عن بدايع الذّکر فيما اعطاک اللّه ثمّ انقطع عمّا عندک ثمّ بشّر النّاس بالکلمة الاکبر فى هذا الظّهور الاعظم لعلّ يعرفنّ بارئهم بنفسه ثمّ عن دونه ينقطعون. ثمّ بشّر اهل ملأ الاعلى و قل يا اهل ملأ العظمة فى سرادق الکبرياء و يا اهل جبروت القدرة خلف خباء الابهى و يا اهل ملکوت الغيب و الشّهادة فى مواقع القدس خلف لجج البقاء ثمّ يا مظاهر الاسماء فى حجبات العماء عيّدوا فى انفسکم فى هذا العيد الاکبر الّذى فيه يسقى اللّه بنفسه رحيق الاطهر علی الّذينهم قاموا لدى الوجه بخضوع محبوب. ثمّ زيّنوا انفسکم من حرر الايقان ثمّ اجسادکم من سندس الرحمن بما ظهر و اشرق ثمّ طلع و ابرق نور عن مشرق الجبين و سجد عند ظهوره کلّ من فى السّموات و الارض ان انتم تفقهون. قل تاللّه الحقّ ما ظهر شبهه فى الابداع و من اقرّ بغير ذلک شهد بغير ما شهد اللّه و يکون من المشرکين فى الواح عزّ محفوظ. قل بهذا النّور خلق خلق اللّاهوت و حقايقها و بعثت هياکل اهل الجبروت و ذواتها و به خلق اللّه عوالم لا‌ لها من بداية و لا من نهاية و ما اطّلع بها احدٌ الّا من شاء ربّه کذلک نلقى عليکم الاسرار لعلّ انتم فى آثار اللّه تتفکّرون. قل هذا النّورٌ قد خضعت عند تجلّيه کلّ الاعناق و سجدت لدى ظهوره ارواح المقرّبين ثمّ افئدة المقدّسين ثمّ حقايق المسجّين ثمّ عباد مکرمون. ان يا اهل حرم القدس تاللّه هذا لحرم اللّه فيکم و حلّ القدس بينکم و مشعر الرّوح تلقاء وجوهکم و مقام‌الامن فى السّرّ و العلن. ايّاکم ان تحرموا انفسکم عن حرم العرفان فاسرعوا اليه و لا تکوننّ من الّذينهم متوقّفون. و هذا حرم يطوفنّ فى حوله هياکل الاحديّة ثمّ حقايق الصّمديّه ثمّ ذوات القدميّة و جعل اللّه فنائه مقدّساً عن مسّ کلّ مشرک مردود. و تستبرکنّ بخدمته حوريّات الفردوس ثمّ اهل غرفات الافريدوس ثمّ اهل حظائر القدس و مقاعد الانس و لکنّ النّاس اکثرهم لا يفقهون. ان اخرجوا يا اهل الارض و السّماء عن مقاعدکم للحجّ الاکبر فى هذا الجمال المشرق الاطهر فلمّا شهد اللّه عجز انفسکم عفى عنکم و لکن انتم بقلوبکم فاسرعون. و لن يوفّق بذلک احدٌ الّا الّذين لن يشهدنّ کلّ من فى السّموات والارض الّا کيوم لم يکن احدٌ مذکورا. اولئک يسقون من ايادى ربّهم رحيق قدس مختوم و من يتوجّه الی هذا الشّطر الاطهر الانور ليطوفنّ فى حوله شموس مشرقات الّتى ما قدّر لها من اوّل و لا من آخرٍ و يستشرق عن افق قلبه شمس الشّموس الّتى تظلم عند ضيائها شموس الاسماء ان انتم تعرفون. ان يا قلم اذّن بين ملأ القدم و قل ان يا اهل ميادين البقاء و يا اهل سرادق الکبرياء ثمّ يا جواهر الغيب عن اعين اهل الانشاء ان انزلوا عن مقاعدکم ثمّ تهلّلوا و تکبّروا و تکرّعوا عن کاؤب البقاء من انامل الابهى من هذا الغلام الاعلی فى هذا اليوم الّذى ما شهدت عيون الابداع شبهه و لا ابصر الاختراع مثله و فيه قرّت عيون العظمة علی مقعد عزٍّ محمود. ان يا حملة العرش زيّنوا عرش الاعظم فى هذا اليوم لانّ فيه ظهر جمال المکنون الّذى ما فاز بلقائه اهل فردوس الاعلى و لا اهل جنّة المأوى. قل تاللّه قد ظهر غيب المکنون بأتمّه و قرّت من جماله عيون الغيب و الشّهود ثم عيون الّذين طهّروا نفوسهم بما رشح عليهم کوثر القدس عن بحر اسم ربّهم المشهود. قل هذا يومٌ فيه عرّف اللّه نفسه علی کلّ من فى السّموات و الارض ثمّ استعلى بسلطانه علی من فى ملکوت الامر و الخلق فتعالی من هذا الفضل المقدّس المبارک المحبوب. و هذا يومٌ فيه ظهر جمال القدم بطراز الّذى به شقّت الاستار و ظهرت الاسرار و برزت الاثمار من الاشجار و نطقت الاشياء فى ذکر ربّهم المختار و برزت الارض بما فيها و السماء بما عليها و الجبال بما فى سرّها و البحار بما فى قعرها ولو هم کانوا فى انفسهم محتجبون. و هذا يومٌ فيه کسرت اصنام الشّرک و الهوى و استوى جمال القدم علی عرش الاعظم يومئذٍ نطقت روح الاکرم عن مکمن البقاء و روح الاقدس عن سدرة المنتهى و روح الامر عن شجرة القصوى و روح العزّ من جبروت الاعلى بان تبارک الرّحمن الّذى ظهر فى الاکوان بما لا ادرکته العيون. قل هذا الّذى بحرکةٍ من اصبعه لينعدمنّ خلق السّموات و الارض و بکلمةٍ من فمه ليحيينّ کلّ الموجودات و باشارةٍ من طرفه ينقلبنّ کلّ الوجود الی شطر اللّه المهيمن العزيز الودود. قل ان يا ملأ الرّهبان عزّلوا کنائس التّسبيح لانّ الّذى رفع الی السّماء قد نزل بالحقّ و يطوف حول العرش تاللّه الحقّ انّ اليوم يصيح النّاقوس علی ذکرى و ينادى النّاقور علی وصفى و الصّور باسمى المهيمن القيّوم. لا تحرموا انفسکم من فضل هذا اليوم ثمّ اسرعوا الی مقرّ العرش و دعوا ما عندکم و تمسّکوا بحبل اللّه القائم الظّاهر الناطق المشهود. ان يا اهل الغيب و الشّهادة غنّوا و تغنّوا فى هذا العيد الّذى ظهر بالحقّ و ما فاز به احد لا من قبل و لا من بعد ان انتم تعلمون. و قد ارفع اللّه فيه القلم عن کلّ من فى السّموات و الارض و هذا ما اشرق به حکم القدم عن مشرق القلم لتفرحنّ فى انفسکم و تکوننّ من الّذينهم يفرحون. ان يا قلم فاخبر حوريّة الفردوس قل تاللّه الحقّ اليوم يومک فاظهرى کيف تشآء ثمّ البسى استبرق الاسماء و سندس البيضاء کيف تريدين. ثمّ اخرجى عن غرف البقاء کالشّمس المشرق عن جبين البهاء ثمّ انزلی عن مکمن الاعلى و قفى بين الارض و السماء ثمّ اکشفى برقع السّتر من وجهک الحورا لعلّ بذلک تنشقّ حجبات الاکبر عن وجه هؤلاء و ينظرون بالمنظر الاکبر جمال اللّه المقدّس العزيز المحبوب. ان يا قرّة القدم تاللّه انّ المشرکين فى سکران من الوهم و لن يقدرنّ ان يرجعنّ البصر الی شطر الاطهر و انّک لسلطان عصمتک عصمتنى خلف حجبات النّور و تحرّمت جمالی عن مشاهدة اعدائک و کان الامر بيدک و انت الحاکم کيف تشاء بقولک کن فيکون. ان يا حوريّة البهاء ان اخرجى عن مکمن البقاء ثمّ طهّرى بصرک الاطهر عن وجوه البشر تاللّه الحقّ لن يدرکک الّا اهل النّظر من هذا المنظر الاکبر. دعى ملکوت الاسماء عن يمينک و جبروت الصّفات عن يسارک ثمّ اشرقى باذنى عن افق عصمتى عريّة عمّا خلق فى جبروت الامر و معريّة عمّا ذوّت فى ملکوت الخلق ليظهر بک طراز اللّه فى کلّ ما سواه ثمّ غنّى علی احسن النّغمات بين الارض و السّموات لعلّ ينقطعنّ الوجود الی وجه ربّک المقدّس العزيز الودود. ان اطلعى عن افق الرّضوان بجمال الرّحمن و علّقى حول ثدييک من جعدک الرّيحان لتهبّ علی العالمين نفحات ربّک المنّان ايّاک ان تسترى ترائب المصقول عن ملأ الظّهور و غلالة القدس عن لحظات الانس ثمّ ادخلی تلقاء العرش معلّقة الشّعر مرمولة الفرع محمّرة الوجه مزيّنة الخدّ مکحولة العين و خذى باسمى الاعلی کاؤب البيضاء على کفّک الحوراء ثمّ اسقى ملأ البقاء رحيق الحمراء من جمالی الابهى لعلّ ملأ الظّهور يطهرنّ فى هذا العيد المشهور من هذا الخمر الطّهور عن حجبات الغيور و يخرجن عن خلف‌‌سبحات المستور بسلطانى العزيز المقتدر المهيمن القيّوم. تاللّه الحقّ انّى لحوريّةٌ قد کنت علی قطب الرّضوان عن خلف ستر الرّحمن و ما ادرکتنى عيون اهل الامکان لم يزل کنت مستورةً عن وراء حجاب العصمة خلف سرادق العظمة سمعت صوت الاحلی عن يمين عرش ربّى الاعلى شهدت بانّ الرّضوان يتحرّک فى نفسه و يتحرّک کلّما خلق فيه شوقاً للقاءاللّه الابهى اذاً ارتفع نداء آخر تاللّه قد ظهر محبوب العالمين. فطوبى لمن يحضر بين يديه و يشرّف بلقائه و يسمع نغماته المقدّس العزيز المحبوب و استجذب من نداء اللّه افئدة ملأ الاعلى ثمّ قلوب اهل ميادين البقاء و اخذتهم جذبات الشّوق الی مقام کلّهم اهتزّوا فى انفسهم و توجّهوا الی شطر القدس مقام عزٍّ ممنوع. و انّى لو اريد ان اذکر ما شهدت فى تلک الحالة لن اقدر و لو اتکلّم بکلّ اللّسان و مع هذا الفضل الّذى احاط کلّ الاشياء و جذب الّذى اخذ کلّ من فى لجج الاسماء شهدت بان ملأ البيان فى غفلةٍ و حجاب کانّهم فى اجداث الفناء هم ميّتون. ان يا ملأ البيان اتحسبون بعد اعراضکم عن هذا الظّهور انتم فى سبل الرّوح تسلکون لا فو جمالی الّذى جعله اللّه مظهر جماله بين ما کان و ما يکون. ان يا حوريّة القدس دعى ذکر هؤلاء لانّ قلوبهم من حجارة صمّاء لن يؤثّر فيها الّا ما يخرج عن الهوى لانّهم غير بالغٍ فى الامر يسترضعنّ من ثدى الغفلة لبن الجهل ان اترکيهم علی التّراب ثمّ غنّى علی لحنى فى جبروت البقاء ثمّ اخبرى اهل مقاعد الفردوس عمّا ظهر فى ملکوت الانشاء ليستجذبنّ من نغماتک و يسرعنّ الی جمال قدس موعود و ليطلعنّ بهذا اليوم الّذى فيه زيّنت هياکل الاشياء بقميص الاسماء و استرقى کلّ فقيرٍ الی مکمن الغناء و غفر کلّ عاصى محروم. ان ابتغوا يا قوم فى هذه الايّام فضل اللّه و رحمته الّتى وسعت کلّ الممکنات ايّاکم ان تعقّبوا کلّ جاهلٍ محجوب. اذاً تمّ نداء القلم فى هذا اللّوح فى هذا الذّکر المبارک المحتوم.

هذه سورة الهيکل قد جعلها الّه مرآت اسمائه
بين السّموات و الارض و جعلها
آية ذکره بين العالمين
هو الابدع الابهى

سبحان الّذى نزّل الآيات لقوم يفقهون. سبحان الّذى ينزّل الآيات لقوم يشعرون. سبحان الّذى يهدى من يشاء الی صراط عزّ قيّوم. سبحان الّذى ينزل الامر لقوم يعلمون. سبحان الّذى ينطق من جبروت الامر لعباد مکرمون. سبحان الّذى يحيى من يشاء بقوله کن فيکون. سبحان الّذى يرفع من يشاء الی سماء عزّ محبوب. تبارک الّذى يفعل ما يشاء بامر من لدنه و انّه لهو الحقّ علّام العلوم. فتبارک الّذى يلهم من يشاء من بدايع وحيه المبرم المکنون. فتبارک الّذى ينصر من يشاء بجنود الغيب و انّه لهو الفاعل لما اراد و انّه لهو العزيز القيّوم. فتبارک الّذى يعزّز من يشاء بسلطان عزّه و هو الفرد الحکيم المقتدر القدّوس. فتبارک الّذى قدّر لکلّ شيئ مقداراً فى صحائف عزّ مخزون. فتبارک الّذى نزّل علی عبده حزن السّموات و الارض و اذاً کنّا علی شکر محبوب. فتبارک الّذى نزّل علی عبده بلاء السّموات و الارض و اذاً کنّا فى تسليم ممنوع. فتبارک الّذى نزّل علی عبده من سحاب القضاء سهام البلاء اذاً کنّا فى شکر محمود. فتبارک الّذى قدّر لعبده ما لا قدّره لاحدٍ من عباده و انّه لهو الفرد العزيز القيّوم. فتبارک الّذى نزّل علی عبده من غمام البغضاء رماح القضاء و انّا نحمده فى ذلک و لا يعقله الّا العاقلون فتبارک الّذى نزّل علی عبده ثقل السّموات و الارض و انّا نحمده فى ذلک و لا يعرفه الّا العارفون. فسبحان الّذى اوقع جماله تحت مخاليب الغلّ من اولی الفحشاء و انّا نرضى بذلک و لا يدرکه الّا المدرکون. فسبحان الّذى اودع الحسين بين الاحزاب من الاعداء و يضرب فى کلّ حين علی جسده رماح القهر و انّا نشکر علی ما قضى علی عبده المنيب التّائب المغموم. فلمّا شهدت نفسى علی قطب البلاء سمعت صوت الابدع الاحلی عن فوق رأسى فلمّا توجّهت الی الفوق رأيت حوريّة ذکر اسم ربّى معلّقةً فى الهواء محاذى رأسى و شهدت بانّها مستبشره فى نفسها و مسرورة فى سرّها کانّ طراز الرّضوان يظهر من وجهها و نضرة الرّحمن تعلن من خدّها و کانت تنطق بين السّموات و الارض بنداء قدس محبوب. و تنادى کلّ الجوارح من ظاهرى و باطنى ببشارة الّتى استبشرت عنها نفسى و استبشرت منها عبادٌ مکرمون. و اشارت باصبعها الی رأسى و خاطبت کلّ من فى السّموات و الارض تاللّه هذالمحبوب العالمين و لکن انتم لا تفقهون و هذا لجمال اللّه بينکم و سلطانه فيکم ان انتم تعرفون و هذا لسرّاللّه و کنزه و امراللّه و عزّه علی من فى ملکوت الامر و الخلق ان انتم تعقلون و انّ هذا لهو الّذى يشتاق لقائه کلّ من فى جبروت البقاء ثمّ الّذينهم استقرّوا خلف سرادق الابهى و لکن انتم عن جماله معرضون. ان يا ملأ البيان انتم ان لن تنصروه فسوف ينصره اللّه بجنود السّموات و الارض ثمّ جنود الغيب بامره کن فيکون. و يبعث بارادته خلق ما اطّلع احد بهم الّا نفسه المهيمن القيّوم و يطهّرهم عن دنس الوهم و الهوى و يرفعهم الی مقام التّقديس و مقاعد التّسبيح و يظهر منهم آثار عزّ سلطانه فى الارض و کذلک قدّر من لدن مليک مقتدر قيّوم. ان يا ملأ البيان اتکفرون بالّذى خلقتم للقائه ثمّ علی مقاعدکم تفرحون و تعترضون علی الّذى شعرة منه خيرٌ عند اللّه عن کلّ من فى السّموات و الارض ثمّ علی مقاعدکم تضحکون. ان يا ملأ البيان فأتوا بما عندکم لا عرف باىّ حجّةٍ آمنتم به من قبل و باىّ برهان حينئذٍ تستکبرون. فو الّذى خلقنى من نور جماله ما وجدت غافلاً اغفل منکم و عمياء اعمى عنکم لانّکم تستدلّون لايمانکم باللّه بما عندکم من الواح عزٍّ مکنون و تکفرون باختها و اصلها و معدنها و منبعها کذلک اخذ اللّه ابصارکم جزاء اعمالکم ان انتم تشعرون. و تکتبون الآيات فى العشىّ و الاشراق ثمّ عن منزلها انتم محتجبون. اذاً يشهدنّکم اهل ملأ الاعلی فى سوء اعمالکم و يستبرئنّ منکم و لکن انتم لا تسمعون. و يستخبر بعضهم من بعض ما يقولون هؤلاء الحمراء و فى اىّ وادى هم يرتعون. اينکرون ما تشهد به ذواتهم ايغمضون عيونهم عمّا هم يبصرون. تاللّه يا قوم بافعالکم تحيّرت سکّان ملأ الاسماء و انتم فى وادى الجرز هائمون و لا تشعرون. ان يا قرّة البقاء ان استمع نداء ربّک من سدرة المنتهى علی بقعة الفردوس فى قلبک لتجد نفسک علی روح و ريحان من صوت ربّک الرّحمن و تکون مقدّساً عن الاحزان من هذه النّفحات المقدّس المرسول ثمّ ابتعث فى هذا الهيکل هياکل الاحديّه لِيحکينّ عن آثار ربّهم و يکوننّ من الّذينهم بانوار ربّهم يستضيئون و انّا قدّرنا هذا الهيکل مبدء الوجود فى خلق البديع ليوقننّ الکلّ بانّا کنّا مقتدراً علی ما نشاء بقولی کن فيکون. و فى ظلّ کلّ حرفٍ من حروفات هذا الهيکل نبعث خلقاً لا يعلم عدّتهم الّا اللّه المهيمن القيّوم. فسوف يخلق اللّه منه خلقاً لا يحجبهم اشارات الّذينهم بغوا علی اللّه و هم فى کلّ حين يشربون عن رحيق قدس مکنون. اولئک الّذين لم يزل استقرّوا فى ظلّ رحمة ربّهم و ما منعهم المانعون. اولئک الّذين يشهد من وجوههم نضرة الرّحمن و يسمع من قلوبهم ذکر اسمى العزيز المخزون. اولئک لو يفتحوا شفتاهم فى تسبيح ربّهم يسبّح معهم کلّ من فى السّموات و الارض و قليلاً من النّاس ما هم يسمعون و اذا يذکرون بارئهم يذکرنّ معهم کلّ الاشياء و کذلک فضّلهم اللّه علی الخلق و لکنّ النّاس لا يعلمون. و يتحرّکون حول امر اللّه کما يتحرّک الظلّ حول الشّمس اذاً فافتحوا الابصار يا ملأ البيان لعلّ انتم تشهدون. و بحرکة هؤلاء يتحرّک کلّ شيئ و بسکونهم يسکن کلّ شيئ ان انتم توقنون. و بهم استقرّت الارض و امطرت السّحاب و نزلت مائدة القدس من سماء فضل مرفوع. اولئک حفظة امراللّه فى الارض و يحفظون جمال الامر من عجاج کلّ مشرک مبغوض. و لا يخافنّ من انفسهم فى سبيل اللّه و ينفقونها رجاء للقاء المحبوب و استرضاء من رضى اللّه المقتدر القادر القدّوس. ان يا هذا الهيکل قم بنفسک علی شأن يقومنّ بقيامک کلّ الممکنات ثمّ انصر ربّک بما اعطيناک من القدرة و الاقتدار ايّاک ان لا تجزع حين الّذى يجزع فيه کلّ الاشياء و کن مظهر اسمى القيّوم. ثمّ انصر ربّک بما استطعت و لا تشهد الکائنات و مايخرج من افواههم الّا کنداء بعوضةٍ فى وادى الّذى لم يکن له حدّ محدود. قم علی کوثر الحيوان باسمى الرّحمن ثمّ اسق المقرّبين من اهل هذا الرّضوان ما ينقطعهم عن کلّ الاسماء و يدخلهم فى ظلّ ممدود. ان يا هذا الهيکل انّا حشرنا فيک کلّ الاشياء عمّا خلق بين الارض و السّماء و سئلنا منهم ما اخذنا به عنهم العهد فى ذرّ البقاء اذاً وجدنا اکثرهم کليل اللّسان شاخصة الابصار و قليلاً منهم ناضرة الوجه ناطقة اللّسان و بعثنا من هؤلاء خلق ما کان و ما يکون. اولئک کرّم اللّه وجوههم عن وجوه المشرکين و اسکنهم فى ظلال سدرة نفسه و انزل عليهم سکينة الامر و ايّدهم بجنود غيبٍ مستور. ان يا عين هذا الهيکل لا تلتفت الی السّموات و ما فيها و لا الی الارض و من عليها لانّا خلقناک لجمالی فها هو هذا فانظره کيف تريد و لا تمنع لحظاتک عن جمال ربّک العزيز المحبوب. فسوف نبعث بک اعينا حديدة و ابصراً ناظرةً کلّ يشهدنّ بارئهم و يحوّلنّ النّظر عن کلّ ما يدرکه المدرکون. و بک نهب قوّة البصر علی کلّ شيئ الّا الّذينهم جعلوا انفسهم محروماً عن فضل ربّهم و هم من کأس الوهم هم يکرعون. ان يا سمع هذا الهيکل طهّر نفسک عن نعيق کلّ ناعق مردود ثمّ استمع نغمات ربّک و هى يومئذٍ يوحى اليک عن جهة العرش بانّه لا اله الّا انا العزيز المقتدر المهيمن القيّوم. فسوف نبعث بک آذاناً مطهّرةٍ لاصغاء کلمة اللّه و ما يرتفع من نغمات ربّهم و هم بهذا السّمع بدايع الوحى هم يسمعون. ان يا لسان هذا الهيکل انّا خلقناک باسمى الرّحمن و علّمناک ما کنز فى البيان و انطقناک بذکرى العظيم فى الاکوان اذاً قم علی ذکر البديع و لا تخف من مظاهر الشّيطان لانّک خلقت لذلک بامرى المهيمن القيّوم. و بک فتحنا اللّسان علی البيان فى کلّ ما کان و نفتح بسلطانى فيما يکون و ‌بک نبعث السنا ناطقة کلّها يحرّکنّ بالثّناء فى ملأ البقاء و بين ملأ الانشاء ببدايع الذّکر‌هم يذکرون و لن يمنعهم شيئ عن ثناء بارئهم و بثنائهم يقومنّ کلّ الاشياء بالثّناء علی انّه لا اله الّا هو المقتدر العزيز المحبوب. و لن ينطق السن الذّاکرين الّا و يمدّه هذا اللّسان من هذا الرّضوان و قليلاً من النّاس ما هم يعرفون ان من لسانٍ الّا و قد يسبّح ربّه و ينطق علی ذکره و منهم من يفقه و منهم لا يفقهون. اَن يا حوريّة الفردوس ان اخرجى عن غرف اللّاهوت ثمّ اسقى خمر الجبروت بانامل الياقوت لعلّ اهل النّاسوت يطلعنّ بما اشرقت عن الملکوت شمس البقاء بطراز البهاء و يقومنّ علی الثّناء بين الارض و السّماء فى هذا الفتى الّذى استقرّ علی عرش الجنان فى قطب هذا الرّضوان و من وجهه ظهرت نضرة الرّحمن و عن لحظه لحظات السّبحان و من شئونه شئونات اللّه المهيمن القيّوم. و ان لن تجدى احداً ان يأخذ من انامل البيضاء خمر الحمراء علی اسم ربّک العلىّ الاعلى الّذى ظهر مرّة بعد اولی باسمه الابهى لا تحزنى و دعى هؤلاء بانفسهم ثمّ ارجعى الی خلف سرادق العظمة اذاً تجدين قوماً يستضيئ انوار وجوههم کالشّمس فى وسط الزّوال و هم يهللّون و يسبّحون ربّهم علی هذا الاسم الّذى قام علی مقرّ الاستقلال بسلطان العزّ و الاجلال و کانّک لن تسمعى منهم الّا ذکرى المقدّس المحبوب و ما اطّلع بهؤلاء احدٌ من الّذينهم خلقوا بکلمة اللّه فى ازل الآزال. کذلک فصّل لک الامر و صرّفنا الآيات لعلّ النّاس فى آثار ربّهم يتفکّرون. و انّهم ما امروا بسجدة الآدم و ما حوّلوا وجوههم عن وجه ربّک و هم من نعمة التّقديس فى کلّ حين متنعّمون. کذلک رقم قلم القدس اسرار ما کان و ما يکون لعلّ النّاس هم يعرفون فسوف يظهر اللّه هؤلاء فى الارض و يرفع بهم ذکره و ينشر آثاره و يحقّق کلماته و يعلن آياته رغماً للّذينهم کفروا و انکروا و کانوا بآيات اللّه ان يحجدون. اَن يا حوريّة الفردوس انّک اِن وجدتهم و ادرکت لقائهم فاقصصى لهم ما يقصّ لک الغلام من قصص نفسه و بما ورد عليه ليطّلعنّ علی ما هو المسطور علی الواح عزٍّ محفوظ. قولی لهم ثمّ اخبريهم من نبأ الغلام و بما مسّته من البأسا ما لا مسّ احداً فى الابداع ليتذکّرنّ مصائبى و يکوننّ من الّذينهم متّذکرون. ذکّريهم بانّا اصطفينا من اخواننا احداً ثمّ رشّحنا عليه من طمطام بحر العلم رشحاً ثمّ البسناه قميص اسم من الاسماء و ارفعناه الی مقام الّذى قام الکلّ علی ثناء نفسه و احفظناه عن ضرّ کلّ ذى ضرٍّ علی شأنٍ تعجز عنه القادرون. و کنّا وحده فى مقابلة اهل السّموات و الارض فى ايّام کلّ العباد قاموا علی قتلی و کنّا بينهم ناطقاً بذکر اللّه و منطقاً بثنائه و قائماً علی امره الی ان اثبت کلمة اللّه بين خلقه و اشتهرت آثاره و علت قدرته و لاحت سلطنته و يشهد بذلک عبادٌ مکرمون. و انّ اخى لمّا شهد بانّ الامر ارتفع بالحقّ و وجد فى نفسه علوّاً اذاً خرج عن خلف الاستار و حارب بنفسى و جادل بآياتى و کذّب برهانى و جاحد آثارى و ما شبع بطن الحريص الی ان اراد اکل لحمى و شرب دمى فى الارض و يشهد بذلک عباد الّذينهم هاجروا مع اللّه و من دونهم عبادٌ مقرّبون. و يشاور فى ذلک مع احدٍ من خدّامى و اغواه علی ذلک اذاً نصرنى اللّه بجنود الغيب و الشّهادة و حفظنى بالحقّ و انزل علىّ ما منعه عمّا اراد و بطل مکر الّذينهم مکروا و کانوا ان يمکرون. فلمّا شيع ما سوّلت له نفسه و اطّلع به الّذينهم هاجروا ارتفع الضّجيج من هؤلاء و بلغ الی مقام کاد ان يشتهر بين المدينة اذاً انّا منعناهم عن ذلک و القينا عليهم کلمة الصّبر ليکوننّ من الّذينهم يصبرون. فو اللّه الّذى لا اله الّا هو انّا صبرنا فى ذلک و امرنا العباد علی الصّبر و خرجنا عن بين هؤلاء و سکّنا فى بيت اخرى ليسکن نار البغضاء فى صدره و يکون من الّذينهم مهتدون. و ما تعرّضنا به بکلمةٍ و ما رأيناه من بعد و جلسنا فى البيت وحده مرتقباً فضل اللّه المهيمن القيّوم. و انّه لمّا اطّلع بانّ الامر اشتهر اخذ قلم الکذب و کتب الی العباد و ارجع کلّما فعل بنفسى العزيز المظلوم ابتغاء فتنة فى نفسه و ادخال البغضاء فى صدور الّذينهم آمنوا باللّه العزيز المحبوب. فو الّذى نفسى بيده تحيّرنا فى مکره بل تحيّر منه کلّ الوجود من الغيب و الشّهود. و مع ذلک ما سکن فى نفسه الی اَن ارتکب ما لا يجرى القلم عليه و به ضيع حرمتى و حرمة اللّه المقتدر العزيز المحمود. فو اللّه لو‌اذکر ما فعل بى لَن يتّمه بحور الارض لو يجعلها اللّه مداداً و لن ينتهيه الاشياء و لو يکون کلّ من فى السّموات اقلاماً کذلک نلقى ما ورد علی نفسى المهيمن القيّوم. ان يا قلم البقاء لا تحزن عمّا ورد عليک فسوف يبعث اللّه خلقاً يشهدون بابصارهم و يذکرون ما ورد عليک اذاً خذ القلم عن ذکر هؤلاء ثمّ حرّکه علی ذکرى العزيز المحبوب. ايّاک ان لا تشغل بذکر الّذين لن تجد منهم الّا روائح البغضاء و اخذهم حبّ الرّياسة على مقام يهلکون انفسهم لاعلاء ذکرهم و ابقاء اسمائهم و کتب اللّه هؤلاء من عبدة الاسماء علی الواح عزّ محفوظ. اَن اذکر ما اردته لهذا الهيکل ليظهر فى الارض آثاره ليملأ الآفاق انوار اللّه و يطّهر الارض من دنس الّذين کفروا باللّه و هم فى انفسهم لا يفقهون. ان يا هذا الهيکل فابسط يدک علی من فى السّموات و الارض ثمّ خذ زمام الامر بقبضة ارادتک و انّا جعلنا فى قبضتک ملکوت کلّ شيئ فافعل ما شئت و لا تخف من الّذينهم لا يعرفون ثمّ ارفع يدک الی لوح الّذى اشرق عن افق اصبع ربّک و خذه علی شأنٍ باخذک يأخذه ايادى من فى الابداع کذلک ينبغى لک اِن انت من الّذينهم يفقهون. و بارتفاع يدک الی سماء فضلی يرتفع ايادى کلّ شيئ الی اللّه المقتدر العزيز الودود. فسوف نبعث من يدک ايادى القوّة و القدرة و الاقتدار و نظهر بها قدرتى لمن فى ملکوت الامر و الخلق ليعرفنّ العباد بانّه لا اله الّا انا المهيمن القيّوم. و بها نعطى و نأخذ و لا يعرف ذلک الّا الّذينهم ببصر الرّوح هم ينظرون. قل يا قوم اتفّرون من قدرة اللّه تاللّه لا مهرب لکم اليوم و لا عاصم لاحدٍ الّا من رحمة اللّه بفضلٍ من عنده و انّه لهو الرّحيم الغفور. قل يا قوم دعوا ما عندکم ثمّ ادخلوا فى ظلّ ربّکم الرّحمن و هذا خيرٌ لکم عمّا عملتم او تعملون. خافوا عن اللّه و لا تحرموا انفسکم عن نفحات الرّوح و لا تبدّلوا کلمة اللّه و لا تحرّفواها عن مقرّها اتّقوا اللّه و کونوا من الّذينهم يتّقون. قل يا قوم هذا يد اللّه الّذى لم يزل کان فوق ايديکم ان انتم تعلقون و فيه قدّرنا خير السّموات و الارض بحيث لن يظهر من خيرٍ الّا و قد يظهر منه و کذلک جعلناه مطلع الخير و مخزنه فيما کان و ما يکون. فسوف يخرج اللّه من اکمام القدرة ايادى القوّة و الغلبة و ينصرنّ الغلام و يطّهرنّ الارض عن دنس کلّ مشرک مردود. و يقومنّ علی الامر و يفتحنّ البلاد باسمى القيّوم و يدخلنّ خلال الديّار و يأخذ عنهم کلّ العباد و هذا من بطش اللّه و انّ بطشه شديد بالعدل و انّه لمحيط علی من فى السّموات و الارض ينزل ما يشاء علی قدرٍ مقدور و لو يقوم احدٌ من هؤلاء فى مقابلة ما خلق فى الابداع ليکون غالباً بغلبة ارادتى و هذا من قدرتى و لکن خلقى لا يعرفون. و هذا من سلطنتى و لکن بريّتى لا يفقهون و هذا من امرى و لکن عبادى لا يشعرون و هذا من غلبتى و لکنّ النّاس لا يشکرون الّا الّذين نوّر اللّه ابصارهم بنور عرفانه و جعل قلوبهم خزائن وحيه و انفسهم حملة امره اولئک يجدون روائح القدس عن قميص العزّ و هم فى کلّ حين بآيات اللّه يفرحون. و الّذينهم کفروا و اشرکوا اولئک غضب اللّه عليهم و هم فى النّار هم يسحبون ثمّ فى اطباقها هم يجزعون. کذلک نفصّل الآيات و نبيّن الحقّ بالبيّنات لعلّ النّاس هم فى آيات ربّهم يتفکّرون. ان يا هذا الهيکل قد جعلناک آية عزّى بين ما کان و ما يکون و قد جعلناک آية امرى بين السّموات و الارض بقولی کن فيکون. ان يا هاء الهويّة فى هذا الاسم قد جعلناک مخزن مشيّتى ثمّ مکمن ارادتى لمن فى ملکوت الامر و الخلق فضلاً من لدن مهيمن قيّوم. اَن يا ياء اسمى القدير قد جعلناک مظهر سلطانى و مطلع اسمائى بقولی کن فيکون. ان يا کاف الکرم قد جعلناک مشرق کرمى بين بريّتى و منبع جودى بين خلقى و انا المقتدر بسلطانى لن يغرب عن علمى شيئ عمّا خلق بين السّموات و الارض و انا الحقّ علّام الغيوب. ان انزل من سحاب کرمک ما يغنى الممکنات و لا تمنع فضلک عن الوجود لانّک انت الکريم فى جبروت البقاء و ذوالفضل العظيم بين الارض و السّماء. لا تنظر الی النّاس و ما عندهم فانظر الی جميل رحمتک و بديع مواهبک العزيز المحمود. ان ابسط يد الجود علی الممکنات و اصابع الکرم علی الکائنات و انّ هذا ينبغى لک و لو کان النّاس هم لا يعقلون. من اقبل اليک هذا من فضلک عليه و من اعرض فلنفسه البعيد المحتجب المردود. فسوف يبعث اللّه منک ايادياً غالبة و اعضاداً قاهرةً يخرجنّ عن خلف السّکون و ينصرنّ نفس الرّحمن بين الامکان و يصحنّ بصيحة يتميّز عنها صدور کلّ مغلٍّ عنود. و يظهرنّ علی سطوة يأخذ الخوف سکّان الارض علی شأن کلّ يضطربون. ايّاکم ان لا تسفکوا الدّماء ان اخرجوا سيف اللّسان عن غمد البيان لانّ به يفتح مداين القلوب و انّا ارفعنا حکم القتل بينکم لانّ رحمتى سبقت الممکنات ان انتم تعلمون. ثمّ انصروا ربّکم الرّحمن بسيف التّبيان و انّه احدّ من البيان و اعلی منه لو انتم فى کلمات ربّکم تنظرون. کذلک نزلت جنود الوحى من شطر اللّه المهيمن القيّوم و ظهرت جنود الالهام عن مشرق الامر من لدى اللّه العزيز المحبوب. قل قد قدّر مقادير کلّ الاشياء فى هذا الهيکل المخزون المشهود و کنز فيه علم السّموات و الارض و علم ماکان و مايکون. و رقم من اصبع صنع ربّک فى هذا الکتاب ما يعجز عن ادراکه العارفون و خلق فيه هياکل الّتى ما اطّلع بهم احداً الّا نفس اللّه العلىّ المهيمن القيّوم.‌ فطوبى لمن يقرئه و يتفکّر فيه و يکون من الّذينهم يفقهون. قل لن يرى فى هيکلی الّا هيکل اللّه و لا فى جمالی الّا جماله و فى کينونتى الّا کينونته و لا فى ذاتى الّا ذاته و لا فى حرکتى الّا حرکته و لا فى سکونى الّا سکونه و لا فى قلمى الّا قلمه العزيز المحمود. قل لم يکن فى نفسى الّا الحقّ و لن يرى فى ذاتى الّا اللّه ايّاکم ان لا تذکروا الآيتين فى نفسى المتوحّد المتفرّد المقدّس المطهّر القدّوس. لم يزل کنت ناطقاً فى جبروت کلّ الاشياء بانّى انا اللّه لا اله الّا انا المهيمن القيّوم و لا يزال انطق فى ملکوت الموجودات بانّى انا اللّه لا اله الّا انا العزيز المحبوب. قل انّ الرّبوبيّة اسمى قد خلقت لها مظاهراً يربينّ الممکنات و انّا قد کنّا منزّهاً عنها ان انتم تشهدون. و انّ الالوهيّة اسمى قد جعلنا لها مطالعاً يحيطنّ العباد و يجعلنّهم عبداء للّه العزيز المقتدر المشهود کذلک فاعرفوا کلّ الاسماء ان انتم تعرفون. ان يا لام الفضل فى هذا الاسم انّا جعلناک مظهر الفضل بين السّموات و الارض و منک بدئنا الفضل بين الممکنات و اليک نرجعه ثمّ منک نظهره مرّةً اخرى امراً من لدنّا و انا الفاعل لما نشاء بقولی کن فيکون. کلّ فضل ظهر فى الملک بدء منک و يعود اليک و هذا ما قدّر علی الواح عزّ محفوظ. فيا حبّذا لمن لا يحرم نفسه عن هذا الفضل المسلسل المرسول. قل اليوم قد هبّت لواقح الفضل علی کلّ شيئ بحيث حمل کلّ شيئ علی ما هو عليه ان انتم انفسکم لا تحرمون. مثلاً حملت الاشجار من اثمار البديعة و البحور من لئالی المنيرة و الانسان من المعانى و العرفان و الاکوان من تجليّات الرّحمن و الارض من بدايع الظّهور فسوف يضعنّ کلّ حمله فتبارک اللّه من هذا الفضل الّذى احاط کلّ الاشياء عمّا ظهر و عمّا هو المکنون کذلک بدعت الاکوان فى هذا اليوم و لکنّ النّاس اکثرهم لا يشعرون. قل لن يعرف فضل اللّه علی ما هو عليه فکيف نفسه المهيمن القيّوم. ان يا هيکل الامر لا تحزن فى نفسک ان لن تجد مقبلاً الی مواهبک لانّک لا ينبغى لنفسک بان تلتفت الی شيئ الّا بجمالی المحبوب. انّا لمّا وجدنا الايادى غير طاهرةٍ فى الارض لذا جعلنا ذيلک مطهّراً عن مسّها و مسّ الّذينهم يکفرون. ان اصبر فى امر ربّک فسوف يبعث اللّه افئدةً طاهرةً و ابصراً منيرةً يهربنّ عن کلّ الجهات الی جهة رحمتک المحيط المبسوط. ان يا هيکل اللّه لمّا نزلت جنود الوحى برايات الآيات من مليک الاسماء و الصّفات انهزموا اولو الاشارات و کفروا ببيّنات اللّه المهيمن القيّوم و قاموا علی النّفاق و منهم من قال ليست هذه الآيات بيّنات من اللّه و ما نزلت علی الفطرة کذلک يتداوون المشرکون جرح الصّدور و بذلک يلعنهم کلّ من فى السّموات الارض و هم فى انفسهم لا يشعرون. قل انّ روح القدس قد خلق بحرف ممّا نزل من هذا الرّوح الاعظم ان انتم تفقهون. و انّ الفطرة بکينونتها قد خلقت من آيات اللّه المهيمن العزيز المحبوب. قل تاللّه انّها يفتخر بنسبتها الی نفسنا الحقّ و انّا لا نفتخر بها و بما‌دونها لانّ دونى قد خلق بقولی ان انتم تعقلون. قل انّا نزّلنا الآيات علی تسعة شئون کلّ شأن منها يدلّ علی سلطنة اللّه المهيمن القيّوم. و شأن منها يکفينّ فى الحجّية کلّ من فى السّموات و الارض و لکنّ النّاس اکثرهم غافلون. و لو نشاء لنزلنا علی شئون اخرى الّتى لا يحصى عدّتها المحصون. قل يا قوم خافوا عن اللّه و لا تحرّکوا السنتکم الکذبة علی ما لا يحبّه اللّه فاستحيوا عن الّذى خلقکم بقطرة من الماء کما انتم تعلمون. قل انّا خلقنا کلّ من فى السّموات و الارض علی فطرة اللّه فمن اقبل الی هذا الوجه يظهر علی ما خلق به و من احتجب يحتجب عنه هذا الفضل المحيط المکنون. انّا ما منعنا شيئاً عن فضل شيئ و قد خلقنا کلّ الاشياء علی حدّ سواءٍ و عرضنا عليها امانة حبّى بکلمةٍ من لدنّا فمن حمل نجى و امن و کان من الّذينهم کانوا من فزع يومئذٍ آمنون. و من اعرض کفر باللّه المهيمن القيّوم و بها فرقنا بين کلّ العباد و فصلنا بينهم و انّا کنّا فاصلون. قل کلمة اللّه لن يشتبه بکلمات خلقه لانّها سلطان الکلمات کما انّ نفسه سلطان النفوس و امره مهيمن علی ما کان و ما يکون. ان ادخلوا يا قوم مصر الايقان مقرّ عرش ربّکم الرّحمن و هذا ما يأمرکم به قلم السّبحان فضلاً من عنده عليکم ان انتم فى امره لا تختلفون. و من المشرکين من کفر فى نفسه و قام بالمحاربة و قال هذه الآيات سحرٌ و کذلک قالوا من قبل عباد الّذينهم مضوا و اذاً فى النّارهم يستغيثون. قل ويلٌ لکم و بما يخرج من افواهکم ان کانت الآيات سحراً انتم باىّ حجّةٍ آمنتم باللّه فأتوا بها و لا تصبرون. و کذلک قالوا امة الفرقان حين الّذى اتى اللّه بربوات قدسه و کذلک کانوا ان يقولون و منعوا النّاس عن الحضور بين يدىً جمال القدم و الاکل مع احبّائه و قال قائل منهم ان لا تقربوا هؤلاء لانّهم يسحرون النّاس و يضلّونهم عن سبيل اللّه المهيمن القيّوم. تاللّه الحقّ انّ الّذى لن يقدر‌ان يتکلّم بين يدينا ليقول ما لا قاله الاوّلون. و ارتکب ما لا ارتکبه نفسٌ من الّذينهم کفروا بالرّحمن فى کلّ الاعصار و يشهد بذلک اقوالهم لو انتم تنصفون. تاللّه الحقّ من نسب آيات اللّه بالسّحر انّه ما آمن باحدٍ من رسل اللّه و ضلّ سعيه فى الحيوة الباطلة و کان من الّذين يقولون ما لا يعلمون. قل يا‌عبد خف عن اللّه الّذى خلقک و سوّاک و لا تفرط فى جنب اللّه ثمّ انصف فى نفسک و کن من الّذينهم يعدلون. انّ الّذينهم اوتوا العلم من اللّه اولئک يجدنّ فى اعتراضاتهم دلائلاً قويّةً فى ابطالهم و اثبات هذا الشّمس المنير المشهود. قل اتقولون ما قال المشرکون حين الّذى جائهم ذکر من ربّهم فويلٌ لکم يا معشر الحمراء و بئس ما انتم تکسبون. ان يا جمال القدم دع المشرکين و ما عندهم ثمّ عطّر الممکنات بذکر محبوبک العلىّ العظيم و بذکره يحيى الموجودات و يحدّد هياکل العالمين. قل انّه استقرّ علی عرش العظمة و الجلال من اراد ان ينظر الی جماله فهو هذا فتبارک اللّه من هذا الجمال المشرق المنير. و من اراد ان يسمع نغماته تاللّه انّها ارتفعت من هذا الفم الدّرىّ البّديع و من اراد ان يستضئى بانواره قل فاحضر تلقاء العرش و انّ هذا لاذنٌ جميل. قل يا قوم انّا نسئل منکم کلمة علی الصّدق الاکبر و نتّخذ اللّه بيننا و بينکم شهيداً و کفى بنفسه شهيد و حکيم. فاجعلوا محضرکم بين يدى العرش ثمّ انصفوا فى القول و کونوا من المنصفين. اَکان اللّه مقتدراً علی امره اَم انتم تکوننّ من القادرين. اَانّه کان مختاراً فى نفسه کما تقولون انّه يفعل ما يشاء و لا يسئل عمّا شاء اَم انتم المختار و تقولون هذه الکلمة علی التّقليد و لا تکوننّ من الموقنين. و لو انّه کان مختاراً فى نفسه فقد اظهر مظهر امره بآيات الّتى لن يقوم معها شيئ لا فى السّموات و لا فى الارضين و ظهر علی شأن ما ظهر فى الابداع شبهه شهدتم و سمعتم من کلّ نفس و کنتم من السّامعين. کلّ الامور تنتهى الی الآيات و تلک آيات اللّه الملک المهيمن العزيز القدير. و من دونها قد ظهر بامرٍ اقرّ بسلطانه کلّ الممکنات و لن ينکر ذلک الّا کلّ مشرک اثيم. قل يا قوم اَ‌اردتم ان تستروا جمال الشّمس بحجاب انفسکم او‌اَن تمنعوا الرّوح عن التّغرّد فى هذا الصّدر الممرّد المنير. خافوا عن اللّه و لا تحاربوا مع نفسه و لا تجادلوا مع الّذى بامره خلقت الکاف و اتّصلت برکنه العظيم. آمنوا بسفراء اللّه و سلطانه ثمّ بنفس اللّه و عظمته و لا تعقّبوا الّذينهم کفروا بعد ايمانهم و اتّخذوا لانفسهم مقاماً فى هويهم و کانوا من المشرکين. ان اشهدوا بما شهد اللّه ليستضيئ بما يخرج من افواهکم اهل ملأ العالين قولوا انّا آمنّا بما نزل علی رسل اللّه من قبل و بما نزل علی علىّ بالحقّ و بما ينزل حينئذٍ عن جهة عرش عظيم. کذلک يعلّمکم اللّه جوداً من عنده و فضلاً من لدنه و انّ فضله احاط العالمين. ان يا رِجل هذا الهيکل انّا خلقناک من حديد القدرة ان استقم علی امر ربّک علی شأن يستقيم به ارجل المنقطعين علی صراط ربّک العزيز العزيز الحکيم. ايّاک ان لا تتحرّک من عواصف البغضاء و لا‌قواصف هؤلاء الاشقياء ان اثبت علی الامر و کن من الثّابتين. و انّا بعثناک علی اسمنا المستقيم و من دونه علی هيکل کلّ الاسماء من اسمائنا الحسنى بين السّموات و الارضين. فسوف نبعث منک ارجلاً مستقيمةً يقومنّ علی الصّراط و لا يزلنّ عنه و لو يعاند معهم اهل السّموات و الارضين. انّ الفضل کلّهُ فى قبضتنا نعطى من نشاء من عبادنا المقرّبين. کذلک منّنا عليک مرّةً بعد مرّةٍ لتشکر ربّک بشکر يفتح به السن الممکنات علی شکر نفسى الرّحمن الرّحيم. قم علی الامر بقدرةٍ من لدنّا و سلطانٍ من عندنا ثمّ اَلق العباد ما القاک روح اللّه الملک الفرد العزيز العليم. قل يا قوم اَتدعون الحقّ عن ورائکم و تدعون الّذى خلقناه بکفٍّ من الطّين فو جمالی انّ هذا ظلم منکم علی انفسکم ان انتم فى امر ربّکم لمن المتفکّرين. قل يا قوم طهّروا قلوبکم ثمّ ابصارکم لعلّ تعرفون بارئکم فى هذا القميص المقدّس اللّميع. قل انّ هذا فتى الهى قد استقرّ علی عرش الجلال و ظهر بسلطان القدرة و الاستجلال و يصحّ بين الارض و السّماء بنداء الابدع الاحلی ان يا ملأ البيان لِمَ کفرتم بربّکم الرّحمن و اعرضتم عن جمال السّبحان تاللّه انّ هذا لغيب المستور قد طلع عن مشرق الامکان و انّ هذا لجمال المحبوب قد ظهر علی قطب الرّضوان بسلطنته اللّه المقتدر المهيمن العزيز الغالب القدير. اَن يا هيکل القدس انّا جعلنا صدرک ممرّداً من اشارات الممکنات و مقدّساً عن دلالات کلّ الاشياء لينطبع عليه انوار جمالی و ينطبع ما انطبع عليک علی مرايا العالمين و بذلک اخترناک عمّا خلق بين السّموات و الارض و اصطفيناک عمّا قدّر فى ملکوت الامر و الخلق و اختصصناک لنفسى انّ هذا من فضل اللّه عليک من يومئذٍ الی يوم الّذى لن ينتهى فى الملک و يبقى ببقاء اللّه الملک المهيمن العزيز القدير. لانّ يوم اللّه هو نفسه اذاً قد ظهر بالحقّ و لن يعقّبه اللّيل و لن يحدّ بذکرٍ لو انتم من العارفين. اَن يا صدر هذا الهيکل انّا جعلنا الاشياء مرآت نفسک و جعلناک مرآت‌نفسى اذاً‌فاستشرق علی صدور الممکنات عمّا تجلّى عليک من انوار ربّک ليطهّرها عن کلّ حدٍّ و اشارةٍ و عن کلّ اسمٍ و دلالةٍ دون ذکر نفسى العلىّ العليم. و انّا بدئنا منک صدوراً ممرّدةً و نعيدنّها اليک رحمةً من لدنّا عليک و علی المقرّبين فسوف نبعث منک صدوراً صافيةً و ترائب خالصةً لن يحکينّ الّا عن جمالی و لن يدلنّ الّا عن تجلّيّات وجهى بين الخلائق اجمعين ان يا هيکل القدس انّا قد جعلنا فؤادک مخزن علم ما کان و ما يکون و مطلع علمنا الّذى قدّرناه لاهل السّموات و الارض ليستفيضنّ منک کلّ الموجودات و يبلغنّ من بدايع علمک الی عرفان اللّه المقتدر العلىّ العظيم. و انّ علمى الّذى فى نفسى ما عرفه احدٌ و لن يعرفه نفسٌ و لن يحمله احدٌ من العالمين تاللّه الحقّ لو يظهر منه کلمة ليضطرب کلّ النّفوس و ينعدم ارکان کلّ شيئ و تزلّ اقدام البالغين. و لنا علم اخرى لو نلقى علی الکائنات کلمةً منه ليوقننّ کلٌّ بظهور اللّه و علمه و يطّلعن باسرار العلوم کلّها و يبلغنّ الی مقام الّذى يشهدنّ انفسهم غنيّاً عن علم الاوّلين و الآخرين. و لنا علوم اخرى الّتى لا نقدر ان نذکر حرفاً منها و لا النّاس يستطيعنّ ان يسمعنّ ذکراً منها کذلک نبّأناکم من علم اللّه العالم الخبير. و لو نجد من مستطيعٍ لالقيناه کنوز المعانى و علّمناه ما يحيط بحرف منه علی العالمين. ان يا فؤاد هذا الهيکل انّا جعلناک مطلع علمى و مظهر حکمتى بين السّموات و الارضين. و اظهرنا منک العلوم و نرجعها اليک ثمّ نبعث منک مرّةً اخرى وعداً من لدنّا انّا کنّا فاعلين. فسوف نبعث منک ذا علوم بديعةٍ و ذا صنايعٍ قويّة و نظهر منهما ما لا خطر به قلب احدٍ من العباد کذلک نعطى من نشاء ما نشاء و نأخذ عمّن نشاء ما اعطيناه و نحکم بامرنا ما نريد. قل انّا لو نتجلّى علی مرايا الموجودات بشمس عنايتى فى ساعةٍ و نأخذ عنهم انوار تجلّياتنا فى ساعةٍ اخرى لنقدر و ليس لاحدٍ ان يقول لم او‌بمَ لانّا نحن الفاعل لما نشاء و لا نسئل عمّا فعلناه و لا يشکّ فى ذلک الّا کلّ مشرکٍ مريب. قل لن يعزل قدرتنا عن شيئ و لن يعطّل حکمنا عن نفس نرفع من نشاء الی جبروت العزّة و الاقتدار ثمّ نرجعه لو نشاء الی اسفل السّافلين. اَتزعمون يا ملأ الارض بانّا لو‌نصعّد احداً الی سدرة المنتهى اذاً يعزل عنه قدرتى و سلطانى لا فو‌نفسى بل لو‌نشاء لنرجعنّه الی التّراب فى اقلّ من الحين فاشهدوا فى الشّجرة انّا نغرسها فى الرّضوان و نسقيها من ماء عنايتنا فلمّا ارتفعت فى نفسها و تورّقت باوراق الخضراء و اثمرت باثمار الحسنى اذاً نرسل عليها قواصف الامر و ندعها علی وجه الارض و کذلک کنّا فاعلين. و کذلک نفعل بکلّ شيئ و هذا من بدايع سنننا من قبل و من بعد فى کلّ الاشياء ان انتم من النّاظرين. اَتنکرون يا قوم ما تشهدونه فويلٌ لکم يا ملأ المنکرين. و الّذى لن يتغيّر هو نفسه الرّحمن الرّحيم ان انتم من العارفين و دونه يتغيّر بارادته و انا المقتدر العزيز الحکيم. يا قوم لا تتکلّموا فى امرى لانّکم لا تبلغون بحکمة ربّکم و لن تنالوا بعلمه العزيز المحيط. و من يدّعى عرفانه هو‌من اجهل النّاس و يکذّبه کلّ الذّرّات و يشهد بذلک لسانى الصّادق الامين. انتم فاذکروا امرى ثمّ تکلّموا فيه فيما امرتم به من لدنّا و من دون ذلک لا ينبغى لکم ان انتم من السّامعين. اَن يا هذا الهيکل قد جعلناک مطلع کلّ اسم من اسمائنا الحسنى و مظهر کلّ صفة من صفاتنا العليا و منبع کلّ ذکر من ذکرنا الابهى ثم بعثناک علی صورتى بين السّموات و الارض و جعلناک آية عزّى لمن فى جبروت الامر و الخلق ليستهدينّ بک عبادى و يکوننّ من المهتدين. و جعلناک سدرة الجود لمن فى السّموات و الارض فهنيئاً لمن يستظلّ فى ظلّک و يتقرّب الی نفسک المهيمن القدير. قل انّا جعلنا کلّ اسم مَعيناً و اجرينا منه جداول العزّ فى رضوان الامر و لا يعلم عدّتها احدٌ الّا‌ربّک المقدّس المقتدر العليم الحکيم. قل انّا بدئنا کلّ الحروف من النّقطة و ارجعناها اليها ثمّ بعثناها علی هيکل بشرٍ فتعالی من هذا الصّانع الابدع البديع.‌ و سوف نفضّل منها مرّةً اخرى باسمى الابهى فضلاً من عندى و انا الفضّال القديم. و اشرقنا کلّ الانوار من شمس اسمى الحقّ و ارجعناها اليها و اظهرناها علی هيکل الانسان فتعالی من هذا القادر المقتدر القدير. فسوف نستشرق منها مرّةً اخرى فضلاً من لدنّا علی العالمين. لن يمنعنى احدٌ عن امرى و لن يحجبنى نفس عن سلطانى و قدرتى و انا الّذى بعثت الممکنات بقولی و ارجعتهم بامرى العزيز المحيط. قل انّا لو نريد ان نقبض کلّ الارواح من کلّ الاشياء فى نفسٍ و ابعث منها لا قدر و لا يعرف علم ذلک الّا نفسى العالم العليم. و لو نريد ان نظهر من ذرّةٍ شموساً لا‌ لها بدايةٌ و لا نهايةٌ لنقدر و نظهر کلّها بامرى فى اقل من الحين و لو نريد ان نبعث من قطرة بحور السّموات و الارض و نفصّل من حرف علم ما کان و ما يکون لنقدر و انّ هذا لسهلٌ يسير. کذلک کنت مقتدراً من اوّل الّذى لا اوّل له و اکون مقتدراً الی آخر الّذى لا آخر له و لکن خلقى غفلوا عن قدرتى و اعرضوا عن سلطانى و جادلوا بنفسى العليم الحکيم. قل تاللّه لن يحرّک شيئ بين السّموات و الارض الّا بعد اذنى و لن يصعد نفسٌ الی جبروت القصوى ا‌لا بعد امرى و لکن بريّتى احتجبوا عن بدايع سلطانى و کانوامن الغافلين. قل مثل خلقى کمثل الاوراق علی الشّجر و انّها قد کانت ظاهرة بوجودها و قائمة بنفسها و لکن کانت غافلة عن اصلها کذلک مثّلنا لعبادنا العاقلين لعلّ يصعدنّ عن رتبة النّبات و يبلغنّ الی البلوغ فى هذا الامر المبرم المتى‌ قل انّ مثلهم کمثل الحوت فى الماء و انّ حيوته به و انّه لن يعرف ممدّ حيوته من لدن عزيز حکيم. و کان محتجباً عنه بحيث لو يسئل عنه الماء و صفاته لن يعرف و لن يفقه کذلک نلقى الامثال لعلّ النّاس يکوننّ من العارفين. يا قوم خافوا عن اللّه و لا تکفروا‌بالّذى احاطت رحمته الممکنات و سبق فضله الموجودات و احاط سلطان امره ظاهرکم و باطنکم و اوّلکم و آخرکم اتّقواللّه و کونوا من المتّقين. ايّاکم ان لا تکونوا مثل الّذين تمرّ عليهم آيات اللّه و هم لا يعرفونها و يکوننّ من الغافلين. قل اَتعبدون من لا يسمع و لا يبصر و يکون احقر العباد فى نفسه و اضلّهم فما لکم کيف لا تکوننّ من المنصفين. و يا قوم لا تکوننّ من الّذينهم دخلوا تلقاء العرش و ما استشعروا فى امره و کانوا الی احدٍ من عباده لمن المتوجّهين و يتلو عليهم لسان اللّه من نغمات الّتى استجذبت عنها سکّان جبروت البقاء و هم کانوا محتجباً عنها و مترصّداً نداء احدٍ من عباده الّذى حىّ بارادةٍ من عنده کذلک نلقى عليکم ما ينبّئکم من اسرار الامر لعلّ تکوننّ من الموقنين. و کم من عباد دخلوا بقعة الفردوس مقرّ العرش بين يدى ربّهم العلىّ العظيم و سئلوا منه من ابواب اربعة او‌من احدٍ من ائمّة الفرقان کذلک کان شأن هؤلاء ان انتم من العالمين کما تشهدون فى تلک الايّام من الّذينهم کفروا و اشرکوا تمسّکوا باسم من الاسماء ثمّ عن موجده يکوننّ من المحتجبين. يسئلون من الشّمس ما قاله الظّلّ و من الحقّ ما نطق به احدٌ من خلقه ان انتم من الشّاهدين. قل يا قوم لم يکن عند الشّمس الّا بدايع اشراقها و ما يظهر منها و ما سواها استضاء بنورها اتّقوا اللّه و لا تکوننّ من الجاهلين. اَتسئلون عن اليهود هل کان الرّوح علی حقّ من اللّه او‌عن الرّهبان هل کان محمّد رسولاً او‌عن ملأ الفرقان ذکر اللّه العلىّ العظيم. قل يا قوم دعوا کلّ ما عندکم عند کلّ ظهور و خذوا ما نأمرکم به و هذا امر اللّه عليکم و انّه هو خير الآمرين. فو‌جمالی لم يکن مقصودى فى تلک الکلمات نفسى بل الّذى يأتى من بعدى و کان اللّه على ذلک شهيد و عليم. لا تفعلوا به ما فعلتم بنفسى و اذا نزلت عليکم آيات اللّه عن شطر فضله لا تقولوا انّها ما نزلت علی الفطرة تاللّه انّ الفطرة قد خلقت بقوله و يطوف فى حول امره ان انتم من الموقنين. ان استنشقوا ما يظهر من عند ربّکم تاللّه يتضوّع عن کلّ ما يظهر من عنده نفحات قدسه و يعطّر العالمين ان انتم من الشّاعرين. ان يا هذا الهيکل انّا قد جعلناک مرآتاً لملکوت الاسماء لتحکى عن سلطانى بين الخلايق اجمعين. و تدعوا النّاس الی لقائى ثمّ جمالی و تکون هادياً الی سبيلی الواضح المستقيم. و ارفعنا اسمک بين العباد فضلاً من عندى من دون استحقاقک بهذا الفضل و انا الفضّال القديم. و زيّناک بطراز نفسى و القيناک کلمتى لتصرّف فى الملک ما تشاء و تحدث ما تريد. و قدّرنا لک خير السّموات و الارض بحيث لم يکن لاحدٍ من خير الّا بان يدخل فى ظلّک امراً من لدن ربّک العليم الخبير. و اعطيناک عصاء الامر و فرقان الحکم لتفرّق بين کلّ امر حکيم و موجّنا فى صدرک ابحر المعانى و البيان فى ذکر ربّک الرّحمن لتشکر ربّک و تکون من الشّاکرين و اختصصناک بين خلقى و جعلناک مظهر نفسى بين السّموات و الارضين و انّک انت فابتعث من عندک مرايا مستحکيات و حروفات عاليات ليحکينّ عن سلطانک و قدرتک و يدلّنّ عن اقتدارک و عظمتک و يکوننّ مظهر اسمک بين العالمين. انّا جعلناک مظهر المرايا و مبدعهم و منک بدئناهم اوّل مرّة و اليک ارجعناهم فى منتهى الامر ثمّ نرجعک الی نفسى کما بدئنانک من امرى الغالب المقتدر القدير.‌ و انّک نبّأ المرايا حين بعثهم بان لا يستکبروا علی موجدهم و مبعثهم و خالقهم حين ظهوره و لا يغرّنهم الرّياسة عن الخضوع بين يدى اللّه العزيز الجميل. قل ان انتم يا ايّها المرايا قد خلقتم بامرى و بعثتم بارادتى ايّاکم ان لا تکفروا بآيات ربّى و لا تکوننّ من الظّالمين. ان لا تتمسّکوا بما‌عندکم و لا تفتخروا بارتفاع اسمائکم بل ينبغى لکم بان تنقطعوا عن کلّ من فى السّموات و الارض کذلک قدّر لکم من لدن مقتدر قدير. ان يا هيکل امرى قل انّى لو اريد ان اجعل کلّ الاشياء مرايا اسمائى فى اقلّ من الحين لاَقدر فکيف ربّى الّذى خلقنى بامره العلىّ المتعالی العظيم. قل لو اريد ان انقلب کلّ الممکنات اقرب من لمح البصر لاَقدر فکيف ارادة الّتى خزنت فى مشيّة اللّه ربّى و ربّ العالمين. قل ان يا حروفات امرى و مرايا اسمائى انتم لو‌تجاهدون فى سبيل اللّه باموالکم و انفسکم او تعبدون اللّه بعدد رمول الارض و قطرات الامطار و امواج البحور لن يذکر عند اللّه بشيئ و ان ترک منکم کلّ الاعمال و لا تجادلوا بالّذى يأتيکم بآيات اللّه تاللّه انّه يقبل منکم عمل الثّقلين و ان لن يفتح شفتاکم علی ذکره و اذناکم لاستماع احکامه کذلک يعلّمکم اللّه ما هو المقصود لعلّ انتم بمظاهر الامر لا تظلمون و لا تکوننّ من المعتدين. فکم من عباد ينفقون اموالهم فى سبيل اللّه و لکن فى حين الظّهور ليکوننّ من المعرضين و کم من عباد يصومون فى کلّ الايّام و لکن عن الّذى بامره حققّ حکم الصّوم يکوننّ من المبعدين و يأکلون خبز الشّعير و يقعدون علی ما ينبت من الارض و يرتکبون الشّدائد حفظاً لرياساتهم کذلک فصّلنا امر هؤلاء ليکون ذکرى للآخرين. اولئک يحملون کلّ الشّدائد رياء النّاس لابقاء اسمهم بعد الّذى لن يبقى اسمهم و لا رسمهم و لا اثرهم فسوف يأتى الملک مطهّراً عن کلّ هؤلاء و عمّا يرجع اليهم و هم يکوننّ من الغافلين. قل و لو يبقى اسمائکم هل ينفعکم فى شيئ لا فو‌ربّ العالمين. هل عزّ عزّى بابقاء اسمه بين الّذينهم يعبدون الاسماء لا فو نفسى المهيمن العزيز القدير. و ان لن يذکرکم احد فى الارض و کان اللّه راضياً عنکم اذ انتم فى کنائز اسمه الباطن لتکوننّ من المخزونين. طهّروا انفسکم عن هذه المؤتفکات و کلوا ممّا زرقکم اللّه حلالاً و لا تحرموا انفسکم عن نعماته و کونوا فى ظلّ رحمته لمن السّاکنين. لا تحملوا الشّدائد فى انفسکم ثمّ اعملوا ما‌بيّناه لکم ببراهين واضحات و آيات لائحات و لا تکوننّ من الغافلين. اَن يا مرايائى انّکم لو تجتنبوا عن الخمر لم يکن فخراً لکم لانّ بارتکابها يضيع حرمتکم بين النّاس و يبدّل امورکم و تهتک سترکم و عزّکم و تکوننّ من المخذولين. لذا لن ترتکبوها جبراً و کرهاً کذلک احصى اللّه الامور و يبيّن لکم اسرار قلوبکم لعلّ انتم تکوننّ من المستشعرين. و ان احد يأتيکم بآيات اللّه المهيمن العزيز القدير و انتم لا تنکروها فى انفسکم و لا تمسّوه بسوء اذاً يستضيئ عملکم بين السّموات و الارض و يعلو امرکم بين ملأ العالّين و يصّلون عليکم الملئکة و الرّوح ثمّ جنود المقرّبين. اَن يا مرايائى ايّاکم ان لا تغيّروا فى انفسکم لانّ بتغيّرکم يتغيّر اکثر العباد و انّ هذا ظلم منکم علی انفسکم و علی مظاهر نفسى الرّحمن الرّحيم. مثلکم کمعين الماء اذا تغيّر منبعها يتغيّر انهار الّتى تنشعب منها اتّقوا اللّه و کونوا من المتّقين. کذلک فانظر فى الانسان اذا فسد قلبه يفسد کلّ الارکان و کذلک الشّجرة ان فسد اصلها يفسد اغصانها و افنانها و اوراقها و اثمارها کذلک ضربنا لکم الامثال فى کلّ شأن لعلّ لا تحتجبون انفسکم عن جمال اللّه الملک الکريم. و انّا لو نأخذ کفّاً من التّراب و نزيّنه بطراز الاسماء لنقدر و هذا من فضلی عليه من دون استحقاقه و کذلک نزل بالحقّ من لدن منزل عليم.‌ فانظروا الی الحجر الاسود الّذى جعله اللّه مقبل العالمين هل يکون هذا الفضل من نفسه لا فو نفسى و هل يکون هذا العزّ من ذاته لا فو ذاتى الّتى ما عرفها کلّ من فى السّموات و الارضين. ان انقطعوا يا قوم عن الدّنيا و زخرفها و لا تلتفتوا الی الّذينهم کفروا و اشرکوا و کانوا من المشرکين. قل يا قوم انّا امرناکم فى الواح القدس بامرٍ مبرم عظيم بان قدّسوا انفسکم فى حين الظّهور عن کلّ الاسماء و عن کلّ ما خلق بين الارض و السّماء لينطبع عليها شمس الحقّ عن افق عزّ قديم و امرناکم بان تجعلوا انفسکم منزّهاً عن حبّ الممکنات و عن بغضهم لئلّا يمنعکم عن جهةٍ ويضطرّکم الی جهةٍ آخر و کان هذا من اعظم نصحى عليکم ان انتم من الشّاعرين. لانّ تمسّککم باحدٍ منهما يمنعکم عن الآخر اذاً لن تقدّرن ان تعرفنّ الامر علی ما هو عليه و يشهد بذلک کلّ منصف خبير. طهّروا الانظار عن الحجب و الاستار ثمّ ارتدّوا بصر المنير الی حجج النّبيين و المرسلين لتعرفوا امر اللّه فى کلّ عصر بحيث لا يمنعکم منع الخلائق اجمعين. و من دون ما امرناکم به لن يستشرق علی قلوبکم تجلّى انوار الشّمس و لن تعرفوا ما خلقتم و تکوننّ من الميّتين. اتّقوا اللّه و لا تحرّموا انفسکم عن حرم اللّه و هذا ما ينتفع به انفسکم و انّ ربّکم لغنىّ عن العالمين. و انّه لم يزل کان و لم يکن معه من شيئ کما انتم تشهدون فى تلک الايّام و تکوننّ من الشّاهدين. انّ الّذينهم خلقوا بارادته و بعثوا بامره اعرضوا عنه و اتّخذوا لانفسهم ربّاً من دون اللّه و کانوا قوم سوء ابعدين يذکرون اللّه فى کلّ الاحيان ثمّ علی جماله ليکوننّ من المحاربين. سلّوا اکثر العباد سيوف البغضاء علی وجه اللّه و لا يستشعرون فى انفسهم و يکوننّ من الغافلين. و اذا تتلی عليهم آيات اللّه يصرّون مستکبراً کانّهم لن يعرفوا شيئاً و ما سمعوا نغمة اللّه العلىّ العظيم. قل فوا حسرة عليکم يا قوم اَتدعون الايمان فى انفسکم و تکفرون بآيات اللّه العزيز العليم. قل يا قوم ولّوا وجوهکم شطر ربّکم الرّحمن ايّاکم ان لا تحجبنّکم ما نزّل فى البيان لانّه ما نزّل الّا لذکرى العزيز المنيع. و ما کان مقصوده الّا جمالی و هذ برهانى ان انتم تنصفون فى انفسکم و تکوننّ من المنصفين. و لو کان نقطة الاولی علی زعمکم غيرى و يدرک لقائى تاللّه الحقّ لن يفارق منّى و يستأنس بنفسى و استأنستُ بنفسه المقدّس المهيمن العزيز القدير. فيا ليت يکون من ذى سمع ليسمع ضجيجه فى البيان فيما يرد علی جمالی المقدّس المنير و يعرف حنينه فى فراقى و شغفه الی لقائى العزيز البديع. اذاً يشهد محبوبه بين عباد الّذينهم خلقوا لايّامه و السّجود بين يديه بالذّلة الّتى اعترف القلم بالعجز عن ذکرها و عمّا ورد عليه من هؤلاء الفاسقين. قل يا قوم انّا دعوناکم فى ظهورنا الاولى الی منظر الاکبر هذا المقام الاطهر و بشّرناکم بايّام اللّه فلمّا شقّ ستر الاعظم و اتى جمال القدم علی سحاب الامر انتم کفرتم بالّذى آمنتم به فويل لکم يا معشر المشرکين. خافوا عن اللّه و لا تدحضوا الحقّ بما عندکم و اذا اشرقت عليکم شمس الآيات عن افق اصبع مليک الاسماء و الصّفات خرّوا بوجوهکم سجّداً للّه ربّ العالمين. و انّ سجودکم علی فناء بابه ليکون خيراً عن عبادة من فى السّموات و الارضين. و انّ خضوعکم عند ظهوره لاحلى عن کلّ ما قدّر فى جبروت الامر و الخلق ان انتم من العارفين. قل تاللّه يا قوم اذکرکم لوجه اللّه و ما اريد منکم جزاءً اِن اجرى الّا علی الّذى فطرنى و بعثنى بالحقّ و جعلنى ذکراً للخلائق اجمعين. ان اسرعوا يا قوم الی منظر اللّه و مقرّه و لا تتّبعوا الشّيطان فى انفسکم انّه يأمرکم بالبغى و الفحشاء و يمنعکم عن صراط الّذى ظهر بالحقّ بين السّموات و الارضين. قل قد ظهر الشّيطان بشأنٍ ما ظهر شبهه فى الامکان و کذلک ظهر جمال الرّحمن بطراز الّذى ما ادرک مثله عيون الاوّلين. قل قد ارتفع نداء الرّحمن و عن ورائه نداء الشّيطان فطوبى لمن سمع نداء اللّه و توجّه الی جهة العرش منظر قدس کريم. و من کان فى قلبه اقلّ من خردل حبّ دونى لن يقدر ان يدخل ملکوتى و برهانى ما يظهر من اناملی المقدّس العليم الحکيم. قل اليوم يوم الّذى فيه ظهر فضل الاعظم و لم يکن شيئ لا فى السّموات العُلى و لا فى الاراضى الادنى الّا قد ينطقنّ بذکرى و يغردنّ علی ثناء نفسى ان انتم من السّامعين. اَن يا هيکل الظّهور فانفخ فى الصّور ثمّ اَن يا هيکل الاسرار قرّب انامل القدس بالمزمار علی اسمى المختار ثمّ اَن يا حوريّة الفردوس ان اخرجى من غرف القدس ثمّ اخبرى طلعات الانس بانّ اللّه قد ظهر محبوب العالمين و مقصود العارفين و معبود من فى السّموات و الارض و مسجود الاوّلين و الآخرين. ايّاکم يا قوم لا توقّفوا فى هذا الجمال بعد الّذى ظهر بسلطان القدرة و القوّة و الاستجلال تاللّه ما سواه معدوم عند احد من عباده و مفقود لدى ظهور انواره ان اسرعووا الی کوثر الفضل و لا تکوننّ من الصّابرين. و من توقّف اقلّ من آنٍ ليحبط اللّه عمله و يرجعه الی مقرّ القهر فبئس مثوى المعرضين.

هذه سورة الزّيارة قد نزلت من جبروت الفضل

لاسم اللّه الاوّل ليزور به قانتة الکبرى و الّذينهم

آمنوا باللّه و آياته و کانوا من الفائزين
هو‌العزيز‌المقتدر‌العلىّ‌الابهى

هذا کتابٌ من لدى المظلوم الّذى سمّى فى ملکوت البقاء بالبها و فى جبروت العلا بالعلىّ الاعلی و فى لاهوت العماء بکلّ الاسماء اللّه الحسنى و فى ارض الانشاء بالحسين و لکنّ النّاس اکثرهم فى حجاب و وهم عظيم. و قد ورد عليه فى کلّ عهد ما لا يحصيه احدٌ الّا اللّه الملک العلىّ العظيم. مرّةً ابتلی بيد القابيل و قتل فى سبيل اللّه و صعد اليه مظلوماً و کذلک کان الامر من قبل و کان اللّه علی ذلک لشهيد و خبير. و مرّةً ابتلی بيد النّمرود و اَلقاه علی النّار و جعل اللّه النّار عليه نوراً و رحمة و انّه ليحفظ عباده المقرّبين. و مرّةً ابتلی بيد الفرعون و ورد عليه ما يحترق به افئدة المخلصين. و مرّةً علّق علی الصّليب و رفع الی اللّه العزيز الجميل. و مرّةً ابتلی بيد بوجهل ثمّ الّذينهم قاموا عليه بالشّقاق من اهل النّفاق و وردوا عليه ما لا يذکر بالبيان و کان نفس الرّحمن علی ما ورد عليه لعليمٌ و شهيد. و مرّةً قتل مظلوماً فى ارض الطّف و استشهدوا معه الّذين نسبهم اللّه الی نفسه المقدّس المنير الی ان قطعوا رأسه و اساروا اهله و داروهم فى البلاد و کذلک قضى عليه من جنود الشّياطين. و مرّةً علّق علی الهواء و استشهد فى سبيل اللّه المهيمن المقتدر القدير. و مرّةً حبست فى ارض الطّاء فى اربعة اشهر معلومات و لن يحصى ما ورد علىّ قلم العالمين و بعد ذلک اخرجونى عن السّجن و اطردونى مع اهلی عن الاوطان الی ان دخلنا العراق و کنّا فيه لمن السّاکنين. و ورد علينا فى تلک الارض من الّذينهم خلقوا بامرى ما لا يحصيه احدٌ بحيث رميت فى کلّ آن برمى النّفاق و مع ذلک سترنا الامر و کنّا مبشّراً بين العباد و داعياً الی اللّه العزيز الجميل. الی ان قام علىّ کلّ الملل بکلّ الحيل و انّى وحده قد قمت بنفسى فى مقابلة الاعداء و نصرتُ ربّى بما کنت مستطيعاً عليه الی ان حقّق امر اللّه بکلماته و بطل عملُ المشرکين. و بذلک اشتعلت نار البغضاء فى صدور الّذينهم يدّعون الايمان بنقطة البيان و کذلک سوّلت لهم انفسهم زيّن لهم الشّيطان اعمالهم و کانوا من الغافلين. تاللّه قد ورد علىّ من هؤلاء ما لا ورد من احدٍ اذاً بکت علىّ عيون القاصرات فى الغرفات و ضجّت افئدة المخلصين و عن ورائهم بکت عين اللّه الملک السّبحان المقتدر العلىّ الحکيم.‌ و من فتح اللّه اُذُنه يسمع ضجيج الاشياء و صريخها فى تلک الايّام بما ورد علىّ من هؤلاء الّذينهم اقرّوا باللّه فى اوّل ظهوره ثمّ کفروا به بعد الّذى جائهم بجمال اخرى بسلطانٍ مبين. و کنّا بينهم و بين الّذينهم کفروا من ملل القبل الی ان اشرقت شمس البلاء عن افق القضاء و جاء حکم الخروج بما رقم فى الواح قدس حفيظ. تاللّه الحقّ قد قمت فى مقابلة الاعداء فى ايّام الّتى فيها اضطربت قلوب العارفين و تزلزلت ارکان کلّ نفس و اقشعرّت جلود الّذينهم کانوا فى حولنا و کانوا من الموحّدين الی ان نزلت جنود النّصر من جبروت اللّه المهيمن العزيز العظيم. و حفظنى بالحقّ و نصرنى بملئکة السّموات و الارض ثمّ بجنود غيبه العالّين. و خرجنا عن المدينة بطراز الّذى تحيّرت عنه عقول العاقلين ثمّ افئدة العارفين. و ما مرّ جمال القدم علی مدينةٍ الّا و قد خضعت عند ظهوره اعناق المستکبرين. و ما ورد علی مقرٍّ الّا و قد ذلّت له رقاب الموحّدين و المشرکين الی ان وردنا فى هذا السّجن و کان اللّه يعلم بما ورد علىّ فيه من الّذين کان فى صدورهم غلّ الغلام کانّهم کانوا علی مرصد الغلّ لمن المنتظرين. و ما مضى علىّ من آنٍ الّا و قد رميت فيه برمى النّفاق من جنود المغلّين. تاللّه قد قتلتُ فى کلّ حين باسياف البغضاء و يشهد بذلک لسان اللّه العلىّ الاعلى و لکن النّاس هم فى غفلةٍ و شقاق عظيم. و انّ النّاس لو طهّروا آذانهم ليسمعنّ حينئذٍ ما يناد به ربّهم الابهى فى الرّفيق الاعلى و يکوننّ من السّامعين. و لکن احتجبوا عمّا يتکلّم به لسان القدم فى جبروت الاعظم و کانوا من الغافلين. و قاموا علىّ شأن افتوا على قتلی من غير بيّنةٍ من اللّه و کتاب عظيم. و لقد نزلت جنود النّصر مرّةً بعد مرّةٍ و حفظنى اللّه بها و جعلنى ناطقاً بذکره و ظاهراً بسلطانه و طالعاً بانوار قدس کبريائه و منطقاً بثناء نفسه العلىّ العظيم. و کذلک قضى علينا و قصصناه بالحقّ لعلّ النّاس يکوننّ من المطّلعين. و انّک انت يا ورقة الفردوس اذا وصل اليک هذا اللّوح الدّرىّ المنير قومى عن مقامک و خذيه بيد الخضوع ثمّ استنشقى منه رائحة اللّه ربّک و ربّ العالمين. ثمّ ذکّرى مصائبى الّتى نزل ذکرها فيه لتکونى من الذّاکرات فى الواح اللّه المهيمن العزيز القدير. ثمّ بلّغى امر ربّک علی اللّواتى هنّ فى حولک ثمّ علی الّذينهم اهتدوا بهداية الرّوح و کانوا من الموقنين. فهنيئا لک يا ورقة الفردوس بما حرّکتک نسائم الرّوح و اجذبتک الی مصر اللّقاء مقرّ عرفان ربّک العزيز البديع. و شربت عن کاؤس رحمة ربّک و فزت بما لا فاز به احدٌ من العالمين. اذاً فاشکرى ربّک ثمّ اقنتى له ثمّ ارکعى ثمّ خذى کتاب اللّه بقوّة من عنده و انّه لکتاب عظيم. فيا حبّذا لک بما نسبک اللّه الی اسمه الّذى به ظهرت رايات النّصر و اشرقت شمس الفضل و لاح قمر الجود و استقرّ جمال القدم علی عرش اسمه العلىّ العظيم. و به رفعت ملکوت الاسماء و زيّنت هياکل الصّفات و ظهر هيکل القدس بطراز اسمه القديم. و به احاط سلطان الامر علی الممکنات و استشرقت شمس الجود علی الکائنات و به جرى النّهرين الاعظمين فى الاسمين الاعليين و ما شرب منهما الّا الّذين اختصّهم اللّه لامره و انتخبهم بين عباده و اصطفاهم من بريّته و جعلهم مطالع اسمائه الحسنى و مظاهر صفاته العليا و جعلهم من الفائزين بلقائه الممتنع العزيز البديع. و انّک انت يا ورقة الفردوس زوريه من قبلی بما حينئذ من جبروت اللّه المقدّس المتعالی الحکيم العليم.‌ و اذا اردت الشّروع فى زيارتک مطلع الاسماء و منبعها و مشرق الصّفات و مخزنها قومى ثمّ ولّى وجهک شطر الفردوس مقرّ الّذى دفن اسم الاوّل و جعله اللّه مشهد هيکله المقدّس العزيز المنير. فلمّا وجّهت قفى بالاستقرار و کبّرى اللّه ربّک تسعة عشر مرّة و فى کلّ تکبير نفتح اللّه باباً من ابواب الرّضوان علی وجهک و يهبّ عليک عن جهة الجنان رائحة السّبحان و کذلک قضى الامر من لدن عزيز حکيم. ثمّ تبهّى اللّه تسعة مرّةً ايقاناً لامره و اقراراً لسلطانه و اعزازاً لنفسه و اذعاناً لظهوره و اقبالاً الی وجهه المقدّس الطّالع الظّاهر الباهر اللّائح المشرق المنير. و قولی اشهد بنفسى و ذاتى و کينونتى و لسانى و قلبى و جوارحى بانّه لا اله الّا هو و انّ نقطة البيان لظهوره و برزوه و عزّه و شرفه و کبريائه لمن فى ملأ الاعلى ثمّ عظمته و قدرته و اقتداره ما بين الارض و السّماء و الّذى ظهر بالحقّ انّه لسلطانه علی من فى السّموات و الارض و بهائه علی من فى جبروت الامر و الخلق اجمعين. ثمّ قولی اوّل روح ظهر عن مکمن الکبرياء و اوّل رحمةٍ نزلت من سماء القدس عن يمين العرش مقرّ ربّنا العلىّ الاعلى عليک يا سرّ القضاء و هيکل الامضاء و کلمة الاتمّ فى جبروت البقاء و اسم الاعظم فى ملکوت الانشاء و اشهد بذاتى و نفسى و لسانى بانّک انت الّذى بک استوى جمال السّبحان علی عرش اسمه الرّحمن و بک ظهرت مشيّة الاوّليّة لاهل الاکوان و بک نزلت نغمة الفردوس من سماء الفضل من لدن ربّک العزيز المنّان و بک ظهر امر اللّه المهيمن المقتدر العزيز القدير. و اشهد انّک کنت اوّل نور ظهر عن جمال الاحديّة و اوّل شمس اشرقت عن افق الالهيّه لولاک ما ظهر جمال الهويّة و ما برز اسرار الصّمديّة. اشهد انّ بک طارت طيور افئدة المشتاقين الی هواء القرب و الوصال و بک ذاقت قلوب العاشقين حلاوة الانس و الجمال عند اشراق شمس وجهة ربّک ذو الجلال و الاجلال لولاک ما عرف احدٌ نفس اللّه و جماله و ما وصل نفسٌ الی شاطى قربه و لقائه و ما‌شربت الممکنات من مياه مکرمته و الطافه و ما سقت الکائنات من خمر فضله و اکرامه و بک انشقّت حجبات الموجودات و بک ظهرت ملکوت الاسماء و الصفات و بک استهدى کلّ نفس الی شاطئ قدس عظيم و بک غرّدت الورقاء علی افنان البقاء و دلع ديک العرش علی اغصان سدرة البهاء و بک ظهر جمال الغيب باسمه العلىّ الاعلی و بک نزل کلّ خير من جبروت العماء الی ملکوت البداء و رقم کلّ فضل من اصبع اللّه علی الواح القضاء و بک احاطت الممکنات رحمة اللّه المقتدر العليم العظيم. و لولاک ما رفعت السّماء و ما سکنت الارض و ما ظهرت البحار و ما اثمرت الاشجار و ما‌اخضرت الاوراق و ما اشرقت شمس الفضل عن افق قدس منير. و بک هبّت روائح الغفران علی کلّ من فى السّموات و الارض و فتح ابواب الجنان علی الاکوان و استجذبت افئدة الّذينهم آمنوا باللّه العزيز المقتدر الکريم. و انت الکلمة الّتى بها فصّل بين الممکنات و امتاز السّعيد من الشّقى و النّور عن الظّلمة و المؤمن من المشرک من يومئذٍ الی يوم الّذى تنشّق فيه السّماء و يأتى اللّه فيه علی ظللٍ من الامر و فى حوله من الملئکة قبيل. اذا شقّت السّحاب و اتى الوجه عن خلف الحجاب بربوات عزّ عظيم و المشرکون حينئذٍ يفرّون عن اليمين و الشّمال و اخذ السّکر کل من فى السّموات و الارض الّا عدّة احرف وجه ربّک الرّحمن الرّحيم. و اشهد انّک انت حملت امانة ربّک الرّحمن و عرفت جمال السّبحان قبل خلق الاکوان و فزت بلقاء اللّه فى يوم الّذى ما عرفه الّا انت و هذا من فضلٍ اختصّک اللّه به قبل خلق السّموات و الارضين. و اشهد انّ بذکرک فتحت السن الکائنات علی ذکر ربّهم العليم الحکيم و بثنائک موجدک قد قام الکلّ علی ثنائه و يشهد بذلک کلّ الوجود من الغيب و الشّهود و عن ورائه کان اللّه علی ذلک لشهيدٌ و عليمٌ. و اشهد انّک نصرت دين اللّه و ظهرت امره و جاهدت فى سبيله بما کنت مستطيعاً عليه و بنصرتک ظهرت حجّة اللّه و برهانه ثمّ قدرته و اقتداره ثمّ عظمته و کبريائه ثمّ سلطنته علی الخلائق اجمعين. فطوبى للّذينهم جاهدوا معک و حاربوا مع اعداء اللّه بامرک و طافوا فى حولک و دخلوا فى حصن ولايتک و شربوا عن کوثر محبّتک و استشهدوا فى مقابلة وجهک و رقدوا فى جوارک و يکوننّ من الرّاقدين. اشهد بانّهم انصار اللّه فى ارضه و امنائه فى بلاده و حزب اللّه بين بريّته و جنود اللّه بين خلقه و اصفياء اللّه بين السّموات و الارضين. و اشهد بان ورد عليک فى سبيل ربّک بلايا عظمى و مصائب کبرى و احاطتک الضّرّاء عن کلّ الجهات و ما منعک شيئ عن سبيل بارئک و جاهدت بنفسک الی ان استشهدت فى سبيله و کنت من المستشهدين. و انفقت روحک و نفسک و جسدک حبّاً لمولاک القديم. و اشهد انّ فى مصيبتک بکت کلّ الاشياء بين الارض و السّماء ثمّ عيون المقرّبين خلف سرادق عزٍّ مبين و عرت الحوريّات رؤسهنّ فى الغرفات و ضربن عليها بانامل قدسٍ بديع و خررن بوجوههنّ علی التّراب و جلسن علی الرّماد و ينوحنّ حينئذٍ علی غرفات حُمرٍ منير. و اشهد انّ فى مصيبتک قد لبس کلّ الاشياء رداء السّوداء و اصفرّت وجوه المخلصين و اضطربت ارکان الموحّدين و بکت عين العظمة و الکبرياء فى جبروت قدسٍ رفيع. و اشهد يا مولاى حينئذٍ فى موقفى هذا بانّک ما قصرت فى امر ربّک و ما صبرت فى حبّ مولاک و بلّغت امره الی شرق الارض و غربها الی ان فديت فى سبيله و کنت من المستشهدين. فلعن اللّه قوماً ظلموک و قاموا عليک و حاربوا بنفسک و جادلوا بوجهک و انکروا برهانک و فرّطوا فى جنبک و استکبروا عن الخضوع بين يديک و کانوا من المشرکين. اذاً سئل اللّه بک و بالّذينهم فى حولک بان يغفر لی و يکفّر عنّى جريراتى و يطهّرنى عن دنس الارض و يجعلنى من المطهّرين. و يرزقنى بلقائه فى تلک الايّام الّتى کلٌ غفلوا عنه و کانوا من المحتجبين. و يوفّقنى علی الاقرار به و الاذعان لامره و الايقان‌بنفسه و الاقرار بآياته و الدّخول فى ظلّه و الاستقرار فى جوار رحمته و الشّهادة فى سبيله و الانابة الی نفسه العلىّ العظيم. و نسئل اللّه بک بان لا يحرمنا فى تلک الايّام عن بوارق انوار وجهه و بان لا يجعلنا محروماً عن بدايع فضله و مأيوساً عن رحمته الّتى احاطت العالمين و بان يستقرّنا علی حبّه و يستقيمنا علی امره بحيث لا يزلّ اقدامنا علی صراطه الّذى ظهر بالحقّ بين السّموات و الارضين. و الرّحمة و التّکبير و البهاء عليکم يا اصفياء اللّه بين العباد و امنائه فى البلاد و علی اجسادکم و اجسامکم و ارواحکم و اوّلکم و آخرکم و ظاهرکم و باطنکم و علی الّذينهم حلّوا فى جوارکم و طافوا فى حولکم و نزلوا علی باب رحمتکم و قاموا لدى ظهور انوار عفوکم و دخلوا علی فناء قربکم و اسقربوا الی اللّه بکم و استشفعوا عند اللّه بانفسکم و زاروا حرمکم و استبرکوا بتربتکم و استهدوا بهديکم و کانوا من المتوجّهين الی وجوهکم المطهّر المقدّس المشرق المنير. فيا الهى وسيّدى اسئلک به و بالّذينهم رقدو فى حوله بان تجعلنا من الّذينهم طاروا فى هواء رحمتک و شربوا عن خمر مکرمتک و احسانک و بلغوا الی ذروة الفضل بجودک و الطافک و ذاقوا حلاوة ذکرک و صعدوا الی معارج القصوى و مقاعد الاعلى بفضلک و مواهبک و انقطعوا عن کلّ الجهات و سرعوا الی شطر افضالک و اخذتهم نفحات عزّ رحمانيّتک و فوحات قدس صمدانيّتک و انّک انت المقتدر العزيز الحکيم. فيا الهنا و محبوبنا فاغفر لنا و لوالدينا و ذوى قرابتنا من الّذينهم آمنوا بک و بآياتک و بالّذى ظهر بسلطانک ثمّ اجعلنا يا الهى فى الدّنيا عزيزاً باعزازک و فى الآخرة فائزاً بلقائک و لا تجعلنا محروماً عمّا عندک و لا مأيوساً عن کلّ ما ينبغى لک و انّک انت ذو الجود و الاحسان و ذو الفضل و الامتنان و انّک انت ربّنا الرّحمن و الهنا المستعان و عليک التّکلان لا اله الّا انت الغفور الکريم الرّحيم. کذلک فصّلنا لک يا ورقة الفردوس و اذکرناک فى هذا اللّوح لتتّبعى ما امرت به و تکونى من القانتات فى الواح قدسٍ منير.

هذه سورة اسمنا المرسل

قد نزّلنا من جبروت الفضل ليکون علی العالمين بشيراً

هو‌الابدع‌الاقدس‌الارفع‌الابهى

هذا کتبٌ من لدى البهاء الی من اقرّ باللّه و اعترف بسلطانه ثمّ استقرّ علی مقرّ قدس رفيع. و فيه ما يستقيمه علی ما کان ان يسمع ما نزل فيه و لا يمنع اذن القلب عن اصغاء کلمة اللّه المقتدر العزيز المنيع. و قد تجلّى اللّه فى هذا اللّوح باسمه المرسل علی الممکنات لئلّا يمنع احدٌ من بدايع ما کنز فى هذا الاسم المبارک البديع. انّا جعلنا هذا اللّوح مبدء ظهور هذا الاسم فى العالمين و منه بعثنا الرّسل من قبل الّذى لاقبل له و ارسلنا هم الی العباد امراً من لدنّا و انّا کنّا آمرين و نرسلنّ به الرّسل الی آخر الّذى لا‌ آخر له بقدرةٍ من لدنّا و انّا کنّا قادرين و کان هذا اللّوح مسطوراً من قلم القدرة و محفوظاً خلف حجاب العصمة اذاً ظهرناه بالحقّ و بعثناه علی احسن الطّراز فى‌صور هذه الکلمات المشرق المقدّس المنير. ان يا هذا الاسم انّا جعلناک مظهر رسلنا فى ملکوت الاسماء و قدّرنا لک ما لا يحصيه احدٌ من الخلايق اجمعين. و ارفعناک بالحقّ الی مقام الّذى استظلّ فى ظلّک کلّ المرسلين. و بک نرسل الرّسل الی کلّ عوالمٍ من عوالم ربّک و هذا ما قدّرناه لک فضلاً من لدنّا لعبادنا العارفين. و من الرّسل من نبعثه بالحقّ و نرسله الی العباد بکتابٍ و حجّةٍ مبين و منهم من انطقناه بفضلٍ من عندنا و الهمناه حکمة الامر من لدنّا و انّا کنّا علی کلّ شيئ لمقتدرٌ قديرٌ و منهم من اوحينا اليه برسلٍ من الملئکة و منهم من انطقنا الرّوح فى صدره بربوات قدسٍ بديع و منهم من اظهرناه بکلّ ذلک و جعلناه مظهر کلّ الاسماء بين الارض و السّماء و طهّرناه عن دنس المشرکين و ايّدناه بروح الاعظم و جعلناه مظهر نفسنا لمن فى ملکوت الامر و الخلق و قدّرنا له خير العالمين. کذلک فضّلنا بعضهم علی بعضٍ فضلاً من عندى و انا الفضّال القديم. و من دون هؤلاء تجلّينا بهذا الاسم علی کلّ من فى السّموات و الارضين و جعلنا هذا الاسم شمساً ليستضيئ من انوارها کلّ الوجود من الغيب و الشّهود. و لا يعرف ذلک الّا الّذينهم اوتوا بصر الرّوح من لدن عليم حکيم. ولن يمنع احدٌ من تجلّى هذه الشّمس الّا من يجعل حجاباً بينه و بين انوارها کذلک نلقى علی العباد ما يقرّبهم الی کوثر العرفان و يستبين سبل العرفان و کم من رسل تجلّى عليهم تجلّيات هذه الشّمس و لکن فى انفسهم لا يکوننّ من الشّاعرين. مثلاً انّ الّذين يذهبون برسائل الملوک الی الاقطار اولئک رسلا من عندهم و تجلّى عليهم هذا الاسم علی شأنهم و علی قدر تقابلهم لهذه الشّمس المشرق العزيز البديع. و منهم من يحمل رسالات اللّه فى الواحه و لا يفقه فى نفسه و يکون من الغافلين. کما تشهدون انّ الّذين يسمّون عندهم بالچاپار اولئک فى الذّهاب و الايّاب يحملون آيات اللّه و کتابه و ينشرونها فى الدّيار و لکن فى انفسهم يکوننّ من المحتجبين. و کم منهم لو يطّلعون بذلک لن يقبلوا فى انفسهم و لن يحملواها بل يکوننّ من الجاهدين. و اشرق عليهم تجلّى هذا الاسم حين غفلتهم عنه کذلک احاط فضل ربّک العالمين. و انّا ارسلنا مع هؤلاء فى کلّ ذهابهم ما لا يحمله احد من العارفين فکيف دونهم و هذه من خفيّات رحمة ربّهم عليهم و علی عبادنا المقرّبين. اولئک اليوم يذکر اسمائهم عنداللّه ملئکة المرسلات و جعلناهم مبشّرات لعبادنا المريدين. و اولئک يکوننّ فى هذا الفضل الی ان يظهر اللّه لهم اعمالهم وعداً من عنده انّه خير المؤفين. فسوف يبعثهم اللّه بسلطانه و يعرّفهم مظهر نفسه و يبلّغهم الی فردوس القدس جزاء ما عملوا و کانوا من العاملين. لن يضيع عنداللّه اجر احدٍ من عباده و انّه لا يضيع اجر المحسنين. و انّا الهمنا الملوک من قبل بان يعيّنوا عباداً لهذا الامر ليظهر منهم ما اراد اللّه فى تلک الايّام من انتشار آثاره کذلک نبيّن لکم قدرة ربّکم لتکوننّ فى قدرته لمن الموقنين. ان يا ملوک البيان انتم فأمروا رسلائکم عند ظهور شمس الايقان عن مشرق السّبحان بان يذهبوا بنبأ اللّه و الواحه فى کلّ الدّيار و يخبرنّ النّاس بانوار قدسٍ بديع. نبأوا هؤلاء بان يحملوا آثار اللّه الی کلّ الاشطار لتهبّ روائح القدس علی العالمين. و انّا جعلناکم مظهر سلطنتنا لهذا و لعرفان موجدکم حين الظّهور تاللّه هذا خيرٌ لکم عن ملک السّموات و الارضين. ان ارتقبوا ايّام اللّه لکى تجدونها ثمّ اسعوا بعد استماعکم الی مقعد القدس مقرّ عرش عظيم. تاللّه توجّهکم الی شطر السّبحان و قيامکم بين يدى عرش ربّکم الرّحمن لخير عن عبادة الثّقلين. ايّاکم ان لا تحرموا انفسکم عن فضل تلک الايّام ثمّ ادخلوا حرم الفردوس جوار رحمة ربّکم الرّحمن الرّحيم تاللّه بذلک يستحکم سلطنتکم و يرفع قدرکم و يعلو ذکرکم و يثبت اسمائکم علی الواح قدسٍ حفيظ. و يأخذکم فى ذلک الايّام فضل بارئکم و يسلّطکم علی من علی الارض اجمعين. کذلک امرکم اللّه فى هذا الّوح لئلّا تحتجبوا حين الظّهور بما عندکم من زخارف الارض و لا تمنعوا انفسکم عمّا هو خيرٌ لکم بما خلق بين السّموات و الارضين. ان سمعتم نصح اللّه فلانفسکم فان اعرضتم فلکم و انّه لغنىّ عن عباده المحتجبين. و انتم ان لن تفعلوا بما امرتم به فى اللّوح و انّه يرسل الواحه بيد ملئکة المبشّرين حين غفلتکم عن ذلک کما انّا نرسلها بايدى عبادکم حين غفلتکم و غفلتهم عنها کذلک کان ربّکم مقتدراً علی ما يشاء و حاکماً علی ما يريد لن يمنعه احدٌ عن سلطانه و لن يعجزه شئى عمّا خلق فى السّموات و الارض ان انتم من العارفين. کما شهدتم و سمعتم کلّ ذلک من مظاهر نفسنا حين الظّهور بحيث کلّما منعوهم مظاهر الظّلم عن سلطانهم و قاموا عليهم بالاعراض انّهم اظهروا بسلطانهم ما اردوا و اثبت الامر بکلماتهم و قطع دابر الظّالمين. کذلک فصّلنا فى هذا اللّوح اسرار الامر فطوبى لمن يقرئه و يتفکّر فيما سطر عليه و يخرج ما کنز فيه من لئالی علمٍ منير. ان يا ايّها الملوک فى البهاء لا تفعلوا کما فعلوا الملوک بنا فى تلک الايّام و منهم ملک العجم الّذى علّق هيکل الامر فى الهواء و قتله بظلم بکت عليه کلّ الاشياء ثمّ اهل الفردوس ثمّ اهل ملأ العالين. و قتل انفس معدودات من ذوى قرابتنا و غار اموالنا و جعل اهلنا اسارى بايدى الظّالميين. و حبسنى مرّةً بعد مرّةً تاللّه الحقّ لن يقدر احدٌ ان يحصى ما ورد علىّ فى السّجن الّا اللّه المحصى العليم القدير. ثمّ بعد ذلک اخرجنى مع اهلی عن الدّيار الی ان ادخلنا العراق بحزن مبين. و کنّا فيه الی ان قام علينا ملک الرّوم و دعانا الی مقرّ سلطنته و اذا وردنا عليه جرى علينا ما استفرح به ملک العجم الی ان دخلنا فى هذا السّجن الّذى انقطع فيه عن ذيلنا ايدى المحبّين. کذلک فعل بنا و لکن انّا نشکر اللّه بما ورد علينا من محکم قضاياه و نحمده علی ذلک رجاء ما عنده و انّه لهو الغفّار الرّحيم. ان يا اسمنا المرسل و مظاهره انّا عزّزناکم و ارفعناکم و جعلناکم مظاهرنا فى ملکوت الاسماء ايّاکم ان لا يغرّنکم شيئ عن بارئکم و لا يحجبنّکم ارتفاع ذکرکم عن موجدکم خافوا عن اللّه و کونوا من المتقبّن. ان يا مرايا هذا الاسم لا تفعلوا بنفسى کما فعلوا المرايا فى تلک الايّام لانّکم خلقتم بامرى و بعثتم بارادة من قلمى ان انتم من الشّاعرين. هل ينبغى للاشباح بان تنکر انوار الشّمس او تعترض عليها بعد الّذى خلقت بها لا فو نفسى المهيمن العزيز القدير. و انّ اعراضهم عن الشّمس و اعتراضهم عليها کاعتراض الجعل علی رائحة المسک و کذلک مثّلنا للعباد مثلاً لعلّ النّاس کانوا بآيات ربّهم لمن الموقنين. و من لن يبلّغ نفسه رسالات اللّه ربّه و لن يمنعها عن البغى و الفحشاء و ما نهى عنه فى الالواح انّه لمحروم عن تجلّى هذا الاسم و يکون من المحرومين. ان يا اهل البهاء بلّغوا انفسکم رسالات ربّکم ثمّ بلّغوا العباد ليحيط بکم رسالات اللّه علی العالمين. ايّاکم ان لا تحرموا انفسکم عن هذا الفضل الامنع المنيع. و انّک انت يا ايّها العبد قم عن رقدک ثمّ بلّغ النّاس بما امرت من لدن ربّک الرّحمن الرّحيم و لا تنظر الی احدٍ ثمّ انظر الی وجه ربّک العزيز المنير فاکف بربّک عن دونه لتشهد نفسک غنيّاً عن العالمين. انّا نزّلنا هذا الرّضوان و ارسلناه اليک لتفکّر فيه و بما عليه و تشکّر ربّک و تکون من الشّاکرين. فانقطع عن الدّنيا و زخرفها ثمّ استعن باللّه فى کلّ الامور و کن من المتوکّلين. ثمّ اجتمع النّاس علی امر ربّک و کن من المحسنين. ان اطلع عن افق اللّسان بصمصام البيان ثمّ غنّ علی لحنى بين السّموات و الارضين. و ان وجدت نفسک مخموداً فاشتعل من هذه النّار باسم ربّک المختار لتستجذب بک قلوب الابرار من عبادنا المقرّبين. و ان وجدت نفسک عليلاً فاستشف باسمى الشّافى ليستشفى بک کلّ مريض و عليل. کذلک قدّرنا لک و امرناک به لتکون من العالمين و عليک انوار ربّک باسمى الابهى و علی من معک من عبادنا الموقنين.

هذه سورة القدير
قد قدّرناها فى جبروت البقاء
و انزلناها علی العباد ليکون لهم سراجاً مضيئاً
هو‌الحق‌البهىّ‌الابهى

فسبحان الّذى قدّر مقادير کلّ شيئ فى الواح عزّ محفوظ و خلق کلّ شيئ على شأن لو يصفنّ انفسهم عن غبرة الوهم و الهوى ليصعدنّ الی مقاعد القصوى و ينطقنّ بما نطق روح القدس عند سدرة المنتهى بانّه لا اله الّا هو. و انّ ذات کلمتين فى هذين الاسمين لقيّوم الاسماء فى جبروت البقاء و کذلک احاطت رحمة الايّام کلّ الانام و لکنّ النّاس هم لا يشعرون. و لقد تجلّى اللّه فى هذا اللّوح باسمه القدير علی کلّ الممکنات ليستقدرنّ به کلّ الموجودات عمّا خلق بين الارضين و السّموات لئلّا يحرم احدٌ عن سلطان قدرته و هذا ما نزل حينئذٍ من لدن مهيمن قيّوم. ان يا شمس اسمى القدير فاستشرق علی الکائنات ببدايع قدرة ربّک ليشهدنّ کلّ الاشياء فى انفسهم قدرة اللّه المقتدر العزيز المحبوب. و من يجعل محروماً عن تجلّى هذا الاسم لن يوفّق علی الاقرار بقدرة ربّه العزيز المختار و لو يعترف لم يکن علی التّحقيق لانّ ما فقد عنه کيف يدرکه فسبحانه عمّا يعرفون. اذاً يا قوم فاجعلوا قلوبکم مرآتاً لهذا الشّمس لينطبع فيها انوارها و تجلّيها و کذلک يأمرکم ربّکم ان انتم تعرفون. و من انطبع فيه تجلّى هذا الاسم ليجعله اللّه قادراً علی کلّ شيئ بحيث لو يقول لکلّ شيئ فانقلب کلّهم ينقلبون و لو‌يريد ان يغلب علی الممکنات بارادةٍ من عنده ليقدر من قدرة ربّه و انّ هذا لفضل مشهود. و من هذا اللّوح هبّت روائح القدرة علی کلّ ذى قدرةٍ و يهبّ کيف يشاء بامرٍ من عنده ان انتم تعقلون. و انّ مثل هذا الاسم فى هذا اللّوح کمثل معين الماء يجرى فى انهار شتّى کذلک من هذا الاسم يجرى مياه القدرة فى انهار الموجودات و يأخذ من يشاء علی قدرٍ مقدور. ان يا ذلک الاسم انّا خلقناک بامرٍ من عندنا و ارفعنا ذکرک فى ملکوت الاسماء و زيّناک بقميص البقاء لتشکر ربّک و تکون من الّذينهم يشکرون. ايّاک ان لا‌ يغّرنک شيئ و لا تحتجب عن ذکر اسم ربّک و لا تکن من الّذين اذا شهدوا انفسهم فى علوّ و ارتفاع غفلوا عن ذکر ربّهم ثمّ استکبروا علی اللّه الّذى خلقهم بارادة من عنده و کذلک کانوا ان يفعلون. ان يا مسميّات هذا الاسم و مظاهره ان استمعوا نداء ربّکم الرّحمن فى هذا الرّضوان و لا تلتفتوا الی ما قدّر فى الاکوان و لا تکوننّ من الّذينهم لا يفقهون. ايّاکم ان لا يغرّنکم الاسماء عن ذکر بارئکم و اذا استشرق عليکم شمس ذکر ربّکم خرّوا بوجوهکم سجّداً للّه المقتدر المهيمن القيّوم. ايّاکم ان لا يمنعکم شيئ عن الخضوع بين يدى اللّه و لا تکونوا بمثل الّذى ارفعنا امره بين العباد ثمّ اشتهرنا ذکره فى البلاد فلمّا شهد نفسه علی عزٍّ و ارتفاع اذاً استکبر علی الّذى خلقه و سوّاه و بلغ الی مقام الّذى اعترض تلقاء الوجه و فرّط فى جنب اللّه و کان من الّذين اذا استشرقت عليهم شمس الجمال عن افق الاستجلال استکبروا و کانوا من الّذينهم يستکبرون. ان يا اسمى انّا جعلناک مظهر هذا الاسم لتدع کلّ الممکنات عن ورائک و تکسّر اصنام الوهم من کلّ شيئ و تدخل الکلّ فى ظلّ ربّک العزيز المحبوب. و تنصر ربّک فى کلّ شأن بما استطعت ليرفع اعلام النّصر علی مقاعد قدسٍ مرفوع. قل يا ملأ البيان انّکم ان لا تنصروا الغلام فسوف ينصره اللّه کما نصر بالحقّ اذ کان فى السّجن و نصره بجنود لن تروها و انزل معه ما يحفظه عن اعادى نفسه انّه ما من الهٍ الّا هو له الخلق و الامر و کلٌّ عنده فى لوح محفوظ. ان يا اسمى ان استقم علی الامر ثمّ ذکّر النّاس بما الهمک الرّوح و ان وجدت مقبلاً فاقبل اليه و ان وجدت معرضاً فاعرض و لا تخف فتوکّل علی اللّه ربّک و انّه يحرسک عن الّذين کفروا و اشکروا و کانوا من الّذينهم اذا يتلی عليهم آيات الرّحمن اذاً هم فى انفسهم يلعبون. قدّس نفسک عن کلّ ما يمنعک عن سراط الله الّذى له ما فى السّموات و ما فى الارض و انّ هذا خيرٌ لک عمّا کنز فى ملکوت الامر و الخلق و لکن النّاس اکثرهم لا يفقهون. ان ارتقب يوم الّذى يأتى الله بسلطان من الامر و فى حوله ملئکة الرّوح اذاً تجد النّاس صرعى و يأخذ الاضطراب سکّان السّموات و الارص و ينقلبنّ کلّ الاسماء و يخرّنّ علی تراب محدود الّا من ينقطع الی الله و يدخل فى ظلّ ربّه‌العلىّ المتعالی العزيز المحمود. کذلک الهمناک من بدايع وحى ربّک لتستقرّ فى نفسک و تکون من الّذينهم مستقرّون. و البهاء عليک و علی من اتّخذ فى ظلّ ربّه مقاماً محمود. والحمد لله العزيز المقتدر المتعالی المحبوب.

سورة الامين
قد نزلت من لدى العزيز الحکيم
بسم اللّه الابدىّ بلا زوال

هذا کتابٌ من لدى اللّه المهين القيّوم الی الّذى منه ظهرت استقامة الکبرى فى يومٍ فيه اضطربت افئدة اولی النّهى و انصعقت الارواح و العقول. طوبى لک بما نبذت الورى عن وراک و نطقت بالحقّ اذ احاطک المشرکون قد وفيت بميثاق اللّه و عهده و ادّيت ما ينبغى لک انّک معى فى سرادق الابهى انّ ربّک لهو العزيز الودود. و ينبغى لاهل العراق ان يفتخروا بک سوف يفتخرون و لکنّ اليوم لا يفقهون. لا يحزنک قول الّذينهم کفروا باللّه اولئک قوم لا يشعرون. قد قدّر لک مقام محمود سوف ترى ما عند ربّک باقياً و النّاس کلّهم ميّتين. ايحسبون انّهم علی امرٍ و هل يظنّون انّهم محسنون لا و ربّک الرّحمن و لکن اليوم لا يعلمون. قل فانصفوا يا قوم هل يقدر احدٌ من علمائکم ان يستنّ مع فارس المعانى فى مضمار الحکمة و البيان او‌يرکض طرف طرفه فى ميدان المکاشفة و الشّهود عند تجلّى آية الرّحمن لا و ربّک العزيز الغفور. يا قوم ان امسکوا اقلامکم قد ارتفع نداء سرير القلم الاعظم من لدن مالک القدم ثمّ انصتوا و قد ارتفع نداء اللّه الابهى فى برّيّة الهدى انّه لا اله الّا انا المهيمن القيّوم. اَن يا امين قد بلّغت ما امرناک فى المنام و اخبرناک به فى اللوح انّ ربّک لهو الحقّ علّام الغيوب. قل يا ملأ الفرقان قد بکى محمّد رسول اللّه من ظلمکم انتم الّذين اتّبعهم الهوى و اعرضتم عن الهدى سوف ترون ما فعلتم انّ ربّى لبالمرصاد. و افتيتم علی من آمَنَ باللّه فى يوم الّذى فيه اسودّت الوجوه و سکّرت الابصار. اما سمعتم صوت الصّارخ الّذى نادى بين السّموات و الارض و بشّرکم بهذا الظّهور الّذى منه اضائت الآفاق انتم اعرضتم عنه کما اعرض الّذين قبلکم اذ اشرقت شمس العلم من افق الحجاز قد اخذهم اللّه بذنبهم و ترکهم آيةٍ لاولی الالباب. هل يظنّ رئيسهم انّه هادى القوم لا و ربّ الارباب سحقاً لهم بما کفروا باللّه و نقضوا الميثاق. بظلمهم ناح روح القدس و صاح الرّعد و بکت السّحاب قل خافوا عن اللّه و لا تستکبروا علی الّذى خلقکم بامر من عنده ان ارجعوا اليه انّه لهو العزيز التّواب. قل اتفرحون بما ورد علينا من البلايا تاللّه انّا قبلناه فى سبيل اللّة و من تحت السّيف ندع العباد الی مالک يوم المعاد لم يمنعنا من علی الارض عمّا امرنا به من لدن ربّک المقتدر المختار. هل تمنعنا سطوة الخلق لا و نفسى الحقّ و لو يعترض علينا کلّ ذى قدرة و سلطان ان اسمعوا قول من ينصحکم لوجه اللّه ان سمعتم لانفسکم و ان اعرضتم انّه لهو الغنىّ المتعال. ان يا قلم الاعلى نبأ الامين نبأ المهتاض اذ اخذته سکرة الموت و احاطته ملئکة غلاظ ناديه ملک عن يمين العرش يا فؤاد هولاء ملئکة شداد هل ترى لنفسک من مناص قيل لا و ربّ الايجاد الّا النّار الّتى منها يغلی الفؤاد. انّه هو الّذى حکم علينا فى هذه الکرّة انّ ربّک لهو العزيز العلّام قد اخذناه کما اخذنا من قبله الاحزاب انّه قوىٌّ اذا ارادوا انّه لشديد العقاب. کم من البيوت ترکناها للعنکبوت و کم من الملوک انزلناهم من القصور الی القبور و جعلناهم غبرهً لاولی الانظار. ثمّ اعلم قد اخذنا قبضةً من التّراب و عجّناه بمياه القدرة و الاقتدار و نفخنا فيه روح الاطمينان و اذا کبر اشدّه ارسلناه الی رئيس الظّالمين بکتاب منير. و فيه بلّغنا الملکين ما اراد ربّک العزيز الحکيم. قل انّه لآية اخرى من لدى اللّه مالک الاسماء قد بعثناها بالحقّ و ارسلناها بسلطان مبين. انا قوّينا قلبه بکلمة من عندنا علی شأنٍ لو امرناه ليقابل من فى السّموات و الارض انّ ربّک لهو المقتدر القدير ليعلما انّه لم يخوّفنا سطوتهم و لا من فى السّموات و الارضين. انّک کن کما کان موليک و لکن نامرک بالحکمة قبل البيان انّ ربّک لهو الغفور الرّحيم. کذلک صرّفنا الآيات و نزّلناها بالحقّ و ارسلناها اليک لتباهى بها بين العالمين. سوف يرفعک اللّه بالحقّ و يخذل الّذين کفروا بآياته ان اطمئن و قل ان الحمد لک يا اله العالمين.

بلبل الفراق علی غصن الآفاق ينادى هذا الفراق يا ملأ الشتياق. و طير الوفاء يتغنّ علی دوحة البقاء بانّ هذا الفراق يا ملأ الاشتياق. و ورقاء الهجر يرنّ علی افنان سدرة الفراق بان جاء الفراق يا ملأ الاشتياق. قل تمّ زمان الوصل و جاء الفصل عن خلف القضاء و هذا الفراق يا ملأ الاشتياق. قد جرت الدّموع عن عيون اهل البقاء فى ملأ الاعلی بهذا الفراق يا ملأ الاشتياق. و قد انقطعت نسائم السّرور عن رضوان السّنا بهذا الفراق يا ملأ الاشتياق. تاللّه قد اصفرّت وجوه اهل الغرفات بهذا الفراق يا ملأ الاشتياق. و تبدّلت عيش کلّ شيئ بين الارض و السّماء بهذا الفراق يا ملأ الاشتياق. و يکحلنّ الحوريّات من دم الحمراء بما سمعن نداء الفراق يا ملأ الاشتياق. و لن يزيّننّ هياکلهنّ من عرف البقاء بما سمعن نداء الفراق يا ملأ الاشتياق. و هذا الحزن لن يقاس بحزن فى جبروت العماء بما هبت نسيم الفراق يا ملأ الاشتياق.

هذا لوح القدس قد نزل للاعراب
الّذين سکنوا فى المدينة و آمنوا باللّه
العزيز المقتدر القدير
هو العزيز

يا اعرابى ثمّ يا احبّائى ثمّ يا اصفيائى ثمّ يا جنودى ثمّ يا ظهورى اسمعوا ندائى ان انتم من السّامعين. انسيتم حمامة الامر الّتى طارت عن بينکم و صعدت الی اللّه العزيز الجميل. انسيتم ورقاء الّتى کانت معکم و تلقى عليکم من آيات اللّه العالم العليم. أاحتجبتم عن هذه العندليب الّتى وقعت تحت مخاليب المشرکين فو اللّه قد ورد علىّ ما لا يذکر بالبيان و جرت عنه الدّموع عن اعين المقرّبين و بذلک انقطعت هدهد الامر عن ذکر السّبا و احمرّت من الدّم وجوه المقدّسين. تاللّه ان بلبل الرّضوان قد اغمض عيناه عن جمال الورد بما ورد الاحزان علی هذا الجمال العزيز المنيع. و انقطعت الانهار عن وصال البحر بما انقطع الفرح عن هذه الشّمس المشرق المنير. انتم يا احبّائى لا تنسوا لقائى فى ايّامى و لا تنکروا شفقتى بکم و لا فضلی عليکم و لا تکوننّ من الغافلين. فو اللّه قد ارجعت سنّة اللّه فى نفس الحسين بل سنن المرسلين الی ان ورد فى هذا السّجن الابعد البعيد. و انتم اذا جمعتم فى بيوتکم فى ايّام فرحکم اذاً فاذکروا مصائبنا و بما ورد علينا من جنود الشّياطين. و اذا دخلتم فى الرّبيع فى بساتينکم اذاً تفکّروا فى رزايائى و کربتى و کونوا من المتذکّرين. ثمّ اعلموا بانّا کنّا بينکم فى ايّام من الدّهر و سنين من الزّمان و انتم ما عرفتمونى بما استرنا وجهنا عنکم و عن کلّ الخلائق اجمعين. و بذلک منعتم عن عرفان اللّه و جماله ثمّ حجّته و بهائه ثمّ دليله و آياته ثمّ عبده و غلامه ان انتم من العارفين. قل قد کان جمال القدم بينکم بطراز اللّه العزيز العالی الحکيم و سلطان الممکنات قد ظهر فى قميص الرّعيّة و انتم ما‌استشعرتم به و ما کنتم من المستشعرين. فلما قضى الحکم و جاء الوعد قد ظهر عن مشرق الهويّة بسلطان عظيم. و انتم يا احبّاء اللّة و جنوده فاسعوا الی اللّه و جماله و اذا سمعتم آياته فاشکروا اللّه بارئکم بما عرّفکم نفسه بعد الّذى کنتم عنه لغافلين. ثمّ اسجدوا اللّه بوجوهکم و قلوبکم ثمّ احمدوه من هذه النّعمة المنزل القديم. و ايّاکم ان لا تختلفوا فى امر اللّه و لا تترکوا احکام اللّه الّتى نزلت فى البيان من لدن عزيز کريم. ثمّ اجتمعوا علی الحبّ ثمّ اصلحوا ما وقع بينکم من الکدورات لتکونوا کنفسٍ واحدةٍ علی مقعد صدق منيع. ايّاکم ان لا تجاوزوا عن حدود اللّه و لا تتّعدوا عنها و لا تکوننّ من المفسدين. و ان يکون بينکم ذات فقرٍ فانفقوا عليه ما وهبکم اللّه و لا تکوننّ من المانعين. و ان وجدتم ذات ضرّ فارحموا عليه ثمّ استأنسوا به برفق منيع. و ان وجدتم ذات ضعفٍ فى الايمان لا تعترضوا عليه ثمّ ذکّروه برفق و بلسان ليّن مليح ليعرف امر اللّه فى نفسه و يطّلع بما امر به من لدن عالم عليم. ايّاکم ان لا يختلف احدٌ احداً و لا يضرّ نفسٌ نفساً و لا يخان بعضٌ بعضاً و لا يغتب مصاحبٌ مصاحباً و لا ينکر اخ اخيه المؤمن اتّقوا اللّه فى کلّ ما القيناکم به و کونوا من المتّقين. و ايّاکم ان لا تمنعوا فضول اموالکم عن ذوى القرباء منکم و لا عن الفقراء و المساکين. کلّ ذلک نصحى عليکم و امر اللّه بکم و لکم ان انتم من العارفين. و کذلک نلقى عليکم من آيات التّوحيد و ما امرتم به لتوّحدوا بارئکم بلسان سرّکم و جهرکم علی شأن الّذى يظهر آثاره عن کلّ جوارحکم و تکوننّ من الموحّدين. اللّه الّذى اليه ترجع نفوسکم و قلوبکم و ارواحکم و ابدانکم و کلّ مالکم و عليکم و انّه هو مرجع کلّ من فى السّموات و الارض ان انتم من العارفين. و الرّوح عليکم يا ملأ الاحباب من کلّ صغير و کبير ثمّ کبّروا من لدنّا علی وجوه اضلاعکم و اولادکم و هذا من امرى عليکم فاتّبعوه لتکوننّ من المهتدين .

١٥٢
قد نزل لسيّد حسن
ليقرئه و يکون من المتذکّرين فى امّ الالواح مذکورا
هو العلىّ العالی القيّوم

قد ارتفع نداء اللّه عن يمين الرّضوان نداء الّذى يسمعه حقايق کلّ الاشياء بين الارض و السّماء بانّى انا اللّه لا اله الّا‌انا الواحد الوتر الاحد. انتم يا ملأ الارض لا تمنعوا آذانکم عن اصغاء کلمة اللّه فى هذه الايّام و توجّهوا الی شطر القدس بقلبٍ طاهرٍ ممرّد. ان اخرجوا عن مدينة الوهم و التّقليد ثمّ ادخلوا رضوان التّوحيد و انّ هذا ما امرتم به فى کلّ الالواح من لدى اللّه العالم الفرد المعتمد. قدّسوا انفسکم عن حجبات الهوى لتسمعوا نداء اللّه عن الشّجرة المرتفعة لدى الباب بانّ هذا لجمال السّبحان و سرّ الرّحمن قد ظهر علی هيکل الانسان و ينطق بما کنز فى البيان من لدن عزيز معتمد. ان اشهدوا يا قوم بانّه لا اله الّا هو و انّه لهو المختار فى کلّ ما يشاء و لا يمنعه شيئ عمّا خلق بين الارض و السّماء و ينزل الرّحمة علی من يشاء من عباده من غير حدّ و لا عدد. قل قد اتت السّماء بدخان الافتتان و غشت النّاس حجبات الامتحان و بقى الملک يومئذٍ للّه الّذى بيده ملکوت کلّ الاشياء و ما اتّخذ لنفسه شريکاً و لا ولد. قل اصل العرفان فى تلک الايّام هو عرفان اللّه و مظهر نفسه و من فاز بهما فقد فاز بکلّ الخير و من اعرض عنهما انّه لن يذکر عند اللّه و لن يعدّ. و هذا من عرفان الّذى لن يتغيّر بدوام اللّه و من دون ذلک يتغيّر بمشيّة اللّه و امره کذلک ينطق الورقاء ثمّ اغرد. ايّاکم ان لا تحتجبوا حين الظّهور شيئ عمّا خلق بين السّموات و الارض و لا تکونوا من الّذينهم احتجبوا بحجبات التّحديد و بها منعوا عن مقرّ التّفريد و کانوا ممّن جعل نفسه محروماً عن لقاء اللّه و فرّ عن رحمتة ثمّ بعد. ان يا احبّاء اللّه دعوا کلّ من فى السّموات و الارض عن ورائکم او‌لم يکفکم اللّه الّذى خلق کلّ شيئ بامر من عنده انّه ما من الهٍ الّا هو له الخلق و الامر و فى قبضته مقادير کلّ شيئ ينزّلها علی قدر محدّد. انّ الّذينهم کفروا بآيات اللّه و برهانه ثمّ عظمته و سلطانه اولئک لم يکن لهم شأن عند اللّه فسوف يعذّبهم فى عمد ممدّد. انّ احفظوا يا قوم انفسکم عن مسّ الشّيطان و مظاهره و انّهم انتشروا فى الارض و قعدوا علی کلّ سبل و مرصد. ان اعتصموا بفضل اللّه و رحمته ليحفظکم عن جنود الاعراض انّه ما من حافظ الّا هو يحفظ من يشاء بسلطان من عنده و ينصر الّذينهم آمنوا بجنود مجنّد. لن يعزب عن علمه من شيئ و عنده علم السّموات و الارض و علم ما کان وما يکون فى کتاب رقم باصبع القضاء و ما قدّر فيه لا‌ يبيد و لا‌ ينفد. يا قوم آمنوا باللّه و آياته و اذا استشرق عليکم شمس البها عن افق الکبرياء فى ايّام ربّکم العلىّ الاعلی خرّوا بوجوهکم سجّداً للّه و کونوا ممّن خضع و سجد. ثمّ اعلموا بان کلّما امرتم به فى آثار اللّه و کتابه فى عرفان نفسه و اتّباع اوامره هذا ما ينتفع به انفسکم فى الآخرة و الاولى و انّة لغنىّ عن کلّ من فى السّموات و الارض و مقدّس عن کلّ ما يذکر و يشهد. هل خلق فى الامکان شيئ احلى من ذکر ربّکم العلىّ الاعلی لا فو نفس البهاء اذاً انقطعوا يا قوم عن کلّ الاشياء و آنسوا بذکر الاعظم و لا تمسّکوا بکلّ مشرک کفر باللّه ثمّ عند. کذلک بيّنا لکم الحقّ و فصّلنا لکم الآيات لئلّا تکوننّ من الّذين اتّخذوا لانفسهم امراً و اعتکفوا عليه علی شأن او يلقى عليهم الرّوح ما لم يکن عندهم يقومنّ علی الاعراض و يکوننّ ممّن کفروا لحد. قل اللّه يعلم من يشاء ما يحفظه عن رمى الجهل و يقرّبه الی معين الحکمة و الفضل ليکون ممّن عرّف ربّه ثمّ حمد. قل يا قوم تخلّقوا باخلاق اللّه ثمّ زيّنوا انفسکم و هيکلکم باثواب العلم و الآداب ثمّ العفو و الانصاف و کونوا متحدّاً علی امراللّه و سننه و اذا اوتى احد شيئ فى الدّين او‌الدّنيا انتم فارضوا به و لا تکوننّ من اهل البغى و الحسد. انّ الحسد نار يحترق بها الحاسد اوّلاً ثمّ الّذينهم يستقربون اليه و لم يکن فى الارض نارٌ احرّ منها و يوقن بذلک کلّ ما اطّلع بما ورد علی جمال القدم ثمّ شهد. و يا قوم فارضوا بما قضى من لدى اللّه ثمّ اغتنموا بما نزل عليکم من سحاب الفضل مائدة العلم و لا تکونوا ممّن عرف نعمة اللّه ثمّ اجحده تاللّه قد ورد علىّ من سيوف الحسد ما لا يحصى عدّتها احد الّا اللّه الّذى احصى کلّ شيئ و انّه لهو العالم بالحقّ بعلم ما يخطر فى قلوب العباد و ما تخفى صدور الّذينهم کفروا و اشرکوا فى ازل الازال الی ابد الابد. قدّسوا يا قوم صدورکم عن الغلّ و الحسد ثمّ انظارکم عن کلّ حجب و رمد. لتشهدوا صنع اللّه الّذى اتقن خلق کلّ شيئ فى هذا اللّوح المقدّس المطهّر الممجّد. کذلک اشرقت عن افق التّبيان شمس الحکمة و البيان لتعرفوا‌سبل‌الحقّ و تشهدوا فى سرّکم و جهرکم بانّه لا اله الّاهو الواحد الفرد الوتر الاحد‌الصّمد. و الرّوح و العزّ و البهاء‌عليک و علی الّذينهم اخذوا کتاب اللّه بقوّة من عنده و کانوا ممّن رکع و سجد

قد نزل لميرزا علىّ رضا
ليکون بعنايات اللّه مرزوقا
هو الباقى فى افق الابهى

اتى امراللّه علی ظلل من البيان والمشرکون يومئذٍ فى عذاب عظيم قد نزلت جنود الوحى برايات الالهام عن سماء اللّوح باسم اللّه المقتدر القدير. اذاً يفرحنّ الموحّدون بنصر اللّه و سلطانه و المنکرون حينئذٍ فى اضطراب مبين. يا ايّها‌النّاس اتفرّون عن رحمة اللّه بعد الّذى احاطت الممکنات عمّا خلق بين السّموات و الارضين ان لا تبدلوا رحمة اللّه علی انفسکم و لا تحرموا‌انفسکم منها و من اعرض عنها انّه علی خسرانٍ عظيم. مثل الرّحمة مثل الآيات انّها نزلت من سماء واحدة و يسقون الموحّدون منها خمر الحيوان و المشرکون يشربون من ماء الحميم و اذا يتلی عليهم آيات اللّه تشتعل فى صدورهم نار البغضاء کذلک بدّلوا نعمة اللّه علی انفسهم و کانوا من الغافلين ان ادخلوا يا قوم فى ظلّ الکلمة ثمّ اشربوا منها رحيق المعانى و البيان لانّ فيها کنز کوثر السّبحان و ظهرت عن افق مشيّة ربّکم الرّحمن بانوارٍ بديع. قل قد انشعب بحر القدم من هذا البحر الاعظم فطوبى لمن استقرّ فى شاطئه و يکون من المستقرّين. و قد انشعب من سدرة المنتهى هذا الهيکل المقدّس الابهى غصن القدس فهنيئاً لمن استظلّ فى ظلّه و کان من الرّاقدين. قل قد نبت غصن الامر من هذا الاصل الّذى استحکمه اللّه فى ارض المشيّة و ارتفع فرعه الی مقام احاط کلّ الوجود فتعالی من هذا الصّنع المتعالی المبارک العزيز المنيع ان يا قوم تقرّبوا اليه و ذوقوا منه اثمار الحکمة و العلم من لدن عزيزٍ عليم و من لم يذق منه يکون محروماً عن نعمة اللّه و لو يرزق بکلّ ما علی الارض ان انتم من العارفين. قل قد فصّل من لوح الاعظم کلمة علی الفضل و زيّنها اللّه بطراز نفسه و جعلها سلطاناً علی من علی الارض و آية عظمته و اقتداره بين العالمين ليمجدنّ النّاس به ربّهم العزيز المقتدر الحکيم. و يسبّحنّ به بارئهم و يقدّسنّ نفس اللّه القائمة علی کلّ شيئ ان هذا الّا تنزيلٌ من لدن عليم قديم. قل يا قوم فاشکروا اللّه لظهوره لانّه لهو الفضل الاعظم عليکم و نعمة الاتم لکم و به يحيى کلّ عظم رميم. من توجّه اليه فقد توجّه الی اللّه فمن اعرض عنه فقد اعرض عن جمالی و کفر ببرهانى و کان من المسرفين. انّه لوديعة اللّه بينکم و امانته فيکم و ظهوره عليکم و طلوعه بين عباده المقرّبين. کذلک امرت ان ابلّغکم رسالة اللّه بارئکم و بلغتکم بما امرت به اذاً يشهد اللّه علی ذلک ثمّ ملئکته و رسله ثمّ عباده المقدّسين ان استنشقوا رائحة الرّضوان من اوراده و لا تکوننّ من المحرومين. ان اغتنموا فضل اللّه عليکم و لا تحتجبوا عنه و انّا قد بعثناه علی هيکل الانسان فتبارک اللّه مبدع ما يشاء بامره المبرم الحکيم. انّ الّذينهم منعوا‌انفسهم عن ظلّ الغصن اولئک تاهوا فى العراء و احرقتهم حرارة الهوى و کانوا من الهالکين ان اسرعوا يا قوم الی ظلّ اللّه ليحفظکم عن حرّ يوم الّذى لن يجد احدٌ لنفسه ظلّا ولا مأ‌وىً الّا ظلّ اسمه الغفور الرّحيم. ان البسوا يا قوم ثوب الايقان ليحفظکم عن رمى الظّنون و الاوهام و تکوننّ من الموقنين فى هذه الايّام الّتى لن يوقن احدٌ و لن يستقرّ علی الامر الّا بان ينقطع عن کلّ ما فى ايدى النّاس و يتوجّه الی منظر قدس منير ياقوم اتتّخذون الجبت لانفسکم معيناً من دون اللّه و يتّبعون الطّاغوت ربّاً من دون ربّکم المقتدر القدير. دعوا ياقوم ذکرهما ثمّ خذوا کأ‌س الحيوان باسم ربّکم الرّحمن تاللّه بقطرة منها يحيى الامکان ان انتم من العالمين قل اليوم لا عاصم لاحدٍ من امر اللّه و لا مهرب لنفسٍ الّا اللّه وهذا لهو الحقّ و ما بعد الحقّ الّا الضّلال المبين. و لقد حتم اللّه عل کلّ نفس بان يبلّغوا امره علی ما يکون مستطيعاً عليه کذلک قدّر الامر من اصبع القدرة و الاقتدار علی الواح عزّ عظيم. و من احيى نفساً فى هذا الامر کمن احيى العباد کلّهم و يبعثه اللّه يوم القيمة فى رضوان الاحديّة بطراز نفسه المهيمن العزيز الکريم. و انّ هذا نصرتکم ربّکم و من دون ذلک لن يذکر اليوم عند اللّه ربّکم و ربّ آبائکم الاوّلين. و انّک انت يا عبد ان استمع ما وصّيناک فى اللّوح ثمّ ابتغ فضل ربّک فى کلّ حين ثمّ انشر اللّوح بين يدى الّذينهم آمنوا باللّه و بآياته ليبلّغنّ ما فيه و يکوننّ من المحسنين. قل يا قوم لا تفسدوا فى الارض و لا تجادلوا مع النّاس لانّ هذا لم يکن شأن الّذينهم اتّخذوا فى ظلّ ربّهم مقاماً کان علی الحقّ امين. واذا وجدتم عطشاناً فاسقوه من کأس الکوثر و التّسنيم و ان وجدتم ذات اذنٍ واعيةٍ فاتلوا عليه آيات اللّه المقتدر العزيز الرّحيم. ان افتحوا اللسان بالبيان الحسنة ثمّ ذکّر النّاس ان وجدتموهم مقبلاً الی حرم اللّه و الّا دعوهم بانفسهم ثمّ اترکوهم فى اصل الحجيم. ايّاکم ان لا تنشروا لئالی المعانى عند کلّ اکمهٍ عقيم. لانّ الاعمى يکون محروماً عن مشاهدة الانوار و لن يفرق الحجر عن لوءلوء قدس ثمين. انّک لو تلقى علی الحجر الف سنة من آيات عزّ بديع هل يفقه فى نفسه او يؤثّر فيه لا فو ربّک الرّحمن الرّحيم. و لو تقرء کلّ الآيات علی الاصمّ هل يسمع منها حرفاً لا فو جمال عزٍّ قديم. کذلک القيناک من جواهر الحکمة و البيان لتکون ناظراً الی شطر ربّک و تنقطع عن العالمين و الرّوح عليک و علی الّذينهم استقرّوا علی مقرّ القدس و کانوا فى امر ربّهم علی استقامة مبين.

بنام دوست

للّه المثل الاعلى گل معنوى در رضوان الهى بقدوم ربيع معانى مشهود ولکن بلبلان صورى محروم مانده‌اند. گل گويد اى بلبلان منم محبوب شما و بکمال لون و نفحهء عطريّه و لطافت و طراوت منيعه ظاهر شده‌ام با يار بياميزيد و از دوست مگريزيد. بلبلان مجاز گويند ما از اهل‌يثربيم وبگل حجاز‌انس داشته و تو از‌اهل حقيقتى و در بستان عراق کشف نقاب نموده‌اى. گل گفت معلوم شد که در کلّ احيان از جمال رحمن محروم بوده‌ايد و هيچ وقت مرا‌نشناخته‌ايد بلکه جدار و روافد و ديار را شناخته‌ايد. چه اگر مرا ميشناختيد حال از يار خود نمى گريختيد. اى بلبلان من نه خود از يثربم و نه از بطحا و نه از عراق و نه از شام و لکن گاهى بتفرّج و سير در ديار سايرم گاهى در مصر و وقتى در بيت اللّحم و جليل و گاهى در حجاز و گاهى در عراق و فارس و حال در ادرنه کشف نقاب نموده‌ام. شما بحبّ من معروفيد و لکن از من غافل معلوم شد که زاغيد و رسم بلبل آموخته‌ايد در ارض وهم و تقليد سايريد و از روضه مبارکه توحيد محروم. مثل شما مثل آن جغد است که وقتى بلبلی را گفت که زاغ از تو بهتر ميخواند بلبل گفت اى جغد چرا از‌انصاف گذشتى و از‌حق چشم برداشته آخر هر دعوى را برهانى لازم است و هر قولی را دليلی. حال من حاضر و زاغ حاضر بخواند تا بخوانم. گفت اين کلمه مقبول نيست بلکه مردود است چه که من وقتى از رضوانى نغمه خوشى استماع نمودم بعد از صاحب نغمه پرسيدم مذکور نمودند که اين صوت زاغ بود و علاوه بر آن مشاهده شد که زاغى از آن بستان بيرون آمد يقين نمودم که قائل صادقست. بلبل بيچاره گفت اى جغد آن صوت زاغ نبود صوت من بود و حال بهمان صوت که شنيدى بلکه احسن و ابدع از آن تغنّى مينمايم. گفت مرا باين کلمات رجوعى نيست و اين سخنها مقبول نه چه که من همچه شنيده‌ام از آباء و امثال خود و حال آن زاغ حاضر و سند هم در دست دارد اگر تو بودى چگونه اسم او شهرت نموده. بلبل گفت اى بى انصاف مرا صيّاد کين در کمين بود و سيف ظلم از عقب لذا باسم زاغ شهرت يافت من از غايت ظهور مستور ماندم و از کمال تغنّى بساکت مشهور و لکن صاحبان آذان نغمه رحمن را از نعيب زاغان تميز دهند حال تو باصل صوت و لحن ناظر شو ليظهر لک الحق. و شما اى بلبلان صورت مثل آن جغد بنظر ميائيد که ذرّه‌اى وهم را بصدهزار يقين تبديل ننمائيد و حرفى از آنچه شنيده بعالم شهود و مکاشفه مبادله نکنيد. بشنويد نصح يار را و بنظر اغيار بر منظر نگار ناظر مباشيد. مرا بمن بشناسيد نه بمقرّ و ديار. در اين گفتگو بودند که ناگاه از حديقه مبارکه کان اللّه بلبلی نورانى بطراز رحمانى و نغمه ربّانى وارد و بطواف گل مشغول شد. گفت اى بلبلان اگر چه بصورت بلبليد و لکن چندى با زاغان مؤانس گشته‌ايد و سيرتشان در شما ظاهر و مشهود. مقرّتان اين رضوان نه برپريد و برويد اين گل روحانى مطاف بلبلان آشيان رحمانيست. پس اى بلبلان انسانى جهد نمائيد که دوست را بشناسيد و دست تعدّى خزان را از اين گل رضوان رحمن قطع نمائيد. يعنى اى دوستان حقّ کمر خدمت محکم بر بنديد و اهل آفاق را از مکر و نفاق اهل شقاق حفظ نمائيد. و اگر بخضوع و خشوع و ساير سجاياى حق بين عباد ظاهر شويد ذيل تقديس از مفتريات ابليس و مظاهرش طاهر ماند و آلوده نشود و کذب مفترين بر عالميان ظاهر و هويدا گردد و اگر نعوذ باللّه عمل غير مرضيه از شما مشاهده شود جميع بمقر قدس راجع است و همان اعمال مثبِت مفتريات مشرکين خواهد شد. و هذا لحقٌّ يقين و الحمد للّه محبوب العالمين.

هو المعزّى المحزون

يا قلم قد اتتک مصيبة کبرى و رزيّة عظمى الّتى بها ناح اهل الفردوس الاعلى و الجنّة العليا بها صعدت الاحزان الی ان بلغت اذيال رداء الرّحمن طوبى لقاصدٍ قصد خدمتها فى حيوتها و زارها بعد صعودها و عروجها و لامةٍ قصدت مقامها و تقرّبت الی اللّه بها. البهاء المشرق من افق غرّتى الغرّاء و النّور الظّاهر اللّائح من سماء اسمى الابهى عليک يا ثمرة سدرة المنتهى و الورقة المبارکة النّوراء و انيسة من اتبسم بظهوره ملکوت البقاء و ناسوت الانشاء. نشهد انّک اوّل ورقةٍ فازت بکأس الوصال فى الوثاق و آخر ثمرة اسلمت روحها فى الفراق. انت الّتى ذاب کبدک و احترق فؤادک و اشتعلت ارکانک فى بعدک عن الحضور فى مقام جعله اللّه مشرق آياته و مطلع بيّناته و مظهر اسمائه و مصدر احکامه و مقرّ عرشه. يا ورقتى و عرف جنّة رضائى انت فى الرّفيق الاعلى و المظلوم يذکرک فى سجن عکّا. انت الّتى وجدتِ عرف قميص الرّحمن قبل خلق الامکان و تشرّفت بلقائه و فزت بوصاله و شربت رحيق القرب من يد عطائه. نشهد انّ فيک اجتمعت الايتان قد احيتک آية الوصال فى الاولى و اماتتک آية الفراق فى الاخرى. کم من ليلٍ صعدت فيه زفراتک فى حبّ اللّه و نزلت عبراتک عند ذکر اسمه الابهى انّه کان معک و يرى اشتعالک و انجذابک و شوقک و اشتياقک و يسمع حنين قلبک و انين فؤادک يا ثمرة سدرتى فى مصيبتک ماج بحر الاحزان و هاجت ارياح الغفران اشهد انّ فى اللّيلة الّتى صعدت الی الافق الابهى و الرّفيق الاعلى و يومها قد غفر اللّه کلّ عبدٍ صعد وکلّ امةٍ صعدت کرامةً لک و فضلاً عليک الّا الّذين انکروا حقّ اللّه و ما ظهر من عنده جهرةً کذلک اختصّک اللّه يا ورقتى بهذا الفضل الاعظم و المقام الاسبق الاقدم طوبى لک و لزائريک و لمجاوريک و لطائفيک ولمن توسّل و يتوسّل بک الی اللّه انت الّتى بمصيبتک ناحت الحور و تکدّرت اوراق سدرة الظّهور انت الّتى لمّا سمعت النّداء الّذى ارتفع من لسان مالک ملکوت الاسماء قد اقبلت اليه و اجتذبک علی شأن کاد ان يخرج الاختيار من کفّک يا ورقتى يا ايّتها الطّائرة فى هواء حبّى و المتوجّهة الی وجهى و النّاطقة بثنائى قد انزلنا لک ذکراً لا تمحوه شئونات القرون و لا ظهورات الاعصار انّا خلّدنا ذکرک من قلمى الاعلى فى الصّحيفة الحمراء الّتى ما اطّلع بها الّا اللّه موجد الاسماء و ذکرناک فى هذا اللّوح بما يذکرک به المقرّبون و يتوجّه الی رمسک الموحّدون طوبى لک و نعيماً لک ولمن يحضر تلقاء قبرک و يتلو ما انزله الوهّاب فى المآب.

هو الاقدس الابهى

کتاب الفجر من افق الامر قد کان بالجهر مشهودا. من قرء حرفاً منه توجّه الی شطر القدس و انقطع عن الامکان و کان الرّحمن علی ما اقول شهيدا. طوبى لمن انار من هذا النّور الّذى اشرق من افق الظّهور انّه من مظاهر الجمال قد‌کان فى لوح الجلال بالعدل مذکورا. قد اشرقت الارض من نور ربّک و اضاء الدّيجور من اشراقٍ کان من افق السّجن مرئيّا. قل ليس لاحدٍ ان يمتحن اللّه فى هذا الظّهور بل اللّه يمتحن من يشاء کذلک نزّل فى البيان من لدى الرّحمن انّه کان علی کلّ شيئ محيطا. ان اختاروا ما اختاره اللّه لکم ايّاکم ان تعلقّوا ايمانکم باهوائکم کذلک کان الامر مقضّيا. قل اما يکفيکم ما ظهر فى هذا الظّهور تاللّه ان القدرة ظهرت و السّلطنة احاطت و الآيات ملئت الآفاق و لا ينکرها الّا من کان عن الصّدق محروما. انّا لواردنا لجعلنا من علی الارض امّةً واحدةً انّه کان علی کلّ شيئ قديرا من النّاس من اراد من اللّه ما لا ينبغى له و اذا رأى نأى بجانبه و رجع الی اهله منقلباً انّ الّذين اقبلوا ما عملوا بما امروا فى البيان لهذا الظّهور فکيف الّذين اعرضوا بما اتّبعوا الاوهام انّ ربّک کان علی ما اقول عليما. قل هل سمعتم من قبل ما ظهر فى هذا الظّهور بالفضل لا و مالک العدل تفکّروا يا قوم لتجدوا الی الحقّ سبيلا. انّک لا تحزن من شيئ قد قدّرنا لک مقاماً عليّا. سبّح بحمد ربّک انّه مع من اراده طوبى لمن اتّخذه لنفسه خليلا. البهاء عليک و علی من اقبل الی اللّه بوجهٍ کان بانوار العرش منيرا.

بسم اللّه الاقدس العلىّ الابهى

سبحانک اللّهم يا الهى اذکرک حينئذٍ حين الّذى استشرقت شمس الوهيّتک عن افق سماء سناء سيناء لاهوت احديّتک و استبرقت انوار ربوبيّتک من صبح عماء لقاء بقاء جبروت صمديّتک و استضائت ظلمات الملک من لمعان ضياء بداء ملکوت امرک بحيث ذوتّت جنّة الفردوس فوق جنان عزّ هويّتک و غرست فيها اشجار کينونتک و اثمرت کلّها باثمار ذاتيّتک و هبت فيها نسمات روحک و نفحات قدسک. و قدّرت فيها من جواهر نعمک و سواذج آلائک و کشفت فيها خزائن علمک و کنائز سرّک و جرت فى اطباقها انهار مجد حيوانک و ابحر عزّ بقائک و عيون خمر امتنانک. فلما اردت يا الهى اظهارها ارفعتها الی عرش الکبرياء و العظمة و زينتها من انوار القدرة و القوّة و تجلّيت عليها بکينونتک الابديّة و اشرقت عليها شمس الاحديّة من انوار وجهک القدميّة. حينئذٍ جاء حکمک الاعلى علی جبروت القضاء بالامضاء لخروج طلعة منها ليظهر انوار جمالک علی من فى ارضک و بهاء وجهک علی من فى جبروت امرک طلعت حوريّة الّتى کانت فى ازل الازال فى سرادق القدس و الحفظ و الجلال و فسطاط العصمة و العزّة و الاجلال و مکتوبٌ على جبينها البيضاء من المداد الحمراء و القلم الاعلى. تاللّه هذه لحوريّة ما اطّلعت بها نفسٌ الّا اللّه العلىّ الاعلی و طهّر اللّه ذيل عصمتها عن عرفان ملأ الاسماء فى جبروت البقاء و جمالها عن ابصر من فى ملکوت الانشاء. فلمّا طلعت بطراز اللّه عن قصرها لا حظت بطرفها الی السّماء انصعقت اهل السّموات من انوار وجهها و نسمات طيبها و التفتت بطرفها الآخر الی جهة الارض اشرقت الارض من انوار جمالها و حسن بهائها. فلک الحمد يا الهى علی ما اشهدتنى بدايع صنعک فيها و جوامع قدرتک فى خلقها و عند ذلک علّقت و تعلّقت و سارت فى السّماء کانّها مشت علی الخطّ الاستواء فى قطب الهواء و کانّى وجدت بانّ سلسلة الوجود يتحرّک من حرکة خطّها تحت رجلها ثمّ بعد ذلک نزلت و تقرّبت و جائت حتّى وقفت تلقائى و کنت متحيّراً فى لطائف خَلقها و بدايع خُلقها و وجدت فى نفسى ولهاً من شوقها و جذبةً من حبّها رفعتُ يدى اليها و کشفتُ ذيل القناع عن کتفها وجدت شعارها مرمولةً مرغولةً مجعّدةً علی ظهرها محلّقةً معلّقةً حتّى بلغت الی قرب رجلها و اذا حرّکتها الی طرف الارياح الی طرف اليمين من کتفها عطّرت السّموات و الارض من نفحاتها و اذا حرّکتها الی طرف الشّمال تضوّعت رائحة المقدّسة المسکيّة من فوحاتها کانّ بحرکة شعرها اهتزّ روح الحيوان فى سرائر الامکان و جرت عيون العرفان فى حقائق الاکوان. فتعالی اللّه بارئها فيما اشهدنى فيها. فتبارک اللّه موجدها فيما شهدت من ظهورات القدرة من جمالها و شئونات القوّة من جلالها مرّةً شاهدتها کانّها ماء عذب حيوان سائغ سيّال يجرى فى حقايق الموجودات و غياهب الممکنات و ايقنت بان کلّ الوجود کان باقيّاً ببقائها و دائماً بدوامها. و مرّةً وجدتها ناراً وقدت فى شجرة الهيّة کانّ عنصر النّار خلق من جذوة من قبساتها و احترقت اکباد الوجود من الغيب و الشّهود من حرارتها و لهيبها. اذاً اهتزّ من لطائف شوقها و بدايع ذوقها کانّ رائحة الرّحمن تضوّعت من منافذ ثوبها. فسبحان اللّه موجدها و محدثها و مبدئها. ثمّ استقربت حتى قامت امام وجهى و نطقت بلحن علی لحن الورقاء فى جبروت البقاء کانّها تنطق علی اللّحن البديع عن غير کلمةٍ و لا حرفٍ و لا صوتٍ کانّ کلّ الکتب ظهرت فى تفسير تغنّى من تغنّيات بدعها. و انّى عرفت کلّ المعانى فى نقطة فمها. فلمّا توجّهت بتمام کينونتى سمعت ذکر اللّه العلىّ الابهى من نغماتها و اسم اللّه العلىّ الاعلی من ترنّماتها. حينئذٍ صرت مجذوباً موّلهاً سکراناً من بدايع لحنها رفعت يدى مرّةً اخرى و کشفت ثدياً من ثدييها الّذى کان مستورا خلف قميصها. اذاً اشرقت السّموات من تلئلاء نوره و اضائت الممکنات من ظهوره و اشراقه و بنوره اشرقت شموسٌ لا نهايات کانّهنّ يسترن فى سموات الّتى ما قدّرت لهنّ بدايات و لا نهايات. اذاً صرتُ متحيّراً من قلم الصّنع فيما رقم علی هيکلها کلّها ظهرت علی هيکل النّور فى هيئة الرّوح و يتحرّک علی ارض الهويّة فى جوهر الظّهور و لا حظت بانّ الحوريّات اخرجن رؤسهنّ عن الغرفات و کنّ معلّقات فى الهواء فوق رأسها و صرن متحيّرات فى منظرها و جمالها و والهات من جذبات لحنها. سبحان من کان هو‌موجدها و صانعها و مبدعها و مظهرها. اذاً تکاد ان انصعق فيما استنشقت من روائح قدسها و وجدتُ من بدايع طرزها التفتت الىّ بتمامها و فتحت شفتيها اشرقت الانوار من تلئلأ اسنانها کانّ لئالی الامر قد ظهرت من کنوزها و اصدافها. و قالت من انت قلتُ عبد اللّه و ابن امته قالت اجد فيک من آثار الحزن الّذى ما شهدت فى احد دونک کانّى ارى بانّ الامکان قد حزن بحزنک بحيث اجد سراج السّرور فى مشکوة قلبک مخمودةً و انوار البهجة من مصباح سرّک مقطوعة. اقسمک باللّه الّذى لا اله الّا هو لا تستر عنّى ما ورد عليک فاطّلعنى لاطّلع فى امرک علی الحقّ القيّم و لو کان اقل من الطّفح رشحاً. قلت لها لا تسئلينى فى ذلک لانّک لن تستطيعى ان تسمعى منّى فى حزنى و لو کان اقلّ من الحرف ذکراً. ثمّ اقسمک باللّه المقتدر المهيمن القيّوم بان ترفعى يدک عنّى و اترکينى وحده ثمّ ارجعى الی محلّک فى الفردوس و لا تسئلين فيما لا اقدر ان اذکر لک و لو کان اقلّ من الحرف رمزاً فلمّا عرفت تزلزل سرّى و حنين قلبى و تصرّخ کينونتى و احتراق عظمى و ترجّف جلدى و اضطراب نفسى و تبلبل جسمى نادتنى و قالت ايکون لک من امّ لينوح عليک فى بلائک. قلّت لست ادرى ثمّ قالت ا‌يکون لک من اختٍ لتبکى فى قضائک او‌من ناصر ليعينک فى ضرّک و يرافقک فى وحدتک قلت لها فو‌حزنى الّذى ما اتاه من سرور لا تسئلينى من شيئ فانظرى الی قلبى ليظهر لک ما تطلبين فناکست را‌سها الی جهة قلبى و کانت متفحّصةً فى تمام ارکانى و جوارحى و عظامى و حشائى کانّها فقدت شيئاً و تطلبه من کلّ مکان فتفحّصت زماناً طويلاً و رفعت رأسها حتّى بلغ الی صدرى رأيت انقلب حالها و يحرّک رأسها مرّةً الی اليمين و مرّةً الی اليسار و فى مرّةً ارتدّت طرفها الی السّماء بحسرة و حزنٍ و فى مرّةٍ لا حظت الارض بحيرةٍ و اسفٍ و شهدت شفتيها يتحرّک کانّها تتکلّم بحرفٍ تحت لسانها توجّهتُ باذنى اليها سمعت حنيناً ضعيفاً کانّه ظهر من سرّ کينونتها فى هويّة قلبها. فلما قربتُ رأسى تلقاء فمها سمعت کلماتٍ لا اقدر ان اذکرها ولو اذکرها فو‌اللّه لا يبقى شيئ فى الملک من حرقة سرّها و احتراق کبدها و عند ذلک خاطبتنى و قالت يموت امّک يا‌فتى ما شهدت احداً مثلک و ما رأيت نفسا شبهک و قد طالت فيک حيرتى و حزنى و زاد فى امرک اضطرابى يا ليت ما خلقت فى لاهوت البقاء و ما ولدت من نفحة اللّه فى ميادين القدس فى غرفات الاعلى و ما شربت لبن الحيوان من عيون البهاء فو‌احسرتا علی ما عرفت و شهدت فوا حزنا علی ما ادرکت و علمت لانّى کلّما تفحّصت ما وجدت فيک من قلب لاطّلع منه امرک فلمّا سمعت رفعت رأسها و وجدتُ عينيها فاضتا من الدّم کانّ البحور ظهرت من قطرة من دموعها فلمّا وقعت عيناها علی عينى قد اخذ البکاء زمام الصّبر عنها و ضجّت بضجيج لن اقدر ان اذکره او‌اصفه الی ان بکيت ببکائها و رفعت يديها الی کتفى و وضعت يدىّ الی کتفيها و بکينا بما لا عدّ له بحيث لا يحصيه زمانٌ و لا ازل و لا ابدٌ و لا ‌حقب و لا عهدٌ فلمّا سکنت عن بکائها قالت يا فتى اقسمک بالّذى سخّر الاقلام فى قبضة قدرتک و ثبت منهما ما شاء و اراد بان تخبرنى بما ورد عليک لاکون مصاحبةً لمصائبک و ذاکرةً لبلاياک فى الملأ الاعلى و جبروت الاسنى. قلت لها يا حبيبى و عمرى و عمرک لست اقدر بان افسّر لک فيما مسّنى و لکن انظرى الی کبدى لعلّ تجدنّ عنه ما يغنيک عمّا تطلبينه من سرائر سرّى الاخفى. اذا نالت و قربت رأسها مرّةً اخرى الی جهة کبدى و تفحّصت زماناً لا يذکر ذکره فى جبروت الجلال و لا يحلّ بلسان اهل المقال و ما وجدت منه من اثرٍ اذاً رأيتُ بانّ الارض تزلزلت من تزلزل سرّها و ترجّفت من ترجّف قلبها و انّها مکثتْ قبل زمان و بعد زمان و فوق کلّ زمان ثمّ رفعت رأسها و صرخت بصريخ انفطرت السّماء و انشقّت الارض و تزلزلت البلاد و نسفت الجبال ثمّ نادتنى و قالت مات امّک يا‌فتى حيّرتنى فى امرک و اهلکتنى فى فعلک ما وجدت احداً بلا قلبٍ و لا کبدٍ فکيف بقيتَ باقيّاً علی الارض و تکون فى الملک موجوداً. و عند ذلک کانت ناظرةً الىّ کما ينظر العاشق جمال المعشوق و الحبيب جمال المحبوب اذاً وجدتها مهتزّةً فى نفسها کانّ نسمة اللّه من هذا القميص هبت عليها توجّهت الىّ بظاهرها و باطنها و قالت فو‌عمرک قد اجد منک رائحة المحبوب و انت محبوب العالمين. لو انت هو لم تغيّر وجهک الجميل ا‌هذا من ملأ الفرقان او من اهل البيان فو‌احسرةً للخلايق اجمعين. فلما وجدتُ عرفها و رأيت اقبالها هديتها الی نفسى فلما عرفت ضجّت و تزلزلت و ناحت و اضطربت و سقطت بوجهها علی التّراب تلقاء رجلی فلمّا توجّهت اليها وجدتها مطروحةً علی الارض و فارقت الرّوح عنها کانّها ما خلقت فيها اذاً صرخن الحوريّات المعلّقات فى الهواء و ناحت الجوهريّات المطهّرات فى العماء و رجعن کلّهن الی قصورهنّ و سرادقهنّ و ترکن ما قّدر لانفسهنّ و خلق لذواتهنّ و انّى کنت قائماً علی جسدها و محزونا بحزنها و متحيّراً من امرها و حبّها فاخذتها و غسلتها من دموع عينى و کفنتها فى ثيابى فعند ذلک قربت فمى تلقاء اذنها اليمنى و بشرّتها بما لا يقدر احدٌ ان يسمع منّى فى حقّها. فلمّا القيت عليها اهتزّت من کلمة اللّه ثمّ انّها بشّرتنى بما لا ينبغى ان اذکرها او‌تنفّس فيها و بها فبعد ذلک اودعتها فى اوعية القدس و ارجعتها الی محلّ الانس مقام الّذى قدّرناه لها. کذلک نلقى عليکم يا ملأ الفردوس من رؤيا البقاء عبّروا لی ان کنتم لرؤيا الرّوح تعبرون.

هو العليم

ان يا وفا ان اشکر ربّک بما ايّدک علی امره و عرّفک مظهر نفسه و اقامک علی ثناء ذکره الاعظم فى هذا النّبأ العظيم. فطوبى لک يا وفا بما وفيت بميثاق اللّه و عهده بعد الّذى کلٌّ نقضوا عهد اللّه و کفروا بالّذى آمنوا بعد الّذى ظهر بکلّ الآيات و اشرق عن افق الامر بسلطان مبين. و لکن فاسع بان تصل الی اصل الوفا و هو الايقان بالقلب و الاقرار باللّسان بما شهد اللّه لنفسه الاعلى بانّى انا حىّ فى افق الابهى. و من فاز بهذه الشّهادة فى تلک الايّام فقد فاز بکلّ الخير و ينزل عليه الرّوح فى کلّ بکور و اصيل و يؤيّده علی ذکر ربّه و يفتح لسانه علی البيان فى امر ربّه الرّحمن الرّحيم. و ذلک لا يمکن لاحدٍ ابداً الّا لمن طهّر قلبه عن کلّ ما خلق بين السّموات و الارضين و انقطع بکلّه الی اللّه الملک العزيز الجميل. قم علی الامر و قل تاللّه انّ هذا لنقطة الاولى قد ظهر فى قميصه الاخرى باسمه الابهى. و اذاً فى هذا الافق يشهد و يرى و انّه علی کلّ شيئ محيط. و انّه لهو المذکور فى الملأ الاعلی بالنبأ العظيم و فى ممالک البقا بجمال القديم و لدى العرش بهذا الاسم الّذى منه زلّت اقدام العارفين. قل تاللّه قد تمّت حجّة اللّه فى هذا الظّهور لکلّ من فى السّموات و الارض من قبل ان ينزل آية من سماء قدس رفيع. و من دونه قد نزّل معادل ما نزّل فى البيان. خافوا عن اللّه و لا تبطلوا اعمالکم و لا تکوننّ من الغافلين. ان افتحووا عيونکم لتشهدوا جمال القدم من هذا المنظر المشرق المنير. قل تاللّه قد نزل هيکل الموعود علی غمام الحمراء و عن يمينه جنود الوحى و عن يساره ملائکة الالهام و قضى الامر من لدى اللّه المقتدر القدير. و بذلک زلّت کلّ الاقدام الّا من عصمه اللّه بفضله و جعله من الّذين عرفوا اللّه بنفسه ثمّ انقطعوا عن العالمين. اسمع کلمات ربّک طهّر صدرک عن کلّ الاشارات ليتجلّى عليه انوار شمس ذکر اسم ربّک و تکون من الموقنين. ثمّ اعلم بان حضر بين يدينا کتابک و شهدنا ما فيه و کنّا من الشّاهدين. و عرفنا ما فيه من مسائل الّتى سئلت عنها و انّا کنّا مجيبين. و لکلّ نفس اليوم يلزم بان يسئل عن اللّه فيما يحتاج به و انّ ربّک يجيبه بآيات بدع مبين. و اما ما سئلت فى المعاد فاعلم بانّ العود مثل البدء کما انت تشهد البدء کذلک فاشهد العود و کن من الشّاهدين. بل فاشهد البدء نفس العود و کذلک بالعکس لتکون علی بصيرةٍ منير. ثمّ اعلم بانّ کلّ الاشياء فى کلّ حين تبدء و تعود بامر ربّک المقتدر القدى‌ر. و امّا عود الّذى هو مقصود اللّه فى الواحه المقدّس المنيع و اخبر به عباده هو عود الممکنات فى يوم القيامة و هذا اصل العود کما شهدت فى ايّام اللّه و کنت من الشّاهدين. و انّه لو يعيد کلّ الاسماء فى اسم و کلّ النّفوس فى نفسٍ ليقدر و انّه لهو المقتدر القدير. و هذا لعود يحقّق بامره فيما اراد و انّه لهو الفاعل المريد. و انّک لا تشهد فى الرّجع و العود الّا ما حقّق به هذان و هو‌کلمة ربّک العزيز العليم. مثلاً انّه لو يأخذ کفّاً من الطّين و يقول هذا لهو الّذى اتّبعتموه من قبل هذا لحقّ بمثل وجوده و ليس لاحد ان يعترض عليه لانّه يفعل ما يشاء و يحکم ما يريد. و انّک لا تنظر فى هذا المقام الی الحدود و الاشارات بل فانظر بما حقّق به الامر و کن من المتفرّسين. اذاً نصرّح لک ببيان واضح مبين لتطّلع بما اردت من مولاک القديم. فانظر فى يوم القيامة لو يحکم اللّه علی ادنى الخلق من الّذين آمنوا باللّه بانّ هذا اوّل من آمن بالبيان انّک لا تکن مريباً فى ذلک و کن من الموقنين. و لا تنظر الی الحدود و الاسماء فى هذا المقام بل بما حقّق به اوّل من آمن و هو الايمان باللّه و عرفان نفسه و الايقان بامره المبرم الحکيم. فاشهد فى ظهور نقطة البيان جلّ کبريائه انّه حکم لاوّل من آمن بانّه محمّد رسول اللّه هل ينبغى لاحدٍ ان يعترض و يقول هذا عجمىٌّ و هو عربىٌّ او‌هذا سمى بالحسين و هو کان محمّداً فى الاسم لا فو نفسى اللّه العلىّ العظيم. و انّ فطن البصير لن ينظر الی الحدود و الاسماء بل ينظر بما کان محمّد عليه و هو امر اللّه و کذلک ينظر فى الحسين علی ما کان عليه من امر اللّه المقتدر المتعالی العليم الحکيم. و لمّا کان اوّل من آمن باللّه فى البيان علی ما کان عليه محمّد رسول اللّه لذا حکم عليه بانّه هو هو او بانّه عوده و رجعه و هذا المقام مقدّس عن الحدود و الاسماء و لا يرى فيهذا الّا اللّه الواحد الفرد العليم. ثمّ اعلم بانّه فى يوم الظّهور لو يحکم علی ورقةٍ من الاوراق کلّ الاسماء من اسمائه الحسنى ليس لاحدٍ ان يقول لمَ و بمَ و من قال فقد کفر باللّه و کان من المنکرين. ايّاک ايّاک انّک لا تکن بمثل اهل البيان لانّ اکثرهم قد ضلّوا و اضلّوا و نسوا عهد اللّه و ميثاقه و اشرکوا باللّه الواحد الفرد الخبير. و ما عرفوا نقطة البيان لانّهم لو‌عرفوه بنفسه ما کفروا بظهوره فى هذا الهيکل المشرق المنير. و انّهم لمّا کانوا ناظراً الی الاسماء فلمّا بدّل اسمه الاعلى بالابهى عمت عيونهم و ما عرفوه فى تلک الايّام و کانوا من الخاسرين. و انّهم لو عرفوا نفسه بنفسه و بما ظهر من عنده ما انکروه فى هذا الاسم المبارک البديع الّذى جعله اللّه سيف امره بين السّموات و الارضين و يفصل به بين الحقّ و الباطل من يومئذٍ الی يوم الّذى يقوم النّاس لربّ العالمين. ثمّ اعلم بانّ يوم الظّهور يعود کلّ الاشياء عمّا سوى اللّه و کلّها فى صقع واحد و لو کان من اعلاها او ادناها و هذا لعودٌ لن يعرفه احدٌ الّا بعد امر اللّه و انّه لهو الآمر فيما يريد. و بعد القاء کلمة اللّه علی الممکنات من سمع و اجاب انّه من اعلی الخلق و لو يکون من الّذين يحملون الرّماد و من اعرض هو من ادنى العباد و لو يکون عند النّاس وليّاً و يکون عنده کتب السّموات و الارضين. فانظر بعين اللّه فيما نزّلناه لک و ارسلناه اليک و لا تنظر الی الخلق و ما عندهم و انّ مثلهم اليوم کمثل عمىّ يمشى فى ظلّ الشّمس و يسئل ماهى اهل هى اشرقت ينفى و ينکر و لا يکون من المستشعرين. لن يعرف الشّمس و لن يعرف ما حال بينه و بينها و يصيح فى نفسه و يعترض و يکون من المعرضين. هذا شأن هذا الخلق دعهم بانفسهم و قل لکم ما اردتم و لنا ما نريد فسحقاً للقوم المشرکين. ثمّ اعلم بانّ ظهور القبل حکم العود و الحيات علی الارواح فى يوم القيامة و لو انّ لکلّ شيئ عود و رجع و لکن انّا لا نحبّ بان نذکر ما لا ذکر فى البيان لئلّا يرفع ضجيج المبغضين. فيا ليت يرفع ما حال بين النّاس و بارئهم ليشهدوا سلطنته اللّه و عظمته و يشربوا من معين الکوثر و السّلسبيل ثمّ يترشّح عليهم بحور المعانى و يطهّرهم عن رجس کلّ مشرک مريب. و امّا ما سئلت من العوالم فاعلم بانّ للّه عوالم لا نهاية بما لا نهاية لها و ما احاط احدٌ بها الّا نفسه العليم الحکيم. تفکّر فى النّوم و انّه آية الاعظم بين النّاس لو يکوننّ من المتفکّرين. مثلاً انّک ترى فى نومک امراً فى ليل و تجده بعينه بعد سنةٍ او‌سنتين او‌ازيد من ذلک او‌اقلّ و لو يکون العالم الّذى انت رأيت فيه ما رأيت هذا العالم الّذى تکون فيه فيلزم ما رأيت فى نومک يکون موجوداً فى هذا العالم فى حين الّذى تراه فى النّوم و تکون من الشّاهدين. مع انّک ترى امراً لم يکن موجوداً فى العالم و يظهر من بعد اذاً حقّق بانّ عالم الّذى انت رأيت فيه ما رأيت يکون عالماً آخر الّذى لا له اوّل و لا آخر و انّک ان تقول هذا العالم فى نفسک و مستوىّ فيها بامر من لدن عزيز قدير لحقٌ و لو تقول بانّ الرّوح لمّا تجرّد عن العلائق فى النّوم سيّرة اللّه فى عالم الّذى يکون مستوراً فى سرّ هذا العالم لحقٌ و انّ للّه عالمٌ بعد عالم و خلقٌ بعد خلق و قدّر فى کلّ عالم ما لا يحصيه احدٌ الّا نفسه المحصى العليم. و انّک فکّر فيما القيناک لتعرف مراد اللّه ربّک و ربّ العالمين و فيه کنز اسرار الحکمة و انّا ما فصّلناه لحزن الّذى احاطنى من الّذين خلقوا بقولی ان انتم من السّامعين. فهل من ناصرٍ ينصرنى و يدفع عنّى سيوف هؤلاء المعرضين. و هل من ذى بصر ينظر کلمات اللّه ببصره و ينقطع عن انظر الخلائق اجمعين. و انّک يا عبد نبىّ عباد اللّه بان لا ينکروا ما لا يعقلوه. قل فاسئلوا اللّه بان يفتح علی قلوبکم ابواب المعانى لتعرفوا ما لا عرفه احد و انّه لهو المعطى الغفور الرّحيم. و امّا ما سئلت فى اوامر اللّه فاعلم بانّ کلّما حدّد فى الکتاب حقّ لا ريب فيه و علی الکلّ فرض بان يعملوا بما نزّل من لدن منزل عليم و من يترکه بعد علمه به انّ اللّه برىءٌ عنه و نحن برءاء منه لانّ اثمار الشّجرة هى اوامره و لن يتجاوز عنه الّا غافل بعيد. و امّا الجنّة حقّ لا ريب فيه و هى اليوم فى هذا العالم حبّى و رضائى و من فاز به لينصره اللّه فى الدّنيا و بعد الموت يدخله فى جنّة عرضها کعرض السّموات و الارض و يخدّمنه حوريّات العزّة و التّقديس فى کل بکور و اصيل و يستشرق عليه فى کلّ حين شمس جمال ربّه و ليستضيئ منها علی شأن لن يقدر احدٌ ان ينظر اليه کذلک کان الامر و لکنّ النّاس هم فى حجاب عظيم. و کذلک فاعرف النّار و کن من الموقنين و لکلّ عملٍ جزاء عند ربّک و يشهد بذلک نفس امر اللّه و نهيه و لو لم يکن للاعمال جزاء و ثمر ليکون امره تعالی لغواً فتعالی عن ذلک علوّاً کبيراً. و لکنّ المنقطعين لن يشهدنّ العمل الّا نفس الجزاء و انّا لو نفصّل ذلک ينبغى ان يکتب الواحاً عديدةً تاللّه الحقّ انّ القلم لن يحرّک بما ورد علی صاحبه و يبکى و ابکى ثمّ تبکى عين العظمة خلف سرادق الاسماء علی عرش اسمه العظيم. و انّک صفّ قلبک انّا نفجّر منه ينابيع الحکمة و البيان لتنطق بها بين العالمين. ان افتح اللّسان علی البيان فى ذکر ربّک الرّحمن و لا تخف من احدٍ فتوکّل علی اللّه العزيز الحکيم. قل يا قوم ان اعملوا ما عرفتم فى البيان الفارسى و ما لا عرفتموه فاسئلوا من هذا الذّکر الحکيم ليبيّن لکم ما اراد اللّه فى کتابه و انّ عنده ما کنز فى البيان من لدن مقتدرٍ قدير. و اما ما سئلت فيما اخبرنا العباد حين الخروج عن العراق فى انّ الشّمس اذا غابت تتحرّک طيور الّيل و ترفع رايات السّامرى تاللّه قد تحرّک الطّيور فى تلک الايّام و نادى السّامرى فطوبى لمن عرف و کان من العارفين. ثمّ اخبرناهم بالعجل تاللّه کلّ ما قد اخبرناهم قد ظهر و لا مرّد له الّا بان يظهر لانّه جرى من اصبع عزٍّ قدير. و انّک انت فاسئل اللّه بان يحفظک من شرّ هؤلاء و يقدسک من اشارات المعرضين. فاشدد ظهرک لنصرة الامر و لا تلتفت الی ما يخرج من افواه ملأ البيان لانّهم لا يعرفون شيئاً و ما اطّلعوا باصل الامر فى هذا النّبأ الاعظم. کذلک الهمناک و القيناک ما تغنى به عن ذکر العالمين. و البهاء عليک و علی الّذينهم يسمعون قولک فى اللّه ربّک و تکوننّ من الرّاسخين. و الحمد للّه ربّ العالمين.

الاعظم العظيم

قد فتح باب البيان و ظهر غلام المعانى و کان فى يده اليمنى کأس من سلسبيل رحمة ربّکم العلىّ العظيم. مرّةً تجد عمّا فيها اثر النّار بما تحترق منه احجاب العالمين و طوراً تجد منه اثر النّور و به تستضيىء افئدة العارفين و تارةً تراه ماء الحيوان لانّ به احيى اللّه کلّ عظم رميم. طوبى لمن اخذها باسم ربّه و شرب بذکرى العزيز الحکيم. ان اتّحدوا فى امر اللّه بذلک يرفع امره بين العباد انّه لهو العالم الخبير. عليکم بالتّقوى فى دين اللّه لعمرى انّه قميصى طوبى لمن فاز بهذا القميص المنير. انّ ربّک لا يشغله شيئ عن شيئ و لو يحکم علی السّماء حکم الارض ليس لاحدٍ ان يعترض عليه و لو يتصرّف فيما علی الارض ليس لاحد ان يقول لمَ او بمَ. قد نطق کلّ شيئ بانّه هو الحاکم علی ما يريد. هذا شأن اللّه بين عباده و سلطانه لبريّته قد ختم هذا المقام بهذا المنظر الکريم. معذلک اظهرنا نفسنا بلباس التّقوى فضلاً من لدنّا انّ ربّک لهو الغفور الرّحيم. انّ الّذين تجاوزوا عمّا حدّد فى الکتاب و يعملون بغير ما اذن اللّه لهم اولئک من الخائنين. و الّذين ارتکبوا ما نهوا عنه انّهم من الغافلين. تخلّقوا بما امرناکم به فى الالواح ليظهر تقديس امر ربّکم بين العباد بذلک تستضيئ وجوه المقرّبين. قل انتم فى بيوتکم و سلطان البيت يذکّرکم فى هذا السّجن العظيم و يريد ان يجعلکم ملوکاً فى ممالک ملکوته و ورّاثاً فى جبروته العزيز المنيع. لا تحزن من الّذين کفروا توکّل فى کلّ الامور علی اللّه العزيز الحميد على شأن تجدنّ منک المخلصون نفحات الرّضوان. کذلک ينبغى لمن آمن بربّه العزيز الفريد.


Table of Contents: Albanian :Arabic :Belarusian :Bulgarian :Chinese_Simplified :Chinese_Traditional :Danish :Dutch :English :French :German :Hungarian :Íslenska :Italian :Japanese :Korean :Latvian :Norwegian :Persian :Polish :Portuguese :Romanian :Russian :Spanish :Swedish :Turkish :Ukrainian :